اللجوء إلى السلطان شأن المبتدعة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
﴿ يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾
﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً﴾
﴿يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً﴾
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
إن أخانا الفاضل الشيخ مرتضى بن محمد بن سالم التوي العدني من إخواننا المستقيمين على دين الله وما عرفنا به إلا على المنهج السلفي والدفاع عليه
أما قول عبدالرحمن العدني المنحرف
((مرتضى العدني أبو بلال الذي في صبر ومن معه من الشباب (المفسدين) ، لو كانت هناك دولة وصرامة أنه يدخل السجن وما نرضى أن يخرج حتى يرجع الأبناء الذين خدعوهم وأخذوهم بدون إذن آباءهم)).
على أخينا مرتضى بن محمد بن سالم التوي العدني
مما فوجئنا به في هذه الأيام .
واللجوء إلى السلطان شأن المبتدعة في كل زمان ومكان وهو من أعمال الجاهلية ؛ لفقدهم الدليل المقنع، فيلجَئون إليه، ويداهنونه، ويطْرُونه، ليدافع عنهم وعن باطلهم، ويدفع خطر خصومهم
ولا يفزعون إلى الدليل وإنما عند العجز يفزعون إلى السلطان .
فقد قال الإمام محمد بن عبد الوهاب: في "مسائل الجاهلية": «الثانية والستون: كونهم إذا غُلِبوا بالحجة فزعوا إلى السيف والشكوى إلى الملوك، ودعوى احتقار السلطان، وتحويل الرعية عن دينه, قال تعالى: ( أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأرْضِ [الأعراف: ١٢٧»])
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في النونية:
إن كنتم فحولا فابرزوا ::: ودعوا الشكاوي حيلة النسوان
وإذا اشتكيتم فاجعلوا الشكوى إلــــ ::: ى الوحيين لا القاضي ولا السلطان
وقد ابتلى الله المؤمنين الصادقين الأولين والذين اتبعوهم بإحسان سائرون طريقهم لا محالة وقد جمع في هذا الباب أبو فيروز الإندونيسي موضوعاً أسمهاه:دفع الغمّة بوشاية المبطلين و المبتدعة إلى الولاة بأهل السنة" فكفى ووفى جزاه الله خيراً وهو منشور في الشبكة ويمكنك تحميله من هنا وسأقتطف منه مقتفات يسيرة منها:
ابتلاء سعيد بن زيد رضي الله عنهم
عن عروة : أن أروى بنت أويس ادعت على سعد بن يزيد رضي الله عنهما أنه أخذ شيئاً من أرضها، فخاصمته إلى مروان ابن الحكم. فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئاً بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ قال: وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: «من أخذ شبراً من الأرض ظلماً طوقه إلى سبع أرضين». فقال له مروان: لا أسألك بينة بعد هذا. فقال: اللهم إن كانت كاذبة فعم بصرها، واقتلها في أرضها .
قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها، ثم بينا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت. (أخرجه البخاري (3198) ومسلم (1610
ابتلاء الإمام أحمد رحمه الله بإغراء ذا سلطان عليه:
قال محمد بن إبراهيم البوشنجي رحمه الله:
ذكروا أن المعتصم ألان في أمر أحمد لما علق في العقابين، ورأى ثباته وتصميمه وصلابته، حتى أغراه أحمد بن أبي دواد، وقال: يا أمير المؤمنين، إن تركته، قيل: قد ترك مذهب المأمون، وسخط قوله، فهاجه ذلك على ضربه.
وقال صالح: قال أبي: ولما جئ بالسياط، نظر إليها المعتصم، فقال: ائتوني بغيرها، ثم قال للجلادين: تقدموا، فجعل يتقدم إلي الرجل منهم، فيضربني سوطين، فيقول له: شد، قطع الله يدك ! ثم يتنحى ويتقدم آخر، فيضربني سوطين، وهو يقول في كل ذلك: شد، قطع الله يدك ! فلما ضربت سبعة عشر سوطا، قام إلي، يعني: المعتصم، فقال: يا أحمد، علام تقتل نفسك ؟ إني والله عليك لشفيق، وجعل عجيف ينخسني بقائمة سيفه، وقال: أتريد أن تغلب هؤلاء كلهم ؟ وجعل بعضهم يقول: ويلك ! إمامك على رأسك قائم. وقال بعضهم: يا أمير المؤمنين، دمه في عنقي، اقتله، وجعلوا يقولون: يا أمير المؤمنين، أنت صائم، وأنت في الشمس قائم! فقال لي: ويحك يا أحمد، ما تقول ؟ فأقول: أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسول الله أقول به.
فرجع وجلس... إلخ ("سير أعلام النبلاء"/11 / ص 251/ترجمة الإمام أحمد بن حنبل)
ابتلاء شيخ الإسلام رحمه الله بإغراء ذا سلطان عليه:
فلما تكلم شيخ الإسلام رحمه الله في أهل الاتحادية بمصر تحزب عليه الصوفية حتى سجن رحمه الله في حبس القضاة بسنة ونصف.
وفي سنة (707هـ) أيضا توسع الحاقدون الكلام في شيخ الإسلام رحمه الله حتى حبس رحمه الله في سجن الحاكم بحارة الديلم، فتغير الحبس من مجلس المعاصي والضياع إلى مجلس العلم والعبادة والدروس والفتيا، وحتى إن بعض المحبوسين رفضوا الخروج من السجن.
وفي سنة (707هـ) أيضا شكا شيخ من شيوخ الصوفية بالقاهرة لأن شيخ الإسلام رحمه الله أفتى بعدم جواز الاستغاثة بغير الله. فخيرته الدولة بين أشياء: الإقامة بدمشق، أو الاسكندرية بشروط، أو الحبس. فاختار الحبس رحمه الله .
وفي سنة (710هـ) حصلت مؤامرة بدمشق لقتل شيخ الإسلام رحمه الله من قبل غلاة الصوفية لأنه رحمه الله أفتى بالنهي عن الشد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ولم يرض السلطان بقتله ولكن حبسه بقلعة دمشق ونهاه عن الفتيا. فلما وصل الخبر بذلك إلى بغداد قام جماعة من علمائها بنصر شيخ الإسلام رحمه الله وتأييده وأنه على الحق.
(اقرأ الأخبار في "الانتصار لشيخ الإسلام رحمه الله للإمام ابن عبد الهادي رحمه الله ص241-352).
كان هذا في القديم وأما في هذا العصر فمشى الحزبيون طريق من كان قبلهم من المتبدعة فمن هذا الباب:
ما قاله الشيخ أحمد النجمي رحمه الله:
وقبل سنوات حصل في بعض المناطق أن ادعى الحزبيون على رجل من خيار طلاب العلم إمام مسجد وخطيبه ادعوا عليه أنه فعل فاحشة اللواط في طفل، وبقيت هذه الدعوى في الدوائر الحكمية مدة مع أنه متزوج، وله أولاد، ولحيته ملء صدره. اهـ ("الرد المحبّر" ص133)
بل الشيخ أحمد النجمي رحمه الله نفسه ابتلي بجريمة الحزبيين من طريق الحكومة.
قال رحمه الله في حملات إبراهيم بن حسن الشعبي: ... لكن إبراهيم حسن له هوى في جانبي، وزاد الطين بلة –كما يقولون- كوني استنكرت الحزبيات، وبينت ما فيها في عدة مناسبات، وألفت بعض الكتب في بيان ما في تلك المناهج الحزبية من مخالفات للشرعية الإسلامية، لذلك انبرى إبراهيم حسن منتصراً لهم ... –إلى قوله رحمه الله: - فأبى أن يسمع كلامي، وأصرّ إلا أن يتعبني، وكتب إلى القاضي، وجلسنا عنده عدة جلسات ... إلخ. ("دحر الهجمة الحزبية" ص32-34/للشيخ النجمي(
ومن هذا الباب أيضا:
أن الشيخ أبا عبد الرحمن جميل بن عبدة الصلوي حفظه الله لما ألقى بعض المحاضرات في سودان، انطلق بعض الحزبيين إلى مركز الشرطة وكذبوا عليه، فجاء بعض الشرط فاستدعاه وبعض الطلاب إلى مركزهم، فسألوهم بعض أسئلة، فلا يرون ما يجلب الريبة، فيعتذرون ويقولون: (جاءنا بعض أناس شكوكم، وقالوا إنكم غرباء، وعندكم أسلحة).
ومن هذا الباب أيضاً:
أن جماعة من علماء الزيدية بمحافظة صعدة –في أيام ثورتهم قبل ثلاث سنين- يطلبون من الحكومة اليمنية إغلاق مركز أهل السنة والحماعة بدماج –حرسها الله
وقد ذكر شيخنا أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله أتباع عبد الرحمن العدني يغرّرون ببعض طلبة العلم الذين لم يوافقوهم في تعصّبهم إلى الحكومة. ("التنبيهات المهمة" ص3 لشيخنا حفظه الله).
انتهى كلام أبي فيروز حفظه الله ورعاه.
وقد رد العلامة الإمام الوادعي رحمه الله من يدندن رفع قضايا الجرح والتعديل إلى المحاكم رداً مفحماً وأبان أن هذا طريق العاجزين عن العلم ، يمكنك أستماعه من هنا ، وأبان أيضاً رحمه الله أنه طرق الحزبيين مثل الإخوان المفسلين ، يمكنك إستماعه من هنا.
فالحزبيون ورثوا هذه الصفة الذميمة من المتبدعة القدماء فهنيئا لهم أن يكون الحزب البربراوي ورثتهم ، وهنيئا لحزب البربراوي أن يكون الحزبيون سلفهم فـ(إن لكل خلف سلفا ولكل قوم وارثا) كما قاله فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد في "الإنتصار لأهل السنة/ص136-137).
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله
ولكن ليس هذا الوارث كذاك الوارثولا يستوي من موروثه الرسول ومن موروثهم المنافقون اهـ ("مدارج السالكين" /ج 1 / ص 355/فصل: وأما النفاق).
وقال رحمه الله في شأن الرسل وأعدائهم:
لا بد أن يرث الرسول وضده....... في الناس طائفتان مختلفتان
فالوارثون له على منهاجه .......والوارثون لضده فئتان
أحداهما حرب له ولحزبه....... ما عندهم في في ذاك من كتمان
فرموه من ألقابهم بعظائم....... هم أهلها لا خيرة الرحمن
فأتى الألى ورثوهم فرموا بها....... وراثه بالبغي والعدوان
هذا يحقق ارث كل منهما....... فاسمع وعه يا من له أذنان
والآخرون أولوا النفاق فاضمروا....... شيئا وقالوا غيره بلسان
اهـ ("القصيدة النونية" - 1 / ص 401/شرح الهراس).
وقال فضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله
في الفرق الضالّة: لا بد لكلّنحلة من مورّث ووارث، فبئس المورّث وبئس الوارث والموروث. ("قطوف من نعوت السلف" له ص39).
وقال الشيخ ريبع المدخلي حفظه الله:
لكل قوم وارث كما يقال ("شرح عقيدة السلف" ص332).
نقلاً من "دفع الغمة".
هذا بحث لأبي محمد سعيد بن حسن السعدي
جزاه الله خيراً على هذا البيان والتوضيح الكافي
تعليق