هذه نصيحتى لأحد الأخوة سأرسلها له فيما بعد رأيت نشر ها للفائدة وتعقيب الأخوة
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،، أما بعد :
فقد قال البربهاري رحمه الله: إذا رأيت الرجل رديء الطريق والمذهب فاسقا فاجرا صاحب معاص ظالما وهو من أهل السنة فاصحبه واجلس معه فإنه ليس تضرك معصيته وإذا رأيت الرجل عابدا مجتهدا متقشفا محترفا بالعبادة صاحب هوى فلا تجلس معه ولا تسمع كلامه ولا تمشي معه في طريق فإني لا آمن أن تستحلي طريقه فتهلك معه.
رأى يونس بن عبيد ابنه وقد خرج من عند صاحب هوى فقال: [يا بني من أين خرجت قال
من عند عمرو بن عبيد قال يا بني لأن أراك خرجت من بيت هيتي أحب إلي من أن أراك خرجت من بيت فلان وفلان ولأن تلقى الله زانيا سارقا خائنا أحب إلي من أن تلقاه بقول أهل الأهواء] .
أفلا تعلم أن يونس قد علم أن الهيتي لا يضل ابنه عن دينه وأن صاحب البدعة يضله حتى يكفره. أهـ كلام البربهاري
وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (28/470) «ولهذا اتفق أئمة الإسلام على أن هذه البدع المغلّظة شرٌّ من الذنوب التي يعتقدُ أصحابُها أنها ذنوب» وقال في (20/103) : «أن أهل البدع شرٌّ من أهل المعاصي الشهوانية , بالسنة والإجماع» .
الأدلة من السنة الشريفة على صحة الإجماع المنقول من شيخ الإسلام على أن البدع وأهلها شر من المعاصي وأهلها:
أخرج البخاري في صحيحه عن عمرَ بن الخَطاب أن رجلاً كان على عهدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يُلقبُ حِماراً وكان يُضحكُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم قد جَلدَهُ في الشراب، فأُتيَ به يوماً فأمرَ به فجُلدَ، فقال رجلٌ منَ القوم: اللهمَّ العَنْهُ، ما أكثرَ ما يؤتى به! فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تَلعَنوهُ، فو الله ما علمتُ إلا أنه يحبُّ الله ورسوله» .
وروى مالك في موطأه عن زَيدِ بْنِ أَسْلَمَ،؛ أَنَّ رَجُلاً اعْتَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ بِالزِّنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله. فَدَعَا لَهُ رَسُولُ الله بِسَوْطٍ فَأُتِيَ بِسَوْطٍ مَكْسُورٍ. فَقَالَ: «فَوْقَ هـ?ذَا» فَأُتِيَ بِسَوطٍ جَدِيدٍ، لَمْ تُقْطَعْ ثَمَرَتُهُ فَقَالَ: «دَونَ هـ?ذَا» فَأتِيَ بِسَوطٍ قَدْ رُكِبَ بِهِ وَلاَنَ. فَأَمَرَ به رَسُولُ الله فَجُلِدَ. ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ. قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ الله. مَنْ أَصَابَ مِنْ هـذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئاً، فَلَيَسْتَتِرِ بِسِتْرِ الله. فَإنَّهُ مَنْ يُبْدِ لَناَ صَفْحَتَهُ، نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ الله» . ووصله الحاكم في مستدركه وقال على شرط الشيخين.
وأخرج البخاري في صحيحه عن أنسَ بن مالكٍ رضيَ الله عنه يقول: «جاء ثلاثةُ رَهْطٍ إلى بيوتِ أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم يسألونَ عن عبادةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلما أُخبروا كأَنهم تَقالُّوها، فقالوا: وأينَ نحنُ منَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قد غَفر اللهُ لهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ وماتأخَّر. قال أحدُهم: أما أنا فأنا أصلِّي الليلَ أبداً. وقال آخر: أنا أصومُ الدهرَ ولا أُفطر. وقال آخر: أنا أعتزِلُ النساء فلا أتزوَّجُ أبداً. فجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنتُم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما واللهِ إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصومُ وأُفطر، وأصلِّي وأرقُد، وأتزوجُ النساء، فمن رغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مني» .متفق عليه
فالفاسق يقال له أستتر بستر الله ويقال لمن يلعنه لا تلعنه , أما الرجل الصالح المتبتل الراغب في زيادة العمل فيقال له من رغب عن سنتي فليس مني!!
هل المبتدع عدل بإطلاق؟= لا فالبدعة في ذاتها مسقطه للعدالة وهناك من الائمة من لا يقبل للمبتدعة رواية مثل الإمام مالك , وهناك من لا يرضى أن يحدثهم مطلقاً كزائدة بن قدامة والبخاري وهو البخاري روى للخارجي عمران بن حطان الذي مدح الهالك ابن ملجم قاتل علي بن ابي طالب رضي الله عنه!!
فهولاء الخوارج قد جرحهم الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام فكيف يكونوا عدولاً من بعد هذا الجرح النبوي؟
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله:
وينبغي ان يقيد قولنا بقبول رواية المبتدع إذا كان صدوقا ولم يكن داعية بشرط ان لا يكون الحديث الذي يحدث به مما يعضد بدعته ويشيدها فانا لا نأمن حينئذ عليه غلبة الهوى والله الموفق.
شبهة : لايحل هجر المبتدع فوق ثلاث = الرد : عن عبدِ الله بن مُغفَّلٍ أنه رأى رجلاً يَخذف فقال له: «لا تخذفْ، فإِنَّ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف ـ أو كان يَكرهُ الخَذف ـ وقال: إنهُ لا يُصادُ به صَيدٌ ولا يُنكأُ به عَدوٌّ، ولكنَّها قد تَكسِرُ السنَّ، وتفقأ العين. ثمَّ رآهُ بعد ذلك يخذِفُ فقال له: أُحدِّثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الخَذفِ ـ أو كرهَ الخَذف ـ وأنت تخذِف؟ لا أكلِّمك كذا وكذا» .صحيح البخاري
قال الحافظ ابن حجر: وفي الحديث جواز هجران من خالف السنة وترك كلامه، ولا يدخل ذلك في النهي عن الهجر فوق ثلاث فإنه يتعلق بمن هجر لحظ نفسه. أهـ
قلت: ومن هذا الباب يكون هجر أهل البدع كما فعل ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع صبيغ بن عسل رحمه الله.
بماذا يجاهد أهل البدع ؟= قال الشيخ تقي الدين : بالسياط الشرعية تبطل الأحوال الشيطانية وإلا فبالسيوف المحمدية
تركتم اليهود والنصاري وتقولون هذا فينا؟. = قال الشيخ تقي الدين : اليهود والنصارى يقرون بالجزية على دينهم المكتوم في دورهم، والمبتدع لا يقر على بدعته.
شبهة : الله لم يخلق شرا محضا وهذا يشمل الكافر فكيف بالمؤمن ؟وإذا كان المسلم مأمورا بالعدل مع الكافر فكيف بالمؤمن؟ = الردكما أن قتال الكفار لم يمنع إقامة العدل لهم , كذلك هجر المبتدع وذمه والتنفير عنه لا يمنع من استيفاء حقوقه من قِبَل المؤمن الهاجر
شبهة : الأصل اللين مع المبتدعة = الرد هذا خطأ بل الأصل في أهل البدع قوله عليه الصلاة والسلام: " من رغب عن سنتي فليس مني " فالأصل الشدة ومن ذلك إنكار النبي عليه الصلاة والسلام على خيار الصحابة الرهبانية التي عزم على فعلها وشدد عليه الصلاة والسلام عليهم حتى قال من رغب عن سنتي فليس مني.
ومن ذلك فعل عمر مع صبيغ حتى روى ابن حجر في ترجمه صبيغ أنه ضُرب مائة سوط فلما برئ دعاه فضربه مائة أخرى ثم حمله على قتب وكتب إلى أبي موسى حرم على الناس مجالسته وفي رواية وكتب إلينا عمر لا تجالسوه قال فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا.
شبهة : عظم السلف بعض من عنده بدعة كقتادة بن دعامة القدري وانظر تفريقهم بين الداعية وغير الداعية، وبين المعاند والمتأوّل. أهـ
الرد: لا يؤخذ المنهج من أفراد الآثار وقضايا الأعيان وما كان على خلاف الأصل لا يجعل عاما ولا تلغى القاعدة بالشواذ
شبهة : المبتدع أفضل من الفاسق = الرد نقل شيخ الاسلام ابن تيمية الإجماع على العكس وبناءً عليه يكون الأصل في المبتدع أنه شر من الفاسق وهل المعاصى أشد من البدع ؟ اين أنت من قول النبي صلى الله عليه وسلم ((وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة)) ونقلب الدليل عليكم فنقول هناك الكثير من الفساق يحافظون على الصلوات ويبتعدون عن الشركيات والبدع ثم إن كثيراً من البدع هي الكفر بعينه وليست بريد الكفر
كمثل تجويز الإستغاثة بالأموات،وتعطيل الصفات، وإنكار الرؤية، ودعوى علم الأنبياء الغيب وغيرها _ وهذا لا يعني تكفير أصحابها فتنبه _
ولا ننكر أن كثيراً من الفساق يقعون في الشركيات والبدع ولكن ذلك هو نتاج علماء السوء من أهل البدع .
شبهة : عن يعقوب بن يوسف المطوّعي (وهو أحد تلامذة أحمد الثقات الأثبات) : «كان عبد الرحمن بن صالح الأزدي رافضيًّا، وكان يغشى أحمد بن حنبل، فيقرّبه ويدنيه. فقيل له: يا أبا عبد الله، عبد الرحمن رافضي، فقال: سبحان الله! رجلٌ أحب قومًا من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) نقول له: لا تحبهم؟!! هو ثقة» .
ولمّا أنكر خلف بن سالم على يحيى بن معين ذهابَه إلى هذا الراوي (عبد الرحمن بن صالح الأزدي) ، قال له ابن معين: «اغْرُبْ، لا صلّى الله عليك! عنده والله سبعون حديثًا، ما سمعت منها شيئًا» . وقال عنه ابن معين مّرّةً أخرى: «ثقةٌ صدوقٌ شيعيٌّ، لأن يخرَّ من السماء أحبُّ إليه من أن يكذب في نصفِ حرفٍ»
الرد :
قال الخلال في ((السنة)) (659) : أخبرني محمد بن أبي هارون، ومحمد بن جعفر، أن أبا الحارث حدثهم قال: وجهنا رقعة إلى أبي عبد الله، ما تقول رحمك الله فيمن قال: لا أقول: إن معاوية كاتب الوحي، ولا أقول إنه خال المؤمنين، فإنه أخذها بالسيف غصباً؟ قال أبو عبد الله: هذا قول سوء ردئ، يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون، ونبين أمرهم للناس. وسنده صحيح
فما بالك بمن يطعن في الشيخين ؟ وما ذكرته لا أعلم صحته ويمكن حمله على أن الإمام أحمد لم يرَ من الرجل رفضاً وإنما رأى منه تعظيم لبعض أهل البيت فقط وإلا يقال لأحمد نحن لا نكرهه لحبه لأهل البيت لكن نكرهه بل نكفره لطعنه فى الشيخين.
شبهة : يجوز أخذ العلم عن المبتدعة فكيف لا يوقرون ولا يتتلمذ على أيديهم ؟ = الرد بعض العلماء كمالك يمنع ذلك مطلقا ومن أجاز أجاز لعلة الحفاظ على السنة وبشروط وهى أربعة 1_ ألا تكون بدعته مكفرة (مقدمة ابن الصلاح مع التقييد ص145) 2_ أن يكون صادق اللهجة(الكفاية 120) 3_ألا يكون داعية (الكفاية ص121) 4_ ألا يوجد غيره (مجموع الفتاوي لابن تيمية 28/212)
وقد زالت العلة والشروط الأربعة تتخلف كلها أو بعضها فى المعاصرين وأنصحك بمراجعة كتاب (تنبيه أولي الألباب على تحريم الدراسة عند أهل البدع والإرتياب ) للشيخ عبد الله الصوملي فهو مهم
تعليق