الرشاد والإخوان وجهان لعملة واحدة لأخينا رشيد الجزائري

[عبد القادر الشرعبي العديني]

الرشاد والإخوان

وجهان لعملة واحدة

كتبه: أبو عبد الله رشيد المسيلي الجزائري

قرأه وأذن بنشره
فضيلة الشيخ العلامة
يحيى بن علي الحجوري حفظه الله





بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ذكرني فعل محمد بن موسى البيضاني هذه الأيام في اليمن ما كان يفعله علي بن الحاج في الجزائر قبل عشر سنوات، فعلي بن الحاج استغل ثقة الناس بأهل السنة السلفيين، فأظهر انتسابه إليهم؛ لكي يسهل عليه ما يصبوا له من أطماع وأغراض دنيوية، فأسس حزبًا باسمهم سماه «الجبهة الإسلامية للإنقاذ»، دعاء فيه السلفيين الدخول معه في معترك الانتخابات، فزج بنفسه وببعض من اغتر به، دهاليز السياسة، فكانت نتيجة هذا جر البلاد إلى فتنة هوجاء، ودوامة من الدماء أكلت الأخضر واليابس([1])، ولم ينجو منها إلا من سلمه الله تعالى، هذا كله رغم تحذير علماء أهل السنة له آنذاك، وعلى رأسهم العلامة الألباني رحمه الله، لكن كما قال الشاعر:
اسمعت لو ناديت حيًّا *** لكن لا حياة لمن تنادي
وسأذكر لكم باختصار موجزًا لأبرز أوجه الشبه بين الرجلين، عسى أن يجد هذا الكلام آذانًا صاغية، وقلوبًا واعية عند إخواني أهل اليمن:
أولًا: كل من علي بن الحاج الجزائري والبيضاني يدعيان النسبة للدعوة السلفية.
ثانيًا: استحداثهما حزبًا سياسيًا لأول مرة في بلديهما باسم السلفية.
ثالثًا: استغلال محبة الناس في كلا البلدين للسنة وأهلها.
رابعًا: جهل كل منهما بالعلم الشرعي، واعتبارهما أن أهم أصول العلم تتبع الجرائد والمجلات.
خامسًا: طعن كل منهما في علماء أهل السنة، واتهامهم بعدم فقه الواقع، وهذه في الحقيقة فرية قديمة تشبث بها أهل البدع، فقد كان كثير من أهل البدع، كالمعتزلة وغيرهم يلمزون علماء السنة كالشافعي وغيره بأنهم علماء حيض ونفاس وأن علمهم لا يتجاوز سراويل إمرأة([2])...
والمتتبع لحقيقة الأحداث يجد أن علماء أهل السنة هم أفقه الناس بالواقع، وأجهل الناس به الإخوان ومن سار على طريقتهم، من أمثال هذا البيضاني، والواقع خير شاهد على هذا، وسأكتفي لكم بنقل بعض الأحداث المعاصرة، وموقف كل من السلفيين و المتبجحين بفقه الواقع منها؛ لكي يتبين لكم من هو أحق بهذا الوصف.

1- من هم الذين استغلهم الضباط الأحرار في مصر؛ ليصلوا إلى مآربهم، ثم يقضوا عليهم، الإخوان وأضرابهم أم السلفيون؟
2- من هم الذين مناهم بعض الحكام بالعمل بالشريعة، وأظهروا لهم بعض الشعارات الدينية، حتى أعطوهم أفئدتهم، المتبجحون بفقه الواقع، أم السلفيون؟
3- من هم الذين استهزأت بهم أمريكا في قضية أفغانستان، ومن هم الذين لعبت بهم فيها، حتى حكمهم شر المتصوفة؟
4- من هم الذين أفتوا بدخول البرلمانات، ووقعوا في شراك الانتخابات محسنين ظنونهم بالديمقراطيات، مصدقيها حين وعدتهم بالحكم إن كانت لهم الأصوات، وكانت نهايتهم زيارة السجون، وعقد المقاعد في الأموات.
5- من هم الذين خدعهم الخميني بدولته الرافضية، يوم سقط الشاه، فذهبوا لتهنئته، وبعد أن استتب له الحكم انقلب عليهم ونكل بهم شر تنكيل([3]) ، السلفيون أم مدعوا فقه الواقع؟
6- من هم الذين حرّموا الاستعانة بأمريكا وحلفائها في قضية الخليج, وشنعوا على من أفتى فيها، ثم استعانوا وسكتوا عمن استعان بالمليشيات الشيوعية في أفغانستان، وكذا استعانة الأكراد في شمال العراق بالغرب، وكذا استعانة مسلمي البوسنة والهرسك ببعض النصارى، وكذا استعانة حزب جبهة الإنقاذ الجزائرية بالفاتيكان، وكذا استعانة الإخوان المسلمين ومن معها في الثورة الأخيرة في اليمن بأمريكا والأمم المتحدة؛ لإسقاط النظام في اليمن، السلفيون أم المتبجحون بفقه الواقع؟
7- من هم الذين غرهم زعيم حزب البعث العراقي أيام حربه مع الرفض الإيراني، حتى شبهوه بفاتح القادسية([4])؟ السلفيون أم المتبجحون بفقه الواقع؟
8 - ما الذي زج بالجزائر في دوامة من الدماء التي أتت على الأخضر واليابس؟ السلفيون أم المتبجحون بفقه الواقع؟([5])

سادسًا: مودة كل منهما للإخوان المسلمين، والتقارب منهم، ولو على حساب الدعوة السلفية، ومثالًا على ذلك: مساواة البيضاني للمنهج السلفي بدعوة الإخوان المفلسين، بل المتأمل إلى كلامه الدائر بينه وبين الصحفي فوزي الكاهلي، يتبين له تفضيل البيضاني فكر الإخوان على المنهج السلفي، فهاهو عند سؤاله عن وسطية الإخوان المفلسين أجاب: بأن لهم نسبة كبيرة من الوسطية. وعند ذكره للسلفيين ذكر أن جزءًا منهم غير وسطيين، وجماعات منهم لديها جهل مفرط!

وهذا غيض من فيض لتعلم أن الهدف من كل ما يجري في البلاد اليمنية زعزعة الأمن ، وتنفير العباد من دينهم.....وأبرز من خدم أهدافهم في اليمن الإخوان ومن ناوأهم في هذه الفتنة الأخيرة، التي عمت بلاد اليمن، وإن كان عند بعضهم إخلاص، لكن كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: وكم من مريد للخير لم يصبه.
وكما قال الشاعر:
أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل
لكن مع احتراق كرت الإخوان في الساحة اليمنية، وانفضاحه أمام الناس، أخرج من يكيد لهذه البلاد كرتًا آخر، يسمى حزب الرشاد
إشكال: قد يقول قائل: لماذا تتكلمون على الأحزاب الإسلامية الموجودة في الساحة اليمنية، وتسكتون عما سواها، وإن كان فيما سواها شر أكبر؟.
قلت: أولًا: نحن لم نسكت عليها، بل علماؤنا ومشايخنا يردون عليها، ويبينون حالها، وعلى رأسهم شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله، وهذا واضح لمن استمع دروسه، لكن الحقيقة أن الذي يفعل الشر والفساد، وينسبه للدين، ليس كالذي يفعل الشر وينسبه لنفسه، فالأول قد شوه الدين بنسبة هذه الأفعال إليه، ونسب إليه ما ليس منه، فالأولى التحذير منه، وصيانة جناب الدين خلاف الأول، فالأول شره مقتصر على نفسه وعلى من تبعه..
وفي الأخير: أنصح إخواني أهل اليمن، أن يأخذوا علمهم وأمور دينهم من العلماء الناصحين، الآخذين بالكتاب والسنة، لا المتفيقهين من الجرائد والمجلات، والقنوات الإخبارية، الجاهلين بالفتن وأحوالها، فكما قال الحسن البصري: إن هذه الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل.
ورحم الله من قال:
مناي من الدنيا علوم أبثها *** وأنشرها في كل باد وحاضر
دعاء إلى القرآن والسنة التي *** تناسى رجال ذكرها في المحاضر
فقد أبدلوها بالجرائد تارة **** وتلفازهم رأس الشرور والمناكر
ومذياعهم أيضًا فلا تنس شره *** فكم ضاع من وقت بها بالخسائر
ولكم في الجزائر عبرة لمن ألقى السمع وهو شهيد

كتبه: أبو عبد الله رشيد المسيلي الجزائري
مكتبة دار الحديث بدماج
14/جماد أول/1433هـ

---

[1] - قتل في هذه الفتنة التي دامت عشر سنوات أكثر من ثلاث مائة ألف قتيل من الأبرياء انظر كتاب إيقاظ الحائر في بيان جرائم خوارج الجزائر وكتاب كشف الستار عن خوارج الجزائر لأخينا فيصل عطية الحمادي الجزائري

[2] -الإعتصام للشاطبي ص 742 بتحقيق الشيخ سليم حفظه الله

[3] -انظر كتاب أحوال السنة في إيران

[4] - منهم عبد الرحمن عبد الخالق( في بداية الأمر)وهو ممن كان يتهم علمائنا بجهل الواقع!!!

[5] -أنظر كتاب مدارك النظر في السياسة

[عبد الحكيم بن عباس الجيجلي]

نصيحة طيّبة ، جزى الله خيراً أخانا الفاضل رشيد الجزائري

فمحمد بن موسى البيضاني هذا يذكّرنا حقّاً بعلي بن الحاج الخارجي ـ الجزائري ـ فعلي بن الحاج الخارجي بسببه لازلنا نعاني من طامّاته هو وأتباعه في الجزائروقد ذقنا مرارة تلك الأيام ـ قتل وذبح وتعذيب للرجال والنساء و الصبيان ـ وليس راءٍ كما سمِع

فمازال الكثير يعاني الويلات من جرّاء فتنته ، فهناك من فقد عقله ومنهم من فقد عائلته وهناك وهناك ... والله المستعان .

فبسبب علي بن الحاج الخارجي الضال صارت المساجد لاتفتح إلاّ في وقت الصلاة .

وبسببه أصبحت الحلقات ممنوعة منعاً باتا إلاّ ماكان تحت جمعيات أو تحت حزب من الأجزاب المنحرفة .

بسبب فتنته أصبحت المساجد تحت سيطرة الإخوان المفلسين ومن على شاكلتهم .

بسبب فنته ترك كثير من الناس التمسّك بالسنن وحلقوا لحاهم مضادات لعلي بن الحاج وأتباعه وذلك لمّا علموا حيققة الرجل وفساد رأيه.

وبسبب فتنته حصل الكثير والكثير من الشرّ في الجزائر في أيامه

والحمد لله الذي منّ علينا بالأمن والأمان بعد أن فضح الرجل وتركه الناس

فنسأل الله أن يجعل لهذا النصح من أخينا رشيد
قبولاً عند إخواننا اليمنيين