بسم الله الرحمن الرحيم هذه فائدة قيمة للشيخ أحمد بن يحي النجمي رحمه الله من كتابه القيم والمفيد الرد المحبر علي افتراءات وتلبيسات صاحب المجهر ص من 134إلي 138 قال صاحب المجهر الظالم ص24 نتيجة لهذا التوجه فقد وقعوا في أعراض الناس ومعتقداتهم ظلما وعدوانا وطالوا الأموات والأحياء داخل البلاد وخارجها قال الشيخ النجمي رحمه الله إن أهل العلم يقلون باتفاق منهم أن الغيبة جائزة في ستة مواضع
الذم ليس بغيبة في ستة متظلم ومعرف ومحذر
ومجاهر فسقا ومستفت ومن طلب الإعانة في أزلة منكر وهذا واحد منها أن يكون الرجل قد ابتدع بدعة أو عمل منكرا فإن الواجب بيان أمره قال شيخ الإسلام ابن تيمة في الفتاوى ج28)220 وإذا كان الرجل يترك الصلاة ويرتكب المنكرات وقد عاشره من يخاف أن يفسد دينه بين أمره له لتتقي معاشرته إذا كان مبتدعا يدعو إلي عقائد تخالف الكتاب والسنة أو يسلك طريقا يخالف الكتاب والسنة ويخاف أن يضل الناس بذلك بين أمره للناس ليتقو ضلاله ويعلموا حاله ولشيخ الإسلام كلام نفيس في هذا الباب (ج28_222)حيث سئل رحمه الله عن الغيبة هل تجوز علي أناس معينين أويعين شخص بعينه وماحكم ذلك أفتونا بجواب بسيط والظاهر أن المقصود مبسوط ليعلم ذلك الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر فأجاب رحمه الله بكلام طويل أقتطف منه مايناسب المقام قال الحمد لله رب العالمين أصل الكلام في هذاأن يعلم أن الغيبة هي كما فسرها النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لما سئل عن الغيبة فقال (هي ذكرك أخاك بما يكره قيل يارسول الله إن كان في أخي ماأقول قال إن كان فيه متقول فقد اغتبته إن لم يكن فيه متقول فقد بهته) وقال بين صلي عليه وسلم الفرق بين الغيبة والبهتان وأن الكذب عليه بهت له كما قال سبحانه (ولولا إذسمعتموه قلتم مايكون لنا أن نتكلم بهذا سبحنك هذا بهتن عظيم)(النور16)وقال تعالي(ولايأتين ببهتن يفرينه بين أيديهن وأرجلهن)(الممتحنة12) وفي الحديث الصحيح(إن اليهود قوم بهت) فالكذب علي الشخص حرام كله سواء كان الرجل مسلما أوكافرا برا أوفاجرا لكن الافتراء علي المؤمن أشد بل الكذب كله حرام ولكن تباح عند الحاجة الشرعية المعاريض وقد تسمي كذبا إلي أن قال (ص225) إذا تبين هذا فنقول ذكر الناس بما يكرهون هو في الأصل علي وجهين أحدهما ذكرا لنوع والثاني ذكر الشخص المعين الحي أو الميت أما الأول فكل صنف ذمه الله ورسوله يجب ذمه وليس ذلك من الغيبة كما أن كل صنف مدحه الله ورسوله يجب مدحه وما لعنه الله ورسوله لعن كما أن من صلي الله عليه وملائكته يصلي عليه فالله تعالي ذم الكافر والفاجر والفاسق والظالم والغاوي والضال والحاسد والبخيل والساحر وأكل الربا وموكله والسارق والزاني والمختال والفخور والمتكبر الجبار وأمثال هؤلاء كما حمد المؤمن التقي والصادق والبار والعادل والمهتدي والراشد والكريم والمتصدق والرحيم وأمثال هؤلاء وذكر كلاما طويلا إلي أن قال في( ص231) وإذا كان النصح واجبا في المصالح الدينية الخاصة والعامة مثل نقلة الحديث الذين يغلطون أو يكذبون كما قال يحيى بن سعيد سألت مالكا والثوري والليث بن سعيد أظنه والاوزعي عن الرجل يتهم في الحديث أولا يحفظ فقالوا بين أمره وقال بعضهم لأحمد بن حنبل إنه يثقل علي أن أقول فلان كذا وفلان كذا قال إذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتي قيل لأحمد بن حنبل الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إ ليك أو يتكلم في أهل البدع فقال إذا صام وصلي واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجاهد في سبيل الله إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعه ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم علي ذلك واجب علي الكفاية با تفاق المسلمين ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا وأما ألئك يعني المبتدعة فهم يفسدون القلوب ابتداء وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم ( إن الله لاينظر إلي صوركم وأموالكم وإنما ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم ) وذلك أن الله يقول في كتابه (لقد أرسلنا رسلنا بالبينت وأنزلنا معهم الكتب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنفع للناس وليعلم الله من ينصره بالغيب إن الله قوى عزيز) (الحديد 25) فأخبر أنه أنزل الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنه أنزل الحديد كما ذكره فقوام الدين بالكتاب الهادي والسيف الناصر (وكفى بربك هاديا ونصيرا)(الفرقان 31) والكتاب هو الأصل ولهذا أول ما بعث الله رسوله أنزل عليه الكتاب ومكث بمكة لم يأمره بالسيف حتي هاجر وصار له أعوان علي الجهاد وأعداء الدين نوعان الكفار والمنافقون وقد أمر الله نبيه بجهاد الطائفتين في قوله( جهد الكفار والمنفقين وغلظ عليهم)(التحريم 9 التوبة73) في آيتين من القران فإن كان أقوام منافقون يبتدعون بدعا تخالف الكتاب ويلبسونها علي الناس ولم تبين للناس فسد أمر الكتاب وبدل الدين كما فسد دين أهل الكتاب قبلنا بما وقع فيه من التبديل الذي لم ينكر علي أهله وإذا كان أقوام ليسوا منافقين لكنهم سما عون للمنافقين قد التبس عليهم أمرهم حتى ظنوا قولهم حقا وهو مخالف للكتاب وصاروا دعاة إلي بدع المنافقين كما قال تعالي(ولخرجوا فيكم مازادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خللكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمعون لهم)(التوبة47) فلا بد أيضا من بيان حال هؤلاء بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم فإن فيهم إيمانا يوجب موالاتهم وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تفسد الدين فلا بد من التحذير من تلك البدع وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعينهم بل ولو لم يكن قد تلقوا تلك البدعة عن منافق لكن قالوها ضانين أنها هدى وأنها خير وأنها دين ولم تكن كذلك لوجب بيان حالها انتهى ماأردت نقله من جواب شيخ الإسلام رحمه الله وقد تبين من كلام شيخ الإسلام رحمه الله أن أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة يجب بيان حالهم وتحذير الأمة منهم باتفاق المسلمين وأن السكوت عن أصحاب البدع الذين يلبسون علي الناس أمر دينهم أن السكوت عنهم يؤدي إلي إفساد الدين واختلاط الحق بالباطل (كتاب الرد المحبر علي افتراءات و تلبيسات صاحب المجهر) (ص134إلي 138) (تأليف فضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله)