فوائد في تلقي العلم

[فريد أبو عبد الرحمن البرجي]

بسم الله الرحمن الرحيم

v الحمد لله والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
ü فهذه بعض الأدلة من الكتاب والسنة وأثار السلف أن العلم يأخذ بالتلقي والسماع استجابة لله وأمره في قوله " فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [ التوبة : 122 ]
ü ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم "" تسمعون ويسمع منكم ، ويسمع من الذين يسمعون منكم " رواه أحمد وأبو داوود بسند جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما
ü وعن عائذ الله أبي إدريس الخولاني قال: "قام فينا عبد الله عبد الله بن مسعود على درج هذه الكنيسة، فما أنسى أنه يوم خميس فقال أيها الناس عليكم بالعلم قبل أن يرفع، فإن من رفعه أن يقبض أصحابه وإياكم والتبدع والتنطع، وعليكم بالعتيق، فإنه سيكون في آخر هذه الأمة أقوام يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد تركوه وراء ظهورهم" أخرجه البيقهي في المدخل إلى السنن الكبرى بسند صحيح.
ü وعن اسحاق الفروي قال: " سئل مالك، أيؤخذ العلم عمن ليس له طلب ولا مجالسة؟ فقال لا، فقيل أيؤخذ عمن هو صحيح ثقة غير أنه لا يحفظ ولا يفهم ما يحدث؟ فقال: لا يكتب العلم إلا ممن يحفظ ويكون قد جالس الناس وعرف وعمل ويكون معه ورع " أنظر إسعاف المبطأ برجال الموطأ للسبوطي ( ص74 ).
ü وفي الكفاية في معرفة أصول الرواية بسند صحيح عن ابن جابر: " لا يؤخذ هذا العلم إلا عمن شهد له بالطلب، قال أبو زرعة: فسمعت أبا مسهر يقول: إلا جليس العالم فإن ذلك طلبه.
ü وثبت بسند صحيح إلى مالك وسليمان التيمي رحمهما الله، أنه بلغهما عن لقمان الحكيم أنه قال لابنه " يا بني ، جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك " أنظر جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ( 1/438 )
v وبهذا يعلم أن العلم يأخذ بالسماع والتلقي عن أهله الموثقين وصدق قول القائل:
وإنك لن ترى للعلم شيئا يحققه كأفواه الرجال
فكن يا صاح ذا حرص عليه وخذه عن الرجال بلا ملال
ولا تأخذه من صحف فترمى من التصحيف بالداء العضال

ونسـأل الله عـز وجـل الإخـلاص والصـدق والثبـات علـى الديـن