• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( ما نصر الله عز وجل الإسلام بمبتدع) للشيخ أبي حمزة محمد العمودي حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( ما نصر الله عز وجل الإسلام بمبتدع) للشيخ أبي حمزة محمد العمودي حفظه الله

    ما نصر الله عز وجل الإسلام

    بمبتدع


    تأليف

    أبي حمزة محمد بن حسين بن عمر العمودي

    قرأه وأذن بنشره

    الشيخ العلامة المحدث

    يحيى بن علي الحجوري

    شكر الله له

    حمل الرسالة من المرفقات
    الملفات المرفقة

  • #2
    قال الحسن البصري -رحمه الله-
    ( استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة )

    تعليق


    • #3
      ما نصر الله عز وجل الإسلام
      بمبتدع
      تأليف
      أبي حمزة محمد بن حسين بن عمر العمودي
      قرأه وأذن بنشره
      الشيخ العلامة المحدث
      يحيى بن علي الحجوري
      شكر الله له

      بسم الله الرحمن الرحيم

      إن الحمد لله نحمده و نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن اتبع هداه. أما بعد:

      فإن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لعبادته، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56] ، وعبادة الله تعالى مبنية على ركنين أساسيين: الإخلاص لله وحده، والمتابعة والانقياد والموافقة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، عبادة وعملًا، عقيدة وسلوكًا، ظاهرًا وباطنًا، وصحة العبادة وصلاحها تكون بتوفر هذين الركنين، وفساد العبادة واضمحلالها يكون بفساد هذين الركنين أو أحدهما.

      فالزندقة تحصل بفساد هذين الركنين، والرياء أو الشرك الأكبر يحصل بفساد الإخلاص لله تعالى، والبدعة تحصل بفساد المتابعة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وكل بحسبه، فلا تتحقق العبودية الكاملة لله عز وجل، إلا بتوفر هذين الشرطين.

      قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله –كما في مجموع الفتاوى( 1/333 ):وبالجملة فمعنا أصلان عظيمان أحدهما: أن لا نعبد إلا الله. والثاني: أن لا نعبده إلا بما شرع لا نعبده بعبادة مبتدعة. وهذان الأصلان هما تحقيق " شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله " كما قال تعالى {ليبلوكم أيكم أحسن عملا} . قال الفضيل بن عياض: أخلصه وأصوبه. قالوا: يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة. وذلك تحقيق قوله تعالى {فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} .اهـ
      وسائر أهل البدع والأهواء من الحزبيين وغيرهم، كثير من أعمالهم على شفا جرف هارٍ؛ وذلك بسبب ما يحصل لهم من الإخلال في عقائدهم وأحوالهم، سواء كان ذلك في باب الإخلاص، أو في باب المتابعة، والعياذ بالله تعالى.
      ولما كان الأصل في الخوارج عدم المتابعة التامة لهدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والتسليم له عليه الصلاة والسلام، مع ما هم فيه من الاجتهاد في العبادة وبلوغ الجهد فيها، صاروا شر الخلق والخليقة، وكلاب أهل النار، كما أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم، بل رغب في قتالهم وأخبر أنهم شر قتلى تحت أديم السماء، فأي خير يُرجى ويعود نفعه للإسلام والمسلمين، من كان هذا حاله لاسيما وإن من صفات هذه الفرقة المارقة أنهم يدعون أهل الأوثان، ويقتلون أهل الإسلام، كما أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذن هم آلة لأعداء الإسلام، وعكاز يعتمد عليه أعداء الإسلام، ويتكؤون.
      وهم أشد الناس عداوة للعلم وأهله، وهم أشد الناس خروجًا عن أهل العلم، تأريخهم ملطخ بالدماء المحرمة، و الجرائم المنكرة.
      ما نصر الله بهم دينه، ولا أعز بهم أولياءه. هذا هو تأريخهم، وهذا هو كلام أئمة الإسلام فيهم منثور ومشهور في أمهات كتب الإسلام من التواريخ والتراجم، وهذه العجالة لا تسمح بذكر ذلك.
      ومن عجز عن قراءة كتب التأريخ والتراجم، فلينظر إلى سيرة فرقة الجهاد في عصرنا هذا، فإنها وليدة الخوارج، فهي فرقة خارجية دموية.
      فأخبارهم وأحوالهم تُنبيك عن سوء حالهم، وفساد معتقدهم، و تُنبيك عما تنطوي به قلوبهم من أفكار ومعتقدات تخالف معتقدات أهل الإسلام الصافي النقي، جعلت عروقهم ترتوي من دماء المسلمين، وتنتهك أعراضهم ومحارمهم.
      فليس لله عز وجل في مثل هؤلاء حاجة، وليس لهم حق في الولاية؛ إذ أنهم ظالمون،{ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } [البقرة: 124]، وهكذا قُلْ في أذنابهم وأفراخهم من الإخوان المسلمين، ومن كان على شاكلتهم، ورحم الله شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله إذ يقول: لو استطاع الإخوان المسلمون أن يقضوا على السنة أو الدعوة بدماج لفعلوا, وقال رحمه الله ما هم حول الدين ما هم حول الدين – يعني الإخوان المسلمين-.
      إذن هم أعداء السنة وأهلها، هذا تأريخهم لهم نحو مائة عام وهم يتخبطون في أوحال الحزبية والكذب واللف والدوران والتشبه بأعداء الإسلام، بل وتهيئة الجو لهم للسطو على المسلمين وديارهم، والهلع وراء الدنيا، وأكل أموال اليتامى والمساكين، والطعن بحملة الدين، وما رفعوا راية السنة والتوحيد يومًا من الدهر، بل إنهم حجر عثرة في طريق السنة والتوحيد. فهم مستعدون أن يكونوا يدًا واحدة مع كل عدو للسنة وأهلها إذا وافق مآربهم الدنيوية.
      روى مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله».
      روى الإمام البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: إن ناسًا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرًا أمناه وقربناه، وليس لنا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءًا لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال إن سريرته حسنة.
      ومثل هؤلاء لا يجوز الركون إليهم ولا الاعتماد عليهم ، فإن ذلك من أسباب عذاب الله تعالى، ومن أسباب الخذلان، قال تعالى: { وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ } [هود: 113].
      ومثل هؤلاء لا يجوز أن يكونوا عضدًا يعتمد عليهم في نصر دين الله تعالى، قال تعالى: {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا } [الكهف: 51].
      عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في حديث الشفاعة، وفيه: «حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله تعالى من بر وفاجر، أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها. قال: فما تنتظرون؟ تتبع كل أمة ما كانت تعبد، قالوا: يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم». الحديث متفق عليه.
      قال الحافظ النووي رحمه الله: معنى قولهم التضرع إلى الله تعالى في كشف هذه الشدة عنهم، وأنهم لزموا طاعته سبحانه وتعالى، وفارقوا في الدنيا الناس الذين زاغوا عن طاعته سبحانه من قراباتهم، وغيرهم ممن كانوا يحتاجون في معايشهم ومصالح دنياهم إلى معاشرتهم للارتفاق بهم، وهذا كما جرى للصحابة المهاجرين وغيرهم، ومن أشبههم من المؤمنين في جميع الأزمان فإنهم يقاطعون من حاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم مع حاجتهم في معايشهم إلى الارتفاق بهم و الإعتضاد بمخالطتهم فآثروا رضى الله تعالى على ذلك وهذا معنى ظاهر في هذا الحديث، وهذا معنى ظاهر في الحديث، لا شك في حسنه.اهـ
      وعن المسور بن مخرمة -رضي الله عنهما- في حديثه الطويل في صلح الحديبية، وفيه: وجعل يكلم، يعني: عروة بن مسعود، النبي صلى الله عليه وسلم، فكلما كلمه كلمة أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه السيف وعليه المغفر، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب يده بنعل السيف، وقال له: أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع عروة رأسه، فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة. فقال: أي غدر! ألست أسعى في غدرتك. وكان المغيرة صحب قومًا في الجاهلية فقتلهم، وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما الإسلام فأقبل، وأما المال فلست منه في شيء». رواه البخاري.
      وهؤلاء وإن خرجوا مع أهل الحق في قتال الكفار فلا يشاد بهم، بل من استطاع أن يبين حالهم للناس؛ حتى لا يغتروا بهم فعل، ألا ترى إلى المنافقين كانوا يخرجون مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد والقرآن ينزل الآية تلو الأخرى يبين مكرهم وخبثهم وخيانتهم، ويحذر منهم .
      هذا وعلى قائد المسلمين تفقد صفوف المقاتلين، وألاّ يخرج معه إلا من كان همه إعلاء كلمة الله تعالى ليس غير، وعليه أن يجعل أهل الحق بعضهم إلى بعض، وأن يميزهم من أهل الباطل؛ فإن ذلك دليل خير وعلامة نصر وفلاح.
      عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «غزا نبي من الأنبياء[1]، فقال لقومه: لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبنى بها، ولما يبن، ولا آخر قد بنى بنيانًا، ولما يرفع سقفها، ولا آخر قد اشترى غنمًا أو خلفات وهو منتظر ولادها. قال: فغزا فأدنى للقرية حين صلاة العصر، أو قريبًا من ذلك، فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم! احبسها علىَّ شيئًا.
      فحبست عليه حتى فتح الله عليه. قال: فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار لتأكله فأبت أن تطعمه. فقال: فيكم غلول؛ فليبايعنى من كل قبيلة رجل. فبايعوه فلصقت يد رجل بيده. فقال: فيكم الغلول؛ فلتبايعنى قبيلتك. فبايعته. قال: فلصقت بيد رجلين أو ثلاثة. فقال: فيكم الغلول، أنتم غللتم. قال: فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب. قال: فوضعوه في المال وهو بالصعيد، فأقبلت النار فأكلته.
      فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا؛ ذلك بأن الله تبارك وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا». متفق عليه.
      وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان فيغزوا فئام من الناس، فيقال لهم: فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس، فيقال لهم: فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس، فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم». متفق عليه.
      ولمسلم: «يأتي على الناس زمان يبعث منهم البعث، فيقولون: انظروا هل تجدون فيكم أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثاني، فيقولون: هل فيهم من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثالث، فيقال: انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ ثم يكون البعث الرابع، فيقال: انظروا هل ترون فيهم أحدًا رأى من رأى أحدًا رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل فيفتح لهم به».
      وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، أن رسول صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني، والله! لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني، والله! لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رأى من رآني وصاحب من صاحب من صاحبني». رواه ابن أبي شيبة وابن أبي عاصم، وصححه شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله.
      وكلما كان الصف صافيًا نقيًّا على قلب رجل واحد، فإن ذلك أدعى لمحبة الله تعالى.
      قال الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4].
      والبناء المرصوص يكون قويًا، إذا كان بعضه من بعض، فإذا دخل شيء غريب ربما سبب خللًا، وفي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا» وشبك بين أصابعه.
      والشد يكون من جنسه، فإذا اختلف الجنس حصل الضعف والوهن.
      وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».
      فالجسد الواحد يستقيم إذا كان بعضه من بعض، وكان جميع أعضائه مستقيمة على منوال واحد، ومتفقة على أمر واحد لا غير، أما جسد يكون عضو من أعضائه سنيًا والآخر صوفيًا، والآخر معتزليًا، والآخر أشعريًا، والآخر حزبيًا وغير ذلك، فهذا جسد لا يمكن أن يتمالك نفسه، بل هو إلى الزوال والسقوط أقرب منه إلى الاستقامة.
      فالتصفية يا معشر السنة! أمر لازم وواجب متحتم، فإن المسألة ليست بالأمر الهين، المسألة مسألة جنة ونار، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار». يعني: صاحبها، ويقول في حديث افتراق الأمم: «كلها في النار إلا واحدة».
      واختلاط أهل الحق وأهل الباطل في صف واحد، هذا مما يضعف جانب الولاء والبراء، ويضعف جانب الحب في الله والبغض فيه، ويضعف جانب الغيرة على حرمات الله تعالى، ويضعف عبادة الهجر في الله، ومن أجل الله تعالى، بل ربما يؤدي إلى الميل لمثل هؤلاء المتبدعة الأفاكين وغير ذلك من الأضرار والعواقب الوخيمة.
      فهذه أصول وقواعد أهل السنة والجماعة، أعني ما تقدم، فلا تزال ولا تنقضي بمجرد مواجهة الكفار، كلا والله! فإنهم لا تنقضي إلا بانقضاء أسبابها ومسبباتها، فإذا حصلت توبة صادقة، وإصلاح واعتراف، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإن لم يحصل شيء من ذلك، فالولاء والبراء قائم، والحب في الله والبغض فيه قائم والهجر، والحذر والتحذير قائم، وإن كان بيننا وبين العدو شبر، فإن كل عبد يبعث على ما مات عليه، كما في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
      وأما حديث: «إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر». متفق عليه من حديث سهل – رضي الله عنه -، وترجم له البخاري في كتاب الجهاد والسير من صحيحه، بلفظه هذا.
      الجواب: المراد بالفاجر هنا غير المشرك، وفجور الفاجر مقتصرٌ عليه، ولا يتعدى إلى دين الله تعالى، وهذا بعكس المبتدع.
      قال المهلب وغيره: لا يعارض هذا قوله صلى الله عليه وسلم: «لا نستعين بمشرك»؛ لأنه إما خاص بذلك الوقت، وإما أن يكون المراد به الفاجر غير المشرك...
      وقال ابن المنير: موضع الترجمة من الفقه أن لا يتخيل في الإمام إذا حمى حوزة الإسلام، وكان غير عادل، أنه يطرح النفع في الدين لفجوره، فيجوز الخروج عليه، فأراد أن هذا التخيل مندفع بهذا السبب، وأن الله قد يؤيد دينه بالفاجر، وفجوره على نفسه. اهـ المراد من "الفتح" (6/208).
      ورحم الله شيخنا الإمام الوادعي إذ قال: "لا تركن على حزبي لأن الحزبيين يستغلون المواقف لمصالحهم .اهـ "غارة الأشرطة" (1/43).
      وقال رحمه الله: " نرى أن الجماعة التي تضم الرافضي والشيعي والصوفي والسني غير قادرة على مواجهة الأعداء لأن هذا لا يكون إلا بأخوة صادقة واتحاد في العقيدة" اهــ "هذه عقيدتنا ودعوتنا"
      وأخيرًا أنصح نفسي وإخواني أهل السنة حفظهم الله جميعًا أن نكون كما قال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ () وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ () فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [آل عمران: 146 - 148]
      وإلى هنا والحمد لله رب العالمين. سبحانك وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

      محمد العمودي
      كان الله له في الدارين
      يوم السبت الموافق 21/صفر/1433هـ
      دار الحديث والتوحيد العامرة بدماج رحم الله مؤسسها رحمة واسعة,
      وحفظ خليفته القائم عليها من بعده، ودفع عنه كيد الكائدين، وشر الحاقدين الحاسدين



      [1] هو نبي الله يوشع عليه الصلاة والسلام كما جاء مصرّحًا به في مسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ,وصححه شيخنا الإمام الوادعي رحمة الله عليه

      تعليق


      • #4
        بارك الله في الشيخ الجليل الوقور أبي حمزة العمودي
        جاء في تاريخ يحيى بن معين - (ج 1 / ص 139)
        سمعت العباس يقول: سمعت أبا عبيد يقول: عاشرت الناس وكلمت أهل الكلام فما رأيت قوماً أوسخ وسخاً ولا أقذر ولا أضعف حجة ولا أحمق من الرافضة ولقد وليت قضاء الثغور فنفيت منهم ثلاثة رجال جهميين ورافضيا أو رافضيين وجهميا وقلت: مثلكم لا يساكن أهل الثغور فأخرجتهم اهـ


        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة علي بن رشيد العفري مشاهدة المشاركة
          بارك الله في الشيخ الجليل الوقور أبي حمزة العمودي
          جاء في تاريخ يحيى بن معين - (ج 1 / ص 139)
          سمعت العباس يقول: سمعت أبا عبيد يقول: عاشرت الناس وكلمت أهل الكلام فما رأيت قوماً أوسخ وسخاً ولا أقذر ولا أضعف حجة ولا أحمق من الرافضة ولقد وليت قضاء الثغور فنفيت منهم ثلاثة رجال جهميين ورافضيا أو رافضيين وجهميا وقلت: مثلكم لا يساكن أهل الثغور فأخرجتهم اهـ
          ونظيره ما جاء في آثار البلاد وأخبار العباد - (ج 1 / ص 214)
          جنزة : بلدة حصينة قديمة من بلاد أران من ثغور المسلمين لقربها من الكرج، وهي مدينة كثيرة الخيرات وافرة الغلات. أهلها أهل السنة والجماعة أهل الصلاح والخير والديانة، ولا يتركون أحداً يسكن بلدهم إذا لم يكن على مذهبهم واعتقادهم حتى لا يشوش عليهم مذهبهم واعتقادهم. والغالب عليهم ممارسة السلاح واستعمال آلات الحرب لكونهم في الثغر بقرب أرض الكفار.اهـ

          تعليق

          يعمل...
          X