الحق الملموس في ردّ شبهات فركوس
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد:
فقد بين أهل السنة -من قديمٍ- ضلاّل الضلال وباطل المبطلين ، ولا تزال سيوفهم -إلى اليوم- مسلولة على كلّ صاحب شبهة وهوى في الدين ، لا يملون من نقد الأقوال حتى يملّ الصيرفي من نقد الذهب ، ولا يفترون عن حراسة الدين وحماية جنابه حتى يفتر صاحب الشبهة عن نشر شبهته ، فلله درّهم من رجال خدموا الدين خدمة جليلة ، فنفوا عنه تحريف الغالين وتأويل الجاهلين وانتحال المبطلين ، وعاملوا كلّ صاحب شبهة بما يستحق.
وكان من أصحاب الشبه والأفكار الهدامة في هذا الزمن ، رجل من أهل الجزائر يقال له (محمد علي فركوس) راجت شبهاته في الجزائر دهرا من الزمن لا تجد من يتصدى لها ، ثم انتقلت ضلالاته إلى خارج الجزائر ووجدت من يتلقّفها ، حتى انبرى له أهل السنّة وعسكر القرآن ، فبينوا زيف بضاعته المزجاة ، وكشفوا عوار ما عنده من ضلالات ، فاتضح الحق واستبان السبيل ، واهتدى بذلك خلق كثير.
وكان ممن تصدى له: أخونا الفاضل الباحث المفيد الشيخ أبو حاتم يوسف بن العيد العنابي حفظه الله تعالى ، فنفع الله بردوده أمّة من الناس ، ممن يريد الحق وينقّب عنه ، فكم من رجل كان قد ضل الطريق ثم اهتدى على يديه أو عند قراءة كتبه، وكم من شبهت كانت أكثر رواجا من ذات الشيص ثم دحرت وبان بطلانها ، فلما كان الأمر كذلك ، وتألم فركوس كثيرا من انخفاض منزلته، وخسارة سمعته ورئاسته، ولما كان الصراخ على قدر الألم: سمعنا من فركوس صرخةً نسأل الله أن تكون الأخيرة ، وذلك في مقاله الموسوم بـــِ: (جواب عن بعض الانتقادات) وهو جواب عن السؤال رقم (15637) والأصح أن يسمى (تكريس بعض الضلالات) لأنه لم يزد فيه عن أمور:
1/ إما تخبط في الموقف دون أن يوضّح هل ما صدر منه خطأ أو صواب ، بل يترك الكلام محتملا للأمرين.
2/ أو حياد عن الجواب وكلام خارج محلّ النزاع.
3/ أو إصرار على الخطأ ومدافعة عنه.
ودونك التفصيل إن شاء الله:
1/ أما التخبط وعدم الوضوح: ففي موقفه من بعض أهل البدع الذين أثنى عليهم صراحةً ، فقد قال في الجواب عن هذا الانتقاد ما نصّه:
أوَّلا: العبارة المذكورة في «الفتح المأمول» (22 ط4) وكذلك في «الأعلام» (187)، عند ذكر سيرة ابن باديس رحمه الله الذاتية ومراحل تحصيله وتعلُّمه، وهي ما يأتي: «وقد سمحت له هذه الفترة بالاطِّلاع على العلوم الحديثة وعلى ما يجري في البلدان العربية والإسلامية من إصلاحاتٍ دينيةٍ وسياسيةٍ، مثل «حركة جمال الدين الأفغاني» والشيخين «محمَّد عَبدُه» و«محمَّد رشيد رضا» في مصر، و«شَكِيب أَرْسَلان» و«الكواكبي» في الشام وغيرهم».
فإنَّ هذه العبارة لا تحمل في ثناياها مدحًا ولا ثناءً على الشخصيات التاريخية المذكورة، غاية ما في الأمر أنها إخبارٌ لظاهرِ واقعٍ تاريخيٍّ جرت أحداثه في ذلك الزمن بالمواصفات المذكورة التي كان ينادي أصحابها بأنها إصلاحيةٌ دينيةٌ بغضِّ النظر عن حقيقة هذه الدعوات هل هي إصلاحيةٌ فعلاً في جوهرها أم لا؟ وإنما المقصود منها التغيرات السياسية والتحوُّلات الدينية.
•أمَّا محمَّد رشيد رضا فورد مذكورًا مع الإمام النجدي والشوكاني [في الفتح (23)، والإعلام (187-188)]، فإنما ذلك من جهة تأثُّر العديد من الشخصيات الإسلامية بدعوة محمَّد بن عبد الوهَّاب -رحمه الله-، فقد تأثَّر به الألوسي الكبير، وصدِّيق حسن خان، والأمير الصنعاني، وتلميذه محمَّد بن علي الشوكاني، ومحمَّد عبده مفتي مصر، ومحمَّد رشيد رضا وغيرهم كثيرٌ -كما ذكر المؤرِّخون-، وكذلك من جهة فضله وجهوده في نشر السنَّة والردِّ على القاديانيين، وذلك بقطع النظر عن مؤاخذاته.
وجهود محمَّد رشيد رضا قد أثنى عليها الألباني -رحمه الله- في شريط (42) الدقيقة: (3:43) في معرض المقارنة بين أحمد شاكر ومحمَّد رشيد رضا حيث قال -رحمه الله-: «لا شكَّ أنَّ أحمد شاكر -رحمه الله- كان أقعد وأوزن في الحديث من محمَّد رشيد رضا، وإن كان لمحمَّد رشيد رضا مشاركةٌ في هذا المجال، وله فضلٌ كبيرٌ جدًّا في نشر السنَّة وعلم الحديث بواسطة مجلَّته المنار».
وقال الألباني -رحمه الله- في الشريط نفسه د: (47:58): «نحن -بلا شكٍّ- لا نريد الانضمام إلى أيِّ جماعةٍ، خاصَّةً إذا كانوا معروفين بالمروق عن الشريعة، لكن نحن نتصوَّر أن المسألة قابلةٌ للاجتهاد، فأنا أظنُّ في السيِّد رشيد رضا -وهو قد خدم الإسلام خدمةً جُلَّةً- نظنُّ به أنَّ انضمامه إلى الماسونية إنما كان باجتهادٍ خاطئٍ منه، ولم يكن لمصلحةٍ شخصيةٍ كما يفعل كثيرٌ ممَّن لا خلاق لهم، فنسبته إلى الضلال لأنه صدر منه خطأٌ وضلالٌ، هذا -أظنُّ- توسُّعٌ غير محمود في إطلاق الضلال على مثل هذا الرجل الذي -في اعتقادي- له المنَّة على كثيرٍ من أهل السنَّة في هذا الزمان بسبب إشاعته لها ودعوته إليها في مجلَّته المعروفة المنار حتى وصل أثرها إلى بلادٍ كثيرةٍ من بلاد الأعاجم المسلمين، فهذا أرى أن فيه غلوًّا ... ما ينبغي أن يصدر من مثل أخينا هذا مقبل وعلى كلِّ حالٍ:
تريد صديقًا لا عيب فيه وهل عودٌ يفوح بلا دخان»
نعم، قد تَرِدُ مؤاخذتي من جهة عدم التنبيه على هذا الأمر أو التعليق عليه أو عدم التعريف بالشخصيات المذكورة بوضع ترجمةٍ موجزةٍ لبيان حالهم، وهذا -بلا شكٍّ- سهوٌ منِّي أو خطأٌ أو تقصيرٌ، والنقص طبيعة البشر، فالكمال لله وحده، والعصمة لمن عصمه الله، وكما قيل قديمًا: «الكتاب كالمكلَّف لا يسلم من المؤاخذة ولا يرتفع عنه القلم»، وسأحاول أن أستدرك هذه الهفوة -إن شاء الله- في الطبعات اللاحقة مع تعديلٍ في النصِّ.
أمَّا التجنِّي على الحقِّ بسبب هفوةٍ في حرفٍ أو تعبيرٍ أو زلَّةٍ في معنًى أو وهمٍ أو خطإٍ، فهذا بلا شكٍّ أنه من البغي والظلم المحرَّم، قال ابن القيِّم -رحمه الله- في «مدارج السالكين» (2/ 40): «فلو كان كلُّ من أخطأ أو غلط تُرك جملةً وأُهدرت محاسنه لفسدت العلوم والصناعات والحكم وتعطَّلت معالمها».أهــ
قلت: أما قوله: ((فإنَّ هذه العبارة لا تحمل في ثناياها مدحًا ولا ثناءً على الشخصيات التاريخية المذكورة)) أهـ ؛ فأقول:
إن في العبارة المذكورة مدحا صريحا وثناء ظاهرا ، حيث أنّه اعتبر حركة الأفغاني وعبده من الإصلاحات الدينية والسياسية !! فأي ثناء أبلغ من وصف الرجل بالإصلاح ؟!! فإن كونه مصلحا أبلغ من كونه صالحا ، فالرسول صلى الله عليه وسلم لما أثنى على الغرباء قال: (الذين يصلحون إذا فسد الناس) وفي رواية (يُصلحون ما أفسد الناسُ) فجعل العلماءُ الغربة على درجتين:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد:
فقد بين أهل السنة -من قديمٍ- ضلاّل الضلال وباطل المبطلين ، ولا تزال سيوفهم -إلى اليوم- مسلولة على كلّ صاحب شبهة وهوى في الدين ، لا يملون من نقد الأقوال حتى يملّ الصيرفي من نقد الذهب ، ولا يفترون عن حراسة الدين وحماية جنابه حتى يفتر صاحب الشبهة عن نشر شبهته ، فلله درّهم من رجال خدموا الدين خدمة جليلة ، فنفوا عنه تحريف الغالين وتأويل الجاهلين وانتحال المبطلين ، وعاملوا كلّ صاحب شبهة بما يستحق.
وكان من أصحاب الشبه والأفكار الهدامة في هذا الزمن ، رجل من أهل الجزائر يقال له (محمد علي فركوس) راجت شبهاته في الجزائر دهرا من الزمن لا تجد من يتصدى لها ، ثم انتقلت ضلالاته إلى خارج الجزائر ووجدت من يتلقّفها ، حتى انبرى له أهل السنّة وعسكر القرآن ، فبينوا زيف بضاعته المزجاة ، وكشفوا عوار ما عنده من ضلالات ، فاتضح الحق واستبان السبيل ، واهتدى بذلك خلق كثير.
وكان ممن تصدى له: أخونا الفاضل الباحث المفيد الشيخ أبو حاتم يوسف بن العيد العنابي حفظه الله تعالى ، فنفع الله بردوده أمّة من الناس ، ممن يريد الحق وينقّب عنه ، فكم من رجل كان قد ضل الطريق ثم اهتدى على يديه أو عند قراءة كتبه، وكم من شبهت كانت أكثر رواجا من ذات الشيص ثم دحرت وبان بطلانها ، فلما كان الأمر كذلك ، وتألم فركوس كثيرا من انخفاض منزلته، وخسارة سمعته ورئاسته، ولما كان الصراخ على قدر الألم: سمعنا من فركوس صرخةً نسأل الله أن تكون الأخيرة ، وذلك في مقاله الموسوم بـــِ: (جواب عن بعض الانتقادات) وهو جواب عن السؤال رقم (15637) والأصح أن يسمى (تكريس بعض الضلالات) لأنه لم يزد فيه عن أمور:
1/ إما تخبط في الموقف دون أن يوضّح هل ما صدر منه خطأ أو صواب ، بل يترك الكلام محتملا للأمرين.
2/ أو حياد عن الجواب وكلام خارج محلّ النزاع.
3/ أو إصرار على الخطأ ومدافعة عنه.
ودونك التفصيل إن شاء الله:
1/ أما التخبط وعدم الوضوح: ففي موقفه من بعض أهل البدع الذين أثنى عليهم صراحةً ، فقد قال في الجواب عن هذا الانتقاد ما نصّه:
أوَّلا: العبارة المذكورة في «الفتح المأمول» (22 ط4) وكذلك في «الأعلام» (187)، عند ذكر سيرة ابن باديس رحمه الله الذاتية ومراحل تحصيله وتعلُّمه، وهي ما يأتي: «وقد سمحت له هذه الفترة بالاطِّلاع على العلوم الحديثة وعلى ما يجري في البلدان العربية والإسلامية من إصلاحاتٍ دينيةٍ وسياسيةٍ، مثل «حركة جمال الدين الأفغاني» والشيخين «محمَّد عَبدُه» و«محمَّد رشيد رضا» في مصر، و«شَكِيب أَرْسَلان» و«الكواكبي» في الشام وغيرهم».
فإنَّ هذه العبارة لا تحمل في ثناياها مدحًا ولا ثناءً على الشخصيات التاريخية المذكورة، غاية ما في الأمر أنها إخبارٌ لظاهرِ واقعٍ تاريخيٍّ جرت أحداثه في ذلك الزمن بالمواصفات المذكورة التي كان ينادي أصحابها بأنها إصلاحيةٌ دينيةٌ بغضِّ النظر عن حقيقة هذه الدعوات هل هي إصلاحيةٌ فعلاً في جوهرها أم لا؟ وإنما المقصود منها التغيرات السياسية والتحوُّلات الدينية.
•أمَّا محمَّد رشيد رضا فورد مذكورًا مع الإمام النجدي والشوكاني [في الفتح (23)، والإعلام (187-188)]، فإنما ذلك من جهة تأثُّر العديد من الشخصيات الإسلامية بدعوة محمَّد بن عبد الوهَّاب -رحمه الله-، فقد تأثَّر به الألوسي الكبير، وصدِّيق حسن خان، والأمير الصنعاني، وتلميذه محمَّد بن علي الشوكاني، ومحمَّد عبده مفتي مصر، ومحمَّد رشيد رضا وغيرهم كثيرٌ -كما ذكر المؤرِّخون-، وكذلك من جهة فضله وجهوده في نشر السنَّة والردِّ على القاديانيين، وذلك بقطع النظر عن مؤاخذاته.
وجهود محمَّد رشيد رضا قد أثنى عليها الألباني -رحمه الله- في شريط (42) الدقيقة: (3:43) في معرض المقارنة بين أحمد شاكر ومحمَّد رشيد رضا حيث قال -رحمه الله-: «لا شكَّ أنَّ أحمد شاكر -رحمه الله- كان أقعد وأوزن في الحديث من محمَّد رشيد رضا، وإن كان لمحمَّد رشيد رضا مشاركةٌ في هذا المجال، وله فضلٌ كبيرٌ جدًّا في نشر السنَّة وعلم الحديث بواسطة مجلَّته المنار».
وقال الألباني -رحمه الله- في الشريط نفسه د: (47:58): «نحن -بلا شكٍّ- لا نريد الانضمام إلى أيِّ جماعةٍ، خاصَّةً إذا كانوا معروفين بالمروق عن الشريعة، لكن نحن نتصوَّر أن المسألة قابلةٌ للاجتهاد، فأنا أظنُّ في السيِّد رشيد رضا -وهو قد خدم الإسلام خدمةً جُلَّةً- نظنُّ به أنَّ انضمامه إلى الماسونية إنما كان باجتهادٍ خاطئٍ منه، ولم يكن لمصلحةٍ شخصيةٍ كما يفعل كثيرٌ ممَّن لا خلاق لهم، فنسبته إلى الضلال لأنه صدر منه خطأٌ وضلالٌ، هذا -أظنُّ- توسُّعٌ غير محمود في إطلاق الضلال على مثل هذا الرجل الذي -في اعتقادي- له المنَّة على كثيرٍ من أهل السنَّة في هذا الزمان بسبب إشاعته لها ودعوته إليها في مجلَّته المعروفة المنار حتى وصل أثرها إلى بلادٍ كثيرةٍ من بلاد الأعاجم المسلمين، فهذا أرى أن فيه غلوًّا ... ما ينبغي أن يصدر من مثل أخينا هذا مقبل وعلى كلِّ حالٍ:
تريد صديقًا لا عيب فيه وهل عودٌ يفوح بلا دخان»
نعم، قد تَرِدُ مؤاخذتي من جهة عدم التنبيه على هذا الأمر أو التعليق عليه أو عدم التعريف بالشخصيات المذكورة بوضع ترجمةٍ موجزةٍ لبيان حالهم، وهذا -بلا شكٍّ- سهوٌ منِّي أو خطأٌ أو تقصيرٌ، والنقص طبيعة البشر، فالكمال لله وحده، والعصمة لمن عصمه الله، وكما قيل قديمًا: «الكتاب كالمكلَّف لا يسلم من المؤاخذة ولا يرتفع عنه القلم»، وسأحاول أن أستدرك هذه الهفوة -إن شاء الله- في الطبعات اللاحقة مع تعديلٍ في النصِّ.
أمَّا التجنِّي على الحقِّ بسبب هفوةٍ في حرفٍ أو تعبيرٍ أو زلَّةٍ في معنًى أو وهمٍ أو خطإٍ، فهذا بلا شكٍّ أنه من البغي والظلم المحرَّم، قال ابن القيِّم -رحمه الله- في «مدارج السالكين» (2/ 40): «فلو كان كلُّ من أخطأ أو غلط تُرك جملةً وأُهدرت محاسنه لفسدت العلوم والصناعات والحكم وتعطَّلت معالمها».أهــ
قلت: أما قوله: ((فإنَّ هذه العبارة لا تحمل في ثناياها مدحًا ولا ثناءً على الشخصيات التاريخية المذكورة)) أهـ ؛ فأقول:
إن في العبارة المذكورة مدحا صريحا وثناء ظاهرا ، حيث أنّه اعتبر حركة الأفغاني وعبده من الإصلاحات الدينية والسياسية !! فأي ثناء أبلغ من وصف الرجل بالإصلاح ؟!! فإن كونه مصلحا أبلغ من كونه صالحا ، فالرسول صلى الله عليه وسلم لما أثنى على الغرباء قال: (الذين يصلحون إذا فسد الناس) وفي رواية (يُصلحون ما أفسد الناسُ) فجعل العلماءُ الغربة على درجتين:
- درجة الصلاح ، وهي لمن صلح في نفسه ولم يشتغل بالدعوة إلى الله وإصلاح غيره.
- ودرجة الإصلاح ، وهي أرفع من الصلاح ، وهي لمن صلح في نفسه ثم تعدى ذلك إلى دعوة الناس و الاشتغال بإصلاحهم ، فهي أرفع درجتي الغربة الممدوح أهلها ، وهي الدرجة التي وصف بها فركوس رجلين مبتدعين زائغين منحرفين ماسونيين[1] فكيف يقال بعد هذا بأنه لم يثن عليهما؟؟! فإذا لم يكن الوصف بالإصلاح ثناء فما الثناء ؟؟ وإذا لم يكن الوصف بالإصلاح ثناء فإن الوصف بالإفساد ليس ذمّا !! أي: إذا كان فركوس يدعي بأن قوله عن حركة الأفغاني وعبده (إصلاحات دينية) لا يعتبر ثناء: فإن لازم هذا أنّ قولنا عن حركة فركوس (إفسادات دينية) لا يعتبر قدحا ولا ذما !! فلينظر الناس إلى الفساد الذي في عقل فركوس فهو كافٍ في تركه دون النظر في فساد منهجه.
وأخيرا: إذا كان الوصف بالإصلاح ليس مدحا: فإن رسول الله لم يمدح الغرباء !! وهذا القول مما تضحك منه الثكلى الأرملة المفلسة!
وأما قوله: غاية ما في الأمر أنها إخبارٌ لظاهرِ واقعٍ تاريخيٍّ جرت أحداثه في ذلك الزمن بالمواصفات المذكورة التي كان ينادي أصحابها بأنها إصلاحيةٌ دينيةٌ بغضِّ النظر عن حقيقة هذه الدعوات هل هي إصلاحيةٌ فعلاً في جوهرها أم لا؟ أهـ
فأقول: على فركوس -أولا- أن يحاول فهم نفسه ، هل يعتبر حركة الأفغاني وعبده إصلاحا أو لا ، فإن كان يعتبرها إصلاحا فقد أثنى على رؤوس من رؤوس أهل البدع ، فعليه أن يتوب دون تلبيس ، وإن كان لا يعتبرها إصلاحا فعليه أن يتوب من قوله في "الفتح المأمول" ص:24 ((إصلاحات دينية وسياسية))أهـ ففي هذا تصريح منه بكونها إصلاحات ، فهو قد نادى بأنا إصلاحات كما نادى بها أصحابها.
وأما قوله: ((وإنما المقصود منها التغيرات السياسية والتحوُّلات الدينية.)) أهـ
فأقول: كل من له أدنى معرفة بلغة العرب ، يعلم جيّدا أن كلمة (إصلاحات) ليست مرادفة أبدا لكلمة (تحولات) فإن التحول يشمل ماكان تحولا إلى الشر وماكان تحوّلا إلى الخير ، أما كلمة إصلاحات فلا تكون إلا لما كان تحولا إلى الخير والصلاح.
فكلمة (تحولات) عامة ، وكلمة (إصلاحات) خاصة ، والصواب أن يفسر العام بالخاص ، أما فركوس الأصولي (!) فإنه يفسر الخاص بالعام !! فما أشد الهوى وما أضره بصاحبه نسأل الله السلامة والعافية.
وأما قوله: أمَّا محمَّد رشيد رضا فورد مذكورًا مع الإمام النجدي والشوكاني [في الفتح (23)، والإعلام (187-188)]، فإنما ذلك من جهة تأثُّر العديد من الشخصيات الإسلامية بدعوة محمَّد بن عبد الوهَّاب -رحمه الله- أهـ
فأقول: لشدّة وضوح الباطل في هذا الكلام لم يقدر فركوس على نقل العبارة كما نقلها في المثال السابق !! وعبارة فركوس هي: ((التيارات الفكرية (!!) ومدارس الإصلاح الديني التي ظهرت في المشرق على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب (المتوفى سنة1206 هـ/1791م) والإمام محمد بن علي الشوكاني (المتوفى سنة 1250هـ /1834م) ومحمد رشيد رضا المتوفى سنة 1354 هـ - 1935م وغيرهم)) أهـ فلم يذكر تأثر محمد رشيد رضا بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ولا أشار إليها بأدنى إشارة.
ووجه الانتقاد الموجه إليه هنا هو:
وأما قوله: غاية ما في الأمر أنها إخبارٌ لظاهرِ واقعٍ تاريخيٍّ جرت أحداثه في ذلك الزمن بالمواصفات المذكورة التي كان ينادي أصحابها بأنها إصلاحيةٌ دينيةٌ بغضِّ النظر عن حقيقة هذه الدعوات هل هي إصلاحيةٌ فعلاً في جوهرها أم لا؟ أهـ
فأقول: على فركوس -أولا- أن يحاول فهم نفسه ، هل يعتبر حركة الأفغاني وعبده إصلاحا أو لا ، فإن كان يعتبرها إصلاحا فقد أثنى على رؤوس من رؤوس أهل البدع ، فعليه أن يتوب دون تلبيس ، وإن كان لا يعتبرها إصلاحا فعليه أن يتوب من قوله في "الفتح المأمول" ص:24 ((إصلاحات دينية وسياسية))أهـ ففي هذا تصريح منه بكونها إصلاحات ، فهو قد نادى بأنا إصلاحات كما نادى بها أصحابها.
وأما قوله: ((وإنما المقصود منها التغيرات السياسية والتحوُّلات الدينية.)) أهـ
فأقول: كل من له أدنى معرفة بلغة العرب ، يعلم جيّدا أن كلمة (إصلاحات) ليست مرادفة أبدا لكلمة (تحولات) فإن التحول يشمل ماكان تحولا إلى الشر وماكان تحوّلا إلى الخير ، أما كلمة إصلاحات فلا تكون إلا لما كان تحولا إلى الخير والصلاح.
فكلمة (تحولات) عامة ، وكلمة (إصلاحات) خاصة ، والصواب أن يفسر العام بالخاص ، أما فركوس الأصولي (!) فإنه يفسر الخاص بالعام !! فما أشد الهوى وما أضره بصاحبه نسأل الله السلامة والعافية.
وأما قوله: أمَّا محمَّد رشيد رضا فورد مذكورًا مع الإمام النجدي والشوكاني [في الفتح (23)، والإعلام (187-188)]، فإنما ذلك من جهة تأثُّر العديد من الشخصيات الإسلامية بدعوة محمَّد بن عبد الوهَّاب -رحمه الله- أهـ
فأقول: لشدّة وضوح الباطل في هذا الكلام لم يقدر فركوس على نقل العبارة كما نقلها في المثال السابق !! وعبارة فركوس هي: ((التيارات الفكرية (!!) ومدارس الإصلاح الديني التي ظهرت في المشرق على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب (المتوفى سنة1206 هـ/1791م) والإمام محمد بن علي الشوكاني (المتوفى سنة 1250هـ /1834م) ومحمد رشيد رضا المتوفى سنة 1354 هـ - 1935م وغيرهم)) أهـ فلم يذكر تأثر محمد رشيد رضا بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ولا أشار إليها بأدنى إشارة.
ووجه الانتقاد الموجه إليه هنا هو:
- جعله لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوة الإمام الشوكاني مجرد تيارات فكرية !! ومعلوم الفرق بين الدعوة العلمية وبين التيار الفكري!
- جعله لحركة محمد رشيد رضا حركة إصلاح ديني! والقول فيها كالقول في إصلاحات(!) الأفغاني وعبده.
فإن كان لفركوس جواب فليجب عن هاتين النقطتين بوضوح ودون تخبط.
وأما قوله: ((وجهود محمَّد رشيد رضا قد أثنى عليها الألباني -رحمه الله- في شريط (42) ... ثم نقل كلامه رحمه الله))
فأقول: نعم أثنى عليه في الشريط (42) لكنه كلام قديم له ، فقد ذمّ الإمامُ الألباني محمدا ذاك في شريط متأخر عن هذا الشريط وهو الشريط رقم (226) الدقيقة (12:34) حيث قال رحمه الله: ((أنا أذكر جيدا أنني حينما نشأت في طلب العلم أني انتفعت بالسيد رشيد رضا وبمجلته المنار -خاصة- انتفاعا كثيرا ، بل اعتقد أنه لم يكن المفتاح الذي فتح لي طريقا للسلف إلا هذه المجلّة -أي نعم- لكن وجدت في كثير -فيما بعد- من مقالاته أنه انحرف في قليل أو كثير من ما جاءت به السنة والسبب في ذلك أنه كان ابتلي بمن يسمون بالقاديانية)) أهـ؛ ثم ذكر -رحمه الله- كيف جره الرد على القاديانية إلى إنكار نزول عيسى ابن مريم وخروج المهدي والدجال ، وله أيضا كلام في الشريط (333) رد فيه على القائلين بقاعدة تقديم العقل على النقل ، و ذكر فيه أن محمد عبده ومحمد رشيد رضا هما من رفع أعلامها السوداء.
وهذ الخلط في النقل وعدم تحري الكلام المتقدم من المتأخر ، يدل على جهل الرجل بمذاهب العلماء ، وقد سبق لأخينا الشيخ سعيد دعاس أن ردّ عليه فيما هو من جنس هذا ، عندما نسب إلى جمهور العلماء القول بجواز سفر المرأة مع الرفقة الآمنة دون محرم !! وقول الجمهور ليس الإطلاق في كل سفر بل التقييد بالسفر الواجب كالحج.
قال فركوس: ((نعم، قد تَرِدُ مؤاخذتي من جهة عدم التنبيه على هذا الأمر أو التعليق عليه أو عدم التعريف بالشخصيات المذكورة بوضع ترجمةٍ موجزةٍ لبيان حالهم، وهذا -بلا شكٍّ- سهوٌ منِّي أو خطأٌ أو تقصيرٌ، والنقص طبيعة البشر، فالكمال لله وحده، والعصمة لمن عصمه الله، وكما قيل قديمًا: «الكتاب كالمكلَّف لا يسلم من المؤاخذة ولا يرتفع عنه القلم»، وسأحاول أن أستدرك هذه الهفوة -إن شاء الله- في الطبعات اللاحقة مع تعديلٍ في النصِّ.)) أهـ
قلت: ترد مؤاخذتك من عدة جهات:
1/ وصفك لهؤلاء المنحرفين بالإصلاح.
2/ وصفك لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب والإمام الشوكاني بالتيار الفكري.
3/ قرنك بين دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب والإمام الشوكاني وبين حركة محمد رشيد رضا.
فعليك التوبة من هذه الأمور الثلاثة ، وإن تصدق الله يصدقك.
تنبيهات:
التنبيه الأول: لقد ردّ أخونا الشيخ يوسف العنابي حفظه الله على هذه الضلالة التي صدرت من فركوس ، ومع هذا عاند فركوسُ وأخرج طبعة رابعة لكتابه ولم يعدّل الموضع المنتقد.
التنيه الثاني: إذا كان فركوس يدعي بأنه لم يثن على الأفغاني وعبده فما الحاجة إلى التدارك في طبعة لاحقة ؟؟
الثالث: إذا كان فركوس يعتبر نفسه مجتهدا ، فلماذا يقلد الإمام الألباني في كلامه القديم ، ولماذا لا يقدّم الدليل على صحة مذهبه.
الرابع: إذا كان يرى صواب القول القديم للإمام الألباني فماذا سيتدارك في الطبعة اللاحقة؟؟
فهذا هو التخبط وعدم الوضوح.
ثم قال فركوس: (( أمَّا التجنِّي على الحقِّ بسبب هفوةٍ في حرفٍ .... إلخ))
قلت: هل فركوس هو الحق حتى يعتبر الرد عليه تجنيّا على الحق؟؟
ولماذا تجنى فركوس على دار الحديث السلفية بدماج وعلى شيخها الناصح الأمين ، وحذّر من الرحلة إليه وطلب العلم عنده دون أن يذكر له هفوة أو خطأ ؟!!
إن فركوس ومن يسمون (مشايخ الجزائر) يقيسون الناس بأنفسهم ، فمن أثنى عليهم فهو المستقيم ، ومن انتقدهم فهو ذو الفهم السقيم ، ويجب التحذير منه ومحاربته.
قال فركوس: ((أمَّا القول بأننا نطعن في مشايخ الدعوة السلفية ونزهِّد في الجرح والتعديل فهذا محض افتراءٍ تكذِّبه المقالات والفتاوى المبثوثة في موقعي الرسمي، كما أنَّ عموم مشايخ الدعوة تجمعني وإيَّاهم علاقاتُ تواصلٍ ومحبَّةٍ، ولله الحمد أوَّلاً وأخيرًا.)) أهـ
قلت: أمّا طعن فركوس في الشيخ العلامة يحيى الحجوري حفظه الله وفي الشيخ المحدث سليم الهلالي حفظه الله فأشهر من أن يذكر ، لكنني أكتفي هنا بذكر ما حدّثني به حمزة عون السوفي ، أنه عندما جلس مع فركوس سأله عن الأمور التي ينتقدها على الشيخ يحيى حفظه الله ، فأجاب فركوس: (الحجوري يسير على طريقة ربيع المدخلي ، إيش هذا السير)أهـ
قلت: حمزة الآن أحد أذناب فركوس المدافعين عنه بشدة.
فإما أن يقر فركوس بهذا الكلام وكفى به طعنا في العلماء.
وإما أن يكذّب فعليه قطع الذنب الكاذب حمزة عون.
وإما أن ينكر حمزة أنه قال لي هذا الكلام ، فعلى الكاذب منا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
قال فركوس: ((وأنا مستعدٌّ في بيان المسائل المبثوثة في السؤال العالقة في الأذهان وحوار مقفلاتها مع من يريد الحقَّ ويسعى إليه، كما أنني على أتمِّ استعدادٍ في الرجوع عن أيِّ فتوى جانبتُ فيها الصواب.)) أهـ
قلت: وأصغر أهل السنة مستعد لك ولأمثالك من الضلاّل ، وقد كلمت أخانا الفاضل الشيخ أبا حاتم يوسف الجزائري حفظه الله ، فأبدى استعداده لمناظرتك وإقامة الحجة عليك ، بشرط أن يكون المجلس مسجلا ، لأننا لا نأمن كذبكم.
هذا ما يسّره الله من الرد على باطل فركوس ، ولأخي الفاضل حسين بن مسعود الجيجلي وقفات مع مقال فركوس ، يتعرض فيه إن شاء الله إلى ما لم أذكره هنا ، والله أعلم.
كتبه:
ياسر بن مسعود الجيجلي
ليلة الخميس 29 ربيع الثاني 1433
وأما قوله: ((وجهود محمَّد رشيد رضا قد أثنى عليها الألباني -رحمه الله- في شريط (42) ... ثم نقل كلامه رحمه الله))
فأقول: نعم أثنى عليه في الشريط (42) لكنه كلام قديم له ، فقد ذمّ الإمامُ الألباني محمدا ذاك في شريط متأخر عن هذا الشريط وهو الشريط رقم (226) الدقيقة (12:34) حيث قال رحمه الله: ((أنا أذكر جيدا أنني حينما نشأت في طلب العلم أني انتفعت بالسيد رشيد رضا وبمجلته المنار -خاصة- انتفاعا كثيرا ، بل اعتقد أنه لم يكن المفتاح الذي فتح لي طريقا للسلف إلا هذه المجلّة -أي نعم- لكن وجدت في كثير -فيما بعد- من مقالاته أنه انحرف في قليل أو كثير من ما جاءت به السنة والسبب في ذلك أنه كان ابتلي بمن يسمون بالقاديانية)) أهـ؛ ثم ذكر -رحمه الله- كيف جره الرد على القاديانية إلى إنكار نزول عيسى ابن مريم وخروج المهدي والدجال ، وله أيضا كلام في الشريط (333) رد فيه على القائلين بقاعدة تقديم العقل على النقل ، و ذكر فيه أن محمد عبده ومحمد رشيد رضا هما من رفع أعلامها السوداء.
وهذ الخلط في النقل وعدم تحري الكلام المتقدم من المتأخر ، يدل على جهل الرجل بمذاهب العلماء ، وقد سبق لأخينا الشيخ سعيد دعاس أن ردّ عليه فيما هو من جنس هذا ، عندما نسب إلى جمهور العلماء القول بجواز سفر المرأة مع الرفقة الآمنة دون محرم !! وقول الجمهور ليس الإطلاق في كل سفر بل التقييد بالسفر الواجب كالحج.
قال فركوس: ((نعم، قد تَرِدُ مؤاخذتي من جهة عدم التنبيه على هذا الأمر أو التعليق عليه أو عدم التعريف بالشخصيات المذكورة بوضع ترجمةٍ موجزةٍ لبيان حالهم، وهذا -بلا شكٍّ- سهوٌ منِّي أو خطأٌ أو تقصيرٌ، والنقص طبيعة البشر، فالكمال لله وحده، والعصمة لمن عصمه الله، وكما قيل قديمًا: «الكتاب كالمكلَّف لا يسلم من المؤاخذة ولا يرتفع عنه القلم»، وسأحاول أن أستدرك هذه الهفوة -إن شاء الله- في الطبعات اللاحقة مع تعديلٍ في النصِّ.)) أهـ
قلت: ترد مؤاخذتك من عدة جهات:
1/ وصفك لهؤلاء المنحرفين بالإصلاح.
2/ وصفك لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب والإمام الشوكاني بالتيار الفكري.
3/ قرنك بين دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب والإمام الشوكاني وبين حركة محمد رشيد رضا.
فعليك التوبة من هذه الأمور الثلاثة ، وإن تصدق الله يصدقك.
تنبيهات:
التنبيه الأول: لقد ردّ أخونا الشيخ يوسف العنابي حفظه الله على هذه الضلالة التي صدرت من فركوس ، ومع هذا عاند فركوسُ وأخرج طبعة رابعة لكتابه ولم يعدّل الموضع المنتقد.
التنيه الثاني: إذا كان فركوس يدعي بأنه لم يثن على الأفغاني وعبده فما الحاجة إلى التدارك في طبعة لاحقة ؟؟
الثالث: إذا كان فركوس يعتبر نفسه مجتهدا ، فلماذا يقلد الإمام الألباني في كلامه القديم ، ولماذا لا يقدّم الدليل على صحة مذهبه.
الرابع: إذا كان يرى صواب القول القديم للإمام الألباني فماذا سيتدارك في الطبعة اللاحقة؟؟
فهذا هو التخبط وعدم الوضوح.
ثم قال فركوس: (( أمَّا التجنِّي على الحقِّ بسبب هفوةٍ في حرفٍ .... إلخ))
قلت: هل فركوس هو الحق حتى يعتبر الرد عليه تجنيّا على الحق؟؟
ولماذا تجنى فركوس على دار الحديث السلفية بدماج وعلى شيخها الناصح الأمين ، وحذّر من الرحلة إليه وطلب العلم عنده دون أن يذكر له هفوة أو خطأ ؟!!
إن فركوس ومن يسمون (مشايخ الجزائر) يقيسون الناس بأنفسهم ، فمن أثنى عليهم فهو المستقيم ، ومن انتقدهم فهو ذو الفهم السقيم ، ويجب التحذير منه ومحاربته.
قال فركوس: ((أمَّا القول بأننا نطعن في مشايخ الدعوة السلفية ونزهِّد في الجرح والتعديل فهذا محض افتراءٍ تكذِّبه المقالات والفتاوى المبثوثة في موقعي الرسمي، كما أنَّ عموم مشايخ الدعوة تجمعني وإيَّاهم علاقاتُ تواصلٍ ومحبَّةٍ، ولله الحمد أوَّلاً وأخيرًا.)) أهـ
قلت: أمّا طعن فركوس في الشيخ العلامة يحيى الحجوري حفظه الله وفي الشيخ المحدث سليم الهلالي حفظه الله فأشهر من أن يذكر ، لكنني أكتفي هنا بذكر ما حدّثني به حمزة عون السوفي ، أنه عندما جلس مع فركوس سأله عن الأمور التي ينتقدها على الشيخ يحيى حفظه الله ، فأجاب فركوس: (الحجوري يسير على طريقة ربيع المدخلي ، إيش هذا السير)أهـ
قلت: حمزة الآن أحد أذناب فركوس المدافعين عنه بشدة.
فإما أن يقر فركوس بهذا الكلام وكفى به طعنا في العلماء.
وإما أن يكذّب فعليه قطع الذنب الكاذب حمزة عون.
وإما أن ينكر حمزة أنه قال لي هذا الكلام ، فعلى الكاذب منا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
قال فركوس: ((وأنا مستعدٌّ في بيان المسائل المبثوثة في السؤال العالقة في الأذهان وحوار مقفلاتها مع من يريد الحقَّ ويسعى إليه، كما أنني على أتمِّ استعدادٍ في الرجوع عن أيِّ فتوى جانبتُ فيها الصواب.)) أهـ
قلت: وأصغر أهل السنة مستعد لك ولأمثالك من الضلاّل ، وقد كلمت أخانا الفاضل الشيخ أبا حاتم يوسف الجزائري حفظه الله ، فأبدى استعداده لمناظرتك وإقامة الحجة عليك ، بشرط أن يكون المجلس مسجلا ، لأننا لا نأمن كذبكم.
هذا ما يسّره الله من الرد على باطل فركوس ، ولأخي الفاضل حسين بن مسعود الجيجلي وقفات مع مقال فركوس ، يتعرض فيه إن شاء الله إلى ما لم أذكره هنا ، والله أعلم.
كتبه:
ياسر بن مسعود الجيجلي
ليلة الخميس 29 ربيع الثاني 1433
[1] والماسونية هي جمعيّة سريّة يهودية تسمى (القوة الخفية) أو (الحركة الصهيونية العالمية) تعمل على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ومحاربة الإسلام ، وانظر علاقة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده بهذه الحركة في (صعقة المنصور) لأخينا عبد الباري الكردي و (جناية فركوس وشلته على المنهج السلفي) لأخينا يوسف الجزائري.
تعليق