• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرسالة الوافية فيما جناه أهل الارتياب في الدعوة السلفية وبيان الدعوة الصافية/كتبها:عبدالغني القعشمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرسالة الوافية فيما جناه أهل الارتياب في الدعوة السلفية وبيان الدعوة الصافية/كتبها:عبدالغني القعشمي

    الرسالة الوافية
    فيما جناه أهل الارتياب
    في الدعـــوة السلفــيــة
    وبــيــان
    الدعوة الصافية


    لأبي بشار
    عبد الغني القعشمي اليريمي


    قرأها وأذن بنشرها فضيلة شيخنا ووالدنا الكريم
    العلامة المحدث الفقيه الناصح الأمين
    أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه وسدّد على الحق خطاه

    دار الحديث العامرة بدمّاج
    حرسها الله



    **حمل الرسالة من**
    **الخزانة العلمية**
    **لشبكة العلوم السلفية**

    التعديل الأخير تم بواسطة خالد بن محمد الغرباني; الساعة 23-09-2010, 02:11 PM.

  • #2
    الرسالة الوافية
    فيما جناه أهل الارتياب
    في الدعـــوة السلفــيــة
    وبــيــان
    الدعوة الصافية

    لأبي بشار
    عبد الغني القعشمي اليريمي

    قرأها وأذن بنشرها فضيلة شيخنا ووالدنا الكريم
    العلامة المحدث الفقيه الناصح الأمين
    أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه وسدّد على الحق خطاه

    دار الحديث العامرة بدمّاج
    حرسها الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا، وأشهد أن لا إله إلّا الله, وحده لا شريك له, وأشهد أن محمد عبده ورسوله ﷺ تسليمًا كثيرًا.
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102].
    ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ [النساء:1].
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ [الأحزاب:70ـ71].
    فيقول ربنا سبحانه في كتابه الكريم : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء/135].
    فإنه لا يخفى على كثير ما تمر به الدعوة السلفية من مصاعب ومحن، وما يحاك لها من المؤامرات والهجوم والحملات، وذلك كله من أجل إخمادها والقضاء عليها، من الداخل والخارج، من أبناء جلدتنا ومن أعدائنا، من مبتدعة المسلمين ومن كفرة الإنس والشياطين، فعلى اختلافهم إلا أن الهدف واحد، هو القضاء على هذه الدعوة، واجتذاذها من جذورها، فإنه كلما قويت الدعوة وانطلقت اجتمعت الأحزاب وخططت، لصدها وعرقلتها عن السير والانطلاق، ويستخدمون في ذلك شتى الوسائل والمخططات، والمكر والخيانات، والطعن والتشويه والمغالطات.
    ويأبى رب الأرض والسماوات إلا حفظ دينه ونصر أوليائه، وإن أجلب إبليس اللعين بخيله ورجله، وإن أرعد وأزبد بحشمه وخدمه، ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ [النساء/76].
    فالفرقة الناجية والطائفة المنصورة لا تزال على الحق ظاهرة وقاهرة، لا يضرّها من ناوأها وخذل ومكر بها إلى قيام الساعة، فقد ثبت في الصحيحين عن المغيرة بن شعبة وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون»( ).
    وقد تكفل الله عز وجل بحفظ دينه ونصر أوليائه فقال سبحانه: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون﴾ [الحجر/9]، وقال رب العزة والجلال مدافعاً عن أوليائه: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾ [الحج/38]، ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ [النحل/128]، ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر/51].
    فهذه رسالتي المتواضعة، والتي أرجوا من الله تعالى أن ينفع بها، هي جهد المقل، وهي بعنوان:
    الرسالة الوافية
    فيما جناه أهل الارتياب في الدعوة السلفية
    وبيان الدعوة الصافية


    الدعوة السلفية في الدرعية أرض نجد السعودية
    هذا وإن ما حصل ويحصل للدعوة السلفية المباركة التي أسسها وأقامها الإمام المجدد والعلامة المحدث محي السنـة وقامـع البدعــة، شيــخنا أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي عليه رحمة الله ورضوانه، ليذكّرني بدعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب عليه رحمة الله ورضوانه التي أقامها في أرض نجد.
    فكانت قرية الدرعية منبع الدعوة السلفية ومعقلها في ذلك الوقت، حتى صارت صرحاً شامخًا ومنارة عظيمة، فكانت مهبط العلماء، ومأوى لأهل الحق الفضلاء، حتى رحل إليها من شتى البلدان، وازدهرت ازدهارًا عظيمًا لا نظير له في ذلك الوقت، وحتى أقضّت مضاجع الأعداء.
    وقد أيد الله ذلك العَلَم المجاهد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بذلك الأمير الصالح الإمام محمد بن سعود رحمه الله، الذي ساند الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب في دعوته وجهاده، حتى انتشر ذلك الخير وتلك الدعوة العظيمة في عهدهما وبعد موتهما بزمن، إلى أن اجتمع الأحزاب وطمعوا في إزالة ذلك الصرح وتلك القلعة المنيرة، والقضاء عليها في زمن وعهد عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود رحمهم الله في سنة 1233هـ.
    فقد خرج أولئك الترك البغاة الفجرة من مصر، وجيّشوا الجيوش وأعدوا العدد، وساروا بمدافعهم وبذلك الجيش العرمرم وبتلك الجحافل، يقودهم ذالكم الطاغية إبراهيم باشا، بأمر من محمد علي باشا والد إبراهيم باشا، حتى وصلوا إلى قرية الدرعية، وحاصروها حصارًا شديدًا، وقدّر الله أن تسقط في أيدي أولئك البغاة الفجرة، بعد حصار ومقاومة شديدة، فدخلوا الدرعية ودمّروها وأحرقوا مزارعها وبساتينها، وجعلوها خرابًا، وشرّدوا أهلها، واخذوا معهم من أخذوا من آل الشيخ وآل سعود، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    فانظروا يا عباد الله كيف يحرص أهل الباطل على إزالة الخير وإزالة الدعوة السلفية متى سنحت لهم الفرصة واستطاعوا إلى ذلك سبيلاً، ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾ [التوبة/10]، وإن كلفهم ذلك ما كلف، فخروج أولئك البغاة الفجرة من مصر إلى نجد بذلك الجيش العرمرم بعدده وعتاده ليس بالأمر الهيّن ولا السهل، ولكن ما دام وفيه القضاء على الدعوة السلفية، فذلك يسلّيهــم بجانب ما يحصـــل لهم مــن المتاعـب والمصاعـب والخسائر في الأموال والأنفس.
    فقد ذكر المؤرخ الشيخ عثمان بن بشر رحمه الله في كتابه «عنوان المجد في تاريخ نجد» أن الذين قتلوا في ذلك الجيش منذ خروجه من مصر إلى رجوعه اثني عشر ألفاً، فكيف بالأموال التي أنفقت وصرفت في ذلك، إنه لشيء عُجاب، كل ذلك من أجل القضاء على الدعوة السلفية( ).
    وضلّت الدعوة السلفية في أرض نجد والحجاز تارة وتارة إلى زمن وعهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله، فإن الدعوة السلفية عادت إلى قوتها ومكنتها ولله الحمد، وإلى الآن والدعوة السلفية ظاهرة في تلك البلاد، إلا أننا نخشى من صولة أهل الباطل في هذه الآونة.
    فإن بعض الدعوات المنحرفة قد صار لها رواج كبير في تلك البلاد، وبالأخص دعوة الإخوان [المفلسين] فإنها قد توغلت في المملكة إلى مستوى ينذر بشر، وهي الآن تسعى في زحزحت الدعوة السلفية وزحزحت دعاتها وعلمائها، وقد لبسوا لباس الدعوة السلفية ظاهرًا في تلك البلاد، بل صاروا يرتقون المناصب والوزارات، وبعضهم صار مستشارًا لبعض المسؤلين الكبار هنالك، نسأل الله أن يحفظ تلك البلاد وأن يحفظ الدعوة السلفية وسائر بلاد المسلمين.
    لهذا فإن الواجب على أهل السنة في كل مكان الحفاظ على الدعوة السلفية، لا سيمى دولتي السعودية واليمن، لقوة الدعوة السلفية فيهما.
    وقد أدرك أهل الباطل ذلك، فكثفوا جهودهم وهجومهم على هاتين الدولتين، لتفكيك وضرب الدعوة السلفية.


    الدعوة السلفية في دمّاج أرض اليمن
    وهاهي الدعوة السلفية في اليمن تمرُّ بحالات، منذ تأسيسها وإلى الآن خصوصًا بعد رحيل الإمام الوادعي عليه رحمة الله، وقد بينت شيئاً من ذلك في رسالتي «المؤامرة الكبرى على مركز دمّاج وعلى تاجها يحيى المحلى باللآليء والديباج».
    وليس هناك من يقوم بمواجهة وصد الدعوة السلفية أكبر من بني جلدتنا، من تلك الفرق والطوائف والأحزاب والجماعات، التي تنادي بالإسلام، وهي تهدم في أصول الإسلام وفروعه، وهذا شيء قدّره الله عزوجل، فقد ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاثٍ وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة»( )، وفي رواية- قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال:«هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» ، وفي رواية قال: «هم الجماعة»2
    وقد حصل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك من معجزات نبوته عليه الصلاة والسلام.
    وشاهدنا أن هذه الفرق جميعها تقوم بمناوئة الدعوة السلفية، وهو دليل واضح وبيّن أن الدعوة السلفية هي الطائفة المنصورة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم وبشرّ بنجاتها وظهورها من تلك الفرق كلها، بقوله: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة»( )، وفي رواية: «حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك»( ) ، قال الإمام البخاري في صحيحه: هم أهل العلم.
    وقال المناوي عند شرح هذا الحديث: أي معاونين أي غالبين أو قاهرين لأعداء الدين، وقال: وفيه كالذي قبله أن الله يحمي إجماع هذه الأمة من الخطاء حتى يأتي أمره، وبيان قسم من معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم وهو الإخبار بالغيب، فقد وقع ما أخبر به، فلم تزل هذه الطائفة من زمنه إلى الآن منصورة، ولا تزال كذلك، وقوله: «قوامة على أمر الله» أي على الدين الحق، لتأمن بهم القرون وتتجلى بهم ظلم البدع والفتون. إهـ
    وهذا الحديث وما كان في بابه لا ينطبق إلا على الدعوة السلفية، وليس لكل مدّعي، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو يعطي الناس بدعواهم لادّعـى رجـال أمـوال قــوم ودمائهـم، ولكن البينة على المدّعي واليمين على من أنكر» .
    فنقول لهذه الفرق التي تدعي كلها أنها الطائفة المنصورة: أين برهانكم؟ وأين البينة على دعواكم؟ وعلينا اليمين أنكم أهل الفرقة والشقاق وأنكم أهل البدعة والضلال.
    فأهل السنة هم الطائفة المنصورة وأصحاب الدعوة السلفية الذين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنجاتهم وظهورهم، وأنهم أهل الحق والهدى، لأمور منها:
    - الإتباع والسير الصحيح على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، بخلاف هذه الفرق، فهي في بُعدٍ عن ذلك السير النبوي الصحيح، وإنما هم تبع الأهواء، وتبع كل ناعق.
    - التحاكم إلى الكتاب والسنة في شؤونهم كلها، والأخذ بالأدلة دون تردد، بخلاف غيرهم من الفرق، فإنهم لا يرفعون لذلك رأسًا، وإنما الإفتآت والميل عن الكتاب والسنة.
    - استقامتهم على دين الله عز وجل حسّاً ومعنى، مظهرًا وسلوكاً، قولاً وعملاً، بخلاف غيرهم من الفرق الضالة، فهم على الضدّ من ذلك، ليس إلا التقليد والتشبّه بأعداء الله، حسّاً ومعنى، مظهرًا وسلوكاً، قولاً وعملاً.
    - اجتماع كل هذه الفرق على مناوئة الدعوة السلفية والتصدّي لها ومحولة القضاء عليها.
    أليس هذا كافٍ وإشارة إلى تميّز الدعوة السلفية عن هذه الفرق الضالة، فكيف لو استرسلنا في ذكر مخالفة هذه الفرق لدين الله عز وجل، ومناوئة الدعوة السلفية، ومحاولة الفتك بها، من جميع هذه الفرق دون استثناء.
    ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف/187]، ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [يوسف/103]، ﴿وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾ [الأعراف/17]، ﴿وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ﴾ [الحج/18]، ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ﴾ [هود/118، 119]، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    ومع ما تلاقيه الدعوة السلفية من هذه الفرق الضالة، لم تسلم ممن تربى وترعرع فيها وكان من أهلها، فإنه من انحرف ونصب العداء والمضادة لحملة هذه الدعوة، بإثارة الفتن والقلاقل وحب الظهور، لهو أشدّ ضررًا على الدعوة السلفية من تلك الفرق كلها، فإن هذه الفرق لا تعمل بالدعوة ما يعمله هؤلاء، الذين تنكّروا للدعوة السلفية وانقلبوا حربًا عليها.


    فمن يكيد لأمة الإسلام
    وإن الناظر إلى أمة الإسلام اليوم وما حلَّ بها من المصائب والمحن، وتسلط الأعداء عليها، يجد أن من أسبب الخور والضعف في هذه الأمة، هو التفرق والتنازع الذي حذرنا الله منه في كتابه الكريم، وحذرنا منه نبينا صلى الله عليه وسلم، فهذه الفرق والطوائف والأحزاب والجماعات قد حذرنا الله تعالى منها بقوله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [الأنعام/159]، ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام/153]، ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال/46]، ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران/103] ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ [المؤمنون/52]، وغير ذلك من الآيات التي أمرنا الله عز جل بالاعتصام بحبله، وعدم التفرق والتشرذم، وأما الأحاديث فكثيرة جدّاً، وتقدم حديث الفرق، وحديث الطائفة المنصورة.
    لهذا فإن أهل الإسلام ما زالوا متمسكين بدينهم لا يستطيع لهم الأعداء بكل ما أُتوا من قوة، وإن اتحدوا واجتمعوا وخططوا ومكروا، وقد علموا ذلك وتيقنوا أنه لا طاقة لهم بالمواجهة، فلجئوا إلى ما هو أشدّ على المسلمين من ضربهم بالصواريخ، فسعوا في تفريقهم وتمزيقهم شيعًا وأحزابًا، وأوجدوا تلك الفرق والجماعات والأحزاب، التي هي من صنع أيديهم الخبيثة، فتمكن الأعداء من المسلمين في أمور كثيرة، بإذلالهم وبالسيطرة عليهم كما هو واقعنا اليوم، وصار حال المسلمين كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
    « يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ قَالَ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ قَالَ قُلْنَا وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ»( )
    فاستفيقوا يا أهل الإسلام هداكم الله لما يحاك لكم، ولمخططات أعدائكم الذين فرّقوا صفكم ومزقوا شملكم، فذهبت قوتكم، فهنتم على أعدائكم.
    ومن يكيد للدعوة السلفية
    وهكذا الدعوة السلفية قد علم خصومها من هذه الفرق والأحزاب والجماعات، أنه لا قِبَلَ لهم بمواجهة الدعوة السلفية، لما تتميز به من قوة الحق، ومواجهة الباطل بالحجج والبراهين النيّرة، فلجئوا إلى إيجاد المقلقلين في الدعوة السلفية، ممن يندس فيها، أو ممن كان على خيرٍ واستقامة، فأغروه بالأموال وفتنوه بالدنيا، فينقلب حربًا على الدعوة السلفية، ويصير متنكرًا لما كان عليه من الخير، طاعناً بمن علّمه ورباه، محققاً بذلك رغبات هؤلاء الذين فتنوه وضيّعوه، والأمر لله من قبل ومن بعد.
    استفيقوا يا أهل السنة ويا دعاة السلفية وعلمائها، أصلح الله شأنكم، لأهداف خصومكم من أبناء جلدتكم، لتفكيك دعوتكم وتمزيق صفكم و..........


    لماذا تنهمر القلاقل على مركز دمّاج خصوصًا( )
    إن ما توجهه الدعوة السلفية، وبالأخص مركز دمّاج الذي هو منبع الدعوة السلفية ومنطلقها، وأبو المراكز وأمها، لهو أمر جلل وعظيم، وليس بالأمر الهيّن، فإن كثرة القلاقل في هذه الدار المباركة التي انتشر خيرها وعـــمّ نفعها أقـــطار الأرض، لنذير شـــرٍّ، وأمـــر لا يُـحـمـد، يـخـــشى من أبعاده وعواقبه.
    وإنني أتسائل وأقول:
    لماذا هذا المركز بالذات تنهمر عليه القلاقل دون غيره؟
    لماذا كثرة الطعون والتشويه والإشاعات على هذا المركز دون غيره؟
    ولماذا شيخ هذه الدار رعاه الله مقصود بالذات دون غيره؟
    لماذا؟ ولماذا؟
    والجواب:
    إذا سقـــط هـــذا المركـــز لا قدّر الله، سهل غيره، وحصلت الجرأة على غيره.
    إذا تفكك وتمزق هذا المركز لا قدّر الله، فكيف بغيره.
    إذا نيل من شيخ هذا المركز حماه الله، لجلالة هذا المركز وهيبته وقدمه، فكيف بغيره.
    ولك أن تكمل وتواصل بإذا وإذا و.........
    اللهم احفظ علينا دعوتنا واصرف عنا القلاقل والفتن يا رب العالمين.


    ماذا ينقمون على مركز دمّاج
    فماذا ينقمون على هذا المركز المبارك، أبو المراكز وأمها ومنطلق الدعوة وأُسّها، الذي لم يُعلم له نظير في هذه المعمورة، والذي لم يُرحل إلى مكان مثل ما رحل إليه في هذه الأزمنة، من شتّى البقاع والقارات، ومن خلف البحار والمحيطات، فماذا ينقمون؟
    هل تغيّر بعد موت مؤسسه عليه رحمة الله؟
    أم زاد خيره ونمى ثمره، ومُدّ صرحه وعلا بنيانه،وزيد في ملحقاته، حتى هُدِمَ بيت الإمام الوادعي عليه رحمة الله عند توسعت المسجد، وصار من أركانه وتمامه، وأما البيوت والمباني للطلاب فلا تسأل عن ذلك، بما لم يكن معهودًا في حياة الإمام الوادعي عليه رحمة الله ورضوانه،.
    فعلى ما يدّل هذا؟
    الخير قد ازداد، والثمر قد طاب
    فهل نكذب هذا الواقع المشاهد الملموس، ونأخذ بقول أولئك الفجرة، الكذبة الحسدة، أن المركز قد تغيّر وأن الدعوة قد تغيّرت، وهَلُمَ جَرَّ من تلك الحملات المفضوحة والخاسرة، ألا لعنة الله على الكاذبين، وقطع الله دابر الحاقدين والحاسدين.


    وماذا ينقمون على الخليفة المرتضى
    ما الذي ينقمونه على شيخنا يحيى رعاه الله ومتّع به وبعلمه، وقمع الله حاسده ودحر عدوه، وهو الخليفة المرتضى من قبل شيخه مقبل الموفق للهدى، بقوله: (وأوصيهم بالشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري خيرًا وألا يرضوا بنزوله عن الكرسي فهو ناصح أمين)، وقد أتمنه على مركزه وجعله القائم عليه.
    ما الذي ينقمونه وقد أقر الله عين شيخنا مقبل عليه رحمة الله، وأكرمه كرامة عظيمة، بأن حفظ داره بالناصح الأمين، فقام خير قيام، فازداد ثمره وأقبل رواده وزواره، إي والله إننا لنعتقد هذه الكرامة لشيخنا مقبل عليه رحمة الله، بينما كان المتربصون ينتظرون بعد موته زواله، ظانين وخابت من ظنون أن هذا الخير سيزول بعد مقبل عليه رحمة الله.
    فماذا ينقمون؟
    أوكل من تنكّر وانحرف وتغيّر وانتكس، قالوا: تغيّرت الدعوة وتغيّرت دمّاج، أوكل من قام على يحيى حقدًا وحسدًا، قالوا: يحيى غيّر يحيى بدّل، وهو الليث الساكن مع إخوانه وطلابه، وهو الليث الكاسر على كل من ناوئ هذه الدعوة، أو أراد بها سوءاً، يذبُّ عنها وينافح من أجلها.
    والناس ألفٌ منهم كواحد وواحدٌ كألفٍ إن امرؤٌ عدّا

    فماذا تنقمون؟
    أو تبغونها عوجًا أيها المخاذيل؟
    فلا والله حتى يلج الجمل في سمِّ الخياط، إن شاء الله تعالى، ما زال هناك من يحمي حمى هذه الدعوة ويذبُّ عنها.
    ماذا تنقمون على هذا الشيخ الوقور، والمربي الصبور، وهو مقبلٌ على شأنه، في دروسه وأبحاثه، في خدمة إخوانه وتوجيه طلابه، مقبل على عبادة ربه، ليس عنده وقت للخروج للدعوة إلى الله تعالى، فضلاً عن السفريات والتنزّه.
    قائمٌ على هذا الصرح العظيم خير قيام، متصدّيًا ومواجهًًا أهل الباطل على كثرتهم، وهم يرمونه بقوسٍ واحد، والكل يعلم هذا، ولكن كما قيل:
    وكـل مـعـلــوم بحسٍّ وحــجـــا إنكاره جـهـلٌ قـبـيـح في الـهـــجا
    وحُق لشيخنا حفظه الله أن يقول:
    إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحًا مني وما سمعوا من صالحٍ دفنوا
    ونقول لهؤلاء:
    وليس يزجركم ما توعظون به والبُهم يزجرها الراعي فتنزجــرُ
    لا ينفع الذكر قـلبًا قـاسيًا أبـــدًا والحبل في الحجر القاسي له أثرُ
    ويأتي لنا مثل عبد الرحمن العدني المخذول والحيّة الرقطاء، ويدلي بشهادة الزور، واليمين الغموس، ويقول قاتله الله:
    [وما أكثر الكذبات وأنواع المكر والمراوغات التي ثبتت على الحجوري، مع تظاهره بالصلاح والتقوى وتحري الصدق والأمانة، ومن هنا فإني أسجل شهادة تديّناً، أعلم أن الله سبحانه سيسألني عنها يوم القيامة، ﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾ [الزخرف/19] ، فأقول فيها: أقسم بالله العظيم أنني لا أعرف منذ طلبة العلم إلى الآن، أحدًا ممن ينسب إلى العلم والصلاح، أشدُّ فجورًا في الخصومة وحقدًا، وأعظم كذبًا ومراوغة ومكرًا، من يحيى بن علي الحجوري، وهو مع أوصافه تلك شديد الحذر من أن تظهر عليه هذه الأمور، ولكن يأبى الله سبحانه وتعالى إلا فضيحة المبطلين، وصدق الله إذ يقول:﴿وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ [البقرة/72]، وما أحسن قول من قال:
    ومهما تكن عند امرئ من خليقةٍ وإن خالها تخفى على الناس تعلم].( )
    ومن أنت يا أيتها الحية الرقطاء حتى تُسجّل هذه الشهادة ويؤخذ بقوله، في رأس الدعوة السلفية في يمن الإيمان والحكمة.
    وقد كفانا الفرزدق المؤنة حيث قال:
    يا أرغــم الـله أنفاً أنت حـاملـــه يا ذا الخنا ومقال الزور والخـطــلِ
    ما أنت بالحكم الترضّي حكومته ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجـدلِ
    وعلى كلٍّ فأهل السنة الآن بين أمرين لا ثالث لهما:
    إما أن يأخذوا بقول الإمام الوادعي عليه رحمة الله، الذي زكّى تلميذه البار ورضيه خليفة بعده، وقد خبره نحو ثمانية عشرة سنة، وإما أن يأخذوا بقول الحية الرقطاء قطع الله دابرها، ويردوا قول الإمام الوادعي عليه رحمـــة الله، وليت شعـــري هـــل مـــن الإنصاف مقارنة الحية الرقطاء بإمام الدعوة السلفية.
    اضطررنا يا قوم لذكر هذا الكلام، وإلا فأين الثرى من الثريّا.
    ألم تر أن السيف ينقـص قـدره إذا قيل أن السيف أمضى من العصا
    وكما قيل:
    إذا أنت فضّلت امرئ ذا براعة على ناقصٍ كان المديح مـن النقـصِ
    هكذا نرى ما بين الحين والأخر إلا ويقوم على شيخنا رعاه الله مجموعة من هؤلاء الفرغ والحسدة، منذ أن صعد على كرسي الإمام الوادعي عليه رحمة الله، في حياته وبعد موته، وإلى الآن، تارة ليبي، وتارة مصري، وتارة بكري، وتارة حربي، وتارة عدني وهو أشدّهم مكرًا وفتنة، قطع الله دابره.
    هكذا سلسلة متواصلة على هذا الشيخ الجليل أعز الله شأنه، ومع هذا يبورون ويفشلون ويتساقطون واحدًا بعد الآخر، والفضل كـلـه لـلـه وحده، هكذا نهاية كل حاقدٍ وحاسد، ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [الفجر/14].
    ما الذي ينقمونه على شيخنا يحيى يحفظه الله، وما جنايته؟
    أقلّوا عليهم لا أبا لأبيكموا من الّلوم أو سدّوا المكان الذي سدّوا
    وقد أحسن من قال:
    وإن تروا عيبًا فسدّوا الخـلـلا جــلَّ مــن لا عـيب لـه وعـــــــلا
    هل ظلم أحدًا، هل اعتدى على أحدٍ، هل بغى على أحدٍ؟
    أبدًا والله وحاشاه، وإنما يدفع عن نفسه البغي والظلم، كما قال ربنا جل في علاه: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ﴾ [الشورى/39]، وقال سبحانه: ﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ﴾ [الشورى/41].
    وشيخنا رعاه الله كالأسد من حارشه بطشه، وعاد إلى سكونه وهدوئه، ونحن نقول لهؤلاء: اتركوا المحارشة، وأقبلوا على شأنكم وعلى ما ينفعكم، لا يغرنّكم الشيطان.
    ونحن نتحداكم أن تثبتوا على شيخنا سلّمه الله ما ترمونه به، وأنى لكم، إنما الكذب والتلبيس، والمكر والتحريش بين أهل السنة، هذه بضاعتكم وديدنكم، سواءً الكذب والتحريش عند الشيخ الوصابي، أو كان الكذب والتحريش عند الشيخ الجابري، أو كان الكذب والتحريش عند بقية المشايخ، وكما فعل الخلفي الكاتب المجهول في ملزمته «ماذا ينقمون على الشيخ الحجوري»( )، فماذا فعل هذا المدبر؟
    قام بجمع كلام شيخنا حفظه الله من الأشرطة، ودبّجه وخلط معه الكذب والتلبيس، وبعض ما قاله إنما هو من مناقب شيخنا يحيى حفظه الله ورعاه، وأخرج شيخنا رعاه الله ورقة يشكره على ذلك، بعنوان:
    ما يصنع الأعداء في جاهلٍ ما يصنع الجاهل في نفسه
    وإن كان قد لبّس وخلّط، وافترى وكذب، على ما سولت له نفسه، وأعانه عليه شيطانه، ولما قرأت في تلك الملزمة، تعجبت من جرأة هذا الكاتب ومن أقره على ذلك، هذا إن لم يكن ابني مرعي هما المشيران بذلك.
    وأنا أقرأ بعض العبارات، أشك في ثبوتها ونسبتها إلى شيخنا سلّمه الله، فأرجع إلى الشريط الذي نقل منه، فأجد تغييرًا وتحريفاً لعبارات شيخنا نصره الله، وقد نقل الكاتب المجهول من شريط لشيخنا حفظه الله بعنوان [لفت نظر الأمجاد إلى أن أهل السنة أنصار لا أضداد]( )، وهو شريط والله كلما سمعته هجم عليَّ البكاء، لما في كلام شيخنا متعنا الله به من الحق والصدق والعتاب لأهل السنة، خصوصًا المشايخ حفظهم الله وأعز شأنهم ووفقهم لكل خير.
    نقل الكاتب المجهول كلامًا لشيخنا سدّده الله وهو يعتب على المشايخ حفظهم الله، بقوله: وأقسم بالله الذي لا إله إلا هو، ،أنكم إذا تخليتم عن الدعوة السلفية وعن نصرتها، لتذهبنَّ شذر مذر، ولا تجتمع لكم كلمة.........
    فجعل الكاتب المجهول بدل [شذر مذر] شرقًا وغربًا، هكذا فعل، وأخرى من نفس الشريط، قال شيخنا أعزه الله: وقد كنا بعد نهاية قضية أبي الحسن، عشنا والله في غاية السعادة، والاحترام والتقدير وو إلى آخره، حتى جاء عبدالرحمن وعمل تلك البذرة، تلك البذرة بسكوت، عمل بذرة بسكوت، ثم بعد ذلك يذهب يدّرع ببعضهم...........
    فجعل الكاتب المجهول بدل [بذرة] في كل كلمة، جعلها [بغرة]، والدليل أنه تعمد ذلك، أن جعل هذا الكلام تحت عنوان [مصطلحات غريبة ]، وهي فعلاً مصطلحات غريبة لا يقولها شيخنا رعاه الله، ولا يناسب سياق الكلام.
    ومن خيانة وفجور الخلفي الكاتب المجهول أنه نقل كلامًا لشيخنا يحيى حفظه الله، من نفس الشريط، أنه يقول: هذا الكلام بل عليه، وهو في سياق الرد على الشيخ محمد بن عبدالوهاب عندما قال: نحن ضدك، وقد تراجع شيخنا رعاه الله عن ذلك في حينها، وأمر بحذفه قبل أن يأذن بنشر الشريط، وحتى لا يستغل ذلك أهل الأهواء والمغرضين، فمن أين أخذ الخلفي المجهول هذا الكلام؟
    أخذه من أصحابه الخونة الذين كانوا حُراسًا في المكتبة العامة، ويسجلون كلام شيخنا أعزه الله، وبدون إذنه.
    وذهب الخلفي يكذب ويقول أن شيخنا أعزه الله أراد بهذا الكلام بيان معبر، وشيخنا رعاه الله إنما أراد بهذا كلام الشيخ محمد في قوله: نحن ضدك، كما هو واضح من سياق كلام شيخنا أعز الله مقامه، وتقدم أن عنوان الشريط: [لفت نظر الأمجاد إلى أن أهل السنة أنصار لا أضداد].
    فأين أمانة النقل يا أيها الخلفي ؟

    أفلا يستحي هؤلاء من الكذب ومن الخيانة ومن تقليب الحقائق، ونقل كلام قد تراجع عنه قائله في حينها.
    فليس في الشريط [لفت نظر الأمجاد إلى أن أهل السنة أنصار لا أضداد] الذي أذن الشيخ بنشره، هذا الكلام الذي نقله الكاتب الخلفي المجهول، وإنما هو من.......
    فتبّاً للكاتب المجهـــول على دســـه وتحريفــه، ونشكــــره على فضائحه المكشوفة.( )


    من أول من يشعل الفتن ويسعى في القلاقل
    تقدم الإشارة إلى شيء من ذلك، وأن أول من يشعل الفتن ويسعى في القلاقل، هم الذين يقومون على شيخنا يحيى نصره الله، ويبتدؤنه ظلمًا وعدوانا، وهو ساكن مقبل على شأنه، هكذا علمناه وخبرناه، ومن قال غير ذلك فنحن مستعدون للمباهلة، فنجعل لعنة الله على الكاذبين، وفي كل قضية وشيخنا رعاه الله مقبل على شأنه، قائم ومتحمل لأعباء الدعوة، في الداخل والخارج، وأعمال يعجز عن القيام بها العشرات من أمثاله، ومع كل هذا لم يشكروا له ويعرفوا له قدره.
    فنقول لشيخنا أعز الله مقامه:
    قـدمـتَ لـلـه ما قـدمـتَ من عـمـلٍ وما عليك بهم ذموك أو شكروا
    عليك في البحث أن تُبدي غوامضه وما عـلـيـك إذا لـم تـفـهم البقـرُ
    حتى في قضية عبدالرحمن العدني حية عدن، ما شعر الشيخ حفظه الله إلا وقد قامت عصابة داخل المركز، يرئسها الحية الرقطاء، وهذا هو جزاء المعروف عند الحية الرقطاء، مكافئة لهذا الشيخ الكريم، الذي ترك الحية الرقطاء في بيته دون أن يلزمه بحضور الدروس التي لا يتخلف عنها أحد، إلا من عذره الشيخ رعاه الله، وذلك تقديرًا واحترامًا منه للحية الرقطاء، وتقديرًا للظروف الصحية التي كان يعاني منها الحية الرقطاء.
    فكان جزاء المعروف، هو تكتيل الطلاب وتحزيبهم، والقيام على هذا الشيخ الصبور الوقور، بالفتنة والقلقلة، في داخل المركز وخارجه، ولهذا لما أحس الشيخ بذلك، وأدرك خطورة الأمر، أرسل أفرادًا وجماعات، لمناصحة الحية الرقطاء، قبل أي شيء، وقبل أن يتكلم بكلمة من على كرسيه، وفشلت تلك المناصحة، فاستدعى الشيخ حفظه الله حية عدن للجلوس والمناصحة والتشاور في الأمر، فما كان من الحية الرقطاء قطع الله دابرها إلا أن شمخت برأسها، دون مبالاة بكلام الشيخ، ولا بكلام ونصائح المشايخ الآخرين والعقـــلاء، فعند ذلك اضطر الشيـــخ أعانـــه الله للكلام والمناصحة جهرًا.
    وكم صبر الشيخ رعاه الله على هؤلاء، ولكن دون جدوى ودون مبالاة، من الحية الرقطاء، وكأن الشيخ حفظه الله ليس له قدر ولا أهمية، فقاتل الله الحية الرقطاء ما أقل أدبها وأوقحها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن مما أدرك الناس مــن كـــــلام النبـــوة الأولى، إذا لــم تستـــح فاصنع ما شئت»( ).
    حتى جاء مشايخ السنّة حفظهم الله إلى دمّاج، وجلسوا مع الحية للمناصحة، وعدم الفتنة والقلقلة ولكن دون جدوى، فما هو السبيل إذاً؟ إلا بتر الحية الرقطاء وإخراجها من دمّاج، حتى لا يستفحل أمرها وتنفث سمومها أكثر.
    وخرجت الحية، وأراح الله منها العباد والبلاد، وعادت الأمور إلى أحسن ، وعاد الصفاء والنقاء، والفضل لله وحده، ثم لمن أخرج هذه الحية، والحمد لله على نعمه.


    مهلاً يا شيخ محمد ومهلاً يا شيخ عبيد
    وما أن استرحنا وسكنت الأمور بعد ذهاب الحية، إلا وعادت الحية تنفث سمومها من بعد، قطع الله دابرها وأبطل سمومها، فسعت سعيًا حثيثًا هي وذويها بالتحريش والكذب بين أهل السنة، وأوغلت الصدور عاملها الله بما تستحق، فحاولت الوقيعة بين مشايخ الدعوة السلفية في اليمن، فسلّم الله من سلّم، وتأثر في سمومها من تأثر، هداه الله وشفاه وعافاه.
    فقد قام الشيخ محمد بن عبدالوهاب محاميًا ودرعًا لهذه الحية، يدافع ويذب عنها ويتجلد لها تجلدًا مقيتاً، وحصل منه ما لم يكن يتوقع وما لم يكن في الحسبان، فقام مهاجمًا ومتصديّاً لدار الحديث بدمّاج وشيخها المفضال أبي عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري أعز الله مقامه ودحر عدوه، حتى رمى شيخنا يحيى سلّمه الله بالعظائم والفواقر، بل وحاول التحريش بين شيخنا أعزه الله وبين إخوانه أهل البلاد أعزهم الله، بذلك الـكــلام العجيب( )، والحمد لله أن رجع السهم على الرامي، وانقلب السحر على الساحر.
    وبارت تلك المحاولة، وحاول أيضًا التحريش بين شيخنا رعاه الله وبين مشايخ الدعوة السلفية رعاهم الله، في داخل اليمن وخارجه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    ولما أن رأت الحية أن ما قام به الشيخ الوصابي ليس كافيًا( )، انتقلت إلى بلدٍ آخر، إلى أرض المملكة السعودية ونفثت سمومها هنالك، وتأثر في سمومها من تأثر، هداه الله وشفاه وعافاه.
    فقد قام الشيخ عبيد الجابري محاميًا ودرعًا للحية، يدافع عنها ويذب عنها وتجلد لذلك تجلدًا مقيتاً، ولكن عن طريق الجامعة الإسلامية، وجعل ذلك مطيّة للطعن في شيخنا سلّمه الله من تلك الألسن، ورمى شيخنا أعزه الله بما هو بريء من ذلك، وفي المقابل المدح والثناء على الحية، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة»( )، وشاهدنا من الحديث، أن الحقائق تتقلب، وتنعكس الأمور عند بعض الناس.
    وقد ضخّم الشيخ عبيد أمر الجامعة، إلى درجة يفهم منها اللبيب أن وراء الأكمة ما ورائها، وأن القضية ليست الجامعة، فالقضيّة قضيّة الحيّة، وإلا فما قيل عن الجامعة لا يستحق ذلك التضخيم، وتلك الحملة الشرسة على شيخنا يحيى أعز الله شأنه، فأين تقدير أهل العلم والفضل، ونفرض أن الشيخ لم يصب في كلامه على الجامعة الإسلامية، وذلك اجتهاد منه.
    أما كان يسع الشيخ عبيد أن يقول: الشيخ الحجوري لم يصب والصواب كذا، مع الإحترام والتقدير، ومراعاة الشعور.
    هبني أسأت كما تقول فأين عـاطفة الأخــوة
    وإذا أسأت كما أسـأت فأين فضلك والمـروة
    مع أن القضية قد حصل فيها الكذب على شيخنا يحيى أعانه الله، والبتر لكلامه، فإلى أين يا شيخ عبيد أصلحك الله، وإلى متى يُجرجرك هؤلاء.
    وقد ردّ شيخنا يحيى رعاه الله على الشيخ عبيد فيما صدر منه، وفي غاية من السكينة والرفق والوضوح، وقابل كل ما صدر من الشيخ عبيد هداه الله، بالحلم والصبر، وعرف هذا القاصي والداني، وشكروا للشيخ ذلك، وأما الشيخ عبيد أصلحه الله، فكانت ردوده عبارة عن سباب وشتام، وهمز ولمز، لم يراعي لشيخنا حرمة، وظهر لكل ذي لُبٍّ أن نعش قضية الجامعة الإسلامية إنما هو سُلّم للطعن في شيخنا حفظه الله، والدفاع والتجلّد للحية الرقطاء، قسم الله ظهرها.
    وإلا لو سّلمنا تحريم الشيخ رعاه الله للدراسة في الجامعة مطلقاً على ما فيها، فهل يكون هذا مبررًا للشيخ عبيد في كل ما حصل منه، من الطعون والكلام في شيخنا حفظه الله بغير حق، ومـــن التزهيد والتحقير لجهوده، وما يقــوم بـــه مـــن الحمــل لهــذه الدعــوة المباركــة، بما لا يخفى على من تحلى بالإنصاف .
    مع أن شيخنا حفظه الله لم يحرم الدراسة في الجامعة الإسلامية مطلقاً، من قبل ومن بعد، وإنما كان ولا يزال يقول: [فعلى هذا إذا درست في الجامعة الإسلامية فكن على حذر جدًا من أولئك المجالسين للحزبيين، والحمد لله يوجد مدّرسون سلفيون، ويوجد طلاب سلفيون تجلس إن شاء الله معهم، وما لا يدرك كله لا يترك جله، ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الحذر الشديد من الحزبيين خير من الجهل، ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الوقوع في الحزبية والبدع والخرافات الجهل خير من ذلك]. إهـ
    وهذا الكلام من ذلك الشريط الذي نقل منه الشيخ عبيد، فحصل البتر لكلام شيخنا سدّده الله، ومحاولة إلصاق التهم فيه، وأنه يحرّم الدراسة في الجامعة الإسلامية مطلقاً.
    هذا ولم تسمح نفسه( ) بكلمة واحدة في الحية التي تكلمت في الجامعة الإسلامية كلامًا شديدًا لم يتكلم به شيخنا رعاه الله، وإليكم كلام الحية في الجامعة الإسلامية، وهذه مكاييل غير المقسطين:
    [حقيقة الجامعة الإسلامية كانت من قبل من الصروح العلمية الشامخة في الدنيا وفي العالم،أنتجت وأخرجت العلماء، لكن في الآونة الأخيرة تسلّط عليها كثير من الحزبيين من مدراء ومدرسين ودكاترة، والإنسان لا يأمن على نفسه أن يحضر محاضرة الحزبي، أو يحضر دورة صيفية يشارك جماعة من المدرسين الحزبيين، فكيف بدراسة تستمر على أقل تقدير أربع سنوات، وهذا الدكتور حزبي وهذا سروري وهذا قطبي، وهذا عنده ميل إلى التصوف، فحقيقة ما يأمن الإنسان على نفسه، أنت يا أخي لو أعلنت بدورة صيفية في مدينتك يحضر فيها علماء من علماء أهل السنة، ويحضر فيها من أهل البدع، وقد يكون منهم من هو عالم، فماذا ستختار؟ مع أنك تعلم أن هؤلاء العلماء الذي حضروا، لهم دروس خاصة في مساجدهم، ما أظنك تعدل عن ترك الحضور في هذه الدورة صيانة لدينك، وحفاظاً على منهجك، وتذهب إلى هؤلاء العلماء إلى مساجدهم وأماكنهم.
    وهكذا الجامعة الإسلامية يسلم فيها من يسلمن ويسقط فيها من يسقط، بسبب وجود المدرسين، يا أخي أربع سنوات، وهذا مدرس دكتور، وأنت طالب يعطيك ما يعطيك، فالذي ننصح به الإخوة هو عدم الذهاب إلى هنالك( )، من أراد العلم فعليه أن يذهب إلى العلماء في المملكة في اليمن في غير ذلك، أما أن يمشي إلى الجامعة لأجل الشهادة فما ستستفيد، الإخوة الذين يلتحقون بالجامعات خاصة في السنوات الأخيرة، ما رأينا فيهم من يوفق؛ لأنه يبقى سنوات عديدة في الجامعة ويتخرّج بشهادة، هل تظنون بعد التخرّج سيأتي مثلاً إلى دمّاج، أو مستعد أن يتولى إمامة مسجد في حارة من الحارات، في مدينة من المدن في قرية من القرى، أو سيحاول يبحث عن وظيفة بهذه الشهادة التي أخرجها؟ الجواب: وهذا الذي نلاحظه ونشاهده، أنه سيسعى جادًا في إيجاد وظيفة ...] الخ كلامه. ( )
    إذاً أليس القضية، كرّوا على يحيى .....
    ونستطيع أن نقول للشيخ عبيد، أين جهودك؟ وأين نفعك؟ فأنت والعشرات من أمثالك لا تستطيع القيام بما يقوم به شيخنا رعاه الله، فهو قائم على دعوة عظيمة ملئت الدنيا، فهوّن عليك يا شيخ عبيد أصلحك الله.( )


    فلماذا شيخنا يحيى مقصود دون غيره؟
    أمن أجل الحية دحرها ربي وأخزاها، يحصل لشيخنا كل هذا، وتقام عليه الدنيا، يا قوم إن الحية خرجت من بيننا ومن أوساطنا، ونحن أعلم بها وأبصر من فلان وعلان، نحن عايشنا الحية وذقنا مرارة سمومها.
    لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها
    فكيف تهدرون وتردون أقول وشهادة آلاف الناس، وليس أي أناس، إنهم طلبة علم كثير منهم من حفاظ كتاب الله عزوجل ومشايخ ودعاة إلى الله تعالى، عرفوا الحية حق المعرفة، وشهدوا بما رأوا وسمعوا، فألفوا وأخرجوا الرسائل والملازم حتى بلغت قرابة المائة( )، فيها الأدلّة والبراهين والحجج القاهرة، تبين ما أحدثته الحية في معقل الدعوة السلفية، كل ذلك تعزيزًا لكلام شيخنا يحيى حفظه الله، في الحيـــة الرقـــطاء قــطــع الله دابرها وفضحها.
    فنناشدكـم الله يا أيها الـعـقـلاء إن لم يؤخذ قـول هؤلاء، فمن يؤخذ ويعتبر بقوله؟
    أيؤخذ بقول من بَعُدَ وجهل وخفي عليه الأمر، فردّ ونفى ما أثبته العدول في الحية الرقطاء؟
    أم يؤخذ بقول من قَرُبَ وعلم وعايش وأثبت فتنة وقلقلة الحية الرقطاء، من آلاف طلبة العلم والمشايخ والدعاة وأهل البلاد؟
    نقول هذا تنازلاً لإقناع من يستحق الإقناع، وإلا فأهل مكة أدرى بشعابها، وشيخ الدار أعلم بداره وطلابه، وله الحق أن يُبقي من يستحق البقاء فيه، ويخرج من يستحق الإخراج، دون اعتراض من أحد.
    فما شأن أهل الفضول وتدخل الشخص فيما لا يعنيه، والتجلّد المقيت للباطل، وتضخيم الحية ، وهو من سائر طلاب هذه الدار.
    فإنه ليس أحد سكن واستوطن هذه الدار إلا وهو مطالب بحضور الدروس إلزامًا، إلا من عذره الشيخ لمرضٍ أو غيره، فلماذا هذا الإعلام الواسع، والإشادة بالحيّة، والتنكّر لأهل الحق، و............
    فهل أنتم مُنتهون؟

    نصيحة الولد أبي بشار القعشمي للوالد أبي إبراهيم الوصابي
    وهذا عتاب ونصيحة غالية أرسلها للوالد المكرم أبي إبراهيم محمد بن عبدالوهاب الوصابي وفقنا الله وإياه لكل خير، فأقول:
    يأيها الوالد المكرم إنك قد اخترقت السور، وأفرحت العدو المغرور، بقيامك وثورتك علينا، دون أي مبرر، ودون أي سبب، فقد ابتدأت الحرب علينا والهجوم على شيخنا يحيى المبارك يحفظه الله، فكنت البادئ والظالم له والمنعش للفتن عليه، وهو يحلم ويصبر، وأنت في كل حين ترسل بالراجمات والقذائف دون مبالاة، على حساب سواد عين الحية الرقطاء، التي قامت بالفتنة والقلقلة في دار الوالد الإمام الوادعي عليه رحمة الله، وأنت تعلم هذا.
    وكان الواجب عليك يا والدنا المكرم أن تقف في وجه الحية التي سعت بالفتنة والقلقلة والتحريش، حتى حرشتك وقومتك علينا، ولم يكن بيننا وبينك إلا المودّة والإحترام والتقدير، وقد علمت يا أيها الوالد المكرم كيف الإحترام والتقدير من قبل أبنائك وإخوانك إذا جئت إلى دمّاج، يلتفون حولك إلتفاف السوار على المعصم، حتى شيخنا يحيى المبارك يرعاه الله كان في غاية من الإحترام والتقدير والإكرام لك( )، ويعطيك كرسيّه بعد كل صلاة، فتعض وتنصح وتوجه، يستمر ذلك أيامًا، وفي غاية من الحب والإجلال والتآخي، فمن الذي غيّر هذا الصفاء والنقاء الذي كان بين الأب وأبنائه والأخ وأخيه؟
    ليس إلا فتنة وتحريش الحيّة الرقطاء قسم الله ظهرها.
    وكان اللازم والواجب عليك يا والدنا المكرم، أن تقف موقف الإنصاف، وأن يكون وقوفك ودفاعك عمن انتفع الناس بخيره ولا يزال خيره مستمر، وأن يكون دفاعك عن هذا الصرح الشامخ الذي نفع الله به الإسلام والمسلمين، وأن يكون هجومك على الظالم الباغي، وهي الحية الرقطاء وأذنابها الذين قلقلوا وأفسدوا في هذه الدار المباركة، وليس الدفاع عن الحية التي ما عُلم عنها إلا الفتنة والشر والإفساد، ولو لم يكن من مساوئها إلا تغيير ذلك الصـفـاء والنقـاء الـذي كـان بين الأب وأبنائــه، والأخ وأخيه.
    وكان اللازم عليك يا والدنا المكرم أن يسعك ما وسع إخوانك المشايخ حفظهم الله، فلم يحصل من واحد منهم إسآة لهذه الدار أو لشيخنا حفظه الله، وإنما يحاولون الإصلاح ويجتهدون في ذلك، ويقولون نحن لم يتبين لنا حزبية هؤلاء، ولهم مواقف يشكرون عليها، وكم أتعبتهم يا والدنا المكرم بالسفريات إليك، تارة بالإجتماعات المكررة، وتارة يناصحونك ويراجعونك، وهلم جرّ.
    فنأمل من والدنا المكرم أن يكف عنا الراجمات والقذائف، وإلا كما قال ربنا عزوجل:﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ﴾ [الشورى/39] ، وقوله سبحانه: ﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ﴾ [الشورى/41]، وصولة رجال دار الحديث بدمّاج على المخالفين غير خافية عليكم.
    نأمل من والدنا المكرم أن يرجع ذلك الصفاء والنقاء والحب والإخاء بين الأب وأبنائـه وبين الأخ وأخـيـه، وذلك برد المظالـم إلى أهلــها والتسامح في ذلك.
    نأمل من والدنا المكرم أن يشرح الله صدره لذلك، وكلنا ذووا خطأ وعرضة للخطأ، من الولد ومن الوالد، من الشيخ ومن التلميذ، من الصغير ومن الكبير، ولكن الكريم واللبيب من أناب وأجاب.
    هذا ما تيسر واستحضره الولد أبو بشار من النصائح والعتاب، للوالد المكرم أبي إبراهيم وفقنا الله وإياه لكل خير، ومعذرة للوالد المكرم، إن كان هناك إساءة أو شدة في العتاب، والحمد لله.


















    اثبت شيخنا يحيى ثبّتك الله
    وأخيرًا نقول لوالدنا وشيخنا يحيى المبارك يحفظه المولى ويرعاه، ِسر شيخنا الكريم على بركت الله ومؤيد بتأييد الله وتوفيقه، فوالله وبالله وتالله ما علمناك شيخنا رعاك الله إلا ناصحًا ومخلصًا في دعوتك وسيرك( )، الذي تركك عليه سماحة الوالد الإمام الوادعي عليه رحمة الله ورضوانه، على الكتاب والسنة، وعلى فهم سلف هذه الأمة رضي الله عنهم وأرضاهم، فَسِر شيخنا يسددك الله، ولا تلتفت إلى أقوال الحاقدين الحسدة، والمثبطين والجهلة، وأسوتك من سلف من الأنبياء والمرسلين، والعلماء والصالحين، فقد مُحّصوا وزلّزلوا زلزالاً.
    فالحق منصور وممتحنٌ فلا تعجب فهذي سنة الرحمن
    وأنت في زمن الغربة، والتنكر للحق، وتقليب الحقائق، وقلّة المناصرين للحق، واتباع كل ذي رأي رأيه.
    فهذا اغتراب الدين يا شيخ إنما ينال العلى من لازم الحق والصبرِ
    على ثقـة كـن أنت يا شيخ دائمًا وأبشر فإن الـلـه يأتيك بالـنصرِ( )
    شيخنا يحيى أعز الله مقامك، أبشر فإن مع العسر يسرًا والعاقبة للمتقين.
    ولك أن تتمثل شيخنا رعاك الله قائلاً:
    لي مـدة لا بـــد أبـلـغـهـا فإذا انقضت وتصرّمت متُّ
    لوعاندتني الأسد ضارية ما ضرّني ما لم يجي الوقت

    وهذه أبيات كتبتها أهديها لشيخنا حفظه الله ورعاه، ولكل سلفي، يحب هذه الدعوة السلفية وينصرها، التي هي دين الله الحق وصراطه المستقيم، فمن رغب عنها فقد سفه نفسه، قلت فيها:

    حمـــــدًا لربـي صاحب العليـاءِ فلــــه الـمحامد يا أولي النعماءِ
    وصلاة ربـي دائمـًا وسلامــــه ما الأرض تمحل بل وكل سماءِ
    لـحـبـيـبـنا وشـفـيعنا وإمـامـنا ولآلـــه ولـــصحبه الــنجباءِ
    ومن اقتفى آثارهم ومن اقتــدى في السير إنهـــمُ هم العقـــلاءِ
    فالسائرون على الطريقـة إنـهــم حقًا هم العـقـلاء والـحكمـاءِ
    يا سائرون على الطريقة إنـكـــم لا بد أن تـلـقـوا شـديد بــلاءِ
    فبمن تأسيتم أيـخفى عنكمـــوا صبّ البـلاءُ عليهمـوا صـبّـاءِ
    أفيحسب السلفي أن لا يُـبـتـــلى أفلا يمحص كـي يـنـال جـزاءِ
    هذا وكل يُـبـتـلى فـأشـدهــــم في ذاك أهل الوحي فالـصلحـاءِ
    والصالـحون على تفاوت بينهــم فـي رتبت الإيـمـان والإعــطاءِ
    والصابرون على البلاء مآلـهــــم أن يـكـشـف الرحمـن كل بــلاءِ
    وعليهموا مـن ربـنـا صـلـواتــه وكــذاك رحـمـتـه وكل هــداءِ
    فاظفر أُخيَّ وكن لذاك مشـمــرًا يا يمـن تريـد سـلامـة ونـجــاءِ
    واصبر أُخيَّ ولا يضرك حـاســدٌ أو حـاقــدٌ أو مـاكـرٌ بـعــــداءِ
    فالحق منصورٌ ويـعـلـو دائــمــًا مهمـا تـحالف جـمعـهم بـدهاءِ
    والله ينصر من سعى في نـصـــرهِ بـمـحـمـد فاقـرأ بـدون عـنــاءِ
    فاقرأ كـتـاب الـلـه رتـل آيــــهُ هـو مـنـةٌ هـو رحـمتٌ وشـفـاءِ
    يشفي الصدور لمن أراد سلامـــة ولـمن أراد الـنـور فـي الـظلمـاءِ
    يا أيها الناس الـهدى كل الـهدى بكتاب ربـي فاسمـعـوا لـنــداءِ
    يا أيها الناس النجـاة تـمـسـكـوا بـهدى رسـول الـلـه يا عـقـلاءِ
    يا أيها الناس الـحـيـاة قـلـيـلــةٌ ليست لـمـخـلـوق بـدار بـقـاءِ
    أين الذين مضوا وأين عروشهـم هلكوا فليس لهم سوى الأنـبــاءِ
    هلك القوي مع الضعيف وهكذا الأغنـياءُ مـضـوا مـع الـفـقـراءِ

    هذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    وكتب
    أبو بشار
    عبدالغني القعشمي اليريمي
    آخر أيام شهر ربيع الثاني
    لعام (1429هـ)( ).

    تعليق


    • #3
      للرفع في وجوه حزب البرامكة

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا كلام في غاية من الجمال والوضوح وبيان الحق

        تعليق


        • #5
          لله درك. جزاك الله خيرا.

          تعليق


          • #6
            جزاكم الله خيرًا

            تعليق

            يعمل...
            X