براءةُ السلفيين من حزب [اتحاد الرشاد اليمني] ومن [المؤتمر السلفي العام]
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
فقد كثرت الدندنة بأن السلفيين أقاموا حزبا في اليمن وأسموه بـ: "اتحاد الرشاد اليمني" وبأنهم عقدوا مؤتمرا أسموه بالمؤتمر السلفي.
وكثر القيل والقال حول هذا الحزب الذي أنشأته فرقة من الفرق التي تنسب نفسها للسلفيين، حتى أساء البعض الظن بأهل السنة السلفيين الشرفاء، وسأل عن هذا التغيُّرات الجديدة.
وعليه فقد وجب البيان وعلى الله التكلان فنبين ما يلي :
فما زال أهل السنة السلفيين يُبينون للناس على مر العصور بأن الحزبية حرام ولا تجوز، واستنادهم على ذلك من الكتاب والسنة قال تعالى محذرا من الفرقة والتحزب : ((شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)) [الشورى : 13]
وقال تعالى : ((فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)) [المؤمنون : 53]
وقال تعالى : ((وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ () مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)) [الروم : 31 ، 32]
وقال تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)) [الأنعام : 159]
وبين سبحانه وتعالى أن التحزب والتفرق هو شأن اليهود والنصارى والمشركين فقال تعالى : ((وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا من بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) [آل عمران : 105]
وجعل الرحمة على من رفض التحزب والتفرق فقال تعالى : ((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ()إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ [هود : 118 ، 119]
وحث على الاعتصام والجماعة فقال تعالى : ((وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)) [الحج : 78]
وقال تعالى : ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)) [آل عمران : 103]
وقال تعالى : ((فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا)) [النساء : 175]
وحذر من التنازع والفرقة والاختلاف فقال تعالى : ((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)) [الأنفال : 46]
فهل بعد هذا البيان إلا السمع والطاعة والمودة والاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف.
إن السلفيين في اليمن لا ينتمون لهذا الحزب الجديد لا من قريب ولا من بعيد، بل ولا يُقرّونه، وقد كان من المفترض على هؤلاء القوم بدلا من أن يزيدوا حزبا جديدا أن يعلنوا للناس تحريم الحزبية، لأن الأمة باتت غارقة في الفرقة والانقسام فكان الأولى أن يَحُثّوا الناس على ترك الحزبية المساخة البغيضة التي فرقت الناس ومزقتهم لا أن يزيدوا فرقتهم فرقة وشتاتهم شتاتا.
وكم تكلم الإمام الوادعي رحمه الله عن الحزبية ونَكّل ببعض طلابه ممن وَلَغَ وتَمرّغ فيها وساقتهم الأهواء ولكن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويثبت من يشاء ويزيغ من يشاء، نسأل الله السلامة .
وهكذا بعده خليفته العلامة يحيى بن علي الحجوري الذي مشى على طريقته في التحذير من الحزبية وخطرها وكان من آخرها في خطبة الجمعة التي صرح فيها على وجوب إلغاء الأحزاب والاعتصام بالكتاب والسنة وهي منشورة في شبكة العلوم السلفية بتأريخ التاسع من شهر ربيع الثاني 1433هـ.
فواجب على المسلمين الاعتصام ولمّ الشمل على منهاج السلف الصالح وحرام عليهم التحزب.
وأهل السنة مشاركون في الحياة السياسية بالنصيحة للراعي والرعية فهم لم يغيبوا عن الساحة السياسية كما زعم البعض!! بل هم رواد السياسية ، وهم أربابها ، لأنهم يسيسون الناس بالكتاب والسنة ، وهذا ملموس في أوساط الناس والحمد لله.
فهذا نداء بعدم التكلم باسم السلفية إلا من كان من أهلها، وأصحاب هذا المؤتمر إنما هم فَصيل من الإخوان المسلمين من السرورية وأصحاب الجمعيات فعليهم أن يتقوا الله عز وجل في هذه الأمة ويتركوا التحزب والفرقة.
لذا وجب البيان حتى لا تختلط الأمور
والحمد لله رب العالمين.
كتبه خالد بن محمد الغرباني
22ربيع الثاني1433هـ
كتبه خالد بن محمد الغرباني
22ربيع الثاني1433هـ
تعليق