فتنة عبدالرحمن العدني
والأيادي العاملة من الخارج
حقائق وبراهين
كتبه
أبو زيد معافى بن علي المغلافي
قرأها وأذن بنشرها فضيلة شيخنا الكريم المُكَرَّم والدنا الناصح الأمين العلاَّمة المحدث الفقيه
أبوعبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى ورعاه وشكر له.
بسم الله الرحمن الرحيم
والأيادي العاملة من الخارج
حقائق وبراهين
كتبه
أبو زيد معافى بن علي المغلافي
قرأها وأذن بنشرها فضيلة شيخنا الكريم المُكَرَّم والدنا الناصح الأمين العلاَّمة المحدث الفقيه
أبوعبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى ورعاه وشكر له.
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾، ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا﴾، ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدًا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا﴾، وبعد:
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد:
يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لا يزال من أمتي أمةٌ قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك» رواه البخاري ومسلم من حديث معاوية.
فأخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الحديث أن هناك طائفة من أمته على الحق يتعلمونه ويعملون به ويُنصرون به، وهذه هي الطائفة المنصورة الناجية المنصورة على أعداءها، الناجية من البدع والخرافات في الدنيا والناجية من عذاب الله في الآخرة، وأخبر صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الله عز وجل يبتلي هذه الطائفة بأعداء من الداخل والخارج مخالفون ومخذلون لإسقاطها وإطفاء نورها، قال تعالى: ﴿يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون﴾.
وهذه هي سنة الله في خلقه أن يبتلي المؤمنين القائمين على الحق بمن يناوئ دعوتهم ويخذل في صفوفهم وهذا أمر كان في زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أعداء يتكالبون على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الداخل والخارج، المنافقون من الداخل يخذلون في صفوف المسلمين ويثبطونهم ويختزلونهم، قال تعالى: ﴿هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا...﴾ الآية، والمشركون من الخارج يمدونهم بالأفكار والأموال فيتعاونون ويتكاتفون ضد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وما يوم الأحزاب عنا بخاف،
ثم جاء أهل البدع والأهواء واستفادوا من أولئك القوم هذه الخطط لإخماد دعوة هذه الطائفة المنصورة، دعوة أهل السنة والجماعة، فما تظهر دعوة سلفية في بلد من البلدان إلا ورأيت الأعداء من الداخل والخارج يتعاونون عليها حتى لا تقوم لها قائمة وحتى يتسنى لهم تنفيذ مخططاتهم وبث أفكارهم المخالفة للكتاب والسنة والمخالفة لسلف الأمة،
فهذه دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب النجدي رحمه الله التي قامت وسارت على نهج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نصرها الله وأظهرها الله على أيادي رجال صادقين سارت على هذا السير الطيب فترة من الزمن فلما رأى أعداء السنة هذا الخير وأنها حجر عثرة وعقبة كؤودٌ أمام أفكارهم مكروا ضدها وحاربوها من الدخل والخارج، من الخارج بالأفكار والأموال ومن الداخل بالرجال ينشرون هذه الأفكار، يطعنون في العلماء ويزهدون الشباب في علمائهم الناصحين ويحرضونهم على ولاة أمورهم فاستجاب لهم من استجاب وأعرض عنهم من أعرض ولا يزالون جاهدين ماكرين ومدبرين
وكذلك دعوة الإمام مقبل بن هادي الوادعي شيخنا ووالدنا رحمه الله تعالى عندما خرج إلى اليمن وهي بلادٌ فيها من الشركيات والخرافات ما الله به عليم حارب ذلك ونشر السنة وأمات البدعة وأعز الله به السنة وأهلها وأصبح أهل البدع والأهواء يرتعدون منها ويخافون من رجالها الذين هم قائمون على الحق، فلما رأوا الأمر كذلك وأنهم لا يستطيعون مواجهتها علانية أخذوا يدبرون لها ويمكرون بالليل والنهار من الداخل والخارج وخاصة أصحاب التحزبات فما كان منهم إلا أن استعانوا بإخوانهم الحزبيين من الخارج ليعينوهم على ضرب هذه الدعوة والتخلص منها أو على الأقل سحب أكبر قدر ممكن من رجالها ودعاتها وطلابها فما كان من إخوانهم إلا أن استجابوا لهم وأمدوهم بالأفكار والأموال والرجال فكان أول ذلك أن أرسلوا برجال لهم بأموال ورجال قاصدين دعوة الإمام الوادعي،
قال الإمام الوادعي رحمه الله في "غارة الأشرطة" (2/4-5): (فالدعوة أي دعوة أهل السنة ما أفسدها إلا المادة وإلا فعبدالمجيد الريمي وعقيل المقطري ومحمد المهدي ما أُتوا عن جهل، أتانا الكويتيون وطلبوا منا أن يساعدونا وكانوا يريدون أن يضموا دعوتنا إلى دعوتهم فقلنا لهم: إن كنتم تساعدون الدعوة بدون قيد وشرط فذاك وإن كان لكم شرط فلسنا مستعدين أن نبيع دعوتنا ونسأل الله أن يغنينا عنكم وعما جئتم به فضعاف الأنفس من السلفيين استمالتهم الدعوة وغرهم عبدالرحمن عبدالخالق بديناره لا بأفكاره وانشقت الدعوة حصل قبل إنشاء جمعية الحكمة وصاروا يدافعون عن الحزبية أيما مدافعة...بعد هذا أقيمت الجمعية وصار فيها ما فيها من التحزب ومن الانتخابات وإخوانهم يناصحونهم...) اهـ.
قال رحمه الله في "قمع المعاند" (1/151): (وهكذا عبدالله السبت فقد سعى في التفرقة بين الدعاة إلى الله إنه لا يفرق بين البدعي والسني هذا أمر حسن والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «ومحمد فرق بين الناس» أي فرق بين الكافر والمسلم فالمسلم يتبعه والكافر يعانده إن عبدالله السبت فرق بين أهل السنة في جده والسودان واليمن وأبي ظبي وعمان إنه لا يفرق بدهاءه وقدرته على الإقناع ولكن بالدينار فقد استمال مجموعة عندنا من ضعاف الأنفس...وعندنا في اليمن بعض الشباب لعب على عقولهم أتباعه وبعد مدة بعضهم رجع إلينا وبعضهم التحق بالإخوان المسلمين). اهـ
وقال رحمه الله في "قمع المعاند" (1/152): (لأن عبد الله السبت وذويه أصبحوا يستغلون الأموال لتفرقة كلمة المسلمين كما تقدم ولتمييع الدعاة يكون الشاب مهيأ للتحقيق أو التأليف فيمسخونه ويشغلونه بالرحلات الفارغة). اهـ
وسئل رحمه الله كما في المصدر السابق (2/404) س: ما هو رأيكم في تنظيم وجماعة محمد بن سرور بن نايف بن زين العابدين ويقال إنه دعاكم للانضمام إلى تنظيمه وجماعته هل هذا صحيح؟ فأجاب: (تقدم أن قلنا أن عندهم شيئاً من الحزبية وقد زارني إلى هنا وقال لي نحن جماعة ولكنا لا نتعصب ونتعاون مع جميع المسلمين فليسوا خالصين من الحزبية، وهم لا يهتمون بطلب العلم). اهـ
وقال رحمه الله في المصدر السابق (2/193): (ما اكتفى الحزبيون بضلالتهم ففي اليمن من الضلال الكثير منهم المقالح واللوزي وفلان وفلان حتى يستوردوا الغنوشي لا بارك الله في الغنوشي ولا من استورده، وأقول: قبح الله الغنوشي وقبح الله من استورد الغنوشي فإنه ضليل يبارك لليمن التعددية الحزبية يبارك لليمن بالديمقراطية ويبارك لليمن بالاختلاط وجمعيات النساء بكلامه الفارغ لسنا في حاجتك أيها الضال المنحرف فقد عُرف انحرافك وانحراف شيخك). اهـ
وقال رحمه الله في المصدر السابق (2/422): (الأمر مهم وخطير وأهل البدع يُدعمون من قبل الشيوعية والبعثية والناصرية ومن قبل المغفلين من المسلمين الذين يعطونهم زكواتهم). اهـ
فهكذا أهل التحزبات يفعلون فلهم أتباع من الداخل كما قال تعالى: ﴿وفيكم سماعون لهم...﴾ الآية، يتربصون بالدعاة البارزين ممن يظنون فيه أنه سينفعهم وينفذ مخططاتهم فيغدقون عليه بالأموال حتى يسيطروا عليه.
قال شيخنا الإمام الوادعي رحمه في "قمع المعاند" (1/120): (أعرف أناسًا من هؤلاء من أصحاب جمعية الحكمة كان يحقق الخصائص للنسائي تحقيقًا عجيبًا وأعرف آخرَ كان يحقق مسند أحمد تحقيقًا عجيبًا أيضًا وقد أثنيت على تحقيقه في بعض أشرطتي لأن الإخوة القائمين على جميعة الحكمة هم بحمد الله من طلبة العلم عندنا ولكن ماذا نعمل لهم انحرفوا وضلوا وزاغوا...السبب في هذا أن جماعة من الكويت أتوا إلى اليمن وطلبوا مني الإنضمام إليهم فقلت لهم: إن أردتم أن تساعدوا الدعوة بدون قيد ولا شرط فعلتم وإن أردتم أن تشترطوا أي شرط فلا, وهم من فاعلي الخير...فعمدوا إلى بعض إخواننا الجشعين واستقبلوهم على علاتهم حتى أنهم في مجلس من المجالس يقول بعض الكويتيين ما انطلقت دعوتنا إلا بعد عدم تقييدها بالعلماء). اهـ
ولكن بحمد الله كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم...»الحديث، سارت دعوة الشيخ رحمه الله وشقت طريقها بقوة حتى أقر الله عينه بانتشارها وثمارها
ثم بعد موته رحمه الله بعث لنا الأعداء من الخارج أبا الحسن المصري نزيل مأرب وأمدوه بالأموال الطائلة وبدوره اختطف له مجموعة من ضعاف الأنفس من الدعاة والطلاب وضيعهم وأدخلهم في التحزبات ففضحه الله وأظهر أمره للناس فتركوه وقلوه إلا قليلاً منهم
ثم بعده بيسير أقاموا لنا صالحاً البكري الذي ملئوا رأسه بالأفكار الحدادية وملئوا جيبه بالأموال الخليجية فتبعه من تبعه وفضحه الله وأظهر أمره للناس فتركوه كالإبل الجرباء
وما هي إلا أيام يسيرة كذلك حتى جاءوا إلى عبدالرحمن مرعي الحية الرقطاء وقالوا له قم أنت كما ذكر ذلك بلسانه في الاجتماع الأول للمشايخ في دماج فما كان منه إلا أن تغلغلت الفكرة في رأسه وبدأ في تنفيذ ما أرادوا وفق تخطيط مدبر نضير سابقه لإضعاف الدعوة السلفية في اليمن وتميعها بالحزبيات والجمعيات
إن الناظر في حال فتنة عبدالرحمن ليعلم يقينًا أنه مدفوع في هذه الفتنة ويدبر من تحته لضرب هذه الدعوة المباركة والقائمين عليها لا أقول بأنه لا يعلم ذلك بل يعلم ذلك وسائر عليه، والدليل على ذلك تصريحه لبعض الناس أن دماج ربما لا تبقى وربما تزول وتذهب
حدثني الأخ كمال العدني قال حدثني هاني العدني الملقب بالكويتي أنه جاء إلى عبدالرحمن العدني وكان هاني عنده إقامة في السعودية وأراد إلغاءها كي يبقى في دماج فقال له عبدالرحمن العدني لا ما أنصحك لعله يأتي وقتٌ لا تبقى دماج أو نحوه مما لا يخل بالمعنى والله على ما أقول شهيد.اهـ
وكذلك حدثني أبو عبدالله الشبوي قال: رجعنا يومًا من محاضرة الجمعة في جميدة مع عبدالرحمن العدني -فضحه الله- وذلك بعد عودة الشيخ يحيى حفظه الله من رحلته الأخيرة إلى عدن فقال الأخ صادق العبديني وفقه الله لعبدالرحمن حضر للشيخ يحيى في عدن جمع كبير نرى دولتنا ستقام هناك أي في عدن فقال عبدالرحمن العدني وما يدريك يا أخانا صادق أن يتحول المركز أو قال الدعوة هناك لأن هذا المركز -أي مركز دماج حرسها الله- مهدد من قبل الرافضة. اهـ كتبه: أبو عبدالله الشبوي.
فهو من المخططين لهذا الأمر وإن كان ساكتًا في بعض الأحيان إلا أن بعض القوم يعملون باسمه وتحت ستار الدفاع عنه وإقامة مركز علمي له وهذه النظرة قد عرفها بعض المشايخ وصرح بها.
يقول الشيخ محمد بن عبدالله الإمام حفظه الله كما أخبرني بذلك الأخ خالد اليزيدي حفظه الله: (فتنة عبدالرحمن وراءها أيادي عاملة من الخارج). اهـ
وقال أيضًا: (هناك من يريد إسقاط دماج والشيخ يحيى حفظه الله). اهـ
وقال أيضًا: (عبدالرحمن مدفوع به ويعمل من وراءه). اهـ
وقال الشيخ عبدالعزيز البرعي حفظه الله: (هناك من يريد إسقاط الشيخ يحيى ودماج وما بعدها أسهل).اهـ
وقال عبد الرحمن الجعري حفظه الله قال: سمعت الوصابي في اجتماع معبر في المكتبة العامة في غرفة الشيخ الإمام يقول: (نحن نشعر أن هناك أناس في الخارج يريدون أن يفتكوا بدعوتنا). اهـ
فهذا هو الحق أن عبدالرحمن مدفوع وهناك من يحفر للدعوة السلفية في اليمن حالياً باسمه وخاصة مركز دماج والقائم عليها فهم وإن كانوا يظهرون أنهم مع المشايخ ويجلونهم ويتمسحون بهم إلا أن هذا في الظاهر فقط وهم في حقيقة الأمر يمكرون بالجميع حتى تكون المرجعية لأذناب القوم في اليمن عبدالرحمن وعبدالله مرعي وهاني بن بريك هذا هو الحق وهذا هو الواقع الذي لا يستطيع أن ينكره أحد وهذا هو الحق الذي قامت عليه الأدلة من أفواههم
أخبرني عبدالله العمودي باريدي حفظه الله قال حدثني محمد الكثيري الإماراتي حفظه الله قال: قال: عبدالله مرعي ستكون فتنة بين المشايخ فكونوا مع علماء المملكة. اهـ
وهذا الكلام كان عام 1426هـ أي أنه قبل الفتنة وهذا يدل على أن الأمر مدبر ومخطط من قبل.
وحدثني أبو محمد الأمريكي قال حدثني أبو يوسف الأمريكي قال: قال لي عبدالله مرعي هناك خلاف بين المشايخ أنا والشيخ عبيد وأخي عبدالرحمن في شق والمشايخ في شق. اهـ وهذا الكلام كان قبل الفتنة بزمن.
وأخبرني مانع العدني قال أخبرني علي بن ناصر قال ستكون فتنة بين المشايخ فاثبتوا قال الأخ الفاضل محمد بن عبد الله باجمال في رسالته الدلائل القطعية (7-8): فمما علمنا ما حدثنا به أخونا الفاضل محمد بن سعيد بن مفلح وأخوه أحمد وهما من أهل الديس الشرقية بساحل حضرموت وهو أن سالما با محرز قال لهم في منتصف سنة 1423هـ نحن قد انتهينا من أبي الحسن والدور جاي على الحجوري . اهـ
فواضح أن هذه الفتنة التي قام بها عبدالرحمن وأخوه عبدالله مرعي مدبرة ومخططة منذ زمن والسبب في هذا التدبير والتخطيط أن الدعوة السلفية في اليمن قامت على العفة والنزاهة عن مطامع الدنيا وذاك عكس ما قامت عليه دعوة ابني مرعي لا رعاهم الله ولا حفظهم فإنها قامت على مطامع الدنيا وجمع حطامها باسم الدعوة وإقامة المراكز العلمية فلا سبيل لهم إلى ما أرادوا إلا زحزحة هذه الدعوة المباركة وأهلها عليها فبدأوا يفكرون كيف يفعلون للتوصل إلى مآربهم وأغراضهم فرأوا أن أحسن وسيلة في إنجاح هذا المخطط هي وسيلة التحريش وضرب مشايخ اليمن بعضهم ببعض ثم بعد ذلك ينتقلون إلى خارج البلاد إلى أرض الحجاز ونجد للاستعانة بمن يرونه أنه سينفعهم في تنفيذ هذا المخطط فأول ما بدأوا أثاروا الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي هداه الله على دماج بحجة أن عبدالرحمن مظلوم – زعم- وما كان من الشيخ الوصابي إلا أن قام مستجيبًا لهم بحجة «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا» وبحجة ﴿وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا...﴾ الآية، كما صرح بذلك بنفسه فانطلق من هذا الباب وشن هجومًا غاشماً فيه مع الحجوري ففرحوا بهذه النتيجة وأخذوا يثنون على الشيخ الوصابي في الظاهر وهم يمكرون به في الباطن فهم الذين كانوا يطعنون فيه بالأمس يقول عبدالرحمن العدني: (دروس الشيخ محمد ما تؤهل لإخراج طلبة علم مستفيدين فضلاً عن علماء لأنه لا يبرز اجتهاده إنما ينقل عن غيره سواء فتوى اللجنة الدائمة أو غيرها). اه
ـ وهو وأخوه اللذان أثارا قضية أنه يقول الشيخ ربيع والشيخ الفوزان جاسوسان,
وقال الأخ محمد باجمال حفظه الله: كتب أخونا محمد بن علي الكثيري وأخبرنا أيضا بما نصه: جلست مع عبد الله مرعي في حج 1426هـ بالمخيم جلسة منفردة فقال لي: قد ظهرت فتنة ستفترق الدعوة أشد من فتنة أبي الحسن في اليمن ألم تعلموا بها؟ فقلت: لا, قال: قد ظهرت على الإنترنت. قلت : لم أطلع عليها , ما هي؟ قال: الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي, يطعن في علماء السعودية كالشيخ ربيع وعبيد والفوزان والنجمي ويتهمهم بأنهم جواسيس للدولة وأنه على هذا القول لأكثر من سنة وقد قام بمناصحته هو وأخوه عبد الرحمن, ولكن الشيخ مصرا على قوله ولما جاء الشيخ عبيد لليمن قال: إن الشيخ الوصابي قال لا تأتوا به عندي وإلا فلن أستقبلكم جميعا, قال عبد الله مرعي والشيخ البرعي والصوملي مع الوصابي ومحمد الإمام ليس معه , والشيخ يحيى ساكت لم يظهر موقفه بعد, وقال انتبهوا للإخوة عندكم وكونوا مع العلماء في السعودية, قال والشيخ الوصابي هو بين ثلاثة أمور: الأول : أن يعترف ويصر فيسقط . الثاني: أن يعترف ويتراجع فتنزل مكانته. الثالث: أن يكذب نفسه وهو أهون ولكن الكذب مشكلة.اهـ
وقال الأخ محمد باجمال حفظه الله: ما حدثنا به أخونا الفاضل أبو حمزة حسن باشعيب من أهل الديس الشرقية بساحل حضرموت قال: لما جاء الشيخ عبيد سنة 1426هـ إلى اليمن قال سالم بامحرز في معرض الاستنكار من موقف المشايخ: كيف يأتي مثل الشيخ عبيد إلى اليمن والشيخ الصوملي يرسل ولده بالسيارة إلى المطار وهو خرج دعوة ما حضر, والشيخ محمد بن عبد الوهاب يقول لا تأتوا به إلي. إيش تقول؟! رجل كبير في السن مخرف !!!
وقال با جمال حفظه الله: ما حدثنا به الأخوة الأفاضل أبو سعيد أحمد باغوث وخالد باخريصة وأبو عماد نبيل مسيعد عن سالم بامحرز أنه قال:... وقال أيضا الشيخ الوصابي لما قلنا له الشيخ عبيد سيأتيك قال بيده هكذا وقال أبعدوه عني! أبعدوه عني! قال سالم بامحرز كأنه ممسوس.
فكل هذا يدل على أن القوم ليسوا حول الوصابي وإنما توافقت القلوب على شيء فكل واحد من الطرفين يريد أن يقضي غرضه من الآخر فلما رأى القوم أن الوصابي ما أفادهم بشيء ضد شيخنا يحيى حفظه الله ورأوا أنه كلما تكلم في الشيخ يحيى تورط وعاد اللوم عليه غيروا الاتجاه وذهبوا إلى أرض الحجاز ونجد فوجدوا أن هاني بريك ومن معه قد هيئوا لهم الجو المناسب فقد قاموا بإيغار قلب بعض الناس في المدينة على الشيخ يحيى حفظه الله ومن أولئك الناس عبيد الجابري هداه الله الذي ما إن جاءوا إليه إلا واستجاب لهم والذي يدل على أن الشيخ عبيد قد أوغروا صدره أنه كان يتكلم في الشيخ يحيى من قبل في المدينة ويقول أخبروا الحجوري أنه سفيه وإذا جاء طلاب زائرون من دماج لا يستقبلهم ولا يجدون معاملة حسنة منه فلما ذهب عبدالرحمن وأخوه إلى هناك بحجة العلاج ذهبوا إليه وأكملوا ما بقي من التحريش والفرقة فما شعر الشيخ يحيى حفظه الله إلا والهجوم عليه من قبل عبيد بحجة الكلام في الجامعة الإسلاميه التي قد عرف به القاصي والداني من أهل السنة.
قال الجابري في المقال الموسوم بـ"التقريرات العلمية والنقد الصحيح": (أما بعد فقد وصل إلي المقال الموسوم بـ"القول السديد فيما نقل للشيخ عبيد" كتبه أخونا الشيخ يحيى بن علي الحجوري خليفة الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله على مركز دماج في صعدة اليمن ولما استعرضت ذلك المقال وجدت أن أخانا يحيى عفا الله عنا وعنه وأصلح حالنا وحاله سلك فيه مسلك التدليس والتلبيس والتعمية وجانب مسلك أهل الحديث الذين ينتسب إليهم في الخطاب للموافق والمخالف من التوضيح والتجلية وفي هذه الرسالة أود أن أكشف للقارئ عن جملة من التلبيسات والاجمالات منبهًا بها على غيرها). اهـ
فما كان من الشيخ يحيى حفظه الله إلا ورد عليه ردًا عليمًا مؤدبًا أثنى عليه جميع من قرأه بإنصاف ومن ضمن ذلك الرد قال شيخنا حفظه الله: (ولا استبعد أن يكون هذا التشويه لي نُقل من جهة أولئك الجلساء الصالحين هداهم الله فقد حاول بعضهم نشره هنا غير أن سلعتهم بارت ولله الحمد). اهـ
وقال حفظه الله في رسالة "إعلام الشيخ عبيد": (لقد صدر من الشيخ عبيد الجابري وفقه الله منشورًا بعنوان "التقريرات العلمية" فنبهت عليه بمنشور بعنوان "التوضيح لما جاء في التقريرات العلمية والنقد الصحيح" وبينت ما حصل فيه من الاعتداء بالبتر لكلامي بما كنت آمل أن يعود على هؤلاء البتارين والملفقين بالزجر أو بالنصح على الأقل ولكن للأسف ففي مساء الجمعة 28 من شهر ربيع الأول نُشر له كلام عجيب جعلني أجزم لما توقعته في "التوضيح" أن إثارة قضية الجامعة الآن إنما هي للتوصل للدفاع المرير عن الحزبيين اللذين ثاروا علينا من وسط دار الحديث بدماج شيئًا فشيئًا منذ نحو ثلاث سنين فما بعد وكلما قابلتهم بالنصح واللطف قابلوني ومن ليس على طريقتهم في الدار بالتعصب والتحزب والسب والشتم والعنف ولكن ما ندري ما المكلف لهذه الثورة المفتعلة المتضمنة للسباب والشتام وإشغال الناس على الشبكات وغيرها على حساب أن يحيى وإخوانه عرفوا حزبيين مكتلين معصبين من إخوانهم في دماج فبينوا حالهم وكان من تلك الثورة ما في هذه الكلمات المنشورة عن الشيخ عبيد بصوته عبر الهاتف ألهمنا الله وإياه رشدنا ووقانا شرور أنفسنا قال فيه للمرة الثالثة من كيله الطعون الباطلة عليّ بغير حق والله الموعد).
قال السائل: نريد أن نسألك بعض الأسئلة بخصوص هذه الفتنة الدائرة.
الشيخ عبيد: أي فتنة.
السائل الفتنة الدائرة بين الشيخ يحيى الحجوري والشيخ محمد بن عبدالوهاب والشيخ عبدالرحمن.
الشيخ: الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي رجل عاقل صاحب سنة عاقل والأخ يحيى سليط اللسان فاحش القول ما يرعى حرمة أحد لو صاحبته عشر سنين يمكن يهدمها في ساعة ما يبني على الرفق هو وإن كان عنده علم لكن محروم الحلم والحكمة نعم...
السائل: طيب نحضر يا شيخ محاضراتهم ودروسهم التي يتكلمون فيها على المشايخ؟
الشيخ: إذا كان بارك الله فيك أي شخص يقرر العلم الشرعي هذا هو الذي يحضر له وأما مجلسه عامرٌ بالسب والشتم والوقيعة في الناس هذا بارك الله فيكم ما يحضر مجلسه نعم اطلبوا مجالس العلم التي يقرر فيها قال الله وقال رسوله نعم...اهـ
فهذه الإثارة التي قام بها عبيد الجابري على شيخنا يحيى حفظه الله واضحة أنها ليست لله ولا دفاعًا عن منهج سلفي وإنما المسألة دفاع عن الحزبيين الجدد ومناصرة لهم وإلا فما هو الداعي إلى شن هذه الطعون وهذه التحذيرات من دماج والدراسة فيها والثناء على أولئك, الأمر واضح لكل ذي عينين وتذكر قول عبدالله مرعي السابق أنا والشيخ عبيد وأخي عبدالرحمن في شق والمشايخ في شق يتضح لك الأمر وأن المسألة تكتكة حزبية من عبدالرحمن وأخيه عبدالله من الداخل ومن عبيد الجابري ومن يملي عليه من الخارج، هذا ولتعلم أن أهل الأهواء من الخارج يمدون أصحابهم من الداخل، إما بالأموال وإما بالرجال كما مر معنا سابقًا وكذلك يفعل عبيد الجابري مع ابني مرعي تارة يمدهم بالمال أو يزكيهم إلى من يمدهم بالمال من أجل أن يستمروا في مناوشة الدعوة السلفية
فقد عُثر على تزكية من عبيد الجابري تدل على هذا المعنى قال فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم من عبيد الجابري إلى من يهمه الأمر من أهل البذل والإحسان في وجوه البر وفقهم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فإن المعلومات المدونة بمرفقاته هي من قبل الأخ في الله الشيخ عبد الله بن عمر مرعي القائم على دار الحديث بالشحر حي المنصورة من حضرموت والأخ عبدالله ثقة ومعروف لدينا بالاستقامة على السنة وله جهود مشكورة في نشر المنهج السلفي الحق ولذا فإني أوصي بمساعدته على ما دونه من التكاليف المتعلقة بدار الحديث المذكورة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التوقيع: عبيد بن عبدالله الجابري المدرس بالجامعة الإسلامية سابقاً
وحرر مساء الأربعاء الثالث من صفر عام ثمانية وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة. اهـ
قال الإمام الوادعي رحمه الله في "غارة الأشرطة" (1/205): (وهنا شيء آخر أريد أن أذكره وهو مسألة الدنيا فربما تكون سببًا للفرقة وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال» وقد رأينا جماعات تفرقت بسبب الاتهامات الدنيوية وربما أعداء الإسلام وأعداء الدعوة يمدون ضعاف الأنفس من أجل أن يتخلوا عن الدعوة إلى الله).
وقال رحمه الله في "قمع المعاند" (2/422): (الأمر مهم وخطير وأهل البدع يدعمون من قبل الشيوعية والبعثية والناصرية ومن قبل المغفلين من المسلمين الذين يعطونهم زكواتهم). اهـ
وقال في مقدمة "ذم المسألة": (الأولى: ذلك المال الذي أساء التصرف فيه نوعان:...والثاني: قوم يتلصصون لأخذ الزكوات وليسوا مصرفًا ثم يصرفونها في مصالحهم الشخصية وأقبح من هذا ما يحصل من بعض طلبة العلم يضيع وقته ويهين العلم والدعوة ركضًا من أرض الحرمين إلى الكويت إلى قطر إلى أبي ظبي مالك يا فلان؟ فيقول علي َّ دين أو أريد أن أبني مسجدًا وسكنًا للإمام (وهو نفسه الإمام) وأريد سيارة للدعوة وأريد أن أتزوج آه آه وإن طلب العلم والدعوة نهايته الشحاذة لا خير فيه...وهكذا بناء المسجد لا يجوز أن يهين نفسه ويهين العلم والدعوة من أجل بناء مسجد فالرسول صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبني مسجدًا قال: «يا بني النجار ثامنوني بحائطكم) مسلم عن أبي سعيد.
فالأموال التي تكون فيها إهانة للعلم وللدعاة إلى الله أو دعوة إلى الحزبية أو جعل المساجد للشحاذة فلسنا بحاجتها...) اهـ
وتارة يمدونهم بالرجال فقد ظهرت بادرته الأولى عندما كان عبدالرحمن في دماج عندما جاء لزيارته اثنان من الحزبيين المعروفين بالحزبية في المملكة أخبرنا الأخ غازي السعودي أن الجيزاني والفوزان صاحب "شرح الورقات" أتيا إلى دماج فأُخبر بهما فذهب إليهما والتقى بهما فما كان منهما إلا أن سألاه عن عبدالرحمن العدني فقال لهما هو في المزرعة يسكن هناك فكانا في تلهف للقائه فقال لهما انتظرا حتى تلتقيا بالشيخ يحيى فتعذرا بالاستعجال وذهبا ولم يلتقيا بالشيخ يحيى). اهـ، فلما سئل عبدالرحمن عن ذلك أخبر أنهما يريدان الفتنة أي التفرقة بينه وبين الشيخ يحيى، فهذا يدل على أن هناك تدبيرًا من الخارج مع أناس من الداخل لإقامة فتنة في اليمن وتذّكر قول عبدالله مرعي السابق: (ستكون فتنة بين المشايخ فكونوا مع علماء المملكة).
فهذان الحزبيان لماذا لم يختارا اللقاء إلا مع عبدالرحمن العدني لأنه هو المرشح في الساحة الذي سيقوم بهذا الدور الجديد دور إثارة الفتنة على الدعوة السلفية.
ثم بعد هذه المحاولة الفاشلة جاء المدد الأكبر وهو من عبيد الجابري نفسه فقد استدعاه ابنا مرعي لإقامة دورة علمية زعموا وذلك في عام 1426هـ وما جاء إلا ليحقق أغراض لهم فالرجل قد وعدهم بإقامة فرع للجامعة الإسلامية السعودية على أرض الفيوش( )، وكذلك ابنا مرعي ما طلبا منه المجيء وإقامة هذه الدورة إلا للفت الأنظار ويجمعوا الناس حولهم ويتأكلوا من وراءه.
قال شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله في "غارة الأشرطة" (2/410): (الحزبية تمسخ الحزبية تعمي وتصم فلا تركن بحزبي أن ينصر الله به الإسلام حتى ولو فعل شيئًا فيفعله من أجل أن يجتمع الناس حوله). اهـ
وقد تنبه المشايخ لهذه التكتكة والتجمع والتشطير والتهميش لهم فما كان من الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلا أن قال لهم لا تأتوني به واتصل على المشايخ وقال لهم لا تستقبلوه وجاء إلى دماج واستقبله الشيخ يحيى وأكرمه ولكن كان مستعجلاً تغدى ومشى لا يريدونه أن يجلس وقتًا طويلاً ليتعرف على الدعوة في المركز ولكن أخذوه مباشرة وذهبوا به وفي هذا العام وبعد ما حصل بينه وبين الشيخ يحيى حفظه الله ما قد حصل طلب منه ابنا مرعي أن يأتيَ ويقيم دعوة في الشحر فوافق على ذلك ولكن هذه المرة بصورة ظاهرة في المضادة للدعوة السلفية في دماج وقد رأى من علم بقدومه إلى اليمن في هذه الظروف التي اشتدت فيها الفتنة أن الرجل يريد إشعال نار الفتنة وتأجيجها وذلك بمناصرة ابني مرعي من أجل هذا قام المشايخ الشيخ محمد الإمام والشيخ عبدالعزيز البرعي والشيخ عبدالله الذماري بالاتصال بعبيد الجابري حدثني خالد اليزيدي قال حدثني ناصر البيضاني الملقب بالزجا قال حدثني الشيخ محمد بن عبدالله الإمام قال اتصلنا على الشيخ عبيد وقلنا له أن لا تتدخل في هذه الفتنة). اهـ
هكذا عبيد يُنصح بعدم التدخل في هذه الفتنة لإنه يزيدها إشعالاً ومع ذلك لا يلتفت إلى هذا النصح
وأعظم من ذلك أن ينصحه الشيخ ربيع حفظه الله بعدم الذهاب إلى اليمن بأنه يزيد الفتنة كما أخبرني بذلك أبو عبدالسلام قاسم الريمي أنه اتصل ببعض طلاب الشيخ ربيع الموثوق فيهم وأخبره بهذا وقال الشيخ ربيع حفظه الله بأنه ليس براضٍ عن هذا الخروج إلى اليمن وقال الشيخ ربيع الشيخ عبيد دخل في هذه الفتنة بقوة سمعت ذلك من الشيخ يحيى في الدرس نقلاً عن أبي عبدالله البيضاني. اهـ
فهذا إصرارٌ عجيب من عبيد الجابري الذي حُقَّ للشيخ يحيى أن يلقبه بسبت هذه الحزبية نعم والله أنه فعل مثل ما فعل عبدالله السبت الذي جاء من الكويت كما تقدم ولكن عبيد الجابري فعل أشد مما فعل السبت
وبعد هذا قام أصحاب الشحر بوضع دعايات عريضة وإعلانات واسعة للدروس العلمية في هذه الدورة العلمية وأعلنوا عن دروس عديدة ولكن خذلهم الله وأذهب بركة وقتهم ونفر الناس عنهم
فقد أعلنوا عن الدورة السابقة في السنوات الماضية بحضور (4000) أربعة آلاف طالب في تلك الدورة في حد زعمهم وما أراه صحيحًا ولكنها دعايات الحزبيين وتفخيمهم وعلى التسليم بذلك ففي هذه الدورة التي استمرت من الأحد إلى الأربعاء أو الخميس فقط لم يحضروا لهم إلا العدد القليل من الذين جمعوهم من المتعصبين لعبدالرحمن ومن فضل الله أهل السنة في مساجدهم ودروسهم وكأن الجابري غير موجود وهذا والله بسبب نيته الفاسدة وإرادة الفتنة والفرقة في صفوف السلفيين
وبعد هذا الفشل العظيم انتقلوا إلى إلقاء المحاضرات عبر الهاتف تارة وبالانتقال إلى بعض مساجدهم الحزبية تارة أخرى
ثم أرداوا أن يحرشوا بين السلفيين في عدن وبين الشيخ يحيى حفظه الله فقد طلبوا من الشيخ أحمد بن عثمان حفظه الله إقامة خطبة في مسجده وذلك حتى يجعلوا فجوة وفرقة بينه وبين الشيخ يحيى حفظه الله ولكن الشيخ أحمد بن عثمان حفظه الله رجل آتاه الله بصيرة بالفتنة وثباتًا على الحق فما كان منه عندما عرف هذه المكيدة إلا أن رفض استقبال الجابري وشلته الحزبية، فكانت لطمة لهم فجزى الله رجال السنة خيرًا على المواقف الثابتة
وكذلك الأخ سامي ذيبان لم يستقبلهم في مسجده
و كذلك اتصلوا بالأخ فايز صاحب تعز ليقيموا محاضرة عنده فامتنع بعد نصيحة من الشيخ يحيى حفظه الله لجميع أهل السنة ألا يستقبلوا هذا الرجل لأنه صاحب فتنة
وكذا أرسل أصحاب أب والعدين وبعدان إلى ا لشيخ يحيى بأنهم لا يرحبون بعبيد في بلادهم ومساجدهم
وقال الشيخ الفاضل عبد المصور حفظه الله من حضر محاضرة عبيد الجابري بعد ما حصل منه فلا يرجع إلى مركزي, فجزا الله الجميع خيرًا فهذا هو الواجب اتجاه كل من أراد شق الدعوة السلفية وتفريق صفوفها فهذا منكر عظيم،
فإن الله عز وجل يأمر المؤمنين بتوحيد الصف والكلمة والائتلاف على الكتاب والسنة ونهى عن الفرقة والاختلاف قال تعالى: ﴿واعتصموا بحبل جميعًا ولا تفرقوا...﴾ الآية، وقال تعالى: ﴿ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات..﴾ الآية وقال تعالى: ﴿إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء...﴾ الآية، وقال سبحانه: ﴿وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله﴾ وقال سبحانه: ﴿ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزب بما لديهم فرحون...﴾ الآية، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن الله يرضى لكم ثلاثًا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا...»الحديث رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
قال النووي في شرح الحديث (12/11): (ولا تفرقوا فهو أمر بلزوم جماعة المسلمين وتآلف بعضهم ببعض وهذه إحدى قواعد الإسلام). اهـ
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» متفق عليه من حديث النعمان بن بشير،
وقد ذم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أراد أن يفرق بين المسلمين وأن يفسد بينهم وقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنًا من كان» وفي رواية «فاقتلوه»، وفي رواية «من أتاكم وأمركم جميع على رجل يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه» أخرجه مسلم من حديث عرفجة بن شريح الأشجعي.
قال النووي في شرح الحديث: (فيه الأمر بقتال من خرج على الإمام أو أراد تفريق كلمة المسلمين وينهى عن ذلك فإن لم ينته قوتل وإن لم يندفع شره إلا بقتله فقتل كان هدرًا، فقوله صلى الله عليه وسلم«فاضربوه بالسيف» وفي الرواية الأخرى: «فاقتلوه» معناه إذا لم يندفع إلا بذلك). اهـ
فهذه الآيات والأحاديث تدل أن تفريق كلمة المسلمين كبيرة من الكبائر فكيف بمن يريد تفريق كلمة العلماء والدعاة إلى الله فهذا إثمه أعظم لما يترتب عليه من المفاسد العظيمة فعلى هذا فنزول عبيد الجابري إلى اليمن من أسباب الفتنة والفرقة وقد قال تعالى:﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾ فمن تعاون مع هذا الرجل في هذه الفتنة والتفرقة التي يقوم بها فقد تعاون معه على الإثم العدوان، وكل من استقبله ورحب به وأعان على هذا المنكر فإنه مشارك له في الإثم والعدوان وهذه الفتنة والفرقة، ففي "صحيح مسلم" عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «...ولعن الله من آوى محدثًا...» الحديث.
قال أبو السعادات عند قوله «محدثاً» يروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول فمعنى من نصر جانيًا وأواه وأجاره من خصمه وحال بينه وبين أن يقتص منه، وبالفتح هو الأمر المبتدع نفسه ويكون معنى الإيواء فيه الرضا به والصبر عليه فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر فاعلها ولم ينكر عليه فقد أواه) "النهاية" (1/351 ).
قال الظفيري وفقه الله في "إجماع العلماء" ص(108): (قال الشيخ التويجري...ومن كان جاهلاً بهم فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات فإن لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم إنه يلحق بهم ويعامل بما يعاملون به). اهـ
قال الشاطبي في "الاعتصام" (1/114): (ويجامعها في المعنى ما صح من قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من أحدث حدثًا أو آوى محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة الناس أجمعين» فإن الإيواء يجامع التوقير ووجه ذلك ظاهر لأن المشي إليه والتوقير تعظيم له لأجل بدعته وقد علمنا أن الشرع يأمر بزجره وإهانته وإذلاله بما هو أشد من هذا...وأيضًا فإن توقير صاحب البدعة مظنة مفسدتين تعودان على الإسلام بالهدم إحداهما: التفات الجهال والعامة إلى ذلك التوقير فيعتقدون في المبتدع أنه أفضل الناس وأن ما هو عليه خير مما عليه غيره فيؤدي ذلك إلى أتباعه على بدعته دون أتباع أهل السنة على سنتهم، والثانية: أنه أذا وقر من أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرض له على إنشاء الابتداع في كل شيء). اهـ
فمعاونة أصحاب الفتنة والقلقة والتفرق منكر عظيم ومفسدته عظيمة مهما كان الشخص مكانته بين الناس عظيمة وهذه صفته لا يتعاون معه ولا يغتر به ولا يتهيب أحد منه مهما بلغ.
يقول الإمام الوادعي رحمه الله في "غارة الأشرطة" (1/205): (فإياكم إياكم أيها الدعاة إلى الله أن تغتروا بمن يريد أن يفرق جمعكم وأن يفرق كلمتكم ولو بلغت لحيته إلى ركبته وشمر ثوبه إلى فوق ركبته تنبهوا تنبهوا فالأمر خطير وأعداء الإسلام في غاية الاهتمام بالدعاة إلى الله ويحرصون على تفرقة كلمة الدعاة إلى الله). اهـ
وإن تعجب فعجب موقف الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي وذلك أن الشيخ الوصابي كان موقفه من عبيد الجابري السبت الجديد في الخروج الأول من أشد المواقف حيث كان من أشد المنفرين عنه بمجرد أن شعر منه شيئًا من الريبة في الدعوة السلفية حيث قال كما مر سابقًا: (لا تأتوني به) واتصل على المشايخ وأوصاهم بعدم استقباله ولم يقل في ذلك الوقت هو عالم الحجاز وهو شيخ كبير وسوف نرفق به ونحترمه وهو ضيف عندنا، حتى شعر كل من عايش ذلك الموقف أن عبيدًا لم يخرج إلا لفتنة وقلقلة في الدعوة السلفية في اليمن وفي هذا الخروج انعكس الموقف تمامًا بعد أن كان منفرًا عن عبيد صار من كبار المرحبين به ومن كبار المعلنين لدروسه ورحلاته في اليمن ويشيد بعلمه وفضله ويحث طلابه للرحلة بحضور الدورة العلمية الوهمية الغير مباركة ويلهج بتلك الألفاظ التي لم يقلها قبل,
بقي السؤال ما هو السبب في هذا التغير المفاجئ عند الوصابي الذي نلاحظه أن عبيدًا قد تغير في هذه المرة تغيرًا واضحًا لا للأحسن ولكن للأسوأ وهذا التغير هو ظهور العداوة الواضحة ضد الشيح يحيى الحجوري حفظه الله؟
إذًا هذا هو السبب الذي جعل الشيخ الوصابي يتغير من مضاد لعبيد إلى مناصر ومن منفر إلى حاث
والذي يوضح هذا أكثر هو قضية الجامعة الإسلامية الذي هو معروف عند جميع الطلاب في الحديدة الذين يحضرون عنده أنه ينفر من الجامعة الإسلامية وينصح بعدم الدراسة فيها وكم من أخ نصحه بعدم الدخول فيها خوفًا عليه من الحزبية جاعلا غازيًا صاحب السلخانة دليلاً وشاهدًا لأنه ممن أفسدته الجامعة فكان يقول: (يكفي غازي ضيعته الجامعة) وقد سمع مثل هذا التحذير أنا وغيري فلما سمع عبيدًا ينتقد على الشيخ يحيى في هذه القضية قضية الجامعة الإسلامية فما كان من الوصابي إلا أن أظهر موقفًا آخر تعجبنا منه وهو أنه وقف مع عبيد الجابري في هذه القضية بالباطل وهو يعرف أن كلام الجابري في الشيخ يحيى ودفاعه ذلك عن الجامعة باطل وما شعرنا إلا وهو يقول زدنا يا شيخ عبيد من هذا الخير زدنا،
سبحان الله يا شيخ محمد زدنا من هذا الخير الذي كنت تحذر منه والآن تؤيده!!
إذا فما هو القاسم المشترك الذي جمع بين القلبين قلب الجابري وقلب الوصابي هو الطعن في الحجوري والرغبة في إسقاطه هذا هو الحق الذي لا يستطيع أن ينكره أحد إلا مكابر معاند
والحمد لله سبحانه الذي يسير هذه الدعوة السلفية في اليمن وفي غيرها أن رد كيد عبيد ومن معه من الداخل والخارج في نحورهم ولم يضر الدعوة السلفية في شيء وقد عاد الجابري إلى بلاده بخفي حنين ولم يحمل معه إلى بلاده إلا بغض قلوب الناصحين من أهل السنة والجماعة
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا﴾ فقد فضح الله عبدالرحمن وأتباعه الحزب الجديد فضيحة عظيمة وظهر أمرهم لكثير من الناس وأنهم أصحاب فتن وقلاقل وانشقاق وفرقة وأنهم أصحاب خطط وتكتكة وتعاون من الداخل والخارج ووالله لقد ازددنا يقينًا مع يقيننا أن هذا حزب جديد وما هي إلا أيام ويظهر كما ظهرت الحزبيات السابقة.التي كان الشيخ رحمه الله يقول عنها حزبية مغلفة ثم بعد ذلك هو وغيره يصرخ بانكشاف الغلاف عنها.
يقول الإمام الوادعي رحمه الله في "غارة الأشرطة" (1/449): (ونحن نريد منكم أن تدعوا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإلى الإسلام دعونا من هذه الحزبيات الفارغة التي ستموت غدًا أو بعد غد وادعوا الناس إلى الإسلام الذي حفظه الله أربعة عشر قرنًا من الزمان. اهـ
وبعد هذه الجولة السريعة نرجع إلى قول بعض المشايخ وفقهم الله بأن عبدالرحمن العدني مدفوع به ويُعمل من وراءه أما مدفوع به فنعم وهذا الذي قاله شيخنا يحيى حفظه الله من بداية فتنة عبدالرحمن أن عبدالرحمن مدفوع به وقد ذكرنا وجه ذلك فيما تقدم وأما القول بأنه يُعمل من وراءه إن أريد بذلك أنه لا يدري بهذا العمل وهذا الحفر وهذه التكتكة التي ظهرت لكل ذي عينين فهذا غير مسلم به فإنه يعلم ذلك يقينًا ولو لم يكن منه إلا السكوت عنهم والرضا بفعلهم وذلك بالركون إليهم وعدم مجانبتهم.
قال الإمام ابن بطة: (ولا تشاور أحدًا من أهل البدع في دينك ولا ترافقه في سفرك وإن أمكنك أن لا تقربه في جوارك ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئًا مما ذكرناه -أي من البدع- وهجرانه والمقتُ له وهجران من والاه ونصره والذب عنه وصاحبه وإن كان الفاعل لذلك يظهر السلفية). اهـ
قال الظفيري معلقًا: (رحم الله ابن بطة فعن علم تكلم وعن حكمة نطق فبعد أن بين أن هجر أهل الأهواء والبدع ومقتهم من أصول السنة نبه على أن من ناصر أهل البدع ووالاهم وذب عنهم وصاحبهم وإن كان يظهر السلفية فإنه يلحق بهم ويأخذ حكمهم ويعامل معاملتهم في الهجر وغيره). اهـ "إجماع العلماء" (106-107).
قال ابن مسعود رضي الله عنه: (إنما يماشي الرجل ويصاحب من يحبه ومن هو مثله).
وعن معاذ بن معاذ قال قلت ليحيى بن سعيد يا أبا سعيد الرجل وإن كتم رأيه لم يخفَ ذاك في ابنه ولا صديقه ولا جليسه). "إجماع العلماء" ص(107).ت
فعبدالرحمن العدني وإن كتم رأيه فقد ظهر في أخيه عبدالله بن مرعي وهاني بريك وياسين وأبي الخطاب وغيرهم
وقال قتادة: (إنّا والله ما رأينا الرجل يصاحب من الناس إلا مثله وشكله فصاحب الصالحين من عباد الله لعلكم أن تكونوا معهم أو مثلهم).
وقال الأوزاعي رحمه الله: (من ستر علينا بدعته لم تخفَ علينا ألفته).
وقال محمد بن عبيد الغلابي: (يتكاتم أهل الأهواء كل الشيء إلا التآلف والصحبة) "إجماع العلماء" ص(107، 108).
وسئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى في شرحه لكتاب "فضل الإسلام" ما نصه: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يأخذ حكمهم؟ فأجاب عفا الله عنه: (نعم ما فيه شك من أثنى عليهم ومدحهم وهو داعٍ لهم هذا من دعاتهم نسأل الله العافية). اهـ
وأما القول بأنه لا يعلم بذلك ويُعمل من وراءه وهو لا يعلم فهذا بعيدٌ بعيدٌ جدًا وعلى التسليم تنزلاً أنه لا يدري ما يدار حوله وما يُفعل باسمه وتحت ستاره فهذا يلزم منه أن عبدالرحمن العدني مغفل غير يقظ والمغفل هو الذي لا يميز بين الصواب والخطأ، فإذا كان عبدالرحمن بهذه المثابة هل يستحق أن يكون رأسًا في تلك المنطقة الجنوبية التي عاش فيها الاشتراكيون زمنًا من الدهر وهل يستحق أن يكون حاملاً للواء الدعوة السلفية التي تحتاج إلى رجالٍ أقوياء غير ضعفاء وإلى رجال متيقظين غير مغفلين فإن أعداء السنة يتربصون بها ويمكرون بها بالليل والنهار فمثل هذا الصنف لا يصلح أن يكون حارسًا على بقالة فضلاً عن دعوة ملئت الدنيا شرقًا وغربًا وفي هذا المعنى يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: «يا أبا ذر إني أراك ضعيفًا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرنّ على اثنين ولا تولينّ مال يتيم». وقال له: «يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها...»، أخرجه مسلم عن أبي ذر.
قال النووي في شرح هذا الحديث (12/452): (هذا الحديث أصل عظيم في اجتناب الولايات لا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائف تلكم الولاية). اهـ
وقال ابن عثيمين رحمه الله تعالى في "شرح رياض الصالحين" (7/11): (والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهاه أن يكون أميرًا لأنه ضعيف والإمارة تحتاج إلى إنسان قوي أمين قوي بحيث تكون له سلطة وكلمة حادة إذا قال فعل لا يكون ضعيفًا أمام الناس لأن الناس إذا استضعفوا الشخص لم يبقَ له حرمة عندهم وتجرئ عليه لكع بن لكع وصار الإنسان ليس بشيء لكن إذا كان قويًا حادًا في ذات الله لا يتجاوز حدود الله عز وجل ولا يقصر عن السلطة التي جعلها الله له فهذا هو الأمر حقيقةً). اهـ
فهذا الحديث وهذا الشرح عليه وإن كان في الإمارة إلا أنه في تحمل أعباء الدعوة السلفية أولى وأحرى فالدعوة تحتاج إلى رجل قوي يقظ محنك يديرها لا أنه هو الذي يُدار ويُحرك وعبدالرحمن اجتمع فيه الضعف والغفلة فهو ضعيف واعترف بذلك بنفسه لأكثر من أخ كان يقول للطلاب في أيام فتنة أبي الحسن: (اذهبوا إلى الحجوري فإن عنده صميل وأنا ما عندي صميل إلى غير ذلك من الأقوال) فقد قال له أخوه عبدالله وهما في سيارة إنك جبان فاجتمع في عبدالرحمن الضعف والخور عن تحمل الأمور وكذلك الغفلة وعدم اليقظة فهنيئًا لمن كان عبدالرحمن قائده وعالمه ومفتيه هذه الصفات الحميدة التي يحملها فاختر لنفسك يا عبدالرحمن أي الصفتين: الحزبية أم الغفلة، وأظن أنك ستختار الغفلة لأنها أهون عندك من الحزبية ولا شك, ولكن أبشرك بأنك حزبي مغفل والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحانك وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾، ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا﴾، ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدًا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا﴾، وبعد:
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد:
يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لا يزال من أمتي أمةٌ قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك» رواه البخاري ومسلم من حديث معاوية.
فأخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الحديث أن هناك طائفة من أمته على الحق يتعلمونه ويعملون به ويُنصرون به، وهذه هي الطائفة المنصورة الناجية المنصورة على أعداءها، الناجية من البدع والخرافات في الدنيا والناجية من عذاب الله في الآخرة، وأخبر صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الله عز وجل يبتلي هذه الطائفة بأعداء من الداخل والخارج مخالفون ومخذلون لإسقاطها وإطفاء نورها، قال تعالى: ﴿يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون﴾.
وهذه هي سنة الله في خلقه أن يبتلي المؤمنين القائمين على الحق بمن يناوئ دعوتهم ويخذل في صفوفهم وهذا أمر كان في زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أعداء يتكالبون على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الداخل والخارج، المنافقون من الداخل يخذلون في صفوف المسلمين ويثبطونهم ويختزلونهم، قال تعالى: ﴿هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا...﴾ الآية، والمشركون من الخارج يمدونهم بالأفكار والأموال فيتعاونون ويتكاتفون ضد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وما يوم الأحزاب عنا بخاف،
ثم جاء أهل البدع والأهواء واستفادوا من أولئك القوم هذه الخطط لإخماد دعوة هذه الطائفة المنصورة، دعوة أهل السنة والجماعة، فما تظهر دعوة سلفية في بلد من البلدان إلا ورأيت الأعداء من الداخل والخارج يتعاونون عليها حتى لا تقوم لها قائمة وحتى يتسنى لهم تنفيذ مخططاتهم وبث أفكارهم المخالفة للكتاب والسنة والمخالفة لسلف الأمة،
فهذه دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب النجدي رحمه الله التي قامت وسارت على نهج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نصرها الله وأظهرها الله على أيادي رجال صادقين سارت على هذا السير الطيب فترة من الزمن فلما رأى أعداء السنة هذا الخير وأنها حجر عثرة وعقبة كؤودٌ أمام أفكارهم مكروا ضدها وحاربوها من الدخل والخارج، من الخارج بالأفكار والأموال ومن الداخل بالرجال ينشرون هذه الأفكار، يطعنون في العلماء ويزهدون الشباب في علمائهم الناصحين ويحرضونهم على ولاة أمورهم فاستجاب لهم من استجاب وأعرض عنهم من أعرض ولا يزالون جاهدين ماكرين ومدبرين
وكذلك دعوة الإمام مقبل بن هادي الوادعي شيخنا ووالدنا رحمه الله تعالى عندما خرج إلى اليمن وهي بلادٌ فيها من الشركيات والخرافات ما الله به عليم حارب ذلك ونشر السنة وأمات البدعة وأعز الله به السنة وأهلها وأصبح أهل البدع والأهواء يرتعدون منها ويخافون من رجالها الذين هم قائمون على الحق، فلما رأوا الأمر كذلك وأنهم لا يستطيعون مواجهتها علانية أخذوا يدبرون لها ويمكرون بالليل والنهار من الداخل والخارج وخاصة أصحاب التحزبات فما كان منهم إلا أن استعانوا بإخوانهم الحزبيين من الخارج ليعينوهم على ضرب هذه الدعوة والتخلص منها أو على الأقل سحب أكبر قدر ممكن من رجالها ودعاتها وطلابها فما كان من إخوانهم إلا أن استجابوا لهم وأمدوهم بالأفكار والأموال والرجال فكان أول ذلك أن أرسلوا برجال لهم بأموال ورجال قاصدين دعوة الإمام الوادعي،
قال الإمام الوادعي رحمه الله في "غارة الأشرطة" (2/4-5): (فالدعوة أي دعوة أهل السنة ما أفسدها إلا المادة وإلا فعبدالمجيد الريمي وعقيل المقطري ومحمد المهدي ما أُتوا عن جهل، أتانا الكويتيون وطلبوا منا أن يساعدونا وكانوا يريدون أن يضموا دعوتنا إلى دعوتهم فقلنا لهم: إن كنتم تساعدون الدعوة بدون قيد وشرط فذاك وإن كان لكم شرط فلسنا مستعدين أن نبيع دعوتنا ونسأل الله أن يغنينا عنكم وعما جئتم به فضعاف الأنفس من السلفيين استمالتهم الدعوة وغرهم عبدالرحمن عبدالخالق بديناره لا بأفكاره وانشقت الدعوة حصل قبل إنشاء جمعية الحكمة وصاروا يدافعون عن الحزبية أيما مدافعة...بعد هذا أقيمت الجمعية وصار فيها ما فيها من التحزب ومن الانتخابات وإخوانهم يناصحونهم...) اهـ.
قال رحمه الله في "قمع المعاند" (1/151): (وهكذا عبدالله السبت فقد سعى في التفرقة بين الدعاة إلى الله إنه لا يفرق بين البدعي والسني هذا أمر حسن والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «ومحمد فرق بين الناس» أي فرق بين الكافر والمسلم فالمسلم يتبعه والكافر يعانده إن عبدالله السبت فرق بين أهل السنة في جده والسودان واليمن وأبي ظبي وعمان إنه لا يفرق بدهاءه وقدرته على الإقناع ولكن بالدينار فقد استمال مجموعة عندنا من ضعاف الأنفس...وعندنا في اليمن بعض الشباب لعب على عقولهم أتباعه وبعد مدة بعضهم رجع إلينا وبعضهم التحق بالإخوان المسلمين). اهـ
وقال رحمه الله في "قمع المعاند" (1/152): (لأن عبد الله السبت وذويه أصبحوا يستغلون الأموال لتفرقة كلمة المسلمين كما تقدم ولتمييع الدعاة يكون الشاب مهيأ للتحقيق أو التأليف فيمسخونه ويشغلونه بالرحلات الفارغة). اهـ
وسئل رحمه الله كما في المصدر السابق (2/404) س: ما هو رأيكم في تنظيم وجماعة محمد بن سرور بن نايف بن زين العابدين ويقال إنه دعاكم للانضمام إلى تنظيمه وجماعته هل هذا صحيح؟ فأجاب: (تقدم أن قلنا أن عندهم شيئاً من الحزبية وقد زارني إلى هنا وقال لي نحن جماعة ولكنا لا نتعصب ونتعاون مع جميع المسلمين فليسوا خالصين من الحزبية، وهم لا يهتمون بطلب العلم). اهـ
وقال رحمه الله في المصدر السابق (2/193): (ما اكتفى الحزبيون بضلالتهم ففي اليمن من الضلال الكثير منهم المقالح واللوزي وفلان وفلان حتى يستوردوا الغنوشي لا بارك الله في الغنوشي ولا من استورده، وأقول: قبح الله الغنوشي وقبح الله من استورد الغنوشي فإنه ضليل يبارك لليمن التعددية الحزبية يبارك لليمن بالديمقراطية ويبارك لليمن بالاختلاط وجمعيات النساء بكلامه الفارغ لسنا في حاجتك أيها الضال المنحرف فقد عُرف انحرافك وانحراف شيخك). اهـ
وقال رحمه الله في المصدر السابق (2/422): (الأمر مهم وخطير وأهل البدع يُدعمون من قبل الشيوعية والبعثية والناصرية ومن قبل المغفلين من المسلمين الذين يعطونهم زكواتهم). اهـ
فهكذا أهل التحزبات يفعلون فلهم أتباع من الداخل كما قال تعالى: ﴿وفيكم سماعون لهم...﴾ الآية، يتربصون بالدعاة البارزين ممن يظنون فيه أنه سينفعهم وينفذ مخططاتهم فيغدقون عليه بالأموال حتى يسيطروا عليه.
قال شيخنا الإمام الوادعي رحمه في "قمع المعاند" (1/120): (أعرف أناسًا من هؤلاء من أصحاب جمعية الحكمة كان يحقق الخصائص للنسائي تحقيقًا عجيبًا وأعرف آخرَ كان يحقق مسند أحمد تحقيقًا عجيبًا أيضًا وقد أثنيت على تحقيقه في بعض أشرطتي لأن الإخوة القائمين على جميعة الحكمة هم بحمد الله من طلبة العلم عندنا ولكن ماذا نعمل لهم انحرفوا وضلوا وزاغوا...السبب في هذا أن جماعة من الكويت أتوا إلى اليمن وطلبوا مني الإنضمام إليهم فقلت لهم: إن أردتم أن تساعدوا الدعوة بدون قيد ولا شرط فعلتم وإن أردتم أن تشترطوا أي شرط فلا, وهم من فاعلي الخير...فعمدوا إلى بعض إخواننا الجشعين واستقبلوهم على علاتهم حتى أنهم في مجلس من المجالس يقول بعض الكويتيين ما انطلقت دعوتنا إلا بعد عدم تقييدها بالعلماء). اهـ
ولكن بحمد الله كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم...»الحديث، سارت دعوة الشيخ رحمه الله وشقت طريقها بقوة حتى أقر الله عينه بانتشارها وثمارها
ثم بعد موته رحمه الله بعث لنا الأعداء من الخارج أبا الحسن المصري نزيل مأرب وأمدوه بالأموال الطائلة وبدوره اختطف له مجموعة من ضعاف الأنفس من الدعاة والطلاب وضيعهم وأدخلهم في التحزبات ففضحه الله وأظهر أمره للناس فتركوه وقلوه إلا قليلاً منهم
ثم بعده بيسير أقاموا لنا صالحاً البكري الذي ملئوا رأسه بالأفكار الحدادية وملئوا جيبه بالأموال الخليجية فتبعه من تبعه وفضحه الله وأظهر أمره للناس فتركوه كالإبل الجرباء
وما هي إلا أيام يسيرة كذلك حتى جاءوا إلى عبدالرحمن مرعي الحية الرقطاء وقالوا له قم أنت كما ذكر ذلك بلسانه في الاجتماع الأول للمشايخ في دماج فما كان منه إلا أن تغلغلت الفكرة في رأسه وبدأ في تنفيذ ما أرادوا وفق تخطيط مدبر نضير سابقه لإضعاف الدعوة السلفية في اليمن وتميعها بالحزبيات والجمعيات
إن الناظر في حال فتنة عبدالرحمن ليعلم يقينًا أنه مدفوع في هذه الفتنة ويدبر من تحته لضرب هذه الدعوة المباركة والقائمين عليها لا أقول بأنه لا يعلم ذلك بل يعلم ذلك وسائر عليه، والدليل على ذلك تصريحه لبعض الناس أن دماج ربما لا تبقى وربما تزول وتذهب
حدثني الأخ كمال العدني قال حدثني هاني العدني الملقب بالكويتي أنه جاء إلى عبدالرحمن العدني وكان هاني عنده إقامة في السعودية وأراد إلغاءها كي يبقى في دماج فقال له عبدالرحمن العدني لا ما أنصحك لعله يأتي وقتٌ لا تبقى دماج أو نحوه مما لا يخل بالمعنى والله على ما أقول شهيد.اهـ
وكذلك حدثني أبو عبدالله الشبوي قال: رجعنا يومًا من محاضرة الجمعة في جميدة مع عبدالرحمن العدني -فضحه الله- وذلك بعد عودة الشيخ يحيى حفظه الله من رحلته الأخيرة إلى عدن فقال الأخ صادق العبديني وفقه الله لعبدالرحمن حضر للشيخ يحيى في عدن جمع كبير نرى دولتنا ستقام هناك أي في عدن فقال عبدالرحمن العدني وما يدريك يا أخانا صادق أن يتحول المركز أو قال الدعوة هناك لأن هذا المركز -أي مركز دماج حرسها الله- مهدد من قبل الرافضة. اهـ كتبه: أبو عبدالله الشبوي.
فهو من المخططين لهذا الأمر وإن كان ساكتًا في بعض الأحيان إلا أن بعض القوم يعملون باسمه وتحت ستار الدفاع عنه وإقامة مركز علمي له وهذه النظرة قد عرفها بعض المشايخ وصرح بها.
يقول الشيخ محمد بن عبدالله الإمام حفظه الله كما أخبرني بذلك الأخ خالد اليزيدي حفظه الله: (فتنة عبدالرحمن وراءها أيادي عاملة من الخارج). اهـ
وقال أيضًا: (هناك من يريد إسقاط دماج والشيخ يحيى حفظه الله). اهـ
وقال أيضًا: (عبدالرحمن مدفوع به ويعمل من وراءه). اهـ
وقال الشيخ عبدالعزيز البرعي حفظه الله: (هناك من يريد إسقاط الشيخ يحيى ودماج وما بعدها أسهل).اهـ
وقال عبد الرحمن الجعري حفظه الله قال: سمعت الوصابي في اجتماع معبر في المكتبة العامة في غرفة الشيخ الإمام يقول: (نحن نشعر أن هناك أناس في الخارج يريدون أن يفتكوا بدعوتنا). اهـ
فهذا هو الحق أن عبدالرحمن مدفوع وهناك من يحفر للدعوة السلفية في اليمن حالياً باسمه وخاصة مركز دماج والقائم عليها فهم وإن كانوا يظهرون أنهم مع المشايخ ويجلونهم ويتمسحون بهم إلا أن هذا في الظاهر فقط وهم في حقيقة الأمر يمكرون بالجميع حتى تكون المرجعية لأذناب القوم في اليمن عبدالرحمن وعبدالله مرعي وهاني بن بريك هذا هو الحق وهذا هو الواقع الذي لا يستطيع أن ينكره أحد وهذا هو الحق الذي قامت عليه الأدلة من أفواههم
أخبرني عبدالله العمودي باريدي حفظه الله قال حدثني محمد الكثيري الإماراتي حفظه الله قال: قال: عبدالله مرعي ستكون فتنة بين المشايخ فكونوا مع علماء المملكة. اهـ
وهذا الكلام كان عام 1426هـ أي أنه قبل الفتنة وهذا يدل على أن الأمر مدبر ومخطط من قبل.
وحدثني أبو محمد الأمريكي قال حدثني أبو يوسف الأمريكي قال: قال لي عبدالله مرعي هناك خلاف بين المشايخ أنا والشيخ عبيد وأخي عبدالرحمن في شق والمشايخ في شق. اهـ وهذا الكلام كان قبل الفتنة بزمن.
وأخبرني مانع العدني قال أخبرني علي بن ناصر قال ستكون فتنة بين المشايخ فاثبتوا قال الأخ الفاضل محمد بن عبد الله باجمال في رسالته الدلائل القطعية (7-8): فمما علمنا ما حدثنا به أخونا الفاضل محمد بن سعيد بن مفلح وأخوه أحمد وهما من أهل الديس الشرقية بساحل حضرموت وهو أن سالما با محرز قال لهم في منتصف سنة 1423هـ نحن قد انتهينا من أبي الحسن والدور جاي على الحجوري . اهـ
فواضح أن هذه الفتنة التي قام بها عبدالرحمن وأخوه عبدالله مرعي مدبرة ومخططة منذ زمن والسبب في هذا التدبير والتخطيط أن الدعوة السلفية في اليمن قامت على العفة والنزاهة عن مطامع الدنيا وذاك عكس ما قامت عليه دعوة ابني مرعي لا رعاهم الله ولا حفظهم فإنها قامت على مطامع الدنيا وجمع حطامها باسم الدعوة وإقامة المراكز العلمية فلا سبيل لهم إلى ما أرادوا إلا زحزحة هذه الدعوة المباركة وأهلها عليها فبدأوا يفكرون كيف يفعلون للتوصل إلى مآربهم وأغراضهم فرأوا أن أحسن وسيلة في إنجاح هذا المخطط هي وسيلة التحريش وضرب مشايخ اليمن بعضهم ببعض ثم بعد ذلك ينتقلون إلى خارج البلاد إلى أرض الحجاز ونجد للاستعانة بمن يرونه أنه سينفعهم في تنفيذ هذا المخطط فأول ما بدأوا أثاروا الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي هداه الله على دماج بحجة أن عبدالرحمن مظلوم – زعم- وما كان من الشيخ الوصابي إلا أن قام مستجيبًا لهم بحجة «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا» وبحجة ﴿وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا...﴾ الآية، كما صرح بذلك بنفسه فانطلق من هذا الباب وشن هجومًا غاشماً فيه مع الحجوري ففرحوا بهذه النتيجة وأخذوا يثنون على الشيخ الوصابي في الظاهر وهم يمكرون به في الباطن فهم الذين كانوا يطعنون فيه بالأمس يقول عبدالرحمن العدني: (دروس الشيخ محمد ما تؤهل لإخراج طلبة علم مستفيدين فضلاً عن علماء لأنه لا يبرز اجتهاده إنما ينقل عن غيره سواء فتوى اللجنة الدائمة أو غيرها). اه
ـ وهو وأخوه اللذان أثارا قضية أنه يقول الشيخ ربيع والشيخ الفوزان جاسوسان,
وقال الأخ محمد باجمال حفظه الله: كتب أخونا محمد بن علي الكثيري وأخبرنا أيضا بما نصه: جلست مع عبد الله مرعي في حج 1426هـ بالمخيم جلسة منفردة فقال لي: قد ظهرت فتنة ستفترق الدعوة أشد من فتنة أبي الحسن في اليمن ألم تعلموا بها؟ فقلت: لا, قال: قد ظهرت على الإنترنت. قلت : لم أطلع عليها , ما هي؟ قال: الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي, يطعن في علماء السعودية كالشيخ ربيع وعبيد والفوزان والنجمي ويتهمهم بأنهم جواسيس للدولة وأنه على هذا القول لأكثر من سنة وقد قام بمناصحته هو وأخوه عبد الرحمن, ولكن الشيخ مصرا على قوله ولما جاء الشيخ عبيد لليمن قال: إن الشيخ الوصابي قال لا تأتوا به عندي وإلا فلن أستقبلكم جميعا, قال عبد الله مرعي والشيخ البرعي والصوملي مع الوصابي ومحمد الإمام ليس معه , والشيخ يحيى ساكت لم يظهر موقفه بعد, وقال انتبهوا للإخوة عندكم وكونوا مع العلماء في السعودية, قال والشيخ الوصابي هو بين ثلاثة أمور: الأول : أن يعترف ويصر فيسقط . الثاني: أن يعترف ويتراجع فتنزل مكانته. الثالث: أن يكذب نفسه وهو أهون ولكن الكذب مشكلة.اهـ
وقال الأخ محمد باجمال حفظه الله: ما حدثنا به أخونا الفاضل أبو حمزة حسن باشعيب من أهل الديس الشرقية بساحل حضرموت قال: لما جاء الشيخ عبيد سنة 1426هـ إلى اليمن قال سالم بامحرز في معرض الاستنكار من موقف المشايخ: كيف يأتي مثل الشيخ عبيد إلى اليمن والشيخ الصوملي يرسل ولده بالسيارة إلى المطار وهو خرج دعوة ما حضر, والشيخ محمد بن عبد الوهاب يقول لا تأتوا به إلي. إيش تقول؟! رجل كبير في السن مخرف !!!
وقال با جمال حفظه الله: ما حدثنا به الأخوة الأفاضل أبو سعيد أحمد باغوث وخالد باخريصة وأبو عماد نبيل مسيعد عن سالم بامحرز أنه قال:... وقال أيضا الشيخ الوصابي لما قلنا له الشيخ عبيد سيأتيك قال بيده هكذا وقال أبعدوه عني! أبعدوه عني! قال سالم بامحرز كأنه ممسوس.
فكل هذا يدل على أن القوم ليسوا حول الوصابي وإنما توافقت القلوب على شيء فكل واحد من الطرفين يريد أن يقضي غرضه من الآخر فلما رأى القوم أن الوصابي ما أفادهم بشيء ضد شيخنا يحيى حفظه الله ورأوا أنه كلما تكلم في الشيخ يحيى تورط وعاد اللوم عليه غيروا الاتجاه وذهبوا إلى أرض الحجاز ونجد فوجدوا أن هاني بريك ومن معه قد هيئوا لهم الجو المناسب فقد قاموا بإيغار قلب بعض الناس في المدينة على الشيخ يحيى حفظه الله ومن أولئك الناس عبيد الجابري هداه الله الذي ما إن جاءوا إليه إلا واستجاب لهم والذي يدل على أن الشيخ عبيد قد أوغروا صدره أنه كان يتكلم في الشيخ يحيى من قبل في المدينة ويقول أخبروا الحجوري أنه سفيه وإذا جاء طلاب زائرون من دماج لا يستقبلهم ولا يجدون معاملة حسنة منه فلما ذهب عبدالرحمن وأخوه إلى هناك بحجة العلاج ذهبوا إليه وأكملوا ما بقي من التحريش والفرقة فما شعر الشيخ يحيى حفظه الله إلا والهجوم عليه من قبل عبيد بحجة الكلام في الجامعة الإسلاميه التي قد عرف به القاصي والداني من أهل السنة.
قال الجابري في المقال الموسوم بـ"التقريرات العلمية والنقد الصحيح": (أما بعد فقد وصل إلي المقال الموسوم بـ"القول السديد فيما نقل للشيخ عبيد" كتبه أخونا الشيخ يحيى بن علي الحجوري خليفة الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله على مركز دماج في صعدة اليمن ولما استعرضت ذلك المقال وجدت أن أخانا يحيى عفا الله عنا وعنه وأصلح حالنا وحاله سلك فيه مسلك التدليس والتلبيس والتعمية وجانب مسلك أهل الحديث الذين ينتسب إليهم في الخطاب للموافق والمخالف من التوضيح والتجلية وفي هذه الرسالة أود أن أكشف للقارئ عن جملة من التلبيسات والاجمالات منبهًا بها على غيرها). اهـ
فما كان من الشيخ يحيى حفظه الله إلا ورد عليه ردًا عليمًا مؤدبًا أثنى عليه جميع من قرأه بإنصاف ومن ضمن ذلك الرد قال شيخنا حفظه الله: (ولا استبعد أن يكون هذا التشويه لي نُقل من جهة أولئك الجلساء الصالحين هداهم الله فقد حاول بعضهم نشره هنا غير أن سلعتهم بارت ولله الحمد). اهـ
وقال حفظه الله في رسالة "إعلام الشيخ عبيد": (لقد صدر من الشيخ عبيد الجابري وفقه الله منشورًا بعنوان "التقريرات العلمية" فنبهت عليه بمنشور بعنوان "التوضيح لما جاء في التقريرات العلمية والنقد الصحيح" وبينت ما حصل فيه من الاعتداء بالبتر لكلامي بما كنت آمل أن يعود على هؤلاء البتارين والملفقين بالزجر أو بالنصح على الأقل ولكن للأسف ففي مساء الجمعة 28 من شهر ربيع الأول نُشر له كلام عجيب جعلني أجزم لما توقعته في "التوضيح" أن إثارة قضية الجامعة الآن إنما هي للتوصل للدفاع المرير عن الحزبيين اللذين ثاروا علينا من وسط دار الحديث بدماج شيئًا فشيئًا منذ نحو ثلاث سنين فما بعد وكلما قابلتهم بالنصح واللطف قابلوني ومن ليس على طريقتهم في الدار بالتعصب والتحزب والسب والشتم والعنف ولكن ما ندري ما المكلف لهذه الثورة المفتعلة المتضمنة للسباب والشتام وإشغال الناس على الشبكات وغيرها على حساب أن يحيى وإخوانه عرفوا حزبيين مكتلين معصبين من إخوانهم في دماج فبينوا حالهم وكان من تلك الثورة ما في هذه الكلمات المنشورة عن الشيخ عبيد بصوته عبر الهاتف ألهمنا الله وإياه رشدنا ووقانا شرور أنفسنا قال فيه للمرة الثالثة من كيله الطعون الباطلة عليّ بغير حق والله الموعد).
قال السائل: نريد أن نسألك بعض الأسئلة بخصوص هذه الفتنة الدائرة.
الشيخ عبيد: أي فتنة.
السائل الفتنة الدائرة بين الشيخ يحيى الحجوري والشيخ محمد بن عبدالوهاب والشيخ عبدالرحمن.
الشيخ: الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي رجل عاقل صاحب سنة عاقل والأخ يحيى سليط اللسان فاحش القول ما يرعى حرمة أحد لو صاحبته عشر سنين يمكن يهدمها في ساعة ما يبني على الرفق هو وإن كان عنده علم لكن محروم الحلم والحكمة نعم...
السائل: طيب نحضر يا شيخ محاضراتهم ودروسهم التي يتكلمون فيها على المشايخ؟
الشيخ: إذا كان بارك الله فيك أي شخص يقرر العلم الشرعي هذا هو الذي يحضر له وأما مجلسه عامرٌ بالسب والشتم والوقيعة في الناس هذا بارك الله فيكم ما يحضر مجلسه نعم اطلبوا مجالس العلم التي يقرر فيها قال الله وقال رسوله نعم...اهـ
فهذه الإثارة التي قام بها عبيد الجابري على شيخنا يحيى حفظه الله واضحة أنها ليست لله ولا دفاعًا عن منهج سلفي وإنما المسألة دفاع عن الحزبيين الجدد ومناصرة لهم وإلا فما هو الداعي إلى شن هذه الطعون وهذه التحذيرات من دماج والدراسة فيها والثناء على أولئك, الأمر واضح لكل ذي عينين وتذكر قول عبدالله مرعي السابق أنا والشيخ عبيد وأخي عبدالرحمن في شق والمشايخ في شق يتضح لك الأمر وأن المسألة تكتكة حزبية من عبدالرحمن وأخيه عبدالله من الداخل ومن عبيد الجابري ومن يملي عليه من الخارج، هذا ولتعلم أن أهل الأهواء من الخارج يمدون أصحابهم من الداخل، إما بالأموال وإما بالرجال كما مر معنا سابقًا وكذلك يفعل عبيد الجابري مع ابني مرعي تارة يمدهم بالمال أو يزكيهم إلى من يمدهم بالمال من أجل أن يستمروا في مناوشة الدعوة السلفية
فقد عُثر على تزكية من عبيد الجابري تدل على هذا المعنى قال فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم من عبيد الجابري إلى من يهمه الأمر من أهل البذل والإحسان في وجوه البر وفقهم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فإن المعلومات المدونة بمرفقاته هي من قبل الأخ في الله الشيخ عبد الله بن عمر مرعي القائم على دار الحديث بالشحر حي المنصورة من حضرموت والأخ عبدالله ثقة ومعروف لدينا بالاستقامة على السنة وله جهود مشكورة في نشر المنهج السلفي الحق ولذا فإني أوصي بمساعدته على ما دونه من التكاليف المتعلقة بدار الحديث المذكورة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التوقيع: عبيد بن عبدالله الجابري المدرس بالجامعة الإسلامية سابقاً
وحرر مساء الأربعاء الثالث من صفر عام ثمانية وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة. اهـ
قال الإمام الوادعي رحمه الله في "غارة الأشرطة" (1/205): (وهنا شيء آخر أريد أن أذكره وهو مسألة الدنيا فربما تكون سببًا للفرقة وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال» وقد رأينا جماعات تفرقت بسبب الاتهامات الدنيوية وربما أعداء الإسلام وأعداء الدعوة يمدون ضعاف الأنفس من أجل أن يتخلوا عن الدعوة إلى الله).
وقال رحمه الله في "قمع المعاند" (2/422): (الأمر مهم وخطير وأهل البدع يدعمون من قبل الشيوعية والبعثية والناصرية ومن قبل المغفلين من المسلمين الذين يعطونهم زكواتهم). اهـ
وقال في مقدمة "ذم المسألة": (الأولى: ذلك المال الذي أساء التصرف فيه نوعان:...والثاني: قوم يتلصصون لأخذ الزكوات وليسوا مصرفًا ثم يصرفونها في مصالحهم الشخصية وأقبح من هذا ما يحصل من بعض طلبة العلم يضيع وقته ويهين العلم والدعوة ركضًا من أرض الحرمين إلى الكويت إلى قطر إلى أبي ظبي مالك يا فلان؟ فيقول علي َّ دين أو أريد أن أبني مسجدًا وسكنًا للإمام (وهو نفسه الإمام) وأريد سيارة للدعوة وأريد أن أتزوج آه آه وإن طلب العلم والدعوة نهايته الشحاذة لا خير فيه...وهكذا بناء المسجد لا يجوز أن يهين نفسه ويهين العلم والدعوة من أجل بناء مسجد فالرسول صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبني مسجدًا قال: «يا بني النجار ثامنوني بحائطكم) مسلم عن أبي سعيد.
فالأموال التي تكون فيها إهانة للعلم وللدعاة إلى الله أو دعوة إلى الحزبية أو جعل المساجد للشحاذة فلسنا بحاجتها...) اهـ
وتارة يمدونهم بالرجال فقد ظهرت بادرته الأولى عندما كان عبدالرحمن في دماج عندما جاء لزيارته اثنان من الحزبيين المعروفين بالحزبية في المملكة أخبرنا الأخ غازي السعودي أن الجيزاني والفوزان صاحب "شرح الورقات" أتيا إلى دماج فأُخبر بهما فذهب إليهما والتقى بهما فما كان منهما إلا أن سألاه عن عبدالرحمن العدني فقال لهما هو في المزرعة يسكن هناك فكانا في تلهف للقائه فقال لهما انتظرا حتى تلتقيا بالشيخ يحيى فتعذرا بالاستعجال وذهبا ولم يلتقيا بالشيخ يحيى). اهـ، فلما سئل عبدالرحمن عن ذلك أخبر أنهما يريدان الفتنة أي التفرقة بينه وبين الشيخ يحيى، فهذا يدل على أن هناك تدبيرًا من الخارج مع أناس من الداخل لإقامة فتنة في اليمن وتذّكر قول عبدالله مرعي السابق: (ستكون فتنة بين المشايخ فكونوا مع علماء المملكة).
فهذان الحزبيان لماذا لم يختارا اللقاء إلا مع عبدالرحمن العدني لأنه هو المرشح في الساحة الذي سيقوم بهذا الدور الجديد دور إثارة الفتنة على الدعوة السلفية.
ثم بعد هذه المحاولة الفاشلة جاء المدد الأكبر وهو من عبيد الجابري نفسه فقد استدعاه ابنا مرعي لإقامة دورة علمية زعموا وذلك في عام 1426هـ وما جاء إلا ليحقق أغراض لهم فالرجل قد وعدهم بإقامة فرع للجامعة الإسلامية السعودية على أرض الفيوش( )، وكذلك ابنا مرعي ما طلبا منه المجيء وإقامة هذه الدورة إلا للفت الأنظار ويجمعوا الناس حولهم ويتأكلوا من وراءه.
قال شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله في "غارة الأشرطة" (2/410): (الحزبية تمسخ الحزبية تعمي وتصم فلا تركن بحزبي أن ينصر الله به الإسلام حتى ولو فعل شيئًا فيفعله من أجل أن يجتمع الناس حوله). اهـ
وقد تنبه المشايخ لهذه التكتكة والتجمع والتشطير والتهميش لهم فما كان من الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلا أن قال لهم لا تأتوني به واتصل على المشايخ وقال لهم لا تستقبلوه وجاء إلى دماج واستقبله الشيخ يحيى وأكرمه ولكن كان مستعجلاً تغدى ومشى لا يريدونه أن يجلس وقتًا طويلاً ليتعرف على الدعوة في المركز ولكن أخذوه مباشرة وذهبوا به وفي هذا العام وبعد ما حصل بينه وبين الشيخ يحيى حفظه الله ما قد حصل طلب منه ابنا مرعي أن يأتيَ ويقيم دعوة في الشحر فوافق على ذلك ولكن هذه المرة بصورة ظاهرة في المضادة للدعوة السلفية في دماج وقد رأى من علم بقدومه إلى اليمن في هذه الظروف التي اشتدت فيها الفتنة أن الرجل يريد إشعال نار الفتنة وتأجيجها وذلك بمناصرة ابني مرعي من أجل هذا قام المشايخ الشيخ محمد الإمام والشيخ عبدالعزيز البرعي والشيخ عبدالله الذماري بالاتصال بعبيد الجابري حدثني خالد اليزيدي قال حدثني ناصر البيضاني الملقب بالزجا قال حدثني الشيخ محمد بن عبدالله الإمام قال اتصلنا على الشيخ عبيد وقلنا له أن لا تتدخل في هذه الفتنة). اهـ
هكذا عبيد يُنصح بعدم التدخل في هذه الفتنة لإنه يزيدها إشعالاً ومع ذلك لا يلتفت إلى هذا النصح
وأعظم من ذلك أن ينصحه الشيخ ربيع حفظه الله بعدم الذهاب إلى اليمن بأنه يزيد الفتنة كما أخبرني بذلك أبو عبدالسلام قاسم الريمي أنه اتصل ببعض طلاب الشيخ ربيع الموثوق فيهم وأخبره بهذا وقال الشيخ ربيع حفظه الله بأنه ليس براضٍ عن هذا الخروج إلى اليمن وقال الشيخ ربيع الشيخ عبيد دخل في هذه الفتنة بقوة سمعت ذلك من الشيخ يحيى في الدرس نقلاً عن أبي عبدالله البيضاني. اهـ
فهذا إصرارٌ عجيب من عبيد الجابري الذي حُقَّ للشيخ يحيى أن يلقبه بسبت هذه الحزبية نعم والله أنه فعل مثل ما فعل عبدالله السبت الذي جاء من الكويت كما تقدم ولكن عبيد الجابري فعل أشد مما فعل السبت
وبعد هذا قام أصحاب الشحر بوضع دعايات عريضة وإعلانات واسعة للدروس العلمية في هذه الدورة العلمية وأعلنوا عن دروس عديدة ولكن خذلهم الله وأذهب بركة وقتهم ونفر الناس عنهم
فقد أعلنوا عن الدورة السابقة في السنوات الماضية بحضور (4000) أربعة آلاف طالب في تلك الدورة في حد زعمهم وما أراه صحيحًا ولكنها دعايات الحزبيين وتفخيمهم وعلى التسليم بذلك ففي هذه الدورة التي استمرت من الأحد إلى الأربعاء أو الخميس فقط لم يحضروا لهم إلا العدد القليل من الذين جمعوهم من المتعصبين لعبدالرحمن ومن فضل الله أهل السنة في مساجدهم ودروسهم وكأن الجابري غير موجود وهذا والله بسبب نيته الفاسدة وإرادة الفتنة والفرقة في صفوف السلفيين
وبعد هذا الفشل العظيم انتقلوا إلى إلقاء المحاضرات عبر الهاتف تارة وبالانتقال إلى بعض مساجدهم الحزبية تارة أخرى
ثم أرداوا أن يحرشوا بين السلفيين في عدن وبين الشيخ يحيى حفظه الله فقد طلبوا من الشيخ أحمد بن عثمان حفظه الله إقامة خطبة في مسجده وذلك حتى يجعلوا فجوة وفرقة بينه وبين الشيخ يحيى حفظه الله ولكن الشيخ أحمد بن عثمان حفظه الله رجل آتاه الله بصيرة بالفتنة وثباتًا على الحق فما كان منه عندما عرف هذه المكيدة إلا أن رفض استقبال الجابري وشلته الحزبية، فكانت لطمة لهم فجزى الله رجال السنة خيرًا على المواقف الثابتة
وكذلك الأخ سامي ذيبان لم يستقبلهم في مسجده
و كذلك اتصلوا بالأخ فايز صاحب تعز ليقيموا محاضرة عنده فامتنع بعد نصيحة من الشيخ يحيى حفظه الله لجميع أهل السنة ألا يستقبلوا هذا الرجل لأنه صاحب فتنة
وكذا أرسل أصحاب أب والعدين وبعدان إلى ا لشيخ يحيى بأنهم لا يرحبون بعبيد في بلادهم ومساجدهم
وقال الشيخ الفاضل عبد المصور حفظه الله من حضر محاضرة عبيد الجابري بعد ما حصل منه فلا يرجع إلى مركزي, فجزا الله الجميع خيرًا فهذا هو الواجب اتجاه كل من أراد شق الدعوة السلفية وتفريق صفوفها فهذا منكر عظيم،
فإن الله عز وجل يأمر المؤمنين بتوحيد الصف والكلمة والائتلاف على الكتاب والسنة ونهى عن الفرقة والاختلاف قال تعالى: ﴿واعتصموا بحبل جميعًا ولا تفرقوا...﴾ الآية، وقال تعالى: ﴿ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات..﴾ الآية وقال تعالى: ﴿إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء...﴾ الآية، وقال سبحانه: ﴿وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله﴾ وقال سبحانه: ﴿ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزب بما لديهم فرحون...﴾ الآية، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن الله يرضى لكم ثلاثًا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا...»الحديث رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
قال النووي في شرح الحديث (12/11): (ولا تفرقوا فهو أمر بلزوم جماعة المسلمين وتآلف بعضهم ببعض وهذه إحدى قواعد الإسلام). اهـ
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» متفق عليه من حديث النعمان بن بشير،
وقد ذم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أراد أن يفرق بين المسلمين وأن يفسد بينهم وقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنًا من كان» وفي رواية «فاقتلوه»، وفي رواية «من أتاكم وأمركم جميع على رجل يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه» أخرجه مسلم من حديث عرفجة بن شريح الأشجعي.
قال النووي في شرح الحديث: (فيه الأمر بقتال من خرج على الإمام أو أراد تفريق كلمة المسلمين وينهى عن ذلك فإن لم ينته قوتل وإن لم يندفع شره إلا بقتله فقتل كان هدرًا، فقوله صلى الله عليه وسلم«فاضربوه بالسيف» وفي الرواية الأخرى: «فاقتلوه» معناه إذا لم يندفع إلا بذلك). اهـ
فهذه الآيات والأحاديث تدل أن تفريق كلمة المسلمين كبيرة من الكبائر فكيف بمن يريد تفريق كلمة العلماء والدعاة إلى الله فهذا إثمه أعظم لما يترتب عليه من المفاسد العظيمة فعلى هذا فنزول عبيد الجابري إلى اليمن من أسباب الفتنة والفرقة وقد قال تعالى:﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾ فمن تعاون مع هذا الرجل في هذه الفتنة والتفرقة التي يقوم بها فقد تعاون معه على الإثم العدوان، وكل من استقبله ورحب به وأعان على هذا المنكر فإنه مشارك له في الإثم والعدوان وهذه الفتنة والفرقة، ففي "صحيح مسلم" عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «...ولعن الله من آوى محدثًا...» الحديث.
قال أبو السعادات عند قوله «محدثاً» يروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول فمعنى من نصر جانيًا وأواه وأجاره من خصمه وحال بينه وبين أن يقتص منه، وبالفتح هو الأمر المبتدع نفسه ويكون معنى الإيواء فيه الرضا به والصبر عليه فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر فاعلها ولم ينكر عليه فقد أواه) "النهاية" (1/351 ).
قال الظفيري وفقه الله في "إجماع العلماء" ص(108): (قال الشيخ التويجري...ومن كان جاهلاً بهم فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات فإن لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم إنه يلحق بهم ويعامل بما يعاملون به). اهـ
قال الشاطبي في "الاعتصام" (1/114): (ويجامعها في المعنى ما صح من قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من أحدث حدثًا أو آوى محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة الناس أجمعين» فإن الإيواء يجامع التوقير ووجه ذلك ظاهر لأن المشي إليه والتوقير تعظيم له لأجل بدعته وقد علمنا أن الشرع يأمر بزجره وإهانته وإذلاله بما هو أشد من هذا...وأيضًا فإن توقير صاحب البدعة مظنة مفسدتين تعودان على الإسلام بالهدم إحداهما: التفات الجهال والعامة إلى ذلك التوقير فيعتقدون في المبتدع أنه أفضل الناس وأن ما هو عليه خير مما عليه غيره فيؤدي ذلك إلى أتباعه على بدعته دون أتباع أهل السنة على سنتهم، والثانية: أنه أذا وقر من أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرض له على إنشاء الابتداع في كل شيء). اهـ
فمعاونة أصحاب الفتنة والقلقة والتفرق منكر عظيم ومفسدته عظيمة مهما كان الشخص مكانته بين الناس عظيمة وهذه صفته لا يتعاون معه ولا يغتر به ولا يتهيب أحد منه مهما بلغ.
يقول الإمام الوادعي رحمه الله في "غارة الأشرطة" (1/205): (فإياكم إياكم أيها الدعاة إلى الله أن تغتروا بمن يريد أن يفرق جمعكم وأن يفرق كلمتكم ولو بلغت لحيته إلى ركبته وشمر ثوبه إلى فوق ركبته تنبهوا تنبهوا فالأمر خطير وأعداء الإسلام في غاية الاهتمام بالدعاة إلى الله ويحرصون على تفرقة كلمة الدعاة إلى الله). اهـ
وإن تعجب فعجب موقف الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي وذلك أن الشيخ الوصابي كان موقفه من عبيد الجابري السبت الجديد في الخروج الأول من أشد المواقف حيث كان من أشد المنفرين عنه بمجرد أن شعر منه شيئًا من الريبة في الدعوة السلفية حيث قال كما مر سابقًا: (لا تأتوني به) واتصل على المشايخ وأوصاهم بعدم استقباله ولم يقل في ذلك الوقت هو عالم الحجاز وهو شيخ كبير وسوف نرفق به ونحترمه وهو ضيف عندنا، حتى شعر كل من عايش ذلك الموقف أن عبيدًا لم يخرج إلا لفتنة وقلقلة في الدعوة السلفية في اليمن وفي هذا الخروج انعكس الموقف تمامًا بعد أن كان منفرًا عن عبيد صار من كبار المرحبين به ومن كبار المعلنين لدروسه ورحلاته في اليمن ويشيد بعلمه وفضله ويحث طلابه للرحلة بحضور الدورة العلمية الوهمية الغير مباركة ويلهج بتلك الألفاظ التي لم يقلها قبل,
بقي السؤال ما هو السبب في هذا التغير المفاجئ عند الوصابي الذي نلاحظه أن عبيدًا قد تغير في هذه المرة تغيرًا واضحًا لا للأحسن ولكن للأسوأ وهذا التغير هو ظهور العداوة الواضحة ضد الشيح يحيى الحجوري حفظه الله؟
إذًا هذا هو السبب الذي جعل الشيخ الوصابي يتغير من مضاد لعبيد إلى مناصر ومن منفر إلى حاث
والذي يوضح هذا أكثر هو قضية الجامعة الإسلامية الذي هو معروف عند جميع الطلاب في الحديدة الذين يحضرون عنده أنه ينفر من الجامعة الإسلامية وينصح بعدم الدراسة فيها وكم من أخ نصحه بعدم الدخول فيها خوفًا عليه من الحزبية جاعلا غازيًا صاحب السلخانة دليلاً وشاهدًا لأنه ممن أفسدته الجامعة فكان يقول: (يكفي غازي ضيعته الجامعة) وقد سمع مثل هذا التحذير أنا وغيري فلما سمع عبيدًا ينتقد على الشيخ يحيى في هذه القضية قضية الجامعة الإسلامية فما كان من الوصابي إلا أن أظهر موقفًا آخر تعجبنا منه وهو أنه وقف مع عبيد الجابري في هذه القضية بالباطل وهو يعرف أن كلام الجابري في الشيخ يحيى ودفاعه ذلك عن الجامعة باطل وما شعرنا إلا وهو يقول زدنا يا شيخ عبيد من هذا الخير زدنا،
سبحان الله يا شيخ محمد زدنا من هذا الخير الذي كنت تحذر منه والآن تؤيده!!
إذا فما هو القاسم المشترك الذي جمع بين القلبين قلب الجابري وقلب الوصابي هو الطعن في الحجوري والرغبة في إسقاطه هذا هو الحق الذي لا يستطيع أن ينكره أحد إلا مكابر معاند
والحمد لله سبحانه الذي يسير هذه الدعوة السلفية في اليمن وفي غيرها أن رد كيد عبيد ومن معه من الداخل والخارج في نحورهم ولم يضر الدعوة السلفية في شيء وقد عاد الجابري إلى بلاده بخفي حنين ولم يحمل معه إلى بلاده إلا بغض قلوب الناصحين من أهل السنة والجماعة
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا﴾ فقد فضح الله عبدالرحمن وأتباعه الحزب الجديد فضيحة عظيمة وظهر أمرهم لكثير من الناس وأنهم أصحاب فتن وقلاقل وانشقاق وفرقة وأنهم أصحاب خطط وتكتكة وتعاون من الداخل والخارج ووالله لقد ازددنا يقينًا مع يقيننا أن هذا حزب جديد وما هي إلا أيام ويظهر كما ظهرت الحزبيات السابقة.التي كان الشيخ رحمه الله يقول عنها حزبية مغلفة ثم بعد ذلك هو وغيره يصرخ بانكشاف الغلاف عنها.
يقول الإمام الوادعي رحمه الله في "غارة الأشرطة" (1/449): (ونحن نريد منكم أن تدعوا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإلى الإسلام دعونا من هذه الحزبيات الفارغة التي ستموت غدًا أو بعد غد وادعوا الناس إلى الإسلام الذي حفظه الله أربعة عشر قرنًا من الزمان. اهـ
وبعد هذه الجولة السريعة نرجع إلى قول بعض المشايخ وفقهم الله بأن عبدالرحمن العدني مدفوع به ويُعمل من وراءه أما مدفوع به فنعم وهذا الذي قاله شيخنا يحيى حفظه الله من بداية فتنة عبدالرحمن أن عبدالرحمن مدفوع به وقد ذكرنا وجه ذلك فيما تقدم وأما القول بأنه يُعمل من وراءه إن أريد بذلك أنه لا يدري بهذا العمل وهذا الحفر وهذه التكتكة التي ظهرت لكل ذي عينين فهذا غير مسلم به فإنه يعلم ذلك يقينًا ولو لم يكن منه إلا السكوت عنهم والرضا بفعلهم وذلك بالركون إليهم وعدم مجانبتهم.
قال الإمام ابن بطة: (ولا تشاور أحدًا من أهل البدع في دينك ولا ترافقه في سفرك وإن أمكنك أن لا تقربه في جوارك ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئًا مما ذكرناه -أي من البدع- وهجرانه والمقتُ له وهجران من والاه ونصره والذب عنه وصاحبه وإن كان الفاعل لذلك يظهر السلفية). اهـ
قال الظفيري معلقًا: (رحم الله ابن بطة فعن علم تكلم وعن حكمة نطق فبعد أن بين أن هجر أهل الأهواء والبدع ومقتهم من أصول السنة نبه على أن من ناصر أهل البدع ووالاهم وذب عنهم وصاحبهم وإن كان يظهر السلفية فإنه يلحق بهم ويأخذ حكمهم ويعامل معاملتهم في الهجر وغيره). اهـ "إجماع العلماء" (106-107).
قال ابن مسعود رضي الله عنه: (إنما يماشي الرجل ويصاحب من يحبه ومن هو مثله).
وعن معاذ بن معاذ قال قلت ليحيى بن سعيد يا أبا سعيد الرجل وإن كتم رأيه لم يخفَ ذاك في ابنه ولا صديقه ولا جليسه). "إجماع العلماء" ص(107).ت
فعبدالرحمن العدني وإن كتم رأيه فقد ظهر في أخيه عبدالله بن مرعي وهاني بريك وياسين وأبي الخطاب وغيرهم
وقال قتادة: (إنّا والله ما رأينا الرجل يصاحب من الناس إلا مثله وشكله فصاحب الصالحين من عباد الله لعلكم أن تكونوا معهم أو مثلهم).
وقال الأوزاعي رحمه الله: (من ستر علينا بدعته لم تخفَ علينا ألفته).
وقال محمد بن عبيد الغلابي: (يتكاتم أهل الأهواء كل الشيء إلا التآلف والصحبة) "إجماع العلماء" ص(107، 108).
وسئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى في شرحه لكتاب "فضل الإسلام" ما نصه: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يأخذ حكمهم؟ فأجاب عفا الله عنه: (نعم ما فيه شك من أثنى عليهم ومدحهم وهو داعٍ لهم هذا من دعاتهم نسأل الله العافية). اهـ
وأما القول بأنه لا يعلم بذلك ويُعمل من وراءه وهو لا يعلم فهذا بعيدٌ بعيدٌ جدًا وعلى التسليم تنزلاً أنه لا يدري ما يدار حوله وما يُفعل باسمه وتحت ستاره فهذا يلزم منه أن عبدالرحمن العدني مغفل غير يقظ والمغفل هو الذي لا يميز بين الصواب والخطأ، فإذا كان عبدالرحمن بهذه المثابة هل يستحق أن يكون رأسًا في تلك المنطقة الجنوبية التي عاش فيها الاشتراكيون زمنًا من الدهر وهل يستحق أن يكون حاملاً للواء الدعوة السلفية التي تحتاج إلى رجالٍ أقوياء غير ضعفاء وإلى رجال متيقظين غير مغفلين فإن أعداء السنة يتربصون بها ويمكرون بها بالليل والنهار فمثل هذا الصنف لا يصلح أن يكون حارسًا على بقالة فضلاً عن دعوة ملئت الدنيا شرقًا وغربًا وفي هذا المعنى يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: «يا أبا ذر إني أراك ضعيفًا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرنّ على اثنين ولا تولينّ مال يتيم». وقال له: «يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها...»، أخرجه مسلم عن أبي ذر.
قال النووي في شرح هذا الحديث (12/452): (هذا الحديث أصل عظيم في اجتناب الولايات لا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائف تلكم الولاية). اهـ
وقال ابن عثيمين رحمه الله تعالى في "شرح رياض الصالحين" (7/11): (والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهاه أن يكون أميرًا لأنه ضعيف والإمارة تحتاج إلى إنسان قوي أمين قوي بحيث تكون له سلطة وكلمة حادة إذا قال فعل لا يكون ضعيفًا أمام الناس لأن الناس إذا استضعفوا الشخص لم يبقَ له حرمة عندهم وتجرئ عليه لكع بن لكع وصار الإنسان ليس بشيء لكن إذا كان قويًا حادًا في ذات الله لا يتجاوز حدود الله عز وجل ولا يقصر عن السلطة التي جعلها الله له فهذا هو الأمر حقيقةً). اهـ
فهذا الحديث وهذا الشرح عليه وإن كان في الإمارة إلا أنه في تحمل أعباء الدعوة السلفية أولى وأحرى فالدعوة تحتاج إلى رجل قوي يقظ محنك يديرها لا أنه هو الذي يُدار ويُحرك وعبدالرحمن اجتمع فيه الضعف والغفلة فهو ضعيف واعترف بذلك بنفسه لأكثر من أخ كان يقول للطلاب في أيام فتنة أبي الحسن: (اذهبوا إلى الحجوري فإن عنده صميل وأنا ما عندي صميل إلى غير ذلك من الأقوال) فقد قال له أخوه عبدالله وهما في سيارة إنك جبان فاجتمع في عبدالرحمن الضعف والخور عن تحمل الأمور وكذلك الغفلة وعدم اليقظة فهنيئًا لمن كان عبدالرحمن قائده وعالمه ومفتيه هذه الصفات الحميدة التي يحملها فاختر لنفسك يا عبدالرحمن أي الصفتين: الحزبية أم الغفلة، وأظن أنك ستختار الغفلة لأنها أهون عندك من الحزبية ولا شك, ولكن أبشرك بأنك حزبي مغفل والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحانك وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
وكتبه:
أبو زيد معافى بن علي المغلافي عفا الله عنه وعن والديه
في يوم الثلاثاء/12/7/1429هـ
دار الحديث بدماج حرسها الله
**حمل الرسالة من**
**الخزانة العلمية**
**لشبكة العلوم السلفية**
أبو زيد معافى بن علي المغلافي عفا الله عنه وعن والديه
في يوم الثلاثاء/12/7/1429هـ
دار الحديث بدماج حرسها الله
**حمل الرسالة من**
**الخزانة العلمية**
**لشبكة العلوم السلفية**
تعليق