من هدي السلف طرد المبتدعين عن صفوف المتعلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
[... وهذا الذي ذكره المؤلف -رحمه الله- هو الذي عليه أئمة السلف، فإن مالكاً -رحمه الله- سُئل وهو في مجلسه فقال له قائل: (يا أبا عبد الله، }الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى { كيف استوى؟)، فسأله عن الكيفية؛ فأطرق (رحمه الله) برأسه حتى علاه العرق، صار يصبُّ عرقاً من شدة وقْعِ السؤال على قلبه، ثم رفع رأسه وقال : (يا هذا، الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أُراك إلا مبتدعاً)، ثم أمر به فأُخرِج.
وهكذا ينبغي لأهل العلم إذا رأوا في صفوفهم مبتدعاً أن يطردوه عن صفوفهم؛ لأن المبتدع وجوده في أهل السنة شر، لأن البدعة مرض كالسرطان؛ لا يُرجى برؤه إلا أن يشاء الله.
وقوله: (إلا مبتدعاً): يحتمل أنه أراد (إلا مبتدعاً: بهذا السؤال) أو (إلا مبتدعاً: إلا أنك من أهل البدع)؛ لأن أهل البدع هم الذين يكون ديدنهم السؤال عن المشتبهات من أجل التشويش على الناس.
وأياً كان المعنى فهو يدل على أنَّ من هدي السلف طرد المبتدعين عن صفوف المتعلمين، وهكذا ينبغي -أيضاً- أن يُطرَدوا عن المجتمع كلِّه، وأن يُضيَّق النطاقُ عليهم حتى لا تنتشر بدعهم، ولا يُقال -مثلاً-: (إنَّ الإنسان حر)، يُقال: (هو حر) لكن في حدود الشرع، أما إذا خالف الشرع فإنه يجب أن يُضيَّق عليه، ويُبيَّن له الحق، فإن رجع إليه فذاك، وإلا عومل بما تقتضيه بدعته من تكفيرٍ أو تفسيق...]. اهـ المراد
(شرح العقيدة السفارينية - الشريط 10 ب).
تعليق