هل يكون السلفي جباناً لا يدفع عن نفسه العدو؟ (يجيبنا شيخنا العلامة المجاهد يحيى الحجوري)

[أبو إبراهيم علي مثنى]

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه فائدة قيّمة مقتبسة من بعض فتاوى شيخنا العلامة الناصح الأمين
أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري

وفيها الرد على يقول: دعوة أهل السنة لا تدْفع عن نفسها لأنها دعوة رحمة،
(بمعنى: هل يكون السلفي جباناً لا يدفع عن نفسه العدو؟)

حمل واستمع من هنا

المصدر: أسئلة ليبيا من هنا

[أبو الربيع سعيد بن خليفة وهابي]

قال العلامة المجاهد يحيى بن علي الحجوري حفظه الله :واعلموا أن أساس دين الله هو نشره،تعلمه وتعليمه,هذا هو أساس دين الله، العلم النافع ثمرته العمل الصالح، فلا ينشغل الإنسان عن أصل علم الأصول؛ علم الأصول كتاب الله،سنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ علما وعملا ودعوة ،ولقد قضى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسائر الأنبياء أعمارهم من بعثتهم إلى وفاتهم ـ عليهم الصلاة والسلام ـ فيما أمرهم الله عز وجل به من نشر دين الله، هذا هو الفلاح ، أفلح المؤمنون بإيصال هذا الدين إليهم عن طريق نبي الله عليه الصلاة والسلام ،قال الله سبحانه [ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ] [آل عمران : 104].

فالله ، الله أهل السنة في الاهتمام بطلب العلم والاهتمام بإنزال كل أمر في منزلته، فإذا اعتدى الأعداء دفع عن نفسه وهذا.. هذا عمل بالعلم، وجاهد في الله كما أمره الله عز وجل،وإذا يسر الله له شيئا من الفرصة، تيسرت له بعض الفرص السانحة لتفرغ في العلم أقبل على العلم وما شأنه إلا خدمة دين الله وطلب العلم والتفقه في شرع الله عز وجل،(( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين)) علم وعمل،فلا يصلح أن يقال: إننا لسنا مثلا إنا فقط القصد أن دعوتنا لا تدفع عن نفسها باعتبار أنها دعوة رحمة ـ وتفسيرها دعوة رحمة لا تدفع عن نفسها ـ هذا ليس من الرحمة بل من المأثمة، ومن الرحمة أنها تدفع عن نفسها مهما كان بقدر المستطاع، ومن العمل بالعلم أنها تدفع عن نفسها، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة هو قدوتنا سيرته موجودة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم [وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ] [التوبة : 100] ، وإذا قرأت سيرة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار رأيت ماذا تستطيع القيام به بالنسبة لك على ضعف إيماني وإيمانك من الوقوف أمام أعداء الله، ومن نصرت دين الله، ومن حمل شرع الله، ومن الدعوة إلى الله،وسائر ما هو من شؤون العلم والتعليم ونفع الأمة ، فلا يجعل الإنسان علمه يعني لا يجعل الإنسان شأنه بين التوكل والتواكل، يعني لا إفراط ولا تفريط، فلا يكون تاكلا، الدعوة السلفية؛ دعوة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، إلى الهدى ، إلى العلم ، إلى السنة، إلى البعد عن الفتن ، لكن ما هي دعوة صوفية،ما هي صوفية، الدعوة السلفية؛ دعوة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، إلى الهدى ، وإلى العلم، لكن ليس معناه أنك إذا كنت سلفيا تكون يعني تكون جبانا، ما تستطيع تدفع عن نفسك العدو؟!!، وخلاص وذبحني!و إطفئ نور الله!!، ما هو صحيح،ولا هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحبه، ولو كان هكذا سلفيا ما وصلنا إلينا شيء من دين الله إلى ..إلى، ما وصل إلينا دين الله صافيا نقيا.
ثم اعلم أن السني مجاهد باستمرار [والَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ] [العنكبوت : 69] فهو تارة بلسانه وتارة ببنانه وتارة بجنانه وبسائر شؤونه يجاهد، فعلا أهل السنة من سلفنا رضوان الله عليهم على هذا الحال،فهو مجاهد باستمرار،إن رأى بدعة جاهدها، وإن رأى فتنة قاومها وجاهدها ،وإن حصل اعتداء جاهده وهكذا،قال الله سبحانه تعالى[أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ] [آل عمران : 195] قال: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ] [الحج : 77] [وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ] [الحج : 78] الآية . اهـ
فرغ هذه المادة :أبو الربيع سعيد بن خليفة وهابي

[أبو أحمد ضياء التبسي]

جزاكم الله خيراً، وبارك الله فيك أخي سعيد بن خليفة على التفريغ ولو أنَّك تضعه في منبر التَّفريغات العلمية لإثراء ذلك المنبر الجديد،

ويا عجباً من بعض النَّاس كيف لا يستحلون دماء الرَّافضة وهم بغاة اعتدوا على أهل السنة وقتلوا ذراريهم ونساءهم لكن:

كل إناء ينضخ بما فيه!!

فاللهم بارك لنا في علمائنا الجهابذة: (حُرَّاس الدِّين) حقاً وصدقاً لا زوراً وكذباً