• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رد العنيف على من خالف بمنهج الحنيف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد العنيف على من خالف بمنهج الحنيف

    رد العنيف على من خالف بمنهج الحنيف

    إن الحمد لله نحمده وستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا أله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
    ﴿يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون

    ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم ورقيبا
    ﴿يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم * ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ﴾
    أما بعد :
    فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .،
    وإن الرد على المخالف سبيل حق , وجادة مطروقة , في كل عصر ومصر , والناظر في كتب شيوخ الاسلام رحمهم الله ، يجد أن أكثرها قاموا على هذا الأساس المتين من العلم ، فلو لم يعش زمانهم وينظروا في منعطفاته ، ويمضي قلمهم في نحر كل مناوئ للاسلام وأهله لكان غيرما كان ، لقد نظروا ـ رحمهم الله ـ في كتب المخالفين التي صدرت في عهدهم على كثرتها ، ونصبوا لها منجنيق حق ، فنسفوها نسفاً فجعلوها قاعا صفصفاً.
    ومازال أذناب المخالفين كالعقرب تلوح بذيلها قبل شيوخ الاسلام وعلماء السلف ومن بعدهم إلى يومنا هذا ولاحول ولاقوة الا بالله .
    وعلى كل طالب علم ـ أن يقتدي في الرد على المخالف بالسلف الصالح.
    لأن الرد على المخالف منهج شرعي لا نقاش فيه، والمجاملة لأهل الأهواء تمييع للمنهج.
    والرد على المخالف من أهل البدع والضلال وغيرهم أصل من أصول أهل السنة والجماعة
    و الدليل على مشروعية ذلك كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع السلف
    أما الكتاب فقال تعالى
    ﴿ لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما

    و قال تعالى : ﴿واتل عليهم نبأ الّذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشّيطان فكان من الغاوين (*) ولو شئنا لرفعناه بها ولكنّه أخلد إلى الأرض واتّبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الّذين كذّبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلّهم يتفكّرون (*) ساء مثلًا القوم الّذين كذّبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون .[الأعراف : 175 - 177]
    و قال تعالى :
    ﴿واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدّنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا .[الكهف : 28]
    وقال تعالى :
    ﴿ولا تطع كلّ حلّاف مهين (*) همّاز مشّاء بنميم (*) منّاع للخير معتد أثيم (*) عتلّ بعد ذلك زنيم [القلم : 10 - 13]
    و قال تعالى :
    ﴿إنّا نحن نزّلنا عليك القرآن تنزيلًا (*) فاصبر لحكم ربّك ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا[الإنسان : 23 ، 24]
    وأما السنة

    فعن سعد بن أبي وقّاص قال ردّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على عثمان بن مظعون التّبتّل ولو أذن له لاختصينا . رواه مسلم
    ولذلك رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على البراء لما غير صيغة الأذكار قال البراء فردّدتهنّ لأستذكرهنّ فقلت آمنت برسولك الّذى أرسلت قال « قل آمنت بنبيّك الّذى أرسلت »..صحيح مسلم
    ولهذا رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذين أعرضوا عن الطيبات التي أنعم الله بها على عباده وهجروها تعبداً لله وتقرباً إليه ، وقال لهم صلى الله عليه وسلم : « أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ".
    وما جاء عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - : (( أنّ نفراً من أصحاب النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - سألوا أزواج النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن عمله في السّرّ ؟ فقال بعضهم : لا أتزوّج النّساء . وقال بعضهم : لا آكل اللّحم . وقال بعضهم : لا أنام على فراش . فبلغ ذلك النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فحمد اللّه وأثنى عليه وقال : ما بال أقوام قالوا كذا ؟ لكنّي أصلّي وأنام وأصوم وأفطر , وأتزوّج النّساء فمن رغب عن سنّتي فليس منّي )) .متفق عليه
    ونقول للمخالف اسمع رد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على عمر.
    ثم اسمع بعد ذلك لقول عمر وندمه على موقفه هذا ابتداء.
    قال: « إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري».
    وفي رواية فقال: « يا ابن الخطاب إني رسول الله، ولن يضيعني الله»، فرجع متغيظاً فلم يصبر حتى جاء إلى أبي بكر وقال له مثل ما قال لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- فكان رده كما قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى أن قال له: أيها الرجل، إنه لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وليس يعصي ربه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق.
    قال الزهري: قال عمر: فعملت لذلك أعمالاً . رواه البخاري .
    يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد ذلك: اتهموا الرأي على الدين، فلقد رأيتني أرد أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- برأي، وما ألوت عن الحق.
    وفيه «قال: فرضي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأبيت، حتى قال لي: يا عمر تراني رضيت وتأبى».
    يقول ابن حجر في شرح الحديث:(وقول عمر:« فعملت لذلك أعمالاً».
    المراد به الأعمال الصالحة ليكفّر عنه ما مضى من التوقف في الامتثال ابتداء، وقد ورد التصريح بمراده بقوله «أعمالاً»: ففي رواية ابن إسحاق وكان عمر يقول:«ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ، مخافة كلامي الذي تكلمت به».
    وعند الواقدي من حديث ابن عباس، قال عمر: «لقد أعتقت بسبب ذلك رقاباً، وصمت دهراً» . فتح الباري [5/ 346]. وفي فتح الباري [13/ 289 ].
    وفي البخاري أيضاً قال سهل بن حنيف: «يا أيها الناس اتهموا رأيكم على الدين؛ لقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لرددته».
    وأخرج أبو داود في الطهارة عن علي بن أبي طالب قوله:« لو كان الدين بالرأي لكان مسح أسفل الخف أولى من أعلاه»
    ردّه صلّى الله عليه وآله وسلّم على من قال له يوم حنين "إعدل " عن عبد اللّه - رضى الله عنه - قال لمّا كان يوم حنين آثر النّبىّ - صلى الله عليه وسلم - أناسًا فى القسمة ، فأعطى الأقرع بن حابس مائةً من الإبل ، وأعطى عيينة مثل ذلك ، وأعطى أناسًا من أشراف العرب ، فآثرهم يومئذ فى القسمة . قال رجلٌ واللّه إنّ هذه القسمة ما عدل فيها ، وما أريد بها وجه اللّه . فقلت واللّه لأخبرنّ النّبىّ - صلى الله عليه وسلم - . فأتيته فأخبرته فقال « فمن يعدل إذا لم يعدل اللّه ورسوله رحم اللّه موسى قد أوذى بأكثر من هذا فصبر » .رواه البخاري ومسلم
    ولقد أمر رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم كلّ من رأى من يتفاخر ويتماجد ويتعصّب لقومه بالباطل أن يقول له دون لفّ أو دوران وبكلّ وضوح:" إذا رأيتم الرّجل يتعزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا" أخرجه أحمد والترمذي، قال الشيخ الألباني صحيح فقوله صلى الله عليه وآله وسلّم: " عضّ إير أبيك " أي فرجه ، قال ابن الأثير في " النهاية ": التّعزّي الانتماء والانتساب إلى القوم . " فأعضوا بهن أبيه " أي قولوا عضّ إير أبيك ا- هـ .
    وقول الرّسول صلى الله عليه وآله وسلّم عن أبي السنابل : " كذب أبو السنابل إذا أتاك أحد ترضينه فائتي به أو قال فائتيني ، فاخبرها أن عدتها قد انقضت " رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح .
    قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : "
    ومن تكلم في الدين بلا علمٍ كان كاذبًا، وإن كان لا يتعمد الكذب كما ثبت في الصحيحين، {عن النبي صلى الله عليه وسلم لما قالت له سبيعة الأسلمية وقد توفي عنها زوجها، سعد بن خولة، في حجة الوداع، فكانت حاملًا فوضعت بعد موت زوجها بليالٍ قلائل، فقال لها أبو السنابل بن بعكك: ما أنت بناكحةٍ حتى يمضي عليك آخر الأجلين؟
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كذب أبو السنابل بل حللت فانكحي}.
    وكذلك لما قال سلمة بن الأكوع: إنهم يقولون إن عامرًا قتل نفسه، وحبط عمله، فقال: " كذب من قالها، إنه لجاهدٌ مجاهدٌ "، وكان قائل ذلك لم يتعمد الكذب، فإنه كان رجلًا صالحًا، وقد روي أنه كان أسيد بن الحضير، لكنه لما تكلم بلا علمٍ، كذبه النبي صلى الله عليه وسلم.
    وقد قال أبو بكرٍ، وابن مسعودٍ وغيرهما من الصحابة، فيما يفتون فيه باجتهادهم: " إن يكن صوابًا فمن الله، وإن يكن خطأً فهو مني ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان منه ".
    فإذا كان خطأ المجتهد المغفور له هو من الشيطان، فكيف بمن تكلم بلا اجتهادٍ يبيح له الكلام في الدين؟
    فهذا خطؤه أيضًا من الشيطان، مع أنه عاقب عليه إذا لم يتب، والمجتهد خطؤه من الشيطان وهو مغفورٌ له.
    كما أن الاحتلام والنسيان وغير ذلك من الشيطان، وهو مغفورٌ بخلاف من تكلم بلا اجتهادٍ يبيح له ذلك، فهذا كذبٌ آثمٌ في ذلك، وإن كانت له حسناتٌ في غير ذلك، فإن الشيطان ينزل على كل إنسانٍ، ويوحي بحسب موافقته له، ويطرد بحسب إخلاصه لله وطاعته له، قال تعالى:
    ﴿إن عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ، وعباده هم الذين عبدوه بما أمرت به رسله، من أداء الواجبات والمستحبات، وأما من عبده بغير ذلك، فإنه من عباد الشيطان، لا من عباد الرحمن.الفتاوى الكبرى - (1 / 191) مجموع الفتاوى - (10 / 449)
    وقوله كذب أبو السنابل ليس كما قال قد حللت فانكحي [ إذا أتاك أحد ترضينه فأتيني ] . قاله لسبيعة بنت الحارث وقد وضعت بعد وفاة زوجها بأيام .( ) أخرجه سعيد بن منصور في سننه وقال الألباني صحيح
    إنّ من المعلوم أنّ النبيء صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان يغضب لمحارم اللّه تعالى إذا انتهكت ومن ثمّ عقد الإمام النّووي رحمه اللّه تعالى بابا سمّاه: باب وجوب الغضب إذا انتهكت حرمات الشّرع " .
    وعن عبد اللّه بن عبّاس أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- رأى خاتمًا من ذهب فى يد رجل فنزعه فطرحه وقال « يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها فى يده ». فقيل للرّجل بعد ما ذهب رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- خذ خاتمك انتفع به. قال لا واللّه لا آخذه أبدًا وقد طرحه رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-.راوه مسلم
    وعن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه، قال: جاء بلالٌ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بتمر برنيّ، فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: من أين هذا قال بلالٌ: كان عندنا تمرٌ رديٌّ، فبعت منه صاعين بصاع لنطعم النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم عند ذلك أوّه أوّه عين الرّبا عين الرّبا لا تفعل .متفق عليه
    وعن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت له فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اشتري وأعتقي فإن الولاء لمن أعتق ) . ثم قام النبي صلى الله عليه و سلم من العشي فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال ( ما بال أناس يشترطون شروطا ليس في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل وإن اشترط مائة شرط . متفق عليه
    وعن عبد اللّه بن عمرو قال رأى النّبىّ -صلى الله عليه وسلم- علىّ ثوبين معصفرين فقال « أأمّك أمرتك بهذا ». قلت أغسلهما. قال « بل أحرقهما ». رواه مسلم
    وعن عمّار بن ياسر قال قدمت على أهلي وقد تشقّقت يداي فخلّقوني بزعفران فغدوت على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فسلّمت عليه فلم يردّ عليّ وقال اذهب فاغسل هذا عنك . رواه أبو داود قال الألباني: حسن.
    وعن كعب بن مالك أنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد وآتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا ؟ ثم أصلي قريبا منه فأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إلي وإذا التفت نحوه أعرض عني حتى إذا طال علي ذلك من جفوة الناس مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام فقلت يا أبا قتادة أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله ؟ فسكت فعدت له فنشدته فسكت فعدت له فنشدته فقال الله ورسوله أعلم ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار . متفق عليه
    وعن عائشة قالت : قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان من ديننا شيئاً ) .
    . وقالت : دخل علي النبي صلى الله عليه و سلم يوما وقال ( يا عائشة ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان ديننا الذي نحن عليه . رواه البخاري
    وعن فاطمة بنت قيسٍ أنّ أبا عمرو بن حفصٍ طلّقها البتّة وهو غائبٌ فأرسل إليها وكيله بشعيرٍ فسخطته فقال واللّه ما لك علينا من شىءٍ. فجاءت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- فذكرت ذلك له فقال « ليس لك عليه نفقةٌ ». فأمرها أن تعتدّ فى بيت أمّ شريكٍ ثمّ قال « تلك امرأةٌ يغشاها أصحابى اعتدّى عند ابن أمّ مكتومٍ فإنّه رجلٌ أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنينى ». قالت فلمّا حللت ذكرت له أنّ معاوية بن أبى سفيان وأبا جهمٍ خطبانى. فقال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- « أمّا أبو جهمٍ فلا يضع عصاه عن عاتقه وأمّا معاوية فصعلوكٌ لا مال له انكحى أسامة بن زيدٍ ».
    فكرهته ثمّ قال « انكحى أسامة ». فنكحته فجعل اللّه فيه خيرًا واغتبطت به. رواه مسلم
    رد الصحابة على من عارض سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    قال أبو جعفر: كنا عند جابر، وعنده قومٌ، فسألوه عن الغسل، فقال: يكفيك صاعٌ، فقال رجلٌ: ما يكفيني؛ فقال جابرٌ: كان يكفي من هو أوفى منك شعرًا، وخيرٌ منك .متفق عليه
    وعن سعيد بن جبير أنّ قريبًا لعبد اللّه بن مغفّل خذف قال فنهاه وقال إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهى عن الخذف وقال إنّها لا تصيد صيدًا ولا تنكأ عدوًّا ولكنّها تكسر السّنّ وتفقأ العين قال فعاد فقال أحدّثك أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهى عنه ثمّ تخذف لا أكلّمك أبدًا . رواه مسلم
    وعن مجاهد عن عبد الله بن عمر أن النبي صلّى الله عليّه وسلّم قال : لا يمنعن رجل أهله أن يأتوا المساجد ، فقال ابنٌ لعبد الله بن عمر : فإنا نمنعهن ، فقال عبد الله أحدثك عن رسول الله وتقول هذا ؟ قال فما كلمه عبد الله حتى مات ، رواه الإمام أحمد
    وعن سالم قال : كان عبد اللّه بن عمر يفتى بالّذى أنزل اللّه عزّ وجلّ من الرّخصة فى التّمتّع وسنّ فيه رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- فيقول ناسٌ لعبد اللّه بن عمر : كيف تخالف أباك وقد نهى عن ذلك ؟ فيقول لهم عبد اللّه : ويلكم ألا تتّقون اللّه أرأيتم إن كان عمر رضى اللّه عنه نهى عن ذلك يبتغى فيه الخير ويلتمس فيه تمام العمرة فلم تحرّمون وقد أحلّه اللّه وعمل به رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- أفرسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- أحقّ أن تتّبعوا سنّته أم عمر رضى اللّه عنه إنّ عمر لم يقل لك إنّ عمرةً فى أشهر الحجّ حرامٌ ولكنّه قال : إنّ أتمّ للعمرة أن تفردوها من أشهر الحجّ. رواه البيهفي
    وقال ابن عمر أو عمر كل شرط خالف كتاب الله فهو باطل وإن اشترط مائة شرط . رواه البخاري
    أقوال أهل العلم في الرد على المخالف
    قال النووي فيه هجران أهل البدع والفسوق ومنابذي السنة وأنه يجوز هجرانه دائما والنهي عن الهجران فوق ثلاثة أيام إنما هو فيمن هجر لحظ نفسه ومعايش الدنيا وأما أهل البدع ونحوهم فهجرانهم دائم وهذا الحديث مما يؤيده مع نظائر له كحديث كعب بن مالك وغيره . الديباج على مسلم - (5 / 21) الفجر الساطع على الصحيح الجامع - (7 / 197) دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين - (2 / 118) شرح سنن ابن ماجه (1 / 232) عمدة القاري شرح صحيح البخاري (30 / 485)
    وقال الإمام المازري: ( فيه هجر من خالف السنة على علم وتأديب أهل المعاصي بالهجران) اهــــ.
    وقال ابن حجر وفي الحديث جواز هجران من خالف السنة وترك كلامه ولا يدخل ذلك في النهي عن الهجر فوق ثلاث فإنه يتعلق بمن هجر لحظ نفسه وسيأتي بسط ذلك في كتاب الأدب وفيه تغيير المنكر . [فتح الباري (9 / 608)].
    وقال ايضاً: وإنما أنكر عليه بن عمر لتصريحه بمخالفة الحديث وإلا فلو قال مثلا إن الزمان قد تغير وإن بعضهن ربما ظهر منه قصد المسجد وإضمار غيره لكان يظهر أن لا ينكر عليه وإلى ذلك أشارت عائشة بما ذكر في الحديث الأخير وأخذ من إنكار عبد الله على ولده تأديب المعترض على السنن برأيه وعلى العالم بهواه وتأديب الرجل ولده وإن كان كبيرا إذا تكلم بما لا ينبغي له وجواز التأديب بالهجران فقد وقع في رواية بن أبي نجيح عن مجاهد عند أحمد في مسنده (10 / 232) فما كلمه عبد الله حتى مات . [فتح الباري (2 / 349)].
    وقال الطيبي عجبت ممن يتسمى بالسني إذا سمع من سنة رسول الله وله رأي رجح رأيه عليها وأي فرق بينه وبين المبتدع أما سمع لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً ( ) لمن جئت به وها هو ابن عمر وهو من أكابر الصحابة وفقهائها كيف غضب لله ورسوله وهجر فلذة كبده لتلك الهنة عبرة لأولي الألباب . [مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (4 / 193)]
    وقال ابن كثير: فالانتصار لدين الله أولى وآكد ، و من ذلك الجهر بالسوء في حق أهل البدع وغيرهم والطعن عليهم بما هم عليه من فساد في الاعتقاد وتلبس بالبدع حتى يحذرهم الناس ويعرفوهم ، وبذلك تتم النصيحة لله ولرسوله وللمسلمين ، التي هي حقيقة هذا الدين . [تفسيره ج1 ص 571].
    ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد أن ساق هذا الحديث (( أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ، وأما معاوية فصعلوك لا مال له )) .: و كان هذا نصحاً لها ـ وإن تضمّن ذكر عيب الخاطب ـ وفي معنى هذا نصح الرجل فيمن يعامله ، ومن يوكله ، ويوصي إليه ، ومن يستشهده ، وبل ومن يتحاكم إليه ، وأمثال ذلك ، وإن كان هذا في مصلحة خاصة فكيف بالنصح فيما يتعلق به حقوق عموم المسلمين : من الأمراء والحكام والشهود والعمال : أهل الديوان وغيرهم ، فلا ريب أن النصح في ذلك أعظم . اهـ . [مجموع الفتاوى ج 28 ص 230 ].
    ولهذا فرق شيخ الإسلام بين مقام التأثيم والجرح ورد الشهادة، وبين مقام تبيين الخطأ والتحذير منه، فقال رحمه الله:
    "ما يجرح به الشاهد وغيره مما يقدح في عدالته ودينه، فإنه يشهد به إذا علمه الشاهد به بالاستفاضة، ويكون ذلك قدحًا شرعيًا، كما صرح بذلك طوائف الفقهاء من المالكية والشافعية والحنبلية، وغيرهم، في كتبهم الكبار والصغار، صرحوا فيما إذا جرح الرجل جرحًا مفسدًا أنه يجرحه الجارح بما سمعه منه، أو رآه، واستفاض، وما أعلم في هذا نزاعًا بين الناس، فإن المسلمين كلهم يشهدون في وقتنا في مثل عمر بن عبد العزيز والحسن البصري وأمثالهما من أهل العدل والدين بما لم يعلموه إلا بالاستفاضة، ويشهدون في مثل الحجاج بن يوسف، والمختار بن أبي عبيد، وعمرو بن عبيد، وغيلان القدري، وعبد الله بن سبأ الرافضي، ونحوهم من الظلم والبدعة بما لا يعلمونه إلا بالاستفاضة.
    وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه مر عليه بجنازة فأثنوا عليها خيرًا؛ فقال: وجبت، ومر عليه بجنازة فأثنوا عليها شرًا؛ فقال: وجبت وجبت، قالوا: يا رسول الله! ما قولك: وجبت وجبت؟ قال: هذه الجنازة أثنيتم عليها خيرًا فقلت: وجبت لها الجنة، وهذه الجنازة أثنيتم عليها شرًا، فقلت: وجبت لها النار، أنتم شهداء الله في الأرض)، هذا إذا كان المقصود تفسيقه لرد شهادته وولايته. [الفتاوى الكبرى - (4 / 193 مجموع الفتاوى - (35 / 413)].
    وأما إذا كان المقصود التحذير منه واتقاء شره، فيكتفى بما دون ذلك، كما قال عبد الله بن مسعود: (اعتبروا الناس بأخدانهم)، وبلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلًا يجتمع إليه الأحداث فنهى عن مجالسته، فإذا كان الرجل مخالطًا في السير لأهل الشر يحذر عنه".
    وقال ابن عثيمين كما في لقاء الباب المفتوح
    انظر بارك الله فيك! تبيين الخطأ واجب؛ لكن إذا قلت: من قال: إن الله استوى على العرش يعني: استولى عليه فقوله خطأ، وقوله منكر، ويلزم عليه لوازم باطلة، وأتيت بما عندك من الحجج فإنك ما عيّنت أحداً.
    فالتعميم خيرٌ من التعيين لسببين: السبب الأول: ألا يظن الظان أنك متعصب ضد هذا الشخص، ولاسيما إذا كان هذا الشخص مرموقاً بين الناس ومحترماً، وله حسنات كثيرة.
    السبب الثاني: أن يكون هذا الحكم عليه وعلى غيره ممن شاركه في هذه البدعة.
    ولهذا انظر إلى مؤمن آل فرعون ماذا قال!
    ﴿ وقال رجلٌ مؤمنٌ من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاً أن يقول ربّي اللّه [غافر:28] ولم يقل: أتقتلون موسى؛ لماذا؟ لأنه لو عيّنه لقيل: بينه وبين موسى ارتباط شخصي يريد أن ينتصر له، فقال: ﴿ أتقتلون رجلاً [غافر:28] كأنه رجل نكرة، لا يعرفه، ﴿ أن يقول ربّي اللّه [غافر:28].
    كما فعل أبو بكر رضي الله عنه مع قريش في معاملتهم النبي صلىالله عليه وعلى آله وسلم فقال: [ أتقتلون رجلاً أن يقول: ربي الله؟! ].
    فالتعميم خير من التعيين من هذين الوجهين.
    أما السكوت على الخطأ فهو خطأ، لاسيما إذا صدر الخطأ من شخص مرموق يؤخذ بقوله، ويقتدى به؛ لكن قبل أن أبين خطأه أتصل به، وأناقشه، وأجعل مستواي في مستواه ما دام القصد الوصول إلى الحق، فإن تبين له الحق و رجع إليه؛ فهذا هو المطلوب، وإن لم يتبين وأنا أرى أنه خالف في أمر لا يسوغ فيه الاجتهاد؛ فإنه في الحال هذه يجب علي بيان الحق.
    وقال عبد المحسن العباد شرح سنن أبي داود
    حكم السكوت على خطأ المخالف خشية الفرقة
    السؤال: ما نصيحتك لمن يقول: الرد على المخالف يسبب الفرقة بين المسلمين، ولكن الواجب السكوت على الخطأ حتى تجتمع كلمة المسلمين؟ الجواب: هذا باطل، والحق أن الخطأ يبين ويوضح، ولا يترك، وأما السكوت حتى لا يسبب الفرقة فيقال: الفرقة حصلت بالمخالفات والخروج عن الجادة، والواجب هو بيان الحق، والرد على المبطل، وإذا كان الذي حصل منه الخطأ ليس من أهل البدع وإنما هو من أهل السنة فإنه يناصح ويرفق به، ويكون المقصود هو الإصلاح.
    وقال ابن العثيمين في لقاء الباب المفتوح :
    أما السكوت على الخطأ فهذا خطأ........لكن إن حصل عليك في هذا ضرر فهذا في ذات الله، فلك فيه الأجر، ولك الذكرى الحسنة في حياتك وبعد موتك، واصبر على ما أصابك،
    كما قال لقمان لابنه:
    ﴿يا بنيّ أقم الصّلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك [لقمان:17] على أن الإنسان إذا قام بما أمر الله به على الوجه الذي يرضاه الله عز وجل فإن العاقبة ستكون له، قال الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إنّ العاقبة للمتّقين [هود:49]، وقال تعالى: ﴿لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتّقوى [طه:132] لكن علينا أن يكون إيماننا تاماً بهذا، ونعلم أن العاقبة لنا متى اتقينا الله.
    والعاقبة لا يلزم أن تكون سريعة، فلا يلزم أن تكون عاجلة، قد تتأخر ابتلاءً وامتحاناً، وقد لا تحصل إلا في الآخرة أيضاً ليكون ذلك أكثر أجراً وثواباً.
    وسئل الفوزان
    يقول: ما رأيكم فيمن يقول: إن على العالم أن يعلم منهج السلف الصالح دون التطرق إلى الفرق الضالة وأصحاب المناهج الضالة ألا يدخل في مقولة عمر رضي الله عنه تنقض عرى الإسلام عروة عروة؟
    والجواب: أن هذا الكلام غير دقيق وليس بصحيح بل هو غلط؛ لأن الرد على المخالف في دين الإسلام، الرد على المخالف من أصول هذا الدين؛ لأن الله جل وعلا هو أول من ردّ، وأعظم من رد على المخالفين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذي حاجهم بنفسه جل وعلا، فالرد على المخالفين من أعظم القربات، يقول شيخ الإسلام: وهو من أعظم أنواع الجهاد. وهذا صحيح وقد يفوق جهاد الأعداء الخارجيين؛ يعني أن مجاهدة العدو الداخل أعظم من مجاهدة العدو الخارج؛ لأن العدو الخارج بينةٌ عداوته أما العدو الداخل فهذا قد يخفى، ومن أعظم العداوات أن ينشأ في المسلمين من يدعوهم إلى غير منهج السلف لأن هذا -كالبدع والشركيات والمناهج الضالة من منحرفة كالرافضة والخوارج ونحوها- فإن هذا لا شك أنه الرد على هؤلاء من أعظم القربات، الخرافيين الصوفيين أهل الطرق ونحو ذلك كل هؤلاء الرد عليهم من أفضل القربات وأعظم الطاعات، وهو نوع من الجهاد لا بد منه قال جل وعلا
    ﴿فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا[الفرقان:52] ومجاهدهم بالقرآن وبالعلم من أعظم أنواع الجهاد، أما أن يتركوا ويسكت عنهم، فمتى يعرف الحق؟ إذا سكت العالم على بيان ضلال الضالين، متى يعرف الحق؟ لأننا يجب علينا أن نرعى الدين، الدين علينا أهم من الأشخاص فإذا كان الرد على فلان يحمي حمى الدين -هذا المخالف- ولا مفسدة راجحة في الرد؛ من سفك دماء ونحوه، فهذا يتعين الرد، فالرد على المخالفين من أصول الإسلام ولا شك.
    فقوله أنه عليه أن يبين منهج السلف دون التطرق إلى الفرق الضالة كلام غير دقيق وغير صحيح.
    وقال صالح الفوزان:
    وهل كتب الردود من منهج السلف رحمهم الله ؟ .
    جـ/ الرد على المخالف؛ سنة السلف؛ فالسلف يردون على المخالفين وهذه كتبهم موجودة. رد الإمام أحمد على الزنادقة والمبتدعة، ورد شيخ الإسلام ابن تيمية على الفلاسفة وعلى علماء الكلام، وعلى الصوفية وعلى القبوريين، ورد الإمام ابن القيم وكثير من الأئمة ردوا على المخالفين من أجل بيان الحق وإظهار الحق للناس حتى لا تضل الأمة وتتبع المخطئين والمخالفين، وهذا من النصيحة للأمة

    وقد قال الذهلي لا يثبت في الضحك في الصّلاة خبر ؛ وهو كاف في الرّد على المخالف. [البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير (2 / 406)]
    وقال العلامة ابن رجب في جامع العلوم والحكم ص155:( ومن أنواع النصح لله تعالى ، وكتابه ، ورسوله ـ وهو مما يختص به العلماء ـ رد الأهواء المضلة بالكتاب والسنة على موردها وبيان دلالتهما على ما يخالف الأهواء كلها ، وكذلك رد الأقوال الضعيفة من زلات العلماء ، وبيان دلالة الكتاب والسنة على ردها ، ومن ذلك بيان ما صح من حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يصح منه بتبيين حال رواته ، ومن تقبل رواياته منهم ، ومن لا تقبل ، وبيان غلط من غلط من ثقاتهم الذين تقبل روايتهم )اهـ
    (وكذلك رد الأقوال الضعيفة من زلات العلماء ، وبيان دلالة الكتاب والسنة على ردها ).
    وقال العلامة أبو محمد ابن حزم: (ولسنا نرضى عمّن يغضب لنا ، إنما نرضى عمّن يغضب للحق ، ولا نسر بمن ينصر أقوالنا ، إنما نسر بمن ينصر الحق حيث هو ).
    وقال إبن القيّم رحمه الله تعالى : " ومن بعض حقوق الله على عبده ردّ الطّاعنين على كتابه ورسوله ودينه، ومجاهدتهم بالحجّة والبيان والسّيف والبنان، والقلب والجنان، وليس وراء ذلك حبّة خردل من الإيمان " هداية الحيارى من أجوبة اليهود والنّصارى ص 10
    الرّدّ على المخالف واجب شرعيّ بآتّفاق المسلمين :
    قال شيخ الإسلام - رحمه اللّه تعالى - :"ومثل أئمّة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسّنّة، أو العبارات المخالفة للكتاب والسّنّة، فانّ بيان حالهم وتحذير الأمّة منهم واجب بآتّفاق المسلمين ". [الفتاوى28 /231].
    وقال رحمه الله : " ويجب على أولي الأمر وهم علماء كلّ طائفة وأمراؤها ومشائخها أن يقوموا على عامّتهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فيأمرونهم بما أمر الله به ورسوله، وينهونهم عمّا نهى الله عنه ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ". الفتاوى 3 / 423
    وقال الإمام الشّاطبي - رحمه اللّه تعالى - : " الحقوق الواجبة على المكلّف على ضربين كانت من حقوق الله كالصّلاة والصّيام والحجّ، أو من حقوق الآدميّين كالدّيون والنّفقات والنّصيحة وإصلاح ذات البين "... الموافقات 1/105.
    وجعل أبو بكر الآجري - رحمه الله تعالى - من النّصح للرّسول صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلّم تعلّم سنّته والذّبّ عنها والتّحذير ممّن انحرف عنها فقال :" وأماّ نصيحة المسلمين له بعد وفاته فالتزام التّوقير والإجلال وشدّة المحبّة له، والمثابرة على تعلّم سنّته والتّفقّه في شريعته ومحبّة آل بيته، وأصحابه، ومجانبة من رغب عن سنّته وانحرف عنها وبغضه والتّحذير منه والشّفقة على أمّته والبحث عن تعرّف أخلاقه وسيره وآدابه والصّبر على ذلك "...الشّفا للقاضي عياض 2 / 582 . وقال الإمام القرطبي نحوا من ذلك فقال : ".... وتعظيمه وتعظيم سنّته وإحياؤها بعد موته بالبحث عنها والتّفقّه فيها والذّبّ عنها ونشرها والدّعاء لها...". تفسير القرطبي 8 /227
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى 28|232
    الجهاد في سبيل اللّه؛ إذ تطهير سبيل اللّه ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين . ولولا من يقيمه اللّه لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا، لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء .
    وقال أيضاً كما في مجموع الفتاوى 32 / 112
    وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة . وقال الإبراهيمي في الآثار
    واجب العالم الديني أن ينشط إلى الهداية كلما نشط الضلال ، وأن يسارع إلى نصرة الحق كلما رأى الباطل يصارعه ، وأن يحارب البدعة والشر والفساد ، قبل أن تمد مدها ، وتبلغ أشدها ، وقبل أن يتعودها الناس فترسخ جذورها في النفوس ويعسر اقتلاعها .
    وواجبه أن ينغمس في الصفوف مجاهداً ولا يكون مع الخوالف والقَعَدة ..
    وقال الإمام الحافظ محمد بن وضاح: أخبرني غير واحد، أن أسد بن موسى كتب إلى أسد بن الفرات: اعلم يا أخي، أن ما حملني على الكتاب إليك، إلا ما ذكر أهل بلدك، من صالح ما أعطاك الله، من إنصافك الناس، وحسن حالك مما أظهرت من السنة، وعيبك لأهل البدع، وكثرة ذكرك لهم، وطعنك عليهم، فقمعهم الله بك، وشد بك ظهر أهل السنة، وقواك عليهم بإظهار عيبهم، والطعن عليهم، فأذلهم الله بيدك، وصاروا ببدعتهم مستترين.
    فأبشر يا أخي بثواب ذلك، واعتد به من أفضل حسناتك، من الصلاة والصيام، والحج والجهاد، وأين تقع هذه الأعمال، من إقامة كتاب الله، وإحياء سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . البدع والنهي عنها لابن وضاح 13 الدرر السنية في الأجوبة النجدية 9 / 430
    وقال زيد بن محمد بن هادي المدخلي في الأجوبة المختصرة على الأسئلة العشرة 94
    ولا يجوز لمن علم شيئاً من بدع حزب الأخوان المسلمين أو غيرهم من أهل البدع والأخطاء أن يسكت عن بيانه وهو قادر على البيان برد البدعة وتصحيح الخطأ لأن الرد على أصحاب البدع والأخطاء واجب على القادرين من أهل العلم ومتى قام به بعضهم سقط الواجب عن الباقين ، وأما توقع الفرقة بسبب الرد فليس بعذر شرعي لأن حب الإجتماع إنما هو على الحق الذي هو أحق أن يحب ويتبع والمبتدع هو الذي أتى بسبب الفرقة لأن الفرقة مقرونه بالبدعة وأن الألفة مقرونة بالسنة .........ولا تخلو الأرض من أهل العلم الذين يقومون بالرد على كل مبتدع ومخالف .ا
    وقال صالح الفوزان في إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد - (1 / 336)
    فإذا كانت القدوة من أهل الضلال ضلّت الأمة، وحصل فيهم الشر، ويراد بهم الأمراء الضالون، والعلماء الضالون، والعُبّاد الضالون، والدُّعاة الضالون، كل هؤلاء من الأئمة المضلّين، فإذا قاد الأمة هؤلاء قادوها إلى الهلاك، أما إذا قاد الأمة دعاة الحق قادوها إلى الصلاح والسلامة.
    ففي قوله: "أخاف على أمتي الأئمة المضلين" مفهومه؛ أن الأئمة المصلحين خير للأمة، يجمعون كلمتها، ويصلحون عقيدتها، ويردونها إلى منهج السلف الصالح، ويحصل بهم الخير.
    أما دعاة الضلال فإنهم يصدونها عن الحق، ويدعونها إلى خلاف منهج السلف.
    والآن فيما بيننا ظهر من يزهّد في منهج السلف ويعتبره من الأمور الرجعية، ومن الأمور القاصرة، ويريد من المسلمين أن ينهجوا مناهج حديثة، ابتكرها جهّال أو ضُلاّل، يريدون أن الدعاة يسيرون على هذا المنهج المبتكر المحدث، ويتركون منهج السلف الصالح الذي فيه الخير، وفيه الصلاح والفلاح، هذا ظهر وقد أخبر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه يكون في هذه الأمة دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها، قالوا: صفهم لنا يا رسول الله، قال: "هم قوم من جِلْدَتنا، ويتكلمون بألسنتنا" فلنحذر من هؤلاء غاية الحذر.
    لا نجاة لنا إلاَّ بإتباع دعاة الصلاح الذين يدعون إلى منهج السلف الصالح وإلى إتباع الكتاب والسنّة، هؤلاء هم الخير على الأمة.
    أما من أراد بالأمة خلاف ذلك، وابتكر لها منهجاً أو خطّط لها تخطيطاً جديداً يخالف منهج السلف، فهذا لا يريد للأمة خيراً سواءً كان متعمداً أو لم يتعمّد.
    وأخطر ما على الأمة الآن الدعاة الجُهّال الذين لا يعرفون العلم، ويدعون النّاس بجهل وضلال، أو الدعاة المغرضون الذين يعرفون الحق لكنهم معرضون، يريدون صرف الأمة عن جادّة الصواب.
    الحاصل، أن الأمة على خطر من هؤلاء، فعلينا أن نتنبّه لهذا الأمر، وأن نعالج هذا الأمر قبل أن يستحفل. وقال القرافي في الفروق 4/ 207
    أرباب البدع والتصانيف المضلة ينبغي أن يشهر الناس فسادها وعيبها وأنهم على غير الصواب ليحذرها الناس الضعفاء فلا يقعوا فيها وينفر عن تلك المفاسد ما أمكن بشرط أن لا يتعدى فيها الصدق ولا يفترى على أهلها من الفسوق والفواحش ما لم يفعلوه بل يقتصر على ما فيهم من المنفرات خاصة فلا يقال على المبتدع إنه يشرب الخمر ولا أنه يزني ولا غير ذلك مما ليس فيه وهذا القسم داخل في النصيحة غير أنه لا يتوقف على المشاورة ولا مقارنة الوقوع في المفسدة .
    وقال الشاطبي في الاعتصام للشاطبي - (1 / 493
    حيث تكون الفرقة تدعو إلى ضلالتها وتزيينها في قلوب العوام ومن لا علم عنده ، فإن ضرر هؤلاء على المسلمين كضرر إبليس ، وهم من شياطين الإنس ، فلا بد من التصريح بأنهم من أهل البدعة والضلالة ، ونسبتهم إلى الفرق إذا قامت له الشهود على أنهم منهم . .....
    فمثل هؤلاء لا بد من ذكرهم والتشريد بهم ، لأن ما يعود على المسلمين من ضررهم إذا تركوا ، أعظم من الضرر الحاصل بذكرهم والتنفير عنهم إذا كان سبب ترك التعيين الخوف من التفرق والعدواة . ولا شك أن التفرق بين المسلمين وبين الداعين للبدعة وحدهم ـ إذا أقيم ـ عليهم أسهل من التفرق بين المسلمين وبين الداعين ومن شايعهم واتبعهم ، وإذا تعارض الضرران يركتب أخفهما وأسهلهما ، وبعض الشر أهون من جميعه.
    ورد المخالف ليس بغيبة
    قال ابن كثير في تفسيره 4- 214
    والغيبة المحرمة بالإجماع ولايستثنى من ذلك إلا مارجحت مصلحة كما في الجرح والتعديل والنصيحة كقول عليه الصلاة والسلام لما استأذن عليه ذلك الرجل الفاجر "ائذنوا له وبئس أخوالعشيرة " وكقوله عليه الصلاة السلام لفاطمة بنت قيس رضي الله عنها وقد خطبها معاوية وأبو الجهم " أما معاوية فصعلوك ، وأما أبو الجهم فلا يضع عصاه عن عاتقه " وكذاما جرى مجرى ذلك .اهـ
    قال حسن كما في شرح أصول الأعتقاد 1-140
    ليس لأهل البدع غيبة .اهـ
    وقال أيضاً 1-140
    ثلاثة ليست لهم حرمة في الغيبة أحدهم صاحب بدعة غال ببدعته . اهـ
    وقال أيضاً 1-140ليس لصاحب بدعة ولا لفاسق يعلن بفسقه غيبة .اهـ
    قال إبراهيم النخعي 1-140ليس لصاحب بدعة غيبة .أ. هـ
    قال سفيان بن عيينة في مختصر الحجة على تارك المحجه 538
    صاحب الهوى في الدين ليس له غيبة . اهـ
    قال ابن الصلاح في فتاوى له 2-497
    تجوز غيبة المبتدع بل ذكره بما هو عليه مطلقاً غائباً وحاضراً إذا كان المقصود التنبيه على حاله ليحذر على هذا مضى السلف الصالحون أو من فعل ذلك منهم ثم يجوز ذلك ابتداءً يبتدئ به وإن لم يسال ويجوز عند جريان مسبب من سؤال وغيره .اهـ
    قال أبو العباس كما في مجموع الفتاوى 28-217
    وأما إذا أظهر الرجل منكرات وجب الإنكار علية علانية ولم يبقى له غيبة ووجب أن يعاقب علانية بما يردعه عن ذلك من هجر وغيره .اهـ
    قال صالح بن سعد السحيمي في تنبيه أولي الأبصار 1098
    المبتدع تجوز غيبته كالفاسق تحذيراً للأمة .اهـ
    قال الحافظ بن حجر في الفتح 10-471
    في شرح حديث ( بئس أخو العشيرة ) ويستنبط منه أن المجاهر بالفسق والشرك لا يكون مايذكر عنه من ذلك من ورائه من الغيبة المذمومة قال العلماء تباح الغيبة في كل غرض صحيح شرعاً حيث يتعين طريقاً إلى الوصول إلى بها .اهـ
    قال أبو العباس كما في مجموع 28-219-222
    وهذان النوعان يجوز فيهما الغيبة بلا نزاع بين العلماء أحدهما أن يكون الرجل مظهراً للفجور مثل الظلم والفواحش والبدع المخالفة للسنة فإذا أظهر المنكر وجب الإنكار عليه بحسب القدرة فمن أظهر المنكر وجب عليه الإنكار وأن يهجر ويذم على ذلك فهذا معنى قولهم من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له بخلاف من كان مستتراً بذنبه مستخفياً فإن هذا يستر عليه لكن ينصح سراً ويهجره من عرف حاله حتى يتوب ويذكر أمره على وجه النصيحة :
    النوع الثاني .... و إذا كان مبتدعاً يدعو إلى عقائد تخالف الكتاب و السنة أو يسلك طريقاً يخاف الكتاب و السنة و يخاف أن يضل الرجل الناس بذلك بين أمره للناس ليتقوا ضلاله و هذا كله يجب أن يكون على وجه النصح و ابتغاء وجه الله تعالى لا لهوى الشخص مع الإنسان .اهـ
    قال أبو عبدالله أحمد بن حنبل كما في طبقات الحنابلة 2(-274
    لا غيبة لأصحاب البدع .اهـ
    فهذا ليس بغيبة؛ لأن الرد على المخالف أصل من أصول الإسلام .
    فالمحذر الذي يحذر لا يقال له: اغتبت العلماء، ويجري في هذا المجرى كلام أهل الجرح والتعديل على الرواة، كالإمام يحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة ، والدارقطني ، وابن عدي ، والفلاس عمرو بن علي ، وغيرهم كل هذا لا يعد من الغيبة المحرمة .
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله علي نبينا محمد بن عبد الله وآله وأصحابه وسلم

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو سفيان الزيلعي; الساعة 27-02-2012, 04:37 PM.
يعمل...
X