الحمد لله وصلاة وسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما بعد:
فقد كثر التمييع والمميعيون لذا أحببت أن أذكر نفسي وإخواني في الله كلاماً قيماً لشيخ أبي عمرو عبد الكريم بن أحمد الحجوري حفظه الله في كتابه "التّوجيهات السّنيّة في بيان أهم: عوائق الدعوة السلفية".
قال حفظه الله تعالى:
التمييع
يقول الله تعالى : ﴿قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (*) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ﴾ [الأعراف : 144 – 146].
ويقول تعالى : ﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ﴾ [مريم : 12].
وفي صحيح مسلم برقم (2664) عن أبي هريرة – رضي الله عنه –قال :قال رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم –(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ،وفي كل خير،احرص على مل ينفعك ،واستعن بالله ولا تعجز ،وإن أصابك شيئ فلا تقل :لو أني فعلت كان كذا وكذا ،ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان).
والمميع الذي لا يأخذ الأمور بحزم وجدية تتفلت الأمور من بين يديه وهو يريد أن يرضى هذا ولا يغضب ذلك ،وتذهب دعوته وتنفد بتنازلات ،أو ارتكاب المحرمات ،وقد بسكت عن واجب عظيم وهو واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،باسم الحكمة في الدعوة ،أو مسلحة الدعوة
حتى قال شيخنا مقبل –رحمه الله -: الدعوة ما هي صنم يعبد .وكان يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم ، ولا يجامل ولا يجابي أحداً.
وقال شيخنا يحي حفظه الله :الحكمة ما كهانة ،الحكمة في الكتاب والسنة.
قال الله تعالى عن موسى –عليه السلام -:﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف : 150].
فهما صنفان ، الغلاة والمميعون كلاهما ضرر على الدعوة ، والحق الوسط والإعتدال ، قال الله جل في علاه : ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ [البقرة : 143].
لا إفراط ولاتفريط ،لا سكوت عن كلمة الحق وتغيير المنكر ،ولامجازفة وتحميل الأمورما لا تتحمل، ﴿قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ ،﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾. اهـ كلامه حفظه الله [صـ91-92ـ].
أسأل الله أن ينفعني وإخواني بهذه الكلامات الميسّرة.
تعليق