بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين...وبعد:
المختصر المفيد من الكتاب والسنة وأثار السلف على وجوب هجر اهل البدع والتحذير منهم :
1- قال تعالى ( واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم ) النساء-140
2- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية ( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ) قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فاذا رايت الذين يتبعون ماتشابه منه , فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) صحيح البخاري- صحيح مسلم .
3- عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( الأرواح جنود مجندة, فما تعارف منها ائتلف, وما تناكر منها اختلف) البخاري.
4-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سيكون في اخر امتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا انتم ولا اباؤكم فايكم واياهم) صحيح مسلم.
5- عندما سئل ابن عمر رضي الله عنهما عن القدرية قال ( فاذا لقيت اولئك فاخبرهم اني بريء منهم وأنهم براء مني).
6-وقال ابن عباس رضي الله عنهما ( لاتجالس اهل الأهواء فان مجالستهم ممرضة للقلوب ).
7- قال ابن مسعود رضي الله عنه: انما يماشي الرجل ويصاحب من يحبه ومن هو مثله.
8- قال ابو الدرداء رضي الله عنه: من فقه الرجل ممشاه ومدخلة ومجلسه.
9- عن معاذ بن معاذ قال: قلت ليحي بن سعيد: يا ابا سعيد الرجل وان كتم رايه لم يخف ذلك في ابنه ولاصديقه ولاجليسه.
10- قال قتاده: انا والله ما رأينا الرجل يصاحب من الناس الامثله وشكله فصاحبوا الصالحين من عباد الله لعلكم ان تكونوا معهم او مثلهم.
11- قال الاوزاعي: من ستر علينا بدعته لم تخف علينا ألفته.
12- عن عقبة بن علقمة قال:كنت عند أرطاة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس: ماتقولون في الرجل يجالس أهل ألسنه ويخالطهم, فاذا ذكر أهل البدع في المجلس قال هذا الرجل:دعونا من ذكرهم لاتذكروهم, فقال أرطأة: هو منهم لايلبس عليكم أمره. وقال الأوزاعي: صدق أرطأة. أرطأة :من صغار التابعين.
13- قال محمد بن عبيد الغلابي: يتكاتم أهل الاهواء كل شيء الا التالف والصحبة.
14- قال الامام أحمد رحمه الله: اذا سلم الرجل على المبتدع فهو يحبه.
15- قال الامام البربهاري رحمه الله: واذا رأيت الرجل جالسا مع رجل من أهل الأهواء فحذره وعرفه, فان جلس معه بعد ماعلم فاتقه, فانه صاحب هوى.
16- قال مالك ابن انس امام دار الهجرة ( لأتسلم على اهل الاهواء ولاتجالسهم الا ان تغلظ عليهم ولا يعاد مريضهم ولاتحدث عنهم الاحاديث )
17- قال البيهقي عن الشافعي انه كان شديدا على اهل الالحاد واهل البدع مجاهرا ببغضهم وهجرهم .
18- سئل الامام احمد عن ابراهيم بن عتاب فقال: لااعرفه الا انه كان من اصحاب بشر المريسي, فينبغي ان يحذر ولايقرب ولايقلد شيئا من أمور المسلمين( وقال الإمام أحمد: «لا تجالس أهل الأهواء وإن ذبوا عن السنة»
19- قال حنبل بن اسحاق: سمعت أبا عبدالله يقول ( أهل البدع ماينبغي لأحد أن يجالسهم ولايخالطهم ولايأنس بهم ) .
20- قال ابن الجوزي رحمة الله( وقد كان الامام ابوعبدالله احمد بن حنبل لشده تمسكة بالسنة ونهيه عن البدعه يتكلم في جماعه من الاخيار اذا صدر منهم ما يخالف السنه وكلامه محمول على النصيحه للدين).
21- سئل الامام احمد عن حارث المحاسبي فحذر من مجالسته فقيل: يا اباعبدالله, يروي الحديث وساكن خاشع من قصته ومن قصته(يعني المحاسبي) ؟ فغضب ابو عبدالله وجعل يقول: لايغرك خشوعه ولينه ولاتغتر بتنكيس راسه فانه رجل سوء ذاك لايعرفه الا من خبره لا تكلمه ولاكرامه له, كل من حدث بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مبتدعا تجلس إليه؟ لا, ولاكرامه ولانعمى عين, وجعل يقول: ذاك, ذاك (- وذكر الحسن بن صالح بن حي(وكأن من العباد والزهاد ومن أهل العلم) عند سفيان الثوري، فقال: (ذاك رجل يرى السيف على أمة محمد r). وقال سفيان: (الحسن بن صالح مع ما سمع من العلم وفقه يترك الجمعة). ودخل الثوري المسجد وابن حي يصلي، فقال: (نعوذ بالله من خشوع النفاق)، وأخذ نعليه فتحول إلى سارية أخرى.
قال عبد الله ابن الإمام أحمد: سمعت أبا معمر يقول: كنا عند وكيع فكان إذا حدث عن حسن بن صالح أمسكنا أيدينا فلم نكتب، فقال: ما لكم لا تكتبون حديث حسن ؟ فقال له أخي بيده هكذا - يعني أنه كان يرى السيف - فسكت وكيع.
و قال أبو صالح الفراء حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئاً من أمر الفتن، فقال: ذاك يشبه أستاذه - يعني الحسن بن حي-، قلت: أما تخاف أن تكون هذه غيبة ؟ فقال: لم يا أحمق ؟ أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأماتهم، أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم، ومن أطراهم كان أضر عليهم .
22- قال الامام مالك رحمه الله: لاتجوز الاجارات في شيء من كتب الأهواء والبدع والتنجيم.
23- قال مفضل بن مهلهل:لو كان صاحب البدعه اذا جلست اليه يحدثك ببدعته حذرتة وفررت منه ولكنة يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه ثم يدخل عليك بدعته فلعلها تلزم قلبك فمتى تخرج من قلبك.(قلت: وهذا حال ادعياء السلفية امثال الحلبي وغيرهم حيث يدخلون على الناس من باب منهج السلف ومن ثم يدسون السم في كلامهم مثل شبة (يجب التلطف مع المخالف ويقصد بالمخالف (المبتدع) والمقصود بالتلطف عندهم أي لاتحذر الناس منه ومن بدعته).
24- قال مجاهد ( لأتجالس أهل الاهواء فان لهم عرة كعرة الجرب ).
25- قال الفضيل بن عياض: من عظم صاحب بدعه فقد أعان على هدم الإسلام, ومن تبسم في وجه مبتدع فقد استخف بما انزل الله عزوجل على محمد صلى الله عليه وسلم ومن زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها ,ومن تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع .
26- وقال الفضيل بن عياض: من جالس صاحب بدعه لم يعط الحكمة. (قلت:وهذا من التجربة مع من جالس أهل البدع)
27- وقال الفضيل بن عياض: اكل مع يهودي ونصراني ولااكل مع مبتدع وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد.
28- قال أبو توبة: حدثنا ان ثورا لقي الاوزاعي فمد يده اليه, فأبى الاوزاعي أن يمد يده اليه وقال( ياثور لو كانت الدنيا لكانت المقاربة ولكنه الدين ).
29- قال شيخ الاسلام ابن تيمية( فلابد من التحذير من تلك البدع وان اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم) وقال تلميذه البار الإمام ابن القيم: «من نصر هواه فسد عليه عقله ورأيه لأنه قد خان الله في عقله فأفسده عليه وهذا شأنه سبحانه وتعالى في كل من خانه في أمر من الأمور فإنه يفسده عليه» قلت:وهذا حال المبتدعين تجدهم يتخبطون في الكلام ولاتجد عندهم رزانة في العقل وانما متذبذبين.
30- قال شيخ الاسلام ابن تيمية في التحذير من اهل البدع ( ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم، أو عظم كتبهم، أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدرى ما هو، أو: من قال: إنه صنف هذا الكتاب، وأمثال هذه المعاذير، التي لا يقولها إلا جاهل، أو منافق، بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء، والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فسادًا، ويصدون عن سبيل الله). فضررهم في الدين أعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم.
31- قال الفضل بن زياد: سألت أبا عبدالله (احمد بن حنبل ) عن الكرابيسي وماأظهره؟ فكلح وجهه ثم قال: انما جاء بلأؤهم من هذه الكتب التي وضعوها تركوا اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابة, وأقبلوا على هذه الكتب).
32- قال الامام احمد: اياكم ان تكتبوا عن أحد من أصحاب الأهواء قليلا ولا كثيرا, عليكم بأصحاب الأثار والسنن.
33- قال الامام أحمد: اذا رأيت الشاب أول ما ينشاء مع أهل السنة والجماعة فارجه, واذا رأيته مع أصحاب البدع فايئس منه, فان الشاب على أول نشوئه.
34- قال بعضهم لاحمد بن حنبل: انه يثقل علي ان اقول فلان كذا, وفلان كذا فقال الامام احمد: اذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم.
35- قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب اليك أو من يتكلم في أهل البدع؟ فقال: اذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما للمسلمين هذا أفضل.
36- قال نعيم بن حماد ( انفقت على كتبه (يعني ابراهيم بن أبي يحي) خمسه دنانير ثم أخرج الينا كتابا فيه القدر وكتابا فيه رأي جهم, فقرأته فعرفت, فقلت: هذا رأيك؟ قال: نعم. فحرقت بعض كتبة فطرحتها ).
37- قال ابن قدامة رحمه الله: ومن السنة هجران أهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين وترك النظر في كتب المبتدعة والإصغاء إلى كلامهم وكل محدثة في الدين بدعة.
38- قال ابن قدامة رحمه الله في اثناء رده على ابن عقيل: أما هو وحزبه من أهل الكلام فما ذكرهم الا ذمهم والتحذير منهم , والتنفير من مجالستهم, والامر بمباينتهم وهجرانهم, وترك النظر في كتبهم .
39- قال ابن قدامه رحمة الله:وإذا كان أصحاب النبي ومن اتبع سنتهم في جميع الأمصار والإعصار متفقين على وجوب اتباع الكتاب والسنة وترك علم الكلام وتبديع أهله وهجرانهم والخبر بزندقتهم وبدعتهم , فيجب القول ببطلانه وان لايلتفت إليه ملتفت ولا يغتر به احد.
40- أحرق الخليفة علي بن يوسف بن تاشفين كتاب احياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي(لما فيه من الفلسفة وعلم الكلام والمنطق والأحاديث الموضوعة والضعيفة) وكان ذلك بإجماع الفقهاء الذين كانوا عنده.
41- قال ابن ابي يعلي رحمه الله: لاتختلف الرواية في وجوب هجر أهل البدع وفساق الملة.
42- قال الامام البغوي رحمه الله: والنهي عن الهجران فوق الثلاث فيما بين الرجلين من التقصير في حقوق الصحبة والعشرة, دون ما كان ذلك في حق الدين فان هجرة اهل الأهواء والبدع دائمة الى ان يتوبوا.
43- قال الامام اللالكائي: فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعه, ولم يكن لهم قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجملة يموتون من الغيظ كمدا ودردا, ولايجدون الى اظهار بدعتهم سبيلا.
قلت: لان مناظرة اهل البدع فية رفع من شانهم امام العوام وقد يغتر فيهم العوام وقد يقذفون شبهات في قلوب العوام اثناء المناظرة ولهذا وجب عدم مناظرتهم وهناك اثر عن امام دار الهجرة بأن رجل اتاه ليناظرة فقال اني واثقا من ديني فلااناظرك فأذهب الى من هو متشككا في دينة ليناظرك. لان الدين حق وكامل ولايحتاج الى مناظرة اهل البدع فيه امام العوام. وللمناظرة شروط مثل ان لاتكون امام العوام وانما مع طلبة العلم المتمكنين من العلم الشرعي.
44- قال الامام اسماعيل الصابوني رحمه الله حاكيا مذهب السلف: واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم واخزائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرب إلى الله عزوجل بمجانبتهم ومهاجرتهم..وقال ايضا( ويبغضون اهل البدع الذين احدثوا في الدين ماليس منه ولايحبونهم ولايصحبونهم ولايناظرونهم ويرون صون اذانهم من سماع اباطيلهم التي اذا مرت بالاذان وقرت في القلوب ضرت وجرت اليها من الوساوس والخطرات الفاسده ماجرت وفي ذلك أنزل الله عز وجل قوله ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ).
45- قال رجل لأيوب بن ابي تميمة السختياني: ياأبا بكر أسالك عن كلمة قال: فرأيته يشير بيده ويقول : ولانصف كلمه.
46- عن ابن سيرين انه كان اذا سمع كلمة من صاحب بدعة وضع أصبعيه في أذنيه ثم قال: لايحل لي أن اكلمه حتى يقوم من مجلسه. قال ايضا:إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
47- قال يحي بن ابي كثير: إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في طريق آخر.
48- قال معمر: كان ابن طاوس جالسا فجاء رجل من المعتزلة فجعل يتكلم, قال فأدخل ابن طاوس إصبعيه في أذنيه وقال لابنه: أي بني أدخل أصبعيك في أذنيك واشدد ولأتسمع من كلامه شيئا.
49- قال شيخ الاسلام ابن تيمية: الراد على أهل البدع مجاهد , حتى كان يحي بن يحي يقول: الذب عن السنة أفضل الجهاد.
50- سأل أبو داود صاحب السنن شيخه الإمام أحمد إمام أهل السنة: «أرى رجلا من أهل السنة مع رجل من أهل البدعة أترك كلامه قال: لا أو تعلمه أن الرجل الذي رأيته معه صاحب بدعة فإن ترك كلامه فكلِّمه وإلا فألحقه به».
51- وقال الإمام البربهاري في "شرح السنة": «وإذا ظهر لك من إنسان شيء من البدع فاحذره فإن الذي أخفى عنك أكثر مما أظهر».
52- وقال ابن عون: «من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع».
53- وقال محمد بن عبيد الله الغيلاني: «كان يقال: يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة».
54- وقال القحطاني في نونيته: لا يصحب البدعيّ إلّا مثله*** تحت الدخان تأجج النيران .
55- قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: وأرى هجر أهل البدع ومباينتهم حتى يتوبوا, واحكم عليهم بالظاهر وأكل سرائرهم إلى الله , وأعتقد أن كل محدثة في الدين بدعة.
56- ومن المواقف تجاه أهل البدع التي تسطر بماء من الذهب ماحصل من الشيخ العلامة الامام محمد بن إبراهيم رحمه الله من تعزيره لعبد الله الخنيزي مؤلف كتاب(ابوطالب مؤمن قريش) حيث صدر فيه حكما حازما بحرق الكتاب وعزر المؤلف بالسجن والجلد وفصله من عمله واستتابته حتى تأب واعلنها بالصحف.
57- قال العلامة الامام ابن باز رحمه الله في من يثني على اهل البدع ويمدحهم هل يأخذ حكمهم؟ فاجاب: نعم مافيه شك, من أثنى عليهم ومدحهم هو داع لهم, يدعو لهم, هذا من دعاتهم, نسأل الله العافيه.
58- قال العلامة الامام ابن عثيمين رحمه الله: ومن هجران أهل البدع وترك النظر في كتبهم خوفا من الفتنه بها, او ترويجها بين الناس , فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب, لقوله صلى الله عليه وسلم في الدجال) من سمع به فلينأ عنه, فو الله ان الرجل لياتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات( .
59- وقد هجر محدث العصر الامام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تلميذه محمد نسيب الرفاعي ( وكان من أبرز تلاميذه وأفضلهم في ذلك الوقت في حياته في سوريا) بسبب مسألة واحدة وذلك بعد مناصحته (بسبب دعواه العصمة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم) .
60- سئل العلامة الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله :كيف يُحذّر الشباب من الحزبيات غير الظاهرة والتي لا يحذر منها إلا القليل من الناس وكيف يعرف الشباب أنه خالف منهج السلف في ذلك؟ فأجاب: يعرف بالولاء والبراء الضيق فمن كان معهم فهم يكرمونه ويدعون الناس إلى محاضرته والالتفاف حوله ومن لم يكن معهم فهو يعتبر عدوهم.
61- قال الإمام الوادعي: «الحزبية تمسخ, الحزبية تعمي وتصم, فلا تركن بحزبي أن ينصر الله به الإسلام حتى ولو فعل شيئاً فسيفعله من أجل أن يتجمع الناس حوله» وقال ايضا:«وقد رأيت أن الذي يقصم ظهور المبتدعة أمرين: الأمر الأول الجرح والتعديل الأمر الثاني التميز أي الانفصال عنهم». وقال ايضا: «وإني أنصح العلماء والدعاة إلى الله من أهل السنة أن يجدوا ويجتهدوا في التحذير من الحزبية المشئومة التي فرّقت شمل المسلمين ويكون التحذير على الاستمرار لأن عمل النبي (صلى الله عليه وسلم( كان ديمة»
62- سئل الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله : ما رأيكم في من يشارك في مراكز ومخيمات الحزبيين وهو يعلم أن أهل العلم قد ذكروا أن القائمين على هذا المركز حزبيون؟ فأجاب: هذا يدل على أنه معهم, لذلك فإنه يلحق بهم حسب ما قرره أهل العلم عمن يتعاون معهم ويركن إليهم ويدافع عنهم.
قال الشيخ النجمي: «ولكن غالباً أن من أسرّ سريرة لا بد أن يظهرها الله على لمحات وجهه وعلى فلتات لسانه فالذي يُظهر للناس أنه على السنة والسلفية وهو مبتدع فلا بد أن يخرج منه شيء من البدع فلا بد أن يُحذّر منه»
وسئل العلامة النجمي:ثم هل كل من كان فيه حزبية مبتدع خارج من أهل السنة والجماعة؟ فأجاب : نعم لأن الحزبية هي بدعة نفسها ومن رضي بها وسار في ركابها وناصر أصحابها فهو مبتدع.
قال الشاعر: ومهما تكن عند امرئ من خليقة*** وإن خالها تخفى على الناس تُعلمِ .
63- وسئل الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله: ماهو القول الحق في قراءة كتب المبتدعه وسماع أشرطتهم؟ فأجاب: لايجوز قراءة كتب المبتدعة ولاسماع اشرطتهم الا لمن يريد أن يرد عليهم ويبين ضلالهم .
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: «يجب أن نحذّر من المناهج المخالفة لمنهج السلف هذا من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ونحذر من أهل الشرور»
64- قال الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله: وأنصح الشباب السلفي في العالم الذين يخدعون بعدنان وأمثاله من الحزبيين والمبتدعين أن يكونوا على غاية الحذر من تلبيس هؤلاء وفتنتهم وشرورهم ولا سيما عدنان الذي يلبس اللباس السلفي زوراً ، ويحارب أهله ودعاته حرباً لا يُعرف مثلها من أشد أهل البدع ، أحذرهم من هذا الرجل أشد التحذير وأنفرهم والله حباً لهم وأريد أن يسيروا في طريق السلف ، وهم والله في غنيةٍ عنه لأنه لا يأتيهم إلا بالقواعد الباطلة والهراء والكلام الفاسد ، فأحذرهم منه ومن ألاعيبه وأكاذيبه وتلبيساته ، وأن يعتبروا أن الإسلام لا يؤخذ من أمثال هؤلاء .
وقال الشيخ ربيع في التحذير من اهل البدع: فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين.
وسئل الشيخ ربيع حفظه الله: هل من منهج السلف جمع أخطاء شخص ما وإبرازها في مؤلف يقرؤه الناس؟ الجواب: سبحان الله, هذه يقولها أهل الضلال لحماية بدعهم وحماية كتبهم وحماية مناهجهم وحماية مقدسيهم من الأشخاص... إذا كان الناس سيضلون ببدعه الكثيرة وجمعها في مكان واحد وحذّرت منها باسمه فجزاك الله خيراً أنت بذلك أسديت خيراً كثيراً للإسلام والمسلين.
65- قال الناصح الامين الشيخ يحي بن علي الحجوري حفظه الله: وأكثر الناس تقولاً على الله، بالأقاويل الكاذبة، والاستحسانات الفارغة، والأحاديث المكذوبة، والتأويلات الفاسدة، دعاة السوء، ودعاة الفتنة، يجب على كل مسلم أن يحذرهم، وأن يحذّرهم من غش المسلمين.
وقال ايضا: فإذا قيل: ما حكم الحزبية؟ فقل: الحزبية حرام، إلا حزب الله. والدليل قول الله تعالى: ﴿وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾[الروم: 31-32]. وقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا﴾[آل عمران: 103]. وقوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾[الأنبياء: 92]. وقوله: ﴿أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[المجادلة: 22]. وعن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة (أي فرقة) واحدة)). قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ((ما أنا عليه وأصحابي)).
66- سئل الشيخ العلامة زيد بن محمد المدخلي حفظه الله : هناك مقولة أن الردود بين أهل العلم تشغل عن طلب العلم, فهل هذه المقولة صحيحة؟ فأجاب:هذه من الشبه الباطلة ومن التلبيس على الناس , وما أظن مثل هذا القول يروج عند من عنده شيء من العلم , لأن كتب الردود موجودة و منتشرة ومطبوعة و مقروءة من العصور الأولى إلى هذا العصر , من قرأ ما رد به الإمام أحمد – رحمه الله – على الجهمية وعلى الزنادقة , وما رد به الإمام بن تيمية و الإمام بن القيم وجد جل كتبهم فيها ردود على أهل الانحراف من اليهود والنصارى و أهل البدع من الجهمية , و معتزلة , وأشعرية , وما تريديه , وكلابيه وفيها ردود على أهل الحلول و أهل الاتحاد, وفيها ردود على أهل التصوف إلى غير ذلك فيما لا يحصى في هذا المقام , فكتب الردود جهاد في سبيل الله , بل اعتبره ابن القيم –رحمه الله- اعتبر الردود على أهل البدع و الأهواء أعظم من الجهاد في معارك القتال , ذلك لأن الجهاد في معارك القتال يوجد له كثير من الناس ويتصدى له كثير من الناس الشجعان العالم وغير العالم , ولكن الجهاد بالعلم واللسان بالحجة والبرهان لأهل البدع والضلال و الأهواء لا يتصدى لذلك ولا يحسنه إلا العلماء الربانيون , فظهر فضلهم على المجاهدين في معارك القتال وفي كل خير.إذن: فالمقولة هذه إن صدرت من جاهل يجب أن يعلم , وإن صدرت من إنسان يدعي العلم فهو إما صاحب جهل مركب , وإما صاحب تلبيس يجب أن يحذر وأن يحذر منه . والله أعلم.
67- سئل الشيخ العلامة عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله: ما تقولون في قول القائل : إن الردود على أهل البدع والزيغ لم تكن ديدن السلف، وإن كتب الردود لا ينبغي أن تنشر إلا بين طلبة العلم، ولا تنشر بين غيرهم ؟
فأجاب: الردود على أهل البدع من الجهاد في سبيل الله، ومن حماية الشريعة من أن يلصق بها ما ليس منها، فتأليف الكتب وطبعها ونشرها هنا حق ودعوة للحق وجهاد في سبيل الله، فمن زعم أن طبع الكتب ونشرها في الرد على المبتدعين أمر مبتدع فإنه على خطأ، لأن الله جلا وعلا قال :(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ )
والجهاد يكون باليد، ويكون باللسان، ويكون بالمال ومن الجهاد باللسان الذب عن هذه الشريعة وحمايتها من كل ما لفق بها من شبه وأباطيل، ومن ذلك التحذير من البدع والدعوة إلى الحق ولهذا صنف الإمام أحمد وغيره كتبًا حذروا فيها من المبتدعين فالإمام أحمد ألف رسالة " الرد على الزنادقة " وبين شبههم وأجاب عن كل شبهة، والبخاري - رحمه الله -ألف كتابه " خلق أفعال العباد" وغيرهم من أئمة الإسلام ألفوا في الرد على المبتدعة ودمغ باطلهم وإقامة الحجج عليهم، وكذلك ألف شيخ الإسلام في الرد على الرافضة كتابه المعروف " منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" وبين ما هم عليه من باطل وضلال .
---------------------------------------------------------------------
المصدر :
1-كتاب(إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء) بقلم خالد بن ضحوي الظفيري
2-أقوال العلماء المعاصرين من كتبهم ومحاضراتهم.
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين...وبعد:
المختصر المفيد من الكتاب والسنة وأثار السلف على وجوب هجر اهل البدع والتحذير منهم :
1- قال تعالى ( واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم ) النساء-140
2- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية ( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ) قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فاذا رايت الذين يتبعون ماتشابه منه , فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) صحيح البخاري- صحيح مسلم .
3- عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( الأرواح جنود مجندة, فما تعارف منها ائتلف, وما تناكر منها اختلف) البخاري.
4-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سيكون في اخر امتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا انتم ولا اباؤكم فايكم واياهم) صحيح مسلم.
5- عندما سئل ابن عمر رضي الله عنهما عن القدرية قال ( فاذا لقيت اولئك فاخبرهم اني بريء منهم وأنهم براء مني).
6-وقال ابن عباس رضي الله عنهما ( لاتجالس اهل الأهواء فان مجالستهم ممرضة للقلوب ).
7- قال ابن مسعود رضي الله عنه: انما يماشي الرجل ويصاحب من يحبه ومن هو مثله.
8- قال ابو الدرداء رضي الله عنه: من فقه الرجل ممشاه ومدخلة ومجلسه.
9- عن معاذ بن معاذ قال: قلت ليحي بن سعيد: يا ابا سعيد الرجل وان كتم رايه لم يخف ذلك في ابنه ولاصديقه ولاجليسه.
10- قال قتاده: انا والله ما رأينا الرجل يصاحب من الناس الامثله وشكله فصاحبوا الصالحين من عباد الله لعلكم ان تكونوا معهم او مثلهم.
11- قال الاوزاعي: من ستر علينا بدعته لم تخف علينا ألفته.
12- عن عقبة بن علقمة قال:كنت عند أرطاة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس: ماتقولون في الرجل يجالس أهل ألسنه ويخالطهم, فاذا ذكر أهل البدع في المجلس قال هذا الرجل:دعونا من ذكرهم لاتذكروهم, فقال أرطأة: هو منهم لايلبس عليكم أمره. وقال الأوزاعي: صدق أرطأة. أرطأة :من صغار التابعين.
13- قال محمد بن عبيد الغلابي: يتكاتم أهل الاهواء كل شيء الا التالف والصحبة.
14- قال الامام أحمد رحمه الله: اذا سلم الرجل على المبتدع فهو يحبه.
15- قال الامام البربهاري رحمه الله: واذا رأيت الرجل جالسا مع رجل من أهل الأهواء فحذره وعرفه, فان جلس معه بعد ماعلم فاتقه, فانه صاحب هوى.
16- قال مالك ابن انس امام دار الهجرة ( لأتسلم على اهل الاهواء ولاتجالسهم الا ان تغلظ عليهم ولا يعاد مريضهم ولاتحدث عنهم الاحاديث )
17- قال البيهقي عن الشافعي انه كان شديدا على اهل الالحاد واهل البدع مجاهرا ببغضهم وهجرهم .
18- سئل الامام احمد عن ابراهيم بن عتاب فقال: لااعرفه الا انه كان من اصحاب بشر المريسي, فينبغي ان يحذر ولايقرب ولايقلد شيئا من أمور المسلمين( وقال الإمام أحمد: «لا تجالس أهل الأهواء وإن ذبوا عن السنة»
19- قال حنبل بن اسحاق: سمعت أبا عبدالله يقول ( أهل البدع ماينبغي لأحد أن يجالسهم ولايخالطهم ولايأنس بهم ) .
20- قال ابن الجوزي رحمة الله( وقد كان الامام ابوعبدالله احمد بن حنبل لشده تمسكة بالسنة ونهيه عن البدعه يتكلم في جماعه من الاخيار اذا صدر منهم ما يخالف السنه وكلامه محمول على النصيحه للدين).
21- سئل الامام احمد عن حارث المحاسبي فحذر من مجالسته فقيل: يا اباعبدالله, يروي الحديث وساكن خاشع من قصته ومن قصته(يعني المحاسبي) ؟ فغضب ابو عبدالله وجعل يقول: لايغرك خشوعه ولينه ولاتغتر بتنكيس راسه فانه رجل سوء ذاك لايعرفه الا من خبره لا تكلمه ولاكرامه له, كل من حدث بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مبتدعا تجلس إليه؟ لا, ولاكرامه ولانعمى عين, وجعل يقول: ذاك, ذاك (- وذكر الحسن بن صالح بن حي(وكأن من العباد والزهاد ومن أهل العلم) عند سفيان الثوري، فقال: (ذاك رجل يرى السيف على أمة محمد r). وقال سفيان: (الحسن بن صالح مع ما سمع من العلم وفقه يترك الجمعة). ودخل الثوري المسجد وابن حي يصلي، فقال: (نعوذ بالله من خشوع النفاق)، وأخذ نعليه فتحول إلى سارية أخرى.
قال عبد الله ابن الإمام أحمد: سمعت أبا معمر يقول: كنا عند وكيع فكان إذا حدث عن حسن بن صالح أمسكنا أيدينا فلم نكتب، فقال: ما لكم لا تكتبون حديث حسن ؟ فقال له أخي بيده هكذا - يعني أنه كان يرى السيف - فسكت وكيع.
و قال أبو صالح الفراء حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئاً من أمر الفتن، فقال: ذاك يشبه أستاذه - يعني الحسن بن حي-، قلت: أما تخاف أن تكون هذه غيبة ؟ فقال: لم يا أحمق ؟ أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأماتهم، أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم، ومن أطراهم كان أضر عليهم .
22- قال الامام مالك رحمه الله: لاتجوز الاجارات في شيء من كتب الأهواء والبدع والتنجيم.
23- قال مفضل بن مهلهل:لو كان صاحب البدعه اذا جلست اليه يحدثك ببدعته حذرتة وفررت منه ولكنة يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه ثم يدخل عليك بدعته فلعلها تلزم قلبك فمتى تخرج من قلبك.(قلت: وهذا حال ادعياء السلفية امثال الحلبي وغيرهم حيث يدخلون على الناس من باب منهج السلف ومن ثم يدسون السم في كلامهم مثل شبة (يجب التلطف مع المخالف ويقصد بالمخالف (المبتدع) والمقصود بالتلطف عندهم أي لاتحذر الناس منه ومن بدعته).
24- قال مجاهد ( لأتجالس أهل الاهواء فان لهم عرة كعرة الجرب ).
25- قال الفضيل بن عياض: من عظم صاحب بدعه فقد أعان على هدم الإسلام, ومن تبسم في وجه مبتدع فقد استخف بما انزل الله عزوجل على محمد صلى الله عليه وسلم ومن زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها ,ومن تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع .
26- وقال الفضيل بن عياض: من جالس صاحب بدعه لم يعط الحكمة. (قلت:وهذا من التجربة مع من جالس أهل البدع)
27- وقال الفضيل بن عياض: اكل مع يهودي ونصراني ولااكل مع مبتدع وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد.
28- قال أبو توبة: حدثنا ان ثورا لقي الاوزاعي فمد يده اليه, فأبى الاوزاعي أن يمد يده اليه وقال( ياثور لو كانت الدنيا لكانت المقاربة ولكنه الدين ).
29- قال شيخ الاسلام ابن تيمية( فلابد من التحذير من تلك البدع وان اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم) وقال تلميذه البار الإمام ابن القيم: «من نصر هواه فسد عليه عقله ورأيه لأنه قد خان الله في عقله فأفسده عليه وهذا شأنه سبحانه وتعالى في كل من خانه في أمر من الأمور فإنه يفسده عليه» قلت:وهذا حال المبتدعين تجدهم يتخبطون في الكلام ولاتجد عندهم رزانة في العقل وانما متذبذبين.
30- قال شيخ الاسلام ابن تيمية في التحذير من اهل البدع ( ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم، أو عظم كتبهم، أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدرى ما هو، أو: من قال: إنه صنف هذا الكتاب، وأمثال هذه المعاذير، التي لا يقولها إلا جاهل، أو منافق، بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء، والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فسادًا، ويصدون عن سبيل الله). فضررهم في الدين أعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم.
31- قال الفضل بن زياد: سألت أبا عبدالله (احمد بن حنبل ) عن الكرابيسي وماأظهره؟ فكلح وجهه ثم قال: انما جاء بلأؤهم من هذه الكتب التي وضعوها تركوا اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابة, وأقبلوا على هذه الكتب).
32- قال الامام احمد: اياكم ان تكتبوا عن أحد من أصحاب الأهواء قليلا ولا كثيرا, عليكم بأصحاب الأثار والسنن.
33- قال الامام أحمد: اذا رأيت الشاب أول ما ينشاء مع أهل السنة والجماعة فارجه, واذا رأيته مع أصحاب البدع فايئس منه, فان الشاب على أول نشوئه.
34- قال بعضهم لاحمد بن حنبل: انه يثقل علي ان اقول فلان كذا, وفلان كذا فقال الامام احمد: اذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم.
35- قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب اليك أو من يتكلم في أهل البدع؟ فقال: اذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما للمسلمين هذا أفضل.
36- قال نعيم بن حماد ( انفقت على كتبه (يعني ابراهيم بن أبي يحي) خمسه دنانير ثم أخرج الينا كتابا فيه القدر وكتابا فيه رأي جهم, فقرأته فعرفت, فقلت: هذا رأيك؟ قال: نعم. فحرقت بعض كتبة فطرحتها ).
37- قال ابن قدامة رحمه الله: ومن السنة هجران أهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين وترك النظر في كتب المبتدعة والإصغاء إلى كلامهم وكل محدثة في الدين بدعة.
38- قال ابن قدامة رحمه الله في اثناء رده على ابن عقيل: أما هو وحزبه من أهل الكلام فما ذكرهم الا ذمهم والتحذير منهم , والتنفير من مجالستهم, والامر بمباينتهم وهجرانهم, وترك النظر في كتبهم .
39- قال ابن قدامه رحمة الله:وإذا كان أصحاب النبي ومن اتبع سنتهم في جميع الأمصار والإعصار متفقين على وجوب اتباع الكتاب والسنة وترك علم الكلام وتبديع أهله وهجرانهم والخبر بزندقتهم وبدعتهم , فيجب القول ببطلانه وان لايلتفت إليه ملتفت ولا يغتر به احد.
40- أحرق الخليفة علي بن يوسف بن تاشفين كتاب احياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي(لما فيه من الفلسفة وعلم الكلام والمنطق والأحاديث الموضوعة والضعيفة) وكان ذلك بإجماع الفقهاء الذين كانوا عنده.
41- قال ابن ابي يعلي رحمه الله: لاتختلف الرواية في وجوب هجر أهل البدع وفساق الملة.
42- قال الامام البغوي رحمه الله: والنهي عن الهجران فوق الثلاث فيما بين الرجلين من التقصير في حقوق الصحبة والعشرة, دون ما كان ذلك في حق الدين فان هجرة اهل الأهواء والبدع دائمة الى ان يتوبوا.
43- قال الامام اللالكائي: فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعه, ولم يكن لهم قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجملة يموتون من الغيظ كمدا ودردا, ولايجدون الى اظهار بدعتهم سبيلا.
قلت: لان مناظرة اهل البدع فية رفع من شانهم امام العوام وقد يغتر فيهم العوام وقد يقذفون شبهات في قلوب العوام اثناء المناظرة ولهذا وجب عدم مناظرتهم وهناك اثر عن امام دار الهجرة بأن رجل اتاه ليناظرة فقال اني واثقا من ديني فلااناظرك فأذهب الى من هو متشككا في دينة ليناظرك. لان الدين حق وكامل ولايحتاج الى مناظرة اهل البدع فيه امام العوام. وللمناظرة شروط مثل ان لاتكون امام العوام وانما مع طلبة العلم المتمكنين من العلم الشرعي.
44- قال الامام اسماعيل الصابوني رحمه الله حاكيا مذهب السلف: واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم واخزائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرب إلى الله عزوجل بمجانبتهم ومهاجرتهم..وقال ايضا( ويبغضون اهل البدع الذين احدثوا في الدين ماليس منه ولايحبونهم ولايصحبونهم ولايناظرونهم ويرون صون اذانهم من سماع اباطيلهم التي اذا مرت بالاذان وقرت في القلوب ضرت وجرت اليها من الوساوس والخطرات الفاسده ماجرت وفي ذلك أنزل الله عز وجل قوله ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ).
45- قال رجل لأيوب بن ابي تميمة السختياني: ياأبا بكر أسالك عن كلمة قال: فرأيته يشير بيده ويقول : ولانصف كلمه.
46- عن ابن سيرين انه كان اذا سمع كلمة من صاحب بدعة وضع أصبعيه في أذنيه ثم قال: لايحل لي أن اكلمه حتى يقوم من مجلسه. قال ايضا:إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
47- قال يحي بن ابي كثير: إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في طريق آخر.
48- قال معمر: كان ابن طاوس جالسا فجاء رجل من المعتزلة فجعل يتكلم, قال فأدخل ابن طاوس إصبعيه في أذنيه وقال لابنه: أي بني أدخل أصبعيك في أذنيك واشدد ولأتسمع من كلامه شيئا.
49- قال شيخ الاسلام ابن تيمية: الراد على أهل البدع مجاهد , حتى كان يحي بن يحي يقول: الذب عن السنة أفضل الجهاد.
50- سأل أبو داود صاحب السنن شيخه الإمام أحمد إمام أهل السنة: «أرى رجلا من أهل السنة مع رجل من أهل البدعة أترك كلامه قال: لا أو تعلمه أن الرجل الذي رأيته معه صاحب بدعة فإن ترك كلامه فكلِّمه وإلا فألحقه به».
51- وقال الإمام البربهاري في "شرح السنة": «وإذا ظهر لك من إنسان شيء من البدع فاحذره فإن الذي أخفى عنك أكثر مما أظهر».
52- وقال ابن عون: «من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع».
53- وقال محمد بن عبيد الله الغيلاني: «كان يقال: يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة».
54- وقال القحطاني في نونيته: لا يصحب البدعيّ إلّا مثله*** تحت الدخان تأجج النيران .
55- قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: وأرى هجر أهل البدع ومباينتهم حتى يتوبوا, واحكم عليهم بالظاهر وأكل سرائرهم إلى الله , وأعتقد أن كل محدثة في الدين بدعة.
56- ومن المواقف تجاه أهل البدع التي تسطر بماء من الذهب ماحصل من الشيخ العلامة الامام محمد بن إبراهيم رحمه الله من تعزيره لعبد الله الخنيزي مؤلف كتاب(ابوطالب مؤمن قريش) حيث صدر فيه حكما حازما بحرق الكتاب وعزر المؤلف بالسجن والجلد وفصله من عمله واستتابته حتى تأب واعلنها بالصحف.
57- قال العلامة الامام ابن باز رحمه الله في من يثني على اهل البدع ويمدحهم هل يأخذ حكمهم؟ فاجاب: نعم مافيه شك, من أثنى عليهم ومدحهم هو داع لهم, يدعو لهم, هذا من دعاتهم, نسأل الله العافيه.
58- قال العلامة الامام ابن عثيمين رحمه الله: ومن هجران أهل البدع وترك النظر في كتبهم خوفا من الفتنه بها, او ترويجها بين الناس , فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب, لقوله صلى الله عليه وسلم في الدجال) من سمع به فلينأ عنه, فو الله ان الرجل لياتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات( .
59- وقد هجر محدث العصر الامام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تلميذه محمد نسيب الرفاعي ( وكان من أبرز تلاميذه وأفضلهم في ذلك الوقت في حياته في سوريا) بسبب مسألة واحدة وذلك بعد مناصحته (بسبب دعواه العصمة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم) .
60- سئل العلامة الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله :كيف يُحذّر الشباب من الحزبيات غير الظاهرة والتي لا يحذر منها إلا القليل من الناس وكيف يعرف الشباب أنه خالف منهج السلف في ذلك؟ فأجاب: يعرف بالولاء والبراء الضيق فمن كان معهم فهم يكرمونه ويدعون الناس إلى محاضرته والالتفاف حوله ومن لم يكن معهم فهو يعتبر عدوهم.
61- قال الإمام الوادعي: «الحزبية تمسخ, الحزبية تعمي وتصم, فلا تركن بحزبي أن ينصر الله به الإسلام حتى ولو فعل شيئاً فسيفعله من أجل أن يتجمع الناس حوله» وقال ايضا:«وقد رأيت أن الذي يقصم ظهور المبتدعة أمرين: الأمر الأول الجرح والتعديل الأمر الثاني التميز أي الانفصال عنهم». وقال ايضا: «وإني أنصح العلماء والدعاة إلى الله من أهل السنة أن يجدوا ويجتهدوا في التحذير من الحزبية المشئومة التي فرّقت شمل المسلمين ويكون التحذير على الاستمرار لأن عمل النبي (صلى الله عليه وسلم( كان ديمة»
62- سئل الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله : ما رأيكم في من يشارك في مراكز ومخيمات الحزبيين وهو يعلم أن أهل العلم قد ذكروا أن القائمين على هذا المركز حزبيون؟ فأجاب: هذا يدل على أنه معهم, لذلك فإنه يلحق بهم حسب ما قرره أهل العلم عمن يتعاون معهم ويركن إليهم ويدافع عنهم.
قال الشيخ النجمي: «ولكن غالباً أن من أسرّ سريرة لا بد أن يظهرها الله على لمحات وجهه وعلى فلتات لسانه فالذي يُظهر للناس أنه على السنة والسلفية وهو مبتدع فلا بد أن يخرج منه شيء من البدع فلا بد أن يُحذّر منه»
وسئل العلامة النجمي:ثم هل كل من كان فيه حزبية مبتدع خارج من أهل السنة والجماعة؟ فأجاب : نعم لأن الحزبية هي بدعة نفسها ومن رضي بها وسار في ركابها وناصر أصحابها فهو مبتدع.
قال الشاعر: ومهما تكن عند امرئ من خليقة*** وإن خالها تخفى على الناس تُعلمِ .
63- وسئل الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله: ماهو القول الحق في قراءة كتب المبتدعه وسماع أشرطتهم؟ فأجاب: لايجوز قراءة كتب المبتدعة ولاسماع اشرطتهم الا لمن يريد أن يرد عليهم ويبين ضلالهم .
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: «يجب أن نحذّر من المناهج المخالفة لمنهج السلف هذا من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ونحذر من أهل الشرور»
64- قال الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله: وأنصح الشباب السلفي في العالم الذين يخدعون بعدنان وأمثاله من الحزبيين والمبتدعين أن يكونوا على غاية الحذر من تلبيس هؤلاء وفتنتهم وشرورهم ولا سيما عدنان الذي يلبس اللباس السلفي زوراً ، ويحارب أهله ودعاته حرباً لا يُعرف مثلها من أشد أهل البدع ، أحذرهم من هذا الرجل أشد التحذير وأنفرهم والله حباً لهم وأريد أن يسيروا في طريق السلف ، وهم والله في غنيةٍ عنه لأنه لا يأتيهم إلا بالقواعد الباطلة والهراء والكلام الفاسد ، فأحذرهم منه ومن ألاعيبه وأكاذيبه وتلبيساته ، وأن يعتبروا أن الإسلام لا يؤخذ من أمثال هؤلاء .
وقال الشيخ ربيع في التحذير من اهل البدع: فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين.
وسئل الشيخ ربيع حفظه الله: هل من منهج السلف جمع أخطاء شخص ما وإبرازها في مؤلف يقرؤه الناس؟ الجواب: سبحان الله, هذه يقولها أهل الضلال لحماية بدعهم وحماية كتبهم وحماية مناهجهم وحماية مقدسيهم من الأشخاص... إذا كان الناس سيضلون ببدعه الكثيرة وجمعها في مكان واحد وحذّرت منها باسمه فجزاك الله خيراً أنت بذلك أسديت خيراً كثيراً للإسلام والمسلين.
65- قال الناصح الامين الشيخ يحي بن علي الحجوري حفظه الله: وأكثر الناس تقولاً على الله، بالأقاويل الكاذبة، والاستحسانات الفارغة، والأحاديث المكذوبة، والتأويلات الفاسدة، دعاة السوء، ودعاة الفتنة، يجب على كل مسلم أن يحذرهم، وأن يحذّرهم من غش المسلمين.
وقال ايضا: فإذا قيل: ما حكم الحزبية؟ فقل: الحزبية حرام، إلا حزب الله. والدليل قول الله تعالى: ﴿وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾[الروم: 31-32]. وقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا﴾[آل عمران: 103]. وقوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾[الأنبياء: 92]. وقوله: ﴿أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[المجادلة: 22]. وعن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة (أي فرقة) واحدة)). قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ((ما أنا عليه وأصحابي)).
66- سئل الشيخ العلامة زيد بن محمد المدخلي حفظه الله : هناك مقولة أن الردود بين أهل العلم تشغل عن طلب العلم, فهل هذه المقولة صحيحة؟ فأجاب:هذه من الشبه الباطلة ومن التلبيس على الناس , وما أظن مثل هذا القول يروج عند من عنده شيء من العلم , لأن كتب الردود موجودة و منتشرة ومطبوعة و مقروءة من العصور الأولى إلى هذا العصر , من قرأ ما رد به الإمام أحمد – رحمه الله – على الجهمية وعلى الزنادقة , وما رد به الإمام بن تيمية و الإمام بن القيم وجد جل كتبهم فيها ردود على أهل الانحراف من اليهود والنصارى و أهل البدع من الجهمية , و معتزلة , وأشعرية , وما تريديه , وكلابيه وفيها ردود على أهل الحلول و أهل الاتحاد, وفيها ردود على أهل التصوف إلى غير ذلك فيما لا يحصى في هذا المقام , فكتب الردود جهاد في سبيل الله , بل اعتبره ابن القيم –رحمه الله- اعتبر الردود على أهل البدع و الأهواء أعظم من الجهاد في معارك القتال , ذلك لأن الجهاد في معارك القتال يوجد له كثير من الناس ويتصدى له كثير من الناس الشجعان العالم وغير العالم , ولكن الجهاد بالعلم واللسان بالحجة والبرهان لأهل البدع والضلال و الأهواء لا يتصدى لذلك ولا يحسنه إلا العلماء الربانيون , فظهر فضلهم على المجاهدين في معارك القتال وفي كل خير.إذن: فالمقولة هذه إن صدرت من جاهل يجب أن يعلم , وإن صدرت من إنسان يدعي العلم فهو إما صاحب جهل مركب , وإما صاحب تلبيس يجب أن يحذر وأن يحذر منه . والله أعلم.
67- سئل الشيخ العلامة عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله: ما تقولون في قول القائل : إن الردود على أهل البدع والزيغ لم تكن ديدن السلف، وإن كتب الردود لا ينبغي أن تنشر إلا بين طلبة العلم، ولا تنشر بين غيرهم ؟
فأجاب: الردود على أهل البدع من الجهاد في سبيل الله، ومن حماية الشريعة من أن يلصق بها ما ليس منها، فتأليف الكتب وطبعها ونشرها هنا حق ودعوة للحق وجهاد في سبيل الله، فمن زعم أن طبع الكتب ونشرها في الرد على المبتدعين أمر مبتدع فإنه على خطأ، لأن الله جلا وعلا قال :(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ )
والجهاد يكون باليد، ويكون باللسان، ويكون بالمال ومن الجهاد باللسان الذب عن هذه الشريعة وحمايتها من كل ما لفق بها من شبه وأباطيل، ومن ذلك التحذير من البدع والدعوة إلى الحق ولهذا صنف الإمام أحمد وغيره كتبًا حذروا فيها من المبتدعين فالإمام أحمد ألف رسالة " الرد على الزنادقة " وبين شبههم وأجاب عن كل شبهة، والبخاري - رحمه الله -ألف كتابه " خلق أفعال العباد" وغيرهم من أئمة الإسلام ألفوا في الرد على المبتدعة ودمغ باطلهم وإقامة الحجج عليهم، وكذلك ألف شيخ الإسلام في الرد على الرافضة كتابه المعروف " منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" وبين ما هم عليه من باطل وضلال .
---------------------------------------------------------------------
المصدر :
1-كتاب(إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء) بقلم خالد بن ضحوي الظفيري
2-أقوال العلماء المعاصرين من كتبهم ومحاضراتهم.
تعليق