تويت
"علاقة الحزبيين بالفتن" من درر كلام الشيخ المجدد مقبل الوادعي رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين ، و على آله و أصحابه ، و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :
فالحمد لله الذي هيأ لنا علماء ناصحين في كل عصر من العصور ، يكشفون لنا الباطل و يحضّوننا على تركه ، و يبينون لنا الحق و يدعوننا إلى التمسك به . و إن من بين أولئك الأفاضل الكرام ، و الأماثل العظام ، الذين ملؤوا الأرض خيرا و بركة ، فضيلة العلامة المجدد الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ، و هو أشهر من أن يذكر ، لكن أحببت الإشارة إلى منزلته ، بين يدي الفائدة الجليلة التي اقتبستها من مقدمة كتابه الماتع النافع " حكم تصوير ذوات الأرواح " والتي أشار فيها إلى علاقة الحزبية بالفتن و فضح فيها بعض مكايدها ، و هي أي الفائدة و إن كانت لطيفة فهي مفيدة جدا ، و أنا أجعلها مقدمة بين المواضيع المقبلة إن شاء الله ، التي ستتضمن النصح للإخوة السلفيين بالمغرب ، الذين أصبحنا نراهم في تهافت على تكوين الجمعيات ، و كأنه لا يمكن أن يكون هناك طلب علم و لا دعوة بدونها ، مستندين و مستخرجين للفتاوى من العلماء في جواز ذلك بدعوى الضرورة . و حتى لا أطيل فإلى الفائدة :
]... روى أبو داود في "سننه" عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن، إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن، إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن ولمنِ ابتلى فصبر فَوَاهاً ) والفتن في هذا الزمن يرقِّق بعضها بعضاً، ولسنا نستغرب أن يقع الحزبيون المفتونون في الفتن؛ لأن الحزبية قامت على الكذب والخداع والتلبيس، ولكنا نستغرب أن يلبس الحزبيون على أفاضل العلماء فيستخرجوا منهم فتاوى بتحليل ما حرم الله؛ ليبرر الحزبيون بها مواقفهم .
على أننا بحمد الله نحب علماءنا ، وندافع عنهم ، ولكنا لا نجيز تقليدهم ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم : (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون ) ويقول آمراً نبيه محمداً صلى الله عليه و سلم وهو يشمل أمته أيضاً : (ولا تقف ما ليس لك به علم) .
وإنني أذكر علماءنا الأفاضل حفظهم الله ، وكذا الحزبيين ، وأذكِّر الجميع بقول الله عز وجل : (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا) .وبقوله تعالى : (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدون في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما) .وبقوله تعالى : (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) .وبقوله تعالى : (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خآصة واعلموا أن الله شديد العقاب ) .العلماء الذين رفع الله شأنهم ، كما قال تعالى : (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) .
فسكوتهم عن المعصية وَهُم قادرون على التغيير إثم كبير، قال الله سبحانه وتعالى : )لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون ) .
وأذكر الحزبيين الذين يلبسون على أهل العلم ،ويستخرجون منهم الفتوى التي توافق أهواءهم ، وأذكرهم بقول الله عز وجل : (واسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون * وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبهم عذاباً شديداً قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون * فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون * فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين * وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم * و قطعناهم في الأرض أمماً منهم الصالحون ومنهم دون ذلك و بلوناهم بالحسنات و السيئات لعلهم يرجعون * فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرضٌ مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خيرٌ للذين يتقون أفلا تعقلون * والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلوة إنا لا نضيع أجر المصلحين) .
وما أخوفني على الحزبيين أن يتناولهم قوله تعالى : (ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين* وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم إذا فريق منهم معرضون * وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين * أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون * إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون * ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون) ...[
" حكم تصوير ذوات الأرواح " للشيخ مقبل الوادعي رحمه الله .
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين ، و على آله و أصحابه ، و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :
فالحمد لله الذي هيأ لنا علماء ناصحين في كل عصر من العصور ، يكشفون لنا الباطل و يحضّوننا على تركه ، و يبينون لنا الحق و يدعوننا إلى التمسك به . و إن من بين أولئك الأفاضل الكرام ، و الأماثل العظام ، الذين ملؤوا الأرض خيرا و بركة ، فضيلة العلامة المجدد الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ، و هو أشهر من أن يذكر ، لكن أحببت الإشارة إلى منزلته ، بين يدي الفائدة الجليلة التي اقتبستها من مقدمة كتابه الماتع النافع " حكم تصوير ذوات الأرواح " والتي أشار فيها إلى علاقة الحزبية بالفتن و فضح فيها بعض مكايدها ، و هي أي الفائدة و إن كانت لطيفة فهي مفيدة جدا ، و أنا أجعلها مقدمة بين المواضيع المقبلة إن شاء الله ، التي ستتضمن النصح للإخوة السلفيين بالمغرب ، الذين أصبحنا نراهم في تهافت على تكوين الجمعيات ، و كأنه لا يمكن أن يكون هناك طلب علم و لا دعوة بدونها ، مستندين و مستخرجين للفتاوى من العلماء في جواز ذلك بدعوى الضرورة . و حتى لا أطيل فإلى الفائدة :
]... روى أبو داود في "سننه" عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن، إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن، إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن ولمنِ ابتلى فصبر فَوَاهاً ) والفتن في هذا الزمن يرقِّق بعضها بعضاً، ولسنا نستغرب أن يقع الحزبيون المفتونون في الفتن؛ لأن الحزبية قامت على الكذب والخداع والتلبيس، ولكنا نستغرب أن يلبس الحزبيون على أفاضل العلماء فيستخرجوا منهم فتاوى بتحليل ما حرم الله؛ ليبرر الحزبيون بها مواقفهم .
على أننا بحمد الله نحب علماءنا ، وندافع عنهم ، ولكنا لا نجيز تقليدهم ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم : (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون ) ويقول آمراً نبيه محمداً صلى الله عليه و سلم وهو يشمل أمته أيضاً : (ولا تقف ما ليس لك به علم) .
وإنني أذكر علماءنا الأفاضل حفظهم الله ، وكذا الحزبيين ، وأذكِّر الجميع بقول الله عز وجل : (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا) .وبقوله تعالى : (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدون في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما) .وبقوله تعالى : (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) .وبقوله تعالى : (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خآصة واعلموا أن الله شديد العقاب ) .العلماء الذين رفع الله شأنهم ، كما قال تعالى : (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) .
فسكوتهم عن المعصية وَهُم قادرون على التغيير إثم كبير، قال الله سبحانه وتعالى : )لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون ) .
وأذكر الحزبيين الذين يلبسون على أهل العلم ،ويستخرجون منهم الفتوى التي توافق أهواءهم ، وأذكرهم بقول الله عز وجل : (واسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون * وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبهم عذاباً شديداً قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون * فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون * فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين * وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم * و قطعناهم في الأرض أمماً منهم الصالحون ومنهم دون ذلك و بلوناهم بالحسنات و السيئات لعلهم يرجعون * فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرضٌ مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خيرٌ للذين يتقون أفلا تعقلون * والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلوة إنا لا نضيع أجر المصلحين) .
وما أخوفني على الحزبيين أن يتناولهم قوله تعالى : (ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين* وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم إذا فريق منهم معرضون * وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين * أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون * إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون * ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون) ...[
" حكم تصوير ذوات الأرواح " للشيخ مقبل الوادعي رحمه الله .
تعليق