• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فتح ذي الجلال في بيان بعض أفعال وأقوال الضلال, تأليف: محمد بن سليم الأندونيسي اللمبوري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فتح ذي الجلال في بيان بعض أفعال وأقوال الضلال, تأليف: محمد بن سليم الأندونيسي اللمبوري

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ. وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه. ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102] . ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1] . ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب: 70، 71]. أما بعد: إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْىِ هَدْىُ مُحَمَّدٍ ق، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَ﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ [الأنعام: 134]. فإني لما قرأت حديث: "يَهْدِمُهُ زَلَّةُ الْعَالِمِ وَجِدَالُ الْمُنَافِقِ بِالْكِتَابِ وَحُكْمُ الْأَئِمَّةِ الْمُضِلِّين" في كتاب "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد" أحببت أن أجمع مختصرا أذكر أفعال وأقوال الضلال، وسميتها: "فتح ذي الجلال في بيان بعض أفعال وأقوال الضلال". أسأل الله أن ينفع بها قارئها وأن يعم نفعها بين المسلمين ويجعلها خالصة لوجهه الكريم ورفعة في جنات النعيم، والحمد لله رب العالمين. كتبه أبو أحمد محمد بن سليم الأندونيسي اللمبوري.
    ومن هؤلاء الضلال: ü إبليس قال الله : ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِين [البقرة: 34]. وقال : ﴿قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) [الحجر: 32 - 35]. وقال : ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا [الإسراء : 61]. وقال : ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا [الكهف: 50]. وقال : ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) [طه: 116 - 117]. وقال : ﴿إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) [ص: 71-78]. وقال : ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْطِينٍ [الأعراف: 11-12]. قال الإمام ابن القيم / في "الصواعق المرسلة" (4/1556): واستجاز معارضة الأمر المتضمن لغاية الحكمة والمصلحة بهذا الرأي الفاسد والسفه البارد كيف يتوجه له سؤال على الحكيم العليم. اهـ. قال شيخ الإسلام ابن تيمية / كما في "مجموع الفتاوى" (15/5-7): حجة إبليس فى قوله: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ هى باطلة لأنه عارض النص بالقياس ولهذا قال بعض السلف: أول من قاس إبليس وما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس ويظهر فسادها بالعقل من وجوه خمسة: أحدهما: أنه ادعى أن النار خير من الطين وهذا قد يمنع فإن الطين فيه السكينة والوقار والإستقرار والثبات والإمساك ونحو ذلك وفى النار الخفه والحدة والطيش والطين فيه الماء والتراب. الثانى: أنه وإن كانت النار خيرا من الطين فلا يجب أن يكون المخلوق من الأفضل أفضل فإن الفرع قد يختص بما لا يكون فى أصله وهذا التراب يخلق منه من الحيوان والمعادن والنبات ما هو خير منه والإحتجاج على فضل الإنسان على غيره بفضل أصله على اصله حجة فاسدة احتج بها إبليس وهي حجة الذين يفخرون بأنسابهم وقد قال النبى ق من قصر به عمله لم يبلغ به نسبه. الثالث: أنه وإن كان مخلوقا من طين فقد حصل له بنفخ الروح المقدسة فيه ما شرف به فلهذا قال: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فعلق السجود بأن ينفخ فيه من روحه فالموجب للتفضيل هذا المعنى الشريف الذى ليس لا بليس مثله. الرابع: أنه مخلوق بيدى الله ـ كما قال ـ: ﴿مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ وهو كالأثر المروى عن النبى مرسلا وعن عبد الله بن عمرو فى تفضيله على الملائكة حيث قالت الملائكة يارب قد خلقت لنبي آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون ويلبسون وينكحون فاجعل لنا الآخرة كما جعلت لهم الدنيا فقال لا أفعل ثم أعادوا فقال لا أفعل ثم أعادوا فقال وعزتى لا أجعل صالح من خلقت بيدى كمن قلت له كن فكان. الخامس: أنه لو فرض أنه أفضل فقد يقال إكرام الأفضل للمفضول ليس بمستنكر. اهـ. ü ابن آدم الأول. وقال الله : ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) [المائدة: 27-31]. قال الإمام ابن كثير / في "تفسيره" (3/81): فقال ـ: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ أي: واقصص على هؤلاء البغاة الحسدة، إخوان الخنازير والقردة من اليهود وأمثالهم وأشباههم-خبر ابني آدم، وهما هابيل وقابيل فيما ذكره غير واحد من السلف والخلف. وقوله: ﴿بِالْحَقِّ أي: على الجلية والأمر الذي لا لبس فيه ولا كذب، ولا وَهْم ولا تبديل، ولا زيادة ولا نقصان، كما قال ـ: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقّ [آل عمران: 62] وقال ـ: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ [الكهف: 13]، وقال ـ: ﴿ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ [مريم: 34]. وكان من خبرهما فيما ذكره غير واحد من السلف والخلف، أن الله ـ قد شرع لآدم ؛، أن يزوج بناته من بنيه لضرورة الحال، ولكن قالوا: كان يُولَد له في كل بطن ذكر وأنثى، فكان يزوج أنثى هذا البطن لذكر البطن الآخر، وكانت أخت هابيل دَميمةً، وأخت قابيل وضيئةً، فأراد أن يستأثر بها على أخيه، فأبى آدم ذلك إلا أن يقربا قربانًا، فمن تقبل منه فهي له، فقربا فَتُقُبِّل من هابيل ولم يتَقَبَّل من قابيل، فكان من أمرهما ما قص الله في كتابه. اهـ عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود ت قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ق: «لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا لأَنَّهُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ». [رواه البخاري (3157) ومسلم (4473)]. ü ابن نوح قال الله : ﴿وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) [هود: 42 -46]. قال الإمام ابن كثير / في "تفسيره" (4/323): والذي نص عليه القرآن أنه قال: ﴿قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ اعتقد بجهله أن الطوفان لا يبلغ إلى رءوس الجبال، وأنه لو تعلق في رأس جبل لنجّاه ذلك من الغرق، فقال له أبوه نوح ؛: ﴿لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ أي: ليس شيء يعصم اليوم من أمر الله. اهـ. ü فرعون. قال الله : ﴿قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا [الإسراء: 102]. وقال : ﴿ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76) [يونس: 75، 76]. وقال : ﴿ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46) [المؤمنون: 45، 46]. وقال : ﴿وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آَيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) [النمل: 12، 13]. وقال : ﴿اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ [القصص: 32]. وقال : ﴿الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) [غافر: 35-37]. وقال : ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآَيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (47) وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الزخرف: 46- 48]. وقال : ﴿مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِين [الدخان: 31]. وقال : ﴿وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10) [الحاقة: 9، 10]. وقال : ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) [المزمل: 15، 16]. وقال : وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) [يونس: 90-91]. قال شيخ الإسلام / كما في "مجموع الفتاوى" (7/151): وَنُصُوصُ الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْكُفَّارَ كَانُوا فِي الدُّنْيَا مُصَدِّقِينَ بِالرَّبِّ حَتَّى فِرْعَوْنُ الَّذِي أَظْهَرَ التَّكْذِيبَ كَانَ فِي بَاطِنِهِ مُصَدِّقًا. قَالَ ـ: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا وَكَمَا قَالَ مُوسَى لِفِرْعَوْنَ: ﴿قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَمَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَمَعَ هَذَا لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا؛ بَلْ قَالَ مُوسَى: ﴿رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ قَالَ اللهُ: ﴿قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا وَلَمَّا قَالَ فِرْعَوْنُ: ﴿آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إسْرَائِيلَ. قَالَ اللهُ: ﴿آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. فَوَصَفَهُ بِالْمَعْصِيَةِ وَلَمْ يَصِفْهُ بِعَدَمِ الْعِلْمِ فِي الْبَاطِنِ كَمَا قَالَ: ﴿فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ وَكَمَا قَالَ عَنْ إبْلِيسَ: ﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، ﴿إلَّا إبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ فَلَمْ يَصِفْهُ إلَّا بِالْإِبَاءِ وَالِاسْتِكْبَارِ وَمُعَارَضَتِهِ الْأَمْرَ، لَمْ يَصِفْهُ بِعَدَمِ الْعِلْمِ وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْ الْكُفَّارِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَرِفِينَ بِالصَّانِعِ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ. اهـ. ü هَامَانَ. قال الله ـ: ﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ [القصص: 6]. وقال ـ: ﴿فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ [القصص: 8]. وقال الإمام ابن كثير / في "تفسيره" (6/278): وفرعون ملك مصر في زمان موسى ووزيره هامان القبطيان الكافران بالله ورسوله. اهـ. ü قارُونَ. قال الله ـ: ﴿وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ [العنكبوت: 39]. وقال ـ: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23) إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) [غافر: 23-25]. قال شيخ الإسلام / في "الرد على ابن العربي" (1/215): ومعلوم أن فرعون هو أعظم الذين استكبروا ثم هامان وقارون وأن قومهم كانوا لهم تبعا وفرعون هو متبوعهم الأعظم الذي قال: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي، وقَالَ: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى، وقد قال: ﴿وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42) [القصص: 39-42]. وهذا تصريح بأنه نبذه وقومه في اليم عقوبة الذي هو الكفر وأنه أتبعه وقومه في الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين هو وقومه جميعا. اهـ. ü جالوت قال الله ـ:﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) [البقرة: 249-251]. قال الإمام ابن كثير / في "تفسيره" (1/669): أي: لما واجه حزب الإيمان -وهم قليل-من أصحاب طالوت لعدوهم أصحاب جالوت -وهم عدد كثير- ﴿قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا أي: أنزل علينا صبرًا من عندك ﴿وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا أي: في لقاء الأعداء وجنبنا الفرار والعجز ﴿وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. قال الله ـ: ﴿فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ أي: غلبوهم وقهروهم بنصر الله لهم ﴿وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ ذكروا في الإسرائيليات: أنه قتله بمقلاع كان في يده رماه به فأصابه فقتله، وكان طالوت قد وعده إن قتل جالوت أن يزوجه ابنته ويشاطره نعمته ويشركه في أمره فوفى له ثم آل الملك إلى داود عليه السلام مع ما منحه الله به من النبوة العظيمة؛ ولهذا قال ـ: ﴿وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ الذي كان بيد طالوت ﴿والحكمة أي: النبوة بعد شمويل ﴿وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ أي: مما يشاء الله من العلم الذي اختصه به ق ثم قال ـ: ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرْضُ أي: لولاه يدفع عن قوم بآخرين، كما دفع عن بني إسرائيل بمقاتلة طالوت وشجاعة داود لهلكوا كما قال: ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا الآية [الحج: 40].اهـ. ü السَّاحِر والملك. عَنْ صُهَيْبٍ ت أَنَّ رَسُولَ اللهِ ق قَالَ: «كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِكِ إِنِّى قَدْ كَبِرْتُ فَابْعَثْ إِلَىَّ غُلاَمًا أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلاَمًا يُعَلِّمُهُ فَكَانَ فِى طَرِيقِهِ إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلاَمَهُ فَأَعْجَبَهُ فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ فَقَالَ إِذَا خَشِيتَ السَّاحِرَ فَقُلْ حَبَسَنِى أَهْلِى. وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ حَبَسَنِى السَّاحِرُ. فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ فَقَالَ الْيَوْمَ أَعْلَمُ آلسَّاحِرُ أَفْضَلُ أَمِ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَمْضِىَ النَّاسُ. فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ أَىْ بُنَىَّ أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّى. قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى فَإِنِ ابْتُلِيتَ فَلاَ تَدُلَّ عَلَىَّ. وَكَانَ الْغُلاَمُ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَيُدَاوِى النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الأَدْوَاءِ فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِىَ فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ فَقَالَ مَا هَا هُنَا لَكَ أَجْمَعُ إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِى فَقَالَ إِنِّى لاَ أَشْفِى أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِى اللَّهُ فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللَّهِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ. فَآمَنَ بِاللَّهِ فَشَفَاهُ اللَّهُ فَأَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ قَالَ رَبِّى. قَالَ وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِى قَالَ رَبِّى وَرَبُّكَ اللَّهُ. فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلاَمِ فَجِىءَ بِالْغُلاَمِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ أَىْ بُنَىَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ. فَقَالَ إِنِّى لاَ أَشْفِى أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِى اللَّهُ. فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ فَجِىءَ بِالرَّاهِبِ فَقِيلَ لَهُ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَى فَدَعَا بِالْمِئْشَارِ فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِى مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ثُمَّ جِىءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ فَقِيلَ لَهُ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَى فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِى مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ثُمَّ جِىءَ بِالْغُلاَمِ فَقِيلَ لَهُ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَى فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلاَّ فَاطْرَحُوهُ فَذَهَبُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ فَقَالَ اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ. فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ فَسَقَطُوا وَجَاءَ يَمْشِى إِلَى الْمَلِكِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ قَالَ كَفَانِيهِمُ اللَّهُ. فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ اذْهَبُوا بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِى قُرْقُورٍ فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلاَّ فَاقْذِفُوهُ. فَذَهَبُوا بِهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ. فَانْكَفَأَتْ بِهِمُ السَّفِينَةُ فَغَرِقُوا وَجَاءَ يَمْشِى إِلَى الْمَلِكِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ قَالَ كَفَانِيهِمُ اللَّهُ. فَقَالَ لِلْمَلِكِ إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِى حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ. قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ تَجْمَعُ النَّاسَ فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَتَصْلُبُنِى عَلَى جِذْعٍ ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِى ثُمَّ ضَعِ السَّهْمَ فِى كَبِدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قُلْ بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلاَمِ. ثُمَّ ارْمِنِى فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِى. فَجَمَعَ النَّاسَ فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِى كَبِدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلاَمِ. ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ فِى صُدْغِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ فِى صُدْغِهِ فِى مَوْضِعِ السَّهْمِ فَمَاتَ فَقَالَ النَّاسُ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ. فَأُتِىَ الْمَلِكُ فَقِيلَ لَهُ أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ قَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ قَدْ آمَنَ النَّاسُ. فَأَمَرَ بِالأُخْدُودِ فِى أَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ وَقَالَ مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ فَأَحْمُوهُ فِيهَا. أَوْ قِيلَ لَهُ اقْتَحِمْ. فَفَعَلُوا حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِىٌّ لَهَا فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا فَقَالَ لَهَا الْغُلاَمُ يَا أُمَّهِ اصْبِرِى فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ». [رواه مسلم (7703)]. ü أبو لهب وامرأته. قال الله ـ: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) [المسد: 1-5]. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ب قَالَ صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ ق يَوْمًا الصَّفَا فَقَالَ: يَا صَبَاحَاهْ يَا صَبَاحَاهْ قَالَ فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ فَقَالُوا لَهُ مَا لَكَ فَقَالَ أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أَوْ مُمَسِّيكُمْ أَمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي فَقَالُوا بَلَى قَالَ فَقَالَ إِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ قَالَ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا تَبًّا لَكَ قَالَ فَأَنْزَلَ اللهُ : ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ [رواه البخاري (4492) وأحمد (2455)]. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي / في "تفسيره" (1/936): أبو لهب هو عم النبي ق، وكان شديد العداوة [والأذية] للنبي ق، فلا فيه دين، ولا حمية للقرابة -قبحه الله- فذمه الله بهذا الذم العظيم، الذي هو خزي عليه إلى يوم القيامة فقال: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ أي: خسرت يداه، وشقى ﴿وَتَبَّ فلم يربح، ﴿مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ الذي كان عنده وأطغاه، ولا ما كسبه فلم يرد عنه شيئًا من عذاب الله إذ نزل به، ﴿سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ أي: ستحيط به النار من كل جانب، هو ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ. وكانت أيضًا شديدة الأذية لرسول الله ق، تتعاون هي وزوجها على الإثم والعدوان، وتلقي الشر، وتسعى غاية ما تقدر عليه في أذية الرسول ق، وتجمع على ظهرها من الأوزار بمنزلة من يجمع حطبًا، قد أعد له في عنقه حبلا ﴿مِنْ مَسَدٍ أي: من ليف. أو أنها تحمل في النار الحطب على زوجها، متقلدة في عنقها حبلا من مسد، وعلى كل، ففي هذه السورة، آية باهرة من آيات الله، فإن الله أنزل هذه السورة، وأبو لهب وامرأته لم يهلكا، وأخبر أنهما سيعذبان في النار ولا بد، ومن لازم ذلك أنهما لا يسلمان، فوقع كما أخبر عالم الغيب والشهادة. اهـ. ü الأسقف كما في قصة إسلام سلمان الفارسي ت. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ب قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ حَدِيثَهُ مِنْ فِيهِ قَالَ كُنْتُ رَجُلًا فَارِسِيًّا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْهَا يُقَالُ لَهَا جَيٌّ وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ قَرْيَتِهِ وَكُنْتُ أَحَبَّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ أَيْ مُلَازِمَ النَّارِ كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ وَأَجْهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَطَنَ النَّارِ الَّذِي يُوقِدُهَا لَا يَتْرُكُهَا تَخْبُو سَاعَةً قَالَ: وَكَانَتْ لِأَبِي ضَيْعَةٌ عَظِيمَةٌ قَالَ فَشُغِلَ فِي بُنْيَانٍ لَهُ يَوْمًا فَقَالَ لِي يَا بُنَيَّ إِنِّي قَدْ شُغِلْتُ فِي بُنْيَانٍ هَذَا الْيَوْمَ عَنْ ضَيْعَتِي فَاذْهَبْ فَاطَّلِعْهَا وَأَمَرَنِي فِيهَا بِبَعْضِ مَا يُرِيدُ فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ضَيْعَتَهُ فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةٍ مِنْ كَنَائِسِ النَّصَارَى فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ فِيهَا وَهُمْ يُصَلُّونَ وَكُنْتُ لَا أَدْرِي مَا أَمْرُ النَّاسِ لِحَبْسِ أَبِي إِيَّايَ فِي بَيْتِهِ فَلَمَّا مَرَرْتُ بِهِمْ وَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ دَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ قَالَ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبَنِي صَلَاتُهُمْ وَرَغِبْتُ فِي أَمْرِهِمْ وَقُلْتُ هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدِّينِ الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ فَوَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهُمْ حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ وَتَرَكْتُ ضَيْعَةَ أَبِي وَلَمْ آتِهَا فَقُلْتُ لَهُمْ أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ قَالُوا بِالشَّامِ قَالَ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِي وَقَدْ بَعَثَ فِي طَلَبِي وَشَغَلْتُهُ عَنْ عَمَلِهِ كُلِّهِ قَالَ فَلَمَّا جِئْتُهُ قَالَ أَيْ بُنَيَّ أَيْنَ كُنْتَ أَلَمْ أَكُنْ عَهِدْتُ إِلَيْكَ مَا عَهِدْتُ قَالَ قُلْتُ يَا أَبَتِ مَرَرْتُ بِنَاسٍ يُصَلُّونَ فِي كَنِيسَةٍ لَهُمْ فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ دِينِهِمْ فَوَاللَّهِ مَازِلْتُ عِنْدَهُمْ حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ قَالَ أَيْ بُنَيَّ لَيْسَ فِي ذَلِكَ الدِّينِ خَيْرٌ دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْهُ قَالَ قُلْتُ كَلَّا وَاللَّهِ إِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا قَالَ فَخَافَنِي فَجَعَلَ فِي رِجْلَيَّ قَيْدًا ثُمَّ حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ قَالَ وَبَعَثَتْ إِلَيَّ النَّصَارَى فَقُلْتُ لَهُمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَكْبٌ مِنْ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنْ النَّصَارَى فَأَخْبِرُونِي بِهِمْ قَالَ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ مِنْ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنْ النَّصَارَى قَالَ فَأَخْبَرُونِي بِهِمْ قَالَ فَقُلْتُ لَهُمْ إِذَا قَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَأَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلَادِهِمْ فَآذِنُونِي بِهِمْ قَالَ فَلَمَّا أَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلَادِهِمْ أَخْبَرُونِي بِهِمْ فَأَلْقَيْتُ الْحَدِيدَ مِنْ رِجْلَيَّ ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ فَلَمَّا قَدِمْتُهَا قُلْتُ مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ هَذَا الدِّينِ قَالُوا الْأَسْقُفُّ فِي الْكَنِيسَةِ قَالَ فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ إِنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِي هَذَا الدِّينِ وَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ أَخْدُمُكَ فِي كَنِيسَتِكَ وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ وَأُصَلِّي مَعَكَ قَالَ فَادْخُلْ فَدَخَلْتُ مَعَهُ قَالَ فَكَانَ رَجُلَ سَوْءٍ يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا فَإِذَا جَمَعُوا إِلَيْهِ مِنْهَا أَشْيَاءَ اكْتَنَزَهُ لِنَفْسِهِ وَلَمْ يُعْطِهِ الْمَسَاكِينَ حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ قِلَالٍ مِنْ ذَهَبٍ وَوَرِقٍ قَالَ وَأَبْغَضْتُهُ بُغْضًاشَدِيدًا لِمَا رَأَيْتُهُ يَصْنَعُ ثُمَّ مَاتَ فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ النَّصَارَى لِيَدْفِنُوهُ فَقُلْتُ لَهُمْ إِنَّ هَذَا كَانَ رَجُلَ سَوْءٍ يَأْمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُكُمْ فِيهَا فَإِذَا جِئْتُمُوهُ بِهَا اكْتَنَزَهَا لِنَفْسِهِ وَلَمْ يُعْطِ الْمَسَاكِينَ مِنْهَا شَيْئًا قَالُوا وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ قَالَ: قُلْتُ أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَنْزِهِ قَالُوا فَدُلَّنَا عَلَيْهِ قَالَ فَأَرَيْتُهُمْ مَوْضِعَهُ قَالَ فَاسْتَخْرَجُوا مِنْهُ سَبْعَ قِلَالٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا قَالَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا وَاللَّهِ لَا نَدْفِنُهُ أَبَدًا فَصَلَبُوهُ ثُمَّ رَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ... [رواه الإمام أحمد (23737)، الحديث في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" ]. ü أبرهة.
    قال أبرهة للنجاشي: إني سأبني لك كنيسة بأرض اليمن لم يُبْنَ قبلها مثلها. فشرع في بناء كنيسة هائلة بصنعاء، رفيعة البناء، عالية الفناء، مزخرفة الأرجاء. سمتها العرب القُلَّيس؛ لارتفاعها؛ لأن الناظر إليها تكاد تسقط قلنسوته عن رأسه من ارتفاع بنائها. وعزم أبرهة الأشرمُ على أن يصرف حَجّ العرب إليها كما يُحَج إلى الكعبة بمكة، ونادى بذلك في مملكته، فكرهت العرب العدنانية والقحطانية ذلك، وغضبت قريش لذلك غضبًا شديدًا، حتى قصدها بعضهم، وتوصل إلى أن دخلها ليلا. فأحدث فيها وكرّ راجعًا. فلما رأى السدنة ذلك الحدث، رفعوا أمرهم إلى ملكهم أبرهة، وقالوا له: إنما صنع هذا بعض قريش غضبًا لبيتهم الذي ضاهيت هذا به، فأقسم أبرهة ليسيرن إلى بيت مكة، وليخربنه حجرًا حجرًا....انظر "تفسير ابن كثير" في تفسير قول الله ـ: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) [الفيل: 1-5]. ü كِسْرَى.
    عن عبيد الله بن عَبْدِ اللَّهِ بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس ب أخبره:أَنَّ النَّبِيَّ ق بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى مَعَ رَجُلٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى فَلَمَّا قَرَأَهُ خَرَقَهُ قَالَ فَحَسِبْتُ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ ق أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍِِِِ. [رواه البخاري (64) وأحمد (2780)]. ü هرقل قال الإمام البخاري / (7): حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشأم في المدة التي كان رسول الله ق ماد فيها ابا سفيان وكفار قريش فأتوه وهم بإيلياء فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال: أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسبت فقال أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره ثم قال لترجمانه قل لهم إني سائل عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه. ثم كان أول ما سألني عنه أن قال كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب. قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لا. قال فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا. قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم. قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون. قال: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا. قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا. قال: فهل يغدر؟ قلت: لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها. قال: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة. قال: فهل قاتلتموه؟ قلت نعم. قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قلت: الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه. قال: ماذا يأمركم؟ قلت: يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيء واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة. فقال: للترجمان قل له سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها. وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول فذكرت أن لا فقلت لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله. وسألتك هل كان من آبائه من ملك فذكرت أن لا قلت فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه. وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فذكرت أن لا فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله. وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فذكرت أن ضعفاؤهم اتبعوه وهم أتباع الرسل وسألتك أيزيدون أم ينقصون فذكرت أنهم يزيدون وكذلك أمر الإيمان حتى يتم. وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فذكرت أن لا وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب. وسألتك هل يغدر فذكرت أن لا وكذلك الرسل لا تغدر. وسألتك بما يأمركم فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم فلو أني أعلم حتى أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه. ثم دعا بكتاب رسول الله ق الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين و﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ» قال أبو سفيان: فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا لقد أمر ابن أبي كبشة إنه يخافه ملك نبي الأصفر. فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام وكان ابن الناطور صاحب إيلياء وهرقل أسقفا على نصارى الشأم يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء أصبح يوما خبيث النفس فقال بعض بطارقته قد استنكرنا هيئتك قال ابن الناطور وكان هرقل حزاء ينظر في النجوم فقال لهم حين سألوه إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر فمن يختن من هذه الأمة؟ قالوا ليس يختتن إلا اليهود فلا يهمنك شأنهم واكتب إلى مداين ملكك فيقتلوا من فيهم من اليهود فبينما هم على أمرهم أتى هرقل برجل أرسل به ملك غسان يخبر عن خبر رسول الله ق فلما استخبره هرقل قال أذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا؟ فنظروا إليه فحدثوه أنه مختتن وسأله عن العرب فقال هم يختتنون فقال هرقل هذا ملك هذه الأمة قد ظهر. ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية وكان نظيره في العلم وسار هرقل إلى حمص فلم يروم حمص حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق راي هرقل على خروج النبي ق وأنه نبي فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص ثم أمر بأبوابها فغلقت ثم اطلع فقال يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي؟ فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت فلما رأى هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان قال ردوهم علي وقال إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت فسجدوا له ورضوا عنه فكان ذلك آخر شأن هرقل. رواه أبو صالح بن كيسان ويونس بن معمر عن الزهري. [أخرجه الإمام مسلم رحمه الله (1773)]. قال الإمام ابن حجر / في "فتح الباري" (1/37): وكذا روى ابن حبان في "صحيحه" عن أنس أن النبي ق كتب إليه أيضا من تبوك يدعوه وأنه قارب الإجابة ولم يجب فدل ظاهر ذلك على استمراره على الكفر لكن يحتمل مع ذلك أنه كان يضمر الإيمان ويفعل هذه المعاصي مراعاة لملكه وخوفا من أن يقتله قومه الا أن في مسند أحمد أنه كتب من تبوك إلى النبي ق إني مسلم فقال النبي ق: «كذب بل هو على نصرانيته» وفي "كتاب الأموال لأبي عبيد" بسند صحيح من مرسل بكر بن عبد الله المزني نحوه ولفظه فقال «كذب عدو الله ليس بمسلم» فعلى هذا إطلاق صاحب الاستيعاب أنه آمن أي أظهر التصديق لكنه لم يستمر عليه ويعمل بمقتضاه بل شح بملكه وآثر الفانية على الباقية والله الموفق. اهـ. قوله: (أنه كتب من تبوك إلى النبي ق: إني مسلم) وهذا الفعل مثل ما فعله لقمان بن محمد باعبده الأندونيسي وأصحابه حين كتبوا إلى شيخنا الفاضل يحيى بن علي الحجوري حفظه الله كما في رسالتهم "رسالة مفتوحة" أنهم من الدعاة السلفيين في أندونيسيا، فقلت: قد كذبوا، بل هم من دعاة الحزبيين، وكانوا يسمون أنفسهم بـ(عسكر جهاد أهل السنة والجماعة) وقد قتلوا بعض المسلمين باسم الجهاد في سبيل الله. وأما أصحاب "رسالة مفتوحة" فهم: · قمر سعيدي الأندونيسي

    كان عسكريا جهاديا، وهو من المتسولين باسم الدعوة ومن أصحاب جمعية الشريعة. ومن المعلوم أن الجمعية وسيلة إلى الحزبية، قال الإمام الوادعي /: الجمعيات هذه يا إخوان هي وسيلة، وكذا الصندوق أي نعم، الطريق إلى الحزبية والوسيلة إلى الحزبية. اهـ. قال الشيخ سليم بن عيد الهلالي حفظه الله: أما الجمعيات فمن معرفتي بواقعها وإن أسست على مبدأ التعاون فإن مسيرها إلى التحزب، ما رأيت جمعية إلا وهي متحزبة ، وإن بدت في بدايتها بعيدة عن الحزبية، أو أنها تحول أن تتملص عن الحزبية إلا أنيابها تنالها وتدخلها بين فكيها، فالجمعيات كلها متحزبة، إلا من رحم الله وقليل ما هي، حسب معرفتي، وحسب علمي وحسب خبرتي في هذه الجمعيات. وقال السائل: الشيخ الكريم سليم الهلالي – سددكم الله – قلتم: لا تعرفون جمعية إلا وهي حزبية إلا من رحم الله وقليل ما هم، ما مقصودكم، ولمن هذا الاستثناء جزاكم الله خيرا؟ قال سليم بن عيد الهلالي حفظه الله: يعني قصدي من هذا الاستثناء إن علم أحد أن هناك جمعية ليست حزبية فليخبرني حتى أغير موقفي من الجمعيات. [ الأسئلة والأجوبة للشيخ سليم الهلالي حفظه الله لما زار دار الحديث دماج 23-25 جمادى الثانية 1430 هـ ].
    · أسامةبنفيصلمهريالأندونيسي.

    كان عسكريا جهاديا، وهو من المتسولين باسم الدعوة وهو من أصحاب الجمعية. وقال أسامة المهري ومحمد عمر السويد وأصحابهما: "أنهم ذهبوا إلى جزيرة أمبون (مُلُوْك) للجهاد في سبيل الله وخرجوا عن طاعة الأمراء ثم قتلوا وضربوا بعض المسلمين بسبب طاعتهم العلماء الذين قالوا: الجهاد في أمبون واجب على المسلمين أو السلفيين في إندونسيا". فقلت: فهذا القول يعتبر من أخلاق أهل الكتاب نسبوا باطلهم إلى الأنبياء، قال الله ـ في سورة البقرة (102): ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْر. وقال ـ في سورة آل عمران (67): ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. · عبدالصمدبنسالمباوزيرالأندونيسي.

    · أبو كريمة عسكري الأندونيسي.

    كان سروريا ثم ذهب إلى أبي الحسن في مأرب، وهو من المفتونين، ومطرود من مأرب لشيء يعلمه هو! ثم ذهب إلى دماج، فلما رجع إلى أندونيسيا صار من الدعاة الكبار في الحركة الجهادية، ثم انتقل إلى فتنة الجمعية والحزبية. · حسن راشد الأندونيسي.

    · محمد السربيني الأندونيسي.

    وهو من أصحاب جمعية منهاج السنة، كان سروريا، ثم ذهب إلى أبي الحسن في مأرب، ثم انتقل إلى دماج، فلما رجع إلى أندونيسيا وهو من الدعاة الكبار في الحركة الجهادية، ثم انتقل إلى فتنة الجمعية والحزبية. وللشيخ أبي عبد الله طارق الخياط رسالة بين فيها ضلال هذا السربيني بعنوان "الرد الشرعي على مفتري محمد السربيني". · لقمانبنمحمدباعبدهالأندونيسي.

    قال الشيخ يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله ورعاه-: لقمان إنسان من سائر المنحرفين الذين هم ملأوا الدنيا. وقال -حفظه الله ورعاه-: لقمان ساقط من الساقطين وأصحاب الحزب الجديد هو من أرداهم. وقال: لقمان مذبذب جاهل. قال الشيخ محمد حزام -حفظه الله ورعاه- كما في "نصيحته للإندونيسيين": لقمان كذاب. قال الشيخ محمد بن محمد مانع الآنسي -حفظه الله ورعاه-: (لقمان) كذاب، لا يوثق به ولا يقبل خبره. وقال -حفظه الله ورعاه-: لقمان هذا لا يفرق بين النقد الشرعي وبيان الخطأ وبين السب بالبهتان والكذب مما يدل على جهله بالسنة ومنهج السلف. وقال -حفظه الله ورعاه-: وأخيرا أكرر النصيحة لإخواننا أهل السنة في أندونيسيا بمجانبة من عرف بالكذب من أمثال هذا الرجل فليس بأن يؤخذ عنه العلم، والله المستعان. قلت: لقمان بن محمد باعبده الذي قد التحق بالحركة الجهادية وهو من رؤوسه في جزيرة أمبون (ملوك-أندونيسيا)، وكانوا يسمون أنفسهم "عسكر جهاد أهل السنة والجماعة" تحت قيادة رجل يسمى بجعفر عمر طالب الأندونيسي، ثم انتقل إلى فتنة الجمعية والحزبية. · أبوعبيدةشفرالدينالأندونيسي.

    كان عسكريا جهاديا، ثم انتقل إلى فتنة الجمعية والحزبية.
    · عبد الجبار الأندونيسي.

    وهو من أصحاب الجمعية وتحزب وهو متجلد للفتنة وسليط اللسان في المشايخ بدار الحديث بدماج. · عبد الحق الأندونيسي.

    · رويفع بن سليمي الأندونيسي.

    كان عسكريا جهاديا، ثم انتقل إلى فتنة الجمعية والحزبية. · أبوسعيدحمزةبنخليلالأندونيسي.

    · خضربنفتحالرحيمالأندونيسي.

    · أبوعبيداللهفوزانالأندونيسي.

    · عبد الرحمن لُمْبُوْك الأندونيسي.

    كان عسكريا جهاديا، ثم انتقل إلى جمعية منهاج السنة، ثم بعد ذلك مطرود من جمعية منهاج السنة ثم انتقل إلى فتنة الحزبية.
    · أبو فراس حمزة الأندونيسي.

    · آيف شفر الدين الأندونيسي.

    كان عسكريا جهاديا، وهو من رؤوسه (في جاوى -أندونيسيا)، تحت قيادة رجل يسمى بجعفر عمر طالب الأندونيسي، ثم انتقل إلى فتنة الجمعية والحزبية. · إدرال حارث الأندونيسي.

    كان عسكريا جهاديا، ثم انتقل إلى فتنة الجمعية والحزبية. · عفيف الدين السيداوي الأندونيسي

    كان عسكريا جهاديا ثم ذهب إلى دماج، فلما رجع إلى أندونيسيا كتب إلى عبد الله الجحدري كما في "رسالته" عنده معهد بدون تسول وبدون جمعية. قلت: قد كذب بل عنده التسولات وعنده جمعية اسمها جمعية البينة الإسلامي سِيْداوي-أندونيسيا. · مختار الأندونيسي.

    كان عسكريا جهاديا، ثم ذهب إلى دماج، وفي دماج وهو ضائع من الضائعين من قبل ومن بعد، فلما رجع إلى أندونيسيا فانكشف حاله، وتحزب وهو متجلد بفتنة الحزبية. · يونس الأندونيسي.

    · مروان الأندونيسي.

    · عدي عبد الله الأندونيسي.

    · أحمدخادمبنحنانالأندونيسي.

    · أبوعبدالرحمنعمروالأندونيسي.

    · أبو نوفل حارث الأندونيسي.

    وهو من أصحاب جمعية بمدينة آشيه كان طالب علم في دماج فلما رجع إلى أندونيسيا انكشف حاله وتحزب. · سيف الله الأندونيسي.

    كان عسكريا جهاديا، ثم انتقل إلى فتنة الجمعية والحزبية. · أبو بكر الجاكرتي الأندونيسي.

    كان عسكريا جهاديا: ثم ذهب إلى دماج وفي دماج فلما رجع إلى أندونيسيا انكشف حاله وتحزب. · عبد الرحمن مبارك الأندونيسي.

    · أحمد نيزا الأندونيسي.

    · أحمد الطويل الأندونيسي.

    وقال شيخنا الفاضل يحيى بن علي -حفظه الله ورعاه-: (هؤلاء) أساتذة على أيش؟ مع الحزبيين - يعني- من تخرج على البالوعة بالوعة التحزب وبعد الجمعيات يلهثون وبعد المطامع. فأف لأولئك الذين تخرجوا من هذا المكان وصاروا ضده. أف لهم والله، ولا أظنهم بسبب هذا الفعل الذي يصدر منهم ومضادة للحق يفلحون. لأن المضادة للخير فيها الردى، قال ق:" من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب". اهـ فأين دعوتهم إن كانت لهم دعوة؟ ولم نر لواحد منهم ثمرته طيبة يعود نفعها للسنة وأهلها، فلم نر منهم إلا الطعن، وقال الله ـ: ﴿قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة: 100]، وقال ـ: ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180) [آل عمران: 179، 180]. ومن أصحابهم الذين حرصوا أن يفرقوا بين أهل السنة والأمراء في مدينة غاوي، وهم: · عبد الهادي الأندونيسي.

    · شافعي الأندونيسي.

    · رفاعي الأندونيسي.

    · نور الهدى الأندونيسي.

    وهم من أصحاب جمعية تعظيم السنة غاوي- أندونيسيا، والذين ذهبوا وكتبوا إلى الأمراء في عدم السماح بدخول الشيخين (الشيخ الفاضل محمد بن محمد مانع الآنسي والشيخ حسنبنقاسمالريمي) للدعوة إلى الله في أندونيسيا. وقال شيخنا الناصح الأمين: هذا شأن أهل الانحراف، أنهم إن عجزوا عن إقامة ما يريدون بالحجة ذهبوا إلى الحكام، كما قرر عليهم أهل العلمشيخ الإسلام وغيره. هؤلاء الحزبيون منحرفون، اغسلوا أيديكم منهم، وهؤلاء الحزبيون فجرة أيضا، وضلال، والذي ما عرفهم سيعرفهم، فهذه ليست أفعال السلفيين لا من قبل ولا من بعد.والإخوان يذهبون إلى إخوانهم من أهل السنة في مساجدهم، ما هم ذاهبون إلى هؤلاء الفرغ، الحزبيين ، ومن حضر حضر، ومن حضر من هؤلاء وغيرهم من الناس حضروا ويستفيدون كما يستفيد غيرهم في مساجد أهل السنة إن حضروا لا يمنعون، يحضرون كسائر الحاضرين... وإذا أراد الله نفعهم انتفع إن لم يرد نفعهم ازدادت الحجة عليه مضاعفة، بيد أنهم لا يذهبون إلى مساجدهم هم، لا يذهبون إلى مساجدهم، بل مساجد السنة أحق بالإكرام، وأحق بالعناية، وأحق بالنزول فيها ومعرفة الناس لها ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمْ مَنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى﴾ [يونس: 35]. الذهاب إلى مساجد الحزبيين تهوك، "آمتهوكون أنتم" تحير، ويذبذب شباب أهل السنة ورجال أهل السنة تلميع لأهل الباطل، تلميع لأهل الزخرفة لقولهم ولما هم عليه من الانحراف، زعزعة للمستقيمين الثابتين، دمج للحق مع الباطل، تنازلات في الأقوال والأفعال، مخالفات لطريقة السلف التي هي التميز، ما هكذا دعوة السلف أبدا، ولهذا إخواننا أهل السنة ولله الحمد أينما ذهبوا ووجدوا مساجد أهل السنة ينزلونها، وإن لم يجد مساجد أهل السنة أي مكان يجدون من يسمعون لهم نصحوهم ومشوا، أما إذا كان هناكمساجد أهل السنة فهي أجدر بالعناية. اهـ. [سجلت ليلة الجمعة 2 رجب 1430 هـ]. قال شيخ الإسلام /: أهل الباطل إذا عجزوا عن الحجة فزعوا إلى السلطان. وقال الشيخ مقبل /: من الذي يتوقع من هذه الحزبيات كل حزب يؤهل نفسه للوثوب على السلطة، قتل وقتال وفتن كما هو مشاهد. فنحن نبرأ إلى الله ونعوذ بالله من الحزبية. ["تحفة المجيب" (243)]. ü ذو الخويصرة التميمي. عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ ت قَالَ بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ق وَهُوَ يَقْسِمُ قَسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ق: « وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ ». فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ت: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِى فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ق: «دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ - وَهُوَ الْقِدْحُ - ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ. آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْىِ الْمَرْأَةِ أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ». قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَأَشْهَدُ أَنِّى سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ق وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ ق قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ فَوُجِدَ فَأُتِىَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ ق الَّذِى نَعَتَ. [رواه البخاري (3414) ومسلم (2505)]. وذكر سعيد عقيل سراج الصوفي الأندونيسي ومحمد عارفين إلهام الصوفي الأندونيسي أن هذه الصفات التي ذكرها الرسول ق موجودة في الشيخ محمد بن عبد الوهاب / ومن معه. وقال سعيد عقيل سراج الصوفي الأندونيسي في مقدمته على رسالة "سيرة ملة السلفي الوهابي": "والخلاصة: سلفي وهابي ليسوا من الخوارج... لكن دعوتهم تشبههم". فقلت: بل الصفات التي ذكرها الرسول ق موجودة فيهم, لأن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب / على طريقة النبي ق. وأما الصوفية فدعوتهم على الطريقة البدعية. ودين الإسلام وشعائره التي وصفها الله تعالى كما في قوله ـ: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة: 3] عندهم تحتاج الزيادات حتى قال بَعْضُهُمْ لاَ أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ آكُلُ اللَّحْمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ. وأما سعيد عقيل سراج الصوفي الأندونيسي فهو مبتدع ورأس من رؤوس الصوفية في أندونيسيا، وكذلك محمد عارفين إلهام الصوفي الأندونيسي مبتدع وهو مؤسس مجلس الذكر الجماعي، وأظن أنهم سيفعلون كما فعلوا أصحاب الذكر الجماعي الأول في زمان أصحاب النبي ق، قال الإمام الدارمي / (251): حدثنا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ حدثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ فَقَالَ أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ قُلْنَا لَا فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَّا خَيْرًا قَالَ فَمَا هُوَ فَقَالَ إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ قَالَ رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ كَبِّرُوا مِائَةً فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً فَيَقُولُ هَلِّلُوا مِائَةً فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً وَيَقُولُ سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً قَالَ فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ قَالَ مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ وَانْتِظَارَ أَمْرِكَ قَالَ أَفَلَا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ قَالُوا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ قَالَ فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ ق مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلَالَةٍ قَالُوا وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ قَالَ وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ق حدثنا أَنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ. ü أبو طالب قال الإمام مسلم / (536): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِى صَالِحٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِى عَيَّاشٍ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ ت أَنَّ رَسُولَ اللهِ ق قَالَ: «إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَنْتَعِلُ بِنَعْلَيْنِ مِنْ نَارٍ يَغْلِى دِمَاغُهُ مِنْ حَرَارَةِ نَعْلَيْهِ». ü مسيلمة الكذاب عَن عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ ب قَالَ: قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ ق الْمَدِينَةَ فَجَعَلَ يَقُولُ إِنْ جَعَلَ لِى مُحَمَّدٌ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ. فَقَدِمَهَا فِى بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ النَّبِىُّ ق وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَفِى يَدِ النَّبِىِّ ق قِطْعَةُ جَرِيدَةٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِى أَصْحَابِهِ قَالَ: «لَوْ سَأَلْتَنِى هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا وَلَنْ أَتَعَدَّى أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ وَإِنِّى لأُرَاكَ الَّذِى أُرِيتُ فِيكَ مَا أُرِيتُ وَهَذَا ثَابِتٌ يُجِيبُكَ عَنِّى». ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ.[رواه البخاري (3424) ومسلم (6073)]. قال شيخ الإسلام / في "إقامة الدليل على إبطال التحليل" (4/214): وَمَنْ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ الْأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ وَالْأَحْوَالِ الرَّحْمَانِيَّةِ: كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ سَوَّى بَيْنَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَبَيْنَ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ، فَإِنَّ مُسَيْلِمَةَ كَانَ لَهُ شَيْطَانٌ يَنْزِلُ عَلَيْهِ وَيُوحِي إلَيْهِ. اهـ. ü ابنة كسرى قال الإمام البخاري / (4163): حدثنا عثمان بن الهيثم حدثنا عوف عن الحسن عن أبي بكرة ت قال: لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله ق أيام الجمل بعد ما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم قال لما بلغ رسول الله ق أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً». قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في "اقتضاء الصراط" (1/224): وليحذر العاقل من طاعة النساء في ذلك ففي الصحيحين عن أسامة بن زيد (ب) قال: قال رسول الله ق: «ما تركت بعدي على أمتي من فتنة أضر على الرجال من النساء»، وأكثر ما يفسد الملك والدول طاعة النساء، وفي صحيح البخاري عن أبي بكر ت قال: قال رسول الله ق: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»، وروى أيضا «هلكت الرجال حين أطاعت النساء»، وقد قال ق لإحدى أمهات المؤمنين حين راجعته في تقديم أبي بكر: «إنكن صواحب يوسف»، يريد أن النساء من شأنهن مراجعة ذي اللب كما في الحديث الآخر: «ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب ذي اللب من إحداكن»، ولما أنشده الأعشى أعشى باهلة أبياته التي يقول فيها:
    ... وهن شر غالب لمن غلب ...
    جعل النبي ق يرددها ويقول هن شر غالب لمن غلب ولذلك امتن الله على زكريا ؛ حيث قال: ﴿وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَه. قال بعض العلماء: ينبغي للرجل أن يجتهد في الرغبة إلى الله في إصلاح زوجه له. اهـ. ü عبد الله بن أبي بن سلول. قال الله : ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النور: 11]. قال الإمام ابن كثير / في "تفسيره" (6/19): هذه العشر الآيات كلها نزلت في شأن عائشة أم المؤمنين ل، حين رماها أهل الإفك والبهتان من المنافقين بما قالوه من الكذب البحت والفرية التي غار الله تعالى لها ولنبيه، صلوات الله وسلامه عليه، فأنزل [الله ] براءتها صيانة لعرض الرسول، عليه أفضل الصلاة والسلام فقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ أي: جماعة منكم، يعني: ما هو واحد ولا اثنان بل جماعة، فكان المقدَّم في هذه اللعنة عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين، فإنه كان يجمعه ويستوشيه، حتى دخل ذلك في أذهان بعض المسلمين، فتكلموا به، وَجوّزه آخرون منهم، وبقي الأمر كذلك قريبًا من شهر، حتى نزل القرآن، وسياق ذلك في الأحاديث الصحيحة.اهـ. قال الإمام البخاري / (4472): حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة ل: ﴿والذي تولى كبره قالت: عبد الله بن أبي بن سلول. وقال الله : ﴿فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (83) وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84) [التوبة: 83-84]. قال الإمام ابن كثير / في "تفسيره" (4/193): يقوم على قبره ليستغفر له أو يدعو له؛ لأنهم كفروا بالله ورسوله، وماتوا عليه. وهذا حكم عام في كل من عرف نفاقه، وإن كان سبب نزول الآية في عبد الله بن أُبَيّ بن سلول رأس المنافقين. اهـ. عن ابن عمر ب قال: لما توفي عبد الله -هو ابن أبي -جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله ق، فسأله أن يعطيه قميصه يُكَفِّن فيه أباه، فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه، فقام رسولُ الله ق ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله ق فقال: يا رسول الله، تصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟! فقال رسول الله ق: «إنما خيرني الله فقال: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ وسأزيده على السبعين». قال: إنه منافق! قال: فصلى عليه [رسولُ الله ق] فأنزل الله، آية: ﴿وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ. [رواه البخاري (4393)]. عن جابر بن عبد الله ت يقول: كنا في غزاة قال سفيان يرون أنها غزوة بني المصطلق فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال المهاجري يال المهاجرين وقال الأنصاري يال الأنصار فسمع ذلك النبي ق فقال: «ما بال دعوى الجاهلية؟»،قالوا: رجل من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار فقال رسول الله ق: «دعوها فإنها منتنة»،فسمع ذلك عبد الله بن أبي بن سلول فقال أو قد فعلوها والله ﴿لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي ق: «دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه». وقال غير عمر: فقال له ابنه عبد الله بن عبد الله والله لا تنفلت حتى تقر أنك الذليل ورسول الله ق العزيز ففعل. قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح. [رواه الترمذي (3315)]. عن زيد بن أرقم ت قال: غزونا مع رسول الله ق ومعنا ناس من الأعراب فكنا نبتدر الماء فكان الأعراب يسبقوننا فيسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض يجعل حوله حجارة ويجعل النطع عليه حتى يجيء أصحابه قال: فأتى رجل من الأنصار أعرابيا فأدخل زمام ناقته لتشرب فأبى أن يدعه فانتزع حجرا فغاص الماء فرفع الأعرابي خشبة فضرب بها رأس الأنصاري فشجه فأتى عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين فأخبره وكان من أصحابه فغضب عبد الله بن أبي وقال: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله -يعني الأعراب- وكانوا يحضرون رسول الله ق عند الطعام فقال عبد الله لأصحابه: إذا انفضوا من عند محمد فأتوا محمدا بطعام فليأكل هو ومن عنده ثم قال لأصحابه: إذا رجعتم المدينة فليخرجن الأعز منكم الأذل قال زيد: وأنا ردف عمي فسمعت عبد الله بن أبي وكنا أخواله فأخبرت عمي فانطلق فأخبر رسول الله ق فأرسل رسول الله ق فحلق وجحد فصدقه وكذبني فجاء إلى عمي فقال ما أردت أن قبل رسول الله ق قوله وكذبك وكذبك المسلمون قال: فوقع علي من الهم ما لم يقع على أحد قط قال: فبينا أنا أسير مع رسول الله ق في سفر فأخفقت برأسي من الهم فأتاني رسول الله ق فعرك أذني وضحك في وجهي فما كان يسرني أن لي بها الملك أو الدنيا ثم إن أبا بكر لحقني فقال: ما قال لك رسول الله؟ قلت: ما قال لي شيئا إلا أنه عرك في أذني وضحك في وجهي فقال: أبشر ثم لحقني عمر فقال لي مثل قول أبي بكر فلما أصبحنا قرأ رسول الله ق سورة المنافقين. [رواه البزار (4305)]. ü أبو لؤلؤة المجوسي. قال الإمام البخاري / (3489): حدثنا الصلت بن محمد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال: لما طعن عمر جعل يألم فقال له ابن عباس وكأنه يجزعه يا أمير المؤمنين ولئن كان ذاك لقد صحبت رسول الله ق فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض ثم صحبتهم فأحسنت صحبتهم ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون قال أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه و سلم ورضاه فإنما ذاك من من الله تعالى من به علي وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه فإنما ذاك من من الله جل ذكره من به علي وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه. قال حماد بن زيد حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس دخلت على عمر بهذا. قوله: (طعن) ضرب بالخنجر ضربه أبو لؤلؤة المجوسي في خاصرته وهو في صلاة الصبح. وقد روى البخاري / (1791) عن حفصة قالت: قال عمر ت: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، وميتة في بلد رسولك ق وذكر قاتله كما ختم الله له بالشهادة حين طعنه العلج أبو لؤلؤة فيروز، غلام للمغيرة بن شعبة، وهو كامن له في زوايا المسجد، وعمر قام يصلي في صلاة الصبح عند إحرامه، بسكين مسمومة ذات طرفين في كتفه وخاصرته، قال: الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي على يد أحد يدعي الاسلام. قال شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله ورعاه عن أبي لؤلؤة المجوسي كما في "فأذن مؤذن" (ص: 83): كافر باتفاق أهل الإسلام، كان غلاما للمغيرة بن شعبة، وهو الذي قتل عمر بن الخطاب ت. اهـ. وقال عمرو بن ميمون الأنصاري: إن أبا لؤلؤة عبد المغيرة طعن عمر بخنجر له رأسان و طعن معه اثني عشر رجلا مات منهم ستة فألقى عليه رجل من أهل العراق ثوبا فلما اغتم فيه قتل نفسه ["تاريخ الخلفاء" (1/120)]. ü عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجِمٍ. قال شيخ الإسلام ابن تيمية / كما في "مجموع الفتاوى" (4/501): فَلَمَّا اتَّفَقَ الْخَوَارِجُ -الثَّلَاثَةُ- عَلَى قَتْلِ أُمَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ الثَّلَاثَةِ: قَتَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجِمٍ "عَلِيًّا" ت يَوْمَ الْجُمْعَةِ سَابِعَ عَشَرَ شَهْرَ رَمَضَانَ عَامَ أَرْبَعِينَ اخْتَبَأَ لَهُ فَحِينَ خَرَجَ لِصَلَاةِ الْفَجْرَ ضَرَبَهُ. اهـ. وقد ذكر ذو الأكمل المشهور بأبي المنذر الأندونيسي هذه القصة من باب الطعن في شيخنا يحيى حفظه الله، وقال: الشيخ يحيى حدادي، وأنه من أَحْدَاث الأَسْنَانِ، ووصفه كما وصف النبي ق الخوارج، ثم قراء ذو الأكمل حديث علي ت قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ قيَقُولُ: «سَيَخْرُجُ فِى آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ فِى قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». [رواه مسلم (2511)]. إذا سمعت كلام ذي الأكمل فعرفت من ظاهر كلامه: أن الشيخ يحيى الحجوري ومن معه خوارج، والشيخ يحيى أشد من فالح الحربي، والشيخ يحيى حدادي...إلخ. قلت: كان ذو الأكمل عسكريا جهاديا، هو الذي قد التحق بالحركة الجهادية وهو من الدعاة إليها، وخرج ذو الأكمل وأصحابه مع أسلحتهم من مدينتهم وذهبوا إلى جاكَرْتا وطعنوا في الأمراء، ثم ذهبوا إلى جزيرة أمبون باسم الجهاد في سبيل الله، ثم رجموا أحدًا من أصحابهم بسبب الزنا، ثم قتلوا وضربوا بعض المسلمين والعساكر –والواقع يشهد على ذلك-، وكانوا يسمون أنفسهم "عسكر جهاد أهل السنة والجماعة" تحت قيادة رجل يسمى بجعفر عمر طالب الأندونيسي، ثم انتقل إلى فتنة الجمعية والحزبية، وقد حذر ذو الأكمل المسلمين من دار الحديث بدماج ومنع من قراءة الكتب التي تصدر من دار الحديث بدماج، وطعن في علماء دار الحديث بدماج. فلا شك أن هذه الأفعال تعتبر من أفعال الخوارج والحدادية، وقد قتل الخوارج المسلمين وَاسْتَحَلُّوا دِمَاءَهم كَمَا قال النَّبِيُّ ق: «يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ». [رواه البخاري (6995) ومسلم (2499)]. وقد حرق الحداديون الكتب منها "فتح الباري"، "المنهاج للنووي" وغيرهما. وأما كلام ذي الأكمل فرد على نفسه، لأن النَّبِىَّ ق يَقُولُ: «لاَ يَرْمِى رَجُلٌ رَجُلاً بِالْفُسُوقِ، وَلاَ يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ، إِلاَّ ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ». (رواه البخاري: 5698 عَنْ أَبِى ذَرٍّ ت)، والصفات التي ذكرها ذو الأكمل ليست موجودة في شيخنا يحيى حفظه الله ورعاه، بل هي موجودة في نفس ذي الأكمل. وأما الصفات التي ذكرها النبي ق: «يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ» فهي موجودة في ذي الأكمل وأصحابه، لأنهم حرصوا على الجهاد في غير سبيل الله، حتى قتلوا بعض المسلمين باسم الجهاد في سبيل الله كما في جزيرة أمبون، ومن أعجب العجاب فلما وقع الحرب بين المسلمين والروافض في مدينة صعدة-اليمن فخرج أصحاب ذي الأكمل من دار الحديث بدماج-صعدة، وحذر ذو الأكمل المسلمين للذهاب إلى دار الحديث بدماج، وأمر أصحابه الذين في دار الحديث بدماج للخروج من دار الحديث بدماج؛ لا إله إلا الله وهم يَقْتُلُونَ بعض المسلمين في أمبون ويَدَعُونَ الروافض في صعدة-اليمن على قتل السلفيين في دار الحديث بدماج، بل أشد من ذلك أن أصحاب ذي الأكمل قبل الخروج من دار الحديث بدماج ضربوا بعض أصحابنا وأحد منهم يسمى بأبي العباية مصطفى الأندونيسي يلبس لباس المرأة في الليل المظلم من شهر رمضان. ومن هؤلاء الذين خرجوا من دار الحديث بدماج: مصطفى المشهور بأبي العباية البُطَّانِيّ، وخليل الجاوي، وخليل البطاني، ومحمود الجاوي، وإسماعيل البطاني، وعليم الدين المشهور بأبي محفوظ علي، وعبد الحليم الجاوي، وزكريا، وذو القرنين، وعَزَّام الجاوي، ومحمد إحسان، وعمار، وحارث أبو نوفل، وفرمان الماكسري المشهور بأبي حنيفة، وعبد الله الكِنْدارِيّ، وإقبال الجاوي، وسهل الماكسري، وسهل الآشيّ، وأبو سهل الجاوي، وإمام البَرْبَسِيّ، وأحمد الماكسري، وشكرًى، ووأبو جُبير، وعبد الله سَلْتُ الجاوي، ورفاعي الجاوي، وأبو ناجي الماكسري، وعبد الرحمن الجاكرتي المشهور بِدِيْكَاه، ورضا الجاوي، وأحمد الكنداري، وعبد الله الفالُوِّي، وأبو سعيد يحيى الميداني، وعفيف الغِرْسِيْقِي، وفاروق، وفوزان، وعلي الكيلاتيني، وقاسم الجاوي، ومختار، وأشهدي، ومجاهد المانودي، وأبو الحسن الجاوي، وعارفين الأمبوني المشهور بأبي العباس أحمد، وسلمان الماكسري، وأبو توبة، وسيف البحر، وتوفيق الجاوي، وتوفيق الآشي، وصالح الدين الجاوي، وأبو علي وأبنائه، وعبد السلام الجاوي، وغيرهم. ü معبد الجهني. قال الإمام مسلم / (102): حَدَّثَنِى أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ كَهْمَسٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ ح وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِىُّ -وَهَذَا حَدِيثُهُ- حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِى الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِىُّ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِىُّ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ فَقُلْنَا لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ق فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلاَءِ فِى الْقَدَرِ فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَاخِلاً الْمَسْجِدَ فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِى أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِى سَيَكِلُ الْكَلاَمَ إِلَىَّ فَقُلْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ - وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ - وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لاَ قَدَرَ وَأَنَّ الأَمْرَ أُنُفٌ. قَالَ فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّى بَرِىءٌ مِنْهُمْ وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّى وَالَّذِى يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ أَنَّ لأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ... قال شيخ الإسلام / في "بيان تلبيس الجهمية" (1/274-275): وأما فتنة القدر فأول من تكلم بها معبد الجهني رجل من البصرة وكان عنده حظ من العلم يقال له معبد بن خالد ويقال معبد بن عبدالله ابن عويمر مات بعد الهزيمة وكان يومئذ مع الأشعث وأصابته جراحة وهو أول من تكلم بالقدر وهو الذي تبرأ منه عبدالله بن عمر بن الخطاب فتكلم عليه عمرو بن عبيد وجادل به غيلان وغيلان هو ابن أبي غيلانأبو مروان من موالي عثمان بن عفان وكان عنده حظ من العلم تكلم به أمام عبدالملك بن مروان واستتابه عمر بن عبدالعزيز ثم ظهر منه تكذيب التوبة وصلب على باب الشام بأخزى حالة لقيها بشر قصته قد تقصيتها في كتاب تكفير الجهمية. اهـ. قال الإمام ابن رجب / في "شرح علل الترمذي" (1/121): وما ذكره الترمذي / من تكلم الحسن في معبد فقد روى مرحوم بن عبد العزيز عن أبيه وعمه سمعا الحسن يقول: ((إياكم ومعبد الجهني فإنه ضال مضل)). ورواه أيضاً حماد بن زيد عن أبي طلحة عن غيلان بن جرير سمعت الحسن يقول: ((لا تجالسوا معبداً، فإنه ضال مضل)). ü عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبَأٍ. قال شيخ الإسلام ابن تيمية / كما في "مجموع الفتاوى" (4/518): وَأَوَّلُ مَنْ ابْتَدَعَ الْقَوْلَ بِالْعِصْمَةِ لِعَلِيِّ وَبِالنَّصِّ عَلَيْهِ فِي الْخِلَافَةِ : هُوَ رَأْسُ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ " عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبَأٍ " الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَظْهَرَ الْإِسْلَامَ وَأَرَادَ فَسَادَ دِينِ الْإِسْلَامِ كَمَا أَفْسَدَ بولص دِينَ النَّصَارَى وَقَدْ أَرَادَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَتْلَ هَذَا لِمَا بَلَغَهُ أَنَّهُ يَسُبُّ أَبَا بَكْر وَعُمَر حَتَّى هَرَبَ مِنْهُ. اهـ. قال شيخ الإسلام ابن تيمية / كما في "مجموع الفتاوى" (28/483): وَقَدْ ذَكَرَ أَهْلُ الْعِلْمِ أَنَّ مَبْدَأَ الرَّفْضِ إنَّمَا كَانَ مِنْ الزِّنْدِيقِ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَأٍ؛ فَإِنَّهُ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ وَأَبْطَنَ الْيَهُودِيَّةَ وَطَلَبَ أَنْ يُفْسِدَ الْإِسْلَامَ كَمَا فَعَلَ بولص النَّصْرَانِيُّ الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فِي إفْسَادِ دِينِ النَّصَارَى. اهـ. ü أرسطاطاليس. قال شيخ الإسلام / في "العقيدة الأصفهانية" (1/145): والصنف الثالث الإلهيون وهم المتأخرون مثل سقراط وهو أستاذ أفلاطون وأفلاطون أستاذ أرسطاطاليس وأرسطاطاليس هو الذي رتب لهم المنطق وهذب لهم العلوم وخمر لهم ما لم يكن مخمرا من قبل وأوضح لهم ما كان أحجى من علومهم وهم بجملتهم ردوا على الصنفين الأولين من الدهرية والطبيعية وأوردوا في الكشف عن فضائحهم ما أغنوا به غيرهم وكفى الله المؤمنين القتال بقتالهم ثم رد أرسطاطاليس على أفلاطون وسقراط ومن كان قبله من الإلهين ردا لم يقصر فيه حتى تبرأ عن جميعهم إلا أنه استبقى أيضا من رذائل كفرهم وبدعتهم بقايا لم يوفق للنزوع عنها فوجب تكفيرهم وتكفير متبعيهم من المتفلسفة الإسلاميين كابن سينا والفارابي وأمثالهما على أنه لم يقل بنقل علم أرسطاطاليس أحد من متفلسفة الإسلاميين كقيام هذين الرجلين وما نقله غيرهما ليس يخلو عن تخبيط وتخليط بتشوش فيه قلب المطالع حتى لا يفهم ومن لا يفهم كيف يرد أو يقبل ومجموع ما صح عندنا من فلسفة أرسطاطاليس بحسب نقل هذين الرجلين ينحصر في أقسام قسم يجب التكفير به وقسم يجب التبديع به وقسم لا يجب إنكاره أصلا فلنفصله. اهـ. ü ابْنُ سِينَا. قَالَ ابْنُ سِينَا: إنَّمَا اشْتَغَلْت فِي عُلُومِ الْفَلَاسِفَةِ؛ لِأَنَّ أَبِي كَانَ مِنْ أَهْلِ دَعْوَةِ الْمِصْرِيِّينَ، يَعْنِي مِنْ بَنِي عُبَيْدٍ الرَّافِضَةِ الْقَرَامِطَةِ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَنْتَحِلُونَ هَذِهِ الْعُلُومَ الْفَلْسَفِيَّةَ، وَلِهَذَا تَجِدُ بَيْنَ هَؤُلَاءِ وَبَيْنَ الرَّافِضَةِ وَنَحْوِهِمْ مِنْ الْبُعْدِ عَنْ مَعْرِفَةِ النُّبُوَّاتِ اتِّصَالًا وَانْضِمَامًا، يَجْمَعُهُمْ فِيهِ الْجَهْلُ الصَّمِيمُ بِالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، صِرَاطِ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ. [انظر "إقامة الدليل على إبطال التحليل" (2/154)]. ويقول ابن سينا عن نفسه: أنا وأبي من دعوة الحاكم العبيدي - دعوة الحاكم العبيدي رافضي خبيث لا يؤمن بالله، ولا ملائكته ولا رسله، ولا باليوم الآخر، ولا بالقدر. ابن سينا من الفلاسفة المتأخرين، ويسمونه المعلم الثالث، والمعلم الأول: أرسطو والمعلم الثاني: الفارابي والمعلم الثالث: ابن سينا. وذكر الإمام ابن القيم / في "إغاثة اللهفان" (2 / 267) أن ابن سينا إمام الملحدين. ü ابن عربي. قال الإمام الوادعي / كما في "التاج المكلل" (270): هو محمد بن علي الحاتمي الطائي؛ صوفي، حلولي، ملحد، كافر. اهـ. قال شيخ الإسلام / في "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" (1/210): وَقَدْ ظَنَّ طَائِفَةٌ غالطة أَنَّ "خَاتَمَ الْأَوْلِيَاءِ" أَفْضَلُ الْأَوْلِيَاءِ قِيَاسًا عَلَى خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ، وَلَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ مِنَ الْمَشَايِخِ الْمُتَقَدِّمِينَ بِخَاتَمِ الْأَوْلِيَاءِ إلَّا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ فَإِنَّهُ صَنَّفَ مُصَنَّفًا غَلِطَ فِيهِ فِي مَوَاضِعَ، ثُمَّ صَارَ طَائِفَةٌ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ يَزْعُمُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ خَاتَمُ الْأَوْلِيَاءِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَدَّعِي أَنَّ خَاتَمَ الْأَوْلِيَاءِ أَفْضَلُ مِنْ خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ جِهَةِ الْعِلْمِ بِاَللَّهِ، وَأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ يَسْتَفِيدُونَ الْعِلْمَ بِاَللَّهِ مِنْ جِهَتِهِ كَمَا يَزْعُمُ ذَلِكَ ابْنُ عَرَبِيٍّ صَاحِبُ "كِتَابِ الْفُتُوحَاتِ الْمَكِّيَّةِ" وَ "كِتَابِ الْفُصُوصِ"، فَخَالَفَ الشَّرْعَ وَالْعَقْلَ مَعَ مُخَالَفَةِ جَمِيعِ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَأَوْلِيَائِهِ كَمَا يُقَالُ لِمَنْ قَالَ: فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ تَحْتِهِمْ لَا عَقْلَ وَلَا قُرْآنَ. اهـ. وقال شيخ الإسلام / في "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" (1 / 219): فَإِنَّ ابْنَ عَرَبِيٍّ وَأَمْثَالَهُ وَإِنْ ادَّعَوْا أَنَّهُمْ مَنَّ الصُّوفِيَّةِ فَهُمْ مِنْ صُوفِيَّةِ الْمَلَاحِدَةِ الْفَلَاسِفَةِ لَيْسُوا مِنْ صُوفِيَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ. اهـ. ü أَبُو حَامِدٍ الْغَزَالِيُّ. قال شيخ الإسلام / كما في "مجموع الفتاوى" (5/398): وَأَمَّا مَا حَكَاهُ أَبُو حَامِدٍ الْغَزَالِيُّ عَنْ بَعْضِ الْحَنْبَلِيَّةِ: أَنَّ أَحْمَد لَمْ يَتَأَوَّلْ إلَّا "ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ ": {الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ يَمِينُ اللهِ فِي الْأَرْضِ}، {وَقُلُوبُ الْعِبَادِ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ}، {وَإِنِّي أَجِدُ نَفَسَ الرَّحْمَنِ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ} فَهَذِهِ الْحِكَايَةُ كَذِبٌ عَلَى أَحْمَد لَمْ يَنْقُلْهَا أَحَدٌ عَنْهُ بِإِسْنَادِ؛ وَلَا يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ نَقْلَ ذَلِكَ عَنْهُ. وَهَذَا الْحَنْبَلِيُّ الَّذِي ذَكَرَ عَنْهُ أَبُو حَامِدٍ مَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ لَا عِلْمُهُ بِمَا قَالَ وَلَا صِدْقُهُ فِيمَا قَالَ. اهـ. وقال / كما في "مجموع الفتاوى" (10/551): أَمَّا (كِتَابُ قُوتِ الْقُلُوبِ) و(كِتَابُ الْإِحْيَاءِ) تَبَعٌ لَهُ فِيمَا يَذْكُرُهُ مِنْ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ: مِثْلَ الصَّبْرِ وَالشُّكْرِ وَالْحُبِّ وَالتَّوَكُّلِ وَالتَّوْحِيدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَأَبُو طَالِبٍ أَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ، وَالْأَثَرِ وَكَلَامِ أَهْلِ عُلُومِ الْقُلُوبِ مِنْ الصُّوفِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَبِي حَامِدٍ الْغَزَالِيِّ وَكَلَامُهُ أَسَدُّ وَأَجْوَدُ تَحْقِيقًا وَأَبْعَدُ عَنْ الْبِدْعَةِ مَعَ أَنَّ فِي "قُوتِ الْقُلُوبِ" أَحَادِيثَ ضَعِيفَةً وَمَوْضُوعَةً وَأَشْيَاءَ كَثِيرَةً مَرْدُودَةً. وَأَمَّا مَا فِي (الْإِحْيَاءِ) مِنْ الْكَلَامِ فِي "الْمُهْلِكَاتِ" مِثْلُ الْكَلَامِ عَلَى الْكِبْرِ وَالْعُجْبِ وَالرِّيَاءِ وَالْحَسَدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَغَالِبُهُ مَنْقُولٌ مِنْ كَلَامِ الْحَارِثِ الْمُحَاسَبِيِّ فِي الرِّعَايَةِ وَمِنْهُ مَا هُوَ مَقْبُولٌ وَمِنْهُ مَا هُوَ مَرْدُودٌ وَمِنْهُ مَا هُوَ مُتَنَازَعٌ فِيهِ. و"الْإِحْيَاءُ"[1] فِيهِ فَوَائِدُ كَثِيرَةٌ؛ لَكِنْ فِيهِ مَوَادُّ مَذْمُومَةٌ فَإِنَّهُ فِيهِ مَوَادُّ فَاسِدَةٌ مِنْ كَلَامِ الْفَلَاسِفَةِ تَتَعَلَّقُ بِالتَّوْحِيدِ وَالنُّبُوَّةِ وَالْمَعَادِ فَإِذَا ذَكَرَ مَعَارِفَ الصُّوفِيَّةِ كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ أَخَذَ عَدُوًّا لِلْمُسْلِمِينَ أَلْبَسَهُ ثِيَابَ الْمُسْلِمِينَ. وَقَدْ أَنْكَرَ أَئِمَّةُ الدِّينِ عَلَى "أَبِي حَامِدٍ" هَذَا فِي كُتُبِهِ. وَقَالُوا: مَرَّضَهُ "الشِّفَاءُ" يَعْنِي شِفَاءَ ابْنِ سِينَا فِي الْفَلْسَفَةِ. وَفِيهِ أَحَادِيثُ وَآثَارٌ ضَعِيفَةٌ؛ بَلْ مَوْضُوعَةٌ كَثِيرَةٌ. وَفِيهِ أَشْيَاءُ مِنْ أَغَالِيطِ الصُّوفِيَّةِ وَتُرَّهَاتِهِمْ. وَفِيهِ مَعَ ذَلِكَ مِنْ كَلَامِ الْمَشَايِخِ الصُّوفِيَّةِ الْعَارِفِينَ الْمُسْتَقِيمِينَ فِي أَعْمَالِ الْقُلُوبِ الْمُوَافِقِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَمِنْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْعِبَادَاتِ وَالْأَدَبِ مَا هُوَ مُوَافِقٌ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مَا هُوَ أَكْثَرُ مِمَّا يَرِدُ مِنْهُ فَلِهَذَا اخْتَلَفَ فِيهِ اجْتِهَادُ النَّاسِ وَتَنَازَعُوا فِيهِ. اهـ. وقال / كما في "مجموع الفتاوى" (4/72): وَهَذَا أَبُو حَامِدٍ الْغَزَالِيُّ مَعَ فَرْطِ ذَكَائِهِ وَتَأَلُّهِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِالْكَلَامِ وَالْفَلْسَفَةِ وَسُلُوكِهِ طَرِيقَ الزُّهْدِ وَالرِّيَاضَةِ وَالتَّصَوُّفِ يَنْتَهِي فِي هَذِهِ الْمَسَائِلِ إلَى الْوَقْفِ وَالْحَيْرَةِ وَيُحِيلُ فِي آخِرِ أَمْرِهِ عَلَى طَرِيقَةِ أَهْلِ الْكَشْفِ وَإِنْ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ رَجَعَ إلَى طَرِيقَةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَصَنَّفَ "إلْجَامَ الْعَوَامِّ عَنْ عِلْمِ الْكَلَامِ". اهـ. 27. كَرْلِيْسُ دَرْوِيْن. قال كَرلِيس دَروِين -لعنه الله-: أصل الناس من القردة، أو قال: خلق الناس من القردة. قلت: ولق خلق اللهُ الناسَ من الطين كما قال الله : ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ [الأنعام: 2]، وقال : ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ [المؤمنون: 12]، وقال : ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ [السجدة: 7]، وقال : ﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ [الصافات: 11]، وقال : ﴿إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ [ص: 71]. وأما كرليس دروين -لعنه الله- فهو من أصحاب القردة، قال الله : ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ [البقرة : 65]. قال الإمام ابن كثير / في "تفسيره" (3/493): يقول [الله] تعالى، لنبيه صلوات الله وسلامه عليه: ﴿وَاسْأَلْهُمْ أي: واسأل هؤلاء اليهود الذين بحضرتك عن قصة أصحابهم الذين خالفوا أمر الله، ففاجأتهم نقمته على صنيعهم واعتدائهم واحتيالهم في المخالفة، وحذر هؤلاء من كتمان صفتك التي يجدونها في كتبهم؛ لئلا يحل بهم ما حل بإخوانهم وسلفهم. وهذه القرية هي "أيلة" وهي على شاطئ بحر القلزم. اهـ. وقال الإمام ابن كثير / في "تفسيره" (3/496): أن قوله تعالى: ﴿تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ قال: كانت تأتيهم يوم السبت، فإذا كان المساء ذهبت، فلا يرى منها شيء إلى يوم السبت الآخر، فاتخذ -لذلك -رجل خيطًا ووتدًا، فربط حوتا منها في الماء يوم السبت، حتى إذا أمسوا ليلة الأحد، أخذه فاشتواه، فوجد الناس ريحه، فأتوه فسألوه عن ذلك، فجحدهم، فلم يزالوا به حتى قال لهم: "فإنه جلد حوت وجدناه". فلما كان السبت الآخر فعل مثل ذلك -ولا أدري لعله قال: ربط حوتين -فلما أمسى من ليلة الأحد أخذه فاشتواه، فوجدوا رائحة، فجاءوا فسألوه فقال لهم: لو شئتم صنعتم كما أصنع. فقالوا له: وما صنعت؟ فأخبرهم، ففعلوا مثل ما فعل، حتى كثر ذلك. وكانت لهم مدينة لها ربض يغلقونها عليهم، فأصابهم من المسخ ما أصابهم. فغدوا عليهم جيرانهم مما كانوا حولهم، يطلبون منهم ما يطلب الناس، فوجدوا المدينة مغلقة عليهم، فنادوا فلم يجيبوهم، فتسوروا عليهم، فإذا هم قردة، فجعل القرد يدنو يتمسح بمن كان يعرف قبل ذلك، ويدنو منه ويتمسح به. اهـ. فلا شك ولا ريب أن إبليس -لعنه الله- جاهل لكن كرليس دروين -لعنه الله- أجهل منه، لأن إبليس يقول: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [الأعراف: 12]. وقد علم إبليس –لعنه الله- أن أبا البشر آدم ؛ خلقه الله من الطين. ü أبو حنيفة. قال شيخنا أبو عبد الرحمن يحيى الحجوري –حفظه الله ورعاه- كما في "فأذن مؤذن" (ص: 15): أبو حنيفة النعمان بن ثابت مرجئ، والمرجئة مبتدعة؛ فأبو حنيفة مبتدع وإن زعل أصحابه. اهـ. وقد بين الإمام الوادعي / أن أبا حنيفة مرجئ (انظر "نشر الصحيفة في ذكر الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة"). قال الإمام ابن حبان / في "المجروحين" (3/61-64): النعمان بن ثابت أبو حنيفة الكوفى: صاحب الرأى....وكان رجلا جدلا ظاهر الورع لم يكن الحديث صناعته، حدث بمائة وثلاثين حديثا مسانيد ماله حديث في الدنيا غيرها أخطأ منها في مائة وعشرين حديثا. إما أن يكون أقلب إسناده أو غير متنه من حيث لا يعلم فلما غلب خطؤه على صوابه استحق ترك الاحتجاج به في الاخبار. ومن جهة أخرى لا يجوز الاحتجاج به لانه كان داعيا إلى الارجاء والداعية إلى البدع لا يجوز أن يحتج به عند أئمتنا قاطبة لاأعلم بينهم فيه خلافا على أن أئمة المسلمين وأهل الورع في الدين في جميع الامصار وسائر الاقطار جرحوه وأطلقوا عليه القدح إلا الواحد بعد الواحد. اهـ. وقال شيخنا يحيى الحجوري –حفظه الله ورعاه- عن أبي حنيفة كما في "فأذن مؤذن" (ص: 41): ضعيف في العقيدة، والفقه، والحديث. اهـ. وقول شيخنا يحيى الحجوري –حفظه الله ورعاه- عن أبي حنيفة مثل قوله عن داود الظاهري أنه ضعيف في العقيدة، فعنده تجهم، وضعيف في الفقه، وضعيف في الحديث، وابن حزم أقوى منه في الحديث. [انظر"فأذن مؤذن لأبي معاذ حسين الحطيبي" (ص: 41)]. ü محمد عبده المصري. قال الإمام الوادعي / كما في "المجروحين" (ص: 76): يقول: يمكن أن يكون هناك أب غير آدم، ذكره محمد رشيد رضا في أوائل تفسير سورة النساء في كتابه "المنار" الذي ينبغي أن يسمى "الضلال". اهـ. قلت: وأما قوله: "يمكن أن يكون هناك أب غير آدم" فهذا الكلام مثل ما قاله كَرْلِيْسُ دَرْوِيْن. كرليس دروين -لعنه الله- يقول: أصل الناس من القردة أو خلق الناس من القردة. قال الإمام الوادعي / عن محمد عبده المصري كما في "المجروحين" (ص: 76): ماسوني، هو إلى الكفر أقرب. اهـ. قال / كما في "المجروحين" (ص: 76): الضلال الأكبر، نعم هو مجدد، لكن إلى الضلال، وناصر للمذهب المعتزلي وللمذاهب الرديئة؛ فإنه أجاز التعامل بالربا القليل كما ذكره عنه محمد رشيد رضا في كتابه "المنار". اهـ. ومن من سلك مسلكه: محمد رشيد رضا، قال الإمام الوادعي / عن محمد رشيد رضا كما في "المجروحين" (ص: 69): هو وجمال الدين الأفغاني رجلان ماسونيان، وقد ورثا الاعتزال من محمد عبده المصري اللذين انتشر الشر بسببها. اهـ. وقال /: زائغ كتابه "المنار" هو بالضلال. اهـ. وقال /: ما أتهمه بترك الصلاة، ولكنه سطر في كتابه "المنار" ما تشمئز منه القلوب، وربما يصل إلى الكفر، ومن أقواله: إن الدجال رمز خرافة، وينكر طلوع الشمس من مغربها، ولنا ردود عليه والحمد لله. اهـ. ومن أصحابه في أندونيسيا: أحمد الشُّرْكاتِيّ؛ هو مؤسس فرقة الإرشاد الإسلامي في أندونيسيا، ومن أصحاب أحمد الشُّركاتِيّ: محمد التميمي، ويوسف باعيسى، ومبارك بامعلم، وغيرهم. كان عندهم مركز في مسجد الإرشاد الإسلامي سُوْرَابَيَا يسمى بمعهد علي بن أبي طالب. وجاء أصحابهم في هذا المركز واجتمعوا، ومنهم: عون الرفيق غفران، وأبو نداء، يزيد جَواز. واجتمعوا -أيضا- في مراكز الأخرى، منهم: أبو قتادة، وابن يونس، وعبد الله تسليم، وخليف الهادي، وفرندى، وصالح سُعَيدي، وعمر جَواز، وغيرهم. وكانوا من المفتونين بأموال جمعية إحياء التراث الكويت، والآن عندهم الجمعيات؛ في كل مراكز فيها الحمعية. وقد زعموا أن أحمد الشُّركاتِيّ سني سلفي. فأقول: فلما زعم الصوفيون أن أحمد الشُّركاتي وهابي، وتحرك جسم أحمد الشُّركاتي وقال: أبرأ من محمد بن عبد الوهاب التميمي، ولستُ منه، وأنا لستُ من أصحابه -أو كما قال-. فهل يصلح هذا الرجل أن يسمى بسني سلفي؟. ü حسن البنا. هو مؤسس فرقة الإخوان المسلمين؛ وقال شيخنا يحي الحجوري –حفظه الله ورعاه-: ينكر أحاديث المهدي. اهـ. فلما عرف أبو نِداء الأندونيسي أن حسن البنا مبتدع كما قاله الإمام الوادعي / فقال: "أنا ما أستطع أن أقول: حسن البنا مبتدع، أنا أنتظر أقوال كبار العلماء عليه". قوله هذا مثل ما قاله بعض المميعين في أندونيسيا، ومنهم: خليف الهادي، وصادِقون، ولقمان جَمال، ومُستَمِن، وذوالقرنين، وعبد السلام، ونعيم الجاوي، والجوهاري، وجعفر صالح، وهارِيادي، وأبو بَكر الجاكَرتي، وسيف الله، وغيرهم؛ فلما جاءت البينات من دار الحديث بدماج عن حزبية بعض مشيايخهم فقالوا: "نحن ننتظر كلام كبار العلماء". ثم بعد ذلك صاروا من الحزبيين. ü يوسف القرضاوي. قال شيخنا يحي الحجوري –حفظه الله ورعاه-: هو من رؤوس الحزبيين وأخبثهم على الإسلام. وقال -أيضا-: هو أشعري العقيدة، يرى أن مذهب السلف هو تفويض معاني الصفات؛ فهو إخوني، صوفي، أشعري. وقال -أيضا-: هو من المنافقين في هذا العصر، فليبلغ الشاهد الغائب. اهـ. [انظر "إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي" للإمام الوادعي / (دار الآثار/صنعاء)]. ü سلمان العودة. قال الإمام الوادعي / كما في "المجروحين" (ص: 41): يوالي المبتدعة. اهـ. قال شيخنا يحي الحجوري –حفظه الله ورعاه- كما في "فأذن مؤذن" (ص: 57): من كبار الحزبيين. وقال -أيضا-: إخواني جلد، يثني على جامعة الإيمان، وأثنى على الانتخابات في اليمن، ويحاول في وجودها هناك، وهو في التردي نظير سفر الحوالي، أو أشد. اهـ. ü سفر الحوالي. قال الإمام الوادعي / كما في "المجروحين" (ص: 40): يجوز الانتخابات. اهـ. كان الحوالي عند الإخوان المسلمين يعتبر من علمائهم، فأقول: نعم، من علمائهم ثم صار من سفهائهم، قال الإمام الشوكاني / عن مثل هذا الرجل كما في "أدب الطلب" (ص: 92): فإذا سمع عالما من العلماء يفتي بخلافه أو يعمل على ما لا يوافقه اعتقد أنه من أهل الضلال ومن الدعاة إلى البدعة. اهـ. وقال الله ـ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) (الصف: 2، 3). ü محمد سرور زين العابدين. قال شيخنا يحي الحجوري –حفظه الله ورعاه- كما في "فأذن مؤذن" (ص: 57): من كبار الحزبيين. وقال الإمام الوادعي / كما في "المجروحين" (ص: 73): وهم يثنون على حسن الترابي، وينتقصون أهل العلم بأنهم لا يعرفون الواقع، ويعوزون إلى أصحابهم أن يدخلوا في الانتخابات. اهـ. ü محمد الغزالي. قال الإمام الوادعي / كما في "المجروحين" (ص: 68-69): خبيث وكتابه كتاب الضلال، وهو رجل داعية كبير إلى الضلال.....، وكان له كتاب في الإخوان المسلمين، فألقوا معه مقالة عند أن كان يتهم بأنه علماني، فقال: أنا إخواني من زمن حسن البنا حتى زماننا هذا. اهـ. ü سيد قطب. قال شيخنا يحي الحجوري –حفظه الله ورعاه-: حلق، فسيق، ليس بعالم، بل هو أديب من أهل الكلام. اهـ. قال شيخنا يحي الحجوري –حفظه الله ورعاه- عن "تفسيره" كما في "فأذن مؤذن" (ص: 88): هو جدير بالتحريق؛ ففيه الدعوة إلى وحدة الوجود، ومؤلفه حليق، فسيق، ليس بعالم، بل هو أديب من أهل الكلام. اهـ. قال الإمام الوادعي / كما في "المجروحين" (ص: 42): يعتبر تفسيره تفسير شخص عاش في الإلحاد باعترافه إحدى عشرة سنة، فكيف يكون ذلك تفسيرا. اهـ. ü محمد قطب. قال الإمام الوادعي / كما في "المجروحين" (ص: 76): يعرض بدعوة الإخوان المسلمين تعريضا، فهل الإخوان المسلمين مستعدون لقبول نصيحة أهل الخير والعلم، أم قد أصبحتم مفتونين بالحزبية؟ وكما يقال: حبك الشيء يعمي ويصم. اهـ. ü سعيد حوى. قال الإمام الوادعي / كما في "المجروحين" (ص: 39): المنحرف المبتدع، لا بارك الله في عمره أفناه في الدفاع عن منهج الإخوان المسلمين؛ له كتاب صوفي بعنوان "تربيتنا الروحية". ü عبد المجيد الزنداني. قال الإمام الوادعي / كما في "المجروحين" (ص: 76): ضل مضل، من رؤوس المبتدعة،.... لا بارك الله فيه طعن في الإسلام أول مرة. اهـ. هذا الرجل عنده طعن في الإسلام، هو مثل عبد الرحمن واحد الصوفي الأندونيسي الذي يطعن في القرآن، قال عبد الرحمن واحد الصوفي الأندونيسي: القرآن خليعة، ما وجدت بمثله في الإنجيل. وهذا الكلام كفر، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ ت عَنْ النَّبِيِّ ق قَالَ: ((مِرَاءٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ)) وفي رواية: ((جِدَالٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ)) (رواه أحمد). فكيف بطعنه؟ فلا شك ولا ريب أنه أشد الكفر. وحضر عبد الرحمن واحد الصوفي الأندونيسي في كنيسة وجلس مع الأسقف ونساء النصرنية في تغظيم الصليب. ü صدام حسين. وهذا الرجل منزلته في الشر كمنزلة عبد الرحمن واحد الصوفي الأندونيسي؛ هو من رؤوس بلاد العراق، وأما عبد الرحمن الأندونيسي رئيس رابع في بلاد أندونيسيا، وأمر صدام حسين عساكره في قتل بعض المسلمين في العراق. وأمر عبد الرحمن واحد الصوفي إيْمَادِيَاسَى وعساكره في قتل المسلمين في جزيرة أمبون-مُلُوْك؛ قال الله ـ: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء: 93]. وأما إْيمادِيَاسَى فهو مشرك من عباد الأصنام، هو من جزيرة بَالِي. وفعل عبد الرحمن واحد الصوفي هذا مثل ما فعله الصوفييون المشركون في قتل إمام بُنجول الشيخ شريف بن بيان الدين الأندونيسي /. وقد طعن عبد الرحمن واحد الصوفي المسلمين في أمبون؛ وقال عن الحرب بين المسلمين والكفار في جزيرة أمبون: "إن المسلمين في أمبون أصحاب المشاكل"، وقال: "المسلمون في أمبون مخطؤون". لا ينبغي لرجل مسلم أن يتكلم بهذا الكلام، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ت قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ق: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ». (رواه البخاري ومسلم). ü عبد الرحمن عبد الخالق. قد طعن عبد الرحمن عبد الخالق علماء السنة في محاضرته في أندونيسيا، ونزل في بعض مراكز أصحابه الحزبيين، وكان من أصحابه: عبد الحكيم عبدة، ويزيد جَوَّاز، ومبارك با مُعلِّم، وعَوْن الرَّفِيْق غُفران وسائر أصحاب جمعية الفرقان سِيْدايو وجَمعية الصفوة جاكَرْتا ومن معهم. وقال الإمام الوادعي / كما في "المجروحين": لا جزاه الله خيرا، كان سلفيا، ثم الآن سلفطيا، لأنه قد أخذ بالإنتخابات، والإنتخابات من الديمقرطية. وقال /: دعوته تعتبر نكبة على دعوة أهل السنة. هو وعبد الله السبت. اهـ. وقال الإمام الوادعي / عن عبد الله السبت: وهو السبب في تفرقة أهل السنة في اليمن والسودان ومصر وأندونيسيا، هو وعبد الرحمن عبد الخالق دعوتهما تعتبر نكبة على الدعوة السلفية والسنة. اهـ. ü أسامة بن لادِن. قال شيخنا يحيى حفظه الله كما في "فأذن مؤذن" (ص: 40): حزبي من التكفيريين، الجهاديين، وهو مغرور بالزنداني، ومبهور به جدا. اهـ. ومن سلك مسلكه في أندونيسيا: · إمام سامُدرَى. · أَمْرُوْزِِي. وقد قتل إمام سامُدرا وأمروزِي بعض المسلمين وكافِر مُعَاهَد[2] في جزيرة بَالِي، وفي قتلهم باسم حهاد في سبيل الله، وفعلهما ليس من الجهاد في سبيل الله بل هو من الكبائر، قال الله ـ: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء: 93]. وقَالَ رَسُولُ اللهِ ق: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهِدًا فِى غَيْرِ كُنْهِهِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ». (رواه البخاري عبد الله بن عمرو ت وأبو داود عَنْ أَبِى بَكْرَةَ ت وابن ماجهعن أبي هريرة ت). وقضى حكماء أندونيسيا بقتلهما. · نور الدين توف. وقد وقع الحرب بين هذا الرجل وأصحابه مع بعض العساكر في مدينة مَالَنْج-جَاوَى، وضربهم العساكر في ذلك الحرب ومات نور الدين توف. وقد وقع أيضا الحرب بين لقمان بن محمد باعبده الأندونيسي وأصحابه مع العساكر في قرية كِيْبُوْن سِنْكِيْح-أمبُوْن-مُلُوْك، ثم كتب صاحب لقمان باعبده اسمه آيف شفر الدين كتابا عن قصتهم في القتل مع العساكر، وذلك الكتاب فيه الطعن على الأمراء والعساكر. نسال الله السلامة. ü المسيح الدجال. قال الإمام مسلم / (7552): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ أَبِى مَالِكٍ الأَشْجَعِىِّ عَنْ رِبْعِىِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ ت قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ق: «لأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ أَحَدُهُمَا رَأْىَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ وَالآخَرُ رَأْىَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ فَإِمَّا أَدْرَكَنَّ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذِى يَرَاهُ نَارًا وَلْيُغَمِّضْ ثُمَّ لْيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ فَيَشْرَبَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ وَإِنَّ الدَّجَّالَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ». قال الإمام البخاري / (1005): حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن امرأته فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر ل أنها قالت: أتيت عائشة ل زوج النبي ق حين خسفت الشمس فإذا الناس قيام يصلون وإذا هي قائمة تصلي فقلت ما الناس؟ فأشارت بيدها إلى السماء وقالت سبحان الله، فقلت: آية؟ فأشارت أي نعم، قالت: فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب فوق رأسي الماء فلما انصرف رسول الله ق حمد الله وأثنى عليه ثم قال: «ما من شييء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريبا من - فتنة الدجال لاأدري أيتهما قالت أسماء يؤتى أحدكم فيقال له ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن لاأدري أي ذلك قالت أسماء فيقول محمد رسول الله ق جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا فيقال له نم صالحا فقد علمنا إن كنت لموقنا وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أيتهما قالت أسماء فيقول لاأدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته». قال شيخ الإسلام / في "إقامة الدليل على إبطال التحليل" (4/213): وَقَدْ اتَّفَقَ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ وَالتَّحْقِيقِ أَنَّ الرَّجُلَ لَوْ طَارَ فِي الْهَوَاءِ، أَوْ مَشَى عَلَى الْمَاءِ, لَمْ يُتَّبَعْ إلَّا أَنْ يَكُونَ مُوَافِقًا لِأَمْرِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ رَأَى مِنْ رَجُلٍ مُكَاشَفَةً أَوْ تَأْثِيرًا فَاتَّبَعَهُ فِي خِلَافِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ كَانَ مِنْ جِنْسِ أَتْبَاعِ الدَّجَّالِ، فَإِنَّ الدَّجَّالَ يَقُولُ لِلسَّمَاءِ: أَمْطِرِي فَتُمْطِرُ، وَيَقُولُ لِلْأَرْضِ، أَنَبْتِي فَتُنْبِتُ، وَيَقُولُ لِلْخَرِبَةِ أَخْرِجِي كُنُوزَك فَتَخْرُجُ مَعَهُ كُنُوزُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَيَقْتُلُ رَجُلًا ثُمَّ يَأْمُرُهُ أَنْ يَقُومَ فَيَقُومَ, وَهُوَ مَعَ هَذَا كَافِرٌ مَلْعُونٌ عَدُوٌّ للهِ، قَالَ النَّبِيُّ ق: «مَا مِنْ نَبِيٍّ إلَّا قَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ: وَأَنَا أُنْذِرُكُمُوهُ إنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ - ك ف ر - يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ قَارِئٍ وَغَيْرِ قَارِئٍ، وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَنْ يَرَى رَبَّهُ حَتَّى يَمُوتَ». وَقَدْ ثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ: «إذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَسْتَعِذْ بِاَللهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ». وَقَالَ ق: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ». وَقَالَ ق: «يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ كَذَّابُونَ دَجَّالُونَ، يُحَدِّثُونَكُمْ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ». هَؤُلَاءِ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ الشَّيَاطِينُ وَتُوحِي إلَيْهِمْ، كَمَا قَالَ ـ: «هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ». وَمِنْ أَوَّلِ مَنْ ظَهَرَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ. اهـ. بعون الله تعالى وتوفيقه تمت هذه الرسالة في 23 رجب 1432 هـ، أسأل الله سبحانه أن ينفع بها وأن يجعلها خالصة لوجهه الله الكريم، كما أسأله سبحانه أن يغفرلي ولوالدي ولمشايخي وإخواني في الله. قال الله ـ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [يونس: 9، 10].
    كتبه أبو أحمد محمد بن سليم الأندونيسي

    [1]قال شيخنا أبو عبد الرحمن يحيى –حفظه الله ورعاه- عن كتاب "إحياء علوم الدين": من كتب الضلال، والتصوف، والإشادة بالحلولية، والاتحادية، وعلم الكلام، وهو من مصادر الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ولو قيل فيه: (إماتة علوم الدين) لما كان بعيدا عن الصواب. اهـ.
    [2] والمُعاهَد: مَن كان بَيْنك وبَيْنَه عهد وأكثرُ ما يُطْلَق في الحديث على أهْل الذِّمة وقد يُطلق على غيرهم من الكُفَّار إذا صُولحوا على تَرْك الحَرْب مُدّةً ما. (النهاية في غريب الأثر: 3 / 613).
يعمل...
X