التساؤلات المضيّة على حاشية التعليقات الرضيّة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .
{ يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون } ، { ياأيها الناسُ ا تقوا الله ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها ز وجها وبث منهما رجالاً كثير اً وَ نساءً واتقوا الله الذى تساءلُونَ به والأ رحام إن الله كان عليكم رقيباً}، { يَا أ يها الذين آ منوا اتقوا الله وقولوا قَو لاً سَديداً يُصلح لَكُم أَ عما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُ نُوبَكُم وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً} أ ما بعد ..
وقفت على حاشية التعليقات الرضية للشيخ عبد الرحمن العدني وفقنا الله وإياه للخير وثبتنا عليه ، فوجدتها لا تعدوا عن ردة فعل بعد صمت طويل ، أو قل ربما بعد أن حمَّلَ وتحمل عنه الكلام بقية من أهل العلم والفضل لفترة من الزمن ، والمردود عليه في كلا الحالتين هو شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظ الله الجميع ..
لكن ماكنت أحسب بعد هذا الصمت بطوله أن تُهمل الردود السابقة ، ليخرج الرد مع الأسف بهذه الصيغة المخجلة والخالية من كل مايقرب للخير ويدرء غيوم الفتنة .
بطبيعة الحال الشيخ عبد الرحمن يعلم علم اليقين ، أن ماحدث في دماج من زوبعة كانت كسحابة صيف ولت ولن تعود ، بل وإن قدر الله لها الهداية والعودة ، فعودتها عودة من يحمل الخير والبركة ، ونور توبة وإنابة ، قال تعالى : { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات }.
أما وإن كانت الخيبة والمكابرة والإستغراق في الطعن هنا وهناك ، ونشر الأباطيل في كل محفل ومنزل ، فالحمدلله القائل : { لن يضرونكم إلا أذى } .
فالدعوة ولله الحمد ليست بالأمر الهين الذي يجعل منها تهتز إهتزاز العليل ، كلما خرج واحد عليها ، أوهبت رياح التشكيك فيها ..
وعندما نقول دعوة أهل السنة في اليمن ، ينصرف الذهن مباشرة إلى دار الحديث بدماج وشيخها القائم عليها ، وإخوانه أعوانه حفظهم الله جميعاً .
قد حاول يا شيخ عبد الرحمن من هو أشد منك في هذا المجال ، حاولوا بالتملق ، وحاولوا بالكيد والقلم واللسان ، بل واليد والسلاح ، فماذا كان ؟
والله وبالله وتالله لم يكن شيئاً ، ولن يكون بإذنه تعالى ، فكم تكلموا على الدار و وشوا بها هنا وهناك ، ومع ذلك فالدروس قائمة والخير مستمر ولله الحمد ، وكم تكلموا على شيخها وطلابه بالكذب والبهتان والزور ، وبالخيانة والفجور ، ومع ذلك الدروس قائمة والخير مستمر ولله الحمد ، كم كُلِمت الدار في فتنة الرافضة وتحرشاتهم بطلابها ، فقُتِلَ من قُتِل ، وجُرِحَ من جُرِحَ ، ومع ذلك الدروس قائمة والخير مستمر ولله الحمد.
أيضاً لانُغيب دور الجواسيس الذين لا ينفكون ينثرون بذور الشر والفتنة بين الطلاب ، فلم يفلحوا ولن يفلحوا بإذن الله في شق الصف وتفريق ذات البين ، ومع ذلك الدروس مستمرة والخير مستمر ، كذلك أهل الأهواء والحزبية والرافضة والعلمانية تحيط بدماج إحاطة السوار بالمعصم ، ومع ذلك الدروس قائمة والخير مستمر والدعوة تصدح بصوتها رافعة رأسها بين ذلك كله ، تخرج الدعوة كل يوم عزيزة لا تحمل توسل ولا تسول ، فلله الحمد والمنة ..
فليس ذلك بحول الشيخ يحيى ولا بقوته ، بل هو أمر أراده الله بحوله وقوته سبحانه ، ولا أدري كيف لدعوة هذه مكانتها ، يقوم عليها من وصفته بالأوصاف المنكرة في حاشيتك أن تبقى شامخة طيلة هذا الوقت .
كلامك يارعاك الله إعادة لشريط فتنة السليماني مصطفى ، فلله الحمد الإخوة في دماج لم يولوا هذه الزوابع وتلك الأعاصير المفتعلة هنا وهناك اهتمامهم أو يبذلوا لها أوقاتهم ، إلا قلة ممن كساهم ثوب التعصب والتحزب ، بالإضافة إلى عقارب المجالس التي أدت دورها بتمامه .
فإلى الله نشكوا ضعفنا ، قال تعالى : { يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوءٍ تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد }
تعليقاتك الرضية ياشيخ عبدالرحمن لا ترضي الله ، لما فيها من التناقض العجيب الذي ينخر التعليق من التاء إلى التاء .!
لكن لست بصدد المتن ، لوجود من يستطيع الدفاع عن نفسه ، ولست ممن يعنيهم أمر هذا الكلام بعد الإيضاح ، والنصح والإفصاح ، الذي حدث في الردود بين شيخنا وبين والدنا الشيخ عبيد الجابري حفظ الله الجميع ..
لذا فالكلام في هذا لموضوع وتكراره ، دوران في حلقة مفرغة ، يتلوه سقوط صفةٍ وذات ، إنما كلامي منصب حول حاشيتك هداك الله وهذا نصها :
[ وأحب أن أُلفت انتباه الجميع إلى أن من خُلق يحيى الحجوري الذي قد عُرف به أنه جريءٌ في نفي وإنكار ما يصدر منه ولو شهد بذلك عليه مجموعة من طلاب العلم الفضلاء بل ولو كانوا مشايخ أجلاء , طالما لا يوجد شريط مسجل بصوته أو شيءٌ مكتوب بخطه ولم ينس الجميع نفيه لما نقله المشايخ حفظهم الله في اجتماع الحديدة من موافقته على ما اتفق عليه في مكة عند الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى , وهو في نفيه أحد رجلين : إما كاذب وإما مراوغ , فإن كان قد صرح بالموافقة عندهم فهو كاذب حينما نفى , وإن كان لم يصرح بالموافقة فهو مراوغ لأنه أوهم الحضور بالموافقة وهو ليس كذلك .
وما أكثر الكذبات وأنواع المكر والمراوغات التي ثبتت على الحجوري مع تظاهره بالصلاح والتقوى وتحري الصدق والأمانة ومن هنا فإني أسجل شهادة تدينا ً أعلم أن الله سبحانه سيسألني عنها يوم القيامة { سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ } فأقول فيها : أقسم بالله العظيم أنني لا أعرف منذ طلبت العلم إلى الآن أحداً ممن ينسب إلى العلم والصلاح أشدََّ فجوراً في الخصومة وحقداً ، وأعظم كذبا ً ومراوغةً ومكرا ً من يحيى بن علي الحجوري , وهو مع أوصافه تلك شديد الحذر من أن تظهر عليه هذه الأمور , ولكن يأبى الله سبحانه وتعالى إلا فضيحة المبطلين , وصدق الله إذ يقول ] وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ { وما أحسن قولَ من قال :
ومهما تكن عند امرئ من خليقةٍ *** وإن خالها تخفى على الناس تعلمِ[ إهـ
لاحظ معي ياشيخ قولك : [ وأحب أن أُلفت انتباه الجميع إلى أن من خُلق يحيى الحجوري الذي قد عُرف به أنه جريءٌ في نفي وإنكار ما يصدر منه ولو شهد بذلك عليه مجموعة من طلاب العلم الفضلاء بل ولو كانوا مشايخ أجلاء , طالما لا يوجد شريط مسجل بصوته أو شيءٌ مكتوب بخطه ] .ِ إهـ
ثم قولك : [ ومن هنا فإني أسجل شهادة تدينا ً أعلم أن الله سبحانه سيسألني عنها يوم القيامة ] سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ [ فأقول فيها : أقسم بالله العظيم أنني لا أعرف منذ طلبت العلم إلى الآن أحداً ممن ينسب إلى العلم والصلاح أشدََّ فجوراً في الخصومة وحقداً ، وأعظم كذبا ً ومراوغةً ومكرا ً من يحيى بن علي الحجوري ] .ِ إهـ
ثم قولك : [ وهو مع أوصافه تلك شديد الحذر من أن تظهر عليه هذه الأمور , ولكن يأبى الله سبحانه وتعالى إلا فضيحة المبطلين , وصدق الله إذ يقول] وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ [ ] .ِ إهـ
إجابتها ياشيخ عبد الرحمن وفقك الله : { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة} .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى الجزء 15 صحيفة 332 [ في معرض حديثه حول هذه الآية : ] وهذا ذم لمن يحب ذلك وذلك يكون بالقلب فقط ، ويكون مع ذلك باللسان والجوارح ، وهو ذم لمن يتكلم بالفاحشة أو يخبر بها محبة لوقوعها في المؤمنين : إما حسدا أو بغضاً ، وإما محبة للفاحشة وإرادة لها ، وكلاهما محبة للفاحشة وبغضا للذين آمنوا ، فكل من أحب فعلها ذكرها [ إ.هـ
نعم ياشيخ عبد الرحمن ، أحسنت حينما ذكرتنا جميعاً بقوله سبحانه : ] سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ [، فالله المستعان .
أقول : عفا الله عنك وأحسن إليك ، طالما وهذا في نفسك منذ زمن ، فلِمَ السكوت على هذا الباطل طيلة هذا الوقت إذاً ؟
لا أعتقد أن قوله تعالى : ] ولا تلبسوا الحق بالباطل ولا تكتموا الحق وأنتم تعلمون [ بجديد عليك .
كم مكثت تُدرس العلم الشريف في دماج بجانب هذا صاحب [ الكذب والمراوغة والعناد والإنكار والمتظاهر بالخير والحقد ] ؟
أولم يكن ياشيخنا من الواجب عليك من أول يوم ، أن تناصح شيخنا يحيى ، لعل الله يهديه على يديك من ذلك كله ؟
أولم يكن ياشيخنا هداك الله من الواجب عليك أن تُحذر منه ، بعد صبر ومصابرة ونصح ومناصحة ، كونه منافق في أخلاقه وصفاته ؟
هل نقول عنك الآن أنك كتمت الشهادة ، وغششت طلاب العلم وأهل البلاد ؟
أم نقول عنك الآن أنك كتمت الحق لمآرب أخرى ؟
ثم قولك : [ أقسم بالله العظيم أنني لا أعرف منذ طلبت العلم إلى الآن أحداً ممن ينسب إلى العلم والصلاح ... ] هذا القسم ياشيخ لم تكن بحاجة إليه ، لأنه إستغراق في جمع علامات التعجب والإستفهام ..
ألأجل إحترام الشيخ المتكرر لك وإجلاله أمام الألوف من طلاب العلم يكون هذا جزاءه ؟
ألأجل ثقته بك ، لم يكن بحاجة إليها لولا محبته لك وإحترامه ؟
ثم قلي يا شيخ عبد الرحمن : هل تعلم الغيب ؟
عندما يظهر لك هذا الكبر والنفاق الصريح من الشيخ مالا يظهر للغير ممن جالسه وخالطة ، فهو والله لأمر غريب عجيب عُجاب ، الشيخ يخالط طلابه وإخوانه أكثر من مخالطته ومجالسته لأهله ، فلم ينتبه ولم يفطن من بين هذه الجموع لهذا الأمر الخفي إلا فضيلتكم !
فأنت الآن إما أنك تتدعي علم باطن الشيخ ، وإما أنك ترمي إخوانك في دماج من شيوخ وطلاب بالتعاون على الإثم والعدوان ، وتأييدهم لهذا الحاقد الكاذب المراوغ على صنيعه ..
بل والله هو رمي لدماج كلها شيوخها وطلابها وعوامها ، كبيرهم وصغيرهم الذكر منهم والأنثى ..
رميتهم إما بالجهل الذي هو دون علمكم الشريف النير المنير ، أو بالمداهنة التي تخلصت منها للتو وأفصحت عنها بالحال !!
سأكون منصفاً ولن أقول أنك رميت كذلك الشيخ مقبل رحمه الله في إختياره لشيخنا الناصح الأمين ، لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن ، ولا نأمن فتنة الأحياء ، إلا من ثبته الله ووفقه ..
لكن أن يظهر لك مالم يظهر للآلاف المؤلفة ، فهذا والله عجيب غريب ..
ياشيخ سبقك فيها والدٌ عزيز فاضل قبل أيام بهذا الكلام ، ولكن عجبي منك أنت شخصيا كونك غلَّظت وأغلظت ، بعد أن جالست وخالطت ..
فهل هذا فعلاً هو خلاصة ما تعرفه عن الشيخ يحيى ؟
هل هذا مسك ختام دعوتك في دماج وتعليمك وسهرك وتعبك ؟
بالله عليك ياشيخ فما هو الحقد والفجور في الخصومة إذاً ؟
فاتق الله ياشيخ عبدالرحمن ، فقد أوقعت نفسك في موقف أحرج مما أنت عليه الآن .
لا يوهمك ياشيخ عبد الرحمن زيد وعمرو ممن يطبل لك أنهم سيفنوا أنفسهم ويحرقوها لأجلك ولأجل مرامك ، والله لن ينفعك أحد حينما تُسأل في ذلك اليوم حول فتنتك هذه ..
كل ما ستخرج منه من مطبلي الفتنة هو{ محروق لغيره } لا غير !
فلا تحرق غير ك لأجلك ، ولاتحرق نفسك لأجل الباطل .
أما قولك : [ ولم ينس الجميع نفيه لما نقله المشايخ حفظهم الله في اجتماع الحديدة من موافقته على ما اتفق عليه في مكة عند الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى , وهو في نفيه أحد رجلين : إما كاذب وإما مراوغ , فإن كان قد صرح بالموافقة عندهم فهو كاذب حينما نفى , وإن كان لم يصرح بالموافقة فهو مراوغ لأنه أوهم الحضور بالموافقة وهو ليس كذلك مع تظاهره بالصلاح والتقوى وتحري الصدق والأمانة ] .ِ إهـ
أقول : هذا المقطع من الحاشية قد رده الشيخ أكثر من مرة وبينه ، لكن ياشيخ عبد الرحمن أعذرك كونك أتيت به في معرض تشنجك الغير مبرر ، وستجد من يرد عليك في هذه الفقرة بالذات في حينه .
لكن ياشيخ تأمل إلزامك بأن يكون الشيخ إما كاذب وإما مراوغ ، فلم تُبقي شاردة أو واردة ، صفة أو علامة من علامات النفاق إلا ورميتها على الشيخ ، الذي كنت في يوم من الأيام تثني عليه خيراً ، بينما باطنك خلاف ذلك كما بينتَ آنفا ..
فمن ياترى المداهن ؟
ومن ياترى يتظاهر بالصلاح والتقوى وتحري الصدق والأمانة ؟
ومن .. ومن ؟
فياشيخ عبد الرحمن نسأل الله لك الهداية والتوفيق ونسأله أن يردك إلى الحق رداً جميلا ، ووالله ما كتبت هذا إلا شفقة عليك ، لا على أحد ، لن ينفعك نفخ من نفخ ، و لا تطبيل من طبل لك ..
فالحق أقول : مامن يوم يمر في فتنتك إلا وشمت من شمت بك أنت ، وضحك من ضحك عليك أنت والله ، لأن من يشمتون بدعوة الشيخ رحمه الله وطلابه معلوم سببية شماتتهم ، ومعلوم تعصبهم للهوى ، فلا جديد اليوم إلا قضيتك التي شرقت بها وغربت ، ووالله ما أشبه هذه الأيام بأيام السليماني من كل النواحي ، فلا تجعل نهايتك تماثله وإن تجاوزت مرحلة المشابهة .
نسأل الله أن يردك للخير ردا جميلاً ، ويدفع عنا وعنكم صحبة السوء وبطانة الباطل .
والله المستعان ، والحمدلله رب العالمين .
{ يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون } ، { ياأيها الناسُ ا تقوا الله ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها ز وجها وبث منهما رجالاً كثير اً وَ نساءً واتقوا الله الذى تساءلُونَ به والأ رحام إن الله كان عليكم رقيباً}، { يَا أ يها الذين آ منوا اتقوا الله وقولوا قَو لاً سَديداً يُصلح لَكُم أَ عما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُ نُوبَكُم وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً} أ ما بعد ..
وقفت على حاشية التعليقات الرضية للشيخ عبد الرحمن العدني وفقنا الله وإياه للخير وثبتنا عليه ، فوجدتها لا تعدوا عن ردة فعل بعد صمت طويل ، أو قل ربما بعد أن حمَّلَ وتحمل عنه الكلام بقية من أهل العلم والفضل لفترة من الزمن ، والمردود عليه في كلا الحالتين هو شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظ الله الجميع ..
لكن ماكنت أحسب بعد هذا الصمت بطوله أن تُهمل الردود السابقة ، ليخرج الرد مع الأسف بهذه الصيغة المخجلة والخالية من كل مايقرب للخير ويدرء غيوم الفتنة .
بطبيعة الحال الشيخ عبد الرحمن يعلم علم اليقين ، أن ماحدث في دماج من زوبعة كانت كسحابة صيف ولت ولن تعود ، بل وإن قدر الله لها الهداية والعودة ، فعودتها عودة من يحمل الخير والبركة ، ونور توبة وإنابة ، قال تعالى : { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات }.
أما وإن كانت الخيبة والمكابرة والإستغراق في الطعن هنا وهناك ، ونشر الأباطيل في كل محفل ومنزل ، فالحمدلله القائل : { لن يضرونكم إلا أذى } .
فالدعوة ولله الحمد ليست بالأمر الهين الذي يجعل منها تهتز إهتزاز العليل ، كلما خرج واحد عليها ، أوهبت رياح التشكيك فيها ..
وعندما نقول دعوة أهل السنة في اليمن ، ينصرف الذهن مباشرة إلى دار الحديث بدماج وشيخها القائم عليها ، وإخوانه أعوانه حفظهم الله جميعاً .
قد حاول يا شيخ عبد الرحمن من هو أشد منك في هذا المجال ، حاولوا بالتملق ، وحاولوا بالكيد والقلم واللسان ، بل واليد والسلاح ، فماذا كان ؟
والله وبالله وتالله لم يكن شيئاً ، ولن يكون بإذنه تعالى ، فكم تكلموا على الدار و وشوا بها هنا وهناك ، ومع ذلك فالدروس قائمة والخير مستمر ولله الحمد ، وكم تكلموا على شيخها وطلابه بالكذب والبهتان والزور ، وبالخيانة والفجور ، ومع ذلك الدروس قائمة والخير مستمر ولله الحمد ، كم كُلِمت الدار في فتنة الرافضة وتحرشاتهم بطلابها ، فقُتِلَ من قُتِل ، وجُرِحَ من جُرِحَ ، ومع ذلك الدروس قائمة والخير مستمر ولله الحمد.
أيضاً لانُغيب دور الجواسيس الذين لا ينفكون ينثرون بذور الشر والفتنة بين الطلاب ، فلم يفلحوا ولن يفلحوا بإذن الله في شق الصف وتفريق ذات البين ، ومع ذلك الدروس مستمرة والخير مستمر ، كذلك أهل الأهواء والحزبية والرافضة والعلمانية تحيط بدماج إحاطة السوار بالمعصم ، ومع ذلك الدروس قائمة والخير مستمر والدعوة تصدح بصوتها رافعة رأسها بين ذلك كله ، تخرج الدعوة كل يوم عزيزة لا تحمل توسل ولا تسول ، فلله الحمد والمنة ..
فليس ذلك بحول الشيخ يحيى ولا بقوته ، بل هو أمر أراده الله بحوله وقوته سبحانه ، ولا أدري كيف لدعوة هذه مكانتها ، يقوم عليها من وصفته بالأوصاف المنكرة في حاشيتك أن تبقى شامخة طيلة هذا الوقت .
كلامك يارعاك الله إعادة لشريط فتنة السليماني مصطفى ، فلله الحمد الإخوة في دماج لم يولوا هذه الزوابع وتلك الأعاصير المفتعلة هنا وهناك اهتمامهم أو يبذلوا لها أوقاتهم ، إلا قلة ممن كساهم ثوب التعصب والتحزب ، بالإضافة إلى عقارب المجالس التي أدت دورها بتمامه .
فإلى الله نشكوا ضعفنا ، قال تعالى : { يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوءٍ تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد }
تعليقاتك الرضية ياشيخ عبدالرحمن لا ترضي الله ، لما فيها من التناقض العجيب الذي ينخر التعليق من التاء إلى التاء .!
لكن لست بصدد المتن ، لوجود من يستطيع الدفاع عن نفسه ، ولست ممن يعنيهم أمر هذا الكلام بعد الإيضاح ، والنصح والإفصاح ، الذي حدث في الردود بين شيخنا وبين والدنا الشيخ عبيد الجابري حفظ الله الجميع ..
لذا فالكلام في هذا لموضوع وتكراره ، دوران في حلقة مفرغة ، يتلوه سقوط صفةٍ وذات ، إنما كلامي منصب حول حاشيتك هداك الله وهذا نصها :
[ وأحب أن أُلفت انتباه الجميع إلى أن من خُلق يحيى الحجوري الذي قد عُرف به أنه جريءٌ في نفي وإنكار ما يصدر منه ولو شهد بذلك عليه مجموعة من طلاب العلم الفضلاء بل ولو كانوا مشايخ أجلاء , طالما لا يوجد شريط مسجل بصوته أو شيءٌ مكتوب بخطه ولم ينس الجميع نفيه لما نقله المشايخ حفظهم الله في اجتماع الحديدة من موافقته على ما اتفق عليه في مكة عند الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى , وهو في نفيه أحد رجلين : إما كاذب وإما مراوغ , فإن كان قد صرح بالموافقة عندهم فهو كاذب حينما نفى , وإن كان لم يصرح بالموافقة فهو مراوغ لأنه أوهم الحضور بالموافقة وهو ليس كذلك .
وما أكثر الكذبات وأنواع المكر والمراوغات التي ثبتت على الحجوري مع تظاهره بالصلاح والتقوى وتحري الصدق والأمانة ومن هنا فإني أسجل شهادة تدينا ً أعلم أن الله سبحانه سيسألني عنها يوم القيامة { سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ } فأقول فيها : أقسم بالله العظيم أنني لا أعرف منذ طلبت العلم إلى الآن أحداً ممن ينسب إلى العلم والصلاح أشدََّ فجوراً في الخصومة وحقداً ، وأعظم كذبا ً ومراوغةً ومكرا ً من يحيى بن علي الحجوري , وهو مع أوصافه تلك شديد الحذر من أن تظهر عليه هذه الأمور , ولكن يأبى الله سبحانه وتعالى إلا فضيحة المبطلين , وصدق الله إذ يقول ] وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ { وما أحسن قولَ من قال :
ومهما تكن عند امرئ من خليقةٍ *** وإن خالها تخفى على الناس تعلمِ[ إهـ
لاحظ معي ياشيخ قولك : [ وأحب أن أُلفت انتباه الجميع إلى أن من خُلق يحيى الحجوري الذي قد عُرف به أنه جريءٌ في نفي وإنكار ما يصدر منه ولو شهد بذلك عليه مجموعة من طلاب العلم الفضلاء بل ولو كانوا مشايخ أجلاء , طالما لا يوجد شريط مسجل بصوته أو شيءٌ مكتوب بخطه ] .ِ إهـ
ثم قولك : [ ومن هنا فإني أسجل شهادة تدينا ً أعلم أن الله سبحانه سيسألني عنها يوم القيامة ] سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ [ فأقول فيها : أقسم بالله العظيم أنني لا أعرف منذ طلبت العلم إلى الآن أحداً ممن ينسب إلى العلم والصلاح أشدََّ فجوراً في الخصومة وحقداً ، وأعظم كذبا ً ومراوغةً ومكرا ً من يحيى بن علي الحجوري ] .ِ إهـ
ثم قولك : [ وهو مع أوصافه تلك شديد الحذر من أن تظهر عليه هذه الأمور , ولكن يأبى الله سبحانه وتعالى إلا فضيحة المبطلين , وصدق الله إذ يقول] وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ [ ] .ِ إهـ
إجابتها ياشيخ عبد الرحمن وفقك الله : { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة} .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى الجزء 15 صحيفة 332 [ في معرض حديثه حول هذه الآية : ] وهذا ذم لمن يحب ذلك وذلك يكون بالقلب فقط ، ويكون مع ذلك باللسان والجوارح ، وهو ذم لمن يتكلم بالفاحشة أو يخبر بها محبة لوقوعها في المؤمنين : إما حسدا أو بغضاً ، وإما محبة للفاحشة وإرادة لها ، وكلاهما محبة للفاحشة وبغضا للذين آمنوا ، فكل من أحب فعلها ذكرها [ إ.هـ
نعم ياشيخ عبد الرحمن ، أحسنت حينما ذكرتنا جميعاً بقوله سبحانه : ] سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ [، فالله المستعان .
أقول : عفا الله عنك وأحسن إليك ، طالما وهذا في نفسك منذ زمن ، فلِمَ السكوت على هذا الباطل طيلة هذا الوقت إذاً ؟
لا أعتقد أن قوله تعالى : ] ولا تلبسوا الحق بالباطل ولا تكتموا الحق وأنتم تعلمون [ بجديد عليك .
كم مكثت تُدرس العلم الشريف في دماج بجانب هذا صاحب [ الكذب والمراوغة والعناد والإنكار والمتظاهر بالخير والحقد ] ؟
أولم يكن ياشيخنا من الواجب عليك من أول يوم ، أن تناصح شيخنا يحيى ، لعل الله يهديه على يديك من ذلك كله ؟
أولم يكن ياشيخنا هداك الله من الواجب عليك أن تُحذر منه ، بعد صبر ومصابرة ونصح ومناصحة ، كونه منافق في أخلاقه وصفاته ؟
هل نقول عنك الآن أنك كتمت الشهادة ، وغششت طلاب العلم وأهل البلاد ؟
أم نقول عنك الآن أنك كتمت الحق لمآرب أخرى ؟
ثم قولك : [ أقسم بالله العظيم أنني لا أعرف منذ طلبت العلم إلى الآن أحداً ممن ينسب إلى العلم والصلاح ... ] هذا القسم ياشيخ لم تكن بحاجة إليه ، لأنه إستغراق في جمع علامات التعجب والإستفهام ..
ألأجل إحترام الشيخ المتكرر لك وإجلاله أمام الألوف من طلاب العلم يكون هذا جزاءه ؟
ألأجل ثقته بك ، لم يكن بحاجة إليها لولا محبته لك وإحترامه ؟
ثم قلي يا شيخ عبد الرحمن : هل تعلم الغيب ؟
عندما يظهر لك هذا الكبر والنفاق الصريح من الشيخ مالا يظهر للغير ممن جالسه وخالطة ، فهو والله لأمر غريب عجيب عُجاب ، الشيخ يخالط طلابه وإخوانه أكثر من مخالطته ومجالسته لأهله ، فلم ينتبه ولم يفطن من بين هذه الجموع لهذا الأمر الخفي إلا فضيلتكم !
فأنت الآن إما أنك تتدعي علم باطن الشيخ ، وإما أنك ترمي إخوانك في دماج من شيوخ وطلاب بالتعاون على الإثم والعدوان ، وتأييدهم لهذا الحاقد الكاذب المراوغ على صنيعه ..
بل والله هو رمي لدماج كلها شيوخها وطلابها وعوامها ، كبيرهم وصغيرهم الذكر منهم والأنثى ..
رميتهم إما بالجهل الذي هو دون علمكم الشريف النير المنير ، أو بالمداهنة التي تخلصت منها للتو وأفصحت عنها بالحال !!
سأكون منصفاً ولن أقول أنك رميت كذلك الشيخ مقبل رحمه الله في إختياره لشيخنا الناصح الأمين ، لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن ، ولا نأمن فتنة الأحياء ، إلا من ثبته الله ووفقه ..
لكن أن يظهر لك مالم يظهر للآلاف المؤلفة ، فهذا والله عجيب غريب ..
ياشيخ سبقك فيها والدٌ عزيز فاضل قبل أيام بهذا الكلام ، ولكن عجبي منك أنت شخصيا كونك غلَّظت وأغلظت ، بعد أن جالست وخالطت ..
فهل هذا فعلاً هو خلاصة ما تعرفه عن الشيخ يحيى ؟
هل هذا مسك ختام دعوتك في دماج وتعليمك وسهرك وتعبك ؟
بالله عليك ياشيخ فما هو الحقد والفجور في الخصومة إذاً ؟
فاتق الله ياشيخ عبدالرحمن ، فقد أوقعت نفسك في موقف أحرج مما أنت عليه الآن .
لا يوهمك ياشيخ عبد الرحمن زيد وعمرو ممن يطبل لك أنهم سيفنوا أنفسهم ويحرقوها لأجلك ولأجل مرامك ، والله لن ينفعك أحد حينما تُسأل في ذلك اليوم حول فتنتك هذه ..
كل ما ستخرج منه من مطبلي الفتنة هو{ محروق لغيره } لا غير !
فلا تحرق غير ك لأجلك ، ولاتحرق نفسك لأجل الباطل .
أما قولك : [ ولم ينس الجميع نفيه لما نقله المشايخ حفظهم الله في اجتماع الحديدة من موافقته على ما اتفق عليه في مكة عند الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى , وهو في نفيه أحد رجلين : إما كاذب وإما مراوغ , فإن كان قد صرح بالموافقة عندهم فهو كاذب حينما نفى , وإن كان لم يصرح بالموافقة فهو مراوغ لأنه أوهم الحضور بالموافقة وهو ليس كذلك مع تظاهره بالصلاح والتقوى وتحري الصدق والأمانة ] .ِ إهـ
أقول : هذا المقطع من الحاشية قد رده الشيخ أكثر من مرة وبينه ، لكن ياشيخ عبد الرحمن أعذرك كونك أتيت به في معرض تشنجك الغير مبرر ، وستجد من يرد عليك في هذه الفقرة بالذات في حينه .
لكن ياشيخ تأمل إلزامك بأن يكون الشيخ إما كاذب وإما مراوغ ، فلم تُبقي شاردة أو واردة ، صفة أو علامة من علامات النفاق إلا ورميتها على الشيخ ، الذي كنت في يوم من الأيام تثني عليه خيراً ، بينما باطنك خلاف ذلك كما بينتَ آنفا ..
فمن ياترى المداهن ؟
ومن ياترى يتظاهر بالصلاح والتقوى وتحري الصدق والأمانة ؟
ومن .. ومن ؟
فياشيخ عبد الرحمن نسأل الله لك الهداية والتوفيق ونسأله أن يردك إلى الحق رداً جميلا ، ووالله ما كتبت هذا إلا شفقة عليك ، لا على أحد ، لن ينفعك نفخ من نفخ ، و لا تطبيل من طبل لك ..
فالحق أقول : مامن يوم يمر في فتنتك إلا وشمت من شمت بك أنت ، وضحك من ضحك عليك أنت والله ، لأن من يشمتون بدعوة الشيخ رحمه الله وطلابه معلوم سببية شماتتهم ، ومعلوم تعصبهم للهوى ، فلا جديد اليوم إلا قضيتك التي شرقت بها وغربت ، ووالله ما أشبه هذه الأيام بأيام السليماني من كل النواحي ، فلا تجعل نهايتك تماثله وإن تجاوزت مرحلة المشابهة .
نسأل الله أن يردك للخير ردا جميلاً ، ويدفع عنا وعنكم صحبة السوء وبطانة الباطل .
والله المستعان ، والحمدلله رب العالمين .
أخوكم
ضياء بن محفوظ الشميري
26 ربيع أول 1429هـ
ضياء بن محفوظ الشميري
26 ربيع أول 1429هـ
تعليق