الرد القاسمي على وقفات وتحريشات الداخلي
الحلقة الأولى
كتبه أبو عبد السلام حسن بن قاسم الريمي الحسني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي الذي اصطفى أما بعد :
فيقول المولى تبارك وتعالى :{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } ، الاسراء 53،
قال العلامة السعدي رحمه الله : " وهذا أمر بكل كلام يقرب إلى الله من قرآءة وذكر وعلم وأمر بمعروف ونهي عن منكر ، وكلام حسن لطيف مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم .............والقول الحسن داع لكل خلق جميل وعمل صالح ، فإن من ملك لسانه ملك جميع أمره، وقوله {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ} أي يسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ........" تيسير الكريم المنان صـ 460.
وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول) :إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم) رواه مسلم .
قال النووي رحمه الله :" ومعناه أيس أن يعبده أهل جزيرة العرب ولكنه سعى فى التحريش بينهم بالخصومات والشحناء والحروب والفتن ونحوها" شرح مسلم (17/156).
وعن جابر أيضا قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:( إن عرش إبليس على البحر فيبعث سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة ) رواه مسلم .
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه فمن وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذ به ) ، رواه مسلم.
إن هذه النصوص وما شاكلها توضح لنا تماماً خطر السعي في سلوك درب الفتن ، ألا وإن من هذه الفتن ، السعي الحثيث في إقاع التشاحن وإيغار الصدور والنميمة بين أصحاب المنهج الواحد من علماء أو طلاب علم بل وحتى العامة من الناس ، وإن مثل هذه الأفعال لا تصدر إلا من أشرب قلبه غيظاً وحنقاُ على من بصَّرهم الله طريق الحق والهدى ، وليس هذه والله دعوى بل حق والواقع وشهادة المنصفين أكبر برهان على ذلك ، ومع هذا كله سعى العلماء النجباء الفضلاء وعلى رأسهم شيخنا ووالدنا العلامة ربيع بن هادي حفظه الله تعالى وأجزل له المثوبة ومن معه من علماء اليمن جزاهم الله خيراً ، في إخماد فتنة عبد الرحمن بن مرعي وشلته ، التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، وبينما الأمر كذلك إذ يطالعنا غمر من أغمار الحزبية الجديدة التحريشية ، بمقال هزيل ينشر في تلكم الشبكة الأثيمة التي يسعى أصحابها بكل ما أوتوا من قوة وعدة وعتاد في بث بذرة التفرق والاختلاف بين علماء السنة في اليمن بل ارتقى بهم الحال إلى خارج اليمن والله حسيبهم على ذلك ، ومَا استضافة الأخ عبد الله بن مرعي للشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى إلى مركزه الكائن بالشحر بدون علم مسبق من مشايخ الدعوة السلفية باليمن إلا نواة فرقة ، وقد يقول قائل : وماذا في ذلك ؟ أقول: ليس الإنكار الذي لاقاه عبد الله بن مرعي من بعض المشايخ في اليمن على استضافة العلامة الجابري ؛ وإنما على التكتيك والترتيب الذي قام به من دون علم مسبق أو حتى استشارة ، مما يؤكد حتماً أن القوم كانوا على نية سيئة ولكن كيف يمكن أن يتوصلوا إليها إلا بواسطة التمسح ببعض العلماء الأفاضل ، ليوهموا ذلكم الشيخ بأن الدعوة السلفية باليمن قائمة على أكتاف أصحاب مركز الشحر .
إن استضاف العلامة الجابري رعاه الله أو غيره لبلدنا يعتبر مفخرة لنا وشد لأعضاد القائمين على تلكم المراكز من أمثال مركز والدنا الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله والذي يخلفه عليه الناصح الأمين ومركز الشيخ محمد الإمام ونحوها من مراكز السنة باليمن ، ومن التعاون على البر والتقوى ، ولكن صدق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حين أن قال : " وكم من مريد للخير لا يصيبة " فإن وراء الأكمة ما وراءها ، الله المستعان ،
المهم أن القوم كما أسلفت يسعون جاهدين لحصول الفرقة بين علماء السنة في الداخل والخارج ، وما حادثة الأشرطة المتبادلة بين الشيخين الوصابي والحجوري إلا خير مثال لذلك ، وما حصل من تلكم الملازم التي أصدرها الشيخ الجابري وفقه الله ضد الشيخ الحجوري إلا أحسن مثال حي لما أسلفت بيانه .
وقد نصح شيخنا العلامة ربيع المدخلي وفقه الله بالتوقف ، وإخماد الفتنة وكلّف المشايخ جزاهم الله خيراً بالنظر في القضية ومحاولة إخمادها، والحمد لله قد سعوا لذلك ، وقام العلامة يحي بن علي الحجوري تلبية للطلب الكريم من المشايخ بالعفو عن الشيخ الوصابي فيما صدر تجاهه على أن لا يتدخل في قضية عبد الرحمن العدني على حسب طلب المشايخ من الشيخ الوصابي وفقه الله ،ورد أيضاً على تلكم الملازم التي أخرجها الشيخ الجابري برد علمي مؤدب على خلاف ما كان يتوقعه أصحاب حزب التحريش ، والذي نال إعجاب كل منصف ،حتى أن الأخ الشيخ الفاضل محمد بن رمزان قال على الرد الأخير المسمى : " التوضيح لما جاء في التقريرات العلمية والنقد الصحيح "
((لقد وفق الشيخ يحيى الحجوري وفقه الله في حواره مع ....... .
تعليق