[هل عبيد الجابري يسير على منهج فالح الحربي وطريقته الحدادية؟!]
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:-
فإن فالح الحربي من الذين آذوا السلفيين كثيرا بسبب تلبسه الشديد بما يظهره من الغيرة على الدعوة حتى أصبح ممن يشار إليه من رجال الدعوة السلفية بينما منهجه الانحراف بالسلفيين وإصدار الأحكام الجائرة على علماء الدعوة السلفية ورميهم بما ليس فيهم.
فأحدث بهذا فتنا عظيمة وأمورا كثيرة وألحق بالدعوة السلفية وأهلها أضرارا جسيمة وخلّف ورائه أعمالا سيئة بالغة الضرر والتشويه للمنهج السلفي الصافي النقي.
وغالى في تصوير الحق وأهله ونفر بذلك عن الدعوة، وفتح الغارات عليها وصوّب أنظار الحاقدين إليها ؛فاستطاع أن يثير على السلفيين بأسلوبه المخادع الماكر وطريقته الملتبسة فتنا كثيرة حتى إنه لبّس على بعض العلماء ممن لهم مكانة مرموقة ومنزلة طيبة بين السلفيين فلم يتمكنوا في هذا الجو المعكر أن يتصوروا حقيقته ويدركوا أصوله ومنهجه فازدادت فتنته إلباسا وانتشارا .
وسهل على أعداء الدعوة رمي الأبرياء بالباطل وقذف العلماء واتهامهم بالحدادية وضرب السلفيين بعضهم ببعض .
ولم يزل هذا صنيعه مع مشائخ فضلاء وطلاب علم جعلهم عرضة للأذى والرمي تارة بأصول فالح الحربي وتارة بنظرته المخالفة لعلماء المنهج السلفي.
فالمنهج الذي يسلكه فالح الحربي منهجٌ مخالفٌ للمنهج السلفي في أصوله وقواعده وهو منهج قائم على المنهج الحدادي ومن أعظم أصول هذا المنهج تسلط القوم وتجرؤهم على العلم والعلماء المتقدمين والمعاصرين، والحكم عليهم وجعل حسناتهم سيئات والسطو على مسائلهم وتقريراتهم القائمة على الكتاب والسنة وأقول السلف .
ففالح الحربي ينتمي إلى الفرقة الحدادية التي نشأت لمحاربة أهل السنة السابقين واللاحقين والطعن في عقائدهم وأصولهم وهدمها مع زعمهم كذبا وزورا أنهم هم أهل السنَّة .
فالحدادية فصيلة من فصائل القطبية إلا أنها شديدة التلبس بالمنهج السلفي ولا سيما في التظاهر بالولاء الشديد لولاة الأمور فهم يغالون في هذا الباب على خلاف ما عليه القطبية عموما وأصحاب الهجرة والتكفير خصوصا إلا أن الحدادية موكلة بالتسلط على العلماء .
فالحدادية قامت ابتداء على محاربة العلماء الأماجد من أهل السنة وتنـزيل الأحكام عليهم ووصفهم بالمبتدعة ويـبنون ذلك على دعاوى باطلة القصد منها إهانة المنهج السلفي وأهله وإسقاط علمائه وقد ذكر الشيخ ربيع ذلك في معرض حديثه عن صفات الحدادية فإنهم طعنوا في الحافظ ابن حجر والنووي وابن دقيق العيد والحافظ الذهبي والشيخ الألباني وهيئة كبار العلماء ولم تأخذهم فيهم إلاًّ ولا ذمة .
وفالح الحربي يسير على هذه الأصول منذ زمن بعيد لا يكاد يفهمه أحد وجعل نفسه حاكما على أئمة الإسلام مستخفاً بهم راكباً رأسه شأنه شأن المستكبرين لا تؤثر فيه موعظة ولا تنفعه نصيحة.
قال فالح في شريط" أقوال العلماء في القرضاوي والسويدان" في الوجه الثاني في النصف الأخير منه :« ما يقال عن العلماء بأنهم ولاة أمر وأنهم من ولاة الأمر هذا ليس بصحيح أبداً العلماء إنما هم ناصحون، وإنما هم يقولون بالحق حينما يسألون عنه أو حينما يرون النصيحة للراعي والرعية.
أما أنهم يمثلون غير أنفسهم فهم لا يمثلون إلا أنفسهم وهم مرعية السلاطين ويجب عليهم ما يجب على غيرهم أنهم يحرصون على جمع كلمة الأمة وعلى عدم التفريق وعلى عدم الإثارة وعلى عدم التحريض على الفساد .
والأمور التي تتعلق بالأمن أو الخوف كما هو الحال بالنسبة لهذه الظروف وهذه النوازل بما فيها هذه التجارات والمطاعم والبترول وكذا وكذا هذه إنما الذي ينظر فيها أهل الحل والعقد السلطان ومن أسند إليهم الأمور السلطان بنص قول الله سبحانه وتعالى:{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}[النساء:83].
.................................................. .........................
ثم قال : أولوا الأمر بعد الرسول-صلى الله عليه وسلم-السلاطين أولوا الأمر بعد الرسول هم السلاطين ومن أسند إليهم الأمر .
وأما العلماء فهم من عامة الأمة، والأمة تسألهم وولي الأمر يستشيرهم مستشارون له يستشيرهم فإذا رأى بعد الاستشارة أن أمرا يكون فيه الخير ولذلك قال الله سبحانه وتعالى {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ }[الشورى:38 ]و{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}العلماء داخلون فيهم{ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}[آل عمران:159]
وهو ترجيح الطبري وغيره من أهل العلم ما فوق السلطان إلا سلطان الله حتى العلماء إذا رشح منهم للقضاء أو رشح منهم لولاية فإنما إنما يرشحه ولي الأمر وهم داخلون في قضية وأولي الأمر منهم إذا رشحهم ولي الأمر .
أما أن يكون لهم الحل والعقد من دون ذلك وأنهم ولاة أمر فهذا فساد عظيم ولا يمكن أن يكون هذا في الشريعة إطلاقا ولا يقول به إلا أهل الأهواء حقيقة»إهـ.
أقول:
لقد ذكر ابن جرير الطبري عند تفسير قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}[النساء : 59]قولين في تفسير هذه الآية أحدهما:أنهم الأمراء واختاره .
والثاني:أنهم أهل الفقه والعلم وذكر أنه قول ابن عباس وعطاء و مجاهد والحسن وابن أبي نجيح وأبي العالية ولم يقل ابن جرير مثل ما قال فالح أنه لا يقول بذلك إلا أهل الأهواء حقيقة.
وقال الحافظ ابن كثير عند تفسيره للآية وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يعني أهل الفقه والدين، وكذا قال مجاهد وعطاء والحسن البصري وأبو العالية {وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}يعني العلماء والظاهر –والله اعلم-أنها عامة في كل أولي الأمر من الأمراء والعلماء كما تقدم .
وقال أبو بكر ابن العربي عند تفسير {وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}فيها قولان :
الأول:قال ميمون بن مهران :هم أصحاب السريا وروي في ذلك حديث وهو اختيار البخاري وروى عن ابن عباس أنها نزلت في عبد الله بن حُذافة إذ بعثه النبي –صلى الله عليه وسلم-في سرية .
الثاني :قال جابر هم العلماء ، وبه قال أكثر التابعين واختاره مالك بن أنس ....
ثم قال والصحيح عندي أنهم الأمراء والعلماء جميعا أما الأمراء فلأن أصل الأمر منهم والحكم إليهم .
وأما العلماء فلأن سؤالهم واجب متعين على الخلق وجوابهم لازم وامتثال فتواهم واجب يخل فيه الزوج للزوجة لا سيما وقد قدمنا أن كل هؤلاء حاكم، وقد سماهم الله تعالى بذلك فقال:{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء}المائدة44
فأخبر تعالى أن النبي صلى الله عليه وسلم حاكم والرباني حاكم والحبر حاكم والأمر كله يرجع إلى العلماء لأن الأمر قد أفضى إلى الجهال وتعين عليهم سؤال العلماء، ولذلك نظر مالك إلى خالد بن نزار نظرة منكرة ،كأنه يشير بها إلى أن الأمر قد وقف في ذلك على العلماء وزوال عن الأمراء لجهلهم واعتدائهم والعادل منهم مفتقر إلى العلم كافتقار الجاهل".إهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:"أن يقال الإمام هو الذي يؤتم به وذلك على جهتين:
أحدهما:أن يُرجع إليه في العلم والدين بحيث يطاع باختيار المطيع ،لكونه عالما بأمر الله عز وجل آمرا به ،فيطيعه لذلك، وإن كان عاجزا عن إلزامه الطاعة.
والثاني:أن يكون صاحب يَدٍ وسيف ،بحيث يطاع طوعا وكرها لكونه قادراً على إلزام المطيع بالطاعة .
وقوله تعالى: :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}[النساء : 59]
قد فُسِّر بأهل العلم والدين، وكلاهما حق "إهـ انظر منهاج السنة (4/106-107).
وقال أيضا –رحمه الله-:"وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم-وخلفاؤه الراشدون :يسوسون الناس في دينهم ودنياهم ،ثم بعد ذلك ،تفرقت الأمور ،فصار أمراء الحرب يسوسون الناس في أمور الدنيا والدين الظاهر، وشيوخ العلم يسوسون الناس فيما يرجع إليهم فيه من العلم والدين .
وهؤلاء أولوا أمر تجب طاعتهم فيما يأمرون به من طاعة الله التي هم أولوا أمرها .
وهو كذلك فسر أولوا الأمر في قوله تعالى{ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ }بأمراء الحرب :من الملوك ونوابهم ، وبأهل العلم والدين الذين يعلمون الناس دينهم، ويأمرونهم بطاعة الله ،فإن قوام الدين بالكتاب والحديد كما قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحديد:25]
فأين تضع كلام فالح الحربي وتقريره بأن من قال بخلاف ما يقوله فالح هو من أهل الأهواء ولو كان من كبار الصحابة والتابعين وبذلك استخف بالعلم والعلماء وقال ما لا يجرؤ على قوله إلا جاهل مكابر أو صاحب منهج فاسد يسير عليه ويقصد من ورائه إسقاط علماء الأمة ورميهم بما ليس فيهم وهذا لعمري غاية التهور والكبر والصلف وسوء الطوية وهو يصدر أحكامه الجائرة بلا مبالاة على طائفة كبيرة من أئمة أهل السنة لم يتورع ولم يرده عن طغيانه ما يراه مكتوبا أمامه من كلام أهل العلم وتقريراتهم التي جمعوها ووضعوها بين يديه.
فمنهج فالح الحربي منهج الحدادية الذي لا يقوم على شيء من الحق وليس كما يظن البعض أن مشكلة فالح ما هي إلا ألفاظ أو عبارات يوردها فالح وكان ينبغي عليه تحاشيها وتجنبها وهذا خطأ فاحش فالذي عليه فالح ليس عبارات وألفاظ غير مقصودة فمنهج فالح كان ولم يزل قائما على تبديع علماء الأمة ونسف مكانتهم بالباطل والدعاوي العريضة في المبالغة من ذكر أخطائهم أو بالمبالغة في أظهار كل ما من شأنه أن يفتح الباب لأعدائهم ليرموهم بالغلو والتطرف والإرجاء والحدادية وغيرها.
وفي الأخير:فهل يا ترى الشيخ عبيد الجابري يسير على منهج فالح الحربي وطريقته الحدادية؟!! حيث ظهرت أحكامه جلية بالتبديع والتشنيع لمقالة جمهرة من العلماء بالباطل على نفس طريقة فالح الحربي على تبديع علماء الأمة ونسف مكانتهم بالباطل والدعاوي العريضة في المبالغة من ذكر أخطائهم أو بالمبالغة في أظهار كل ما من شأنه أن يفتح الباب لأعدائهم.
وإليكم البيان من خلال رد فضيلة الشيخ العلامة يحيى بن علي الحجوري-حفظه الله-المسمى :
لطف الله بالخلق
من مجازفات الشيخ عبيد
ورميه بالعظائم على من قال:((أهل السنة أقرب الطوائف إلى الحق))
من مجازفات الشيخ عبيد
ورميه بالعظائم على من قال:((أهل السنة أقرب الطوائف إلى الحق))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فقد اطلعت على كلمة نشرت صوتيا للشيخ عبيد –ألهمه الله رشده- فيها مجازفة وتحامل شديد على علماء السنة لا يُغض الطرف عن مثله، إذ وجه إليه سؤال:((ما هو قولكم –حفظكم الله- فيمن يقول: أهل السنة هم أقرب الطوائف إلى الحق؟..))
فهل تظن أن الشيخ قال: هذا التعبير خلاف الأولى؟ كان ذلك أهون، ولكن انهمر على أهل السنة القائلين بهذا القول، واصفاً لهم في هذا الكلام بما ترى.
قال –ألهمه الله رشده:-
سبحان الله العظيم! نقول:
أولا:من هم أهل السنة عندك؟ الذين قلت: هم أقرب الطوائف إلى الحق من تعني بهذه الطوائف التي وصفت أهل السنة بأنهم أقربها؟.
ثانيا:(كلامك هذا باطل بدلالة الكتاب والسنة والإجماع).
ثالثا:أنت إلى ماذا تدعوا؟ فإن كنت تدعوا إلى السنة المحضة المستنبطة من الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح (فقد افتريت على أهل السنة) و(ناقضت نفسك بنفسك)، وان كنت (تدعوا إلى طوائف أخرى كالأشعرية والمعتزلية والجهمية) وتزعم أن أهل السنة أقرب الطوائف إلى هذه (فكذلك هذه فرية عظيمه)، ولو قلتُ أنا محدثكم ما قاله هذا القائل لكنت حقيقا بأن أوصف أني (مبتدع)، و(الحمد لله على العافيه)، أهل السنة هم أهل الحق، أهل السنة هم خاصة الله من عبادة، وخاصة رسوله صلى لله عليه وسلم فكيف يوصفون بأنهم أقرب الطوائف إلى الحق (إذا هم ليسوا على الحق المحض)، بناء على هذه المقولة (الفاجرة) (الفاسدة)، (هم ليسوا على الحق المحض)، بل (هم على باطل) لكنهم قريبون من أهل الحق، فعرِّفنا يا (مسكين) من هم الطائفة الذين هم على الحق المحض أظنه (لا يدري ما يخرج من رأسه)، فمثل هذا (والله وبالله وتالله لا يجوز أخذ العلم عنه) (لأنه يدخل على من يعلمهم الباطل والزور والكذب والبهتان) أساس أهل السنة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أهل السنة من أولهم إلى آخرهم هم أقرب الطوائف إلى الحق (عندهم باطل) (عندهم شذوذ)(عندهم بدع)، بناء على (هذه المقولة الفاجرة) وحاشى أهل السنة (جرم هذه المقولة وإثمها عليه هو يبوء بإثم هذه المقولة) لأنه (افترى على أهل السنة ما هم منه براء) فإن كان يسمع كلامي فإني أنصحه بالتوبة إلى الله (وأن يعلن رجوعه عن هذه المقولة الفاجرة) وأن يعلن أن أهل السنة هم أهل الحق الخالص الذي لا تشوبه شائبة كما دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع ا.هـ.
ففي هذا الكلام:
1- أنهم خالفوا الكتاب والسنة والإجماع.
2- أن من قال ذلك إن كان يدعو إلى السنة فقد ناقض نفسه.
3- وأن من قال ذلك أفترى على أهل السنة
4- أنه يشكك في أن قائل ذلك يدعو إلى طوائف أخرى؛ كالأشعرية والمعتزلة والجهمية.
5- أن هذه فرية عظيمة.
6- أنه لو قال هذه المقولة لكان حقيقا بأن يوصف أنه مبتدع، ومعناه: أن من قال هذه المقولة يستحق هذا الوصف أنه مبتدع.
7- أنه حمد الله على أن عافاه الله من ذلك؛ تعريضًا أن القائلين بهذه المقولة غير معافين.
8- أنه اعتبر القائل بذلك في حد نظره على سياق التحقير مسكينا.
9- أن قائل ذلك لا يدري ما يخرج من رأسه، -وهذا شأن فاقد الشعور من المجانين ونحوهم-
10- أنه أغلظ القسم (والله وبالله وتالله أن مثل هذا القائل لا يجوز أخذ العلم عنه).
11- أنه وصف قائل ذلك بعدة أوصاف:
• بالزور
• بالكذب
• بالبهتان
12- أن من قال ذلك يلزمه بلوازم منها: أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم عندهم:
13- شذوذ .
14- عندهم بدع.
15- أن هذه مقولة فاجرة
16- أن هذه مقولة فاسدة
17- أن صاحب هذه المقولة يبؤ بإثمها
18-أنه يطلب من قائل ذلك أن يعلن رجوعه عن هذه المقولة الفاجرة.
فهذه ثمانية عشر مطعناً طعن به في قائل ذلك من علماء السنة الذين قالوا هذه المقولة.
وإليك أسماء بعض القائلين بها من جهابذة العلم ورجال الهدى والسنة حقاً وهم:
1- شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- كما في مجموع الفتاوى (4/23 ): "وما يوجد من إقرار أئمة الكلام والفلسفة وشهادتهم على أنفسهم وعلى بني جنسهم بالضلال ومن شهادة أئمة الكلام والفلسفة بعضهم على بعض كذلك فأكثر من أن يحتمله هذا الموضع وكذلك ما يوجد من رجوع أئمتهم إلى مذهب عموم أهل السنة وعجائزهم كثير وأئمة السنة والحديث لا يرجع منهم أحد لأن الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد وكذلك ما يوجد من شهادتهم لأهل الحديث بالسلامة والخلاص من أنواع الضلال وهم لا يشهدون لأهل البدع إلا بالضلال وهذا باب واسع كما قدمناه."
وجميع الطوائف المتقابلة من أهل الأهواء تشهد لهم بأنهم أصلح من الآخرين وأقرب إلى الحق فنجد كلام أهل النحل فيهم وحالهم معهم بمنزلة كلام أهل الملل مع المسلمين وحالهم معهم.
2- شيخنا العلامة الوادعي –رحمه الله- كما سمعناه منه، وكما هو مدون في كتابه رياض الجنة في الرد على أعداء السنة ص: (23) قال رحمه الله: ومما يجب التنبيه عليه أن كل فرقة تدعي أنها الفرقة الناجية، وقد جاء الكتاب والسنة ببيان الفرقة الناجية، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر:1-3]
وقال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [المؤمنون:1-11].
وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) قيل ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: (من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى).
فمن توفرت فيه هذه الصفات في سورة العصر والمؤمنون والحديث فهو من الفرقة الناجية، وأقرب الناس ممن تنطبق عليه هذه الصفات هم أهل الحديث...)
3- العلامة محمد بن صالح العثيمين، قال رحمه الله في شرح الواسطية (500) عند قول شيخ الإسلام رحمه الله (وإتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار..) قال: وإنما كان اتباع سبيلهم من منهج أهل السنة والجماعة، لأنهم أقرب إلى الصواب والحق ممن بعدهم، وكلما بعد الناس عن عهد النبوة، بعدوا من الحق، وكلما قرب الناس من عهد النبوة، قربوا من الحق، وكلما كان الإنسان أحرص على معرفة سيرة النبي صلي الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، كان أقرب إلي الحق.
ولهذا تري اختلاف الأمة بعد زمن الصحابة والتابعين أكثر انتشاراً وأشمل لجميع الأمور، لكن الخلاف في عهدهم كان محصوراً.
فمن طريقة أهل السنة والجماعة أن ينظروا في سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، فيتبعوها، لأن اتباعها يؤدى إلى محبتهم، مع كونهم أقرب إلى الصواب والحق..
4 - العلامة صالح الفوزان قال -حفظه الله-: في شرح الواسطية لشيخ الإسلام (211) عند نفس الفقرة قال: ومن صفات أهل السنة اتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار لما خصهم الله به من العلم والفقه، فقد شاهدوا التنزيل وسمعوا التأويل وتلقوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم بدون واسطة فهم أقرب إلى الصواب وأحق بالإتباع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم... لخ.
5- اللجنة الدائمة الذين قالوا بهذا وهم: العلامة ابن قعود
6- العلامة ابن غديان
7- العلامة عبد الرزاق عفيفي
8- الإمام ابن باز.
قالوا رحم الله أمواتهم وحفظ أحياءهم كما في فتاوى اللجنة الدائمة(2/237) السؤال الأول من الفتوى (6250): قال السائل: في العالم الإسلامي اليوم عدة فرق وطرق، الصوفية مثلا: هناك جماعة التبليغ الإخوان المسلمين (السنيين) الشيعة فما هي الجماعة التي تطبق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق وأحرصها على تطبيقه أهل السنة: وهم أهل الحديث... الخ.
وهناك بقية في الجواب عليها تعقب.
ونحن على يقين –إن شاء الله تعالى- أن هؤلاء المذكورين وغيرهم ممن على هذا النهج القويم لا يعتقدون أن تلك الفرق غير ضالة، ويعتقدون أن أهل السنة هم أهل الحق لقول الله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾ [الحديد:16] وقوله تعالى: ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ﴾ [يونس:32]
وقول النبي صلى الله عليه وسلم ((لا تزال طائفة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلى قيام الساعة، (فهم أهل الحق).
ولكن كلمة (أقرب) أفعل تفضيل وأفعل التفضيل يقتضي المشاركة وزيادة كما هو معروف.
ففيها أن أهل السنة أفضل من تلك الفرق الضالة لما وفقهم الله له من السنة ما ليس لأولئك.
وكان يسعك أن تقول بما قاله الإمام ابن كثير عند قول الله تعالى: (اعدلوا هو أقرب للتقوى) أية (8) من سورة المائدة قال رحمه الله: وقوله: (هو أقرب للتقوى) من باب استعمال أفعل التفضيل في المحل الذي ليس في الجانب الآخر منه شيء كما في قوله تعالى ( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) وكقول بعض الصحابيات لعمر أنت أفظ وأغلظ من رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم [والحديث منفق عليه].
فاتق الله يا شيخ عبيد واضبط كلامك بالضوابط الصحيحة، واعرض عن هذه الأحكام الجائرة، ولا تركب الصعب والذلول وتقلب الحقائق وترمي البرءاء بالعنت من أجل مناصرة الحزب الجديد ونذكرك بقول الله عز وجل: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ [آل عمران:30].
فإنا رأيناك كما رأى غيرنا أنك بعد تجلدك لمناصرة الحزبيين على أهل السنة في اليمن خذلت بمثل هذه الأقوال وغيرها كثير مما يلقنونك إياها، فتلقنها، وهؤلاء قوم جهلة، وأصحاب هوى، وفتنة وتحريش بين دعاة الحق، فأذكرك بقول الله تعالى: ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ﴾ [هود:113].
فالركون إلى الحزبيين المفتونين الفاتنين في الدعوة هذا منهم ظلم لمن افتتن بتلبيسهم واغتر بتحريشهم، ومعصية ممن ركن إليهم.
ومن كان هذا حاله لا يأمن أن يذله الله بسيئاته قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ الليْلِ مُظْلِمًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [يونس:27].
وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ [الأنفال:53].
﴿رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران:8].
وبالله التوفيق.
كتبه الفقير إلى عفو ربه عز وجل
يحيى بن علي الحجوري
دار الحديث بدماج.
الأربعاء، 13 رجب، 1429هـدار الحديث بدماج الأربعاء، 13 رجب، 1429هـ)).
ولا يخفى موقف الشيخ عبيد الجابري من ردود الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي على فالح الحربي وإشادة الشيخ عبيد الجابري بفالح الحربي .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه :أبو مصعب
علي بن ناصر بن محمد
العــدني
كتبه :أبو مصعب
علي بن ناصر بن محمد
العــدني
تعليق