عون القوي القهار
بتصويب وصف الشيخ سليم الهلالي لمركز الفشوش بدار الضرار
والرد على شانئيه الماكرين الأشرار
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبيه محمد وعلى آله وصحبه ، أمّا بعد:
فقد نهى الله عز وجل نبيّه صلى الله عليه وسلّم -وأمته تبع له- عن الصلاة في المسجد الذي أسّسه بنو غنم وبنو سالم ابني عوف ، بعد أن كان النبي صلى الله عليه وسلّم عازما على الصلاة فيه ، قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ۞ لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾
قال ابن جُزيّ المالكي رحمه الله عند هذه الآية من تفسيره: ((فبنوا مسجداً آخر مجاوراً له ليقطعوا الناس عن الصلاة في مسجد قباء ، وذلك هو الضرار الذي قصدوا)) أهــ؛ فهؤلاء ما بنوا هذا المسجد إلاّ ضرارا بمسجد قباء ، وقد حملهم على هذا حسدهم لبني عمّهم بني عمرو بن عوف الذين بنوا مسجد قباء ، وأسّسوه على التقوى من أوّل يوم ، وكان قصد المناقفين من بناء مسجد الضرار: التفريق بين المؤمنين الذين يصلّون في مسجد قباء ، وكان بناؤهم لهذا المسجد دون مشاورة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، فجمعوا في هذا بين سوء الوسيلة وسوء الغاية ، فالمسجد بني دون مشاورة النبي صلى الله عليه وسلّم ، وقصد به السوء ، لهذا لم ينفعهم حلفهم بالله إن أرادوا إلاّ الحسنى ، بل أرادوا الشرّ والسوء.
وكذلك أهل الفيوش ، إنّما بنوا مركزهم ضرارا بمركزٍ أسّس على التقوى من أوّل يوم ، ألا وهو مركز دار الحديث بدماج ، والدليل على هذا قول الوصابي للأخ علي جعدان: (سيقوم مركز في عدن يضاهي مركز دماج ، لكن لا تخبر أحدا)أهــ "مختصر البيان"
وقد قصدوا بهذا المركز تفريق السلفيين في دمّاج ، وأن يقطعوا الناس عنه ، وأن يسحبوا من استطاعوا من المدرّسين والطلاب من دار الحديث ، ويذهبوا بهم إلى مركز الضرار ، تماما كما فعل أبو الحسن المصري.
ولم يؤسّسوه على التقوى من أوّل يوم ، بل دفعوا على أرضه عربونا ، واتفقوا مع صاحب الأرض على مدّة يدفعون له خلالها المال، فإن انقضت المدّة ذهب العربون، وهذه المعاملة غير جائزة على الراجح لما فيها من الغرر، فإن قالوا بجوازها: فليُعلم أنّهم لما عجزوا عن دفع المال في المدّة المحدّدة صاروا يبيعون القطع من هذه الأرض وهم لا يملكونها!! ومعلوم تحريم هذا أيضا، فمركز كان شراء أرضه وبيعها بطريقه محرمة: كيف يكون مؤسّسا على التقوى ؟!!
ولم يشاوروا فيه علماء أهل السنّة ، بل الذي تلخّص من اجتماع مشايخ اليمن: أنهم ألزموا عبد الرحمن العدني بتوقيف التسجيل في هذا المركز، وكتبوا في ذلك وثيقة وقّع عليها عبد الرحمن ، ومع هذا واصل التسجيل عنادا ومكرا.
وقد صار هذا المركز مأوى للحزبيين والمفتونين ، بل لمّا أرسل الحلبي بعض أتباعه إلى اليمن نزلوا في هذا المركز وفي مركز الوصابي ومركز البرعي ، وفي هذا إرصاد لمن حارب السنة وأهلها.
ولهذا صحّ وصف فضيلة الشيخ سليم الهلالي حفظه الله لهذا المركز بأنّه مركز ضرار ، وصحّ أيضا وصفه له بأنّه خاوٍ على عروشه ، فقد مضت عدّة سنوات على تأسيسه ولم نر شريطا علميا واحدا يخرج منه، ولا رأينا كتابا واحدا يخرج منه، فأي بركة في هذا المركز، وأين نفعه وعلمه، وأين فائدته ونفعه ؟؟
هذا وقد قرأت كلاما لبعض أتباع الحزب المرعي يتعرّض فيه للشيخ سليم الهلالي حفظه الله ، ويصفه بما لا يليق أن يوصف به علماء أهل السنّة ، بل ويتّهمه بما يزري بالمنصب ويحطّ من القدر ، كلّ ذلك تعصّبا لدار الحشوش والفشوش ، وممّا قاله ذلك الحزبي: فأتيت أنت يا سقيم الهلالي تزكيه [أي الشيخ يحيى] بعد أن صار حاله هكذا وهذا هو نهجك الذي تسير عليه من قبل ومن بعد تزكي المبتدعة وتقدح في أهل السنة لغرض في نفسك الله أعلم به.أهــ
قلت: أمّا الشيخ يحيى حفظه الله فلم ينفرد الشيخ سليم الهلالي بالثناء عليه ، بل أثنى عليه الإمام الوادعي وغيره من أهل العلم ، بما تراه مبسوطا في رسالتي (الناصح الأمين وشبهات المرجفين) وأمّا وصفك للشيخ سليم الهلالي حفظه الله بالسقيم ، فأنت أحقّ بهذا الوصف وأهل له ، أمّا الشيخ سليم الهلالي حفظه الله فقد زكاه كبار علماء أهل السنّة ، كفضيلة الشيخ العلامة المجدد محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ، والإمام المحدّث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ، وغيرهما من أهل العلم ، وكفا بهما علما ومعرفة بالجرح والتعديل وأحوال الرجال.
وأمّا قوله: تزكي المبتدعة وتطعن في أهل السنّة !! فلعل هذا الفتى لا يذكر شدّة الشيخ سليم سلّمه الله على سلمان وسفر ، ولم ير تصديه حفظه الله لمحمد إبراهيم شقرة ، ولا رأى وقوفه في وجه الحلبي وزمرته ، فكيف يصحّ أن يقال إنه يزكي المبتدعة ؟!
إنّ الذي يزكّي المبتدعة هو الجابري الذي أثنى على صالح البكري الحدّادي ، وقال بأنه من علماء السنّة وأشياخها !! إنّ الذي يزكي المبتدعة هو الوصابي الذي يحاضر عند البكري في مسجده ، إنّ الذي يطعن في أهل السنّة هو الجابري الذي كفّر الشيخ ربيعا حفظه الله وافترى على العلماء بأنّهم لا يقبلون جرح الإمام شعبة بن الحجاج رحمه الله ، إنّ الذي يطعن في أهل السنّة هو الوصابي الذي رما الشيخ ربيعا بأنه جاسوس !! بل إن الذي يطعن في الصحابة رضي الله عنهم هو الجابري الذي ضلّل كعب بن مالك رضي الله عنه وأصر على تضليله في شريطه الأخير ، إنّ الذي يطعن في الصحابة هو الوصابي الذي قال لهم: (ماكان ينبغي لكم أن تكونوا أبواقا) والله المستعان.
بل إن المبتدع حقّا هو عبد الرحمن العدني ، الذي يقول بقول الجهمية بأن الصفات الفعلية حدثت في الله عز وجل بعد أن لم تكن ، وقد ناصحه في هذا الشيخ كمال العدني فأبى الرجوع ، وقال بالمعيّة الذاتية وأصرّ على نسبة هذا القول للشيخ ابن عثيمين ، وقال بحصر أسماء الله في تسعة وتسعين اسما ، إلى غير ذلك من الموبقات .
فمن المبتدع ؟ ومن الذي يزكي المبتدعة؟؟
قوله: فربما تكون مدسوساً بين أهل السنة مثل أبي الحسن المأربي وعلي حسن الحلبي أتيت تفرق كلمتهم وتشتت جهودهم وتجعلهم شذر مذر.أهــ
أقول: قال الله عز جل: { سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} لقد تكلّم الشيخ سليم حفظه الله في المأربي والحلبي وبدّعهما وحذّر منهما أشدّ التحذير ، مع قدرته على كسب ودّهما ونيل ثنائهما والظفر بدفاعهما ، لكن -والحق يقال- لقد رأينا من فضيلة الشيخ سليم الهلالي تجردا كبيرا للحق ، وإنصافا عزيزا للخلق ، فقال الحقّ وجهر به فجزاه الله خيرا ، وأجزل له الأجر والثواب.
قوله: ألا تعلم يا سقيم ما معنى الحشوش ؟ إنها الخلاء مكان قضاء الحاجة (الغائط والبول) فيا لقبح أقوالك وفحش منطقك وسوء أخلاقك أيها النكرة .أهــ
فأقول: كلام هذا الحزبي يدلّ على سوء فهمه لمقاصد الدين ، وقلّة اطّلاعه على كلام العلماء المحقّقين ، وجهله بمنهج الجرح والتعديل ، فقد استعمل علماء الملّة ألفاظا أشد من هذه وأغلظ ، ولم تعتبر سوء أخلاق ولا فحش منطق ولا قبح قول ، فمن ذلك:قول أبي إسحاق الجوزجاني رحمه الله: ((كان زائغا عن الحق مائلا عن القصد ، سمعت من حدثني عن بعض الأئمة أنه قال فيه: هو أكذب من روث حمار الدجال ، وكان قديما متلوثا في الأقذار)) "أحوال الرجال" (ت: 379)
وقول عبد الله بن الإمام أحمد رحمهما الله: ((حدثني مهنا بن يحيى الشامي سمعت أحمد بن حنبل رضي الله عنه يقول: ما قول أبي حنيفة عندي والبعر إلا سواء.)) "السنة" (رقم: 230) وغير ذلك كثير ،
وأمّا قوله عن الشيخ سليم بأنّه نكرة ! فأقول: من النكرة؟ آلذي زكاه الإمام الألباني والإمام الوادعي ؟ أم الذي يكتب باسم مستعار؟ { مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}
قوله: أترمي داراً دُرِّسَ فيها أكثر من مائة درس في فنون متعددة من العلم الشرعي ويَدْرُس فيها ألفان من الطلاب وألف طالبة ويخرج منها أكثير من خمسين من الخطباء في كل جمعة إلى القرى والمدن المتعددة يدعون إلى الله - سبحانه وتعالى - في خطب الجمعة ويحاضرون ما بين مغربٍ وعشاء وقد نفع الله بهم أيما نفع خلقاً كثيراً. أهــ
قلت: إن كان ما تقول حقّا فكيف ترمون دار الحديث بدماج بالحدّاية ، وهي يقام فيها أكثر من أربعين درسا في اليوم ، وتدرّس كل العلوم الشرعيّة ، وفيها أكثر من عشرة آلاف طالب علم ، ويخرج منها كل جمعة أكثر من مائة خطيب ، وقد وصل دعاتها إلى أقصى الأرض في الدعوة إلى الله ، فخرجوا دعوة إلى الجزائر ومصر وكينيا وتنزانيا ، وترينيداد وطوپّاغو ، وأوربا وأندونيسيا والهند وغيرها من بقاع الأرض ، فضلا عن رحلاتهم المستمرّة داخل اليمن ، وما المراكز التي في اليمن إلا متولّدة عنها ، بل إن مركز الضرار نفسه قد أتى بالمدرّسين منها ، فأي الدارين أحقّ بالطعن؟ وقد عجبت كلّ العجب من قول هذا الحزبي بأنّ الشيخ سليما قد حذّر منه: ((الشيخ المقرئ علي رضا والأخ الشيخ أسامة العتيبي)) أهــ
فأقول: أمّا علي رضا المعجب بنفسه فقد حذّر منه الإمام الوادعي وصنّف في الردّ عليه كتاب (غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل) وأمّا أسامة العتيبي فقد جرحه الجابري الذي يعدّونه إماما عندهم ، فهل جرحه غير معتبر في العتيبي ومعتبر في الشيخ يحيى والشيخ سليم ؟؟ وكذلك علي رضا جرّحه الجابري جرحا شديدا ، وهو أيضا ردّ للجابري الصاع صاعين! فإذا صار الشيخ سليم الهلالي نكرة ، وصار علي رضا وأسامة العتيبي أهلا للجرح والتعديل: فعلى العلم السلام ، فرحم الله رجلا عرف قدر الرجال وأنزل الناس منازلهم.
تعليق