بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أسبوعبن من اليوم بدأ الحصار الغاشم على أهل السنة بدماج ، لا لشيء إلاّ لأنّهم أهل سنّة ، من أجل ذلك منعوا من طعامهم وأقواتهم ، وكثير منهم كانوا في بلدانهم أغنياء ، فآثروا طلب العلم مع الجوع على الرخاء والجهل {وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} وبذلوا من خيرة رجالهم في حرب الروافض .
وفي اعتصار هذا الكرب ، واشتداد هذا الخطب ، كان الواجب علينا المناصرة والمعاونة ، وأن ننظر في أسباب هذا المشتكى الجلل ، وأن لا ننشغل بمجرد الصياح والنحيب ، وألا نلتفت إلى دموع التماسيح التي يذرفها المقلّدة تقليدا.
أسباب الحصار:
أولا: الذنوب ، قال الله عز وجل: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي}
ولعل من أعظم الذنوب التي أصيبت في هذا الزمان من قِبل من يدعي السلفية ، هو تحذير بعض أدعيائها من دار الحديث السلفية بدماج ، وذلك لأنها أعظم معقل للسلفيين في العالم اليوم ، وهي الرئة النابضة لأهل السنة ، والنبع الصافي الذي يغدق عليهم علما ، وقاعدة الإمداد التي تمدّهم بالدعاة إلى الله والعلماء ، وفيها من الخير الكثير الكثير ، مما يمنع منعا باتا التحذير منها أو الدعوة إلى هجرها ، وهذا التحذير هو:
السبب الثاني: وكلّ من لديه أدنى إلمام بفنون الحرب ، يعلم أن الحروب الحديثة ترتكز على أسس وقواعد ، من أهمها (الغطاء الإعلامي) وتعلمون حفظكم الله أنّ الروافض على شوق أحر من الجمر إلى اليوم الذي يهدمون فيها دماج حجرا حجرا ، فلماذا لم نسأل أنفسنا يوما عن السبب الذي منع الروافض من اجتياح دماج بما يمتلكون من مدرعات ودبابات وأسلحة فارسية؟؟ كل ذي عقل سيجيب نفسه بالسبب الواضح الجليّ: الروافض يخافون من أهل السنّة الذين خارج دمّاج أن يناصروا إخوانهم.
لهذا كان لا بدّ لهم من غطاء إعلامي يزيل عنهم هذا التخوف ، أو -على الأقل- يقلل من إمكانية حدوث ما يخشون ، فما هو هذا الغطاء ؟؟ هل سيترك أهل السنّة مناصرة إخوانهم إذاأفتى بهذا السيستاني مثلا !! الجواب قطعا: لا ، لهذا كان لزاما على الرافضة أن يتوصلوا إلى دفع بعض من كان يعتبر من علماء أهل السنّة إلى التحذير من دار الحديث ، فكان لهم هذا بإعانة من بعض من له مصلحة مشتركة معهم ، فحذر منها الجابريّ أخزاه الله ، ثم تبعه بعض من تعصّب له من أبناء بلده ، فنفر عنها كثير من ضعاف النفوس الذين ينتسبون إلى السنّة ، وجاهروا بالطعن الصريح في دار الحديث ، واجتهدوا في التنفير عنها والتحذير منها ، وحينئذ تشجّع الرافض وشنوا الحرب على دمّاج ، حتى رموا الرصاص على المكتبة العامرة فأصابوا مسند الإمام أحمد !! وقتلوا الكثير من أهل السنة السلفين ، منهم مشايخ مدرّسون كالشيخ أبي بشير الحجوري رحمه الله ، وقد تزامنت هذه الحرب مع تأليف محمد الإمام لكتاب الإبانة ، وتقديم من قدّم له من الذين خذلوا أهل السنّة في تلك الحرب خذلانا عظيما ، واليوم –ولنفس الأسباب- أعاد الرافضة الكرّة وحاصروا أهل السنّة في دماج ، ومنعوهم من أقواتهم الضرورية ، تزامنا مع الكلام الفارغ الذي تفوّه به محمد ابن هادي ، من سبّ وطعن في الشيخ يحيى حفظه الله وفي مركزه وطلابه.
لكن . . . ما الذي منع الرافضة من اجتياح دمّاج ؟؟! منعتهم -بفضل الله- القبائل السلفية المحيطة بصعدة ، قبائل وائلة وحاشد وحجور ، فقد توعدّهم أبطال هذه القبائل بالحصار كما حاصروا دمّاج ، بل منهم من أغلق الطريق على صعدة ، وهذه القبائل من أول يوم للحصار وهم مستعدون للانقضاض على الروافض من كل جهة ، ولا ينتظرون إلاّ الإذن من فضيلة الشيخ يحيى حفظه الله ، فشكر الله لهم سعيهم ، وأيّدهم بروح منه ، ونصرهم على عدوّهم ، وجعلهم من أهل الجنّة.
يا أهل السنّة: تصوّروا لو أنّ أهل هذه القبائل كانوا من ضعاف النفوس الذين مضى ذكرهم ، تصوّروا لو أنّهم استجابوا لكلام الجابري والوصابي والعدني وابن هادي !! تصوّروا لو أنّهم ساروا في ركب (الوحلين) واعتقدوا أنّ الشيخ حفظه الله حدّادي مبتدع !! فماذا سيمنع الروافض من دمّاج إلاّ الله ؟؟!
يا أهل السنّة: إذا كان المحذّرون من دمّاج أغبياء إلى درجة أن الروافض استغلّوهم فيما يريدون ، فلا تكونوا أنتم أغبياء باتباعهم.
والله أعلم.
تعليق