• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[( أَلَيسَ مِنكُم رَجُلٌ رَشِيدٌ ) كلمة منهجية موجهة لكل ناعق من أتباع الحزب العدني] للشيخ محمد بن أحمد الحكمي حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [( أَلَيسَ مِنكُم رَجُلٌ رَشِيدٌ ) كلمة منهجية موجهة لكل ناعق من أتباع الحزب العدني] للشيخ محمد بن أحمد الحكمي حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ( أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ )

    كلمة منهجية في مسجد ابن تيمية - الحديدة - حي الرّبصة -
    9 ذي القعدة 1432هـ


    موجهة لكل ناعق من أصحاب الحزب العدني - لابارك الله فيه -

    وكانت بين يدس محاضرة الشيخ الفاضل
    أبي عبدالرحمن عبدالرقيب الكوكباني - حفظه الله -

    والله الموفق

    من هنا
    ...

  • #2
    جزاك الله خيرا أخانا الكريم أبا أنس

    وحفظ الله الشيخ الفاضل

    أبو أسامة أحمد الحكمي على توضيحه الجيّد والمفيد لما جرى في هذه الفتنة التي مقتها كلّ سلفي صادق


    تفريغ المحاضرة*

    الحمد لله ربّ العالمين ، وأشهد أن لاإله إلاّ الله وحده لا شريك له الملك الحقّ المبين، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله خاتَمُ الأنبياء والمرسلين صلّى الله وسلّم و بارك عليه وعلى آله وأصحابه الغُرّ الميامين وسلّم تسليما كثيرًا مزيدًا إلى يوم الدين أمّا بعد:
    فنحمد الله جلاّ وعلا على آلائه ونعمه التي لا تُعدّ ولا تحُصى ، والذي منها ـ أن سَخَّر الله لنا في هذه المدينة دعاة الخير والسنّة ، يتعاهدوننا بزيارة مابين الحين والآخر، وذلك من فضل الله علينا وعلى النّاس ولكنّ أكثر النّاس لايشكرون ــ فإنّ مجيء الدعاة إلى الله وحُلُولَهُم بين النّاس للدّعوة والنُّصح ، نعمةٌ عظيمةٌ يختص الله بها من يشاء من عباده ، فكم من بقاع الأرض من أُنَاٍس يَشْكُون من جفاف الأرض عندهم من قليل الدعاة إلى الله عزّ وجلّ ، ومن قلّة الزائرين من حملة الكتاب والسُنّة ـ احمدو الله على هذه الفضيلة يا أبناء هذه المدينة ، فإنّكم والله تغبطون على هذا الفضل ، وعلى وجه الخصوص بهذا الحجم ، هذا المسجد المبارك ** مسجد ابن تيمية ** الذي يقوم عليه الأخ عادِل أبو سَيْف حفظه الله ـ وكذا **مسجد علي بن إبي طالب رضي الله عنه ** والذي يقوم عليه الأخ طلال ـ فهذان المسجدان بهذا الحجم ، حَضَيَا بعناية طلبة العلم والدُّعاة إلى الله والمشائخ أهل الثبات على السنّة، بالزيارة ما بين الحين والآخر ــ فنسأل الله أن يُدِيمَ علينا جميعا وعليهم هذا الفضل ، وأَلاَّ يَحْرِمَنَا من زيارة إخواننا بينهم ~ والله عظيم ~ وقوّة لإخوانهم ، فإنّ المَرْأَ يَأْنَسُ بإخوانِه ويتقوّى بهم .
    ـ معاشر المسلمين : إنّ المقام ليس لي والنفوس مشتاقة مشرئبّةٌ للسماع للشيخ الفاضل أبي عبد الرحمن عبد الرقيب الكوكباني _ الذي وفّقه الله لحُسْنِ الأُسلوب مع جانبٍ من العلم ـ نسأل الله يزيدنا وإياه من فضله وأن يثبتنا وإياه على طريق مرضاته حتى نلقاه [ آمين ] ولكنّه أحبّ أن أتكلّم بين يديه من باب التعاون على الخير، فلم أجد من ذلك بُدَّ الإجابة لطلبه ، فستكون كلمتي التي أسأل الله عزّ وجلّ أن يعينني بها على السداد والرشاد ، وأن لا أطيل المقام حتى لا أُضَيِّقَ الوقت عليه
    بعنوان:
    ** أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدْ**

    أنادي بها العقلاء الذين نُحسِنِ الظَّن بهم أنّهم على الخير ، وأنّهم يحُبّون الكتاب والسُنّة ودُعاة السُنّة ، وإن كانو قد تلتبس عليهم بعض الأمور حيناً أو آخر، إمّا لقلّة العلم وكُلّنا معرّضٌ لذلك ، وإمّا لكثرة التلبيس من أهل الباطل ـ فنسأل الله عزّ وجلّ أن يأخذ بأيدينا جميعاً إلى ما يحبّه ويرضاه ـ أنادي أمثال هؤلاء الذين تطمع النفوس بأن يستجيبوا للنّداء ، وأن ينتفعوا بما يقوله إخوانهم من الخير المُدعّم بالكتاب والسُنّة ـ فأمّا من سواهم ممّن قد حَلَّ في قلوبهم مرضُ الفتن، وقد تَلَوَّثت قُلوبهم بِأَدرانِ المعاصي والذنوب ، فإنّهم يخُشى ألاّ يستجيبوا للنداء ، وألاّ يَنتفِعُوا بِنُصح ، وذلك موجودٌ في كتاب الله عزّ وجلّ ، فإنّ الله قد ذكر في كتابه في غير ما موضعٍ منه أنّه إنّما ينتفِعُ بالموعظة والذكرى أهل القلوب السليمة المنيبة، الخائفون من الله الذين يخشون الله عزّ وجلّ ، قال عزّ وجلّ:{ إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ } . وقال: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ }. وقال :{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}.فإنّما ينتفِعُ بالنصيحة وإنّما يستجيب للنّداء من كان في قلبه خوف من الله عزّ وجلّ وتحَرٍّ للحقّ وتجرُّدٌ عن الهوى وتَتَبُع للكتاب والسُنّة، فإنّ مثل هذا الصنف الحريص على الخير مهما حصل له من التّخبّط ، فإنّه يصل إلى الحقّ اليوم أوغداً أو بعد غد ـ فإليهم أرفعُ مثل هذا النّداء فأقول: إنّي أعجب والله يا معاشِر العقلاء من المسلمين عامّة وممّن عرف الكتاب والسُنّة ونهج السّلف خاصّة ، أعجب مِمَّن مازال إلى الآن في حَيرةٍ واضطراب ممّا حصل من الفتنة ... ما حصل من الإفتآت على دُعاة السنّة وحملة العلم في اليمن وعلى رأسهم من في دار الحديث بدمّاج ـ خليفة الشيخ مقبل الوادعي رحمة الله عليه ** يحي بن علي الحجوري حفظه الله وبارك فيه ** ومن معه وإليه من إخوانه المشائخ والطلاّب القائمون ليل نهار على نُصرة الحقّ وعلى الدعوة إلى الخير وعلى الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، إلى الآن بعد ما جرى وحصل من الأحداث ومن الفتن ومن الأمور التي كشفت الحقائق لكلّ ذي منصف ولكلّ ذي بصيرة ـ أعجبُ ممّن مازال يَتحيّر إلى الآن مَنْ مِنْ هؤلاء على الحقّ ، ومَنْ مِنَ الفريقين على السُنّة ،ومن همُ المختلفون على الكتاب والسُنّة ، ومن همُ الذين حادوا عن طريقة الأئمّة وعم طريقة السّلف ـ ياأخَا الإسلام إنّ الله قد رزقك عقلاً به تميّز وسمعاً وبصراً به تسمع وتشاهد ، والدَّلائِلُ واضحة والبراهين ساطعة ـ إنّما يحتاجُ الأمرُ عدلاً وإنصافاً وتجرّداً عن الهوى وصِدْقاً في طلبِ الحقِّ
    _
    / ـ أولاً معاشر المسلمين : هذه الفتنة عندما جرت _ وأعني بها فتنة عبد الرحمن العدني لا بارك الله فيه _ الذي شَقَّ صَفَّ السُنّة ، شَقَّ صفوف أهل السُنّة في فتنته وحزبيته وعصبيته ، حتى جعل أهل السُنّة في كثيرٍ من المناطق شَذَرَ مَذَرْ وفرّق بينهم بعد إيخاء وجعل بينهم العداوة والبغضاء بعد أن كان سادهم الحبُّ والولاء والإخاء ـ حصل من فتنته ما حصل من التفريق والتشريد لأهل السُنّة في كثيرٍ من المناطق إلاّ من عصم الله ومن رحم الله ، وهكذا فتنة من والاه ومن كان معه على طريقه من المناصرين المدافعين ، فهذه الفتنة التي جرّت من الويلات ما جرّت ، وأحدثت من الفتن ما أحدثت ، التي جرى فيها وجعل النّاس يحصُلُ منهم الإلتباس والغُموض وحصل عليهم من الحُيْرَة والإضطراب ما لا يعلم به إلاّ الله عزّ وجلّ.

    أقول أوّلاً : مَنِ الذي بَدَأَ في نشِر الملازم في هذه الفتنة؟ بَدَأُو في نشر الملازم ، المفتونين المذعورين كالبرمكي وغيره، ونحنُ واقفون عن نشر الملازم ، مع أنّ ملازم أهل السُنّة معروفٌ أصحابها [فيها] كلام مدعّمٌ بالأدلّة والبراهين موثّقة النّقول , وفيها من الإثباتات ما يُؤيّدُ ما يقولون ، ومع ذلك ما أحببنا أن نكون سبباً في توسيع دائرة الخلاف ، ذكروا ما عندهم من الملازم المليئة بالسبّ والمليئة بالطّعن والمليئة بالكذب ، فلمّا أخرجنا ما عندنا دفاعاً وردّاً وهي ملازم علميّة وفيها علم ، وفيها كتاب ٌوسُنّة ، ومن قرأ قد عرف ـ قَالُوا أنتم من أخرجتم الفتنة إلى العامّة وأنتم الذين صرّفتم النّاس وأنتم الذين فَتنتُم النّاس!! ـ فمن بربِّك أيّها المسلم يُعْتَبَرْ هو الذي نشر الفتنة ،الذي بدأ في بنشر الملازم وملازم المجاهيل ، أُناس غير معروفين ـ بأسماء مستعارة ـ وكلام غير موثّق وسِباب وشِتام لا عُدَّة عليه ولا برهان ـ أَمِ الذي ردّ بعد ذلك على هذا الهُراء والإفتراء بكلامٍ مدعّمٍ من الكتاب والسُنّة ، ثمّ بعد ذلك يقولون أنتم وأنتم.
    / ـ ثانياً : من الذي بدأ بالهجر والمقاطعة وعدم إِلقَاءِ السّلام وردِّه في كثيرٍ من الأماكن؟ همُ الذين بَدأُو بذلك.
    كنّا نصبر وإخواننا في كلّ مكان يترفّقون، ويقولون لا نريد أن نشغل العامّة بما جرى لعلّ الله أن يجمع الكلمة ، وأن يوحّد الصفّ وأن يرُدّ إخواننا إلى ما كانُو عليه من قبل وأن يُبَصِّرَهم بما حدث من التغيّر وأن يَقِيَهٌم من الفتنة ، فَأَبوْ إلاّ أن يُظهروا ما أحببنا إِخفَاءُهَا عن النّاس حتى لا تحصُل الفتنة ويتّسع دائرة الشرّ، فلمّا قابلناهم على فعلهم بالمثل ـ فقاطعنا من قاطع وهجرنا من هجر وهذا من حقّنا شرعاً فإنّ الله عزّوجلّ قال :{فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}. قالوا أنتم المتشدّدون !! أنتم المتنفّرون !! أنتم الغلاة ، وهكذا ثابتاً بَدأُو أيضاً بتحريض العامّة والحديث معهم على ما لا يعقلون حول الفتنة ـ وربِّ الكعبة ذهب بعضهم العامّة إلى بيوتهم ـ لاتسمعوا لفلان!! ولا تُصلّوا في المسجد الفلاني!! إنّا في مسجد الإستقامة، ذهبوا والله إلى منازل العامّة يحذّرونهم من الحضور للصلاة !! وكانوا يوم الجمعة يَقِفُون بِبَاصِهم قريباً من المسجد ويدخلون للنّاس قبل الخطبة بقليل أو بنحوٍ من نصف ساعة أو أكثر ويُحرِّضون النّاس على الخروج من المسجد الذي هو على السُنّة والتوحيد من الذي ... من على المنبر ما يكون سبباً لتحريض النّاس على التركِ لهذا المسجد!! من أجل أن يجَرُّوهم إلى هُنا وهناك ، وهكذا إذا زارنا إخوةٌ من دار الحديث بدمّاج يعلّمون النّاس الكتاب والسُنّة ، وقفوا حول أَزِقَّةِ المسجد يصرِفُون النّاس عن الحضور حتى ولو صلّوا في مساجد أهل البدع، وأنتم تعرفون أنّه في حَيِّنَا ليس هناك مسجدٌ للسُنّة خاصّة في بداية الفتنة، لا يوجد مسجد سُنّة في حيّ التجاري إلاّ مسجد الإستقامة ، وبقية المساجد نسأل الله السلامة والعافية، إماّ فيه الصوفية ، أوفيه الإخوان المفلسين، من الذي يحضر عندنا ـ في أيّ مسجدٍ سيصليّ؟ عند أهل البدع ، وسيحتمي في أحضانهم وهؤلاء هم السّبب ـ هؤلاء هم السّبب ، فلمّا حذّرنا منهم ومن الذهاب إلى مجالسهم ،صاحوا و... في كلّ مكان ـ هؤلاء يتكلّمون على الصاحين!! وهؤلاء يسبّون العلماء!!وهؤلاء وهؤلاء !! أبالله يا معاشر العقلاء من هم الذين أشعلُوا نيران الفتنة؟ وها أنتم تلاحظون في هذه الأيّام أنّهم بَدَؤُا بما لم نعرفه من قبل إلاّ عن أشرار أهل التحزُّب والإبتداع ـ التهجُّم على مساجد أهل السنّة والدخول فيها من غير إذن ، هم يَدَّعُون أنّهم حريصون على السنّة ، غيورين على الدّين!! إذا ذهبوا إلى مسجد من مساجد الصوفية والإخوان المسلمين ، تَجِدُ الواحد منهم يتوَسَّد بين يدي المستمع الصوفي أو الإخواني ويتمسكن ويتذلّل وبمعسول الكلام والأحضان والإبتسامات ، من أجل أن ...كلمة أوفي محاضرة ، ويتعهّدُون أنَّه ما سيُقال ما يزعجكم !! إنّما هي نصائح ووعظ وإرشاد وتفقيه للنّاس لما ينفعهم ، ومساجد أهل السُنّة أليست أولى بهذا الإحترام وألاّ يدخل فيها إلاّ بإذن من فيها؟ وهم يعلمون أنّ النبيّ صلىّ الله عليه وسلّم نهى أن يُؤَمَّ الرجل في سلطانه إلاّ بإذنه. وبيّن أهل العلم أنّ إمام المسجد صاحب السلطان في مسجده فلا يجب أن يٌتعدّى عليه حتى ولو كان من كان، لايُتَعَدَّى عليه وإنّما يؤمّ في المسجد ويدعى إلى الله بإذنه وإلاّ فلا تُثار فتنة، وحتى لا تثار فتنة وبيوت الله فيها سعة ، وبيوت الله فيها سعة ،ثمّ أين هذه الشجاعة وأين هذا الإندفاع ؟ أين هذه الشجاعة وهذه الإندفاع في ذهابهم إلى المساجد التي سُحبت من أهل أهل السُنّة إلى أيدي الصوفية وأهل البدع من الإخوان المفلسين ؟ ما وجدنا منهم معشار ما يحصُل اليوم مع مساجد أهل السُنّة من التهجُّمات والإعتداءات وفرض النّفس بالقوّة ـ أين شجاعتهم هذه مع مساجد الإخوان المفلسين ؟ .. مساجد الصوفية ؟ كم من مساجد كانت في أيدي أهل السنّة فاعتدى عليها هؤلاء وأخذوها؟ فما سمعنا من هؤلاء شيئاً ولا رأينا منهم فعلاً يَدُلُّ على أنّهم يريدون أن يُرجِعُوا المساجد أو غير ذلك ، إنّما شجاعتهم على مساجد أهل الحقّ ، وأمّا أوْلائك فهم منهم في سلام وفي مأمن ـ همُ الذين تهجّمُوا ـ ومن الذي يريد إثارة الفتن ؟ ومن الذي هو مفتون؟ ومن الذي هو ليست عنده أدب مع إخوانه من هو الذي يريد أن يوسّع دائرة الخلاف؟ الذي يتهجّم على المساجد من غير إذنٍ وهو يدّعي الأخلاق!! ويدّعي الأدب !! ويدّعي أنه ذو سكينة !! إنّي والله لأعجب ممّن صنع ذلك حين أنّه يقول أنّه مقلِّد، إذا نُوقش في الفتنة ـ الذي يتهجّم على المساجد وأنتم تعلمون إذا نُوقِشَ من قبل طلبة العلم بنصيحةٍ والأخذ والعطاء معهم ، قال لا تناقشني أنا مقلّد!! ما أستطيع أن أميّز!! فكيف تتصدّر في المجالس وأنت ترى أنّك مقلّد؟؟!! أليس هذا من غشّ للنّاس حين أن ترضى أن تلقّب بأنّك الداعية المُبارك؟ وأنّك الأخٌ المِفضال!! ويثنى عليك ، وتُكان لك المدائح وتصدّر للنّاس خطيبًا ومحاضراً ومدرّساً و مرجعاً وأنت مقلّدًا باعترافك ـ وأهل العلم قد قالوا في كتب أصول الفقه ـ أنّ المقلّد لا يصلح أن يفتي ولا يصلح لمثل ذلك أبداً لأنّه مقلّد ليس معه حجّةً ولا بُرهان ـ ثمّ أيضاً حين أن قال أدوس الحزبية تحت قدمي!! ما أشبه هذه الكلمة بكلمة الخُنْفُشَارِي إسماعيل عبد الباري الذي هو معروف للجميع أنّه حزبيّ من رأسه إلى قدمه ومناصر لدعوة الإخوان المفلسين ليل نهار، وبكلّ ما أوتيّ من قوّة ، وقد ابتلي بالتكفير ـ يأتي بالتكفير على عواهنه ولا يخاف من كتاب الله على ذلك ولا يتورّع ولا يُحاسب على ما يخرج من لسانه ـ كَفََّرَ من على منبر الجمعة " الشيخ عبد العزيزآل الشيخ واللّجنة الدائمة " حين أن أفتوا بأنه لا جهاد في الفلّوجة _ أي لاجهاد في الفلّوجة في العراق لأنّ الحكومة قد قامت وإن كانت شيعية، لأنّه لا جهاد في الشريعة من غير وليّ أمر ـ لا جهاد في الإسلام إِلاَّ بوليّ أمرٍ ولو كان ظالماً فاجراً باغياً ـ حَرْبُ العصابات في الإسلام غير معروف !! لو كان حرب العصابات شرعياًّ لقاتل الرسول بمكّة من قبل أن تُقام له دولة ، ولكان غيوراً على الكعبة والشرك حولها والأصنام ، والمسلمون يُقتّلون ويُجلدون ويُعذّبون، ومع ذلك ما حارب الرسول وما استخدم الإغتيالات و حرب العصابات غيرةً على الدّين ، لأنّه لم يُأْذَن له في ذلك ، فلمّا صار له كيان ومجتمع وجيش وإمكانيات، وصار لفرض القدرة موجودة والأسباب الماديّة وقبلها الأسباب المعنويّة من قُوّة العقيدة والإيمان والتربية الحسنة على الكتاب والسنّة قال الله لهم :{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}. فلمّاأفتى العلماء بذلك كفّرهم من على المنبر وقال من لم يرضى بتكفيرهم فهو كافر!! ـ سمعتها بأُذني في شريط عند رجل إقتنى ذلكم الشريط ـ ومع ذلك يقول ويتبجّح أنا لست جزبيّاً ، بل نحن... التحزّبات التي تفرّق المسلمين
    ** وكلٌّ يدّعي وصلاً لليلى... وليلى لا تقرّ لهم بذاكا **
    إنّ إبليس ـ ونحنُ لا نقول أنّهم مثل إبليس ـ إبليس كافر ـ وهؤلاء من المسلمين ، ولكن أنظرو المشابهة ـ إبليس مع كفره وفجوره ما ... يقول إنّي أخاف الله ـ فليس كلٌّ من ادّعى حقًّا تُقْبل منه دعواه ، لابدّ أن يثبت الدعوى ، الدعوة التي يقولها بأفعاله ـ فكيف لا يكون حزبيّاً وقد تعصّب تعصّباً باطلاً لأصحاب الأخطاء والزلاّت والإنحرافات ، ولم يقل فيهم بقولة الحقّ ، وعادى النّاصحين الذين قالوا في تلك المسائل بما يوافق كتاب الله وسنّة رسوله صلىّ الله عليه وسلّم على منهاج السّلف ، ضادهم بالعداوة والحرب من التحت ومن وراء ، وهو مع ذلك يقول ـ أدوس الحزبية تحت قدمي!! فما هي الحزبية التي يدوسها؟ أخشى وأعوذ بالله أن يكون يريد ذلك ، أن يكون داس التحزّب للحقّ ، وأعوذ بالله أن يكون قصد ذلك ، وهو يهرف بما لا يعرف ويهذي بما لا يدري ، لا يدري ماالذي داسه وما الذي رفعه فوق رأسه ـ إنّ المسلم ... أن يتعصّب لغير الكتاب والسنّة ، ولا يتعصّب لأحدٍ من البشر مهما كان ، إنّما يتعصّب للكتاب والسنّة على فهم السلف ـ فمن قال بالحقّ نُصِر ومن جاء بالباطل يُردّ عليه باطله ولا يدافع عن باطله ولو كان من أعظم النّاس منزلة في القلوب ، فبعد هذه الأفعال وبعد هذه التصرّفات التي تدلّ على أنّه لا عقل ولا أخلاق ولا رويّة ولا مراعاة للمصالح والمفاسد ، بعد هذا كلّه هناك حيرة واضطراب عند من الفتنة وعند من التغيّر وعند من الإنحراف!! ـ أليس منكم رجلٌ رشيد ، هذه الأمور كلّها وما اتضح؟ بالله ماذا تنتظرون؟ أن تنبت لهم قرون حتى تعرفوا أنّهم حزبية ، أو أن ينزل السحاب ويشكّل فلان معه حزبيون ، أو أن تَرَوْ رُؤى في المنام عن طريق الملائكة ، أو أن ينزل الوحي ؟؟ إنّ الأمر يُعرف بالقرائن وبالدلائل ، والشخص يُعرف بأحواله وأفعاله وجلسائه ومن إليه من النّاس ويُحكم عليه بذلك شرعاً وعقلاً وعرفاً وهذا أمرٌ معروف بين النّاس أنّه من ساير أهل الباطل يُلحق بهم ولو تبرأّ منهم بالكلام ـ المرء على دين خليله ـ من ساير المفتونين فهو مفتون ، ومن دافع عنهم فهو مفتون وإن أبى ذلك ، فكيف إذا شارك ، وكيف إذا كان له قدمٌ وساقٌ فيهم، وصار فيهم ذو ناب ومخلب ـ عجباً والله لأمثال هؤلاء ـ الواحد منهم كان ضعيفاً متضاعفاً ، مسكيناً ،ليس له أيُّ قُوّة في مواجهة الحزبيين قبل هذه الفتنة ، يَضْعُفْ عن مواجهة المتحزّبة ، وليس له ذاك المجهود ، فإذا به حين الفتنة يُكشِّر عن أنياب، وعن مخالب ، وعلى من؟ على أهل السنّة

    ** أسدٌ عليّ :::: وفي الحروب نعامةٌ. فتخاء تنفرممّن :::: في صفير الصافر**

    والله عجبًا من أحوال هؤلاء ، مارأينا هذه الشدّة والوحشيّة على هؤلاء الخوارج والبغاة ، مارأينا هذا المجهوذ في الرّدِّ على دعاة الشرك والوثنيّة ـ من الصوفية والروافض، ومن السحرة والمشعوذين ، بروز فضيع في ردّ الباطل عند أهل البدع ، وقوّة واندفاع وشجاعة وحماس في الردّ على أهل السُنّة وحرب أهل السُنّة ،وهذا كلّه ألا يكفي في بيان ما هم عليه من الفتنة ؟ فنحن ندعوهم إلى تقوى الله ، وإلى أن يرجعوا إلى ما تَرَبُّو عليه من الكتاب والسُنّة على فهم السلف ، ولا يتركوا ما عرفوا من أجل فلان وفلان، فإنّك ستدخل القبر وحدك ، وتقف بين يدي الله وحدك، ما سينفعك من دفعك، ولا من أَزّك ولا من شجّعك ، ستحاسب على كلّ قولٍ وفعل ، وعلى كلّ موقفٍ وشهادةٍ وحكم {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم}. وهكذا نُذكِّر النّاس بتقوى الله ، أن يَكُونوا في مواقفهم حُبّاً وبُغضاً، وولاءاً وبراءً، ونُصرةً وخُذلاناً على الكتاب والسُنّة، فلا تكن مع المُبطل ،ولا تتعاون مع المَفْتُون، ولا تَسكُت عن باطل على قدر الإستطاعة، وبالكتاب والسُنّة على فهم السلف وبالحكمة والموعظة الحسنة حتى يتبيّن الحقّ من الباطل ، ويحي من حيّ عن بيّنة ويهلك من هلك عن بيّنة ـ أسأل الله عزّوجلّ بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلا أن يوفّقنا لما في رضاه .
    والحمد لله ربّ العالمين.


    ـــــ
    أسأل الله أن ينفعنا بها
    ــــــــــــ
    ـ مكان النقاط التي بلون أحمر : هي لكلام لم أفهمه جيّدا وأرجوا من أخي الكريم هشام أبو أنس أن يعدّل التفريغ بما يستطيع وجزاه الله خيرا.

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة نسيم بن عبد الحميد الجنحي الجيجلي مشاهدة المشاركة
      جزاك الله خيرا أخانا الكريم أبا أنس

      وحفظ الله الشيخ الفاضل

      أبو أسامة أحمد الحكمي على توضيحه الجيّد والمفيد لما جرى في هذه الفتنة التي مقتها كلّ سلفي صادق


      تفريغ المحاضرة*

      الحمد لله ربّ العالمين ، وأشهد أن لاإله إلاّ الله وحده لا شريك له الملك الحقّ المبين، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله خاتَمُ الأنبياء والمرسلين صلّى الله وسلّم و بارك عليه وعلى آله وأصحابه الغُرّ الميامين وسلّم تسليما كثيرًا مزيدًا إلى يوم الدين أمّا بعد:
      فنحمد الله جلاّ وعلا على آلائه ونعمه التي لا تُعدّ ولا تحُصى ، والذي منها ـ أن سَخَّر الله لنا في هذه المدينة دعاة الخير والسنّة ، يتعاهدوننا بزيارة مابين الحين والآخر، وذلك من فضل الله علينا وعلى النّاس ولكنّ أكثر النّاس لايشكرون ــ فإنّ مجيء الدعاة إلى الله وحُلُولَهُم بين النّاس للدّعوة والنُّصح ، نعمةٌ عظيمةٌ يختص الله بها من يشاء من عباده ، فكم من بقاع الأرض من أُنَاٍس يَشْكُون من جفاف الأرض عندهم من قليل الدعاة إلى الله عزّ وجلّ ، ومن قلّة الزائرين من حملة الكتاب والسُنّة ـ احمدو الله على هذه الفضيلة يا أبناء هذه المدينة ، فإنّكم والله تغبطون على هذا الفضل ، وعلى وجه الخصوص بهذا الحجم ، هذا المسجد المبارك ** مسجد ابن تيمية ** الذي يقوم عليه الأخ عادِل أبو سَيْف حفظه الله ـ وكذا **مسجد علي بن إبي طالب رضي الله عنه ** والذي يقوم عليه الأخ طلال ـ فهذان المسجدان بهذا الحجم ، حَضَيَا بعناية طلبة العلم والدُّعاة إلى الله والمشائخ أهل الثبات على السنّة، بالزيارة ما بين الحين والآخر ــ فنسأل الله أن يُدِيمَ علينا جميعا وعليهم هذا الفضل ، وأَلاَّ يَحْرِمَنَا من زيارة إخواننا بينهم ~ والله عظيم ~ وقوّة لإخوانهم ، فإنّ المَرْأَ يَأْنَسُ بإخوانِه ويتقوّى بهم .
      ـ معاشر المسلمين : إنّ المقام ليس لي والنفوس مشتاقة مشرئبّةٌ للسماع للشيخ الفاضل أبي عبد الرحمن عبد الرقيب الكوكباني _ الذي وفّقه الله لحُسْنِ الأُسلوب مع جانبٍ من العلم ـ نسأل الله يزيدنا وإياه من فضله وأن يثبتنا وإياه على طريق مرضاته حتى نلقاه [ آمين ] ولكنّه أحبّ أن أتكلّم بين يديه من باب التعاون على الخير، فلم أجد من ذلك بُدَّ الإجابة لطلبه ، فستكون كلمتي التي أسأل الله عزّ وجلّ أن يعينني بها على السداد والرشاد ، وأن لا أطيل المقام حتى لا أُضَيِّقَ الوقت عليه
      بعنوان:
      ** أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدْ**

      أنادي بها العقلاء الذين نُحسِنِ الظَّن بهم أنّهم على الخير ، وأنّهم يحُبّون الكتاب والسُنّة ودُعاة السُنّة ، وإن كانو قد تلتبس عليهم بعض الأمور حيناً أو آخر، إمّا لقلّة العلم وكُلّنا معرّضٌ لذلك ، وإمّا لكثرة التلبيس من أهل الباطل ـ فنسأل الله عزّ وجلّ أن يأخذ بأيدينا جميعاً إلى ما يحبّه ويرضاه ـ أنادي أمثال هؤلاء الذين تطمع النفوس بأن يستجيبوا للنّداء ، وأن ينتفعوا بما يقوله إخوانهم من الخير المُدعّم بالكتاب والسُنّة ـ فأمّا من سواهم ممّن قد حَلَّ في قلوبهم مرضُ الفتن، وقد تَلَوَّثت قُلوبهم بِأَدرانِ المعاصي والذنوب ، فإنّهم يخُشى ألاّ يستجيبوا للنداء ، وألاّ يَنتفِعُوا بِنُصح ، وذلك موجودٌ في كتاب الله عزّ وجلّ ، فإنّ الله قد ذكر في كتابه في غير ما موضعٍ منه أنّه إنّما ينتفِعُ بالموعظة والذكرى أهل القلوب السليمة المنيبة، الخائفون من الله الذين يخشون الله عزّ وجلّ ، قال عزّ وجلّ:{ إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ } . وقال: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ }. وقال :{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}.فإنّما ينتفِعُ بالنصيحة وإنّما يستجيب للنّداء من كان في قلبه خوف من الله عزّ وجلّ وتحَرٍّ للحقّ وتجرُّدٌ عن الهوى وتَتَبُع للكتاب والسُنّة، فإنّ مثل هذا الصنف الحريص على الخير مهما حصل له من التّخبّط ، فإنّه يصل إلى الحقّ اليوم أوغداً أو بعد غد ـ فإليهم أرفعُ مثل هذا النّداء فأقول: إنّي أعجب والله يا معاشِر العقلاء من المسلمين عامّة وممّن عرف الكتاب والسُنّة ونهج السّلف خاصّة ، أعجب مِمَّن مازال إلى الآن في حَيرةٍ واضطراب ممّا حصل من الفتنة ... ما حصل من الإفتآت على دُعاة السنّة وحملة العلم في اليمن وعلى رأسهم من في دار الحديث بدمّاج ـ خليفة الشيخ مقبل الوادعي رحمة الله عليه ** يحي بن علي الحجوري حفظه الله وبارك فيه ** ومن معه وإليه من إخوانه المشائخ والطلاّب القائمون ليل نهار على نُصرة الحقّ وعلى الدعوة إلى الخير وعلى الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، إلى الآن بعد ما جرى وحصل من الأحداث ومن الفتن ومن الأمور التي كشفت الحقائق لكلّ ذي منصف ولكلّ ذي بصيرة ـ أعجبُ ممّن مازال يَتحيّر إلى الآن مَنْ مِنْ هؤلاء على الحقّ ، ومَنْ مِنَ الفريقين على السُنّة ،ومن همُ المختلفون على الكتاب والسُنّة ، ومن همُ الذين حادوا عن طريقة الأئمّة وعم طريقة السّلف ـ ياأخَا الإسلام إنّ الله قد رزقك عقلاً به تميّز وسمعاً وبصراً به تسمع وتشاهد ، والدَّلائِلُ واضحة والبراهين ساطعة ـ إنّما يحتاجُ الأمرُ عدلاً وإنصافاً وتجرّداً عن الهوى وصِدْقاً في طلبِ الحقِّ
      _
      / ـ أولاً معاشر المسلمين : هذه الفتنة عندما جرت _ وأعني بها فتنة عبد الرحمن العدني لا بارك الله فيه _ الذي شَقَّ صَفَّ السُنّة ، شَقَّ صفوف أهل السُنّة في فتنته وحزبيته وعصبيته ، حتى جعل أهل السُنّة في كثيرٍ من المناطق شَذَرَ مَذَرْ وفرّق بينهم بعد إيخاء وجعل بينهم العداوة والبغضاء بعد أن كان سادهم الحبُّ والولاء والإخاء ـ حصل من فتنته ما حصل من التفريق والتشريد لأهل السُنّة في كثيرٍ من المناطق إلاّ من عصم الله ومن رحم الله ، وهكذا فتنة من والاه ومن كان معه على طريقه من المناصرين المدافعين ، فهذه الفتنة التي جرّت من الويلات ما جرّت ، وأحدثت من الفتن ما أحدثت ، التي جرى فيها وجعل النّاس يحصُلُ منهم الإلتباس والغُموض وحصل عليهم من الحُيْرَة والإضطراب ما لا يعلم به إلاّ الله عزّ وجلّ.

      أقول أوّلاً : مَنِ الذي بَدَأَ في نشِر الملازم في هذه الفتنة؟ بَدَأُو في نشر الملازم ، المفتونين المذعورين كالبرمكي وغيره، ونحنُ واقفون عن نشر الملازم ، مع أنّ ملازم أهل السُنّة معروفٌ أصحابها [فيها] كلام مدعّمٌ بالأدلّة والبراهين موثّقة النّقول , وفيها من الإثباتات ما يُؤيّدُ ما يقولون ، ومع ذلك ما أحببنا أن نكون سبباً في توسيع دائرة الخلاف ، ذكروا ما عندهم من الملازم المليئة بالسبّ والمليئة بالطّعن والمليئة بالكذب ، فلمّا أخرجنا ما عندنا دفاعاً وردّاً وهي ملازم علميّة وفيها علم ، وفيها كتاب ٌوسُنّة ، ومن قرأ قد عرف ـ قَالُوا أنتم من أخرجتم الفتنة إلى العامّة وأنتم الذين صرّفتم النّاس وأنتم الذين فَتنتُم النّاس!! ـ فمن بربِّك أيّها المسلم يُعْتَبَرْ هو الذي نشر الفتنة ،الذي بدأ في بنشر الملازم وملازم المجاهيل ، أُناس غير معروفين ـ بأسماء مستعارة ـ وكلام غير موثّق وسِباب وشِتام لا عُدَّة عليه ولا برهان ـ أَمِ الذي ردّ بعد ذلك على هذا الهُراء والإفتراء بكلامٍ مدعّمٍ من الكتاب والسُنّة ، ثمّ بعد ذلك يقولون أنتم وأنتم.
      / ـ ثانياً : من الذي بدأ بالهجر والمقاطعة وعدم إِلقَاءِ السّلام وردِّه في كثيرٍ من الأماكن؟ همُ الذين بَدأُو بذلك.
      كنّا نصبر وإخواننا في كلّ مكان يترفّقون، ويقولون لا نريد أن نشغل العامّة بما جرى لعلّ الله أن يجمع الكلمة ، وأن يوحّد الصفّ وأن يرُدّ إخواننا إلى ما كانُو عليه من قبل وأن يُبَصِّرَهم بما حدث من التغيّر وأن يَقِيَهٌم من الفتنة ، فَأَبوْ إلاّ أن يُظهروا ما أحببنا إِخفَاءُهَا عن النّاس حتى لا تحصُل الفتنة ويتّسع دائرة الشرّ، فلمّا قابلناهم على فعلهم بالمثل ـ فقاطعنا من قاطع وهجرنا من هجر وهذا من حقّنا شرعاً فإنّ الله عزّوجلّ قال :{فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}. قالوا أنتم المتشدّدون !! أنتم المتنفّرون !! أنتم الغلاة ، وهكذا ثابتاً بَدأُو أيضاً بتحريض العامّة والحديث معهم على ما لا يعقلون حول الفتنة ـ وربِّ الكعبة ذهب بعضهم العامّة إلى بيوتهم ـ لاتسمعوا لفلان!! ولا تُصلّوا في المسجد الفلاني!! إنّا في مسجد الإستقامة، ذهبوا والله إلى منازل العامّة يحذّرونهم من الحضور للصلاة !! وكانوا يوم الجمعة يَقِفُون بِبَاصِهم قريباً من المسجد ويدخلون للنّاس قبل الخطبة بقليل أو بنحوٍ من نصف ساعة أو أكثر ويُحرِّضون النّاس على الخروج من المسجد الذي هو على السُنّة والتوحيد من الذي ... من على المنبر ما يكون سبباً لتحريض النّاس على التركِ لهذا المسجد!! من أجل أن يجَرُّوهم إلى هُنا وهناك ، وهكذا إذا زارنا إخوةٌ من دار الحديث بدمّاج يعلّمون النّاس الكتاب والسُنّة ، وقفوا حول أَزِقَّةِ المسجد يصرِفُون النّاس عن الحضور حتى ولو صلّوا في مساجد أهل البدع، وأنتم تعرفون أنّه في حَيِّنَا ليس هناك مسجدٌ للسُنّة خاصّة في بداية الفتنة، لا يوجد مسجد سُنّة في حيّ التجاري إلاّ مسجد الإستقامة ، وبقية المساجد نسأل الله السلامة والعافية، إماّ فيه الصوفية ، أوفيه الإخوان المفلسين، من الذي يحضر عندنا ـ في أيّ مسجدٍ سيصليّ؟ عند أهل البدع ، وسيحتمي في أحضانهم وهؤلاء هم السّبب ـ هؤلاء هم السّبب ، فلمّا حذّرنا منهم ومن الذهاب إلى مجالسهم ،صاحوا و... في كلّ مكان ـ هؤلاء يتكلّمون على الصاحين!! وهؤلاء يسبّون العلماء!!وهؤلاء وهؤلاء !! أبالله يا معاشر العقلاء من هم الذين أشعلُوا نيران الفتنة؟ وها أنتم تلاحظون في هذه الأيّام أنّهم بَدَؤُا بما لم نعرفه من قبل إلاّ عن أشرار أهل التحزُّب والإبتداع ـ التهجُّم على مساجد أهل السنّة والدخول فيها من غير إذن ، هم يَدَّعُون أنّهم حريصون على السنّة ، غيورين على الدّين!! إذا ذهبوا إلى مسجد من مساجد الصوفية والإخوان المسلمين ، تَجِدُ الواحد منهم يتوَسَّد بين يدي المستمع الصوفي أو الإخواني ويتمسكن ويتذلّل وبمعسول الكلام والأحضان والإبتسامات ، من أجل أن ...كلمة أوفي محاضرة ، ويتعهّدُون أنَّه ما سيُقال ما يزعجكم !! إنّما هي نصائح ووعظ وإرشاد وتفقيه للنّاس لما ينفعهم ، ومساجد أهل السُنّة أليست أولى بهذا الإحترام وألاّ يدخل فيها إلاّ بإذن من فيها؟ وهم يعلمون أنّ النبيّ صلىّ الله عليه وسلّم نهى أن يُؤَمَّ الرجل في سلطانه إلاّ بإذنه. وبيّن أهل العلم أنّ إمام المسجد صاحب السلطان في مسجده فلا يجب أن يٌتعدّى عليه حتى ولو كان من كان، لايُتَعَدَّى عليه وإنّما يؤمّ في المسجد ويدعى إلى الله بإذنه وإلاّ فلا تُثار فتنة، وحتى لا تثار فتنة وبيوت الله فيها سعة ، وبيوت الله فيها سعة ،ثمّ أين هذه الشجاعة وأين هذا الإندفاع ؟ أين هذه الشجاعة وهذه الإندفاع في ذهابهم إلى المساجد التي سُحبت من أهل أهل السُنّة إلى أيدي الصوفية وأهل البدع من الإخوان المفلسين ؟ ما وجدنا منهم معشار ما يحصُل اليوم مع مساجد أهل السُنّة من التهجُّمات والإعتداءات وفرض النّفس بالقوّة ـ أين شجاعتهم هذه مع مساجد الإخوان المفلسين ؟ .. مساجد الصوفية ؟ كم من مساجد كانت في أيدي أهل السنّة فاعتدى عليها هؤلاء وأخذوها؟ فما سمعنا من هؤلاء شيئاً ولا رأينا منهم فعلاً يَدُلُّ على أنّهم يريدون أن يُرجِعُوا المساجد أو غير ذلك ، إنّما شجاعتهم على مساجد أهل الحقّ ، وأمّا أوْلائك فهم منهم في سلام وفي مأمن ـ همُ الذين تهجّمُوا ـ ومن الذي يريد إثارة الفتن ؟ ومن الذي هو مفتون؟ ومن الذي هو ليست عنده أدب مع إخوانه من هو الذي يريد أن يوسّع دائرة الخلاف؟ الذي يتهجّم على المساجد من غير إذنٍ وهو يدّعي الأخلاق!! ويدّعي الأدب !! ويدّعي أنه ذو سكينة !! إنّي والله لأعجب ممّن صنع ذلك حين أنّه يقول أنّه مقلِّد، إذا نُوقش في الفتنة ـ الذي يتهجّم على المساجد وأنتم تعلمون إذا نُوقِشَ من قبل طلبة العلم بنصيحةٍ والأخذ والعطاء معهم ، قال لا تناقشني أنا مقلّد!! ما أستطيع أن أميّز!! فكيف تتصدّر في المجالس وأنت ترى أنّك مقلّد؟؟!! أليس هذا من غشّ للنّاس حين أن ترضى أن تلقّب بأنّك الداعية المُبارك؟ وأنّك الأخٌ المِفضال!! ويثنى عليك ، وتُكان لك المدائح وتصدّر للنّاس خطيبًا ومحاضراً ومدرّساً و مرجعاً وأنت مقلّدًا باعترافك ـ وأهل العلم قد قالوا في كتب أصول الفقه ـ أنّ المقلّد لا يصلح أن يفتي ولا يصلح لمثل ذلك أبداً لأنّه مقلّد ليس معه حجّةً ولا بُرهان ـ ثمّ أيضاً حين أن قال أدوس الحزبية تحت قدمي!! ما أشبه هذه الكلمة بكلمة الخُنْفُشَارِي إسماعيل عبد الباري الذي هو معروف للجميع أنّه حزبيّ من رأسه إلى قدمه ومناصر لدعوة الإخوان المفلسين ليل نهار، وبكلّ ما أوتيّ من قوّة ، وقد ابتلي بالتكفير ـ يأتي بالتكفير على عواهنه ولا يخاف من كتاب الله على ذلك ولا يتورّع ولا يُحاسب على ما يخرج من لسانه ـ كَفََّرَ من على منبر الجمعة " الشيخ عبد العزيزآل الشيخ واللّجنة الدائمة " حين أن أفتوا بأنه لا جهاد في الفلّوجة _ أي لاجهاد في الفلّوجة في العراق لأنّ الحكومة قد قامت وإن كانت شيعية، لأنّه لا جهاد في الشريعة من غير وليّ أمر ـ لا جهاد في الإسلام إِلاَّ بوليّ أمرٍ ولو كان ظالماً فاجراً باغياً ـ حَرْبُ العصابات في الإسلام غير معروف !! لو كان حرب العصابات شرعياًّ لقاتل الرسول بمكّة من قبل أن تُقام له دولة ، ولكان غيوراً على الكعبة والشرك حولها والأصنام ، والمسلمون يُقتّلون ويُجلدون ويُعذّبون، ومع ذلك ما حارب الرسول وما استخدم الإغتيالات و حرب العصابات غيرةً على الدّين ، لأنّه لم يُأْذَن له في ذلك ، فلمّا صار له كيان ومجتمع وجيش وإمكانيات، وصار لفرض القدرة موجودة والأسباب الماديّة وقبلها الأسباب المعنويّة من قُوّة العقيدة والإيمان والتربية الحسنة على الكتاب والسنّة قال الله لهم :{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}. فلمّاأفتى العلماء بذلك كفّرهم من على المنبر وقال من لم يرضى بتكفيرهم فهو كافر!! ـ سمعتها بأُذني في شريط عند رجل إقتنى ذلكم الشريط ـ ومع ذلك يقول ويتبجّح أنا لست جزبيّاً ، بل نحن... التحزّبات التي تفرّق المسلمين
      ** وكلٌّ يدّعي وصلاً لليلى... وليلى لا تقرّ لهم بذاكا **
      إنّ إبليس ـ ونحنُ لا نقول أنّهم مثل إبليس ـ إبليس كافر ـ وهؤلاء من المسلمين ، ولكن أنظرو المشابهة ـ إبليس مع كفره وفجوره ما ... يقول إنّي أخاف الله ـ فليس كلٌّ من ادّعى حقًّا تُقْبل منه دعواه ، لابدّ أن يثبت الدعوى ، الدعوة التي يقولها بأفعاله ـ فكيف لا يكون حزبيّاً وقد تعصّب تعصّباً باطلاً لأصحاب الأخطاء والزلاّت والإنحرافات ، ولم يقل فيهم بقولة الحقّ ، وعادى النّاصحين الذين قالوا في تلك المسائل بما يوافق كتاب الله وسنّة رسوله صلىّ الله عليه وسلّم على منهاج السّلف ، ضادهم بالعداوة والحرب من التحت ومن وراء ، وهو مع ذلك يقول ـ أدوس الحزبية تحت قدمي!! فما هي الحزبية التي يدوسها؟ أخشى وأعوذ بالله أن يكون يريد ذلك ، أن يكون داس التحزّب للحقّ ، وأعوذ بالله أن يكون قصد ذلك ، وهو يهرف بما لا يعرف ويهذي بما لا يدري ، لا يدري ماالذي داسه وما الذي رفعه فوق رأسه ـ إنّ المسلم ... أن يتعصّب لغير الكتاب والسنّة ، ولا يتعصّب لأحدٍ من البشر مهما كان ، إنّما يتعصّب للكتاب والسنّة على فهم السلف ـ فمن قال بالحقّ نُصِر ومن جاء بالباطل يُردّ عليه باطله ولا يدافع عن باطله ولو كان من أعظم النّاس منزلة في القلوب ، فبعد هذه الأفعال وبعد هذه التصرّفات التي تدلّ على أنّه لا عقل ولا أخلاق ولا رويّة ولا مراعاة للمصالح والمفاسد ، بعد هذا كلّه هناك حيرة واضطراب عند من الفتنة وعند من التغيّر وعند من الإنحراف!! ـ أليس منكم رجلٌ رشيد ، هذه الأمور كلّها وما اتضح؟ بالله ماذا تنتظرون؟ أن تنبت لهم قرون حتى تعرفوا أنّهم حزبية ، أو أن ينزل السحاب ويشكّل فلان معه حزبيون ، أو أن تَرَوْ رُؤى في المنام عن طريق الملائكة ، أو أن ينزل الوحي ؟؟ إنّ الأمر يُعرف بالقرائن وبالدلائل ، والشخص يُعرف بأحواله وأفعاله وجلسائه ومن إليه من النّاس ويُحكم عليه بذلك شرعاً وعقلاً وعرفاً وهذا أمرٌ معروف بين النّاس أنّه من ساير أهل الباطل يُلحق بهم ولو تبرأّ منهم بالكلام ـ المرء على دين خليله ـ من ساير المفتونين فهو مفتون ، ومن دافع عنهم فهو مفتون وإن أبى ذلك ، فكيف إذا شارك ، وكيف إذا كان له قدمٌ وساقٌ فيهم، وصار فيهم ذو ناب ومخلب ـ عجباً والله لأمثال هؤلاء ـ الواحد منهم كان ضعيفاً متضاعفاً ، مسكيناً ،ليس له أيُّ قُوّة في مواجهة الحزبيين قبل هذه الفتنة ، يَضْعُفْ عن مواجهة المتحزّبة ، وليس له ذاك المجهود ، فإذا به حين الفتنة يُكشِّر عن أنياب، وعن مخالب ، وعلى من؟ على أهل السنّة

      ** أسدٌ عليّ :::: وفي الحروب نعامةٌ. فتخاء تنفرممّن :::: في صفير الصافر**

      والله عجبًا من أحوال هؤلاء ، مارأينا هذه الشدّة والوحشيّة على هؤلاء الخوارج والبغاة ، مارأينا هذا المجهوذ في الرّدِّ على دعاة الشرك والوثنيّة ـ من الصوفية والروافض، ومن السحرة والمشعوذين ، بروز فضيع في ردّ الباطل عند أهل البدع ، وقوّة واندفاع وشجاعة وحماس في الردّ على أهل السُنّة وحرب أهل السُنّة ،وهذا كلّه ألا يكفي في بيان ما هم عليه من الفتنة ؟ فنحن ندعوهم إلى تقوى الله ، وإلى أن يرجعوا إلى ما تَرَبُّو عليه من الكتاب والسُنّة على فهم السلف ، ولا يتركوا ما عرفوا من أجل فلان وفلان، فإنّك ستدخل القبر وحدك ، وتقف بين يدي الله وحدك، ما سينفعك من دفعك، ولا من أَزّك ولا من شجّعك ، ستحاسب على كلّ قولٍ وفعل ، وعلى كلّ موقفٍ وشهادةٍ وحكم {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم}. وهكذا نُذكِّر النّاس بتقوى الله ، أن يَكُونوا في مواقفهم حُبّاً وبُغضاً، وولاءاً وبراءً، ونُصرةً وخُذلاناً على الكتاب والسُنّة، فلا تكن مع المُبطل ،ولا تتعاون مع المَفْتُون، ولا تَسكُت عن باطل على قدر الإستطاعة، وبالكتاب والسُنّة على فهم السلف وبالحكمة والموعظة الحسنة حتى يتبيّن الحقّ من الباطل ، ويحي من حيّ عن بيّنة ويهلك من هلك عن بيّنة ـ أسأل الله عزّوجلّ بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلا أن يوفّقنا لما في رضاه .
      والحمد لله ربّ العالمين.


      ـــــ
      أسأل الله أن ينفعنا بها
      ــــــــــــ
      ـ مكان النقاط التي بلون أحمر : هي لكلام لم أفهمه جيّدا وأرجوا من أخي الكريم هشام أبو أنس أن يعدّل التفريغ بما يستطيع وجزاه الله خيرا.

      جزاك الله خيرًا أخانا أبا عبدالرحمن
      بارك الله فيك وفي وقتك

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة نسيم بن عبد الحميد الجنحي الجيجلي مشاهدة المشاركة
        إنّما يتعصّب للكتاب والسنّة على فهم السلف ـ فمن قال بالحقّ نُصِر ومن جاء بالباطل يُردّ عليه باطله ولا يدافع عن باطله ولو كان من أعظم النّاس منزلة في القلوب ، *

        .........................................

        تعليق


        • #5
          بارك الله في الشيخ الحكمي

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة فتحي العلي مشاهدة المشاركة
            بارك الله في الشيخ الحكمي
            آمين ................

            تعليق

            يعمل...
            X