• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من دماج حرسها الله[بيان تناقضات معاذ الشمري في فتوى الجمعيات] لأبي محمد إسماعيل الأردني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من دماج حرسها الله[بيان تناقضات معاذ الشمري في فتوى الجمعيات] لأبي محمد إسماعيل الأردني

    بيــــــــــــــــان تنــــــــــاقضــات
    معاذ الشمري
    في فتـــوى (الجـــمعـــيات)

    كتبه
    أبو محمد إسماعيل بن محمد الأردني
    فرأه وأذن بنشره
    الشيخ العلامة المحدث
    يحيى بن علي الحجوري حفظه الله

    ...
    حمل الرسالة من الخزانة العلمية

    بصيغة: ( بي دي إف ) ( ورد )
    من هذا الرّابط


    ...
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس هشام بن صالح المسوري; الساعة 13-10-2011, 02:30 PM.

  • #2
    بارك الله فيكم

    تعليق


    • #3

      بيــــــــــــــــان تنــــــــــاقضــات

      معاذ الشمري

      في فتـــوى (الجـــمعـــيات)


      كتبه

      أبو محمد إسماعيل بن محمد الأردني


      فرأه وأذن بنشره


      الشيخ العلامة المحدث

      يحيى بن علي الحجوري حفظه الله





      بسم الله الرحمن الرحيم
      [1])إنّ الحمدَ لله نحمده، ونستعينه ، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِل له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنّ محمّدًا عبده ورسوله.
      أمّا بعد:
      فقد طلب مني بعض إخواننا الليبيين حفظه الله, أن أنظر فيما تكلم به المدعو معاذ الشمري -هداه الله - بخصوص فتواه لأهل ليبيا حول الجمعيات , فلما نظرت فيها وجدت أنه قد تشعب في الكلام عليها تشعبا غير مُجدي, وأطال الكلام بلا طائل , حتى وقع في شيء من التناقضات والأخطاء, فأحببت أن أعلق عليه بما تيسر , حتى لا يبقى شك - إن شاء الله - أنَّ الجمعيات بشتى أنواعها تضر ولا تنفع ,وأنها تفرق ولا تجمع , وأن الله قد أغنى عنها سلفنا الصالح, من الصحابة والتابعين,ونحن على طريقهم إن شاء الله سائرون , وأنه لا ضرورة لإنشائها - ولو اضطرّنا إلى ذلك من اضطرنا من بعض الحكومات- زعما منه أنه لا سبيل للدعوة إلاّ عن طريقها , لأننا على يقين, أنّ الله ما جعل علينا حرجا في الدين,ولا ضيق على المسلمين ؛ حتى يلجئوا إلى هذه الجمعيات, وأنّ من يتق الله يجعل له مخرجاً .
      فلا بد من القناعة بهذا الأمر ,وأننا لسنا بحاجة إلى هذة الجمعيات , لا في الحال ولا في المآل, لا في وقت الضعف ولا القوة, ومن لم يقتنع بهذا فمآله كمن جرب هذا الطريق ,وسيندم على نفسه وعلى دعوته في وقت لا ينفع فيه الندم. ولا حول ولاقوة إلاّ بالله .



      إنّالحمدَ للهِ؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئاتأعمالنا، مَنْ يهده الله فلا مُضِلَّ له،
      ومَنْ يُضلِلْ فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلاّ الله؛ وحده لا شريك له، وأشهدُ أنّ محمّدًا عبده ورسوله.
      أمّا بعد:
      فلقد اجتمعَ ثُلّةٌ مِن الإخوةِالسّلفيّين في (غريان)؛ من (الجبل الغربيّ)؛ في ليبيا؛ في ليلة الثّلاثاء: 22-شوّال-1432هـ؛
      فتشاوروا في شأن إنشاء المراكز الدّعويّة، والجمعيّات الدّينيّة؛ لنشر الدّعوة السّلفيّة في ربوع ليبيا؛ بعد سقوط نظام
      القذّافيّ؛ فاتّصلوا بشيخناأبي عبد الرّحمن معاذ بن يوسف الشّمّريّ-حفظهالله-؛ لسؤاله واستشارته؛ فأجاب-حفظه الله-:
      الحمد لله، والصّلاة والسّلامعلى رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن تولاّه.
      أمّا بعد:
      فالجمعيّاتُتنقسم إلى نوعين اثنين:
      النّوع الأوّل: الجمعيّات الدّعويّة
      والنّوع الثّاني: الجمعيّات الخيريّة
      أمّا الجمعيّات الدّعويّةفهي نوعان:
      النّوع الأوّل: ما فيه مخالفةٌ للإسلام؛ في عقيدته، أو منهجه , أو فقهه وسلوكه , أو كلّ ذلك
      والنّوع الثّاني: ما ليس فيه مخالفةٌللإسلام؛ لا عقيدةً, ولا منهجًا, ولا فقهًا, ولا سلوكًا
      .
      أمّا النّوعالأوّل=وهي: الجمعيّات الدّعوية الّتي تُخالف الشّرع والدّين؛ فإنّها نوعاناثنان:

      النّوعُ الأوّلُ: ما كانت مخالفاتُها مِن جِنسِ البدع والمُحدثات فيالدّين.

      والنّوعُ الثّاني: ما كانت مخالفاتُها مِن جنس المعاصي الّتي هي دونالبدع
      .
      فأمّا النّوع الأوّل=وهي الّتي تكون مخالفاتها مِن جنس البدعوالمُحدثات؛كأن تكون قائمةً في مناهجها على البدعة؛
      كالحزبيّة, أو الصّوفيّة, أوغير ذلك؛ فهذه-وإن تسمّت بغير اسمها-: هي أحزاب ضلالةٍ، وفِرَقٌ هالكة؛ كجمعيّةالإخوان
      المسلمون, وجمعيّة التّبليغ والدّعوة
      .
      فإنّ (الإخوان) أوّلَ مانشؤوا-في الإسماعليّة في مصر-أسّسوا جمعيّةً بهذا الاسم, والتّبليغيّون لمّا أرادوا (ترخيص!) جمعيّتهم
      في المملكة العربيّة السّعوديّة طلبوا ترخيص جمعيّةٍ بهذا الاسم؛ فالتّسمّي بهذه الأسماء لا يُغير من الحقائق شيئًا.

      فإنّ الجمعيّة, أوالجماعة, أو الحزب, أو الرّابطة, أو المنتدى؛ بأيّ اسمٍ تسمَّى هؤلاء؛ إذا قامتجماعتهم على غير السّنّة؛
      فإنّ هذه فرقةٌ ضالّةٌ, وحزبٌ هالكٌ؛ ينبغي التّحذير منه, ومُحاربته.
      أما أشكالُ هذه المخالفات البدعيّة؛ فهي: إمّا في العقيدة, أو فيالمنهج؛ كأن تقوم هذه الجمعيّة على أفكارٍ إعتزاليّة, أو
      على أفكارٍ تكفيريّة, أوعلى مبادئ وضلالاتٍ صوفيّة, أو رافضيّة , أو نحو ذلك
      وقد تقوم على مناهجحزبيّة , أو قطبيّة , أو غير ذلك.
      فهذا النّوعُ الأوّلُ: تحريمُه مِن بابالبدعة؛ ومِثالُها تلكَ الجمعيّاتُ الّتي تحتوي البدع, أو يقوم عليها ناسٌ من أهلالبدع
      -وإن تسمّت بالسّلفية-؛ كجمعيّة إحياء التّراث الكويتيّة؛ الّتي يُقدّم فيها الحزبيُّ التّكفيريّ المعروف=عبدالرّحمن بن عبد
      الخالق المصريّ.

      فأمّاالنّوع الثّاني=وهي الّتي تكون مخالفاتها مِن جنس المعاصي الّتي هي دون البدعوالمُحدثات؛ كأن توجد فيها بعض
      الممارسات الّتي تُخرجها عن حدّ الجواز إلى الحرمة؛كمسألةِ الانتخابات الدّيمقراطيّة؛ الّتي يُختارُ-مِن خلالهـــا-أعضاء
      الهـــيئةالتّأسيسيّة, والرئيس، واللّجان، ونحو ذلك.
      والأموالُ-أيضًا-: مِن أينتُجلب؟، وكيف تُنفق؟، وأين تُوضع؟؛ في البنوك؟، أم في غيرها؟.

      كلّ هذهمزالقُ خطيرةٌ يُخشى أن تُوقِعَ في المعاصي؛ فينبغي أن تُدْرَسَ, وأنْ يُنظَرَإليها بحذر(
      [2])؛ قبل التّفكير في إنشاء
      (جمعيّة)



      ([2] (قد درس أعداد من العلماء هذه الجمعيات بشتى أقسامها وخبروها على مر السنين فوجدوها حزبيات مغلّفة , وتبيّن أنها قائمة لنصرة أفكار أصحابها , وحدث بسببها من التفرق والتمزق للدعوة ما الله به عليم, فما الداعي لدراستها مرة أخرى وقد كُفينا؟!
      ثم ما هي الإشكالات المعارضة للقول بالبعد عنها ؛حتى تحتاج إلى هذا التهويل والدراسات؟!



      فلا شكّ أنّ هذه الجمعيّاتالّتي فيها هذه المعاصي-أو بعضها-مُحرّمةٌ
      .
      فهذه الجمعيّاتُ إذا كانت فيجميع شأنها على السّنّة، وسَلِمَتْ مِن المُحدثاتِ والبدع؛ إلاّ أنّها تُرتكب فيهابعض المحرّمات؛
      كالتّسوّل, ومسألةِ النّاس أموالهم بالطّريقة الّتي سنتكلّم عنها بعد قليلٍ-إن شاء الله-, أو ادّخار هذهالأموال في البنوك،
      أو الانتخابات، أو غير ذلك؛ فهي مُحرّمةٌ؛ لا شكّ فيتحريمها
      أمّا النّوع الثّاني مِنْ أنواع الجمعيّات الدّعوية: فهي جمعيّاتٌليس فيها مخالفةٌ للشّريعة، ولعلّ الدّافع على قيامها وإنشائها
      الضّرورة([3]



      ([3] أي ضرورة هذه التي تدّعيها؟! ولو أنّا فرضنا أن الحكومة في بلد ما لا تسمح بالدعوة إلا عن طريق الجمعيات , فهل سيهلك السلفي أو السلفيون في هذا البلد إن لم نؤسس لهم جمعية للدعوة ؟! وهل تتصور أنّ الله ضيّق على السلفيين في العالم حتى وصلوا إلى هذا الحد من الضرورة ؟!هذا من سوء الظن بالله عز وجل .
      وخذ مثالاً بإخواننا السلفيين في ليبيا,وكيف انتشرت الدعوة السلفية في أوساطهم وفي بلادهم في زمن الطاغية القذافي, ولم تكن هناك أي جمعيات, بل ولا يسمح لأحد منهم بالتعليم في المساجد, وعسى أن يسلموا من شر هذا الطاغية فضلا عن أن يترك لهم المجال للتدريس, ألا يكفي هذا الواقع في مثل هذه البلاد التي ضُيّق فيها على السلفيين لرد هذه الضرورة المدّعاة؟! فاعتبروا يا أولي الأبصار.



      حيثُ لاتَسْمح بعضُ الدّول للسّلفيّين بالدّعوة إلى الله في المساجد, ولا حتّىفي البيوت-كما هو شأن
      ُ كثيرٍ من العلماء؛ يعقِدون مجالِسَهم في بيوتهم-, فإذا كانالأمرُ كذلك, وَخَلَتْ هذه الجمعيّةُ من أيّ نوعٍ من أنواع
      المخالفات الشّرعيّة؛سواءًا كانت هذه المخالفات عقديّةً, أو منهجيّةً, أو فقهيّةً, أو سلوكيّةً؛ فإنّهلا يُمكن القول بتحريم
      هذه الجمعيّة وإطلاق القول ببدعيّتها؛ بل الزّعم بأنّالجمعيّةَ مُطْلقًا بدعةٌ: بدعة.
      الزّعم بأنّ (الجمعيّة) مُطلقًا بدعة: هذاالقول بدعة, ولا شكّ أنّ التّفصيل هو الصّواب؛ فإذا كان فيها من البدعة شيءٌ
      فهيبدعة, وإذا كان فيها من المحرّمات؛ كالتّعامل المُحرّمِ معَ البنوك وغيرها فهيمحرّمة, وإذا كانت قائمةً على شرع الله،
      ويقوم عليها طلبةُ علم ٍسلفيّون؛ يُريدونالدّعوة إلى الله, وباستشارة أهل العلم الرّبّانيّين، ومتابعة العلماء لها, ولايعقد
      أهلُ الجمعيّة الولاء ولا البراء على جمعيّتهم, ولا يحكِّمون فيها إلاّ: (قال الله)، (قال رسوله-صلّى الله عليه وعلى آله
      وأصحابه وسلّم-)، و(قال الصّحابة-رضي الله عنهم), ولا يقعون فيمخالفة شرع الله؛ لا في جمع الأموال، ولا في إنفاقها,
      ولا في ادّخارها، ولا في غيرذلك من مسائل الإنتخابات والدّيمقراطيّة وغيرها؛ فلا يُمكن القول بتحريم هذهالجمعيّة[4]).


      ([4]) هذا الكلام مبني على خلاف الواقع لهذه الجمعيات وما وصلت إليه ممن جربها من السلفيين أنفسهم ممن كنت تراهم كالجبال وفوق السحاب كما تقول , والسائلون يسألونك عن الواقع, ولا يريدوا منك أن تجيبهم عن عالم الخيال .
      واعلم أنه مامن جمعية إلاّ وتحتها مخالفات شرعية ,منها الانتخابات , وإيداع المال في البنوك....


      ولكنّي لا أعلم في الدّنيا كلّها جمعيّةً قائمةً على وفق هذهالشّروط؛ وقد يعلم غيري!([5]
      [5])



      ) إن كنت لا تعلم جمعية قائمة على هذا الحال, فلماذا تتشعب بالسائلين هذا التشعب الذي لا طائل تحته ,ولماذا هذا التردد في البت في هذه المسألة الواضحة ؟!! ألا يسعنا ما وسع السلف وعلمائنا السلفيين من البعد عن هذه الجمعيات , وانظر إلى دعوة الشيخ الألباني رحمه الله كيف انتشرت في العالم مع ما كان فيه من التضييق والحجر , ألا يسعنا - بعد هذا- ما وسع علمائنا الأبرار من البعد عن هذه الحزبيات المُغلّفة والسير على ما ساروا عليه ؟!



      ((وفوق كُلِّ ذي علم ٍعليم)
      ), ولكنّي-شخصيًّا-لا أعلمجمعيةً واحدةً في الدّنيا بطولها وعرضها, وشرقها وغربها؛ سليمةً من هذه المخالفاتأو من
      بعضها؛ لأنّ عامّة الدّول-إلاّ أن يشاء الله-لا تقبل أن تُرخّصَ مثل هذه الجمعيّات إلاّ على أساس القانون الدّيمقراطيّ,
      وانتخاب الهيئة التّأسيسيّة , والأعضاء، واللّجان، والرّئيس؛ إلخ.
      ويشترطون-أيضًا-أن تكون أموال هذهالجمعيّات معلومةً؛ من أين أتت؟، وأين أُنفقت؟, وأين ادُّخرت؟.
      ويشترطون أنتُدَّخر في البنوك الّتي تقوم في أُسّها وأساسها على الرّبا!..
      وحتّى لو لمتكن قائمةً على الرّبا-كما يزعم بعض أصحاب هذه البنوك-فهي مرتبطةٌ بـ(البنكالمركزيّ) في الدّولة,
      المرتبط بـ(البنك الدّوليّ), القائم على الرّبا!.
      كماأنّ هذه الجمعيّات ما تلبثُ أن يتسلّلَ إليها الولاءُ والبراءُ الحزبيّين؛ فلذلكيقول علماؤنا: إنّ الجمعيّات أستار
      الحزبيّات؛ فإنّه قد جُرِّبت هذه الجمعيّاتُ: فيالإمارات, والكويت، والسّعوديّة, واليمن, والأردنّ, وغيرها؛ ووُجِدَ أنّها
      تُفرِّقولا تُجمِّع!, ولا شكّ أنّها حين نشأت-أو أُنشئت-كانت بتلك النّوايا السّليمةالمستقيمة, وكان أصحابها, أو مديروها, أو القائمون عليها, أو منشئوها يريدون خيرًا, ويريدون لها وبها خيرًا؛ ولكنّها انقلبت أداةً لتمزيق السّلفيّين.
      وما خبرجمعيّة إحياء التّراث في الكويت، والسّودان، والأردنّ, واليمن, ومصر, والهند،وغيرها عنكم ببعيد؛ فلقد مزّقت
      وهدمت ما بناه العلماء السّلفيّون الرّبّانيّون عبرعقودٍ وسنين.
      ولأجل هذا؛ فينبغي أن يَشتدّ الحذر من مثل هذه الجمعيّات, وألاّ يُتسرّعُ في إنشائها؛ فإنّ تحفيظ القُرآن ممكن, وتحفيظَ
      المتون ممكن, ودعوةالعلماء والمشايخ ممكنةٌ؛ كلُّ ذلك ممكنٌ مَعَ شيءٍ من الصّبر والتّحمّل والاجتهادوالسّعي والحرص؛
      بعيدًا عن مثل هذه الجمعيّات.
      وأنا رأيت عُلماءَنا يُحذّرونأشدّ التّحذير من إنشاء هذه الجمعيّات؛ لأنّك-إن زعمت أنّك تسلمُ فيها من مخالفةشرع الله-
      ؛ فإنّها قد تُخترق؛ فقد تبنيها أنت, وتنشؤها وتشيّدها على السّنّة؛لكنّها قد تُخترق من بعدك؛ فتصير الى أيدٍ غير أمينة؛
      إما أنّها تنحرف بها البدع, أو أنّها تنحرف بها الأطماع الدّنيويّة المادّيّة!.
      وقد رأينا ناسًا كُنّانتوهّمُ فنعُدّهُم في عالَمِ السّلفيّة كالجبال, وكانوا يُحلّقون-في نظرنا-فوقالسّحب، وما كانت الأعناق
      تستطيع أن تُدرك سُموّهم وإن اشرأبّت إليه!؛ ولكنّهمهَوَوا على أمّ رؤوسهم لمّا تخطّفتهم الأهواء والشّهوات؛ نسأل الله
      أن يعصمنا وإيّاكم،وأن يثبّتنا وإيّاكم على الحقّ والهدى..
      فلا يُسْتَعْجَلْ في إنشاءِ هذهالجمعيّات!.
      وحتّى (المركز العلميّ) الّذي يُرخّصُ في بعض الّدول تحت مسمّى: (هيئةٍ ثقافيةٍ), أو (هيئةٍ اجتماعيّةٍ)؛ تابعةٍ لوزارة
      الثّقافة, أو لوزارةالتّنميّة الإجتماعيّة؛ فإنّه إذا سلم من المخالفات الشّرعيّة في باب العقيدةوالمنهاج, وفي باب الفقه
      والسّلوك؛ فلا شكّ في جوازه؛ ولكنّي لا أعرف له مثالاًصحيحًا قائمًا[6]).)




      ([6]) هل سمعت أذناك يا معاذ! بالمراكز العلمية ودور الحديث في اليمن وعلى وجه الخصوص دار الحديث بدمّاج
      وما حقّقته بفضل الله- من علم وتعليم ونشر للتوحيد ودعوة للسنة ؟! مع أن المراكز في اليمن غير تابعة لا
      لوزارة ثقافة ولا لتنمية اجتماعية مع موافقة الدولة - وفقها الله- عليها.
      فلماذا إذاً هذا التعامي عن الخير وأهله.؟!ولماذا تُعسِّر على الناس طرق الخير و تضلُّهم عنها ؟!



      وأحذّر من الإستعجال في إنشائه؛ خَشية أن تُكرّر التّجاربالسّابقة الّتي شاهدناها في كثيرٍ من المراكز في العالم؛ فالمركز,
      أو الجمعيّة, أوالمنتدى, أو الرّابطة, أو النّدوة, أو الهيئة؛ بأيّ اسمٍ تسمّت هذه الملتقيات فإنّالحكم فيها واحد.
      أما النّوع الثّاني من الجمعيّات=وهي: الجمعياّت الخيريّةالّتي تقوم على رعاية شؤون الأيتام, والأرامل, وبناء المساجد؛ إلخ:
      فهذهالجمعيّاتُ: إذا سلمت من المحرّمات والمعاصي, وسلمت من أن تكون غطاءًا لجمعالتّبرّعات للتّنظيمات الّتي تُسمّي
      نفسها بـ(الجهاديّة!)-وهي أبعد ما تكون عنالجهاد الشّرعيّ الحقيقيّ-، وسلِمَتْ من دعمِ الأحزاب الحركيّة؛ من
      الإخوانيّة, والسّروريّة وغيرها؛ إذا سلِمت من هذا, وسلِمت-أيضًا-من المعاصي والمحرّمات؛ في جمعالأموال, وفي إنفاقها,
      وفي ادّخارها؛ فإنّه لا يمكن القول بتحريمها؛ ولكنّنا لاننصح السلفيّين أن يتولّوا شأن هذه الجمعيّات؛ وعلى الأقلّ: الآن!.
      لأنّالجماعة السّلفيّةَ جماعةٌ ضعيفة؛ عدَدُ أهلها قليل!, وعُدَدُها ضعيفة؛ فانشغالالسّلفيّين بهذه الأشياء المهمّة عن الأشياء
      الأهمّ-من الدّعوة إلى التّوحيدوالسّنة, ومحاربة الشّرك والبدعة-: لهْو السّفه كُلّه!([7]



      ([7]) بل السفه كله أن ننشغل بهذه الجمعيات في حال قوة المسلمين والدعوة السلفية وكثرة عددهم!
      فيا سبحان الله كيف نستغني عن هذه الجمعيات في حال ضعفنا ونلجأ إليها وجوباً!كما يزعم (معاذ) في حال قوتنا ؟!
      إنّ سلفنا الصالح في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام ومن بعدهم ممن اتبعهم بإحسان لم يحتاجوا إلى هذه الجمعيات مع كثرة الأرامل والأيتام والمحتاجين في ذلك الوقت لكثرة الحروب التي خاضوها في جهادهم مع الكافرين, ومع هذا كانوا مستغنين عنها ببيت مال المسلمين , ,ولم يكن للمسلمين في وقت من الأوقات جمعيات لكفالة الأيتام ولا لكفالة الدعاة ولا لحفر الآبار ولا لغيره , كل هذا و ذاك من وظيفة بيت مال المسلمين الذي يكون تحت تصرف ولي الأمر, فمن لم يسعه ما وسع سلفنا الصالح فلا وسّع الله عليه.
      وقد قال ربنا عز وجل : (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السِّلم كافة ) وفي تفسير الآية : خذوا الدين من جميع جوانبه , فلماذا التزهيد في جانب من الدين على حساب الآخر ,وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه- مرفوعاً: الإيمان بضع وستون شعبة فأعلاها لا إله إلاّ الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق , وبدون جمعيات.




      فلا ينبغي للسّلفيّ الواعي
      المُسْتَبْصِر أن ينشغل برعايةِ الأيتام والأرامل-الّتي يستطيع أن ينشغل بها العامّيُّ إذا كان صالحًا-؛ فكم من العامّة في البلاد
      كلّها ينشغلون بمثل هذهالجمعيّات وينفع الله بهم نفعًا كثيرًا؛فنحن نريدك-أيّها السّلفيّ-في ميدانك الحقيقيّ=ميدان الدّعوة
      إلى الله, وطلب العلم،والرّدّ على المخالفين بأنواعهم , ومحاربة الشّرك والبدع , وتربية النّاس علىالتّوحيد والسّنّة.
      أمّا المخالفات الّتي قد تُوجد في مثل هذا النّوع منالجمعيّات-غير ما سبق ممّا يتعلّق باختراقها من قِبَلِ المبتدعة-؛ فتكون
      مُحرّمةًإذا وُجدت فيها هذه المُحرّمات أو بعضها؛ فلقد ذكرنا ما يتعلّق بادّخار المال فيالبنوك.
      أمّا ما يتعلّق بجلبه: فإنّ الإسلام لا يُجيز للدّاعية إلى الله أن يكون شحّاذًامتسوّلاً, ولا رسول الله-صلّى الله عليه وعلى
      آلهوأصحابه وسلّم-, ولا أحدٌ من أصحابه اتّخذ (صندوقًا!!!)؛ بل كان إذا احتاج إلى سؤالالنّاس وحثّهم على الصّدقة
      على بعضِ إخوانهم فعل؛ دونَ أن تُتّخذَ (مهنةً!) ووسيلةًللدّعوة-زعموا!-؛ فإنّ هذه (المسألة!)-على هذا النّحو المُستَنكر-
      تذهب بالهيبة, وتذهب بماء الوجه؛ فلا يقرّها الإسلام.
      وللشّيخ السّلفيّ المحدّث اليمانيّمقبل بن هادي الوادعيّ-رحمه الله-كتابٌ جيّدٌ في الباب؛ اسمه: "ذمُّالمسألة".
      ثمّ إنفاق الأموال-أيضًا-: فإنّ الشّيطان كم يتسلّل إلى قلوبالعاملين في هذه الحقول؛ فيقول: ((...والعاملين عليها)), (
      (...والعاملين عليها))؛فترى أنّهم يأخذون المال لأنفسهم!, أو أكثرَه!!, ولأهليهم ولأصحابهم وبني طريقتهم؛فيدخل
      الشّيطان عليهم من أوسع الأبواب.
      وما قصّة (سليمٍ الهلاليِّ-أصلحهالله-) عنكم ببعيدة؛ فلقد استحوذ على أموال ما يُسمّونه: (مركز الألبانيّ!)، أوأكثرَها؛
      ثم اتُّهم بالاختلاس[8]!,



      ([8]) هل عرفت هذا الأمر بيقين , أم أنك كعادتك في إقحام نفسك فيما لا تدري ولم تقف على حقيقته؟!والشيخ سليم سلمه الله- قد رد على من اتهمه بهذه التهمة في رده على أسامه عطايا هداه الله, فليراجعه من شاء , وأما طلبك للمباهلة على هذا , فقد كلمت الشيخ سليم به فقال: إن أراد أن يباهل فليأت إليّ في الأردن وكذلك أسامة عطايا.



      ثمّ حصل بينه وبين شيعته وأخدانه من الحلبيّينالمميّعة ما لا يخفاكم؛ فإيّاكم وهذه الأموال؛
      ابتعدوا عنها، وأبعدوهاعنكم..
      وإن كنتم مضطرّين([9])





      [9])) قد سبق الرد على هذه الضرورة الموهومة, ومن هنا وغيره تعلم ما عند هذا الرجل من الخلط والاضطراب والتناقض .





      إلى شيءٍ من هذا؛ فيكون بإشراف لجنةٍ, ولا تُوضعهذه الأموال في يدِ واحدٍ-في نوعي
      الجمعيّات: الدّعويّة، والخيريّة-؛ خشية أنيتسلّل إليه الشيطان لواذًا؛ بل تكون هذه الأموال-وإن قلّت-في يد لجنة, ولا
      تُطلببطريقة التسوّل والمسألة؛ وإنّما: إن جاءكم محسن, أو أكثر، وأعطوكم؛ فيقول رسولالله-صلّى الله عليه وعلى
      آلهوأصحابه وسلّم-: ((إذا آتاك الله مالاً ونفسك غيرمستشرفةٍ له؛ فخذه((.
      ويُقَدّمُ في إنفاق هذه الأموال الأهمّ فالأهمّ؛كطباعة الكتب النّافعة الّتي تدعو النّاس إلى التّوحيد والسّنّة والعلم، ومحاربة
      الشّرك والبدعة والجهل
      فإذا علمنا هذا وعقلناه؛ فإنّ تلخيص ما تقدّم منالكلام في نقاط:
      تنقسم الجمعيّات إلى قسمين: الجمعيّات الدّعوية, والجمعيّاتالخيريّة.
      والجمعيّات الدّعوية تنقسم إلى قسمين: جمعياتٍ دعويّةٍ محرّمة, وجمعيّاتٍ دعويّةٍ غير محرّمة.
      والجمعيّات الدّعويّة المحرّمة تنقسم إلىقسمين: الجمعيّات الدّعويّة البدعيّة الّتي يقوم عليها ناسٌ من أهل البدع، أو يكونفي
      منهجها بدعة, أو في اعتقاد أهلها, أو في تصرّفاتهم ما يدلّ علىذلك.
      والجمعيّات الدّعويّة المحرّمة (دون البدعيّة): كالّتي تكـــــون فيها الانتخابات، أوالممارسات الماليّة المحرّمة؛ من
      البنوك وغيرها.
      أمّاالجمعيّات الدّعويّة غير المحرّمة: فيقوم عليها ناسٌ من السّلفيين الصُّلحاء منطلبة العلم, ويرتبطون بالعلماء, وتكون في
      منهاجها, وعقيدتها, وفقهها, وسلوك أهلهاعلى السّنّة المحضة؛ بمقاصد شريفة, وتقوم بالدّعوة إلى الله؛ لأنّ الحكومة في
      بلدهذه الجمعيّة لا تسمح بالدّعوة إلى الله في المساجد, ولا فيبيوت العلماء وطلاّب العلم؛ فيقوم السّلفيّون بالدّعوة إلى
      الله تحت مظلّة هذهالجمعيّة؛ بعيدًا عن كلّ أنواع المخالفات الشّرعية؛ العقديّة, أو المنهجيّة؛كالحزبيّة وغيرها, ولا تتعاون
      -من قريبٍ ولا من بعيدٍ-مع الجمعيّات الحزبيّة الكبرىفي الدّنيا ؛ كإحياء التّراث, ودار البرّ, وغيرها.

      بل تأتيها الأموال بشرف؛مِن بعض المحسنين من التّجار من أهل الخير من أهل ذلك البلد, أو من غيره, و تُشرِفُعلى هذه
      الأموال لجانٌ شريفة, ولا توضع هذه الأموال في البنوك, وتُنفَق نفقاتٍ شريفةً على الأهمّ فالأهمّ من مهامّ الدّعوة؛ من
      دون استحواذٍ عليها, ولا تسلُّلٍشيطانيٍّ إليها, وبدون انتخاباتٍ في هيأتها وأعضائها , وغير ذلك من أنواعالمحرّمات
      .
      فمثل هذه الجمعيّات لا نستطيع تحريمها, والقول بكونها بدعةً: بدعة؛ ولكنّي لا أعرف لها مثالاً صحيحا قائمًا على وجه
      الأرض اليوم, وأرجو أن لايُستعجل في إنشائها؛ لأنّ من هو قبلكم قد جرّب مثل تجربتكم, وقصد مثل قصدكم
      ؛ ولكن: إمّا أنّه نجح في أوّل الأمر ثم اختُرقت جمعيّته!, أو أنّ الشّيطان تسلل إليهبشهوةٍ, أو بشبهة, أو بهما معًا([10]).





      ([10]) سبق الرد على هذا التناقض, وقوله : (وأرجو أن لا يُستعجل في إنشائها...) كأنه يرى أن هذا ليس وقتها المناسب , وإلاّ فما معنى هذا الرجاء؟!
      تم بحمد الله كتابة هذه التعليقات المختصرة , والتي أرجوا أن ينفع الله بها ضحى يوم الثلاثاء 13/ذي القعدة/1432هـ في دار الحديث بدمّاج اليمن دفع الله عنها الفتن وعن سائر بلاد المسلمين
      كتبها:أبومحمد إسماعيل بن محمد الخالدي الأردني




      أمّا النّوع الثّاني من الجمعيات: فهوالجمعيّات الخيريّة: وهذه إذا سلمت من المعاصي بأنواعها فإنه لابأس بإقامتها؛ بل قد
      تكون واجبةً؛ لأنّ ما لا يقوم الواجب إلاّ به فهو واجب؛ ولكنّي لا أنصح السلفيين-وعلى الأقلّ: الآن-بتولّي مثل هذه
      الجمعيّات؛ فإذا قويت شوكتهم, وقويتدعوتهم, وصار لهم قوّةٌ في دعوتهم؛ فتلك السّاعة يتولّون الإشراف على شؤون
      الأوقاف, وعلى شؤون المساجد, وعلى شؤون الجمعيّات, وعلى غيرها؛ بموافقة حكوماتهم المسلمةالقائمة على بلدانهم.
      هذا ما عندي في هذه المسألة, وأسأل الله أن يوفّقكم لما فيهالخير والهدى.
      والله تعالى أعلم.والحمد لله ربّ العالمين.
      يقولُ أبو عبد الرّحمن الأثريُّ
      معاذُ بنُ يُوسفَالشّمّريُّ-أعانه مولاه-:قام بتفريغ الإجابة من التّسجيلالصّوتيّ:أخونا أبو قَتادةَ وِسامُ بنُ عليٍّ العيّانة
      الغريانيّاللّيبيّ -وفّقه الله-،وقدّمَ لها، وعرضَ ذلك عليّ؛ فهذّبتُهاواعتنيتُ بها؛
      في: إربد؛ ليلة السّبت: 3- ذي القعدة-1432هـ.

      تعليق


      • #4
        بارك الله فكم ضربة قوية على ادعياء السلفية في الديار الأردنية

        تعليق

        يعمل...
        X