• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[مميزات أفراخ الحدادية الجديدة] لأبي حمزة محمد العمودي حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مميزات أفراخ الحدادية الجديدة] لأبي حمزة محمد العمودي حفظه الله

    مــمــيــزات
    أفراخ الحدادية
    الجـــديــــدة

    تأليف
    أبي حمزة محمد بن حسين بن عمر العمودي



    قرأه وأذن بنشره
    الشيخ العلامة المحدث
    يحيى بن علي الحجوري
    شكر الله له
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس هشام بن صالح المسوري; الساعة 06-10-2011, 10:27 PM.

  • #2
    جزى الله خيراً الشيخ أبو حمزة محمد العمودي-كان الله له- على هذه الحقائق القوية ، وهي كافية -إن شاء الله - في إدانة الحزب الجديد ، و أنهم أحق بهدا الوصف من غيرهم لما سمعناه و رأيناه في الآونة الآخيرة .
    * وصدق الإمام مقبل الوادي -أسكنه الله الفردوس- حيث قال :
    (( حزبية مغلَّفة)) .


    فلله درك يا أبا حمزة ويا أبا حمزة . فنسأل الله الكريم أن يحفظ بكما الدين ويرفع من قدركما في الدارين .

    قال الشيخ محمد العمودي -حفظه الله - في " ميزات أفراخ الحدادية الجديدة" (ص/17) عند الميزة (27) : (( - الفضول والتدخل فيما لا يعنيهم :

    والقصد من ذلك محاولة إثبات وجودهم، وأنهم من فرسان هذا الميدان، ومحاولة لفات أنظار الناس إليهم، وصرف الوجوه إليهم. وكفى بذلك تشبعًا، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. وإنما يثبت وجود الإنسان الحق الذي جاء به، وقامت عليه دعوته.

    هذا والمميزات كثيرة،

    منها: سحب المساجد من أهل السنة.

    ومنها: الاستعانة برجال الأمن من الفجرة المجرمين على أهل السنة.

    ومنها: الكذب والخداع والتلبيس.

    و منها:محاولة نعش بعض الحدادية وغيرهم الثائرين على الدعوة السلفية ورجالها الصادقين الناصحين.

    ومنها: الظلم والبغي والعدوان.

    ومنها: التحريش والتحريض والتحذير.

    ومنها: تحين الفرص، وتربص الدوائر.

    ومنها: المحاماة عن المبطلين والمفتونين

    ومنها: حصـر المرجعية بفلان وعلان من الناس فحسب، وغير ذلك. والجامع لهذه البوائق كلها هو محاولة الكيد والمكر بهذه الدعوة الكريمة. )) اهـ .
    صدقت يا أبا حمزة صدقت.

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة حسين بن مسعود الجيجلي مشاهدة المشاركة
      جزى الله خيراً الشيخ أبو حمزة محمد العمودي-كان الله له- على هذه الحقائق القوية ، وهي كافية -إن شاء الله - في إدانة الحزب الجديد ، و أنهم أحق بهدا الوصف من غيرهم لما سمعناه و رأيناه في الآونة الآخيرة .
      * وصدق الإمام مقبل الوادي -أسكنه الله الفردوس- حيث قال :
      (( حزبية مغلَّفة)) .


      فلله درك يا أبا حمزة ويا أبا حمزة . فنسأل الله الكريم أن يحفظ بكما الدين ويرفع من قدركما في الدارين .

      قال الشيخ محمد العمودي -حفظه الله - في " ميزات أفراخ الحدادية الجديدة" (ص/17) عند الميزة (27) : (( - الفضول والتدخل فيما لا يعنيهم :

      والقصد من ذلك محاولة إثبات وجودهم، وأنهم من فرسان هذا الميدان، ومحاولة لفات أنظار الناس إليهم، وصرف الوجوه إليهم. وكفى بذلك تشبعًا، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. وإنما يثبت وجود الإنسان الحق الذي جاء به، وقامت عليه دعوته.

      هذا والمميزات كثيرة،

      منها: سحب المساجد من أهل السنة.

      ومنها: الاستعانة برجال الأمن من الفجرة المجرمين على أهل السنة.

      ومنها: الكذب والخداع والتلبيس.

      و منها:محاولة نعش بعض الحدادية وغيرهم الثائرين على الدعوة السلفية ورجالها الصادقين الناصحين.

      ومنها: الظلم والبغي والعدوان.

      ومنها: التحريش والتحريض والتحذير.

      ومنها: تحين الفرص، وتربص الدوائر.

      ومنها: المحاماة عن المبطلين والمفتونين

      ومنها: حصـر المرجعية بفلان وعلان من الناس فحسب، وغير ذلك. والجامع لهذه البوائق كلها هو محاولة الكيد والمكر بهذه الدعوة الكريمة. )) اهـ .
      صدقت يا أبا حمزة صدقت.

      الله اكبر
      بارك الله فيك ياأبا حمزة
      ونفع الله بك

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيراً على نفاحكم وكفاحكم وجهادكم على الصفاء والنقاء لهذه الدعوة السلفية

        تعليق


        • #5
          مــمــيــزات
          أفراخ الحدادية
          الجـــديــــدة
          تأليف
          أبي حمزة محمد بن حسين بن عمر العمودي

          قرأه وأذن بنشره
          الشيخ العلامة المحدث
          يحيى بن علي الحجوري
          شكر الله له

          بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله رب العالمين، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، وأنصاره الذين ارتضوا الدعوة السلفية دينًا قيمًا، ولم يبغوا عنها حولًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله صلى الله وعلى آله وسلم.
          أما بعد:
          فهذه مذكرة مختصرة كتبتها استجابةً لطلبٍ من بعض الأفاضل حفظهم الله، مريدًا بيان صفات الحدادية، حيث وأن كثيرًا من أصحاب الحدادية، أفراخ محمود الحداد وعبد اللطيف با شميل وفالح الحربي، وغيرهم من البغاة الغلاة، يرمون رجال السنة وأنصار الدعوة السلفية، وصفوة المجتمع، ونقاوة الناس -فيما نحسبهم والله حسيبهم، ولا نزكي على الله أحدًا- بالحدادية، ولم يقيموا على دعواهم أدنى حجة وبرهان، وإنما الحامل لهم على ذلك الهوى، وما تحمله كير صدورهم من الخبث والحسد والبغي والعدوان، ولقد أدرك حقيقة مكرهم وما ينطوون عليه من منهج غالٍ منحرفٍ، وفكر ظالم ، فضلاء الناس وعقلاؤهم الذين سلمت عقائدهم وأعمالهم وأقوالهم من لَوَث الحزبيين، وأدران البغاة الغالين.
          وهؤلاء الأدعياء إن كان لديهم مسكة من عقل لعلموا خطورة هذا الظلم، والبغي الظالم أهله؛ وذلك لأن المسألة لا تتعلق بفلان من الناس وعلان، ولكن المسألة مسألة دعوة.
          المسألة مسألة صد الناس عن سبيل الله تعالى، الذي أساسه وأصله طلب العلم النافع والعمل الصالح، ويبغونها عوجًا. وصرف طلبة العلم عن حملته الصادقين الناصحين، ورميهم بين أحضان الحزبيين، ورميهم في بئر بضاعة. فالمسألة باختصار شديد محاولة استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير.
          ولقد تسلَّط السفهاء المجرمون من شياطين الجن والإنس على أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام، ورموهم بالسفه وبأقبح القول ومنكره، فغيرهم من ورثتهم حملة السنة، وحماتها من باب أولى.
          قال الله تعالى: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ)) [الأنعام: ١١٢].
          وقال تعالى: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا )) [الفرقان: ٣١]، وقال سبحانه: ((مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ)) [فصلت: ٤٣].
          والخوارج على افتراق مذاهبها، وكذا وليدتهم الحدادية، وأفراخهم من أدعياء السلفية ، بل وسائر أهل البدع والأهواء يجمعهم شدة العداء للعلم وحملته الصادقين الناصحين، أسوتهم في ذلك وقدوتهم ذو الخويصرة التميمي الخارجي المارق، فهو أول من خرج عن أهل العلم، وطعن في عدالتهم، ((وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاء قِرِينًا)) [النساء: ٣٨]، ((وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا)) [النساء: ١١٩].
          هذا وبما أن هؤلاء الأفراخ سفهاء الأحلام، لم يقيموا على دعواهم أي بينة، كان من الواجب بمكان أن تذكر بعض صفاتهم، وبعض مميزاتهم؛ كي يعرفوا ويكون الناس منهم على حذر وانتباه من منهجهم الهدام، ((لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ)) [الأنفال: ٤٢]. وإلى مميزات وخصائص أفراخ الحدادية:
          1- الولاء والبراء الضيق


          وحقيقته المجمع عليها أن من كان معهم على انحرافهم، أشادوا به ورفعوه فوق منزلته. وإن كان من أفجر الناس، ومن ألدِّ الخصماء على الدعوة السلفية وحملتها الصادقين الناصحين، ومن لم يكن معهم على باطلهم وانحرافهم، حاولوا إسقاطه والإطاحة به، وهضموه، وسلبوا جهاده وإن كان من أبر الناس، وأنصحهم لدين الله تعالى. ويتفرع من هذا الضيق العطن العفن، أن من تنكر للحق وطعن في حملته صار من المقربين إليهم، ورفعوا من شأنه، وهذا في حقيقة الأمر من صفات اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة. فإنهم أهل وبهت وظلم.
          عن أنس رضي الله عنه، قال: بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، المدينة. فأتاه يسأله عن أشياء. فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: «أخبرني به جبريل آنفا». قال ابن سلام: ذاك عدو اليهود من الملائكة. قال: «أما أول أشراط الساعة: فنار تحشـرهم من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة: فزيادة كبد الحوت، وأما الولد: فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد». قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله. قال: يا رسول الله! إن اليهود قوم بهت، فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي. فجاءت اليهود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «أي رجل عبد الله بن سلام فيكم؟» قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وأفضلنا وابن أفضلنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟». قالوا: أعاذه الله من ذلك. فأعاد عليهم، فقالوا مثل ذلك. فخرج إليهم عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله. قالوا: شرنا وابن شرنا، وتنقصوه. قال: هذا كنت أخاف يا رسول الله!. رواه البخاري .
          وعن أنسٍ رضي الله عنهُ: قال: كان رجل نصرانيا فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبي صلى الله عليه و سلم فعاد نصرانيا فكان يقول ما يدري محمد إلا ما كتبت له فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه فحفروا له فأعمقوا فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبح وقد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه. رواهُ البخاري.
          ولمسلم: كَانَ مِنَّا رَجُلٌ مِنْ بَنِى النَّجَّارِ قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَكَانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَانْطَلَقَ هَارِبًا حَتَّى لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ - قَالَ - فَرَفَعُوهُ قَالُوا هَذَا قَدْ كَانَ يَكْتُبُ لِمُحَمَّدٍ فَأُعْجِبُوا بِهِ فَمَا لَبِثَ أَنْ قَصَمَ اللَّهُ عُنُقَهُ فِيهِمْ فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتِ الأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتِ الأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ
          يستفادُ مما تقدم أن ما يستخدمه أفراخُ الحدادية من هضم حقِّ رجالِ السنةِ والتنكر لهم ليسَ من السنةِ في شيءٍ, ويستفادُ أن من تنكرَ للحق بعدما عرفه, وتنكرَ لحملةِ العلمِ, وانحرفَ عن جادةِ الصوابِ, فإن مآله وآخرَ أمرِه أن يُنبذَ ويحقرَ ويُهانَ, ((وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء))
          وملاكُ ما تقدم أن أخلصَهم مودة, و أقربُهم منزلاً وأصدقهُم ولاءً وبراءً, أعظمهم جرماً وأشدهم فتنةً على مذهبِ أنتَ أنتَ.
          2-التعصب المقيت
          وحقيقتُه نصبُ الولاء والبراء الضيقِ لشخص من الناسِ ولو أدى الأمر إلى هدمِ في الدعوة والفتنة وإيذاء أهلها, ومحاولةِ الإطاحةِ بها وبحملتِها, كما هو الشأنُ في الحزبي الفاجر, والمجرم الماكر عبد الرحمن العدني لا جزاه الله خيراً, فإنكَ تجد أفراخ الحدادية الجديدة ، قد نصبوا لهم هذا الرُوجيل، فهم من أجله يوالون، ومن أجله يعادون، ومن أجله يحبون، ومن أجله يبغضون، وكذلك يفعلون، ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون.
          3- عدمُ القناعةِ التامة بمنهج السلفِ الصالحِ رضوانُ الله عليهم وقواعدهم إذا خالفت مالا يرضونه من القول الصواب بحزبية العدني وشلته
          وحقيقتهُ أن ينكرَ ما كانَ يعرف, ويعرفَ ما كانَ ينكرُ.
          4- التقليد


          وهوَ من عكازُ سائرِ المبتدعةِ على اختلافِ ألوانِهم وحمارِهم الذي يركبون عليهِ, وحقيقته نبذ الحق المؤيد بالأدلة والبراهين، وإتباع الهوى، ودعوة الناس إلى تقليد الرجال بغير علمٍ ولا هدى لاسيما مما لم يوافق أهواءهم، وما هم عليه من الباطل، وقد سمعت شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله، يقول: المقلد في الدين ليس بسلفي) اهـ.قال شيخنا يحيى رعاه الله:"أي بعد بيان الحجة له وإصراره على التقليد الأعمى ليس بسلفي".اهـ
          5- الكبر


          وحقيقته رد الحق، وتسفيه حملته. روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «الكبر: بطر الحق، وغمط الناس».
          ولأبي داود وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه:" ولكن الكبر من بطر الحق، وغمط الناس". وصححه شيخنا الإمام الوادعي رحمة الله عليه.
          ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قيل: يا رسول الله! فما الكبر؟ قال: «سفه الحق، وغمص الناس». وصححه شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله تعالى.
          قال الحافظ ابن الأثير رحمه الله في "النهاية": البطر الطغيان عند النعمة، وطول الغنى. ومنه الحديث: «الكبر بطر الحق». هو أن يجعله ما جعله الله حقًّا من توحيده وعبادته باطلًا، وقيل: هو أن يتجبر عند الحق، فلا يراه حقًّا، وقيل: هو أن يتكبر عن الحق فلا يقبله.اهـ
          وقال رحمه الله: والسفه في الأصل الخفة والطيش، وسفه فلان رأيه إذا كان مضطربًا، لا استقامة له، والسفيه الجاهل... والمعنى الاستخفاف بالحق، وألا يراه على ما هو عليه من الرجحان والرزانة.اهـ المراد.
          وقال رحمه الله في قوله «غمص الناس»: أي احتقرهم ولم يرهم شيئًا.
          وقال رحمه الله في قوله «غمط الناس»: الغمط: الاستهانة والاستحقار.اهـ
          يستفاد مما تقدم أن رد الحق واحتقار أهله من الكبر، والمتكبر لا يوفق للحق، قال تعالى: ((سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ))[الأعراف: ١٤٦].
          6- التشبع بما لم يعطوا


          وحقيقته إظهار للناس أنهم على شيء من معرفة النوازل وفقهها، وهم على خلاف الواقع، وربما بعضهم يكون على فقهٍ، ولكن حب الهوى والتعصب يعمي ويصم.
          عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور». متفق عليه.
          قال الحافظ ابن الأثير رحمه الله في "النهاية": أي المتكثر بأكثر مما عنده، يتجمل بذلك، كالذي يُرى أنه شبعان، وليس كذلك، ومن فعله فإنما يسخر من نفسه، وهو من أفعال ذوي الزور، بل هو في نفسه زورًا، أي: كذب.اهـ المراد.
          7- الجمع بين مفترق، والتفريق بين مجتمع


          وحقيقته صرف طلبة العلم من السنة إلى البدعة، ومحاولة التقريب بين السلفيين والحزبيين. وكم أفسدوا من طلبة العلم، وحالوا بينهم وبين حملته الصادقين الناصحين، وكفى بذلك تخبيبًا.
          روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و على آله وسلم: «ليس منا من خبب امرأة على زوجها، أو عبدًا على سيده». الحديث صححه شيخنا الإمام الوادعي رحمة الله عليه، ورواه أحمد من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، وهو في "الصحيح المسند".
          قوله (خبب): أي خدعه وأفسده. قاله في "النهاية". هذا إذا كان بين المرء وزوجه، والعبد وسيده، فكيف من أفسد بين الطالب وشيخه وبين رجال السنة والدعوة هذا قد يهدمه ما لا يهدمه الساحر، أليس هذا من باب أولى أن يستحق هذا الوعيد ليس منا؟!!؟
          8- محاولة التضييق على صاحب الحق والتعصب والتكتل ضده لما تسول لهم أنفسهم الأمارة بالسوء أنه سيصير وحيدًا فريدًا


          وحقيقته هو محاولة سحب طلبة العلم من بين يديه، حتى يتسنى لهم الضغط على صاحب الحق، وتسييره على ما يهوون ويريدون، وهذه طريقة الإخوان المسلمين أعداء هذا المنهج السلفي وأهله.
          قال سعيد حوى الصوفي والحزبي المبتدع: العلماء الذين يقفون في طريق دعوتنا، عليكم أن تسحبوا عليهم طلبتهم؛ حتى لا يشعر إلا وهو وحيد، ولا يجد من يعلِّمه.اهـ انظروا "المجروحون عند الإمام الوادعي" جمع أخينا في الله أبي أسامة عادل السياغي رحمة الله عليه (ص40).
          9- الجرأة على صاحب الحق


          وذلك بتسليط السفهاء عليه من المجهولين، والمدسوسين، والإشادة بهم، والإشراف على رفثهم ، وهذه طريقة أعداء الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، روى مسلم عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه، قال كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شيء؛ وهم يعبدون الأوثان. فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارًا، فقعدت على راحلتي، فقدمت عليه، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيًا، جرءاء عليه قومه. الحديثَ. ومثل هذا في القرآن الكريم كثير. والله المستعان, وطريقة إمامهم ذي الخويصرة التميمي الخارجي المارق.
          10- فتنة المال


          وحقيقته ضخ الأموال الهائلة لمحاربة الدعوة السلفية وحملتها الناصحين الصادقين، ومحاولة صد الناس عن سبيل الله تعالى. قال سبحانه وتعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ))[الأنفال: ٣٦]، وفي الآية دليل على أن من أنفق المال ليصد عن سبيل الله فإنه مغلوب، وليس بمنصور، ومن لم يستجيب لهم ابتداءً غروه بكثير من المغريات إما بالمال أو الكثرة او التشويه لمن أرادوا صد الناس عنه أو الكذب والبتر والتلفيق أو الترهيب والإرجاف عليه؛ حتى يخدروه ويكمموا فاه عن قول الحق والنطق به.
          عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: اجتمعت قريش يومًا،فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فيأت إلى هذا الرجل الذي فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلمه ولننظر ماذا يرد عليه؟ فقالوا: ما نعلم أحدًا غير عتبة بن ربيعة. فقالوا: أنت يا أبا الوليد. فأتاه عتبة فقال: يا محمد! أنت خير أم عبد الله؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك، فقد عبدوا الآلهة التي عِبْتَ، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك، إنا والله ما رأينا سَخْلةً قط أشأم على قومك منك؛ فرقت جماعتنا، وشتت أمرنا، وعبت ديننا، وفضحتنا في العرب، حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحرًا، وأن في قريش كاهنًا! والله ما ننظر إلا مثل صيحة الحُبْلى أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف، حتى نتفانى.

          أيها الرجل! إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلًا، وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فلنزوجك عشرًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَرَغْتَ؟» قال: نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بسم الله الرحمن الرحيم حم (1) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))حتى بلغ: ((فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ))[فصلت: ١٣]. فقال عتبة: حسبك! حسبك! ما عندك غير هذا؟ قال: «لا». فرجع إلى قريش، فقالوا: ما وراءك؟ قال: ما تركت شيئًا أرى أنكم تكلمونه به إلا كلمته. قالوا: فهل أجابك؟ قال: نعم، قالوا: فما قال؟ قال: لا والذي نصبها بَنيَّةً! ما فَهِمْتُ شيئًا مما قال، غير أنه أنذركم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود. قالوا: ويلك! يكلمك الرجل بالعربية ما تدري ما قال؟! قال: لا والله ما فهمت شيئًا مما قال غير ذكر الصاعقة. رواه عبد بن حميد وغيره، كما في "تفسير" ابن كثير رحمه الله (4/92-93)، وقال شيخنا يحيى أعزه الله وأكرمه: القصة صالحة للاحتجاج. وانظر "الصبح الشارق".
          هذا وبين يديَّ كتاب بحجم كتاب "صفة الصلاة" تقريبًا، وهو عبارة عن تقدير سنوي للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض (1414-1415 هـ) يذكر سيرة الجماعة ومدارسها وأسماء من تخرج منها مع ذكر جوائزها المالية. الشأن أنها على طريقة الحزبيين. وفي الأخير ذكرت ما يلي:
          الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض وتوابعها. ترخيص رقم [5] تبرعات الجماعة الخيرية لمراكز ومدارس خارج المملكة عن الفترة من 1/محرم/1414هـ إلى 30/ ذي الحجة/1414هـ، وبيانها كما يلي: ما قبله
          دار الحديث الخيرية معبر- اليمن- مناولة عبد الرحمن عبد الله العيدان- 10000/ريال سعودي.اهـ
          فهذه الجماعة إن شئت قلت عنها جمعية[1] ما أبعدت؛ ولأن هذه الطريقة لم تعهد إلا من قبل الحزبيين، فالتخدير الحاصل بدار الحديث الخيرية بمعبر، إنما هو من قديم الزمن.
          11- الانتقام للنفس


          وحقيقة ذلك أنك ترى كثيرًا من المبطلين ينخرون في الدعوة السلفية وحملتها الصادقين الناصحين نخرًا، وتجد هؤلاء الأدعياء الأفراخ ساكتين، فإذا تُكلِّم في شخصهم، وطعن في عرضهم انبرى هؤلاء الأفراخ الأدعياء بالرد والبيان غضبًا لأنفسهم أشد من غضبهم للدعوة السلفية. والله المستعان. وهذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
          روى الشيخان رحمة الله عليهما عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ما خُير رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين أمرين قط، إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لنفسه من شيء قط, إلا أن تنتهك حرمة الله؛ فينتقم لله بها.
          12-تأخير البيان عن وقت الحاجة
          وبيان ذلك سكوتهم عن كثير من المبطلين، وعدم الإنكار عليهم، وعدم بيان حالهم، مع علمهم بكثير من أخطائهم وما هم عليه من انحراف. ألا ترى أن أحدهم سكت عن الكلام في سيد قطب نحو من عشرين سنة، وسكت عن الكلام في عبد الرحمن عبد الخالق نحو من أحدى عشر سنة، وسكت عن الكلام في أبي الحسن المصري نحو من سبع سنين، وهو يعلم ما هم عليه من الضلال والانحراف. وفي ذلك مفاسد
          منها: غش المسلمين، وعدم النصح لهذه الدعوة الكريمة. وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من غشنا ليس منا». رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
          ومنها: تأخير البيان عن وقت الحاجة، وذلك لا يجوز في قول عامة الأصوليين، وبعضهم نقل عدم الخلاف في ذلك؛ وذلك لما يحصل من الضرر والفساد.
          ومنها: إهمال أدلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدالة على المبادرة والمسارعة في إقامة هذه الشعيرة العظيمة، ما لم يكن هناك مصلحة شرعية في تأخير ذلك.
          ومنها: تمكين المبطل من بدعته وفتنته، والتضليل على كثير من الناس.
          ومنها: مخالفتها لمنهج السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين.
          ومنها: انتشار الباطل بين أوساط الناس، وكثرة المروجين له. ولربما وافته المنية وهو ساكت عما أوجب الله عليه بيانه،والله المستعان.
          13- التلقين


          وحقيقته الإصغاء للمفتنين المبطلين، والإعراض عن أدلة حملة العلم السلفيين الصادقين الناصحين، وفي ذلك فساد في الدنيا والدين. وانظر رسالتي "قبول التلقين فساد في الدنيا والدين".
          14- الطعن في رجال السنة، والدفاع عن أهل الحزبية والفتنة


          وذلك بمحاولة إسقاطهم وهدم جهودهم، وتزهيد الناس في علمهم، وتنفيرهم عنهم، وغير ذلك من مساوئ الأخلاق، وفي المقابل الإشادة بالحزبيين، والمناوئين للدعوة السلفية وحملتها الصادقين الناصحين، وهذه طريقة الخوارج المارقين. حيث أنهم يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان. متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
          15- العجب


          وحقيقة ذلك أنهم يعجبون برأيهم، ويتجلدون أشد التجلد من أجله وهو إنما هو رأيٌ وليس بوحيٍ وفي ذلك خطر عظيم.
          قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، وثلاث كفارات، وثلاث درجات. فأما المهلكات: فشح مطاع، وهوًى متبع، وإعجاب المرء بنفسه». الحديث رواه الطبراني في الأوسط، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وحسنه العلامة الألباني رحمه الله.
          وروى الإمام أحمد في الزهد (733): بسند حسن عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: لولا ثلاث صلح الناس: شح مطاع، وهوًى متبع، وإعجاب كل ذي رأي برأيه.
          والمعجَب برأيه يريد أن يرتفع برأيهِ, ويظهر أمامَ الملأ, و يأبى إلا أن يكون رأيه المخالف مقبولاً .
          روى البخاري عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ ن نَاقَةٌ تُسَمَّى العَضْبَاءَ، لاَ تُسْبَقُ - قَالَ حُمَيْدٌ: أَوْ لاَ تَكَادُ تُسْبَقُ - فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ فَسَبَقَهَا، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى المُسْلِمِينَ حَتَّى عَرَفَهُ، فَقَالَ: «حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يَرْتَفِعَ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ»
          ونهايةُ المغرورالمعجب برأيهِ السقوط والهلاك عياذاً بالله تعالى.
          وروى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" بينما رجل يمشـي في حلة تعجبه نفسه مرجل جمته إذ خسف الله به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة". و بنحوه في البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما.
          وتأمل في قصةِ فرعونَ وقارون وما حصل لهما بسببِ الكبر والغطرسةِ والإعجابُ والزهو بالنفسِ.
          وهل أهلك الخوارج إلا إعجابهم برأيهم الفاسد الكاسد. عن أنس رضي الله عنه، قال: ذكر لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. قال: لم أسمعه منه: «إن فيكم قومًا يعبدون ويدأبون، حتى يعجب بهم الناس، وتعجبهم أنفسهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية». رواه أحمد وأبو يعلى وصححه شيخنا الإمام الوادعي رحمة الله عليه.
          وقال تعالى: ((قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا))[الكهف: ١٠٣ ١٠٤].
          قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية" (7/286): وما أحسن ما قال بعض السلف في الخوارج إنهم المذكورون في قوله تعالى: ((قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ )).
          وقال الإمام الشوكاني رحمه الله في "تفسيره" (3/316): وقد اختلف السلف في تعيين هؤلاء الأخسرين أعمالًا، فقيل: اليهود والنصارى. وقيل: كفار مكة. وقيل: الخوارج. قيل: الرهبان أصحاب الصوامع. والأولى حمل الآية على العموم لكل من اتصف بتلك الصفات المذكورة.اهـ وبنحوه في "تفسير" ابن كثير رحمه الله (3/104-105).
          16- عدم مناصرة الحق ومحاولة تخذيل مناصريه


          وحقيقة ذلك أنهم يرون الحق وأهله في صراع مع الباطل وحزبه، وهم ينظرون من فوق التل؛ لمن تكون الغلبة. فإذا كانت الغلبة للسنة وأهلها، قالوا: إن أردنا إلا أحسانًا وتوفيقًا. وإن كانت الغلبة للبدعة وحزبها، قالوا: ألم نحذركم من السلفيين الغلاة الغالين. وهذه من صفات المنافقين، والعياذ بالله تعالى.
          قال تعالى: ((لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ))[التوبة: ٤٧]، وقال تعالى)): وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا (12) وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا (13) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلاَّ يَسِيرًا (14) وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً (15) قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لاَّ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (16) قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (17) قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا
          فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19) يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً ))
          ، في آيات كثيرة.
          17- الإرجاف بين أوساط السلفيين، ومحاولة زعزعتهم


          وذلك بإلقاء الشبه في أوساطهم، وتضخيم الأمور وغير ذلك. وهذه من صفات المنافقين.
          قال تعالى: ((لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً))[الأحزاب: ٦٠ ٦٢]، والقصد من ذلك إضعاف شوكة السنة وأهلها، ولكن توعد الله تعالى من كان هذا حاله أن يسلط عليه أهل الحق.
          18- ابتغاء الفتنة في الدعوة السلفية


          وبيان ذلك تقليب الحقائق وتصوير الأمر على خلاف الواقع، وهذه من صفات المنافقين، قال تعالى: ((لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ))[التوبة: ٤٨]، والدافع لهم على ذلك هو التشويه، وصرف الناس عن الحق المبين، وذلك عند ظهور الحق، وبيان الحجة ووضوح المحجة.
          19
          -عدم التسليم للحق والانقياد له
          وبيان ذلك أن الحجة إذا قامت عليهم لم ينصاعوا لها، ولم يذعنوا للحق، وإذا كانت الحكومة لصالحهم أذعنوا وسارعوا في التحاكم إلى الكتاب والسنة، وهذه من صفات المنافقين، قال تعالى:(( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ
          يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا (63) وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (64) فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65) وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذاً لآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ))
          [النساء: ٦٠ ٧٠]. وقال تعالى: ((وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ (48) وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ))[النور: ٤٧ ٥٢].
          20- عدم إرجاع الأمور إلى أهلها، وعدم إتيان البيوت من أبوابها


          وبيان ذلك أنه إذا حصل شيء من النوازل، فإنهم يسندون الأمور إلى غير أهلها ومصادرها، ولا يرجعون إلى أهل العلم الصادقين الناصحين، ويحصل من الفساد في الدعوة ما الله به عليم. وهذا الأمر -أعني: إسناد الأمور إلى غير أهلها- من علامات الساعة.
          عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: « بينما النبي صلى الله عليه و سلم في جلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال متى الساعة ؟ . فمضى رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدث فقال بعض القوم سمع ما قال فكره ما قال . وقال بعضهم بل لم يسمع . حتى إذ قضى حديثه قال ( أين - أراه - السائل عن الساعة ) . قال ها أنا يا رسول الله قال ( فإذا ضعيت الأمانة فانتظر الساعة ) . قال كيف إضاعتها ؟ قال ( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة». رواه البخاري .
          وإسناد الأمور إلى غير أهلها، وإشاعتها بين الناس من علامات النفاق والمنافقين، قال تعالى((وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)) [النساء: ٨٣].
          22- إيواء المبطلين وإقصاء السلفيين


          والمقصود من ذلك مناصرة أهل الباطل، والأخذ عنهم والإصغاء إليهم، والركون عليهم، والإشادة بهم، وتقريبهم وإكرامهم، وفي المقابل الإعراض عن أهل الحق، واستحقارهم، وفي الصحيح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله ن يقول: لعن الله من آوى محدثًا...الحديث.
          23- الاغترار بالكثرة


          والقصد من ذلك محاولة تقوية باطلهم بكثرة الواقعين فيه، وليست العبرة بالكثرة، وليس الميزان بالكثرة، وإنما تحمد الكثرة إذا كانت على الحق. وإنما يعرف الرجال بالحق، لا الحق يعرف بالرجال، والاغترار بالكثرة على غير حقٍ سنة جاهلية، ((وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ))[سبأ: ٣٥]، والاغترار بالكثرة وإن كانت على الحق، مع عدم إسناد الأمر لله عز وجل سبب من أسباب الهزيمة، فكيف إذا كانت الكثرة على خلاف الحق، قال تعالى: ((لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ))[التوبة: ٢٥].
          روى الإمام أحمد رحمة الله عليه عَنْ صُهَيْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَيَّامَ حُنَيْنٍ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ بِشَيْءٍ، لَمْ نَكُنْ نَرَاهُ يَفْعَلُهُ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَرَاكَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ، تَفْعَلُهُ فَمَا هَذَا الَّذِي تُحَرِّكُ شَفَتَيْكَ ؟ قَالَ: " إِنَّ نَبِيًّا فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَعْجَبَتْهُ كَثْرَةُ أُمَّتِهِ، فَقَالَ: لَنْ يَرُومَ هَؤُلَاءِ شَيْءٌ فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: أَنْ خَيِّرْ أُمَّتَكَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ نُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيحَهُمْ ، أَوِ الْجُوعَ، وَإِمَّا أَنْ أُرْسِلَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ، فَشَاوَرَهُمْ، فَقَالُوا: أَمَّا الْعَدُوُّ، فَلَا طَاقَةَ لَنَا بِهِمْ، وَأَمَّا الْجُوعُ فَلَا صَبْرَ لَنَا عَلَيْهِ، وَلَكِنِ الْمَوْتُ، فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ، فَمَاتَ مِنْهُمْ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ سَبْعُونَ أَلْفًا " قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " فَأَنَا أَقُولُ الْآنَ، حَيْثُ رَأَى كَثْرَتَهُمْ،: اللهُمَّ بِكَ أُحَاوِلُ، وَبِكَ أُصَاوِلُ ، وَبِكَ أُقَاتِلُ "
          وفي رواية له " كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى هَمَسَ شَيْئًا، لَا نَفْهَمُهُ، وَلَا يُحَدِّثُنَا بِهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " فَطِنْتُمْ لِي ؟ " قَالَ قَائِلٌ: نَعَمْ، قَالَ: " فَإِنِّي قَدْ ذَكَرْتُ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ أُعْطِيَ جُنُودًا مِنْ قَوْمِهِ ؟ فَقَالَ: مَنْ يُكَافِئُ هَؤُلَاءِ، أَوْ مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلَاءِ " أَوْ كَلِمَةً شَبِيهَةً بِهَذِهِ، شَكَّ سُلَيْمَانُ، قَالَ: " فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: اخْتَرْ لِقَوْمِكَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، أَوِ الْجُوعَ، أَوِ الْمَوْتَ " قَالَ: " فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالُوا: أَنْتَ نَبِيُّ اللهِ، نَكِلُ ذَلِكَ إِلَيْكَ، فَخِرْ لَنَا " قَالَ: " فَقَامَ إِلَى صَلَاتِهِ " قَالَ: " وَكَانُوا يَفْزَعُونَ إِذَا فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ " قَالَ: " فَصَلَّى، قَالَ: أَمَّا عَدُوٌّ مِنْ غَيْرِهِمْ فَلَا، أَوِ الْجُوعُ فَلَا، وَلَكِنِ الْمَوْتُ " قَالَ: " فَسُلِّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، فَهَمْسِي الَّذِي تَرَوْنَ أَنِّي أَقُولُ: اللهُمَّ يَا رَبِّ، بِكَ أُقَاتِلُ، وَبِكَ أُصَاوِلُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " ورواه النسائي, وصححه شيخنا الإمامُ الوادعي رحمة الله عليهِ.
          24- التلون


          وبيان ذلك عدم القناعة بالدعوة السلفية، قناعة تامة، وعدم الرضا بسيرها الصافي النقي، مما يجعل هؤلاء الأدعياء يرغبون عنها، ويميلون إلى غيرها، فينتج عن إعراضهم هذا زعزعة ضعاف النفوس عن هذه الدعوة المباركة، وتشكيكهم فيها. وهذه وسيلة من وسائل وطرق اليهود عليهم لعنة الله تعالى في صدِّ الناس عن الإسلام الحق، قال تعالى: ((وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ))[آل عمران: ٧٢].
          وربما اضطرهم هذا التلون وهذا التقلب إلى تعدد الوجوه، فيأتون السلفي بوجه، ويأتون الحزبي بوجه، وهذا من صفات النفاق والمنافقين، قال تعالى: ((وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)) [البقرة: ١٤ – ١٥].
          وصاحبه يكون من شر الناس يوم القيامة، في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: «تجدون من شر الناس، ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاءِ بوجهٍ, و هؤلاءِ بوجهٍ».
          25- الهنجمة وبرز العضلات


          والقصد من ذلك محاولة إلزام الناس بما لم يلزمهم به الشرع. وذلك لضعف حجة هذا المُلْزِم. فإذا ضعفت حجته لجأ إلى القوة.
          ومحاولة الفتك بصاحب الحق، وهذه طريقة أعداء أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام، قال تعالى: ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا))[مريم: ٤١ ٤٦]، وقال تعالى: ((وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ))[الأعراف: ٨٠ ٨٢]، وقال تعالى: ((وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ))[الأعراف: ٨٨]، وقال تعالى: ((قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ))[هود: ٩١]، وقال تعالى: ((وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ))[الأنفال: ٣٠]، وقال تعالى(( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (10) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ)) [إبراهيم: ٩ - ١4]، وقال تعالى (( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلاَّ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ (33) قَالَ لِلْمَلإٍ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40) فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48) قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ )) [الشعراء: ١٠ - ٥1] .
          26- الغلو في الأحكام وعدم ضبطها بميزان الكتاب والسنة


          ومنهج السلف الصالح رضوان الله عليهم


          والقصد من ذلك رمي صاحب الحق بما ليس فيه، وإنزال عليه أحكامًا جائرة، ونبزه بألقاب بائرة، والمبالغة في ذلك محاولين في ذلك إسقاطه، وإسقاط حجته. وهذه هي طريقة الخوارج المارقين، والروافض الزنادقة المنافقين الذين كفروا كثيرًا من الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم، وأنزلوا عليهم أحكامًا ظالمة حتى آل بهم الأمر إلى استحلال دمائهم، وسبي نسائهم، لإسقاط ما جاؤوا به من السنن.
          27- الفضول والتدخل فيما لا يعنيهم


          والقصد من ذلك محاولة إثبات وجودهم، وأنهم من فرسان هذا الميدان، ومحاولة لفات أنظار الناس إليهم، وصرف الوجوه إليهم. وكفى بذلك تشبعًا، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. وإنما يثبت وجود الإنسان الحق الذي جاء به، وقامت عليه دعوته.
          هذا والمميزات كثيرة،
          منها: سحب المساجد من أهل السنة.
          ومنها: الاستعانة برجال الأمن من الفجرة المجرمين على أهل السنة.
          ومنها: الكذب والخداع والتلبيس.
          و منها:محاولة نعش بعض الحدادية وغيرهم الثائرين على الدعوة السلفية ورجالها الصادقين الناصحين.
          ومنها: الظلم والبغي والعدوان.
          ومنها: التحريش والتحريض والتحذير.
          ومنها: تحين الفرص، وتربص الدوائر.
          ومنها: المحاماة عن المبطلين والمفتونين
          ومنها: حصـر المرجعية بفلان وعلان من الناس فحسب، وغير ذلك. والجامع لهذه البوائق كلها هو محاولة الكيد والمكر بهذه الدعوة الكريمة.
          ولعل ما ذكرنا هاهنا فيه الكفاية لمن أراد السلامة والهداية، ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)) [ق: ٣٧].
          انظر: رسالتي "الحزبية الجديدة وليدة السرورية الخارجية".
          هذا ولأخينا في الله أبي حمزة محمد بن حسن السِّوَري حفظه الله رسالة بعنوان: "البراهين القوية على أن العدني وحزبه هم الحدادية"، فانظرها ففيها زيادة بيان. والله المستعان.
          وإلى هنا والحمد لله رب العالمين.
          سبحانك وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
          محمد العمودي
          كان الله له في الدارين
          ليلة الخميس الموافق30/شوال/1432هـ
          دار الحديث والتوحيد العامرة رحم الله مؤسسها رحمة واسعة,
          وحفظ خليفته القائم عليها من بعده، ودفع عنه كيد الكائدين، وشر الحاقدين الحاسدين. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
          الخاتمة وفيهَا نصيحةِ
          قال شيخنا الإمامُ الوادعي رحمة الله عليه: "... ثم بعدها ليعلم الإخوان المسلمون أننا ما نتركهم في شريط ولا في كتاب, لأننا نحب أن يرجعوا إلى الكتاب والسنة"اهـ. انظر "غارة الأشرطة" (1|229).
          وقال رحمه الله: وهذا وإني أنصح العلماء والدعاة إلى الله من أهل السنة أن يجدوا ويجتهدوا في التحذير من الحزبية المشئومة التي فرقت شمل المسلمين ويكون التحذير على الاستمرار لأن عمل النبي صلى الله عليه وسلم كان ديمةً أسال الله أن يوفقهم لذلك إنه على كل شيء
          ٍ قدير. انظر "مقدمة مقتل الشيخ جميل ا لرحمن رحمه الله"


          [1]بل من ضمن من تبرعت له هذه الجماعة بعض الجمعيات.


          تعليق


          • #6
            جزاكم الله خيرا

            تعليق


            • #7
              [quote=حسين بن مسعود الجيجلي;39345]
              جزى الله خيراً الشيخ أبو حمزة محمد العمودي-كان الله له- على هذه الحقائق القوية ، وهي كافية -إن شاء الله - في إدانة الحزب الجديد ، و أنهم أحق بهدا الوصف من غيرهم لما سمعناه و رأيناه في الآونة الآخيرة .
              * وصدق الإمام مقبل الوادي -أسكنه الله الفردوس- حيث قال :
              (( حزبية مغلَّفة)) .


              فلله درك يا أبا حمزة ويا أبا حمزة . فنسأل الله الكريم أن يحفظ بكما الدين ويرفع من قدركما في الدارين .

              قال الإمام الصنعاني -رحمه الله تعالى-
              سلام على أهل الحديث فإنني ***نشأت على حب الأحديث من مهدى.
              هم بدلوا في حب سنة أحمد ****وتنميحها من جهدهم غاية الجهدى.
              أعني بهم أسلاف سنة أحمد****ؤلئك في بيت القصيد هم قصدى.

              التعديل الأخير تم بواسطة أبو إسحاق عبد الناصر السعدي; الساعة 09-10-2011, 08:20 PM.

              تعليق


              • #8
                جزاكم الله خيراً على هذا البيان ومما انتقد أحد الذين ينظرون إلى كتابات أهل السنة من زوايا ضيقة مظلمة قولكم :
                11 -- الانتقام للنفس

                وحقيقة ذلك أنك ترى كثيرًا من المبطلين ينخرون في الدعوة السلفية وحملتها الصادقين الناصحين نخرًا، وتجد هؤلاء الأدعياء الأفراخ ساكتين، فإذا تُكلِّم في شخصهم، وطعن في عرضهم انبرى هؤلاء الأفراخ الأدعياء بالرد والبيان غضبًا لأنفسهم أشد من غضبهم للدعوة السلفية. والله المستعان. وهذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
                روى الشيخان رحمة الله عليهما عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ما خُير رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين أمرين قط، إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لنفسه من شيء قط, إلا أن تنتهك حرمة الله؛ فينتقم لله بها. ا.هـ
                فقال هذا المتربّص بأنَّ هذا تبديع للشيخ ربيع لأنه هو المقصود بهذا الكلام مع أنَّ الشيخ ربيعاً لم يذكر لا في سباق الكلام ولا في سياقه ولا لحاقه إنما هو حديث عن مسألة عامة أراد الكاتب التحذير منها ولم نرَ في كتب الجرح من يترك حديثه ويبدّع بعبارة مجملة أو عامّة إنما ينص الأئمة على بدعة فلان بذكر اسمه وبدعته وأدلتها .
                ولو كان الكاتب يرى - حقيقة - تبديع الشيخ لأظهره إذ لو كان يرى أنه مبتدعاً ومع ذلك يسكت عنه - بل وينقل عنه مستشهداً - لكان بهذا الفعل غاشّاً .
                فأهل السنة لا يتخوفون من تكفير فلان أو تبديعه أو تفسيقه إذ انطبقت الأدلة عليه وكان آحادهم من أهل الفهم والبصيرة في النظر بالأدلّة الواردة والحكم عليها وإنزالها على الأعيان.
                أمّا أهل الجهل من المبتدئين ومن لا حظ عنده من العلم الشرعي فلا توكل إليه هذه المسائل لأنه يخلط بين الحق والباطل وتحصل بسببه الفتنة العظيمة .
                وجزاكم الله خيراً



                تعليق


                • #9
                  يرفع لأهميته ولإزالة إيهام بعض المتربصين

                  تعليق


                  • #10
                    جزاكم الله خيرًا

                    تعليق


                    • #11
                      جزا اللة خيرا الشيخ الفاضل ابو جمزة محمد العمودي علاهذة الحقايق. في افراخ الحزبية الجديدة

                      [quote=أبو إسحاق عبد الناصر السعدي;39571]
                      المشاركة الأصلية بواسطة حسين بن مسعود الجيجلي مشاهدة المشاركة
                      جزى الله خيراً الشيخ أبو حمزة محمد العمودي-كان الله له- على هذه الحقائق القوية ، وهي كافية -إن شاء الله - في إدانة الحزب الجديد ، و أنهم أحق بهدا الوصف من غيرهم لما سمعناه و رأيناه في الآونة الآخيرة . * وصدق الإمام مقبل الوادي -أسكنه الله الفردوس- حيث قال : (( حزبية مغلَّفة)) . فلله درك يا أبا حمزة ويا أبا حمزة . فنسأل الله الكريم أن يحفظ بكما الدين ويرفع من قدركما في الدارين .
                      قال الإمام الصنعاني -رحمه الله تعالى-
                      سلام على أهل الحديث فإنني ***نشأت على حب الأحديث من مهدى.هم بدلوا في حب سنة أحمد ****وتنميحها من جهدهم غاية الجهدى.أعني بهم أسلاف سنة أحمد****ؤلئك في بيت القصيد هم قصدى.

                      تعليق

                      يعمل...
                      X