وإليكم تفصيلة المسألة والجواب عنها :
وهذا مسلك معروف يسلكه الحزبيون محاولةً منهم لإسقاط من ينبري للتصدي لباطلهم ، وتهوين شأنه عند الناس...فيُنَصِّبُون أنفسهم-وهم الجُهَّال- حُكّاما على أهل العلم، وهذا ما صنعه المتعصبون في هذه المسيرة الآثمة، فتجدهم يتربّصون في أواخر الصفوف؛ يسجل بعضهم كلام الشيخ بالمسجلات الصغيرة التجسُّسيَّة!! وبعضهم يسجّل في دفتره....وهكذا تجد القوم يصطادون في الماء العكر، ويعكرون الماء الصافي، عساهم أن يحصلوا على زلّة تُضاف إلى أُختها فتنمو وتكبر!!!!
لكنهم ولّوا على أدبارهم ورجعوا خائبين! وغدا حلمهم كسراب بقيعة يحسبه الضّمآن ماء حتّى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفّاه حسابه !!
ومن المؤسف أن يتأثّر بهم ويقتدي؛ بعض إخواننا الغرباء! وكما قيل:
وأصبح بعضهم يَعْلِكُ بهذه الفرية ويردّدها: الشيخ يحيى عنده أخطاء كثيرة!!!
زاد بعضهم: لو جُمعت لوَسِعت مجلّدًا؟!!!!
ولو استفسرتهم عن مجلد الهوى! وما الذي حوى! لوجدت أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين .
وكما قيل:
ولسنا نقول: إن الشيخ يحيى حفظه الله تعالى معصوم! وهو الذي يقول في دروسه مرارًا :( والله إنّنا مقصّرون، وإنّنا ذوو أخطاء، نسأل الله أن يعفو عنّا..)، ويطلب من إخوانه الطلاب أن ينبهوه إن أخطأ أو نسي...وإذا تبين له الحق رجع إليه وقرّره...
وشيخنا حفظه الله تعالى ممّن له في السنة قدم صالح...ملازمٌ للحق...عُرف بتَوَخِّيه واتّباعه...طريقته سلفيّة ….
قال الإمام المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى : (...والذي أدين الله عزّوجلّ به أنّ الشيخ الحجوري تقيٌّ ورع زاهد...)، وقال أيضا : (..وقد مسك الدعوة السلفية بيد من حديد، ولا يصلح لها إلا هو وأمثاله..) .
وقال الإمام الوادعي :(.. والشيخ يحيى حفظه الله تعالى في غاية من التّحرّي والتُّقى والزهد والورع وخشية الله..).
وقال الشيخ عبد العزيز البرعي حفظه الله تعالى :(..نحن نعلم أنه على تقوى الله عزّوجلّ ومراقبة، وأخونا في الله عزّوجلّ ونحبّه في الله، وعالم من علماء السُّنّة، نفع الله به..)( )..
_ ومن كان هذا حاله فإن خطأه مغفور، بل هو عليه مأجور، والمتنقّص منه لأجل خطئه، المتتبّع لعثرته؛ آثم مأزور، وقد قال تعالى: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:( ..ومن له علم بالشرع والواقع؛ يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدمٌ صالح وآثارٌ حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكان، قد تكون منه الهفوة والزلّة هو فيها معذور بل مأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يُتَّبع فيها، ولا يجوز أن تُهدر مكانته وإمامته في قلوب المسلمين)"الإعلام3/283".
وقال الإمام الألباني رحمه الله تعالى:(ونحن..إذ نقول:(أخطأ)، لا نعني الغمز ولا اللمز ولا الطعن... وإنما نعني أنه-أي المجتهد من هؤلاء المجتهدين-إما أن يؤجر أجرين، وإما أن يؤجر أجرا واحدا، فإذا أُجر أجرا واحدا فذلك يساوي عندنا (أخطأ) ، و(أخطأ) يساوي عندنا أُجر أجرًا واحدًا )"السلفية ص 65".
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى:( العلماء بلا شكّ يُخطئون ويصيبون، ولا ينبغي لنا بل ولا يجوز أن نتّخذ من خطئهم سُلّما للقدح فيهم، فإن هذا طبيعة البشركلهم، أنهم يخطئون إذا لم يوفقوا للصواب،...)،
ثم قال رحمه الله ناصحًا لأمثال هؤلاء المفتونين:
(وأنصح طلبة العلم وغيرهم أن يتقوا الله، وألاّ يجعلوا أعراض العلماء والأمراء مطيّة تركبونها متى شئتم، فإنه إذا كانت الغيبة في عامة الناس من كبائر الذنوب؛ فهي في العلماء والأمراء أشدّ، حمانا الله وإياكم عمّا يغضبه، وحمانا عمّا فيه العدوان على إخواننا، إنه جواد كريم )"العلم ص215-217".
_ وصاحب هذا المسلك المغرور، سائر على غير منهج السلف المبرور.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:( ..أمّا أن يُفرح بزلّة العالِم وخطئه، ليُشيعها بين الناس فتحصل الفرقة، فإن هذا ليس من طريق السلف( ))"كتاب العلم ص42".
_ ثم نقول لهم: إنّ كون العلماء يخطئون، هل يوجب ذلك ردّ ما أصابوا فيه، وأقاموا البيّنات الواضحات عليه؟!! أم أنّه الهوى يعمي ويصمّ؟!!
ولو سلكنا مسلك (قُطَّاع الطُّرُق) هؤلاء، لمَاَ بقي في الأمّة شيء اسمه: (علماء)!! ولَعَمَّ فيها الفساد والبلاء!!
وهذا في الحقيقة ردٌّ للحق والأدلة، ومنهجٌ يسعى في إقصاء العلم وأهله!!
قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله:( ..أما السلفي الذي يوالي السلفيين، ويحب المنهج السلفي-بارك الله فيكم- ويكره الأحزاب ويكره البدع وأهلها، وغير ذلك من علامات المنهج السلفي، ثم يضعف في بعض النقاط؛ فإن هذا نترفق به، وما نتركه، ولكن ننصحه وننتشله، ونصبر عليه ونعالجه-بارك الله فيكم-.
أما أن يقال: من أخطأ هلك! فعلى هذا فلن يبقى أحد! ولهذا؛ فترى هؤلاء لمّا فرغوا من الشباب بدؤوا بالعلماء يسقطونهم، فهذا منهج الإخوان المسلمين...فما قصدهم؟!
قصدهم إسقاط المنهج السلفي، وإقامة الأباطيل والضلالات على أنقاضه.
والذين يطعنون الآن، فإنهم يريدون رفع راية الإسلام؟!! ورفع راية السنة؟!!
أبدًا، أبدًا، هذه قرائن وأدلة على أنهم كذّابون، متّهمون مهما ادّعوا لأنفسهم )"الحث على المودّة والائتلاف ص43-44".
وقال الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة الإمام ابن خزيمة من"السير /374":(ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه وتوخِّيه لا تِّباع الحق أهدرناه وبدّعناه، لقلّ من يسلم من الأئمة معنا، رحم الله الجميع بمنّه وكرمه) .
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله :( فلو كان كل من أخطأ أو غلط تُرك جملة، وأُهدرت محاسنه، لفسدت العلوم والصناعات والحكم، وتعطّلت معالمها)"المدارج2/39".
ـ ولسنا نقول أيضًا: إنه لا يُردُّ على شيخنا إذا أخطأ! إذ أن ذلك من النصيحة لأهل العلم -وقد مرّبيان ذلك في فصل مستقل- ،لكن الشّأن أن يكون الرَّدُّ بحقٍّ وأدبٍ وإنصاف، لا بكذبٍ وإرجاف ! قال تعالى: يأيها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا .
يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى- مُبيِّنًا الموقف السلفي من أخطاء أهل العلم، محذّرًا من طريق أهل البدع معهم- :
(موقف طالب العلم من وهم وخطأ العلماء:
هذا الموقف له جهتان:
الأولى: تصحيح الخطأ، وهذا أمر واجب، يجب على من عثر على وهم إنسان ولو كان من أكبر العلماء أن ينبّه على هذا الوهم وعلى هذا الخطأ ، لأن بيان الحق أمر واجب، وبالسكوت يمكن أن يضيع الحق لاحترام من قال بالباطل، لأن احترام الحق أولى بالمراعاة......
الثانية: أن يقصد بذلك بيان معايبه لا بيان الحق من الباطل، وهذه تقع من إنسان حاسد-والعياذ بالله-يتمنى أن يجد قولاً ضعيفًا، أو خطأً لشخص ما فينشره بين الناس، ولهذا نجد أهل البدع يتكلمون في شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وينظرون إلى أقرب شيء يمكن أن يقدح به فينشرونه ويعيبونه..)"كتاب العلم ص239"، "الحلية ص211 ".
- وسواء كان الخطأ في المسائل العلمية أو العملية- أو ما يُسمى بالأصول والفروع- ، فالتفريق بينهما، وأنَّ الخطأ المغفور هو ما كان في المسائل العملية دون العلمية؛ ليس عليه دليل!!! بل الدليل على خلافه!!! وما دام العالم متحرّيا للحق، واتقى الله ما استطاع، فقد أدّى الذي عليه، وهو مأجور على اجتهاده .
ومن الأدلّة على ذلك؛ حديث عمرو بن العاص المتفق عليه، أن النبي قال :« إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد » ، ولقوله تعالى: لا يكلّف الله نفسًا إلاّ وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربّنا لا تُؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، قال تعالى: قد فعلت ، وقوله تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم ، وغير ذلك من الأدلّة.
قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله بعد ذِكره لحديث عمرو بن العاص:( ..فهذا واضح في تقسيم المجتهدين إلى مخطىء ومصيب، وظاهر الحديث والنصوص أنه شامل للفروع والأصول، حيث دلت النصوص على أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها..)"العلم ص210".
وقال:( وأما الفرق بين الخطأ في الأمور العملية والعلمية؛ فلا أعلم أصلا للتفريق بين الخطأ في الأمور العلمية والعملية..)"العلم ص213".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:(..هذا قول السّلف وأئمة الفتوى كأبي حنيفة والشافعي والثوري وداود بن علي وغيرهم، لا يؤثّمون مجتهدا مخطئا في المسائل الأصولية ولا الفرعية، كما ذكر ذلك عنهم ابن حزم وغيره، وقالوا: هذا هو القول المعروف عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الدين، أنهم لا يكفرون ولا يفسقون ولا يؤثّمون أحدًا من المجتهدين المخطئين، لا في مسألة علمية ولا عملية..)"الفتاوى19/207".
وقال:( وهذا فصل الخطاب في هذا الباب، فالمجتهد المستدل؛ من إمام وحاكم وعالم وناظر ومفت وغير ذلك، إذا اجتهد واستدل فاتّقى الله ما استطاع، كان هذا هو الذي كلّفه الله إيّاه، وهو مطيع لله مستحقٌّ للثواب إذا اتّقاه ما استطاع، ولا يُعاقبه الله ألبتة، خلافًا للجهميّة المجبرة .. )"الفتاوى19/216-217".
وقال:( وكثير من مجتهدي السلف والخلف، قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يُرَد منها، وإمّا لرأي رأوه ، وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربّه ما استطاع دخل في قوله تعالى: ربّنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، وفي الحديث أن الله قال: « قد فعلت » ..)"معارج الوصول ص43".
مرّ من نصوص الأئمة المتظافرة، أنّ من كان معروفًا بالسُّنة وتحرّيه لاتِّباع الحق، وبذَل وسعه للوصول إليه، ثم وقع في مخالفة الحق..فإنه لا يكون بذلك منبوذًا، لكن الذي يترك الحق بعدما بُيِّن له وأُقيمت الحُجّة عليه، ويهرع وراء هواه( ).فإنه يُحكم عليه بحسب ما عاند فيه من بعد ما استبانت له البيّنات، قال تعالى: ومن يُشاقق الرسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونُصله جهنّم وساءت مصيرا ، وقال تعالى: وما كان الله ليُضلّ قومًا بعد إذ هداهم حتّى يُبيِّن لهم ما يتّقون .
قال شيخ الإسلام رحمه الله:( هذا مع أني دائما ومن جالسني يعلم ذلك مني، أني من أعظم الناس نهيا عن أن يُنسب معيَّن إلى تكفير و تفسيق ومعصية؛ إلا إذا عُلم أنه قد قامت الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرا تارة، وفاسقا أخرى، وعاصيا أخرى..)"الفتاوى"(3/229).
فهلاّ بيّنتم لنا هذه الأخطاء البدعيّة التي عند الشيخ؟!! ثمّ هل أقمتم الحجّة عليه؟!! أم أنه الكذب والبهتان؟!!
أسأل الله العظيم أن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ علينا دعوتنا ومشايخنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وهذا مسلك معروف يسلكه الحزبيون محاولةً منهم لإسقاط من ينبري للتصدي لباطلهم ، وتهوين شأنه عند الناس...فيُنَصِّبُون أنفسهم-وهم الجُهَّال- حُكّاما على أهل العلم، وهذا ما صنعه المتعصبون في هذه المسيرة الآثمة، فتجدهم يتربّصون في أواخر الصفوف؛ يسجل بعضهم كلام الشيخ بالمسجلات الصغيرة التجسُّسيَّة!! وبعضهم يسجّل في دفتره....وهكذا تجد القوم يصطادون في الماء العكر، ويعكرون الماء الصافي، عساهم أن يحصلوا على زلّة تُضاف إلى أُختها فتنمو وتكبر!!!!
لكنهم ولّوا على أدبارهم ورجعوا خائبين! وغدا حلمهم كسراب بقيعة يحسبه الضّمآن ماء حتّى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفّاه حسابه !!
ومن المؤسف أن يتأثّر بهم ويقتدي؛ بعض إخواننا الغرباء! وكما قيل:
ومن جعل الغراب له دليلا **** يمرُّ به على جِيَف الكلاب
وأصبح بعضهم يَعْلِكُ بهذه الفرية ويردّدها: الشيخ يحيى عنده أخطاء كثيرة!!!
زاد بعضهم: لو جُمعت لوَسِعت مجلّدًا؟!!!!
ولو استفسرتهم عن مجلد الهوى! وما الذي حوى! لوجدت أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين .
وكما قيل:
حجج تهافت كالزجاج تخالها **** حقًّا وكلٌّ كاسر مكسور
ولسنا نقول: إن الشيخ يحيى حفظه الله تعالى معصوم! وهو الذي يقول في دروسه مرارًا :( والله إنّنا مقصّرون، وإنّنا ذوو أخطاء، نسأل الله أن يعفو عنّا..)، ويطلب من إخوانه الطلاب أن ينبهوه إن أخطأ أو نسي...وإذا تبين له الحق رجع إليه وقرّره...
وشيخنا حفظه الله تعالى ممّن له في السنة قدم صالح...ملازمٌ للحق...عُرف بتَوَخِّيه واتّباعه...طريقته سلفيّة ….
قال الإمام المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى : (...والذي أدين الله عزّوجلّ به أنّ الشيخ الحجوري تقيٌّ ورع زاهد...)، وقال أيضا : (..وقد مسك الدعوة السلفية بيد من حديد، ولا يصلح لها إلا هو وأمثاله..) .
وقال الإمام الوادعي :(.. والشيخ يحيى حفظه الله تعالى في غاية من التّحرّي والتُّقى والزهد والورع وخشية الله..).
وقال الشيخ عبد العزيز البرعي حفظه الله تعالى :(..نحن نعلم أنه على تقوى الله عزّوجلّ ومراقبة، وأخونا في الله عزّوجلّ ونحبّه في الله، وعالم من علماء السُّنّة، نفع الله به..)( )..
_ ومن كان هذا حاله فإن خطأه مغفور، بل هو عليه مأجور، والمتنقّص منه لأجل خطئه، المتتبّع لعثرته؛ آثم مأزور، وقد قال تعالى: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:( ..ومن له علم بالشرع والواقع؛ يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدمٌ صالح وآثارٌ حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكان، قد تكون منه الهفوة والزلّة هو فيها معذور بل مأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يُتَّبع فيها، ولا يجوز أن تُهدر مكانته وإمامته في قلوب المسلمين)"الإعلام3/283".
وقال الإمام الألباني رحمه الله تعالى:(ونحن..إذ نقول:(أخطأ)، لا نعني الغمز ولا اللمز ولا الطعن... وإنما نعني أنه-أي المجتهد من هؤلاء المجتهدين-إما أن يؤجر أجرين، وإما أن يؤجر أجرا واحدا، فإذا أُجر أجرا واحدا فذلك يساوي عندنا (أخطأ) ، و(أخطأ) يساوي عندنا أُجر أجرًا واحدًا )"السلفية ص 65".
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى:( العلماء بلا شكّ يُخطئون ويصيبون، ولا ينبغي لنا بل ولا يجوز أن نتّخذ من خطئهم سُلّما للقدح فيهم، فإن هذا طبيعة البشركلهم، أنهم يخطئون إذا لم يوفقوا للصواب،...)،
ثم قال رحمه الله ناصحًا لأمثال هؤلاء المفتونين:
(وأنصح طلبة العلم وغيرهم أن يتقوا الله، وألاّ يجعلوا أعراض العلماء والأمراء مطيّة تركبونها متى شئتم، فإنه إذا كانت الغيبة في عامة الناس من كبائر الذنوب؛ فهي في العلماء والأمراء أشدّ، حمانا الله وإياكم عمّا يغضبه، وحمانا عمّا فيه العدوان على إخواننا، إنه جواد كريم )"العلم ص215-217".
_ وصاحب هذا المسلك المغرور، سائر على غير منهج السلف المبرور.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:( ..أمّا أن يُفرح بزلّة العالِم وخطئه، ليُشيعها بين الناس فتحصل الفرقة، فإن هذا ليس من طريق السلف( ))"كتاب العلم ص42".
_ ثم نقول لهم: إنّ كون العلماء يخطئون، هل يوجب ذلك ردّ ما أصابوا فيه، وأقاموا البيّنات الواضحات عليه؟!! أم أنّه الهوى يعمي ويصمّ؟!!
ولو سلكنا مسلك (قُطَّاع الطُّرُق) هؤلاء، لمَاَ بقي في الأمّة شيء اسمه: (علماء)!! ولَعَمَّ فيها الفساد والبلاء!!
وهذا في الحقيقة ردٌّ للحق والأدلة، ومنهجٌ يسعى في إقصاء العلم وأهله!!
قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله:( ..أما السلفي الذي يوالي السلفيين، ويحب المنهج السلفي-بارك الله فيكم- ويكره الأحزاب ويكره البدع وأهلها، وغير ذلك من علامات المنهج السلفي، ثم يضعف في بعض النقاط؛ فإن هذا نترفق به، وما نتركه، ولكن ننصحه وننتشله، ونصبر عليه ونعالجه-بارك الله فيكم-.
أما أن يقال: من أخطأ هلك! فعلى هذا فلن يبقى أحد! ولهذا؛ فترى هؤلاء لمّا فرغوا من الشباب بدؤوا بالعلماء يسقطونهم، فهذا منهج الإخوان المسلمين...فما قصدهم؟!
قصدهم إسقاط المنهج السلفي، وإقامة الأباطيل والضلالات على أنقاضه.
والذين يطعنون الآن، فإنهم يريدون رفع راية الإسلام؟!! ورفع راية السنة؟!!
أبدًا، أبدًا، هذه قرائن وأدلة على أنهم كذّابون، متّهمون مهما ادّعوا لأنفسهم )"الحث على المودّة والائتلاف ص43-44".
وقال الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة الإمام ابن خزيمة من"السير /374":(ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه وتوخِّيه لا تِّباع الحق أهدرناه وبدّعناه، لقلّ من يسلم من الأئمة معنا، رحم الله الجميع بمنّه وكرمه) .
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله :( فلو كان كل من أخطأ أو غلط تُرك جملة، وأُهدرت محاسنه، لفسدت العلوم والصناعات والحكم، وتعطّلت معالمها)"المدارج2/39".
ـ ولسنا نقول أيضًا: إنه لا يُردُّ على شيخنا إذا أخطأ! إذ أن ذلك من النصيحة لأهل العلم -وقد مرّبيان ذلك في فصل مستقل- ،لكن الشّأن أن يكون الرَّدُّ بحقٍّ وأدبٍ وإنصاف، لا بكذبٍ وإرجاف ! قال تعالى: يأيها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا .
يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى- مُبيِّنًا الموقف السلفي من أخطاء أهل العلم، محذّرًا من طريق أهل البدع معهم- :
(موقف طالب العلم من وهم وخطأ العلماء:
هذا الموقف له جهتان:
الأولى: تصحيح الخطأ، وهذا أمر واجب، يجب على من عثر على وهم إنسان ولو كان من أكبر العلماء أن ينبّه على هذا الوهم وعلى هذا الخطأ ، لأن بيان الحق أمر واجب، وبالسكوت يمكن أن يضيع الحق لاحترام من قال بالباطل، لأن احترام الحق أولى بالمراعاة......
الثانية: أن يقصد بذلك بيان معايبه لا بيان الحق من الباطل، وهذه تقع من إنسان حاسد-والعياذ بالله-يتمنى أن يجد قولاً ضعيفًا، أو خطأً لشخص ما فينشره بين الناس، ولهذا نجد أهل البدع يتكلمون في شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وينظرون إلى أقرب شيء يمكن أن يقدح به فينشرونه ويعيبونه..)"كتاب العلم ص239"، "الحلية ص211 ".
أقلُّوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللّ **** وْمِ أو سُدُّوا المكان الذي سَدُّوا
- وسواء كان الخطأ في المسائل العلمية أو العملية- أو ما يُسمى بالأصول والفروع- ، فالتفريق بينهما، وأنَّ الخطأ المغفور هو ما كان في المسائل العملية دون العلمية؛ ليس عليه دليل!!! بل الدليل على خلافه!!! وما دام العالم متحرّيا للحق، واتقى الله ما استطاع، فقد أدّى الذي عليه، وهو مأجور على اجتهاده .
ومن الأدلّة على ذلك؛ حديث عمرو بن العاص المتفق عليه، أن النبي قال :« إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد » ، ولقوله تعالى: لا يكلّف الله نفسًا إلاّ وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربّنا لا تُؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، قال تعالى: قد فعلت ، وقوله تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم ، وغير ذلك من الأدلّة.
قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله بعد ذِكره لحديث عمرو بن العاص:( ..فهذا واضح في تقسيم المجتهدين إلى مخطىء ومصيب، وظاهر الحديث والنصوص أنه شامل للفروع والأصول، حيث دلت النصوص على أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها..)"العلم ص210".
وقال:( وأما الفرق بين الخطأ في الأمور العملية والعلمية؛ فلا أعلم أصلا للتفريق بين الخطأ في الأمور العلمية والعملية..)"العلم ص213".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:(..هذا قول السّلف وأئمة الفتوى كأبي حنيفة والشافعي والثوري وداود بن علي وغيرهم، لا يؤثّمون مجتهدا مخطئا في المسائل الأصولية ولا الفرعية، كما ذكر ذلك عنهم ابن حزم وغيره، وقالوا: هذا هو القول المعروف عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الدين، أنهم لا يكفرون ولا يفسقون ولا يؤثّمون أحدًا من المجتهدين المخطئين، لا في مسألة علمية ولا عملية..)"الفتاوى19/207".
وقال:( وهذا فصل الخطاب في هذا الباب، فالمجتهد المستدل؛ من إمام وحاكم وعالم وناظر ومفت وغير ذلك، إذا اجتهد واستدل فاتّقى الله ما استطاع، كان هذا هو الذي كلّفه الله إيّاه، وهو مطيع لله مستحقٌّ للثواب إذا اتّقاه ما استطاع، ولا يُعاقبه الله ألبتة، خلافًا للجهميّة المجبرة .. )"الفتاوى19/216-217".
وقال:( وكثير من مجتهدي السلف والخلف، قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يُرَد منها، وإمّا لرأي رأوه ، وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربّه ما استطاع دخل في قوله تعالى: ربّنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، وفي الحديث أن الله قال: « قد فعلت » ..)"معارج الوصول ص43".
[ ومتى يكون العالِم منبوذا ؟]
مرّ من نصوص الأئمة المتظافرة، أنّ من كان معروفًا بالسُّنة وتحرّيه لاتِّباع الحق، وبذَل وسعه للوصول إليه، ثم وقع في مخالفة الحق..فإنه لا يكون بذلك منبوذًا، لكن الذي يترك الحق بعدما بُيِّن له وأُقيمت الحُجّة عليه، ويهرع وراء هواه( ).فإنه يُحكم عليه بحسب ما عاند فيه من بعد ما استبانت له البيّنات، قال تعالى: ومن يُشاقق الرسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونُصله جهنّم وساءت مصيرا ، وقال تعالى: وما كان الله ليُضلّ قومًا بعد إذ هداهم حتّى يُبيِّن لهم ما يتّقون .
قال شيخ الإسلام رحمه الله:( هذا مع أني دائما ومن جالسني يعلم ذلك مني، أني من أعظم الناس نهيا عن أن يُنسب معيَّن إلى تكفير و تفسيق ومعصية؛ إلا إذا عُلم أنه قد قامت الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرا تارة، وفاسقا أخرى، وعاصيا أخرى..)"الفتاوى"(3/229).
فهلاّ بيّنتم لنا هذه الأخطاء البدعيّة التي عند الشيخ؟!! ثمّ هل أقمتم الحجّة عليه؟!! أم أنه الكذب والبهتان؟!!
والدَّعاوى إن لم يُقيموا عليهـــــا بيّنات أصحابها أدعياء
أسأل الله العظيم أن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ علينا دعوتنا ومشايخنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
من رسالة أخينا الفاضل: أبي حاتم يوسف بن العيد الجزائري
نصب المنجنيق لقطّاع الطريق
إلى دماج دار العلم والتحقيق
للتحميل من هنا:
http://www.aloloom.net/vb/showthread.php?t=105
تعليق