فتح البَرِّ بشرح وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه
ومعها بيان أطماع اليهود في الأردن
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي بخصال من الخير: «أوصاني بأن لا أنظر إلى من هو فوقي وأن أنظر إلى من هو دوني، وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم، وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت، وأوصاني أن لا أخاف في الله لومة لائم، وأوصاني أن أقول الحق وإن كان مراً، وأوصاني أن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها كنز من كنوز الجنة» [الصحيحة: 2166].ومعها بيان أطماع اليهود في الأردن
1- النظر إلى من هو دونك في أمور الدنيا، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله» [أخرجه مسلم].
هذا في أمور الدنيا وله فوائد منها: أنه سبب للراحة النفسية والتوازنت في حياة العبد.
وأنه يعين على القناعة بالمقسوم والرضى بالمقدورـ وأنه يطهر القلب من الغل والحسد.
وأنه يعينك على شكر نعمة الله عليك.
وأما في أمور الآخرة فانظر إلى من هو أعلى منك لتقتدي به في الخيرات وتدرك تقصيرك.
2و3- حب المساكين والدنو منهم.
إذا اجتمع في العبد إيمان وفقر ارتفعت منزلته عند الله بصبره ويقينه وقناعتخ ورضاه، ولقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل المساكين فقال: «اللهم أحييني مسكيناً وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة».
وعن ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أتاني آت من ربي الليلة . . إلى أن قال: يا محمد! فقلت: لبيك وسعديك، فقال: إذا صليت قل: اللهم إني اسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أرت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون».
وقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بهذا الخلق الكريم: ﴿وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِين﴾ [الأنعام: 52].
وقال: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف: 28].
الفقراء والمساكين المنكرة قلوبهم المنكرة قلوبهم لله خير من الجبابرة، فعن سهل بن سعد الساعدي قال: مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل عنده جالس: «ما رأيك في هذا» فقال: رجل من أشراف الناس، هذا والله حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مر رجل آخر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما رأيك في هذا» فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع لقوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا خير من ملء الأرض مثل هذا» [أخرجه البخاري].
وهذا القلوب المنكرة لله سبب في جلب الخير للأمة ودفع الأذى عنها، قال صلى الله عليه وسلم: ((أبغوني في ضعفائكم فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم» [أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي].
3- صلة الرحم وإن أدبرت.
صلة الأرحام من محمكات الشرائع التي اتفقت عليها رسالات جميع الرسل وأخذ الله الميثاق بها على الذين من قبلنا: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى﴾ [البقرة: 83].
وبها أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي حديث عمرو بن عبسة لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: من أنت؟ قال: «أنا نبي»، فقال: وما نبي، قال: «أرسلني الله»، قال: وبأي شيء أرسلك، قال: «أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يُوحّد الله لا يشرك به شيء..».
ولذلك؛ فالرحم لا تقطع بأي حال فلو أخطأ القريب على قريبه فلا يسقط، فقد أخطأ مسطح على أبي بكر عندما خاض في الإفك فعزم أبو بكر على قطع صلته فعاتبه الله وأنزل فيه قرآناً: ﴿وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى﴾ [النور: 22].
فعاد أبو بكر إلى صلته ولقد قطع الله كل توارث إلا توارث القرابة: ﴿وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ [الأحزاب: 6].
ولذلك امتدح الله الواصلين لأرحامهم وإن أدبروا: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَاب﴾ [الرعد: 21].
وذم القاطعين المانعين: ﴿وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار﴾ [الرعد: 25]، نعوذ بالله من حالهم ومآلهم.
* أطماع اليهوج في الأردن:
1- أعلنت الصحافة الصهيونية قبل أيام عن مخططات لليهود وأطماع للصهاينة في الأردن -حرسه الله-.
2- بعض الناس وكثير من الأعلامين والسياسيين يظن أن هذا مناورات سياسية وألاعيب دبلوماسية وهم في ذلك مخطئون مرتين:
الأولى: عندما لم يعرفوا كيف يفكر عدونا.
والثانية: عندما خدعوا الأمة.
3- الأطماع اليهودية في الأردن جزء من العقلية اليهودية ومنظومة عقدية.
أ- في نشيد منظمة الشباب اليهودي (الهيتار) يقولون: لنهر الأردن ضفتان: الضفة الغربية لنا، والضفة الشرقية لنا.
ب- يسمون الأردن الجانب الأردني لأرض الميعاد.
ت- عندما تأتي أفواج سياحية يهودية لزيارة الأردن يزورون البتراء لأن فيها قبر هارون، وجبل نبّو لأن فيه قبر موسى.
ث- الأرض اليهودية محدودة بثلاث جهات والجهة الرابعة مفتوحة، فمن الشمال هضبة الأناضول حيث ينبع الفرات، ومن الجنوب نهر النيل، ومن الغرب البحر الكبير أي: البحر المتوسط، والرابعة مفتوحة، وهي الجهة الشرقية. وقالوا إنها تخوم الصحراء.
وهذا يبين لنا مقصد اليهود عندما وصفونا كشعب أردني بأننا تجمعنا من الصحراء وأنه لا وطن لنا، لاحظوا مكر اليهود عندما يقولون: تخوم الصحراء . . لأنها كلمة نطاطة تمتد من الجزيرة العربية.
ولذلك من يظن أن اليهود تخلوا عن مطامعهم في بلدنا ووطننا واهم أو جاهل أو عمليل.
فاليهود لا يمنعهم معاهدة ولا يردعهم جوار ولا يثنيهم عن ذلك أن نضع رؤوسنا في الرمال . . اللهم إني قد بلغت.
للاستماع والتحميل:http://www.alhilaly.net/mhadrat_show-312-0.html
:. الموضوع الاصلى: خطبة صلاة الجمعة: أطماع اليهود في الأردن لفضيلة الشيخ سليم الهلالي | المصدر: منتديات منهاج الرسول السلفية | كاتب الموضوع: أسامة الهلالي .: