إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بذل النصائح للاستمرار في العمل الصالح - خطبة جمعة بتاريخ 27 رمضان 1432هـ / للشيخ عبد الحميد الحجوري وفقه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بذل النصائح للاستمرار في العمل الصالح - خطبة جمعة بتاريخ 27 رمضان 1432هـ / للشيخ عبد الحميد الحجوري وفقه الله

    بذل النصائح للاستمرار في العمل الصالح

    خطبة جمعة ألقيت بدار الحديث بدماج
    بتاريخ/
    27 رمضان 1432هـ

    / للشيخ/
    عبد الحميد الحجوري
    وفقه الله

    للاستماع للخطبة او تحميلها من موقع الشيخ وفقه الله:
    من هنا بارك الله فيكم

    http://alzoukory.com/play.php?catsmktba=888

  • #2
    التفريغ


    تفريغ الخطبة



    بسم الله الرحمن الرحيم

    • الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ،أما بعد...
    • تسجيلات دار الحديث السلفية بدماج يسرها أن تقدم لكم هذه المادة

    بذل النصائح بالاستمرار على العمل الصالح
    وهى عبارة عن خطبة جمعة
    لفضيلة الشيخ/
    أبي محمد عبد الحميد الحجورى حفظه الله تعالى
    سجلت هذه المادة فى السادس والعشرين من شهر رمضان
    لعام ألف وأربعمائة واثنين وثلاثين من الهجرة
    نسأل الله عز وجل أن ينفع بها الإسلام والمسلمين
    والآن مع المادة المذكورة


    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ .

    ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾.
    أما بعدُ..,
    فإنَّ خير الحديث كتاب الله ، وخيرَ الهُدي هُدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
    (إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) عباد الله يقول ربنا سبحانه وتعالى (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا) ، ولقد من الله عز وجل علينا في تعاقب الأيام والليالي وتعاقب الشهور حتى دخل هذا الشهر العظيم ، وكان الله عز وجل قد فرض علينا صيامه ،وشرع لنا قيامه ،فله الحمد والمنة سبحانه وتعالى .
    (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) الآية ،
    ثم يا عباد الله، ينبغي لنا نستمر على ما نحن فيه من الخير ، فإن الناس يقبلون على الله عز وجل فى هذا الشهر .
    المستقيم وغير المستقيم يقع منه الطاعات و القربات إلا من كان معرضاً إعراضاً كُلياً ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول :إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ،وغلقت أبواب النار ،وصفدت الشياطين )).
    ومع ذلك إذا ولّى رمضان ،فإن الله عزوجل قد امتن علينا وأمر وشرع بشعائر أخر ،وعبادات أخر ، فينبغى للمسلمين أن يُلازموا القربات والطاعات ما استطاعوا إلي ذلك سبيلا ،فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا عمل عملاً أثبته ،وكان يحب الديمة من العمل ، وقالت عائشة رضي الله عنها :وكانوا أل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملاً أثبتوه .والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول :إن الله لا يمل حتى تملوا ،عليكم هدياً قاصدا. وأمر بالاستمرار على الخير ،وملازمة هذا الخير حتى ينقطع العمر ويأتي الأجل (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) ،هكذا يأمر الله عز وجل نبيه بالاستمرار على الخير حتى يأتى اليقين وهو الموت ،والأنسان ملازم للطاعات والقربات ،اما إذا إنقطع فإنها الخسارة ، منهم من يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، ومنهم من يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة حتى يدخُلها، والأعمال بالخواتيم . والله عز وجل يقول:( فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ) ويقول (وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ)،فالاستقامة مطلوبة وهى مداومة الأعمال الصالحة والاستمرار عليها حتى يقدم المرء على ربٍ كريم ، عظيم، سبحانه وتعالى .
    نعم ياعباد الله ....، ولنا قدوة ومثل فى أولئك النفر الذين اختارهم الله عزوجل لصحبة نبيه ،هذا عبد الله بن عمر يقول له النبي صلى الله عليه وسلم ،أو عنه النبي صلى الله عليه وسلم ،نعم الرجل عبد الله لو كان يُقيم الليل ،فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا واستمر على هذه العبادة الجليلة ، ما قال أقيم الليل في رمضان ،فإذا ما خرج رمضان تركته ،أو تهاونتُ أو فرطُ ،وهذا عبد الله بن عمرو رضي الله عنه وأرضاه كان يصوم النهار ويُقيم الليل أجمع ،فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن تزوج امرأةً فمكثت عنده اليالي ، ما كشف لها غطاء ،فسأل ابوه المرأة عن ولده ،فقالت نعم الرجل عبد الله والله ما كشف لنا غطاء ، كناية عن بُعدِهِ عنها ،فذهب يشكوه عند النبي صلى الله عليه وسلم ،فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما بلغني عنك ،قال يا رسول الله ما أردت إلا الخير ،أصوم النهار وأقيم الليل ، قال ألا أدلك على خير من ذلك ،قال صم ثلاث أيام من كل شهر ،قال يارسول الله إنى استطيع أكثر من ذلك ،قال صم يوماً وأفطر يومين ،قال يارسول الله إنى استطيع أكثر من ذلك ،قال صم يوماً وأفطر يوماً صيام داود لا أفضل من ذلك . فكان عبد الله بن عمرو بعد ذلك ملازم على هذه الطاعة التى أمره النبي صلى الله عليه وسلم بها ،وحثه عليها حتى لقي الله عز وجل ،حتى أنه كان إذا افطر لمرضٍ أو شغلٍ أو غيره قضاه ذلك تلك الأيام التي كان يفطرها .وهذا أبو أُمامه سدي بن عجلان رضي الله عنه جاء فى المسند أنه جاء إلي النبي صلى الله عليه وسلم وهو خارجٌ إلي غزاه ،فقال يا رسول الله ادعُ الله لى بالشهادة قال اللهم سلمهم وغنمهم ،قال فسلمنا وغنمنا ثم رجع الى النبي صلى الله عليه وسلم فى غزاةٍ أُخرى فقال يارسول الله ادعُ الله لى بالشهادة ،فقال اللهم سلمهم وغنمهم ،قال فسلمنا وغنمنا ، قال فأتيته فى الثالثة فقلت يارسول الله قد جئتك مرتين ،أسألك أن تدعُ الله لى بالشهادة فتقول اللهم سلمهم وغنمهم ،فسلمنا وغنمنا ،فدعُ الله لى بالشهادة ،قال اللهم سلمهم وغنمهم ،ثم قال يارسول الله دُلنى على عمل قال عليك بالصوم فإنه لا مثل له ،فكان أبو امامه وخادمه و إمرأةُ لا يُرى إلا صائما ، وإذا رأى الناسُ فى بيت أبي اُمامه ناراً ؛علموا أنهم ضافهم ضيف قال فلبثتُ ثم قلت يا رَسُولَ إنك قلت عليك بالصوم فإنه لامثل له وقد لقينا منه خيرا فَمُرْنِي بغيره ، قَالَ : عليك بكثرة السجود فإنك لَنْ تَسْجُدْ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلا رَفَعكَ اللَّهَُ بِهَا دَرَجَةً وحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً . الحديث .
    وهذا أبو عبد الله جاء الي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم خذ من شاربك ،ثم أقره حتى تلقاني ،فكان بعد ذلك ملازم للطاعة ومستمر عليها ،وكان قد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً عن عظيما ،وهو أن الله عزوجل يقبض قبضتين ويقول هذه للنار ولا أُبالي ،وهذه للجنة ولا أُبالى ، قال فلا ادري في أي القبضتين أنا . نعم ياعباد الله ...
    وهكذا جاء أن عائشة رضي الله عنها وأرضاها كانت إذا عملت عملاً أثبتتهُ ،وداومت عليه . وكم وكم نعدد من صفة الصالحين ومن أثار السلف ومن الأحاديث المروية فى هذا الباب ،فى أهمية الاستمرار على الخير حتى يلقي المرأ ربه وهو راضياً عنه .
    نعم ياعباد الله...فإن الإنسان بخير مادام ملازم للطاعات و القربات ،ومازال مستمراً عليها ،ألا فلنكن على هذا الطريق ،وهذا الحال فإننا والله نجد إنشراحاً فى الصدور ورقة فى القلوب وإقبالاً على عبادة الحي القيوم ،لأن الطاعة تجر إلى الطاعة ،وتزيد فى البر والخير
    وإذا إنقضى رمضان فإن الله عزو جل قد شرع لنا صيام ستٍ من شوال على لسان محمداً صلى الله عليه وسلم من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر .
    وشرع لنا القيام فى جميع السنة ،وليس فى رمضان فقط ،وإنما خص رمضان بمزيد اهتمام ، من قام رمضان إيماناً واحتسابا ،غفر له ما تقدم من ذنبه . ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه .ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه .
    والنبي صلى الله عليه وسلم حين سُئل عن أفضل الصلاة بعد المكتوبة قال قيام الليل .
    وحث على قيام الليل لاسيما فى أخره ،من طمع أن يقوم أخر الليل فليقم أخره ،فإن صلاة أخر الليل مشهودة ،وذلك أفضل . هكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم .
    وشرعا صيام المحرم ،وشرعا صيام يوم عرفة ،وشرعا صيام شعبان وهكذا ...،وصيام ثلاثة أيام من كل شهر .جاء من حديث أبي عقرب أنه جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال إنى أحب الصوم ،قال صم يوماً من الشهر ،قال يارسول الله زدني زدنى ،قال صم يومين من كل شهر ،قال يارسول الله زدنى زدنى أجدني قويا ،قال صم ثلاثة أيام من كل شهر . وهكذا قراءة القران ،والاستمرار على مدارسته ، والاستمرار على حفظه وتلاوته ،يكون فى جميع العام . من من قرأ حرفا من كتاب الله عشر حسنات لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف .
    مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ) منافق لكن مع قراءته للقرآن ؛صار كالريحانة يشم منه ريح طيبة ،ويسمع منه كلام طيب ، مع ما في قلبه من الخبث ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مر.
    الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحبُ ربُنا ويرضى،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اما بعد....
    فإن الله عز وجل قد جعل أسباباً ومسببات لملازمة الطاعات والقربات ، ومن أعظم هذه الأسباب ،هو توفيق الله عز وجل للعبد ، قال شُعيب عليه السلام (وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) ، وقال الله عز وجل (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) ،وإذا كان هذا هو الحال فعلينا بالاستعانة بالواحد القهار سبحانه وتعالى ، على أن يُعِيننَا على طاعته ،وملازمة ذكره وشكره وحسن عبادته إناء الليل والنهار ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من أوجه أنه كان يدعُ ويقول :اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك . كما فى حديث بن مسعود عند أحمد .
    وجاء عن ابي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أراد أحدكم أن يجتهد فى الدعاء فليقل اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
    وجاء من حديث معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والله إني لأحبك فلا تدعن دبر كل صلاة اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .
    فالإنسان بحاجة إلي عون الله (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ) . نعم فإذا كان هذا هو الحال فعلينا أن نلجأ إلي الله فى عونِنا ،وتسديدينا ،وتوفيقنا ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : ربي أعني ولا تعن عليا،وانصرني ولاتنصر عليا ) . وكان يقول :اللهم أصلح لي ديني ؛الذي هو عصمةُ أمري،وأصلح لي دُنياي التي هي معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي هي معادي ،وأجعل الحياة زيادةً لي من كل خير ، وأجعل الموت خيرٌ لي من كل شر .
    فلا عون لنا ولا استطاعة لنا إلا بتوفيق الله وتسديديه ، ولهذا قال الله عز وجل (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ،أي نعبُدك يا الله حال كوننا مستعينين بك ،لا حول ولا قوة إلا بالله كنزٌ من كنوز الجنة .
    نعم ياعباد الله ......
    ومن هذه الأسباب الاحتساب للأجور العظيمة التى أخبر الله عز وجل عنها ، وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) وقال (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ،وقال (تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ، فيحتسب الإنسان الأجر من الله عز وجل فإن ذلك من دواعي الاستمرار على العمل ،وعلى الخير .
    وأيضاً من الأسباب التي تعين بعد توفيق الله عز وجل على ملازمة الطاعات والقربات ؛ لهو الأخذ بهدى النبي صلى الله عليه وسلم ،الذي أمر الله الابتداء به والإقتداء به ،( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) وقال (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ) وقد تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب العمل الدائم ، وكان إذا عمل عملاً أثبته .
    وأيضاً الأخذ بهدي السلف رضوان الله عليهم (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا) فالأخذ بسيرهم والأخذ بسلوكهم ؛فيه تنشيطٌ وفيه إعانة بعد عون الله عز وجل على الطاعة والقربة ، فإننا إذا نظرنا إلى أعمالنا ؛ مع ما كان عليه السابقون الأولون علمنا إننا فى تقصيرٍ عظيم إلا ما رحم ربي سبحانه وتعالى ، ومع ذلك كانوا على كثيرٌ من الطاعات والقربات ، وكانت الأعمال ربما أعمال نراها في أعيوننا أدق من الشعر ،كانوا يعتبرونها من الموبقات ، كما جاء عن أنس رضي الله عنه فى قوله فى التابعين ، فنحن من باب أولى وقد بعد العهد وتركت كثيرٌ من السنن ،وفرط فى كثيرٌ من الطاعات إلا ما رحم ربي سبحانه وتعالى .
    ومن هذه الأمور أيضاً ؛ مجالسةُ الصالحين ،فإن مجالسةُ الصالح تُعن على الخير بعد عون الله عز وجل ، ولهذا جاء أن فى زمن عمر بن عبد العزيز كان الناس يتذاكرون كم صليت البارحة وكم صمت من الشهر وكم قرأت من القرآن لأن الرجل كان صاحب عبادة ،وصاحب طاعة .
    وفى زمن عبد الملك بن مروان كان الناس يتذاكرون كم بنيت من البيت ، وكم لك من الدور .
    وفى زمن هشام كان الناس يتذاكرون كم تزوجت من النساء ؛لأنه كان زمن زواج ، كان ذلك الأمير يسارع في هذا الباب ، وعمر بن عبد العزيز كان يسارعُ فى الطاعة ،ويدل علي ذلك أيضاً ما أخرجه البخار من حديث أبي جُحٍِيفَة أن سلمان زار أبا الدرداء فأراد ابو الدرداء أن يقوم من أول الليل ، فقال :نَم ، ثم أراد أن يقوم فقال :نَم ،ثم أراد أن يقوم فقال :نَم ،فلما كان أخر الليل قال : قُم الآنَ ،فقاما يُصليان لله عز وجل .
    رحم الله امرئٍ قام من الليل ،فأيقظ امرأةَ فإن أبت وإلا نضح بوجهِها الماء ، رَحِمَ اللهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ الليلِ فَصَلْتَ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى فَإِنْ أَبى نَضَحَتْ في وَجْهِهِ الْمَاءَ.
    تعاون على البر والتقوى ،( تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)
    ومنها أيضاً علو الهمة ،فإن المؤمن لا يرضي بالدون ، ونحن نعلم أن من عقيدة السلف ؛أن الإيمان يزيد وينقص ،يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
    والاستمرار على قيام الليل وصلاة الضحى وقراءة القران وملازمة الذكر والخير ،وملازمة الطاعات والقربات يزيدُ بها الإيمان ،وإذا فرطت فى هذه الطاعات منها ما ينقص به الإيمان إذا كانت واجبة ،ومنها ما لا يزيد إيمان المرء ،فعلى المرء أن يزداد من القربات والطاعات ؛حتى يزداد إيمانه ، وتعلوُ همته ويرفع قدره ،فإن السلف رضوان الله عليهم كانوا على هذا ،يتعاهدون إيمانهم ، ويتعاهدون برهم وخيرهم ، ومنها أيضاً عدم التشديد على النفس ،فإن كثيراً من الناس إذا أقبل أقبل أقبالاً شديداً حتى ينقطع بعد ذلك، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: هلك المتنطعون ، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون . وهم المتشددون فى غير موطن التشديد .

    و النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث بريدة خرج المسجد فوجد رجلاً يكثر الركوع والسجود ،فقال أتراه مرائياً ،قال الله ورسوله أعلم ،قال فأخذ بيديه وسواهما ،ثم قال عليكم هدياً قاصدا ، عليكم هدياً قاصدا، عليكم هدياً قاصدا، فإنه لا يشاد الدين أحداً إلا غلبه .
    فينقطع المرء ،فالاستمرار على الطاعات القليلة ،أهون من الأكثر فى وقتٍ من الأوقات ثم الانقطاع بعد ذلك ،ومن هذه الأسباب التي يستعين بها المرء على طاعة الله عز وجل بعد عونه وتوفيقه الابتعاد عن الذنوب والمعاصي ،فكم من حسرةٍ تتبعُ المرء بسبِ ذنبٍ يقترفه ولم يتب منهُ ،يُحرم من قيام الليل ،يُحرم من صيام نهار ، يُحرم من العلم ،يُحرم من الخير ،ورُبما إنقطع عن الخير جملةً وتفصيلاً،بسب الاستمرار على هذه الذنوب والمعاصي ، فنحن بحاجة إلى توبة إلى الله عز وجل (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فى المجلس الواحد ربي أغفرلي وتب عليا إنك انت التواب أكثر من مئة مرة . ويقول يا أيها الناس أستغفروا الله فإنى استغفر فى اليوم أكثر من سبعين مرة .
    وأسباب الاستمرار كثيرة ،هذه إجمالةٌ لها ،فعلينا عباد الله أن نستمر على الخير ، رجالا و نساءَ طلاب علم وعوام ،إلي غير ذلك فكُلُنا مسلمون ، مطالبون بطاعة الله عز وجل ، والاستمرار على ذلك ،وعدم الانقطاع ،حتى نلقى الله عز وجل وهو راضياً عنا ، ونٍسأل الله أن يتفبل منا والحمد لله..
    فرغه العبد الفقير الى الله
    كريم احمد ابو ماضي السلفي

    التعديل الأخير تم بواسطة كريم أحمد أبو ماضي; الساعة 05-09-2011, 06:01 AM.

    تعليق

    يعمل...
    X