إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
:: صوتي ومُفرغ :: [ خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1432هـ ] لخليفة الإمام الوادعي رحمه الله
تقليص
X
-
:: صوتي ومُفرغ :: [ خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1432هـ ] لخليفة الإمام الوادعي رحمه الله
التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس هشام بن صالح المسوري; الساعة 01-09-2011, 05:10 PM.الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
-
جزى الله شيخنا الناصح الأمين على هذه الخطبة الطيبة القيّمةخيرًا
والتي تطرّق فيها لأمور مهمة منها:
= التذكير بنعمِ الله عزوجل .
= من النّعم نعمة شهر رمضان وقيامه وصيامه.
= لايجوز أن يترك الشخص ماكان عليه من عبادة وخير في رمضان فالعبد عبد لله في رمضان وغير رمضان .
= الثّورات والانقلابات في بلادنا وغيرها من بلاد المسلمين ليست من دين الله ولاتُرضي رب السماوات .
= التحذير من البدع والمخالفات والتشبه بالكافرين أعداء الإسلام من اليهود والنصارى .
= الدعاء أن يحفظ الله بلادنا الطيبة وسائر بلاد المسلمين ويجنبها التّمزّق .
= وأن يحفظ هذه الدّعوة من التّمزّق والتشرذم الذي سُعِيَ فيه السّعي الحثيث من أجله ومن أراد بها تمزيقًا أو تقطيعًا أوفِتنة أو قلقة أو زعْزعَة أن يقطع دابره ويقصم ظهره ويجلب له الشّر من حيث لايحتسب...
= التحذير فتن الرّافضة فالرافضة لهم دعوة القرءآنية فهم لايؤمنون بالسنة والذي لايؤمن بالسنة لم يؤمن بالقرآن ...
وغيرها من الفوائد والنصائح المباركة
التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس هشام بن صالح المسوري; الساعة 30-08-2011, 09:54 PM.
-
جزاك الله خيرا
وبارك الله لنا في شيخنا العلامة يحى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى
وهذا تفريغ الخطبة قام به أخ فاضل
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ .
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾.
أما بعدُ:
فإنَّ أحسنَ الكلامِ كلامُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .
أيها الناس إنَّا الله سبحانه وتعالى امتن على الأمة الإسلامية بمننٍ غير محصورة ولا محصية ومن أجلَّ تلك النعم وأعظم شعائرها وأوسع مفاخرها لهو القيام باركان الإسلام بدأً من توحيد ر ب الأنام وتعظيمه وإجلاله، وما كان له من القيام بشؤون كماله، توحيد الله سبحانه وتعالى، الذي هو لسائر الشعائر كالأساس والذي لا يفلح بسواه أحدٌ من الناس ،توحيد الله سبحانه وتعالى الذي أوجد له البرية وقامت به السموات والأرضون ، قال الله عز وجل(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ)
وقال الله سبحانه: (وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين ( 38 ) ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون) فالحق الذي خلق الله سبحانه وتعالى له هذا الكون هو أن يعبد واحده لا شريك له، فيقام دينه ،ويقام شرعه الذي أنزل به كتبه ، وأرسل به رسله، وخلق من أجله كونه ، وهكذا ما من نبي و إلا دعا إليه فهو سبحانه القائل : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) هؤلاء أولى العزم من الرسل ، ذكرهم الله عز وجل نموذجاً لما عداهم من جميع الرسل الداعين إلى هذا الأمر الجلل (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ) فممن دعا من قبل المرسلين من هده الله لذلك ،ومنهم من أوجب الله عليه الضلالة حقت عليه الضلالة بإعراضه عن ذلك (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ) فما كل من دعا أجاب ولكن الذين أجابوا هم الذين اختار الله عز وجل لهم الهداية والسداد وأراد لهم السعادة في المعاد .
أيها الناس إن هذا الأساس الجلل المهم الذي ينبني عليه ما عاداه من الأعمال؛ لواجب على المسلمين أن يقيموا ولا يتم ذلك إلا بإقامة سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)
فتنحية توحيد الله عن متابعة رسول الله لا يتم، كما أن تنحية السنة عن القرآن كفر بالله عز وجل ، فالذي أنزل الله عليه القرآن أوحى إليه بالسنة (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) إقامة دين الله وشرع الله وكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا بذلك ، إلا بما أدانه الله وشرعه لعباده ، وإن من نعم الله عز وجل وعظائم دينه المنبني على هذا الأصل لهو صيام شهر رمضان ، الذي امتن الله سبحانه وتعالى واختص به هذه الأمة من بين سائر الأمم من لدن أدم عليه الصلاة والسلام إلى أخر الأنبياء(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) الله كتب هذا الشهر كتب صيامه على هذه الأمة ، لا لعائدة عليه ولا لفائدة إليه ؛ ولكن المعنى والإرادة من ذلك يعود على هذا العبد بالنفع والخير والهدى والسداد وتقوى الله عز وجل وشكر الله سبحانه وتعالى، ولهذا قال (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) فكان المراد من فرضية هذا الشهر هو مزيد التقوى عند العبد فواجب أن يتحقق ذلك عند المسلم وانه يستفيد من شهر رمضان مزيد تقوى لله عز وجل فإن الله ما شرع هذه الشرائع إلا أن العبد يتقيه ويزداد إيمانه ويزداد صلاح قلبه وتزداد محاسنه ومما تضمنه صيام شهر رمضان من معاني التقوى ومقويات الإيمان لهو القرآن ، فإن القرآن أنزل في شهر رمضان ، كما قال الله عز وجل (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)وبالخصوص فى ليلة القدر منه قال الله عز وجل(حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) فلم ينزل القرآن فى شهر من الشهور غير هذا الشهر الكريم المبارك العظيم انزل الله فيه كتابه ، لذا كان المسلمون أشد عناية بالقرآن في هذا الشهر أكثر من غيره، ويختمونه أكثر مما يختمونه في سائر الشهور ، ويقرئه الخاص والعام ، والصغار والكبار ، وغير ذلك ممن يحسن قرأته هذا كان من ميزة هذا الشهر العناية بهذا الكتاب العظيم الذي يقول الله سبحان وتعالى(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) ولذا يزداد تقواهم وإيمانهم فإن المزيد من تلاوة القرآن يقتضي بفضل الله عز وجل عند تلاوته تلاوة صحيحة مع الإخلاص مزيد الإيمان ومزيد الأجور لوعد الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) هذا يدل على إنه رحمه ، وإنه يزيد الإيمان ، وهكذا تزداد به الأجور ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ) وهذا الحديث له شواهد تؤيده وتثبته والشاهد من هذا هو مزيد الإيمان وتقوى الله عز وجل في هذا الشهر عند الناس لأمور مهمة سببت ذلك وجلبت ذلك الخير ، هذا من فضل الله ، فهو نعمة جليلة به تكفر الذنوب لمن صامه، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، غُفر له ما تقدم من ذنبه ) وكم لدى الإنسان من ذنوب وهذا يعتبر من الممحيات ومن المكفرات للذنوب صيام شهر رمضان هذا الشهر العظيم وفى صحيح مسلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر" وهكذا من نعم الله في هذا الشهر وخصائصه وميزاته التي اختص الله سبحانه وتعالى به هذه الأمة قيام رمضان قيام السنة كلها مشروع(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ) وقال الله سبحانه وتعالى فى وصف المؤمنين (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) الآيات والشاهد منه أن القيام مشروع في سائر السنة ولكن يزداد اجتهاد المسلمين تبعاً لنبيهم الكريم في هذا الشهر في العبادة والقيام ، ولقد كان يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره ،ويجتهد في العشر الأخيرة منه ما لا يجتهد في غيرها ، فإذا دخلت العشر أيقظ أهله وأحيى ليله وجد وشد المئزر تخبر بذلك أم المؤمنين عائشة _ رضي الله عنها _ كما في الصحيح ، يجتهد في هذا ما لم يجتهد في غيره ويجتهد في القرآن مدارسة أيضا، ففي الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال كان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان، وكان يدارسه قبل موته مرتين ، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة حين يلقاه جبريل ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ولرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ، وهذا كله يدل على نعمة في هذا الشهر العظيم ، وهى نعمة العناية بالقرآن ومدارسته ما يدل على مدارسته في سائر السنة ، وهكذا نعمة البذل يزداد الإيمان والتقوى لمراد الله عز وجل بذلك (لعلكم تتقون) ، فكل ما أكثر الإنسان من الطاعة ؛ زاد إيماناً وتقوى لربه ومولاه، ومن هذا أمر البذل المذكور في هذا الحديث، وصار المسلمون على هدى نبيهم صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر فتجدهم مسارعين إلى الإحسان ، والبذل والكرم والجود كل بقدر ما يستطيع بما أوجب الله عليه من الخير ، سوء كان زكاة المال أو زكاة الفطر ، لما قال عليه الصلاة والسلام قال بن عمر فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على الذكر والأنثى والحر والعبد من المسلمين ، وفى حديث أبي سعيد زيادة على هذا الحديث تقتضي أن ما يقتاته الناس عند عدم وجود هذه الأشياء، أو عند يعنى ماذا ! اختيار ذلك وترك الأفضل ، والشاهد من ذلك أن هذا شهر من مزيدات التقوى فيه مزيد البذل ، وهكذا من ما يقتضي التقوى بفضل الله سبحانه وتعالى ومنته في هذا الشهر لهو وجود ليلة القدر فيه ، فإن وجودها وقيامها بمفردها من المكفرات وحدها ، صيام رمضان مكفر ، وقيام رمضان مكفر ، وقيام ليلة القدر وحدها مكفر لمن وفق لذلك ، وهى خير من ألف شهر ، كما وصفها الله سبحانه وتعالى ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم - : قال من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
ولهذا شرع تحريها ولا يعنى التحري إلا بإحياء الليل بذكر الله سبحانه وتعالى وقيامها ، ومن قام الشهر فإنه يصيبها ، كما جاء عن السلف - رضوان الله عليهم - هكذا بالطمأنينة تزداد التقوى التي أرادها الله عز وجل بصيام هذا الشهر بالطمأنينة الحاصلة فيه فالشياطين تصفد والجنة تفتح ، وأبواب النار تغلق ، وتطمئن النفوس بذكر الله ، ويجاب الدعاء ، ففي الصحيحين عن أبى هريرة – رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروى عن رب العزة عز وجل قال : "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) ، وفى مسلم (الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإن الله يجزى به ،ومعنى ذلك أنه جزاء أعظم من أن يكون الحسنة بعشر ، جزاء عظيم من الله سبحانه وتعالى (فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يصخب ، فإن سبه أحد أو شتمه فليقل إني صائم ، والذي نفسي بيده لخولف فم الصائم أطيب إلى الله من ريح المسك )، ( للصائم فرحتان يفرحهما إذا افطر فرح بفطره سوء كان الفطر الأكبر أو الأصغر الفطر في آخر اليوم، يفرح الإنسان أن يسر الله له وأعانه على صيام يوم في سبيل الله امتثالاً لأمر الله ، يفرح بالطاعة فإن طاعة الله من المفرحات ، ومما تنشرح بها الصدور ، قال الله عز وجل (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ)، ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
والفرحة أيضا التي تليها فرحة عند فطره أي في أخر الشهر ولهذا شرع لهم عيد ؛ وهو عيد الفطر يجتمعون فيه ويُظهرون الفرح والسرور ، وهكذا النعمة ويتحدثون بنعمة الله ويهنئ بعضهم بعضاً متآخين متناصحين متزاورين وغير ذلك مما هو مشروع لهم في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، كل هذا يعتبر من الفرحة الموعودة في هذا الحديث ،فرحة عند فطره الشامل لفطره في أخر يومه ولفطره في آخر شهره ، والفرحة العظمى عند لقاء ربه ،وفرحة عن لقاء ربه وهى التي يتناولها قول الله سبحانه وتعالى (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ) أي أمضيتم وفى الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مخبراً أن من الناس من يدعى من أبواب الجنة الثمانية ،وذكر من كان من أهل الصيام ادعى من بابا الصيام من باب الريان كما جاء أيضا تسمية ذلك كما في حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه- أنه باب يقال له الريان يدخل من الصائمون لا يدخل منه إلا الصائمون فإذا دخلوا أغلق ،والصائم الذي يصدق عليه أنه صائم هو من أتى بالفرائض وكان له قسط من النوافل ، كما دل عليه حديث ( من صام رمضان واتبعه ست من شوال كان كصيام الدهر ) ،فهذا معناه ، أنه صار كصيام الدهر يشمله أنه كان من الصائمين لأنه في حكم من صام الدهر ، نعم هكذا أيضاً هناك أوقات مرغب في صيامها ، وفيها أجور كثيرة ، صيام عاشوراء ، صيام يوم عرفة ، عشرة من محرم ، وصيام يوم عرفة، وثلاث أيام بيض من كل شهر ،وهكذا من أحب أن يصوم يوماً ويفطر يوماً ، وغير ذلك من الأعمال إلا أن المقصود ممن يصدق عليه انه من أهل الصيام من بدأ بالواجبات ، وما تقرب إلى عبدي بشي أحب إلي مما افترضته عليه ،ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه وإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به) الحديث...والشاهد منه كمن صام الدهر ،فمن صام رمضان واتبعه ست من شوال ويسر الله له عز وجل قسطاً من صيام في ما عاد ذلك وسط خلال السنة يصدق عليه أنه من أهل الريان بإذن الله عز وجل .
هذا ولتعلموا أنه شهر من بركته ومن مزيد التقوى فيه والإيمان أن الدعاء فيه مجاب ، سواء في ليلة القدر أو في غيرها ،لاسيما للصائم ، فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبر أن ثلاثة لا ترد دعوتم ، دعوة المسافر والوالد ولده، ودعوة الصائم حتى يفطر ) وفى ما ثبت من حدي انس رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا اجتهد لأناس بالدعاء قال جعل الله عليكم صلاة قوم أبرار، يقيمون الليل ويصومون النهار ليس بآثمة ولا فجار ) والله سبحانه وتعالى أخبر أن الطاعة من أسباب الإجابة (ويستجيب الذين امنوا ويزيدهم من فضله ) فمن كان مؤمناً بمقدار قوة إيمانه وقوة تقواه يستجيب الله له دعاه ،وهذا شهر يقوى فيه الإيمان والتقوى من أسباب إجابة الدعاء (ومن تقرب الى شبرا تقربت إليه زراعاً ، من تقرب إلي زراعاً تقربت إليه باعاً ، من أتاني يمشى أتيته هرولة )الحديث قدسي ، وفيه أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني، ففي هذا الشهر أمور كثيرة تقتضي مزيد التقوى، تعتبر شرحاً وبياناً وتفسيراً لقول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) فمن تحقق فيه الصيام ومعادا ذلك مما يترتب عليه واجتنب مما يتعلق بالذنوب والآثام فإن ذلك يزيد الله سبحانه وتعالى في تقواه وإيمانه وهذا يعنى له ماذا! مزيد إصلاح ، كم من الناس ترون يتعوذون في هذا الشهر كثير من المخالفات والويل على المحرمات مما تعلمونه ، وهكذا تطمئن قلوبهم بذكر الله وتنزل عليهم السكينة ، ويكون سبب هدايتهم (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ) فيكون سبب هدايتهم تلك الطاعة التي أقامها في نفسه واجتهد في إقامتها من صيام وقيام (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) وما اجتمع قوماً فى بيت من بيوت الله يتدارسونهم بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) ومن أبطئ به عمله لم يسرع به نسبه )
والشاهد أنه يجتمع الناس المسلمون في هذا الشهر للقيام يتلون كتاب الله (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ) هذه النعم عباد الله التي سمعتموها قليل من كثير مما امتن الله سبحانه وتعالى به على هذه الأمة في هذا الشهر العظيم تقتضي مزيد الشكر لمن أراد الزيادة من رب العالمين بتوفيقه وتسديده ، ودلالته على الهدى والخير ، قال الله عز وجل في كتابه (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) ومن شكر الله زاده ، ومن كفر صرفه سبحانه وتعالى ،فاشكروا الله عباد الله على هذه النعم ،ومن أجلها هذه الشعائر العظام ،شعيرة هذا الشهر الذي وفق المسلمون ووفق من أراد الله توفيقه لصيامه وقيامه ولإقامة دينه فيه وفى غيره وحافظوا على هذا الأعمال إلى الممات فإن الله عز جل يقول في كتابه : (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) ولا يكون رمضان هو موسم للعبادة تنقطع بانقطاعه وتزول بزواله ،هذا لا يجوز فإن العبد عبد لله في رمضان وغير رمضان ، وإياكم والفتن ، ومزاولة الفتن والتعرض للفتن ،فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إن السعيد لمن جنب الفتن )وواجب على المسلم أن يبدأ بنفسه فيصلحها ،وكذا يسعى في إصلاح المسلمين .
فإن المؤمن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا).
وإياكم وما تلاحظونه في هذه البلاد من الثوارات والانقلابات ، فإن هذا والله لا يرضي رب الأرض والسماوات ،هذا خروج ،هذه فتنه هذا زعزعة للأمن ، هذا شر لا يرضى به مسلم ولا تصدقوا الدعايات البراقة أو الهتافات الكذابة ،سوء كان ما يحصل عندنا في البلاد اليمنية، في شئ مما ينتقد وغير ذلك ، لاشك أنه حصل في الأزمنة الماضية ،ولم يحصل الخروج من سلفنا مع النصح والتوجيه والنهى عن المنكر الذي أمر الله سبحانه وتعالى غير هذه السبل البطالة والطرق المنحرفة الملتوية ، نعم عباد الله واعلموا وفقكم الله إن أعداء الإسلام لن يرضوا عنا ،ولا يفرحهم اجتماعنا ،لا من قرب ولا من بعد فإن الله أمر بالإعتصام في كتابه وهؤلاء يأمرون بالفرقة والتمزق ، قال الله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ) فالاجتماع على الحق نعمة والتفرق شتات ونقمة ، قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا)حتى وان حصل شيئ يقتضي التنازع كان مما يقتضي ذلك عند المؤمن اصبر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وقال (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) هذا الذي ينفع الله به الإسلام والمسلمين (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) معشر المسلمين عندنا كتاب وسنة عندنا وحى رب العالمين ، قال الله (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) وقال (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)وقال (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ) إياكم وتقليد الغرب ومجارات الكفار (وَ لَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) وقال (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) ومن تشبه بقوم فهو منهم ، قال الله سبحانه تعالى (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ) وهكذا وفقكم الله .
على المسلمين إقامة الكتاب والسنة والحذر من البدع ، والمخالفات والفتنة ،فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عصمة ،عصمة من كل شر ومن كل محنة وفتنة ، قال الله في كتابه مبيناً ما تقدم ذكره (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) وقال (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى)) وقال الله سبحانه (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ )) اى عن طريقته وشرعه ))أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) أكثروا من الدعاء بأن يجنب الله عز وجل هذه الدعوة المباركة الفتن والتمزق والتشرذم الذي حصل والسعي الحثيث من اجله ،وان يجنب الله عز وجل هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين التمزق والتشرذم والفتن التي سعى أعداء الإسلام من اجله ، وأن يجنب الله عز وجل هذه البلاد الطيبة وسائر بلاد المسلمين الشر ،فإن هذا مما يدفع الله به الشر ويجلب به الخير ، نعم والله سبحانه وتعالى سميع قريب مجيب الدعاء ،فنسأل الله سبحانه وتعالى السميع القريب المجيب سبحانه وتعالى أن يدفع عنا وعن بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن من أراد بهذه الدعوة تمزيقاً أو تقطيعاً أو فتنة أو قلقلةً أو زعزعةً ، أو بالإسلام والمسلمين أن يقطع دابره وأن يقسم ظهره وأن يجلب له الشر من حيث لا يحتسب ، ويدفع عنا الفتن ، وهكذا احذروا فتن الرافضة ،الرافضة لهم فتنة قرآنية فإنهم قرآنيون لا يؤمنون بالسنة وهم في هذا الحال كل من لا يؤمن بالسنة يعتبر زنديقا مراق من الدين ، لأن الذي أنزل القران هو الذي أوحى السنة ، ومن لا يؤمن بالسنة لا يؤمن بالقران(اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ)وقال (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) والذي أتانا كتاب وسنة ، وهذا تعطيل لرسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وتعطيل للدين فإن السنة تشرح القران وتبين القران كما أبان ذلك كتاب الله عز وجل (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ )احذروا التهيب منهم فإن من تهيب من مبطلاً ،أعنى سبب له الضعف وليكن التعامل معهم بالبعد عن الفتن وعدم المبالاة بهم فإنهم حقراء قال الله سبحانه (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ) هكذا أخبر الله سبحانه وتعالى فهم تراهم يرتعدون ، وسبب لهم ذلك كثرة الفتن وسبب لهم ذلك أيضا البغي والظلم وإراقة الدماء وتقطيع الطرقات وزعزعة الأمن وقلقة المسلمين وتضيق الصدور والشر الذي هم فيه وما هم فيه كافي نقمة الله سبحانه وتعالى منهم إنما ذلك لقصد التثبيت والمذاكرة (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ) لا تبهرك بعض الأخلاق المزيفة ، فاليهودي ربما تجد عنده أخلاق يجذبك للكفر والنصراني كذلك ،ولكن ليكن ميزان الناس عندك كتاب الله ودين الله (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )وقال (كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) فنسال الله الهداية للإسلام والمسلمين وأن يدفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق
-
بوركت
المشاركة الأصلية بواسطة أبو أنس هشام بن صالح المسوري مشاهدة المشاركةماشاءالله تبارك الله
جزى الله خيرًا من قام بتفريغها وبارك الله فيها وفي وقته
وجزاك الله خيرًا أنت كذلك أخي أبا مريم
حفظك الله ورعاكجزاك الله خيرًا أنت كذلك أخي أبا أنس ، ونفع الله بكم وبشبكتكم المباركة
تعليق
تعليق