تويت
رمضان وفقه التغيير
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: ارتقى النبي صلى الله وعليه وسلم المنبر درجة فقال: آمين، ثم ارتقى الثانية فقال: آمين، ثم ارتقى الثالثة، فقال: آمين، ثم استوى فجلس فقال أصحابه على ما أمنت؟قال: أتاني جبريل فقال: رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين. فقال: رغم أنف امرئ أدرك أبويه فلم يدخل الجنة، فقلت: آمين. فقال: رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين.
هذا الحديث حري بأن نتدبره:
الرابط بين هذه الثلاث: هو أن الرسول صلى الله وعليه وسلم بين لنا الهدى، والوالدان ربيا أولادهما على الهدى، ورمضان شهر الهدى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185].
فمن لم يتبع هدى محمد صلى الله عليه وسلم ويشكره بالصلاة والسلام عليه فرغم أنفه.
ومن أدرك أبويه ولم ينتفع بتربيتهما ويشكرهما بالبر إليهما والإحسان رغم أنفه.
ومن أدرك شهر الهدى وفرصة التغيير ولم يغتنمها رغم أنفه، فرمضان شهر التغيير ويحقق لنا ذلك بطرق عملية، وهي:
1- أكد العلماء أن التغيير يتحقق بالتكرار من (6-21) مرة مع وجود الرغبة والاقتناع والإقدام على الفعل؛ ورمضان (30) مرة بدون انقطاع أعظم فرصة للتغيير.
2- إتخاذ القرار، وكل عناصر اتخاذ القرار متوفرة.
أ- جمع النية وتبييتها لحديث حفصة: «من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له» [أبو داود بإسناد صحيح].
ب- الامتناع عن المفطرات من أكل وشرب وجماع من طلوع الفجر الصادق حتى غروب قرص الشمس.
ت- الامتناع عن السلوكيات السنية والأخلاق الرديئة، إذا كان صوم يوم أحدكم فلا يصخب ولا يرفث وإن قاتله أحد فليقل إني صائم، ومن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه.
3- الإنجاز؛ رمضان كله إنجازات:
أ- 30 يوم صيام.
ب- 30 يوم قيام.
ت- 30 يوم قراءة قرآن.
ت- تحري ليلة القدر في العشر الأواخر.
ج- صدقة الفطر.
ح- الاعتكاف، فرمضان شهر الانجازات.
4- التجديد؛ فرمضان كله تجديد؛ لأن التجديد يحتاج:
أ- كسر الرتابة في حياة الإنسان (الروتين) وهذا متحقق في الطعام والشراب والنوم.
ب- ترك الممارسات المثبطة وهذا كله متوفر في رمضان.
5- تنظيم الوقت واستثماره لأن رمضان يعلمنا تنظيم الوقت واستثماره.
أ- الإمساك عند الفجر والإفطار عند المغرب.
ب- صلاة التراويح بعد العشاء.
ت- صدقة الفطر قبيل صلاة العيد بيوم أو يومين.
ث- المحافظة على الصلوات المفروضات، ولذلك ينبغي على المسلم الحق أن يجعل من رمضان بداية للتغير في حياته نحو الأفضل ونمو الأصلح فإنه سيجد العون من الله: «يا باغي الخير أقبل» فهو فرصة للتحرر من العوائد السيئة والتخلص من العقبات التي تضعف العزائم؛ لأن العادات لها سلطان على النفوس وهي تتركز في الإنسان حتى تصبح من طبائعه التي لا يستطيع التخلص منها ولا يقدر على مفارقتها، ورمضان فرصة لذلك بالتوبة النصوح والثبات على الطاعات: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [الأحقاف: 13].
ورمضان فرصة حقيقية للتغير يؤكدها الواقع ألم تر إقبال الناس على الساجد حتى تمتلئ ألم تر إقبال الناس على الصلاة حتى تتضاعف الصفوف، ألم تر إقبال الناس على القرآن حتى يختموا في شهر عدة مرات، ألم تر إقبال الناس على الجور والكرم حتى يحرض كل فرد على تفطير صائم، ألم تر كيف يقبل الناس على المساهمة في أفعال الخير.
للاستماع والتحميل:http://www.alhilaly.net/mhadrat_show-304-0.html
:. الموضوع الاصلى: خطبة صلاة الجمعة : رمضان وفقه التغيير لفضيلة الشيخ سليم بن عيد الهلالي | المصدر: منتديات منهاج الرسول السلفية | كاتب الموضوع: أسامة الهلالي .: