إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لقاء المشايخ (محمد بن إبراهيم وعدنان المصقري وماجد بن محمد المدرس السويسي) حفظهم الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لقاء المشايخ (محمد بن إبراهيم وعدنان المصقري وماجد بن محمد المدرس السويسي) حفظهم الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اليوم 26 شعبان 1432هـ بعد المغرب

    كان اللقاء بين

    الشيخ محمد إبراهيم المصري

    و الشيخ عدنان المصقري أبو اليمان

    و الشيخ ماجد بن محمد المدرس
    السويسي المصري

    حفظنا الله و إياهم جميعا

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 28-07-2011, 06:33 AM.

  • #2
    جزى الله المشايخ الأفاضل خيرالجزاء
    وبارك الله فيك أخانا الفاضل حسن
    وأسأل الله عز وجل أن ينفعنا بها .

    وإليكم تفريغ المادة الصوتية:

    الشيخ محمد إبراهيم المصري
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
    {يَا
    أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }[آل عمران:(102)] {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء:1] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)}[الأحزاب]
    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله
    عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة.
    يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة هود
    :{فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ }[116: هود]
    وأخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:{
    بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبا للغرباء}، وأخرج اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، وابن بطة في الإبانة الكبرى عن يونس بن عبيد البصري رحمه الله تعالى أنه قال:" ليس شيء أغرب من السنة وأغرب منها من يعرفها " هذه الغربة التي تكون للسنة، والمقصود بالسنة كما هو معلوم منهاج السنة، منهاج السنة النبوي، طريق فهم وأخذ الدين ، وطريق العمل بالدين ، والسبيل لنصر الدين، والسعي نحو التمكين، كل هذا ينبغي أن يكون على نهج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى طريقه، هذا النهج وهذا الطريق،هذا المنهاج، هذا المسلك غريب، هو بنفسه، وبشخص أصله وتفاصيله غريب،وأغرب من هذا المنهج نفسه من يعرف هذا المنهج،هذا المنهج يكون موجودا ويكون عند بعض الناس دون بعض ، فيكون عند هذا كثير منه ، وعند هذا كثير منه ،وعند هذا شيء ، وعند هذا أشياء وهكذا، أما أن تجد من يتمسك بهذا النهج ،ومن يعرف هذا النهج، ومن يتعلم هذه يكون ثابتا على هذا النهج ، فهذا أهله إن كان في ما مضى قليلا، فقد صاروا أقل من القليل {ليس شيء أغرب من السنة وأغرب منها من يعرفها}، من هذا الذي يعرف منهاج السنة، من هذا الذي يعرف ما كان عليه السلف الصالح ، لاشك أن الأمر فيه غربة، ومعنى أنه غريب ليس أن الناس, أو الواقع أن كثيرا من الناس ينسى ما يعنيه هذا الوقت،فإذا بك ترى كثير من الناس حتى ممن يدعون كذبا وزورا، بقصد الكذب والزور أو بغير قصد الكذب والزور، السلفية والسنة، تجد الذين يدّعون هذا بدون حقيقة أو بما يكون عندهم من بعض ما عليه السلف الصالح، والرجل لا يكون من أهل السنة حتى تجتمع فيه خصال السنة كلها، كما يقول الإمام البربهاري ـرحمه الله تعالى ـ تجد هؤلاء يردون كثيرا من الحق لأنه مستغرب، لا لأن الأدلة دلت على ضده، أو دلت على نقضه، أو دلت على عدم اعتباره، أو دلت على خلافه، لا فقط لأنه استغرب، فقط لأنه شيء لم يعهدوه، فقط لأن السهل والمعتاد عند كثير من الناس هو خلاف هذا ،ولأجل ذلك وجدتهم يردون، نحن إذا قرأنا الآيات في كتاب الله سبحان و تعالى التي فيها بيان حال أكثر الناس { وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ }[الأنعام :116]، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}[الأنعام : 37]، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }[ يوسف :40]، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ}[111: الأنعام], {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } [ يوسف: 103] ، تجد آيات كثيرة في كتاب الله تبين أن الأكثرية من الناس قديما وحديثا لم يكون على الصواب، ومع ذلك تجد في الواقع أن كثيرا من الناس يستدل على حقّية الباطل, وبطلان الحق بالأكثرية للمبطلين, وبالأقلية المحقين،في الواقع، هذه المعاني حتى التي يفهم أصلها تنسى في الواقع، تنسى وتبعد عن الأفهام ، وكثيرا من المعاني ليست مُدركتا أصلا عند الأكثرين عرفت هذا, ولهذا تجد أن كثيرا من الناس حتى ممن ظاهرهم التدين,حتى ممن ظاهرهم الصلاح ، أعني أنهم من أصحاب اللحى ، من أصحاب الصلاة ، المحافظة على الصلاة في المسجد مثلا ، من أصحاب القمور،من النساء من تكون متحجبة، تجد أن كثيرا من هؤلاء لا يلتفت إلى هذا المعنى, ولا يلتفت إلى أن الفتن والانحرافات عن سبيل السنة وعن منهاج السنة أدركها من أدركها من الخلفاء الراشدين، أدركوها زمانا, يعني أول حصلت في أزمنة الخلفاء الراشدين، في خلافة عثمان أمير المؤمنين رضي الله عنه ، في خلافة علي أمير المؤمنين رضي الله عنه ، وجد ناس من أكثر من فرقة، ولهم أكثر من مسلك ينتسبون إلى الإسلام, ويقولون نحن نسير على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، أو نحن نريد الحق الواضح, ونتبع الحق الواضح، الذي دل عليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أليس كذلك ، هذا وجد من أواخر أو في زمن كان فيه كثير من الصحابة مازالوا أحياء ، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يخشون على أنفسهم، وكان الواحد منهم يعني يتكلم عن نفسه بالاستهان العظيم، أنه حاله كذا، وأنه مقصر في كذا, مفرط في كذا,ويخشى أن يكون كذا ويخشى أن يلد كذا, إلى آخره،عرفت هذا ،يخشى فتنا يخشى كثيرا، يخشى انحرافا عما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم في التابعين، ثم في أتباع التابعين،أنظر إلى فهم هذا الأمر عند هؤلاء الذين يظهرون الصلاح في أيامنا هذه، عند أكثر من يظهرون الصلاح في أيامنا هذه ، تجده يعيش ويمضي وربما يحضر بعض الدروس، و يسمع بعض الأشرطة، وربما يقرأ بعض الكتب،أو يشتري بعض الكتب،وكأنه قد أخذ صكًا أنه أمن من الانحراف والزيغ،وكأنه قد فُهِّم وسُدِّد في كل شيء،وأنه لن يترك الصراط المستقيم، ولن يزيغ عن الحق القويم، عرفت هذا، لا ينتبه إلى أنه ليس شيء أغرب من السنة وأغرب منها أن يعرفها، فيقول في نفسه ويقول لنفسه أن لا بد أن أتعلم الكتاب والسنة، حتى أكون على منهاج السنة،حتى أكون على طريق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم،ولا بد أن أظل متعلما وأن أزداد من التعلم،وأن لا أقنع لنفسي بالقليل، وأن لا أغتر بما يقال، وما يشاع من أقاويل، هذه الأقاويل قد تحوي كثيرا من الأباطيل والأضاليل ،صحيح ولا لا ،ينبغي أن يذكر نفسه بهذا، ينبغي أن يبحث عن الإطار الذي يكون فيه صيانة دينه ،وفيه حفظ ما هو عليه،وأن لا يأمن على نفسه، فأن الأرض أيضا لا تقدس أحدا،يعني أبحث عن صحبة الصالحين،والصحبة لن تقدسك، لن تطهرني لن تغيرني ،قد أصحب أحسن الناس,وأنا والعياذ بالله في من الفساد ما في،عبد الله بن أبي ابن سلول كان في المدينة، يصلي أحيانا مع المسلمين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسمع كلامه, يعيش في نفس المدينة التي هو فيها،يذهب ويروح ويجيء،عاش ودفن هناك, وصلى عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم،ثم ما الذي نفعه من كل هذا،ما الذي نفعه من كل هذا إن كان منافقا والعياذ بالله ،صحيح ولا لا،وإن كانت صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عليه قبل النهي{ وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ}[التوبة:84 ]، هذا النهي جاء،لم تنفعه إقامته في المدينة،ولم ينفعه دفنه في المدينة،هذا الدفن الذي لما مات شيخ الأزهر الهالك، قالوا دفن في المدينة إذن تغتفر له كل الجرائم وكل البوائق التي كانت منه في حياته ، قالوا دفن في المدينة ،وأين دفن عبد الله بن أبي ابن سلول رأس النفاق وأشهر المنافقين في تاريخ المسلمين، صحيح ولا لأ،لن تقدسه الأرض، و رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع القرآن النازل على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فما ازدد إلا طغينا وكفرا،{ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا}[المائدة 64]{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا}[الإسراء:82 ]،فكذلك في هذا الزمن تجد شخصا يصاحب ناس صالحين وهو والعياذ بالله على غير ما هم عليه ، قد يظهر لهم بعض الخير وهو على غير ما هم عليه ، قد تجد شخص يكون في أفضل البقاع وفي أفضل الأماكن، ولكنك تجده يرجع من هذه البقاع ومن تلك الأماكن، وفيه ما فيه نسأل الله السلامة والعافية، يذهب إلى أماكن فيها علماء وفيها صلحاء،يذهب إلى مراكز سنية وسلفية ، ثم تجده ينقلب بالسوء ويرجع بالسوء وربما يقيم هناك بالسوء والله أعلم بما في قلبه،لابد أن تحرص على ما فيه صيانة دينك،وان تبحث عن الصحبة الصالحة،وعن المكان الصالح،وعن الإطار الصالح ،إن لم تجد فا أنحجز وابتعد عن أسباب الهوى، وعن الفتن المتعددة ، وكن بعيدا ، ابتعد عن هذا الشر، وعن هذا السوء ما استطعت، وإذا استطعت اتخذ مكانا حسن، والإطار الحسن ،والصحبة الصالحة،وكن مع أهل السنة لا تتركهم ولا تبعد عنهم، فيوشك الآن إن تركتهم رغبة عنهم لدنيا، وحرصا على أمر تافه،وإيثار للراحة و الدعّة ، لذلك غدا تريد أن تصاحبهم فلا تتمكن، تحرم، ضيَّعت من قبل، فضيع عليك لما لم تريد أن تضيِّع ، عقوبة لك بتضييعك الأول ، ولما تحرص على الصحبة الصالحة،والكون مع الصالحين والرجوع إلى أهل العلم، والحرص على حضور مجالس العلم، فإياك أن تظن أن هذه لمجردها بدون إخلاص منك لله، وبدون قصد حسن في كل هذا، أنه سيكون منجِّيا لك بدون الإخلاص والحرص والمتابعة,فليس هذا،لأنك بهذا إنما تريد أن تعبد الله سبحان وتعالى، وإلا ستعبد الناس الذين يكونون من حولك، أو تقصدهم بما سيكون،أو تقصدهم بما سيقولون، بعض الناس دائما همه في هذه الدنيا ماذا يقول عنه الناس، وكيف ينظر إليه الناس ،وكيف يعظموه الناس أو يقدروه الناس،أو كيف يحقروه الناس،عرفت، إذا احترمه الناس وعظموه الناس ولو كان ينطوي على ما ينطوي عليه من الشر والسوء والفساد فلا يبالي،وإن حقره الناس فإن فهذه هي الطامة الكبرى عنده التي لا تجعله ينام الليل،لأن الأمر عنده مرتبط بهذا، مرتبط بشيء دنيوي ساخف حقير، وهو نظر من حوله وكلام من حوله،فقط، عرفت هذا، أرجوا أن تترنَّحوا من كلامي هذا ما أريد أن أرمي إليه، ما أريد أن أشير إليه، ما أريد أن أبينه حول هذه المقالة العظيمة،{ليس شيء أغرب من السنة وأغرب منها من يعرفها} أغرب منها من يعرفها كثير من الناس يحسب أنه قد علم بعض الأشياء أو بعض الأمور من منهاج سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإذا به يظن أنه قد عرف السنة كلها و انه قد فهم كل شيء ، والواقع ليس كذلك ، والواقع أنه قد ضاع عليه كثير من الحق ، وهو لعدم حرصه عل الحق، لا يبالي بما فقد من الحق،من أولى الناس بالحق؟ ومن يعني أجمع الناس للحق في الواقع؟ فما نقول من الأشخاص من أجمع الناس للحق؟ ومن أولى الناس بالحق؟، ومن أكثر الناس تحقيقا للحق؟ هم أحرص الناس على الحق ،عنده حرص أن يكون على الحق، ليس ذاك الذي لا يبالي هو على الحق أو ليس على الحق،وليست المبالاة التي أقصدها أنني أقول في مقام أو في كتاب أو في مجمع من الناس، يا جماعة أنا أبالي أهل الحق،وأنا أحرص على الحق،وأنا أهتم بالحق،وأنا في كلامي وفي قصدي لا يبالي بكل هذا أنا لي أغراض أخرى،أنا لي مقاصد أخرى،لكن أنا في نفسي لست حريصا على الحق، بعض الناس من المشيَّخين ومن الطالبين تجده يحرص في هذا المجال والإطار على ماذا؟على المال، تجده ربما يحرص على الأمر الذي فيه ماذا، ضوضاء وفيه بهارج وفيه زخارف،وفيه أمور وجوانب دنيوية لافتة ويحرص على هذا ويهتم بهذا،فهمت،ويلبِّس على نفسه في نفسه، ولا يلتفت من نفسه بما في نفسه،أنه ليس حريصا على الحق،وليس يسلك طريق الحق،لأن الحرص على الحق ليس بأن أقول في نفسي أنا حريص على الحق،قد تكون عندي وسوسة بنوع ما، بغير طريق شرعي أنا حريص على الحق, أنا حريص على الحق،ولكنني أوتى من سوء فهمي،ومن سوء مسلكي،الرجل يؤتى من سوء فهمه أومن سوء قصده،
    فإذا اجتمعا كمُل نصيبه من الضلال، وهذا مرئي مشاهد في الواقع، ترى كثيرا من الناس يضِّلون بسبب سوء أفهامهم أو بسبب سوء مقاصدهم،وقد يجتمع عليهم الآمران سوء الفهم وسوء القصد, فيكتمل ما لكل واحد من هؤلاء من نصيب في الضلال،نسأل الله تعالى العافية،ولتدري إلى أن سيء الفهم لا يكاد يدرك أنه سيء الفهم لأنه سيء الفهم، وانتبه أن سيء القصد لأنه سيء القصد، لا يكاد يلتفت إلى ما ينبغي عليه من حسن القصد، فيكون سيء الفهم وسيء القصد، ومحتملا نصيبا من الضلال، وهو غير ملتفت إلى ما هو فيه، بل قد يرى في النهاية، ويُري غيره أيضا بعد أن يُري نفسه، يري غيره أنه على الحق الواضح الذي لا خفاء فيه ,وإلا فاسألوا أنفسكم، لماذا؟ اليهود مازالوا يهودا ، ولماذا؟ النصارى لازالوا نصارى،ولماذا؟ أصناف الكفار والمنافقين والمبتدعين والضالين والمضلين لا يزالون على تطاول الأزمان، وعلى تعدد وتفاوت الأجيال، لا يزالون على ما هم عليه ويستمرون،تراهم أوتراهم تظنهم أنت حريصين و سلكوا المسلك الذي ينبغي والذي يُظهر علامة الحريص، يقول أنا حريص، للحرص علامة، ما هي علامة الحرص؟ صحيح ولا لا،وإلا فلن ينفعنا أننا نفرح وأننا نضحك و أننا نلعب وأننا لا نبالي،كل هذا يحصل للكفار،النصارى واليهود و كذا يعيشون ويضحكون ويفرحون ويلعبون،وقد يهتمون في حياتهم بأمور تافهة،وقد يكذب على الواحد منهم يومه، بأن شيء تافه على ضلال، أما الشيء العظيم والأعظم فلا يبالي به ، أنني في حياتي هذه أعيش عيشة تجعلني في النهاية من أهل الجنة هذا لا يفكر فيه، وإذا فكر فيه، سوء القصد وسوء الفهم حاضرا، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا متمسكين بالكتاب والسنة ، وأن يجعلنا من الذين يعرفون السنة ،ويتمسكون بها، ويسيرون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه،وفي غربة الدين أن يجعلنا من الغرباء، نسأل الله أن يجعلنا من هؤلاء ،الذين يكون غرباءهم أهل السنة، أهل الحديث ،أهل الأثر،السلفيون، الفرقة الناجية ، الطائفة المنصورة ، الغَرس الذين يغرسهم الله يستعملهم في هذا الدين ولهذا الدين، وهم الغرباء، وهم هؤلاء ، نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم ،وإذا كنا منهم أعيد الكلام مرة أخرى، إذا كنا منهم لن نكن منهم بأن نقول نحن منهم ، الألفاظ والكلام قد يحسنه كثيرون ، يمكن أن شخصا يأتي بهذه الجمل ويقول نحن ونحن و نحن و نحن، كلام يدرج في المسار وانتهى الآمر والسلام عليكم ورحمة الله وانتهى الآمر، ولكن هذا لا يجدي ولا ينفع ، الكلام الدال، لكن أن أتحقق بأنني من هؤلاء هذا هو الأمر الذي ينبغي الاهتمام به ، وهذا هو المَحَكُ الذي يظهر به الصدق والكذب ، من قال هذه العبارات ، ومن رفع هذه الشعارات العظيمة والحمد لله رب العالمين والكلمة عند الشيخ عدنان حفظه الله.

    ****************
    الشيخ عدنان المصقري أبو اليمان
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:
    كنا نحب من الشيخ محمد حفظه الله أن يستمر،أو يواصل درسه حتى نستفد جميعا ،وقد أفادنا في هذه الكلمة الطيبة واستفدنا بحمد الله وعسى أن يكون هذا بلاغا للسامعين، يتضرعون به إلى الله سبحانه وتعالى أن ينفعهم به وأن يثبتهم عليه، فأهل السنة إنما يدعون إلى الحق،ويتمسكون بالحق، ويمَسِّكون بالحق لأنه دين الله،
    والله هو الحق المبين ـ سبحانه وتعالى ـ وقد نصبوا أنفسهم، ونذروا أوقاتهم، وكذلك صرفوا دماءهم في خدمة الحق ، فهذا في الحقيقة فضل من الله عز وجل عليهم، أن شرَّفهم الله بالحق، وجعلهم من الدعاة إليه ،ومن الغيورين عليه، ومن المُكَثرين فيه، هذا شرف لك يا عبد الله، ورفعة لك، وعز لك في الدنيا والآخرة، أنك لا تتعصب إلا للحق، ولا تنافح إلا عن الحق، ولا تجعل مقصدك ومطلبك، ومبتغاك إلا الحق، هذا فضل من الله سبحانه وتعالى، لأن الحق عزيز، فالناس كلهم يردون أن يسلكوا هذا المسلك،ولكن الشهوات، والشبهات تصرف كثيرا من الناس عن إتباع الحق، وإن كان ـ كما أشار الشيخ في الكلم ة السابقة إلى هذاـ ، وإن كان يريد أن يتبع الحق لكن قد لا يستطيع ،لأن هناك صوارف، صوارف تصرفه عن إتباع الحق ، وهناك دخن في قلبه نسأل الله العافية،فهذا كله وما يعلمه الله عز وجل يكون سببا لصرفه عن الحق وهو لا يشعر، فالواجب علينا عباد الله أن نعلم،وأن نوقن بحديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي رواه أصحاب الصحاح والسنن وغيرهم عن جماعة من الصحابة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خاذلهم حتى يأتي أمر الله }فهؤلاء هم أهل الحق، سلسلة متواصلة، يتَّبع أخرهم أولهم،ويسير أخرهم في سير أولهم،ولا يُفهم هذا الدين إلا من خلال هذه السلسلة التي لا تزال،وهذا يعتبر من مميزات هذا الدين،ومن فضائل ومحاسن دين الإسلام أن الله حفظه،وهو دين يمتاز على غيره، لأن الله عز وجل جعله محفوظا لا يدخله التبديل والتغير أبدا،حتى قيام الساعة كما تذكر في أحاديث أُخر أو قيام الساعة،فضل من الله،نطمئن أن هذا الدين باق،وأن هناك من يدافع عن الدين الحق ولا بد،وهناك من يقوم به ولابد ،وهؤلاء لهم علماء وأئمة،ومن يدافع عن هذا الدين بحق،والطائفة التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنها على الحق ظاهرين،ولكل قوم دولة ورجال،وهكذا عباد الله، فميز الله هذا الدين بأنه باق إلى قيام الساعة،وأنه ظاهر، ظاهر،وأهله المتمسكون به ظاهرون، كما سبق معنا في الأمس حديث أبي موسى المتفق عليه، أشار صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن أهل الدين رافعين رؤوسهم بهذا الدين، وأن أهل الجهل والفهم السقيم والذين ما قبلت قلوبهم دين الله أنهم لم يرفعوا بذلك رأسا، فالظهور إنما هي لأهل الدين وأهل الحق،فإذا كان معك حق تجد عزة،ورفعة ومكانة،وتجد السكينة والطمأنينة،وأيضا هذا الدين كما أن الله عز وجل اختصه بالبقاء، فقد اختصه بالكمال ،وهكذا مطلوب من أهل الحق أن يكمِّلوا أنفسهم بدين الله، فلا ينبغي أن يأخذوا بجانب دون آخر، ولا يهتموا بجانب دون آخر ، عليهم أن يأخذوا بالدين كله،وأن يتمسكوا بالحق في جميع الجوانب،قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }[ البقرة:208]، قال بعض المفسرين [ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً] أي ادخلوا في الدين كله،وقال بعضهم واختاره شيخ الإسلام وغيره من المحققين [ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً]، أي ادخلوا في الدين كله،ما تعتني بجانب العلم وتترك جانب العبادة،ولا تعتني كذلك بجانب العبادة وتترك العلم،ولا تعتني بجانب التمسك وتترك العدل والإنصاف، ولا تعتني بجانب دون أخر، إنما تأخذ بالدين من جميع جوانبه،عقيدة وعبادة ومنهجا وسلوكا وأخلاقا وأدبا،وهذا كله في دين الله،فهذه هي علامات أهل الحق، فاختصه الله عز وجل به إياهم، إنما هو بفضل الله سبحانه وتعالى ،" ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خاذلهم"،هذه أيضا من علامات أهل الحق، أنهم وإن قام المبطلون و المناوئون، لكنهم بحمد الله يفشلون،لكنهم بفضل الله وإن كانوا كثيرا،وإن كانوا كثيرا،وإن زرجوا وابتهجوا،وكثروا وتجمعوا،لكن الله سبحانه وتعالى بفضله وكرمه يخذلهم ،يخذلهم، وقد أجمع العلماء،على أن الخذلان أن يكلك الله إلى نفسك،وأن التوفيق أن يوفقك الله سبحانه وتعالى ويأخذ بيديك، كما ذكر ابن القيم عليه رحمة الله، فاعتز أيها المسلم،أيها السني،يا طلب العلم،اعتني بالحق الذي مكنك الله عز وجل منه،وفضلك به،ورفع قدرك به اعتني به وحافظ عليه،و الزم أهله،وأهل الحق تجدهم دائما،إذا نطقوا فلله، وإذا سكتوا فلله،كل ذلك خدمة لدين الله سبحانه وتعالى،أهل الحق دائما تجدهم يتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، يسلكون مسلك السلف وينهجون نهج السلف،ويتبعون طريقتهم،ولذلك قال الله سبحانه وتعالى:{ فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[ البقرة(137)]، لابد من الإيمان كما أمن السلف { فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ}وقال سبحانه في كتابه الكريم: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ } [التوبة : 100]{وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ }،هناك إتباع بإساءة،يتبع ويتظاهر،وينتمي، لكنه مسيء، لأنه مخالف لهم،لأنه مخالف لهم، في عقيدته ومنهجه وعبادته،أو ببعض ذلك {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ } إتباعهم بصدق،وكذلك إتباعهم بإحسان{رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُوَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ}فهم سابقون، وهؤلاء لاحقون،أولائك سابقوا وهؤلاء اتبعوا،أهل الحق تراهم دائما أينما وجدتهم مردهم الكتاب والسنة ومنهج السلف، سيرهم على ذلك ، أهل الحق تراهم دائما لا يسكتون عن الباطل، خلافا لأهل الباطل،أهل الباطل ربما يسكت عن صاحبه أو أخيه ،أو زميله،أو من هو في صفه إذا خالف الحق،أهم شيء أن نكون يدا واحدا على غيرنا،ولو خالفنا الحق،ولو ارتكبنا وارتكبنا من الذنوب والمعاصي والبدع ،هذه طريقة أهل الباطل،لكن أهل الحق لا،أهل الحق لا يسكتون أبدا عمن خالف الكتاب والسنة،ولو كان من مشايخهم،ولو كان عزيزا عليهم،ولو كان كبيرا في نظرهم ومُقدرا،لكن الحق أحق،ولذلك كان ابن القيم عليه رحمه الله في "مدارج السالكين "إذا مر بما خالف الهروي الحق يقول:والحق أحب إلينا منه، وهو حبيب إلينا والحق أحب إلينا منه ،فعلا هذا هو الصدق في إتباع الحق ، فأهل الحق من علاماتهم أنهم لا يسكتون عن الباطل، من أجل نصرة الحق،من أجل نصرة الحق لا يسكتون عن الباطل،يرفعون الحق فوق رؤوسهم، ويهينون الباطل تحت أقدامهم ، أهل الحق جعلهم الله عز وجل نورا للأمة،ومرجعا للأمة، وكذلك جعلهم الله رحمة للأمة، لأن الله أرسل نبينا عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين، فهم أخذوا ما أرسل الله عز وجل به رسوله،ونشروه في الأمة كتابا وسنة,قال الله، قال رسوله،قال الله قال رسوله،بهذا تحي الأرواح و تحي القلوب وتطمئن النفوس، ولذاك قال الله :{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا }[الشورى 52]،فالنور الذي جعلها الله عند أهل الحق وليس عند غيرهم، فكما أن النجوم والشمس والقمر نور للسماء، فأهل الحق نور لأهل الأرض ، نور لأهل الحق، ويشهد لذالك الحديث الذي رواه مسلم [فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ]الحديث
    فهم أمنة ونور، أهل الحق أمنة ونور،فيا من قلده الله الحق، وجعله على رقبته حافظ على الحق،واتبع الحق،وتابع للحق،وعظم قدر الحق،لا تبع الحق بدنيا،أو بشهرة ،أو بمحبة منصب،أو محبة كذلك محبة أن يقول الناس هذا هو الوحيد،ومحبة
    إطاعة، إذا جعل الله الحق حليفك فحافظ عليه،حافظ عليه واتق الله واجعل الحق هو مقصدك وغايتك،وهو الذي تفديه بروحك،فهو نور لأهل الأرض،وإن كان كثير منهم لا يعقلون، والكثير لا يفهمون،والكثير لا يعقلون،لا يشكرون،لا يتذكرون،لكن الله عز وجل حفظ الدين بأهل الحق،فهم نور { أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا} [الشورى:52]،سماه الله روحا، لأنه به تحي الأرواح، تحي الأرواح، وكذلك جعله الله نورا يهدي به، ما تستطع أن تهدي نفس، ولا تهدي إخوانك المسلمين بغير الحق أبدا، لا تستطع أن تهدي الناس إلا بالحق،هناك بلاغة،هناك أشعار،هناك يعني كلام الناس،لكن اعرف أنه لا يهدى الناس إلا بالحق،لا يهدون بحماسة، ولا يهدون بتميع و لطافة مع الناس، كما يقول بعض الناس المنفتحين، لا فتح الله عليهم،الذين يزعمون أن الناس يهدون بالانفتاح،بالتيسير، وهذا حلال وهذا يجوز،وهناك أقوال أبي حنيفة ميسرة، وهناك كذا وكذا، كأن دين الله موكول إليهم يتصرفون فيه كما شاءوا عياذا بالله،الحق أنزله الله،الحق هو الذي رفعه الله،وحفظه الله عز وجل، ليس الحق موكولا إليك،إن نطقت به رفعك الله، وإن خالفته أذلك الله ،أنت من تغالط، تغالط من،لا تفتخر ولا تعتبر...ولا قوة عضلاتك، ولا كذلك إدمك ولا تعتبر شيئا من ذلك، اعتبر ما عندك من الحق والصفاء، هذه نصيحة لنا جميعا { وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ } وقال الله تعالى: { يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ } يهدي به الله، {نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ} [المائدة:15،16] ، فالله يهدي بالحق لا يهدي بغيره،فمن نطق بالحق هدى الله به، من شرط الحق،هناك شرط ثاني من اتبع رضوانه،لا يهدى إلى الحق إلا من أرد رضوان الله، ما أرد رضا الناس،ولا فقط مرضاة الخلق {مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} ،أهل الحق بحمد الله ٍهم القليل، هم القليل،وهم الذين يحفظ الله عز وجل بهم الأمة ،لا تزال طائفة، وفي حديث أبي هريرة أنها فرقة من أكثر من سبعين فرقة، فهم قليل،لكن الله عز وجل رفعهم مع قلتهم،وأعزهم، وأذل أعداءهم سبحانه وتعالى، وقهر أعداءهم، كم الإخوان المسلمون؟ ، كم؟ في كل فعل وفي كل واد تجد الإخوان المسلمون، كم جماعة التبليغ؟ يجتمعون بما هو بالمليون والمليونين وثلاثة المليون ، بالعشرات الملايين، كم الصوفية ؟، مع أن هذه الفرق تاريخ ميلادها قريب، ميلادها قريب، أما أهل السنة الذين تجدهم يصولون و يجولون من عهد السلف، من عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهم قليل لكن الله عز وجل جعل فيهم بركة، وخيرا، وذكرا، وتجد السني يَهُز بلدا كاملا،بل يحفظ الله عز وجل به بلدا كاملا ـ سبحانه وتعالى ـ السني الطاهر الذي همه الحق،وهمه إتباع الحق،أهل الحق تجدهم لا يكتفون بما عندهم، بل يبرزونه و يظهرونه لأنه حق، أما أهل الباطل ربما يتمغمغون، ويسكتون ويخفون،ويخفون,وهذه سنة أهل الكتاب يخفون كثيرا،أما أهل الحق فما عندهم لا يحتاج إلى إخفاء،ولا إلا مجالس سرية، ولا إلى ماذا، وسائل مخفاة،الحق بينهم ظاهر مشاهد ،بفضل الله ـ سبحانه وتعالى-لأن الله رفعهم به ورفع الحق بهم، أهل الحق الذين جعلهم الله عز وجل أمانة للأمة،... الوصية عباد الله لي ولكم أن نحمد الله عز وجل الذي وفقنا لهذا الخير،وتكرار هذه النعمة ، والوصية بهذه الوصايا وغيرها،هو من هدي القرآن، فالله عز وجل سبحانه وتعالى قد كرر في القرآن كثيرا من الآيات لأهميتها ،فلا يقول المسلم هذا تكرر بل ما تكرر أقره، احمد الله - سبحانه وتعالى - وأعلم أن الله وفقك,وأن الله عز وجل أرد لك خيرا،واختارك لهذا السير فسر،اختارك من بين أناس كثير، فحافظ على ما عندك من الخير، ولدى قال الله تعالى في كتابه الكريم :{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}[النحل:53]، وقال سبحانه و تعالى: {فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ } [الزمر:49]، إذا أعطاك الله خير من علم أو هداية أو توفيق أو سداد أو مال أو ولد أو جاه وغير ذلك ، فهي من الله ، لا تُعجب بنفسك ، فإذا ما أضفتها إلى نفسك كانت فتنة عليك، تنقلب النعمة فتنة وبلوى قال الله: {بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}[الزمر:49] أكثر الناس لا يعلمون، بل قالها الذين من قبلهم، كقارون، قال: إنما أوتيته على علم عندي، إذا أعطاك الله خيرا فاجعل الخير لله ، واستمد غيره من الله سبحانه وتعالى، إذا رددته إلى الله يعطيك الله من فضله {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } [ابراهيم: 7]، وكذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فيما رواه البخاري ومسلم كان يقول هو وأصحابه وهم يحفرون الخندق، قد هاجروا وتعبوا، وصلوا ،وصاموا، "والله لولا الله ما اهتدينا ، ولا تصدقنا ولا صلّينا ، فَأَنْزِلَنْ سكينة علينا وثبت الأقدم للآخرة"،ما كان من نعمة مضت، وحاصلة فيك فأضفها إلى الله ،واطلب من الله المزيد،فما سبق ليس بيدك إنما هو بفضله ، وما سيأتي إنما هو من الله،" والله لولا الله ما اهتدينا "،هدايتنا للإسلام مع أنهم ضربوا وعملوا واجتهدوا وجدوا ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلا سكينة علينا ثبتنا، والمسلم دائما في كل صلاة يقول {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} إياك نقصد {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، نستعين بك على هذه العبادات ، { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} ،ثبتنا عليه ،{ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} هم أهل الحق ، {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} ،الذين خالفوا الحق، سواء علموا بالحق ولم يعملوا، أو عملوا ولا يعلمون، كلهم مخالفون للحق، فالنعم كلها من الله ، فاطلب من الله عز وجل المزيد،وعليك أن تتقي الله في نفسك، وفي سمعك ، وفي بصرك، وفي مأكلك ومشربك،وأن تعلم أن هذه الدنيا زائلة، وإنما يحفظك الله عز وجل في قبرك وعند الميزان،وعند الصراط، وكذلك في عرصات القيامة يحفظك الله عز وجل بهذا الدين، وبالحق الذي كنت تحمله، فحافظ عليه،واعلم أن به نجاتك،وإذا أعرضت لا تضر إلا نفسك{إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا}[الزمر:41] يضل عليها، فوصيتي لنفسي أولا، ولإخواني وآبائي،والمشايخ حفظهم الله، وثبتهم ووفقهم، وأعانهم على هذا الخير،وزادهم صحة وعافية،أن يستمروا على الخير،وأن يحرصوا على نشر الخير،وأن يبثوا الخير في الناس، فعلامة أن الله عز وجل قد وفقك، وأنك سالم من الذنوب أنك مقبل على العلم،الذي تراه أنه ما يقبل على العلم،اعلم أنه صَرَفه عن العلم ذنوبه،صرفهم عن العلم المعاصي،قد ربما معصية تطمس على قلبك،وإلا فمجالس فيها الخير، تتنزل عليها السكينة، وتخشها الرحمة، وتحفها الملائكة، يباهي الله عز وجل بها ملائكته كما روى أحمد عن عبد الله بن عمرو عن نبينا عليه الصلاة والسلام، كذلك تصلي عليك الملائكة مادمت في مصلاك، كذلك لا تزال في الصلاة ما دمت منتظرا الصلاة، كذلك يصلي عليك الله،"من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا "، كذلك تحفظ دينك، تحفظ دينك بهذه المجالس،خير عظيم،قبل أن نتصوره حتى أنه يصرفنا عنه لعاع بن لعاع في الدنيا، وتقام الدنيا، ما عسى الدنيا كلها أن تكون في مجلس واحد من مجالس العلم،ومجالس الحديث، الحديث الذي غفل عنه كثير من الناس، حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيه بيان للقرآن،فيه الهداية لقلبك،فيه السعادة، فيه الطمأنينة، فيه النور،إذا نور الله عز وجل قلبك في الدنيا بحديث رسول الله، فسيستنير قلبك، ويستنير قبرك وآخرتك، والنور في الآخرة على قدر النور الذي كسبته وحصلته في الدنيا،وإذا لم يكن لك نور من العلم، من قال الله قال الرسول ،إذا لم يكن لك نور في الدنيا ،أنى يؤتى لك النور يوم القيامة،وأنت لم تحصله في الدنيا {قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا}[الحديد:13المنافقون يريدون النور يوم القيامة لكنهم لا يستطيعون {ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا}النور في الدنيا{ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ }، كنا معكم في الدنيا، نصلي معكم، ونتظاهر أنا منكم،وندخل في بين صفوفكم، وربما قصرنا الثوب،وطولنا اللحية ، وأخذنا المسواك، وكنا و كنا، لكن لا،يوم القيامة لا ينفع،المغالطة ما تنفع { ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ } [الحديد:13]. هنيئا لأهل لحديث ، طوبى لهم،نور الله أبصارهم وقلوبهم "نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأدها كما سمعها فربا مُبلَغ أوعى من سامع" هذه كلها يعني في فضائل مجالس الحديث وإذا قال الصنعاني كل حديث في طلب العلم، إنما ينطبق أولا على الحديث، حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعلينا أن نحافظ على هذا الخير وأن نستنير به،ونحافظ عليه وأن نجد فيه وعلينا بالتآخي،و التآز،وعلينا كذلك عباد الله أن ننصح للمسلمين جميعا،و لا نجعل فقط مضي لأنفسنا لا لغيرنا،لا،بل علينا أن نضيء للمسلمين,وأن ننصح،وأن ننور للمسلمين طريقهم، أن يكون الإنسان همته عالية ليست داخلة، نسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم ،أن يثبتنا وإياكم على الحق، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنه على كل شيء قدير، وما كنت مستعدا للكلمة بكوني متعبا اليوم لكن الحمد لله رب العالمين جزآكم الله خيرا وبارك فيكم ، وفي شيخكم وحفظكم الله ورعاكم وجمعنا بكم الدنيا على دينه الحق، وجمعنا بكم يوم القيامة في جنة وهو على كل شيء قدير وجزآكم الله خيرا .

    ****************
    الشيخ ماجد بن محمد المدرس السويسي المصري
    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد:
    الحقيقة كنت دونت في نفسي كلاما، غير أنني لا أجد شيئا يقال ثقة، بعد الكلمة الطيبة التي تكلم بها فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم حفظه الله تعالى،وبعد الكلام الطيب الذي سمعنه من الشيخ عدنان حفظه الله تعالى،لما تكلم الشيخ محمد وجدتني أتبسم،فلما تكلم الشيخ عدنان زاد تبسمي،ذلك أنني ما كنت أنوي أن أتكلم في موضوع هو خارج عما تكلما به حفظهما الله تعالى،كون تبسمي أنني دائما أقول لإخواننا أهل السنة دائما تجدهم على اتفاق لغير تحضير وغير تفصيل وغير موعد،دائما أهل السنة متفقون كلمتهم واحدة ،منهجهم واحد، دعوتهم واحدة،نصيحتهم واحدة، بغير اتفاق،وما هذا يا إخواننا إلا بأن سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا تتغير،دين الله سبحانه وتعالى لا يتبدل، ليس هذا لصداقة، ولا لعلاقة ،ولا لفصاحة وإنما لأن أهل السنة جعلوا مستمسكهم في دين الله سبحانه وتعالى، ودين الله سبحانه وتعالى كما قلت يا إخواننا لا يتغير،ولا يتبدل، فكانت كلمة أهل السنة كلمة واحدة ، وكان اتفاقهم على قول واحد، وعلى دعوة واحدة ، نسأل الله عز وجل أن يرحم أمواتهم وأن يحفظ أحياءهم ،ثانيا يا إخواننا حقيقتا أنا لا أجد في نفسي سعادة كتلك التي أجدها وأنا في هذا المكان الطيب، منة عظيمة، أن تكون في مسجد أهل السنة،وأن تكون بين أهل السنة، منة من الله عظيمة يفتقدها كثير من الناس،ولا يشعر بها كثير ممن رزق هذه النعمة ،أن تكون بين أهل السنة أن تكون في مسجد أهل السنة،أن تكون مع إخوانك أهل الحق،أصحاب سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم،هذه منة من الله عز وجل بها على كثير من الناس لا يعرفون هذه النعمة ولا يعرفون عظيم هذه المنة، هذه منة لا يعرفها إلا من حرم منها، ذلك لا أريد أن أطيل حقيقة بأن الأمر لا يحتاج ولا يحتمل إطالة بعد هذه الكلمات الطيبة، التي تكلم بها إخواننا حفظهم الله تعالى، لكن أقول بارك الله فيكم هي إشارات أستفيد منها ويستفيد منها إخواني إن شاء الله تعالى في حديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديث الطائفة المنصورة الذي تكلم عنه ببيان طيب أخونا الشيخ عدنان حفظه الله تعالى
    {لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ ولاَ مَنْ خَذَلَهُمْ}، طائفتان من الناس ذكرهما النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم،الأولى معروفة المخالفين لأهل السنة,هذه الطائفة لهم فتن ولهم ضلالات ولهم شبهات، لكنها بفضل الله عز وجل قد لا تكون خافية على الكثير،المشكلة في الذين خذلوا ولا من خذلهم،الذين خذلوا أهل السنة،الذين خذلوا السنة،وخذلوا أهل السنة،الخاذلين المخذِّلين،الذين يخذِّلون عن أهل السنة،ويثبطون عنهم،هذه طائفة، طائفة منهم ذكرهم في كلمته الرائقة أخونا الشيخ محمد حفظه الله تعالى،طائفة المتشيِّخين الذين لم يجدوا سوقا لبضاعتهم مجزاة، فذهبوا حتى يلفقوا بضاعتهم عند بعض أهل العلم الذين لا يعرفون حقيقتهم،فهذا همهم ياإخواننا، أن يقال عنهم أنهم مشايخ، أن يقال عنهم أنهم أصحاب دعوة حق،أن يقال عنهم ويقال عنهم،أهل السنة يا إخواننا ليس هذا هو مسلكهم،مسلك أهل السنة أنهم يعملون على إتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم،أن يعملون على إرضاء الله سبحانه وتعالى هذا همهم أولا وأخرا،أما صورتهم أمام الناس، ماذا يقول عنهم الناس،أنهم يظهرون المشيخة،أو أنهم يظهرون أنفسهم،يجعلون الظهور لأنفسهم ولذواتهم،ليس هذا مسلك أهل الحق،ليس هذا مسلك من كان مقصده مقصد صحيح،ليس هذا مسلكا لمن كان قلبه قلب سليم،ليس هذا هو المسلك،ليس هذا هو الطريق،الإنسان يا إخواننا ينبغي أن يجعل همه في رضا الله سبحانه وتعالى،هذه هي الغاية التي لابد أن تجعل نفسك لها،أنك تعمل على طاعة الله عز وجل،وأن تعمل على عبادة الله عز وجل،وأن تعمل على رضا الله سبحانه وتعالى،أما أن يكون هم الإنسان منا مظهره وشفرته،أو غرض يستفيده فهذا يا إخواننا والله هو الخذلان،وهذا هو الخسران،وهذا طريقه إلى غير فوز،هذا طريقه إلى غير فلاح،فأهل السنة يا إخواننا،وأنا لأجد كثير شيء أقوله بعد ما سمعنه من المشايخ الأفاضل،لكن أقول هي مشاركة،هي مشاركة،وطاعة لرغبة أخينا الشيخ محمد حفظه الله تعالى،ونصيحة لنفسي،ووصية لأخواني حفظكم الله تعالى،أنتم في هذا الخير العظيم, الحمد لله عز وجل من الله عز وجل عليكم بمسجد أهل السنة،من الله عز وجل عليكم بالدروس،تحضرونها،تستفيدون منها،فإياكم وتضيع هذه الفرصة،هذه منة عظيمة،وهذه نعمة من الله عز وجل تستوجب شكرها،أن توفق لطلب العلم،أن توفق لأن تكون مع أهل السنة ،هذه منة عظيمة من الله عز وجل تستوجب كغيرها من المنن،تستوجب شكر الله سبحانه وتعالى،ولكن هاهنا أمر أخير أنبه عليه بارك الله فيكم،أن هذه النعمة التي أنت فيها،إذا وفقك الله عز وجل لشكرها،والله عز وجل يقول {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}[سبأ:13]، فإن وفقت لشكر هذه النعمة، فأنت من هذا القليل،وهذه نعمة أخرى من الله سبحانه وتعالى تستوجب أيضا شكرها،فإن شكرتها فهذه نعمة أخرى، وهكذا والله لن تستطيع أن تشكر نعمة الله سبحانه وتعالى،فتوفيقك للنعمة يستوجب شكرا،إن وفقت للشكر فهذه نعمة تستوجب شكرها،وهكذا لا تنتهي النعم،فأنتم يا إخواننا في خير عظيم، في منة عظيمة من الله سبحانه وتعالى، عندكم دروس،وعندكم فوائد،لا تضيعوا هذه الفرصة،وإياكم يا إخواننا واللاَّعابين،الذين يضيعون أوقاتكم ويضيعون أمورهم،ثم يضيعون أوقاتكم،ويعكرون صفو الخير الذي أنتم فيه،فإياكم واللاَّعابين،إياكم والمضيعين،أقبلوا على طاعة الله عز وجل أقبلوا على سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم،أقبلوا على الاستفادة وعلى الاستزادة من الخير الذي أنتم فيه،أقبلوا على العلم يا إخواننا فإنك لا تدري متى تحتاج إليه،أقبل على العلم،تعلم العلم وأنت في هذه السعة،وأنت في هذه الوقت و هذه الفسحة،من وقتك ومن مدتك أقبل فيها على تعلم العلم، وعلى الازدياد من العلم،فإنك لا تدري متى تحتاج إلى هذا العلم،ربما تحتاج إلى العلم،ربما... يوما إلى العلم ولا تقدر عليه،لا توفق إليه،فأنت في نعمة عظيمة لا تفرط،لا تضيع وأقبلوا يا إخواننا على الخير،وعلى الزيادة فيه،يعني أعتقد أنا هذا كاف،كما قلت ما قيل فيه الكفاية،واستفدنا منه جميعا،وجز الله عز وجل خيرا أخانا الشيخ الفاضل الشيخ محمد حفظه الله تعالى،وجز الله خيرا أخانا الشيخ عدنان أسأل الله عز وجل أن يحفظنا وإياكم،وأن يبارك فينا وفيكم،وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .
    ****************
    الشيخ محمد إبراهيم المصري
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ثم بعد هذه الكلمات التي سمعناها جز الله تعالى المحاضر خيرا، ينبغي أن نشتكي إلى الله سبحانه وتعالى هذه الأحوال وهذه القلوب التي... وتؤثروا كثيرا مما فيها على ما يكون عند الله سبحانه وتعالى، والإمام الشافعي رحمه الله تعالى من الأشعار المشهورة التي تروى أو تذكر عنه يقول:

    يَا مَنْ يُعَانِقُ دُنْيَا لَا بَقَاءَ لَهَا*** يُمْسِي وَيُصْبِحُ فِي دُنْيَاهُ سَفَّارًا
    هَلَّا تَرَكْت لِذِي الدُّنْيَا مُعَانَقَةً **حَتَّى تُعَانِقَ فِي الْفِرْدَوْسِ أَبْكَارَا
    إنْ كُنْت تَرْجُو جِنَانَ الْخُلْدِ تَسْكُنُهَا **فَيَنْبَغِي لَك أَنْ لَا تَأْمَنَ النَّارَا
    ينبغي للعبد أن لا يأمن النار،وأن لا يكون معلق القلب بالدنيا,...أقل الناس فيهم الذين يعلقون قلوبهم بالآخرة ويلتفتون إلى من فيها،وكما قلت إلى الله المشتكى من أحوالنا ومن قلوبنا،وإلى الله،نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يصلح أنفسنا،وأن يطهر قلوبنا،وأن يصلح أحوالنا،وأن يجعلنا حريصين على الآخرة،وما يكون من دنيا نأخذه فإنما نستعين به على الآخرة،لأن تجد حب الدنيا يدخل في الذنوب ويتفاوت من شخص إلى شخص،وأنت إذا كان قلبك ممتلئا،امتلأ عظيما و فضيعا بحب الدنيا،فلا تتوقع مع عملك القاصر ، وسيرك الضعيف في طريق الله سبحانه وتعالى ،أنك بين عشية وضحاها سوف تصير ولي من أولياء الله، غير مثبت وغير متأثر وغير حريص على ما لا ينبغي الالتفات ولا الحرص عليه من هذه الدنيا، لا تتوقع أن هذا سيكون عندك بين عشية وضحاها،وإنما أنت لازلت تحتاج منك إلى فقه في الدين، ونظر في الحال ، ونظر في المآل،وتدبر فيما يمكن أن تكون عليه العاقبة ، وتحتاج إلى ابتكار و اعتبار،وأن يضل هذا مصاحبا لك، وأن ينبني عليه مما ينبني من العمل،واضح هذا،لأن الشخص قد تجده يلتفت إلى الآخرة في مجال، ... يعني أنا أتكلم عن الواقع الذي نكون فيه صباحا و مساءا،تلتفت إلى دنيا في مجال ولا تلتفت إلى الآخرة ولا إلى شيء منها في مجال،يعني أحوالك إذا كنت تريد صلاحك تذهب وتستريح،والله أعلم بما يكون منك من صدق وإخلاص،وما يقبل منك من أعمال،واضح هذا المعنى،و لذلك نحن نحتاج دائماإلى تذكير أنفسنا ومجاهدة أنفسنا دائما، دائما نحتاج إلى تذكير أنفسنا ومجاهدة أنفسنا،وهذا المعنى لن يلتفت إليه، ولن يعمل بما يقتضيه الالتفات إليه إلا من كان واعيا حريصا على ما عند الله،ولكن إن لله وإنا إليه راجعون,
    واهجر الدنيـا فذي عاداتها ** كمْ جريحٍ من هواها وقتيلْ
    لا تكون مثلي فإني مولـع***** بهواء وبأرض ونخيل
    هذا يدعى بالدنيا وما فيها ... دنيا، فبعادتها كم جريح من هواها ، وقد يجهز على هذا الجريح،فإذا به يصير ماذا؟ قتيلا,
    كم جريح من هواها وقتيل, نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح قلوبنا وأن يصلح أعمالنا ،وأن يجعلنا من أهل بيع الدنيا بالدنيا،من أهل الاستقامة على ما يحب الله تعالى ويرضى ،والحمد لله رب العالمين.


    قام بتفريغ المادة الصوتية :
    أبو عبد الرحمان ابراهيم غفر الله له ولوالديه .
    أكادير

    تعليق

    يعمل...
    X