إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

:: خطبة مهمّة:: [إيقاظ الكرام على مكر أعداء الإسلام] (أُلقيت في دار الحديث بدماج / 7 شعبان 1432 هـ)للشيخ أبي عمرو الحجوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • :: خطبة مهمّة:: [إيقاظ الكرام على مكر أعداء الإسلام] (أُلقيت في دار الحديث بدماج / 7 شعبان 1432 هـ)للشيخ أبي عمرو الحجوي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    فيما يلي نرفع لكم هذه الخطبة المباركة
    والتي هي بعنوان:


    إيقاظ الكرام على مكر أعداء الإسلام
    (وقد أُلقيت في دار الحديث بدماج / 7 شعبان 1432 هـ)

    للشيخ الفاضل
    أبي عمرو عبد الكريم الحجوري
    حفظه الله تعالى


    حمّل الخطبة من الخزانة العلمية
    على هذا الرابط




  • #2
    جزاك الله خيراً يا أبا ابراهيم

    وهذا تفريغ الخطبة قد فرغها أخونا كريم أحمد محمود أبو ماضي السلفي جزاه الله خيراً

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
    ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ .
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾.
    أما بعدُ..,
    فإنَّ أحسنَ الكلامِ كلامُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
    أيها الناس إن الله سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة والحجة الدامغة وخلق عباده كلهم لعبادته ولطاعته ، وفضل أناس بما قاموا به من الخير والعمل الصالح وجعل أماكن للعبادة وفضل بقاع , قال الله جل فى علاه {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} , وقول الله سبحانه وتعالى {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} اى من حيث المحبة والإجلال وإلا فهم يتفاضلون وقد نصر الله سبحانه وتعالى أنبياءهُ ورسله عليهم الصلوات والسلام بما أيدهم به من البراهين والمعجزات الدالة على صدق رسالتهم ولما أيدهم به من الرجال الصالحين الذين قاموا معهم خير قيام {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} , وقال الله جل فى علاه {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} نعم عباد الله وأشرف البقاع على وجه الأرض على الإطلاق هي مكة المكرمة كما قال الله سبحانه وتعالى { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} . وفى الصحيحين من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال سُأل رسول صل الله عليه وعلى آله وسلم أي بيت وضع فى الأرض أول ، قال : ((المسجد الحرام)) قيل ثم أى قال المسجد الاقصي ) وكان الذي بناه وأسسه هو إبراهيم عليه الصلوات و السلام (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) , وقال الله سبحانه وتعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) . وعند الإمام الترمذي وابن ماجة من حديث عبد الله بن عديد الحمرار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما أُخرج من مكة صعد الحزورة ثم أشار إلى مكة وقال : والله إنك لأحب البقاع إلىَ ولولا أن أهلك اخرجونى منك ما خرجتُ ) ولله الحكمة البالغة فهذه البلاد الطيبة مع فضلها وهى خير البقاع أراد الله سبحانه وتعالى شيئاً أن يكون فهاجر النبي عليه وعلى آله وسلم بعد أن اشتد أذي المشركين عليه وعلى أصحابه (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) مكر المشركين مكراً كبارا لحبس النبي صلى الله عليه وعلىآاله وسلم أو لقتله أو لمنعه أو لإخراجه ولكن لا يريدون خروجاً يخرج به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ينصر الله تعالى به الإسلام والمسلمين ويخذل عزوجل به الشرك والمشركين فلما أراد الله سبحانه وتعالى أن يخرج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خرج مهاجراً من مكة إلى المدينة النبوية التي هى ثاني بقاع الأرض فضلاً وشرفاً بعد مكة المكرمة فنزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالمدينة ونصره الأنصار رضي الله عنهم وأسس المسجد النبوي , كما في الصحيحين من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند أن وصل المدينة طلب من بنى النجار أن يبيعوه حائطهم ،فقالوا والله لا نبيعه ، ولا نطلب ثمنه إلا من الله ووهبوه لله عز وجل ،فبنى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلكم المسجد الذي هو ثاني أشرف المساجد على وجه الأرض ، والصلاة فيه بألف صلاة ، الصلاة بالمسجد النبوي بألف صلاة ، ودعي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للمدينة كما دعى إبراهيم عليه الصلوات والسلام بمكة ، ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم , وجاء عن غيره فى مسلم وغيره , أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : إن إبراهيم حرم مكة ودعا لها ، وإنى أحرم المدينة اللهم حببها إلينا كما حببت إلينا مكة أو اشد , فأحبها الصحابة الكرام ، وأحبها المسلمون أحبوا المدينة وأحبوا جبالها وأحب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أهلها
    ففى الصحيحين من حديث أنس رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال فى أحد هذا جبل يُحبنا ونُحبه .
    وفى الصحيحين من حديث انس أن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال للأنصار اللهم إنكم من أحب الناس إليِ ، وفى رواية أنه قالها لبعض نساء الأنصار، فكان يُِحبُها ويحبُ أهلها .
    وحرم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من بين لابتيها من عينٍ إلى ثور،كما فى الصحيحين من حديث على بن أبى طالب رضي الله تعالى عنه .
    نعم عباد الله وهكذا هنالك بقاع أخرى إن لم يرد دليل على فضلها وعلى أن لها شرف ولها فضل ولكن جعل الله عز وجل فيها ماذا ؟ خيرات وانتشر فيها خير شرقاً وغرباً وانتشرت وذكرها المسلمون والمؤلفون وعرفوا لها فضلها بل وربما رُحلَ إليها وذهب إليها واخذ العلم منها ، نعم عباد الله ، والتاريخُ شاهد فلو لمسنا إلى التاريخ وتصفحت التاريخ لرأيت مدناً وأماكن كثيرة فى العالم انتشر فيها الخير ولله الحكمة البالغة والله أعلم حيثُ يجعل رسالتهَ ، حيث شاء الله أن يكون الخير كان وبارك فيه،فعلى سبيل المثال العراق وبالذات بغداد فكم نزلها من المحدثين وكم نزلها من الفقهاء وكم رُحل إليها من أقطار العالم ، من المؤلفين والمحدثين والعلماء وطلبة العلم ، وهكذا ، ماذا ؟ بارك الله فيكم ، دمشق وتاريخ ُ دمشق يشهدُ على ذلك فى ثمانين مجلداً ، وهكذا تاريخ ُ بغداد فى ثلاثة عشرة مجلداً ، وهكذا وهكذا عباد الله ، كم كان لنيسابور ولخُرسان ولهذه البُلدان فى الشرق من الصحوة العلمية التى كانت تنتشر فيها الخير والسنة ويُرحلُ إليها ،ولكن لو تأملت عبد الله ما جرى لهذه البُلدان هنا أو هناك لرأيت أن أعداء الإسلام مكروا مكراً عظيماً مكروا لهذا الخير، نعم، وحاولوا إضعافه أو إسقاطه أو إزالته بالكلية، نعم، فكم مكروا أعداء الإسلام لبغداد ولا يخفى تاريخ التتار وما فعلوا بالدولة المسلمة ذلك اليوم وما فعلوا بالمكتبة الإسلامية وما وضعوا فى النهر من الكتب المؤلفة التى هى ثروات المسلمين حتى تحول ماء النهر من أبيض او من لون ماهو فيه إلى أسود أى من كثرة المداد والحبر الذي ذاب بذلك النهر وكم فقدت من الكتب التى لا يزال يبحث عنها وينقب عنها هنا أو هناك ولعل مما وضع هنالك ،نعم عباد الله .
    وكم ركز أعداء الإسلام بالسيف والسنان وكم استعمروا بلاد المسلمين وكم نشروا من الأفكار والعقائد وكم بذلوا من الاموال الطائلة لزحزحة المسلمين عن دينهم ولأخذ هذه البُلدان ولا يخفى ما صارت إليه مؤخراً من الأنظمة التى كان يحكمها اُناس كفرة ، نعم ، وكم حاربوا المسلمون حرباً ضروساً لاسيما فى هذه البُلدان التى كما سمعتم كانت لها قوة وكانت كلُها قوة علمية نشرت الإسلام وحاربت البدع والضلال والخُرافات حتى صار الان يسمع عنها فى الكتب ويقرأ على ما كانت عليه أما هى فقد صارت هزيلة جداً يتمنى الأفراد القليلون جداً الذين يوجدون فى هذه البقاع ممن هم على السنة والإستقامة والصلاح والهدى بينما كانوا هناك يُعدون بآلاف بالألوف المؤلفة ،وهكذا يا عباد الله في هذه البلاد اليمنية التى أثني عليها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ففى الصحيحين من حديث أبي مسعود رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال (الإيمان يماني ها هنا ) على أن القسوة وغلظ القلوب للفدادين عند أصول أذناب الإبل فى ربيعة ومضر. وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي(صلى الله عليه وعلى آله وسلم أتاكم اهل اليمن ،الإيمان يماني والفقه يماني ) (وفى رواية الحكمة يمانية ) . وعند الإمام أحمد من حديث جبير بن مطعم رضي الله تعالى عنه أن النبي(صلى الله عليه وعلى اله وسلم ) قال: أتاكم أهل اليمن فقال رجل يا رسول الله حتى نحن فسكت النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ،فقال يارسول الله حتى نحن ،فسكت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ،قال يارسول الله حتى نحن ،فقال فى الثالثة كلمة خفيفة إلا أنتم )
    وأهل اليمن لا نقول هذا تعصُباً ولكن نقوله اعترفاً بفضل الله عزوجل والواقع شاهد عيان ،لهم يدٌ طولى فى نصرة الإسلام منذ هجرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فعند بعض أصحاب السنن من حديث جابر رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بينما هو يعرض نفسه على الناس بالموسم من يأوينى حتى ابلغ كلام ربي فإن قريش منعوني أن أبلغ كلام ربي فجاءه رجل من همدان فقال هل فى قومك منعة ،قال نعم ، ثم قال خشي أن يخفره قومه، فقال يارسول الله حتى أخبر قومى ،قال نعم، فجاءه وفد الأنصار فى ذلك العام .
    وهكذا أيضا عباد الله لما بلغ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،إسلام همدان سجد لله شكراً وقال : السلام على همدان .
    وهذا المركز المبارك فى هذه البلاد الطيبة فى همدان التى أثنى عليها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أسس منذ بضع وثلاثين عاماً على يدٍ إمامٍ جليل من أئمة أهل السنة ، ومن أئمة العصر ،وتأسس على التقوى من أول يوم وعلى السنة وعلى العلم والتعليم ، نعم عباد الله ،وإن الذى أقذ مضاجع أعداء الإسلام ومكروا لبٌلدان المسلمين ولأهل الإسلام قديماً هم اليوم يمكرون لأي نواة ولأي بذرةٍ أو لأي دعوةٍ قوية إلي الإسلام الصحيح ،قال الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) وقال سبحانه وتعالى (وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) أمنوا أول النهار وأظهروا الإسلام والإيمان والتصديق بمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكن فى أخر النهار تشككوا فى الأمر وهذا الأمر كأنه فيه وفيه وكل ذلك للتشكيك ولايزالون يبذلون الأموال الطائلة ، ويبذلون كل ما يملكون من قوة ،ولا يخفى على كثير ٍ منا ما ينشأه الغرب والشرق ضد هذا المكان المبارك مع ما فيه من الخير ، فقد أخبر الله سبحانه وتعالى بقبول الناس عليه شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً قبول الصالحين ،أصبحوا يحبون هذا المكان لا تقديس لأراضي ولكن تقديس للإسلام والسنة والخير الذي ينتشر من هذا المكان ، نعم ياعباد الله .
    ولهذا مكر أعداء الإسلام ولا يزالون يمكرون فقد مكروا بكل الوسائل بالسيف والسنان والأفكار ولا يزالون يزرعون ويبثون من داخل الدار من يزعزعها ومن يقلقل فيها ومن يكون سبباً فى تحطيمها وفى دمارها وفى إزالتها ، ولكن اعلموا بارك الله فيكم أن الله سبحانه وتعالى حافظ لدينه وإن هذا لا يكون بإذن الله عز وجل بلى إن تصبروا وتتقوا لن يضركم أبداً ياعباد الله ،بلى ياعبد الله إن صدقنا مع الله سبحانه وتعالى وعملنا بما نتعلم وحذرنا من المعاصي فإن المعاصي والذنوب هى للسبب الوحيد الذي قد يكون سبباُ لتمكين أعداء الإسلام ،لا قدر الله ذلك عباد الله .
    أيها المسلمون اعلموا بارك الله فيكم أن المكر لا يزال مستمرا وأن المخططات تُعقدُ وأن المؤتمرات تعقدُ لأي بذرةٍ ولأي نواةٍ صالحة فى أى بلدٍ مسلم ينشر الإسلام الصحيح ولذك هى أكبر قوة ندافع بها عن هذا الخير لمن كان غيوراً على هذا الخير ومن كان ماكراً أو مخادعاً فأبعده الله تعالى ،أعظم قوة هو التمسك بشرع الله سبحانه وتعالى هو التمسك بهذا الحق بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،والحذر غاية الحذر من المعاصي والذنوب فإنها هي والله هي الخطر العظيم الذي هدد البُلدان والأفراد والمجتمعات (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا) وقال الله سبحانه وتعالى(إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ) ذِلةَ ذُل وهوان وضعف صاحب المعصية ذليل ، نعم عبد الله أما إذا كنت على الطاعة وعلى الاستقامة فأنظر أعدائُنا فى مختلف صورهم وأشكالهم بفضل الله سبحانه وتعالى لن يضروك شيئاً بل كلما ازداد تحذيرهم كلما إزداد إقبال الناس على الخير ،نعم ما دُمنا متمسكين بكتاب الله عزوجل (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) وهذا المجتمع الطاهر الطيب النزيه المبارك لايعلم له نظيرٌ على وجه الأرض من حيث الصلاح والهدى والتقى والعمل بالكتاب والسنة ، ولكن عباد الله هو ليس معصوماً ،فقد يحصل فى أفراد معاصي أو أخطاء هذه يجب تلافيها عباد الله يجب تلافى الأخطاء وتداركها والتناصح والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .
    نعم عباد الله ربما استرسل بعض الناس مع بعض المجتمعات في أمورٌ لا يجوز له أو توسع فربما رأيت كبيراً من الناس لا يحترز في الكلام ولا يضبط كلاماً وربما كان نقالاً للأكاذيب أو الإشاعات ، نعم ونكاد عبر وسائل الإعلام من الصحف والمجلات وغير ذلك
    فإنهم لا يتورعون عن الكذب ، ولذا إذا احتاج المسلم إلى النقل نقل ما نقل وعزاه إلى مصدراه ، نعم وإياك أخى المسلم من المبالغة و من التهليل لا تكن كالعامة كما قال بعضهم أقول له عمرواً فيسمع خالداً ويكتبه زيداً ويفهمه بشرى ، يسمع كلاماً ويكتبه غيره ويكتب بخلاف ذلك ويفهم بخلاف ذلك ، نعم تحميلات فى كلامٍ كبير ، نعم قد يحصل عند البعض عند العدد اليسير ، ربنا سبحانه وتعالى يقول (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) المحدثون كانوا يعدون على الراوى الأحرف ، حروف الحديث إذا زاد حرفاً أو نقص ، وأنت محدث وأنت من طلبة العلم ومن الدعاة الى الله وإذا كنت لا تتحرى فى كلامك ولاتضبط كلامك ربما صرت داعياً كبيراً وأخذوا عليك المأخذ ، وربما ذهبت دعوتك بسب إنك ما تتحرى فى الكلام ، ولا تضبط الكلام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقولُ: رُوب كلمةٍ يقوُلُها الإنسان ما يتبينُ فيها يجل ابعد من المشرق والمغرب ) أخرجاه فى الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه .
    وهكذا يقول نبيُنا صلى الله عليه وعلى اله وسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت ) ( وفى روايةٍ أو ليسكت فى الصحيحين عن ابي هريرة او غيره .
    نعم ياعباد الله .
    الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً اما بعد .
    وهكذا عباد الله نحافظ على هذا الخير بطاعة الله عز وجل فإنه أعظم حافز لنا على المحافظة والتناصح فيما بينينا ، الدين النصيحة وتقويم المخطئ برفقٍ ولين (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه ) فإن هذه الدار المباركة يرد عليها فى اليوم أو فى الأسبوع أعداد من الناس ،ويتخرج منها أعداد أيضاً ،فهؤلاء الذين يريدون فيهم العامي الذي لا يعرف السنة أصلاً ،وفيهم من قد عرف ،وفيهم ربما الداعي إلى الله الذي قد درس هنا أوتعلم هنا ،نعم عباد الله ،فهؤلاء يحتاجون إلى نصح وإلى رفق ٍ وإلى تعليم،الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) نعم يا عباد الله (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)
    وهكذا عباد الله نحافظ على هذا الخير بالعلم والتعليم،فإن هذه الدار إنما أسست من أول يومٍ على العلم ، وهكذا كانت بعثت النبي صلى الله عليه وسلم (اقرأ ، قال ما أنا بقارئ , (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) ).
    نعم الحفاظ على العلم ، والاجتهاد بالعلم ، وحاول طالب العلم إلا يضيع شيء من وقته إلا فى علم فى حفظٍ أو مراجعة أو ما أشبه ذلك ، أو مما كان من ذكر الله ،أو عبادة أو أداء واجب فإنه قد يجب عليك أمراً تقوم به تؤديه ، هكذا يا عباد الله الحرص على التآخى والتحَابب فيما بيننا فنحن أهل سنة وشيخنا ومعلمنا ،نعم يا عباد الله كُلُنا أهل سنة ،وكُلُنا متجردون للكتاب والسنة ولذلك نتآخى ونتحابب فيما بيننا (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) وهذه الأمور وإن لم تكن موجودة ولله الحمد ولكن للمزيد فإن ربنا جلّ وعلا يقول فى كتابهِ لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ)( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ، وهو القائل صلى الله عليه وعلى آله وسلم( اما إنى اتقاكم لله وأخشاكم له ) ومع ذلك أمره الله بتقوى الله ،وهكذا نتواصي جميعاً عباد الله بإصلاح عقائدنا نعم كما سمعتم ، يرد علينا من تلوث بعقيدة جهمية ومعتزليه أو غير ذلك ويأتينا تائباً فيحتاج أن يُعلم وأن يُناصح وأن يبين له ، نعم والله يعلم المفسد من المصلح إصلاح العقائد إصلاح الأفكار إصلاح الأقوال إصلاح اللباس إصلاح جميع شئون الحياة وعلى هذا قامت دعوة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلوات والسلام (وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) وقال شعيب عليه السلام (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ)
    وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :اللهم إني لا أبيح لهم إفساد ما أفلحت) رواه ابن ابي عاصم من حديث معاذ وهو حديث حسن ، نعم عباد الله .
    وعند الترمذي وعند أبي داود من حديث أبي الدرداء وهوحيث صحيح وهو فى الصحيح المسند لشيخنا مقبل عليه رحمة الله أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ألا أدلكم على خيرٍ لكم من درجة الصيام(أى النافلة) والصدقة قال يارسول الله ماذا ، قال :اصلاح ذات البين لا اقول اصلاح ذات البين الحالقة لا اقول حالقة الشعر ولكن حالقة الدين .
    نعم ياعباد الله الإصلاح .
    وعند الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ترفع أعمال العباد كل إثنين وخميس إلا اثنين بينهم شحناء فيقال انظروا هاذين حتى يصطلحا ) لو كان مبتدعاً ،أو زائغاً أورجلاً عاصياً فاجراً بمعاصيه ، هذا أمرٌ أخر ،أما الأمور النفسية وما أشبه ذلك فإنه يجب التآخى،
    عند الطبرانى من حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ).
    فاسمع أيها المؤمن ....
    وعند الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ،ولا تؤمنوا حتى تحابوا ،أولا أدلكم على شيئٍ إذا فعلتموه تحاببتم ،أفشوا السلام بينكم )
    هذا يزيد بقوتنا ومن أخوتنا ، ومن ترابطنا
    نعم يا عباد الله,,،
    وهكذا أيضا المصافحة هي من مكفرات الذنوب ،وهكذا الزيارة وغير ذلكم
    نعم ياعباد الله,,,,
    نحافظ على الخير بطاعة الله وباجتناب الشر ، والشيء بالشيء يذكر عباد الله ،فهكذا ايضاً ما يحدث فى هذه البلاد الطيبة التي اثني عليها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يجب على عقلاء البلد ،وعلى علمائها الناصحين ،لا علماء السوء الخائنين الفتانين المفسدين ،وعلى أولي الأحلام والنهى أن يتداركوا الأمر وأن ينظروا حلاً يُجنبوا فيه البلاد شر السفهاء القليلين ،الذين لم يأذن الله عزوجل أن يعطوا مبلغاً يسيراً من المال فضلاً أن يلوا ولاية المسلمين ،والحكم على المسلمين ، قال الله جلّ فى علاه (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا)
    السفيه ولو كان ولداً ،أو زوجةً ،أو كان يتيماً له مال فلا يعطى الا بقدرما يقوم به حاله ،بقدر ما يأكل ويشرب ولا يعطى الأموال لأنه سفيه لايحسن التصرف ،فكيف يعطى الولاية على المسلمين ،ويعبث بالمسلمين ويسفك الدماء ويهتك الاعراض ويأخذ الاموال (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ)
    والحمد لله رب العالمين

    وفرغه
    كريم أحمد أبو ماضي السلفي

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيراً

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيراً على تفعيل عضويتى فى هذه الشبكة المباركة
      وأكن بالشكر والتقدير لأخى الحبيب وليد قعاص ،وكذلك أخى الحبيب عبد الله بسكران فجزاهما الله عنى كل خير , وكذلك الأخ حسام زاده الله علماً ونفع به
      التعديل الأخير تم بواسطة كريم أحمد أبو ماضي; الساعة 04-09-2011, 07:38 AM.

      تعليق

      يعمل...
      X