قصة جريج العابد والحركة الماسونية
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم، وصاحب جُرَيج، وكان جريح رجلاً عابداً، فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي، فقالت: يا جريح! فقال: يا رب! أمي وصلاتي؟، فأقبل على صلاته، فانصرفت.
فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج! فقال: أي رب! أمي وصلاتي؟، فأقبل على صلاته، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج! فقال: أي رب! أمي وصلاتي؟، فأقبل على صلاته، فقالت: اللهم لا تُمِته حتى ينظر إلى وجوه المومسات.
فتذاكر بنو إسرائيل جُريجاً وعبادته، وكانت امرأة بغيٌّ يُتمثل بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفتننَّه لكم.
قال: فتعرضت له، فلم يلتفت إليها، فأتت راعياً كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها فوقع عليها، فحملت. فلما ولدت قالت: هو من جريج، فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟
قالوا: زنيت بهذه البغي فولدت منك.
قال: أين الصبي؟! فجاؤوا به.
فقال: دعوني حتى أصلي، فصلى، فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه وقال: يا غلام! من أبوك؟! قال: فلان الراعي!!
قال: فأقبلوا على جريح يقبِّلونه، ويتمسحون به، وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب.
قال: لا، أعيدوها من طين كما كانت ففعلوا» [متفق عليه، واللفظ لمسلم].
1- أهمية العلم في حلِّ مشاكل الأمم والأفراد وبخاصة إذا تزاحمت المصالح أو تدافعت المفاسد أو تعارضت المصالح والمفاسد، فجريج تزاحم أمامه أمران: تلبية نداء أمه، وصلاته، فاختار صلاته ليس عقوقاً لأمه وإنما لترجيحه أن المصلحة في صلاته أعظم من مصلحة تلبية أمه، وأن مفسدة عدم تلبية أمه تستدرك، وذلك لأن صلاته طاعة لربه مباشرة، وغفل عن أن بره بأمه طاعة لربه مباشرة، وبما أنه عابد وليس عالماً خفي عليه وجه الصواب في المسألة.
2- جريج أدركته غفلة بعض الصالحين.
هذه الغفلة التي تدرك بعض الصالحين وتجعلهم يؤخرون ما يجب تقديمه أو الاهتمام بما يجب عمله أو الدعوة لما يجب البدء به أو التحذير بما يجب الحذر منه.
هذه الغفلة هي عون للمجرمين من حيث لا يشعر الصالحون وهذا واضح جلي في قصة العابد جريج حيث انعزل عن واقعه وترك الساحة للمجرمين يخططون ويمكرون.
ظن أنه بمعزل عن كيدهم ومكرهم وتخطيطهم لكنهم لم يستثنوه من خططهم؛ لأن المعركة بين الصالحين والمجرمين ليست معركة بين أشخاص وأعيان ومناهج، فإذا غفل الصالحون استيقظ المجرمون وكان الصالحون عوناً للمجرمين من حيث لا يشعرون ... المجرمون لا يريدون أناساً يتطهرون ألم يقل قوم لوط: {وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِيْنَ * إِنَّكُم لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّنْ دُونِ النِّسآءِ بَلْ أَنْتُم قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [الأعراف: 80-84].
ولذلك فإن المجرمين لم يتركوا جريجاً في حاله ولم يخلو بينه وبين عبادة ربه بل تذاكروا جريجاً وعبادته!!
هل تذاكروها إعجاباً به؟
هل تذاكروها اعترافاً منهم أنه ترك الساحة لهم فليتركوه بحاله؟
بل تذكرون ليفتنوه، فهم لا يريدون طهراً على وجه الأرض، ولذلك لا بد من هدم معالمه وتشويه شخوص دعاته لكي يفقد المجتمع القدوة بهم.
3- للقيام بهذه المهمة عقد بنو إسرائيل مؤتمرهم الماسوني والماسونية جمعية سرية يهودية عالمية تهدف إلى القضاء على الأديان والأخلاق الفاضلة.
انظروا بعض أقوالهم:
في مؤتمر عقد سنة 1865م في مدينة ليبج، قال أحد قادتهم: يجب أن يتغلب الإنسان على الله، وان يعلن الحرب عليه، وأن يخرق السماوات ويمزقها كالأوراق.
وجاء في المحفل الماسوني الأكبر سنة 1922م صفحة 98:سوف نقوي حرية الضمير في الأفراد بكل ما أوتينا من طاقة، وسوف نعلنها حرباً شعواء على العدو الحقيقي للبشرية الذي هو الدين.
وفي مضابط المؤتمر الماسوني العالمي سنة 1903م صفحة 102: إنا لا نكتفي بالانتصار على المتدينين ومعابدهم ، إنما غايتنا الأساسية إبادتهم من الوجود.
- الماسونية حركة يهودية بكل أبعادها وأشكالها، يقول الحاخام لاكويز: الماسونية يهودية في تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وكلمات السر فيها وفي إيضاحاتها ... يهودية من البداية إلى النهاية.
نعم عقد بنو إسرائيل مؤتمرهم الماسوني وغايته يؤمئذ إضلال جريج، فإن لم يستجب فتشويه سمعته واغتيال شخصيته المعنوية، وإثارة العامة ضده لإيذائه وإبعاده، وثم تجهيز الخطة والكشف عن أسلحتها ومنفذيها، لقد اختاروا امرأة مومساً لتنفيذ هذه المهمة وهذا هو سلاح اليهود الأول الفتاك.
وقد أشار إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «إنَّ الدُّنيا حلوةٌ خَضِرة، وإنَّ الله مُستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملُون؟ فاتقوا الدُّنيا، واتَّقُوا النِّساء؛ فإنَّ أوَّل فِتنة بني إسرائيل كانت في النِّساء» [أخرجه مُسلم من حديث أبي سعيد الخدري].
4- اتجهت هذه المومس نحو الهدف وهو جريج لإنزاله من صومعته وإغوائه فتهيأت له، وتعرضت له وأبرزت له مفاتنها لإغوائه، لكنه لم يلتفت إليها ولم ينظر إلى حسن وجمال هو طريق إلى نار جهنم وهو هارب منها يريد النجاة من حرها وقرها إنها ساءت مستقراً ومقاماً.
5- فلما فشلت الخطة الأولى كان لا بد من استخدام الخطة البديلة والتي تؤدي إلى الهدف الآخر وهو تشويه السمعة واغتيال الشخصية وإسقاط الرمز والقدوة وإثارة العامة ضده.
فلجأت هذه المومس إلى راعٍ كان يرعى حول الصومعة فزنا بها وحملت منه وانتظرت حتى وضعت حملها، وأخبرت شياطينها فبدؤوا يحركون العامة بأن جريجاً زنا وهذا ولده من الزنا.
6- ثار الرعاع وهاج العوام دون تفكير أو بصيرة تقودهم إلى الحقيقة فهذه المرأة التي تدعي أن جريجاً زنا بها هي مومس عندهم، ألم يقولوا له: زنيت بهذه المومس فولدت منك فهم يعرفونها إنها مومس، ومع ذلك يصدقون قولها ليس لأنها صادقة فهم يعرفون أنها كاذبة لكن لينيروا العوام ليحقق لهم العوام أهدافهم التي لا يستطيعون الكشف عنها ولكن ينفذونها تحت شعار حماية الفضيلة وإقامة العدل وسيادة القانون، فهدموا صومعته وجروه من لحيته وشهروا به.
7- لقد ظن هؤلاء أن القدوة سقط وأن الرمز تلاشى وتناسوا أن معركتهم الحقيقة ليس مع جريج وأمثاله من الصالحين بل هي مع الله، ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: «من عاد لي ولياً فقد آذنته بالحرب».
ألم يقل الله: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ}.
عندما استنفد جريج أسباب النجاة البشرية لجأ إلى الله بالتواصل معه من خلال صلاته ودعائه فطلب منهم أن يتركوه يصلي، فقال: دعوني حتى أصلي، تركوه يصلي ليس كرماً منهم أو عملاً بحرية الرأي المعتقد والدين التي يتظاهرون بها ويتمسحون بأذيالها، وإنما ظناً منهم أن لن يفيده شيئاً، ولو أفاده وهم يدمرون صومعته ويجرونه من لحيته ويشيعون القبائح حوله ظنوا أن المعركة انتهت وهي لم تبدأ بعد .. لكنها الآن ابتدأت توجه جريج إلى الله بصلاته ودعائه فجاءه الفرج والغوث: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [الأنفال: 9].
توجه جريج إلى الصبي مباشرة وطعنه في بطنه قائلاً: يا غلام! من أبوك؟
الناس ينظرون ويتعجبون وفي داخلهم يقولون: أجن جريج أم تراه مس؟
لكن المفاجأة بهتتهم والحق أخرسهم فقد سكتت الأفواه الكاذبة وأخرست الألسن المنافقة وأنطق الله الغلام في المهد قائلاً: أبوه فلان الراعي.
8- لم ينفع سلاح الفتنة والإيذاء والإغراء فنجا جريج بصدقه وإخلاصه من الفتنة ... لكنهم لم يتركوه أرادوا أن يشتروا ذمته بالذهب فعرضوا عليه أن يبنوا له صومعته من ذهب .. حتى وهم يظهرون أمام الناس أنهم يريدون مكافأته، هم يريدون الإجهاز عليه والقضاء على منهجه، لقد أرادوا أن يسجنوه في صومعته من الذهب، وهل يستطيع أن يعبد ربه والذهب يلمع بين عينيه ويحيط به من كل جانب.
لم ينخدع العبد الصالح بكلامهم المعسول ولم يلتفت إلى ذهبهم المبذول، وقال: لا، أعيدوها كما كانت من الطين، فأعادوها وما كادوا يفعلون.
9- هنا أدرك جريج خطأه فقد تحققت دعوة أمه ورأى وجوه المومسات مرة واحدة في عمره جزاءً وفاقاً لإعراضه عن أمه وعن برها، فكيف بمن يرى وجوه المومسات صباحاً مساءاً ليلاً نهاراً عبر هذا البث الموجه العابر للقارات من خلال الفضائيات أو أجهزة الاتصالات لا الساقطين في أوحال الرذيلة يطيقون حيال الطهر والعفة ولين يهنأ لهم بال ولا يطيب لهم حال إلا أن يشاركهم الآخرون في غيهم وفسادهم.
قال عثمان –رضي الله عنه-: «ودت الزانية لو أن زنت النساء جميعاً».
ومن أصدق من الله قولاً: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا} [النساء: 27].
للاستماع اضغط هنا
http://www.alhilaly.net/mhadrat_show-289-0.html
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم، وصاحب جُرَيج، وكان جريح رجلاً عابداً، فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي، فقالت: يا جريح! فقال: يا رب! أمي وصلاتي؟، فأقبل على صلاته، فانصرفت.
فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج! فقال: أي رب! أمي وصلاتي؟، فأقبل على صلاته، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج! فقال: أي رب! أمي وصلاتي؟، فأقبل على صلاته، فقالت: اللهم لا تُمِته حتى ينظر إلى وجوه المومسات.
فتذاكر بنو إسرائيل جُريجاً وعبادته، وكانت امرأة بغيٌّ يُتمثل بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفتننَّه لكم.
قال: فتعرضت له، فلم يلتفت إليها، فأتت راعياً كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها فوقع عليها، فحملت. فلما ولدت قالت: هو من جريج، فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟
قالوا: زنيت بهذه البغي فولدت منك.
قال: أين الصبي؟! فجاؤوا به.
فقال: دعوني حتى أصلي، فصلى، فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه وقال: يا غلام! من أبوك؟! قال: فلان الراعي!!
قال: فأقبلوا على جريح يقبِّلونه، ويتمسحون به، وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب.
قال: لا، أعيدوها من طين كما كانت ففعلوا» [متفق عليه، واللفظ لمسلم].
1- أهمية العلم في حلِّ مشاكل الأمم والأفراد وبخاصة إذا تزاحمت المصالح أو تدافعت المفاسد أو تعارضت المصالح والمفاسد، فجريج تزاحم أمامه أمران: تلبية نداء أمه، وصلاته، فاختار صلاته ليس عقوقاً لأمه وإنما لترجيحه أن المصلحة في صلاته أعظم من مصلحة تلبية أمه، وأن مفسدة عدم تلبية أمه تستدرك، وذلك لأن صلاته طاعة لربه مباشرة، وغفل عن أن بره بأمه طاعة لربه مباشرة، وبما أنه عابد وليس عالماً خفي عليه وجه الصواب في المسألة.
2- جريج أدركته غفلة بعض الصالحين.
هذه الغفلة التي تدرك بعض الصالحين وتجعلهم يؤخرون ما يجب تقديمه أو الاهتمام بما يجب عمله أو الدعوة لما يجب البدء به أو التحذير بما يجب الحذر منه.
هذه الغفلة هي عون للمجرمين من حيث لا يشعر الصالحون وهذا واضح جلي في قصة العابد جريج حيث انعزل عن واقعه وترك الساحة للمجرمين يخططون ويمكرون.
ظن أنه بمعزل عن كيدهم ومكرهم وتخطيطهم لكنهم لم يستثنوه من خططهم؛ لأن المعركة بين الصالحين والمجرمين ليست معركة بين أشخاص وأعيان ومناهج، فإذا غفل الصالحون استيقظ المجرمون وكان الصالحون عوناً للمجرمين من حيث لا يشعرون ... المجرمون لا يريدون أناساً يتطهرون ألم يقل قوم لوط: {وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِيْنَ * إِنَّكُم لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّنْ دُونِ النِّسآءِ بَلْ أَنْتُم قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [الأعراف: 80-84].
ولذلك فإن المجرمين لم يتركوا جريجاً في حاله ولم يخلو بينه وبين عبادة ربه بل تذاكروا جريجاً وعبادته!!
هل تذاكروها إعجاباً به؟
هل تذاكروها اعترافاً منهم أنه ترك الساحة لهم فليتركوه بحاله؟
بل تذكرون ليفتنوه، فهم لا يريدون طهراً على وجه الأرض، ولذلك لا بد من هدم معالمه وتشويه شخوص دعاته لكي يفقد المجتمع القدوة بهم.
3- للقيام بهذه المهمة عقد بنو إسرائيل مؤتمرهم الماسوني والماسونية جمعية سرية يهودية عالمية تهدف إلى القضاء على الأديان والأخلاق الفاضلة.
انظروا بعض أقوالهم:
في مؤتمر عقد سنة 1865م في مدينة ليبج، قال أحد قادتهم: يجب أن يتغلب الإنسان على الله، وان يعلن الحرب عليه، وأن يخرق السماوات ويمزقها كالأوراق.
وجاء في المحفل الماسوني الأكبر سنة 1922م صفحة 98:سوف نقوي حرية الضمير في الأفراد بكل ما أوتينا من طاقة، وسوف نعلنها حرباً شعواء على العدو الحقيقي للبشرية الذي هو الدين.
وفي مضابط المؤتمر الماسوني العالمي سنة 1903م صفحة 102: إنا لا نكتفي بالانتصار على المتدينين ومعابدهم ، إنما غايتنا الأساسية إبادتهم من الوجود.
- الماسونية حركة يهودية بكل أبعادها وأشكالها، يقول الحاخام لاكويز: الماسونية يهودية في تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وكلمات السر فيها وفي إيضاحاتها ... يهودية من البداية إلى النهاية.
نعم عقد بنو إسرائيل مؤتمرهم الماسوني وغايته يؤمئذ إضلال جريج، فإن لم يستجب فتشويه سمعته واغتيال شخصيته المعنوية، وإثارة العامة ضده لإيذائه وإبعاده، وثم تجهيز الخطة والكشف عن أسلحتها ومنفذيها، لقد اختاروا امرأة مومساً لتنفيذ هذه المهمة وهذا هو سلاح اليهود الأول الفتاك.
وقد أشار إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «إنَّ الدُّنيا حلوةٌ خَضِرة، وإنَّ الله مُستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملُون؟ فاتقوا الدُّنيا، واتَّقُوا النِّساء؛ فإنَّ أوَّل فِتنة بني إسرائيل كانت في النِّساء» [أخرجه مُسلم من حديث أبي سعيد الخدري].
4- اتجهت هذه المومس نحو الهدف وهو جريج لإنزاله من صومعته وإغوائه فتهيأت له، وتعرضت له وأبرزت له مفاتنها لإغوائه، لكنه لم يلتفت إليها ولم ينظر إلى حسن وجمال هو طريق إلى نار جهنم وهو هارب منها يريد النجاة من حرها وقرها إنها ساءت مستقراً ومقاماً.
5- فلما فشلت الخطة الأولى كان لا بد من استخدام الخطة البديلة والتي تؤدي إلى الهدف الآخر وهو تشويه السمعة واغتيال الشخصية وإسقاط الرمز والقدوة وإثارة العامة ضده.
فلجأت هذه المومس إلى راعٍ كان يرعى حول الصومعة فزنا بها وحملت منه وانتظرت حتى وضعت حملها، وأخبرت شياطينها فبدؤوا يحركون العامة بأن جريجاً زنا وهذا ولده من الزنا.
6- ثار الرعاع وهاج العوام دون تفكير أو بصيرة تقودهم إلى الحقيقة فهذه المرأة التي تدعي أن جريجاً زنا بها هي مومس عندهم، ألم يقولوا له: زنيت بهذه المومس فولدت منك فهم يعرفونها إنها مومس، ومع ذلك يصدقون قولها ليس لأنها صادقة فهم يعرفون أنها كاذبة لكن لينيروا العوام ليحقق لهم العوام أهدافهم التي لا يستطيعون الكشف عنها ولكن ينفذونها تحت شعار حماية الفضيلة وإقامة العدل وسيادة القانون، فهدموا صومعته وجروه من لحيته وشهروا به.
7- لقد ظن هؤلاء أن القدوة سقط وأن الرمز تلاشى وتناسوا أن معركتهم الحقيقة ليس مع جريج وأمثاله من الصالحين بل هي مع الله، ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: «من عاد لي ولياً فقد آذنته بالحرب».
ألم يقل الله: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ}.
عندما استنفد جريج أسباب النجاة البشرية لجأ إلى الله بالتواصل معه من خلال صلاته ودعائه فطلب منهم أن يتركوه يصلي، فقال: دعوني حتى أصلي، تركوه يصلي ليس كرماً منهم أو عملاً بحرية الرأي المعتقد والدين التي يتظاهرون بها ويتمسحون بأذيالها، وإنما ظناً منهم أن لن يفيده شيئاً، ولو أفاده وهم يدمرون صومعته ويجرونه من لحيته ويشيعون القبائح حوله ظنوا أن المعركة انتهت وهي لم تبدأ بعد .. لكنها الآن ابتدأت توجه جريج إلى الله بصلاته ودعائه فجاءه الفرج والغوث: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [الأنفال: 9].
توجه جريج إلى الصبي مباشرة وطعنه في بطنه قائلاً: يا غلام! من أبوك؟
الناس ينظرون ويتعجبون وفي داخلهم يقولون: أجن جريج أم تراه مس؟
لكن المفاجأة بهتتهم والحق أخرسهم فقد سكتت الأفواه الكاذبة وأخرست الألسن المنافقة وأنطق الله الغلام في المهد قائلاً: أبوه فلان الراعي.
8- لم ينفع سلاح الفتنة والإيذاء والإغراء فنجا جريج بصدقه وإخلاصه من الفتنة ... لكنهم لم يتركوه أرادوا أن يشتروا ذمته بالذهب فعرضوا عليه أن يبنوا له صومعته من ذهب .. حتى وهم يظهرون أمام الناس أنهم يريدون مكافأته، هم يريدون الإجهاز عليه والقضاء على منهجه، لقد أرادوا أن يسجنوه في صومعته من الذهب، وهل يستطيع أن يعبد ربه والذهب يلمع بين عينيه ويحيط به من كل جانب.
لم ينخدع العبد الصالح بكلامهم المعسول ولم يلتفت إلى ذهبهم المبذول، وقال: لا، أعيدوها كما كانت من الطين، فأعادوها وما كادوا يفعلون.
9- هنا أدرك جريج خطأه فقد تحققت دعوة أمه ورأى وجوه المومسات مرة واحدة في عمره جزاءً وفاقاً لإعراضه عن أمه وعن برها، فكيف بمن يرى وجوه المومسات صباحاً مساءاً ليلاً نهاراً عبر هذا البث الموجه العابر للقارات من خلال الفضائيات أو أجهزة الاتصالات لا الساقطين في أوحال الرذيلة يطيقون حيال الطهر والعفة ولين يهنأ لهم بال ولا يطيب لهم حال إلا أن يشاركهم الآخرون في غيهم وفسادهم.
قال عثمان –رضي الله عنه-: «ودت الزانية لو أن زنت النساء جميعاً».
ومن أصدق من الله قولاً: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا} [النساء: 27].
للاستماع اضغط هنا
http://www.alhilaly.net/mhadrat_show-289-0.html
:. الموضوع الاصلى: خطبة الجمعة / قصة جريج العابد والحركة الماسونية / لفضيلة الشيخ سليم الهلالي | المصدر: منتديات منهاج الرسول السلفية | كاتب الموضوع: أسامة الهلالي .: