إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خطبة الجمعة / التكفيريون وأحداث الزرقاء الأردنية وبقرة بني إسرائيل / لفضيلة الشيخ سليم الهلالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطبة الجمعة / التكفيريون وأحداث الزرقاء الأردنية وبقرة بني إسرائيل / لفضيلة الشيخ سليم الهلالي

    التكفيريون وأحداث الزرقاء الأردنية وبقرة بني إسرائيل
    قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِين * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرون * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِين * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُون * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُون * وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُون * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون﴾ [البقرة: 67-73].
    1- ما هو السر في تسمية سورة البقرة بذلك مع أن فيها قصة البقرة تمثل قصة العناد والتلكؤ وعدم المبالاة عند بني إسرائيل في القضية الدينية وتلقي الشريعة وأوامر الله فسلبت الخيرية فمن سار على منهجهم كانت عاقبته مثلهم.
    2- ولذلك ذكرت أخطاؤهم لكي ننتفع بها ولا نكررها فيصيبنا ما أصابهم، وهذا من منهج القرآن سرد ما وقع للأمم الماضية وذكر إطعائهم لإصلاح الأمة الإسلامية، لذلك الأمة الإسلامية، لذلك فإن معرفة الخطأ أول خطوات الاستقامة وبداية المسير على طريق الإصلاح.
    3- يظن كثير منن المفسرين أن نقطة الارتكاز في قصة بقرة بني إسرائيل هي قضية القتل، وإنما قطب الرحمن في هذه القصة هو البقرة وصاحبها الذي كان يملكها، وذلك ليظهر لنا كمال القدرة الإلهية ومطلق المشيئة الربانية وأن جميع الأحداث تصنع وفي النهاية تكون فادحة للقضية الدينية حيث كانت النتيجة أن القتلة وأهل الفساد والعناد لا يحققون كيدهم ومكرهم، وإنما يعملون بهذا المكر والكيد والخديعة لخدمة ما أراد الله به من خير عظيم لأوليائه.
    وهذه القضية ظاهرة في قصة البقرة حيث احتاج بني إسرائيل في النهاية لصاحب البقرة، ها الغلام البار بوالده فأعطوه ما أراد حتى يرضوه وقد نبه الشرع المبين على هذه القضية في مواطن كثيرة منها:
    أ- أن هذا الدين العظيم سينتشر وينتصر رغم أنوف الكفار وكيدهم: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون﴾ [الصف: 8و9].
    ب- أن الله ستولى إبطال كيدهم ويفسد مكرهم: ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ [الطارق: 15-17].
    ت- أن هؤلاء الفجار الذين يشوهون الدين والدعوة ويكيدون لها سيكونوا من أسباب نصر الله لهذا الدين، فإن الله ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر، ولذلك فإن ما يسؤونا في ذلك قد تكون نتائجه خير للإسلام والمسلمين، وإن لم يقصد من صنعه ذلك ولم يتوقع الصالحون ذلك أيضاً؛ ومن أمثلة ما رأيناه في واقعنا:
    - أحداث سبتمبر 2001م التي نسبت للإسلام رغم أنه خطط لها ودبر لها بليل لنقل الصراع الغربي الصليبي مع الإسلام وبخاصة بعد انهيار المعسكر السوفيتي، ومن ثم إلصاق التهم بالإسلام، إرهاب، غلو، عنف، تفجير، تطرف، .. إلخ.
    فإن من ثمار هذه الأحداث أن ازداد عدد الذين دخلوا في الإسلام وبدأوا يسألون عن الإسلام حيث أن كثيراً من الجنود الذين شاركوا في الحروب التي أعقبت هذه الأحداث في أفغانستان والعراق وغيرها دخلوا في الإسلام.
    ومن ذلك أيضاً ما حدث في بلدنا الحبيب الجمعة الماضية من أحداث الزرقاء حيث هبت وسائل الإعلام هبة رجل واحد ونسبت هذا العنف والشغب ترويع الآمنين والاشتباك مع رجال الأمن وما نتج من جرحى ومطعونين نسبوه للسلفيين، وهذا إما أن يكون بجهل حيث لا بصيرة عند هذه الوسائل بالسلفية ولا السلفيين أو بمكر لتشويه السلفية والسلفيين وهذه خطبة عالمية نراها الآن وبخاصة بعد قيام هذه الثورات في العالم العربي حيث بدأ بعض الأنظمة وكثير من وسائل الإعلام في تخويف الناس من الدعوة السلفية والسلفيين، والسلفية والسلفيون براء من ذلك؛ فبدأ الناس يسألون ويتعرفون على منهج السلف، وهذه المسألة سنرى علاجها ونتائجها في قصة البقرة.
    1- في قصة بقرة بني إسرائيل القاتل أن يخفي جريمته حيث قتل عمه ليرث ماله، فرمى بجثة عمه قرب مدينة أخرى فاتهم أهلها ونسب الجريمة إليهم، وهكذا ما حصل في مدينة الزرقاء الذين أجرموا وأفسدوا واعتدوا هم التكفيريون ونسبوا ذلك إلى السلفيين وساعدهم في ذلك الإعلام بكل وسائله.
    2- تضييع القضية بين الجوهر والمظهر.
    لما عجز بنو إسرائيل عن إيجاد طريقة لحل هذه القضية لجأووا إلى موسى عليه السلام فأخبرهم أن الله يأمرهم أن يذبحوا بقرة هذا هو الجوهر، ولو ذبحوا أي بقرة لأجزأتهم لكنهم أرادوا تضييع القضية أو تمييعها أو تأخير حلها فذهبوا في التفاصيل الدقيقة وهذا هو المظهر فشددوا فشدد الله عليهم.
    أخرج أحمد بإسناد صحيح على شرط الشيخين عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: لو أخذوا أدنى بقرة اكتفوا بها لكنهم شددوا فشدد الله عليهم.
    وهكذا الذين ألصقوا التهم بالسلفية والسلفيين قلنا لهم: إنها السلفية النقية التي لم تقترف ذنباً ولم تجانف إثماً ولم نتعمد موبقة بل دخلوا في التفاصيل .. سلفية .. تقليدية .. إصلاحية .. جهادية .. تكفيرية .. علمية .. إلى آخر هرائهم.
    إنها سلفية واحدة لا تقبل القسمة ولا التعدد لأنها منهج الله ورسوله وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
    إنه سبيل واحد: ﴿قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِين﴾ [يوسف: 108]، ﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون﴾ [الأنعام: 153].
    وهؤلاء تكفيريون خوارج ليس بينهم وبين السلفيين نسب أو مصاهرة أو حتى جوار.
    إن الدخول في التفاصيل تضييع للحدث ولعب على عامل الزمن لتمرير مؤامرات أخرى وتعمية متعمدة على الفاعلين الحقيقيين.
    3- دروس في فن التفاوض دائما المبطل يدخل خصمه في مفاوضات ويفرقه بالتفاصيل والجزئيات، وهذه نفسية اليهود من قديم والحديث وهذا ظاهر في موضوع فلسطين، فإن اليهود ادخلوا العرب في مفاوضات ثم أغرقوهم في متاهات التفاصيل ودهاليز الشكليات، وكلما اقتربوا من جوهر الموضوع فروا إلى مواضيع لا صلة لها بقضية فلسطين بل يتمسكون بقضية فلسطين بأمور شكلية عجيبة من ناحية خارطة الطريق، المعابر، الحدود، الخدمات اليومية، الشرطة والسلاح، المقاومة، الاعتراف بحقهم في الوجود... إلخ.
    ولو أدرك العرب والمسلمون الإستراتيجية اليهودية كما فصلها القرآن لأراحوا شعوبهم واستراحوا أنفسهم وعرفوا الطريق إلى تحرير فلسطين والأقصى الحزين.
    4- الشفافية؛ إذا حرم المجتمع نظاماً وشعباً والشفافية والوضوح فسيكون البديل في هذه الحالة هو الغموض والاضطرابات والظلم والقرارات المستبدة والأحكام الخاطئة، وعندئدٍ ستخرج الخفافيش من كهوفها وتمد الأفاعي رؤوسها من جحورها.
    ومن المؤسف جداً أن تكون بلاد المسلمين ودولهم أكثر البلاد افتقاراً للشفافية وذلك حسب تقارير الشفافية التي تصدرها المنظمات الدولية المتخصصة.
    هل من الشفافية أن يطلب الإصلاح من المفسدين ويكلف المفسدون بالقيام بعملية الإصلاح.
    هل من الشفافية أن تنسب أعمال المجرمين من التكفيريين والخوارج إلى دعوة حملت على عاتقها ترسيخ الأمن والأمان من كل بلاد المسلمين دون أجر من أحد لأن أجرها على رب العالمين.
    5- القيمة الحقيقة للزمن والأشياء.
    إن قيمة الأشياء ليست في ظاهر ما نراه وإنما في خصائصها التي أودعها الله تعالى بداخلها.
    ولذلك كلما زاد ندرة الشيء زادت قيمته، وإذا لم يعرف الناس هذه الحقيقة طال عليهم الزمن فعندما لم يدرك بنو إسرائيل القيمة الحقيقة لأوامر الله وتوجيه نبي الله طال عليهم الزمن فلبثوا أربعين سنة في طلب البقرة، وعندما دفعوا الثمن غالياً وعالياً.
    وكذلك الدعوة السلفية قيمتها ليسف في عدد أتباعها أو قوة إعلامها أو كثرة المصفقين لها، وإنما في منهجها الذي هو منهج الكتاب والسنة والصحابة الكرام.
    فإذا لم تدرك الأمة حكومات وشعوباً أهمية المنهج السلفي وهو المنهج الكفيل بالوجود الصهيوني والمد اليهودي والكفيل بالمد الشيعي الرافضي والكفيل بالمد التكفيري الخارجي كفيل برده ودحره ونقضه.
    قال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا * مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الفتح: 28-29].
    فهذه الآيات من خواتيم سورة الفتح تبين أن:
    1- أن المستقبل لهذا الدين.
    2- أن الله شهيد على ذلك وهذا دليل أنه سيتحقق.
    3- وأن الذين سيحققونه هم الذين على منهج محمد وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وهم أهل السنة والجماعة من أتباع منهج السلف الصالح.
    للاستماع والتحميل اضغط هنا
    http://www.xn----vmcfbbl6df4kvacccm.com/sound.php?action=mhadrat_show&id=279&n=0



    :. الموضوع الاصلى: خطبة الجمعة / التكفيريون وأحداث الزرقاء الأردنية وبقرة بني إسرائيل / لفضيلة الشيخ سليم الهلالي | المصدر: منتديات منهاج الرسول السلفية | كاتب الموضوع: أسامة الهلالي .:
يعمل...
X