الإسلام دين شامخ وعزيز إلى قيام الساعة
خطبة الجمعة 20-04-1432 هـ
للشيخ العلامة
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
حفظه الله
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحمد لله على فضله وإحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً ، أما بعد :
عباد الله ، اتقوا الله تعالى ، وتمّسكوا بدينكم ، واسألوا الله الثبات ، إن هذا الإسلام كمثل : (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كل حينٍ بإذن ربها ) [إبراهيم:24-25] ، وأما مثل الكفر، فإنه : (كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ* يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) [إبراهيم:26] ، إن هذا الإسلام ولله الحمد ثبت على مر العصور والهزات والنكبات ، ثبت غضَّاً طريَّاً كما أّنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، لماذا؟ لأن مرجعه القرآن ، والسنة النبوية هي منهجه ، وهي حكمه ، وأما الكفر فإنه يُبنى على القوانين الوضعية ، وعلى أنظمة الكفر التي لا أصل لها ، وإنما هي من اختراعهم ، ولهذا تسمعونهم الآن يقولون غيروا المنهج،غيروا دساتيركم،ينادون بتغيير الدستور، وهو الذي يحكمون به، لأنه من صنع البشر، لا ثبات له ، ولا استقرار له ، ولا خير فيه ، أما منهج المسلمين فإنه الكتاب والسنة ، والله جل وعلا قال في القرآن : (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت:42]، مهما حاول الأعداء أن يزعزعوا هذا الدين ، وأن يشككوا في شريعة الإسلام ، فلن يستطيعوا ولله الحمد ، ويُقيِّض الله لهم من يرد كيدهم من حكام المسلمين ، ومن علماء المسلمين في كل زمان ومكان ، فنسأل الله الثبات على ذلك ، ثم اعلموا أيها المسلمون أن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ، وعليكم بالجماعة ، فإن يد الله على الجماعة ، ومن شذ شذ في النار: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56] .
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبينا محمد ، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين ، الأئمةِ المَهدِيِّين ، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ ، وعليٍّ ، وعَن الصحابة أجمعين ، وعن التابِعين ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين ، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين ، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين ، ودمِّرْ أعداءَ الدين ، واجعل هذا البلد آمنا مطمئناً وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين ، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه ، واردد كيده في نحره ، واجعل تدميره في تدبيره ، واكشف نواياه وخططه واجعلها سبب للقضاء عليه إنك على كل شيء قدير، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، اللهم اكفنا شرورهم ، اللهم رد كيدهم في نحورهم ، اللهم سلط بعضهم على بعض ، واشغلهم بأنفسهم ، وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين ، اللهم أصلح ولاة أمورنا ، واجعلهم هداة مهتدين ، غير ضالين ولا مضلين ، اللهم أصلح بطانتهم ، وأبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين ، اللهم اجمع كلمتهم على الحق ، اللهم أيدهم بالحق ، اللهم انصرهم بالحق وانصر الحق بهم ، اللهم احم بهم عبادك وبلادك يا رب العالمين ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم .
عبادَ الله ، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل:90-91] ، فاذكروا اللهَ يذكرْكم ، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم ، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون .
لتحميل المادة الصوتية من هنا
والمطوية في المرفقات