إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محاضرة بعنوان:(( خطورة الكذب)) للشيخ المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محاضرة بعنوان:(( خطورة الكذب)) للشيخ المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم


    محاضرة طيبة للشيخ العلامة ربيع ين هادي المدخلي حفظه الله تعالي وهي بعنوان
    (خطورة الكذب ).

    من هنا بارك فيكم
    http://www.rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=6&gid=
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس هشام بن صالح المسوري; الساعة 26-01-2011, 12:23 PM.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم


    تفريغ : خطورة الكذب وآثاره السيئة وموقف الإسلام منه / لفضيلة الشيخ / ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
    أما بعد ,,,,,,,,,

    فسيكون معنا في هذه الليلة المباركة إن شاء الله فضيلة الشيخ الدكتور ربيع ابن هادي المدخلي حفظه الله تعالى ليتحفنا بمحاضرة بعنوان : خطورة الكذب وآثاره السيئة وموقف الإسلام منه ومن أهله فليتفضل جزاه الله خيرا .

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
    أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا اللقاء مع إخواننا في الله لقاءا طيبا مباركا فيه ، نافعا لي ولهم .
    لا أريد التطويل وسأبدأ في الموضوع إن شاء الله ، العنوان هو ما سمعتموه .
    فأقول :
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
    أما بعد
    فإن الكذب لقبيح وشنيع في غاية من القبح والشناعة شرعا ، وعقلا وفطرة وممقوتا لدى الأمم جميعا وفي الملل والنحل كلها ، قد حرّمه الله في الرسالات كلها ، وذم الكذب والكذابين في آيات كثيرة وتوعدهم أشد الوعيد ، قال الله تبارك وتعالى : (( قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) [ الأعراف 33 ] .
    يرى الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ : أن أشنع هذه المحرمات وأعظمها هو القول على الله بدون علم إذ أن الشرك والكفر لم ينشئا إلا عن الكذب .
    وقال تعالى : (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )) [ الإسراء : 36 ] .
    وقال تعالى : (( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ـ متاع قليل ولهم عذاب أليم )) [ النحل : 116 ـ 117] .
    ونهى الله عن الكذب وقارنه بالشرك فقال تعالى : (( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور ـ حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق )) [ الحج : 30 ـ 31 ] .
    وهذا الشرك الخطير قائم على الكذب وهو أكبر أسسه وقواعده واعتبره الله أشد أنواع الظلم فقال تعالى : (( ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين ـ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )) [ الصف : 7 ـ 8 ] .
    فبين الله خبث مقاصدهم وسوء نياتهم وأنهم بكذبهم وافترائهم يريدون اطفاء نور الله وحججه وبراهينه وآياته العظيمة ، وهكذا كل محارب للحق وأهله من أهل الأهواء إنما يريدون إطفاء نور الله وإبطال حجّجه وبراهينه انتصارا لأباطيلهم وضلالتهم .
    وقال تعالى في الكذب والكذابين : (( فمن أظلم ممن كذب على الله و كذّب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين )) [ الزمر : 32 ] .
    وقال تعالى : (( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين )) [ الزمر : 60 ].
    فهذا جزاء الكاذبين ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اجتنبوا السبع الموبقات : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ".
    فجعل القذف وهومن أشنع الكذب من هذه الكبائر التي أمر رسول الله باجتنابها لخطورتها ، بل جعل من يرتكب هذا الإفك ملعونا في الدنيا والآخرة قال تعالى : (( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والأخرة ولهم عذاب عظيم )) . [ النور : 23 ] .
    وقال تعالى ممقتا لمن ينقل الكذب دون ترّوي، وبدون علم موفق : (( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ـ ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ـ يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين )) [ النور : 15 ـ 17 ] .
    (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والأخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) . [ النور : 19 ] ..
    فهذا الوعيد الشديد والذم الشديد على قذف المحصنات ؛ وأخطر منه قذف الأبرياء من المؤمنين ، المجاهدين الدعاة إلى الله تبارك وتعالى بالحق والبرهان .
    وقد يظن أهل الأهواء المحاربين للحق وأهله أن هذا خاص بقذف المحصنات و خاب ظن من يفهم هذا الفهم الفاسد .
    إن هذا ليشمل من ينتهك أعراض المسلمين ولسيما دعاة الحق الأبرياء فإن أعراضهم لشديدة الحرمة قد يكون منتهكها أحق باللعن والوعيد ممن يقذف المحصنات لأغراض شخصية بل دنيوية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" و من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع ومن قال في مؤمن ما ليس فيه حبس في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال " .
    المخاصم بالباطل وهو يعلم كذاب و أضاف إلى ذلك من يقول في المؤمن ماليس فيه وذكرجزاءه وهو أنه يحبس في ردغة الخبال وهي صديد أهل النار. وهذا حديث صحيح رواه أبو داود وأحمد والحاكم وراجع الصحيحة للألباني رحمه الله حديث رقم 438 .
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أربى الربا شتم الأعراض " .يعني أعراض الأبرياء .
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه " . انظر الصحيحة للألباني رقم 1433 وانظر شواهده هناك .
    وقال تعالى في السمّاعين للكذب والمتأثرين به من اليهود والمنافقين ومن سارعلى نهجهم ، قال تعالى : (( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا ءامنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سمّاعون للكذب سمّاعون لقوم أخرين لم يأتوك يحرّفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الأخرة عذاب عظيم )) . [ المائدة : 41 ] .
    انظروا ما في هذه الآيات من الذم والطعن الشديد للسماعين للكذب الذين ينقلونه في الآفاق والعياذ بالله ، دون تروي ودون تثبت ودون بحث عن الحقيقة .
    وإن خصوم أهل السنة من أهل الأهواء ليتمتعون بنصيب من هذه الصفات ويُخشى على بعضهم النفاق فيستوفي هذه الصفات الذميمة وما يترتب عليها من ذم وعقاب .
    ومن عقوبات أهل الكذب ما قاله صلى الله عليه وسلم :" إن الكذب يهدي صاحبه إلى الفجور، والفجور يهديه إلى النار " كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يعرف عند الله كذابا " أخرجه مسلم والبخاري بنحوه .
    بل قد يؤدي إلى النفاق الأكبرقال الله تعالى :(( ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدّقن ولنكونن من الصالحين ـ فلما أتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ـ فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )) [ التوبة : 75 ـ 77 ] .
    فأوقعهم الكذب وخلف الوعد وهو من الكذب في حمأة النفاق والعياذ بالله وجعل الرسول الكذب من علامات النفاق فقال صلى الله عليه وسلم :" أية المنافق ثلاث ، إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان " . ومن عقوبات الكذب ما أخبرنا به الرسول الكريم صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم ضمن حديث طويل حيث قال :" رأيت رجلين أتاياني قالا : الذي رأيته يُشق شدقه فكذاب يكذب بالكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الأفاق فيسمع به إلى يوم القيامة " وهو أنه رأى رجلا يشرشب يعني يدخل الحديد في فمه فيشق فمه إلى أن يصل إلى أذنيه من هذه الجهة وينتقل هذا الملك من الملائكة فيشق شقه الثاني حتى يصل إلى أذنيه ثم يعود كما كان فيمضي يفعل به هذا الفعل إلى يوم القيامة . كما أخبررسول الله عليه الصلاة والسلام ،هذا من جزاء الكذب .
    وما أكثر الكذابين اليوم على حملة الدعوة السلفية ودعاتها وما أقدرهم على الكذب وما أقدرهم على نشر الشائعات الظالمة التي تحمل عنهم حتى تبلغ الأفاق أي العالم كله عبر مختلف الوسائل التي أتيحت لأمثالهم في هذا العصر يصدون بها الناس عن سبيل الله ويبغونها عوجا وينصرون بذلك الأباطيل والترّهات والبدع الخطيرة المدمرة للعقيدة الصحيحة والمناهج الصحيحة والأخلاق الفاضلة .
    وإن إمام الكذابين لإبليس اللعين لعنه الله فهو أول الكذابين وإمامهم وأول مخادع وخائن قال الله تعالى : (( ويا أدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ـ فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ـ وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ـ فدلهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين)) [ الأعراف : 19 ـ 22 ] .
    انظروا الخبيث قال لهما ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين ، خشية أن تكونا ملكين ، أو تكونا من الخالدين ، وقاسمهما ، حلف لهما بالله تبارك وتعالى وما كان أدم يتصور أن أحدا يحلف بالله كذبا فصدّقه وخدع به ، فدلهما بغرور إلى آخر ما سمعتم من هذه الأيات .
    وقال الله تعالى :(( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس أبى فقلنا ياأدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنّكما من الجنة فتشقى ـ إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ـ وأنك لا تظمؤا فيها ولا تضحى ـ فوسوس إليه الشيطان قال يا أدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ـ فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى أدم ربّه فغوى ـ ثم اجتباه ربّه فتاب عليه وهدى )) [ طه : 116 ـ 122 ] .
    انظر كيف غرّر بهما وافترى عليهما وكذب عليهما وقالها على طريقة الناصحين المخلصين (( هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى )) فغرّهم هذا فأكلا منها فكانت النتيجة ما حكاه الله تبارك وتعالى أن كشفت عوراتهما ((وطفقا يخصفان عليهما ))، حياءا من الله (( من ورق الجنة وعصى أدم ربه فغوى ـ ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )) ، وهكذا رحمة الله تدرك أولياؤه وقد حاق سخط الله وغضبه ولعنته بإبليس إلى يوم الدين وسيكون في جهنم إمام الخالدين .
    وإن أتباع الشيطان هم أعداء الحق في كل زمان ومكان وأعداء الرسل عليهم الصلاة والسلام ومن أعظم وسائلهم في مقاومة الرسل وما جاءوا به من حق عظيم ترافقه الأيات العظمى المدهشة .
    من أعظم وسائلهم في هذه المقاومة هو الكذب والبهت وهذا سبيل كل مبتدع مبطل يقاوم الحق وأهله بالكذب والبهت ، والبهت لأهل الحق مع تزيين الباطل وزخرفته لأتباعهم الذين ألغوا عقولهم وشخصياتهم ، وهذه الزخرفة استمدوها من إمامهم إبليس اللعين .
    ومن أتباعه فرعون ومن كبار أتباع إبليس فرعون اللعين قبحه الله وكم له من النظراء . قال تعالى في بيان كذب وفجورهذا اللعين :(( هل أتاك حديث موسى إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى ـ اذهب إلى فرعون إنه طغى ـ فقل هل لك إلى أن تزكّى ـ وأهديك إلى ربك فتخشى ـ فأراه الأية الكبرى ـ فكذّب وعصى ـ ثم أدبر يسعى ـ فحشر فنادى ـ فقال أنا ربكم الأعلى ـ فأخذه الله نكال الأخرة والأولى ـ إن في ذلك لعبرة لمن يخشى )) [ النازعات : 15 ـ 26 ] .
    فكذب عدو الله وقال أنا ربكم الأعلى ، فأي كذب أقبح من هذا الكذب الشنيع؟! فأخذه الله بكذبه وتكذيبه وكفره وجعل ذلك عبرة لمن يخشى من المعتبرين .
    ومن كذبه قوله للسحرة لما أمنوا بعد أن غُلبوا وقهرتهم أية الله الباهرة قال فرعون :(( قال ءامنتم له قبل أن ءاذن لكم إنه لكبيركم الذي علّمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلّبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى ـ قالوا لن نؤثرك على ما جآءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ـ إنا ءامنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى )) [ طه : 71 ـ 73] .
    انظروا إلى هذا الأفاك الخبيث قال لهم لما آمنوا وأسلموا (( ءامنتم له قبل أن ءاذن لكم )) ثم افترى هذه الفرية العظيمة (( إنه لكبيركم الذي علمكم السحر)) يعني موسى عليه الصلاة والسلام لما جاء بتلك الأية الباهرة العصا التي ابتلعت واديا من العصي والحبال التي خُيل للناس أنها حيات تسعى .
    وأعداء الرسل لا يقاومون الرسل إلا بالكذب ورميهم بالجنون والسحر وما شاكل ذلك وكل هذه من أكاذيبهم وأباطيلهم قبحهم الله. ويتأسى بهم كثيرمن أهل الأهواء وأهل الضلال في بهت أهل الحق .
    ومن الكذابين الذين أخزاهم الله وبين كذبهم في محكم كتابه اليهود والنصارى والمشركون في كل دين وزمان ومنهم مشركي العرب وكذبهم في مجال العقيدة ، قد فضحهم الله به في غير ما أية قال الله تبارك وتعالى :(( وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا)) [ الكهف :4 ] .
    وهذا يشمل اليهود والنصارى والهنادك والبوذيين ومشركي العرب وغيرهم (( وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ـ مالهم به من علم ولا لأبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا )) [ الكهف : 4 ـ 5 ] .
    يعني نسبة الولد إلى الله تبارك وتعالى ماهي إلا كذب عظيم على الله عز وجل فأخزاهم الله وبين كذبهم وافتراءهم على الله .
    وقال تعالى : (( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ـ لقد جئتم شيئا إدّا )) شيئا فظيعا (( ـ تكاد السموات يتفطّرن منه وتنشق الأرض وتخرّ الجبال هدّا ـ أن دعوا للرحمن ولدا ـ وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ـ إن كل من في السموات والأرض إلا ءاتي الرحمن عبدا ـ لقد أحصاهم وعدّهم عدّا ـ وكلهم ءاتيه يوم القيامة فردا )) [ مريم : 88 ـ 95 ] .
    فبين خطورة هذا الكذب ، وأن الكون يكاد ينشق ويتزلزل وتخر الجبال من هذا الإفك العظيم الذي افتروه على الله تبارك وتعالى وتنزه وتقدس ونزّه نفسه سبحانه وتعالى عن هذا الإفك الذي افتراه عليه اليهود والنصارى ومشركي العرب وغيرهم ممن نسب لله ولد سواء عيسى أو عزير أو الملائكة أو غيرهم ممن نسبوهم إلى الله كذبا وزورا وقالوا فيهم إنهم أبناء الله ـ عز وجل ـ .
    وقال الله تعالى : (( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم )) يعني كذب (( يضاهئون قول الذين كفروامن قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون )) [ التوبة : 30 ] .
    وهذه العقيدة والله أعلم أخذوها من الهندوك سبقوهم إلى هذه الكفريات العظيمة والكذب على الله ـ تبارك وتعالى ـ ونسبة الولد إليه .
    وللجميع يعني أصناف هؤلاء ، أكاذيب كبيرة لا يتسع المقام لإحصاءها ومنها في مجال التشريع من تحليل الحرام وتحريم الحلال مثل قول الله ـ تبارك وتعالى ـ في تبحيرالعرب للبحائروتسييب السوائب قال تعالى في تكذيبهم :(( ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون )) [ المائدة : 103 ] .
    إي و الله : إنهم كذابون وإنهم سفهاء يفتقدون العقول . وقال تعالى : ((فكلوا مما رزقكم الله حلال طيبا واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون ـ إنما حرّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغيرالله به فمن اضطرغير باغ ولا عاد فإن الله غفوررحيم ـ ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ـ متاع قليل ولهم عذاب أليم )) [ النحل : 114 ـ 117 ] .
    فهذا خطاب للعرب الذين بحّرواالبحيرة وسيّبوا السائبة والوصيلة والحام وما شاكل ذلك كذّبهم الله وحصر المحرمات فيما ذكرهم في هذه الأية وبين أن ما حرّموه أو حلّلوه هو افتراء على الله تبارك وتعالى وأن الكذابين لا يفلحون ، و أن تمتّعهم في هذه الدنيا بأكاذيبهم وبهتهم متاع قليل وينتظرهم العذاب الخالد ،العذاب الأليم .
    وقال عن اليهود والنصارى (( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون )) [ البقرة : 79 ] .
    ومن أصناف الكذابين ؛ المنافقون وهم أخطر الناس على المجتمعات وخاصة المجتمعات الإسلامية ولهذا تحدث الله عنهم كثيرا وحذر منهم كثيرا وبين صفاتهم في سور، بل هناك سورة مستقلة تسمى بسورة المنافقين فضحهم الله ـ تبارك وتعالى ـ وكشف خزيهم ونفاقهم وأكاذيبهم ومما قاله الله فيهم : (( ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الأخر وماهم بمؤمنين )) يعني كذابون (( يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ـ في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ـ وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون )) [ البقرة : 8 ـ 11 ] .
    انظروا إلى هذه الدعاية العريضة (( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )) [ البقرة : 12 ] وكل كاذب وكل مفسد في الأرض لا يقول للناس أنا مفسد وإنما يقول : أنا مصلح ويدعي أنه يقود الأمة إلى الإصلاح .
    والحاصل أن الله بين كذبهم وخداعهم وأن هذا الكذب زادهم مرض على مرض والعياذ بالله فهم من أهل النفاق فازدادوا نفاقا . وقال تعالى : (( ألم ترى إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ماهم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون ـ )) [ المجادلة : 14 ] .
    يحلفون للمؤمنين أنهم مؤمنون وهم منافقون كذابون وأولياء لليهود (( أعدّ الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون ـ اتخذوا أيمانهم جنة )) يعني حلفهم بالله كذبا (( فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين ـ لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النارهم فيها خالدون ـ يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون ـ استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون ـ إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين ـ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز)) [ المجادلة : 15 ـ 21 ] . الأيات هذه من سورة المجادلة .
    فبين حال هؤلاء وفضحهم وبين أنهم كذابون ووصف عملهم بالسوء وأنهم لخستهم يتخذون هذه الأيمان والحلفان بالله جُنة يتسترون بها لماذا ؟ ليأمنوا أحكام الله فيهم من قتل وأخذ الأموال وسبي الذراري فيتخذون من ذلك جُنة لتحقيق هذه المصالح الدنيوية ، ولكن غضب الله ينتظرهم وعذاب الله المهين أيضا في انتظارهم ، يحاسبهم الله تبارك وتعالى ، انظر المنافقون يقولون لإخوانهم الذين كفروا ، لأن الكفر يجمعهم فهم لا يفقهون ومع ذلك كذابون وجبناء وحلافون ومخادعون إذ تبين كذبهم حينما وعدوا ـ بنو النضيرـ بهذه الوعود الكاذبة فلما أخرجوا لم يخرجوا معهم ولما قاتلهم رسول الله لم يقاتلوا معهم ولو فُرض أنهم يقاتلون معهم لولوا الأدبار ثم لا ينصرون وبين جبنهم (( لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأن القوم لا يفقهون )) [ الحشر : 13 ].
    وهذا في بيان خزيهم وكفرهم (( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ـ اتخذوا أيمانهم جُنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ـ ذلك بأنهم ءامنوا ثم كفروا فطُبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ـ وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسنّدة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ـ وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون ـ سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين )) [ المنافقون : 1 ـ 6] .
    فشهد الله أنهم كذابون و لو شهدوا لمحمد بالرسالة ولله تبارك وتعالى بالألوهية فإنهم كذابون لا يعتقدون ذلك ، فالله قد فضحهم لأنه يعلم حقيقة ما ينطوون عليه من الكفر والنفاق وبين أنهم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا إلى أخره وبين أنهم لا يفقهون وأن رسول الله أفضل الخلق لواستغفر لهم لن يغفرالله لهم وأن الله لا يهديهم إلى الحق والإيمان لخبثهم وشرهم وقد يكون في الأمة منافقون يتصفون بهذه الصفات ويلقون من الله تبارك وتعالى هذا الجزاء .
    ويظن بعض الناس أن النفاق قد انقطع ،مع الأسف في الحقيقة أنه مستمرقال حذيفة رضي الله عنه : المنافقون اليوم شر منهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . فسألوه فقال : إن المنافقين كانوا يخفون نفاقهم وهؤلاء اليوم قد أظهروه وكلما بعد العهد كثروا في طوائف أهل البدع وأرهقوا الإسلام والمسلمين بشرّهم و كيدهم ونفاقهم وكل ذلك تحت ستارالإسلام وباسم الإسلام فكثير من أهل البدع أو كثيرا من البدع العقائدية والشركية من كيدهم ومن دسائسهم في السابق واللاحق .
    فليحذر المسلمون من هؤلاء المنافقين المندسين في الطوائف المبتدعة.
    ومن الكذابين الذين كشف حالهم الإسلام في القرأن والسنة : الكهان والعرافون والسحرة وهم من شر الكذابين قال تعالى : (( هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ـ تنزل على كل أفاك أثيم ـ يلقون السمع وأكثرهم كاذبون ـ والشعراء يتبعهم الغاوون ـ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ـ وأنهم يقولون مالا يفعلون ـ إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)) [ الشعراء : 221 ـ 227 ] .
    فبين الله ـ تبارك وتعالى ـ أن الشياطين تتنزل على هؤلاء الأفاكين من هذه الأصناف حتى الشعراء منهم ، غير الذين آمنوا وعملوا الصالحات وانتصروا من بعد ما ظلموا .
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " . ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
    وقال صلى الله عليه وسلم :" من أتى كاهنا فصدقه بما يقول أو أتى امرأة حائضا أو امرأة في دبرها فقد برئ مما أنزل الله على محمد " . ـ صلى الله عليه وسلم ـ والحديث صحيح وانظروا صحيح الجامع للعلامة الألباني حديث رقم 5015 والحديث الثاني 5818 وقد وردت عدة أحاديث في الصحيحة في أن الشياطين يسترقون السمع من السماء فيلقون ذلك إلى الساحر أو الكاهن فيزيد على الكلمة التي تلقى إليه مائة كذبة فيصدقه الجهلة الظالون وقد علمتم جزاء من يصدقهم وإذا كان هذا حكم من يصدقهم فكيف بهم وهم منغمسون في حمأة الكهانة والسحر والعرافة !!.
    فليحذر المسلمين أيضا هذه الأصناف الشريرة ومن أبرز صفاتهم الكذب وقد شهد الله عليهم ورسوله بأنهم كذابون وبيّن ارتباطهم بالشياطين .
    ومن أصناف الكذابين الدجاجلة الكذابون الذين حدثنا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثبت الواقع مصداق ما قاله هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تقوم الساعة حتى تقتتلا فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان والشاهد من الحديث هنا قوله : وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله .
    وقال صلى الله عليه وسلم :" إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم " ، ومع الأسف كثير من الناس لم يأخذوا بهذه النصيحة النبوية فيحذروا الكذابين . ومن حديث ثوبان الطويل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين إلى أن يقول وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ." أخرجه أحمد وأبو داود في الفتن بإسناد صحيح إلى حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن الرحبي عن ثوبان مرفوع وأخرجه ابن ماجه بإسناده إلى قتادة عن أبي قلابة في الفتن . حديث رقم 3952 .
    وأعظم الدجالين فتنة الدجال الأكبرالذي حذر منه جميع الأنبياء وأشدهم تحذيرا منه وبيان لحاله نبينا صلى الله عليه وسلم والأحاديث به متواترة وأمره مشهور بين المسلمين ومع ذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى أن هناك من هو خطر على الأمة منه . فعن سمعان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفّض فيه ورفّع حتى ظننا أنه في طائفة النخل ـ ظنوا أنه قريب منهم ـ فلما رحنا إليه عرف ذلك ، عرف ذلك فينا فقال : ما شأنكم ؟ قلنا : يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفّضت فيه ورفّعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال عليه الصلاة والسلام : غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرئ حجيج نفسه ـ يعني كل امرئ حجيج نفسه ـ والله خليفتي على كل مسلم .
    الحديث رواه مسلم في كتاب الفتن حديث 2933 .
    ومن هؤلاء الدجالين الكذابين الذين حذرمنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيلمة الكذاب في اليمامة والأسود العنسي في اليمن ادعيا النبوة وتسبب في ردة كثير من العرب عن الإسلام فأهلكهم الله وأهلك غيرهم وقضى على فتنتهم بسيوف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الميامين .
    ومن الكذابين الذين ادعوا النبوة المختار بن أبي عبيد الثقفي الكذاب الذي قال الرسول عنه سيخرج في ثقيف كذاب و مبير فكان الكذاب المختاروكان المبير الحجاج ، ومنهم ممن ادعى النبوة الحارث الكذاب وغلام أحمد القادياني الهندي وكان له أتباع ينتشرون الأن في العالم ويدّعون أن باب النبوة مفتوح لكل كذاب أفاك على شاكلة شيخهم قاتلهم الله .
    ومن الكذابين عموما اليهودي الخبيث ابن سبأ الذي ادعى الإسلام زورا وأثار كثيرا من الرعاع على الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه حتى استشهد في تلك الفتنة التي أثارها هذا الخبيث . وهو الذي أسس مذهب الرفض وأصوله الخبيثة ومن الغلو في أهل البيت إلى درجة التأليه ، وتأليه علي عند غالبيتهم وأن علي هو الوصي عند غالبيتهم ـ يعني الرسول أوصى بخلافته وهذا من أكاذيبهم ـ وأن عليا سيرجع إلى الدنيا ويفعل ويفعل ـ يعني يقتل أبا بكر وعمر وخلفاء بني أمية وبني العباس إلى خمسون خليفة ـ قبحهم الله .
    وأسس هذا الخبيث الطعن في الصحابة إلى آخر فتنته التي طورها وعمقها الزنادقة ورؤوس الرفض الأفاكين فملأوا الدنيا بالأكاذيب والإفتراءات ، فدينهم يقوم على الكذب والضلال . ومن هؤلاء الدجالين الكذابين رؤوس البدع والضلال كالجهم بن صفوان ورؤوس الخوارج والمعتزلة والصوفية الحلولية والقبورية وكالنظام المعتزلي وكالحلاج الزنديق وابن عربي الزنديق وابن سبعين والتلمساني وغيرهم من الزنادقة الدجاجلة الكذابين المتسترين بالإسلام المندسين في صفوف أهل التصوف ، فإن أهل التصوف كانوا مرتعا خصبا لهذه الأصناف من الزنادقة ، كما كان الرافضة أيضا مجالا فسيحا للزنادقة .
    ومن هؤلاء الكذابين في هذا العصر رؤوس الأحزاب السياسية من علمانيين وبعثيين وكثير من أصحاب الشعارات البراقة باسم الإسلام كالإشتراكية الإسلامية والديمقراطية الإسلامية والدعوة إلى حرية الأديان والدعوة إلى وحدة الأديان وكثير من الدعاوى الضالة باسم الإسلام فهذا يحصل من أحزاب تدعي أنها تتربع قمة الإسلام وتدعي أنها نشئت لإعادة الأمة الإسلامية إلى سابق مجدها فزادوا الناس ضلالا وضلاما والعياذ بالله .
    وهو أشد الناس والله خطرا على الشباب فعلى المسلمين وعلى طلاب العلم أن يحذروا هذه الأصناف جميعا أشد الحذر وأن يحذروا المسلمين من مكرهم وكيدهم وأن يهتكوا أسرارهم وأن يعتصموا بكتاب ربهم وسنة نبيهم وأن يتبعوا السلف الصالح في عقيدتهم ومنهجهم وولائهم وبرائهم وأن يعاملوا هذه الأصناف الخطيرة التي خشيها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته وحذرهم منها وبين أنه يخافهم أكثر من الدجال ، فليعاملوهم كما عاملهم السلف الصالح من الحذر والتحذير وكشف الأستار وبيان ما فيهم من عوار حماية للدين ونصيحة للمسلمين .
    وإن الصراع الدائر بين أهل الحق والباطل في كل زمان ومكان لا بد في هذا الصراع بين الفريقين أن ينتهي الحق إلى الغاية التي وعد الله بها لتشمل دينه وإظهار أهل الحق على أهل الباطل ولابد أن ينتهي الباطل وأهله إلى الهزيمة والفشل فعلى أهل الحق أهل السنة والجماعة المحضة الخالصة من الشوب والدخن عليهم بالثبات والصمود والسعي الجاد بكل ما يستطيعونه في نصرة دين الله عقيدة وشريعة ومنهجا و إعلاء ذلك وإظهاره على الباطل بكل أشكاله وصوره سواء كان كفرا أو نفاقا مغلفا بالإسلام أو بدعة واضحة أو مغلفة قال تعالى :(( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )) [ التوبة : 33 ] .
    وقد يشاركهم أهل الأهواء في هذه الكراهية فما على أهل الحق إلا أن يتخذوا الأسباب المشروعة لتحقيق هذه الوعد وهذا أمر محتم على علماء أهل السنة ، أهل المنهج السلفي وطلابه أينما كانوا وحيثما نزلوا عليهم أن يتكاثفوا وأن يتناصروا لإعلاء كلمة الحق والتوحيد والسنة وفي قمع الكفر والإلحاد وقمع البدع والضلالات والشبهات وعلى إقامة حجج الله على كل أصناف الضالين وبيان حقيقة الكذابين والمزيفين وعليهم أن يعلموا أن خصوم الحق قد بلغوا الغاية في المكر والكيد ومن ذلك استغلالهم لسكوت كثيرمن أهل السنة والحق واحجامهم عن مواجهة الباطل المنتفش اللابس لباس الحق .
    إن هذا الصنف من أهل الباطل من أشد الناس كذبا وتدليسا وتشبعا بما لم يعطوا فهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" المتشبع بما لم يعطى كلابس ثوبا زور" فتجدهم من أشد الناس مدحا وتلميعا لأهل الباطل ومن أشد الناس طعنا في أهل الحق ودعاته ، وقد وضعوا لنصرة الباطل وحماية أهل المناهج الضالة وضعوا لذلك القواعد الفاسدة وحاربوا أهل الحق بافتعال المكايد والقبائح وكشروا عن أنيابهم وأظهروا حقدهم وعدائهم لأهل الحق وسعوا من غير ملل ولا كلل في شحن الشباب ضد أهل الحق وسعواجدا في نصرة الباطل وإسقاط أهل الحق . نسأل الله تبارك وتعالى أن يعلي كلمته وأن يهدي هؤلاء أو يريح الأمة من شرهم إن ربنا لسميع الدعاء .

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


    تعليق

    يعمل...
    X