لا يَرْجُوَن عَبْد إِلا رَبَّه وَلا يَخَافَن إِلا ذَنْبَه
1- هَذَا الْكَلام مَأْثُور عَن عَلِي -رَضِي الْلَّه عَنْه- وَهُو مِن أَحْسَن الْكَلام، وَأَبْلَغَه وَأَتَمَّه.
- فِيْه كَمَال الأَدَب مَع الْلَّه حَيْث أَنَاط الْرَّجَاء -وَلا يَكُوْن إِلا لِلْخَيْر- بِالْلَّه وَحْدَه لا شَرِيْك لَه.
وَعَصَب الْجَنَابَة بِالْعَبْد وَذُنُوْبِه؛ فَإِن الْخَوْف لا يَكُوْن إِلاّ مِن شَر، وَالْعَبْد إِنَّمَا يُصِيْبُه الشَّر بِذُنُوْبِه: {مَا أَصَابَك مِن حَسَنَة فَمِن الْلَّه وَمَا أَصَابَك مِن سَيِّئَة فَمِن نَفْسِك} [الْنِّسَاء: 79].
- فِيْه كَمَال الأَدَب مَع الْلَّه حَيْث أَنَاط الْرَّجَاء -وَلا يَكُوْن إِلا لِلْخَيْر- بِالْلَّه وَحْدَه لا شَرِيْك لَه.
وَعَصَب الْجَنَابَة بِالْعَبْد وَذُنُوْبِه؛ فَإِن الْخَوْف لا يَكُوْن إِلاّ مِن شَر، وَالْعَبْد إِنَّمَا يُصِيْبُه الشَّر بِذُنُوْبِه: {مَا أَصَابَك مِن حَسَنَة فَمِن الْلَّه وَمَا أَصَابَك مِن سَيِّئَة فَمِن نَفْسِك} [الْنِّسَاء: 79].
- الْمُنَافِقُوْن وَالْكُفَّار وَالمُخَذَلُون إِذَا أَصَابَتْهُم الْمَصَائِب وَتَلاحَقْت عَلَيْهِم الْرَّزَايَا بِذُنُوْبِهِم تَطِيْرُوْا بِالْمُؤْمِنِيْن وَزَعَمُوْا أَنَّهُم سَبِب ذَلِك كُلِّه: {فَإِذَا جَاءَتْهُم الْحَسَنَة قَالُوْا لَنَا هَذِه وَإِن تُصِبْهُم سَيِّئَة يَطَّيَّرُوا بِمُوْسَى وَمَن مَّعَه} [الأَعْرَاف: 121].
- تَوَالِي الْمَصَائِب وَالْفِتَن عَلَى الْعِبَاد بِسَبَب ذُنُوْبِهِم، وَهِي فُرْصَة لِيَرْجِع الْنَاس إِلَى الْلَّه: {وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَات وَالْسَّيِّئَات لَعَلَّهُم يَرْجِعُوْن} [الأَعْرَاف: 168]، {فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاء وَالْضَّرَّاء لَعَلَّهُم يَتَضَرَّعُوْن * فَلَوْلا إِذ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوْا} [الأَنْعَام: 42-43]، {وَلَقَد أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَاب فَمَا اسْتَكَانُوْا لِرَبِّهِم وَمَا يَتَضَرَّعُوْن} [الْمُؤْمِنُوْن: 76].
- وَلا يَرْفَع الْبَلَاء وَلا الْغَلَاء وَلا الْشِّدَّة إِلا الاسْتِغْفَار: {وَمَا كَان الْلَّه لِيُعَذِّبَهُم وَأَنْت فِيْهِم وَمَا كَان الْلَّه مُعَذِّبَهُم وَهُم يَسْتَغْفِرُوْن} [الأَنْفَال: 33]، {وَأَن اسْتَغْفِرُوْا رَبَّكُم ثُم تُوْبُوْا إِلَيْه يُمَتِّعْكُم مَتَاعَا حَسَنَا إِلَى أَجَل مُسَمّى وَيُؤْت كُل ذِي فَضْل فَضْلَه} [هُوْد: 2و3]؛ وَلِذَلِك قَال عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيْز: مَا نَزَل بَلاء إِلا بِذَنْب، وَلا رَفْع إِلا بِتَوْبَة.
- كُل رَاجِح يَطْلُب حُصُوْل الْخَيْر وَيَأْمُل بِدَفْع الْشَّر، وَلا يَقْدِر عَلَى ذَلِك إِلا الْلَّه: {وَإِن يَمْسَسْك الْلَّه بِضُر فَلا كَاشِف لَه إِلا هُو وَإِن يُرِدْك بِخَيْر فَلا رَاد لِفَضْلِه} [يُوْنُس: 107]، {مَّا يَفْتَح الْلَّه لِلْنَّاس مِن رَّحْمَة فَلا مُمْسِك لَهَا وَمَا يُمْسِك فَلا مُرْسِل لَه مِن بَعْدِه} [فَاطِر: 3].
- وَيَنْبَغِي أَن يَكُوْن كُل ذَلِك مَقْرُوْن بِالتَّوَكُّل وَهُو تَعَاطِي الأَسْبَاب وَلَكِن نَتَعَلَّق الْقُلُوْب بِالْلَّه: {وَعَلَى الْلَّه فَتَوكَّلُوا إِن كُنْتُم مُؤْمِنِيْن} [الْمَائِدَة: 23]، {وَعَلَى الْلَّه فَلْيَتَوَكَّل الْمُتَوَكِّلُوْن} [إِبْرَاهِيْم: 12]، {إِن يَنْصُرْكُم الْلَّه فَلا غَالِب لَكُم وَإِن يَخْذُلْكُم فَمَن ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُم مِن بَعْدِه وَعَلَى الْلَّه فَلْيَتَوَكَّل الْمُؤْمِنُوْن} [آَل عِمْرَان: 160].
- وَلا يَرْفَع الْبَلَاء وَلا الْغَلَاء وَلا الْشِّدَّة إِلا الاسْتِغْفَار: {وَمَا كَان الْلَّه لِيُعَذِّبَهُم وَأَنْت فِيْهِم وَمَا كَان الْلَّه مُعَذِّبَهُم وَهُم يَسْتَغْفِرُوْن} [الأَنْفَال: 33]، {وَأَن اسْتَغْفِرُوْا رَبَّكُم ثُم تُوْبُوْا إِلَيْه يُمَتِّعْكُم مَتَاعَا حَسَنَا إِلَى أَجَل مُسَمّى وَيُؤْت كُل ذِي فَضْل فَضْلَه} [هُوْد: 2و3]؛ وَلِذَلِك قَال عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيْز: مَا نَزَل بَلاء إِلا بِذَنْب، وَلا رَفْع إِلا بِتَوْبَة.
- كُل رَاجِح يَطْلُب حُصُوْل الْخَيْر وَيَأْمُل بِدَفْع الْشَّر، وَلا يَقْدِر عَلَى ذَلِك إِلا الْلَّه: {وَإِن يَمْسَسْك الْلَّه بِضُر فَلا كَاشِف لَه إِلا هُو وَإِن يُرِدْك بِخَيْر فَلا رَاد لِفَضْلِه} [يُوْنُس: 107]، {مَّا يَفْتَح الْلَّه لِلْنَّاس مِن رَّحْمَة فَلا مُمْسِك لَهَا وَمَا يُمْسِك فَلا مُرْسِل لَه مِن بَعْدِه} [فَاطِر: 3].
- وَيَنْبَغِي أَن يَكُوْن كُل ذَلِك مَقْرُوْن بِالتَّوَكُّل وَهُو تَعَاطِي الأَسْبَاب وَلَكِن نَتَعَلَّق الْقُلُوْب بِالْلَّه: {وَعَلَى الْلَّه فَتَوكَّلُوا إِن كُنْتُم مُؤْمِنِيْن} [الْمَائِدَة: 23]، {وَعَلَى الْلَّه فَلْيَتَوَكَّل الْمُتَوَكِّلُوْن} [إِبْرَاهِيْم: 12]، {إِن يَنْصُرْكُم الْلَّه فَلا غَالِب لَكُم وَإِن يَخْذُلْكُم فَمَن ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُم مِن بَعْدِه وَعَلَى الْلَّه فَلْيَتَوَكَّل الْمُؤْمِنُوْن} [آَل عِمْرَان: 160].
- وَمَن تَوَكَّل عَلَى غَيْر الْلَّه وَرَجَاه وَتُعَلِّق بِه خَذَل مِن جِهَتِه وَحُرِّم مِن طَرَفِه وَجَعَل ذُلِّه عَلَى يَدَيْه {مَثَل الَّذِيْن اتَّخَذُوا مِن دُوْن الْلَّه أَوْلِيَاء كَمَثَل الْعَنْكَبُوْت اتَّخَذَت بَيْتا وَإِن أَوْهَن الْبُيُوْت لَبَيْت الْعَنْكَبُوْت} [الْعَنْكَبُوْت: 41]، {وَاتَّخَذُوا مِن دُوْن الْلَّه آَلِهَة لِّيَكُونُوَا لَهُم عِزاً * كَلا سَيَكْفُرُوْن بِعِبَادَتِهِم وَيَكُوْنُوْن عَلَيْهِم ضِداً} [مَرْيَم: 81و82]، {وَلا تَجْعَل مَع الْلَّه إِلَهاً آَخَر فَتَقْعُد مَذْمُوْما مَّخْذُوْلاً} [الإِسْرَاء: 22].
وَمَن الَّتِي تُرْوَى فِي الْتَّارِيْخ الْمُعَاصِر: أَن رَجُلاً كَان لَه قَرِيْب يَعْمَل كَاتِبَاً عِنْد الْسُّلْطَان عَبْد الْحَمِيْد، وَكَان هَذَا الْرَّجُل عَاطِلاً عَن الْعَمَل، فَزَارَه قَرِيْبِه وَحَدَّثَه لِيَتَوَسَّط لَه فِي وَظِيْفَة عِنْد الْسُّلْطَان، وَكَان كَاتِب الْسُّلْطَان كُلَّمَا تَقَّدَم لَه بِمَعَرَوّض بِطَلَب وَظِيْفَة لِقَرِيْبِه لَم يُوَقِّع السُطَان هَذَا الْمَعْرُوْض، وَبَقِي الْرَّجُل عِنْد قَرِيْبِه ثَلاثِيْن يَوْمَاً.
وَكَان كَاتِبُ الْسُّلْطَان عِنْدَه شَيْء مِن الْفِقْه وَالْتَّوْحِيْد فَعَرَف الْسَّبَب، فَقَال لِبَعْض خَدَمَه تَجَهَّم فِي وَجْه فُلان وَازْجُرُه؛ فَفَعَل فَحَمَل الْرَّجُل نَفْسَه وَخَرَج مِن عِنْد قَرِيْبِه وَلَجَأ إِلَى بَعْض الْنُزُل، وَضَاقَت بِه الْدُّنْيَا فِي عِز وَفَقْر وَحَاجَة وَتُخَلِّي الْمَخْلُوْقِيْن عَنْه.
وَبَعْد ثَلاثَة أَيَّام وَقَّعَ الْسُّلْطَان الْمَعْرُوْض، فَأَرْسَل الْكَاتِب إِلَى قَرِيْبِه وَأَخْبَرَه وَقَال لَه: عِنَدَمّا كَان تَعَلُّقِك بِي وَبِالسُلْطَان صَرَف الْلَّه قَلْب الْسُّلْطَان عَنْك، وَعِنْدَمَا تَوَجَّهْت إِلَى الْلَّه أَتَى الْلَّه لَك بِكُل خَيْر.
لِلاسْتِمَاع اضْغَط هُنَا
http://www.xn----vmcfbbl6df4kvacccm....how&id=264&n=0وَمَن الَّتِي تُرْوَى فِي الْتَّارِيْخ الْمُعَاصِر: أَن رَجُلاً كَان لَه قَرِيْب يَعْمَل كَاتِبَاً عِنْد الْسُّلْطَان عَبْد الْحَمِيْد، وَكَان هَذَا الْرَّجُل عَاطِلاً عَن الْعَمَل، فَزَارَه قَرِيْبِه وَحَدَّثَه لِيَتَوَسَّط لَه فِي وَظِيْفَة عِنْد الْسُّلْطَان، وَكَان كَاتِب الْسُّلْطَان كُلَّمَا تَقَّدَم لَه بِمَعَرَوّض بِطَلَب وَظِيْفَة لِقَرِيْبِه لَم يُوَقِّع السُطَان هَذَا الْمَعْرُوْض، وَبَقِي الْرَّجُل عِنْد قَرِيْبِه ثَلاثِيْن يَوْمَاً.
وَكَان كَاتِبُ الْسُّلْطَان عِنْدَه شَيْء مِن الْفِقْه وَالْتَّوْحِيْد فَعَرَف الْسَّبَب، فَقَال لِبَعْض خَدَمَه تَجَهَّم فِي وَجْه فُلان وَازْجُرُه؛ فَفَعَل فَحَمَل الْرَّجُل نَفْسَه وَخَرَج مِن عِنْد قَرِيْبِه وَلَجَأ إِلَى بَعْض الْنُزُل، وَضَاقَت بِه الْدُّنْيَا فِي عِز وَفَقْر وَحَاجَة وَتُخَلِّي الْمَخْلُوْقِيْن عَنْه.
وَبَعْد ثَلاثَة أَيَّام وَقَّعَ الْسُّلْطَان الْمَعْرُوْض، فَأَرْسَل الْكَاتِب إِلَى قَرِيْبِه وَأَخْبَرَه وَقَال لَه: عِنَدَمّا كَان تَعَلُّقِك بِي وَبِالسُلْطَان صَرَف الْلَّه قَلْب الْسُّلْطَان عَنْك، وَعِنْدَمَا تَوَجَّهْت إِلَى الْلَّه أَتَى الْلَّه لَك بِكُل خَيْر.
لِلاسْتِمَاع اضْغَط هُنَا
الموضوع الأصلي: خطْبَة الْجمُعَة :: لا يرجون عبد إِلا ربّه وَلا يخافن إِلا ذنبه :: للشيخ سليم الهلالي || الكاتب: أسامة الهلالي ||المصدر: منتديات منهاج الرسول السلفية
www.e-rasool.com
www.e-rasool.com
تعليق