بصائر من واقعنا المعاصر في مرآة السنة النبوية
قال: «إنه ليس بقتلكم المشركين، ولكن قتل بعضكم بعضاً حتى يقتل الرجل جاره، وابن عمه وذا قرابته».
قالوا: يا رسول الله! ومعنا عقولنا يومئذ؟ قال: «لا تنزع عقول أكثر ذلك الزمان ويخلف هباء من الناس لا عقول لهم يحسب أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء» [أخرجه ابن ماجه، وأحمد، وهو حسن في «الصحيحة» (1682)].
1- نعمة الأمن أهم من الطعام والشراب، والأمن لا يعني ضبط الناس بالحديد والنار، بل الأمن هو ما ذكره الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55].
- الأمن هو أن تشعر بالطمأنينة التامة على دينك ونفسك ومالك وعرضك ودمك.
- الأمن هو الأمن من وقوع الجرائم.
- الأمن أن لا يفكر الناس في الجريمة.
- الأمن أن لا يجد مروجو الحرية والذين يحبون أن تشيع الفاحشة في المجتمع أن لا يجدوا معيناً ولا أذن تسمعهم ولا صوتاً يناصرهم ويدافع عنهم.
- الأمن هو تغلغل الإيمان والتوحيد والسنة في قلوب الأفراد والشعوب والمجتمعات والأمم والراعي والرعي.
- أصل الأمن وأسه الإيمان، فإذا وجد الإيمان وجد الأمان فلا يأمن الإنسان جاره ولا ابن عمه ولا قرابته!! وحينئذ تقع الفتنة.
2- الحروب الداخلية، والفتن الأهلية بين المسلمين من أشراط الساعة.
وهذا الحديث من علامات النبوة ودلائل صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع.
أ- لقد كان المسلمون منشغلين بقتال الكفار فهاهم يقولون للرسول: «إنا لنقتل كل عام أكثر من سبعين ألفاً» أي: من المشركين بدلالة قول الرسول: «إنه ليس بقتلكم المشركين».
ب- فإذا ترك المسلمون جهاد أعدائهم انشغلوا بأنفسهم وعند المشركون على إثارة الفتن بينهم؛ ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ولكن يقتل بعضكم بعضاً حتى يقتل الرجل جاره، وابن عمه، وذا قرابته».
وهاهم قادة اليهود والصليبيين يصرحون بذلك بأعلى صوتهم.
يقول ابن غوريون: نحن لا نخشى الاشتراكيات ولا الثوريات ولا الديمقراطيات في المنطقة، نحن فقط نخشى الإسلام هذا المارد الذي نام طويلاً وبدأ يتململ من جديد».
ويقول شمعون بيريز: إنه لا يمكن أن يتحقق السلام في المنطقة ما دام الإسلام شاهراً سيفه، ولن نطمئن على مستقبلنا حتى يغمد الإسلام سيفه إلى الأبد».
ويقول أحد المحللين السياسيين اليهود في بيان أذيع بتاريخ (5/9/1978م): إن على اليهود وأصدقائهم أن يدركوا أن الخطر الحقيقي الذي تواجهه إسرائيل هو خطر عودة الروح الإسلامية على الاستيقاظ من جديد وإن على المحبين لإسرائيل أن يبذلوا كل جهدهم لإبقاء الروح الإسلامية خامدة؛ لأنها إذا اشتغلت من جديد فلن تكون إسرائيل وحدها في خطر ولكن الحضارة الغربية ستكون في خطر.
ويقول إيرل بوغر في (كتاب العهد والسيف): «إن المبدأ الذي قام عليه وجود اليهود منذ البداية، عو أن العرب لابد أن يبادروا ذات يوم للتعاون معها، ولكن يصبح هذا التعاون ممكناً فيجيب القضاء على جميع العناصر التي تغذي شعور العداء ضد إسرائيل في العالم العربي، وهي عناصر رجعية تتمثل في رجال الدين والمشايخ».
3- أعداء الإسلام يمسكون ليلاً نهاراً حتى شوّهوا الدين والعلم والإيمان، وابتعد كثير من الناس عن ذلك، واستبدلوا ذلك بثقافات وأفكار يظنون أنها من العلم في شيء أو على الدين، وليس يظنون أنهم على شيء وهم ليسوا على شيء، يظنون أنهم يحسنون صنعاً وهم يسيئون لدينهم وأوطانهم وشعوبهم.
فإن العلم إذا ذهب فسد العقل، وإذا فسد العقل هلك الحرث والنسل، عياذاً بالله.
للاستماع اضغط هنا
الموضوع الأصلي: خطبة الجمعة ::بصائر من واقعنا المعاصر في مرآة السنة النبوية ::للشيخ سليم الهلالي || الكاتب: أسامة الهلالي || المصدر: منتديات منهاج الرسول السلفية
تعليق