إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خطبة الجمعة //في ظلال ليالي القدر // لفضيلة الشيخ سليم الهلالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطبة الجمعة //في ظلال ليالي القدر // لفضيلة الشيخ سليم الهلالي

    في ظلال ليالي القدر في ضوء: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق﴾
    1- أنزل القرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185].
    2- وكان نزوله في ليلة القدر: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر﴾ [القدْر: 1].
    3- وليلة القدر بإجماع أهل العلم في العشر الأواخر من رمضان كما صح بذلك الخبر عن سيد البشر، وخصها بالوتر منها في جملة أحاديث صحيحة.
    4- أول ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن عندما بعث إليه جبريل عليه السلام في غار حراء هو قوله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَق * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَم * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم﴾ [العلق: 1-5].
    5- هذه الآيات لها منزلتها العظيمة وأهميتها الكبرى عند الله وفي مصير أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
    ولذلك سنقف عندها وقفات سريعة وتأملات خاطفة؛ لنتعلم شيئاً مما أراد الله أن يعلمه للإنسان فيها.
    5/أ- قوله: ﴿اقْرَأْ﴾.
    ابتدأ بالأمر بالقراءة تنبيهاً على فضل العلم، والقراءة نوعان؛ قراءة عن مكتوب، وقراءة عن متلو.
    وقراءة الرسول عن متلو علمه إياها جبريل للدلالة على أمية الرسول وأن ما جاء به معجزة: ﴿وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُون﴾ [العنكبوت: 48].
    وذكر الله سبحانه القراءة مرتين: ﴿اقْرَأْ﴾ الأولى مرتبطة بنعمة الخلق والإيجاد: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق﴾ و﴿اقْرَأْ﴾ الثانية مرتبطة بنعمة الإعداد والإمداد: ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَم﴾.
    5/ب- قوله: ﴿بِاسْمِ رَبِّكَ﴾.
    اسم الله –عز وجل- يتضمن جميع صفاته، ولذلك يبدأ به في كل شأنه.
    وإذا كانت القراءة باسم الله فهو تعليم رباني ، ولذلك سيعلمك يا محمد ما يتحدى البشرية إلى قيام الساعة، وسيكون معلماً لها لتقتدي به.
    5/ت- قوله: ﴿الَّذِي خَلَق﴾.
    ذكر الخلق عنا؛ لأنها ألزم أوصاف الربوبية ثم يأتي وبعدها الرزق: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون﴾ [الروم: 40].
    ولهذا فإن القراءة المتعلقة بصفة الخلق يجب أن تقود لعبودية الله كما في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون﴾ [البقرة: 21].
    5/ث- قوله: ﴿خََلَقَ الإِنسَانَ﴾.
    ذكر الإنسان من بين المخلوقات؛ لأن رسالة الإسلام مقصودها الإنسان إلى يوم الدين.
    5/ج- قوله: ﴿مِنْ عَلَق﴾.
    ذكر العلق دون غيرها؛ لأنها أهم أطوار الخلق: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِين * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِين * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين﴾ [المؤمنون: 12-14].
    والعلقة هي مركز الخلق؛ لأن الإنسان من ماء الرجل والأنثى: ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ﴾ [الإنسان: 2].
    5/د- قوله: ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَم﴾.
    جاء بصيغة المبالغة لذلك على أن العلم هو باب كرم الله الواسع الذي ينال به فضله.
    5/هـ- قوله: ﴿الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم﴾.
    بيان أهمية القلم وأنه أعظم وسائل العلم؛ قال قتادة: القلم نعمة الله العظيمة لولاه لم يقم دين ولم يصلح غيره.
    5/و- قوله: ﴿عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم﴾.
    تذكر بنعمة الله على أبي البشر وذريته.
    * وقفات:
    1- أهمية العلم في مصير الأمة الإسلامية وأنه لا قيام لها إلا به.
    2- بيان أن الأمة تنال قدرها وكرامتها بالعلم النبوي وهو الكتاب والسنة.
    3- حفظ الله للقرآن.
    فهذه الآيات أول الآيات لكنها في ترتيب المصحف ليس كذلك مما يدل على أن هذا القرآن تولى الله شأنه تنزيلاً وتأويلاً وجمعاً وحفظاً: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَه * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَه * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَه﴾ [القيامة:17- 19].
    للتحميل اضغط هنا
    http://74.53.236.102/~islam999/sound/khotba/03-09-2010.mp3
يعمل...
X