إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خطبة الجمعة :: في ظلال غزوة بدر في ضوء سورة الأنفال:: لفضيلة الشيخ سليم الهلالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطبة الجمعة :: في ظلال غزوة بدر في ضوء سورة الأنفال:: لفضيلة الشيخ سليم الهلالي

    في ظلال غزوة بدر في ضوء سورة الأنفال
    في السابع عشر من رمضان وفي يوم الجمعة من السنة الثانية للهجرة، حدث يوم الفرقان يوم التقى الجمعان في بدر: جيش الإيمان وحزب الرحمن بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، وجيش الطغيان بقيادة أبي الجهل.
    وقد تحدثت سورة الأنفال عن غزوة بدر.
    ولما كان المقام مقام اعتبار بما جرى؛ فسنكتفي بما ورد من ذلك في سورة الأنفال:
    1- نصرة الدين والتمكين للمنهج أعظم من الدنيا وما فيها: ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِين * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُون﴾ [الأنفال: 7-8].
    2- إصلاح ذات البين، ووحدة الكلمة على منهج الله أعظم عند الله من الغنائم والأموال والمتاع، ولذلك لما اختلف الصحابة –رضي الله عنهم- في الغنائم نزعها الله من أيديهم وجعلها إلى الله ورسوله يحكمان فيها بمراد الله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين﴾ [الأنفال: 1].
    3- أهمية ذكر الله في حالة مواجهة الأعداء، وهذا واضح في ذكر صفات المؤمنين الكمل، والمجاهدين الخلص، وسط هذه الآيات التي تخبر عن غزوة بدر، وأول صفاتهم: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون﴾ [الأنفال: 2].
    وأوضح من ذلك قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُون﴾ [الأنفال: 45].
    وبهذا نفهم حديث أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من انفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أقناعكم؟ قالوا: بلى. قال: «ذكر الله».
    4- الدعاء من أقوى أسلحة المؤمن في مواجهة مكر الأعداء وكيدهم وعدوانهم وهذا ظاهر في مناشدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه والتضرع إلى الله: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض».
    قال تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِين﴾ [الأنفال: 9].
    5- بشائر النصر والتمكين تلوح في الأفق وتطوف بالقلوب، فأمد الله المسلمين بالملائكة، والبشرى، واطمئنان القلوب، والنعاس.
    ﴿وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم * إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَام * إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب * ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّار﴾ [الأنفال: 9-14].
    ولذلك من أسلم وحسن إسلامه بالاستجابة والاستعانة نصره الله بجنود لا تعد ولا تحصى.
    6- ومن عوامل النصر والتمكين عدم التنازع والاختلاف: ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين﴾ [الأنفال: 46].
    7- ملل الكفر على تفرقها واختلافها وأهل الباطل على تنوعهم إذا كان الهدف هو الإسلام وأهله ودعاته تكالبوا عليهم واتحدوا ضدهم وهذه الحقيقة بينها الله في أواخر سورة الأنفال: ﴿وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِير﴾ [الأنفال: 73].
    ولذلك؛ فإن موالاة الكفار وأهل البدع والأهواء من أسباب الفتنة والدين والإفساد في الأرض.
    ولذلك يجب أن يكون الولاء للمؤمنين: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير﴾ [الأنفال: 72].
    للتحميل اضغط هنا
    http://74.53.236.102/~islam999/sound/khotba/27-08-2010.mp3
يعمل...
X