إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تحميل خطبة صلاة الجمعة: رمضان بين العادة والعبادة : لفضيلة الشيخ سليم الهلالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تحميل خطبة صلاة الجمعة: رمضان بين العادة والعبادة : لفضيلة الشيخ سليم الهلالي

    رمضان بين العادة والعبادة
    عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم» أخرجه النسائي وأحمد.
    1- حكم التهنئة بدخول شهر رمضان:

    أ- التهاني من حيث الأصل تدخل في العادات.

    ب- هذا الحديث يدل على جواز التهنئة بدخول شهر رمضان.

    ولذلك قال ابن رجب في كتابه «لطائف المعارف» عن حديث سلمان –وهو حديث ضعيف-: «هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً في شهر رمضان، فإذا كان حديث سلمان وهو الذي أخرجه ابن خزيمة عن سلمان –رضي الله عنه- قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: «يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك.. شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار...» [أخرجه ابن خزيمة (1887)]. وقال: إن صح الخبر.

    قال أبو حاتم في «العلل» (1/249): «هذا حديث منكر»، وقال ابن حجر في «إتحاف المهرة» (5/561): «مداره على علي بن زيد، وهو ضعيف»، لكن يغني عنه حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-.

    وأيضاً مما يستدل به على جواز التهنئة بدخول شهر رمضان حديث كعب بن مالك في «الصحيحين» وفيه تبشير كعب بتوبة الله عليه وإقرار الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك.

    استنبط منه الإمام ابن قيم الجوزية في «زاد المعاد» (3/585): «فيه دليل على استحباب تهنئة من تجددت له نعمة دينية والقيام إليه إذا أقبل ومصافحته، فهذه سنة مستحبة، وهو جائز لمن تجددت له نعمة دنيوية وأن الأولى أن يقال: يهنئك بما أعطاك الله، وما من الله به عليك، ونحو هذا من الكلام؛ فإن فيه تولية النعمة ربها والدعاء لمن نالها بالتهني بها»أ.هـ.

    وقد سئل كثير من علمائنا المعاصرين عن التهنئة بدخول شهر رمضان فقالوا: «طيبة»، ولكن ليس لها صفة شرعية معينة، إنما تحصل بما يؤدي الغرض ويحقق الهدف ويدخل السرور على قلب المسلم، ويذكره بنعمة الله عليه فنسأل الله أن يبارك لي ولكم في هذا الشهر المبارك وأن يعيننا على صيامه وقيامه والتحلي بآدابه وأحكامه.

    لكن ينبغي في هذا المقام التنبيه على أن الناس في هذا الزمان توسعوا بالتهاني وبخاصة رسائل الهواتف المحمولة فإنه ينفق عليها ملايين الدنانير في ليلة دخول شهر رمضان، وهذا بتبذير الأموال، وإضاعة للأوقات وبخاصة كثيراً منها لا يحمل معان دينية أو شرعية بل معظمها للتسلية والترفيه وبعضها للاستهزاء والسخرية فماذا يضير المسلم أن ينفق أثمان هذه الرسائل التي ستؤول على أرصدة
    الشركات التي تحارب الله ورسوله ودينه وكتابه وسنة رسوله.
    ماذا يضيره لو وضعها في يد يتيم أو بيت أرملة أو عائلة مستورة فإن مجموع هذه الرسائل كاف بإغناء هؤلاء في شهر رمضان.

    2- رمضان شهر مبارك، والبركة في رمضان لها أبواب كثيرة، فهو شهر القرآن وهو كتاب مبارك.

    وفيه السحور، والسحور بركة.

    وفيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين، وهذا كله بركة.

    وفيه ليلة القدر؛ وهي ليلة مباركة.

    وفيه زكاة الفطر؛ وهي: بركة تطهر الصائم من اللغو والرفث؟

    وفيه صلاة الترويح كل ليلة؛ وهي: صلاة مباركة فهو مبارك من أوله إلى آخره.

    إذن بركة رمضان ليست في كثره الأطعمة، وتخزين الأغذية، والتباهي لصناعة الحلويات، وكثره المثلجات والمكسرات ... بركة رمضان في صيامه وقيامه، والتحلي بآدابه وأحكامه وتحقيق حلاله، والبعد عن حرامه.

    بركة رمضان في وحدة الأمة وقيامها لحق الله عليها ونصره المظلوم منها والتصدي للمتعدى عليها وردع الباغي الذي دنس مقدساتها وانتهك محارمها.

    بركة رمضان في ادخال السرور على الأيتام والأرامل والمساكين والفقراء والمحتاجين.

    3- رمضان موسم للخير تفتح فيه أبواب السماء فيستجيب الله للسائلين ويغفر للتائبين، ويفرج هم المكروبين.

    وتفتح أواب الجنان ليجد المسلمون في طلبها فإنها سلعة الله، وسلعة الله غالية، ومهرها ثمين، إنه بذل النفس والنفيس في سبيل الله:
    {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} [التوبة: 100].
    وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد فيه الشياطين، وهذا عون من الله لعباده حتى يتفرغوا لطاعته ويصبروا على عبادته؛ فلا عوائق إلا أنفسهم فإذا هزمتك نفسك الأمارة بالسوء فحري أن تبكي على نفسك.

    4- فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وهذا يدل على أن شهر، رمضان شهر تضاعف فيه الحسنات، وتتكاثر فيه الأمورـ وحسبك هذا الحديث القدسي الصحيح:
    «قال الله: كل عمل ابن آدم له الصيام؛ فإن لي وأنا أجزي به».
    وفي رواية البخاري:
    «الصيام لي وأنا اجزي به، والحسنة بعشر أمثالها».
    وفي رواية مسلم:
    «كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف».
    قال الله تعالى:
    «إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».
    5- إن هذا الخيرات والباقيات الصالحات التي جاءت مع رمضان لا يحرم خيرها إلا محروم، فمن قام بها كما أمر الله، وكما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسيخرج في رمضان وقد غفرله: صامه إيماناً واحتساباً وقامه كذلك، وترى ليلة القدر إيماناً واحتساباً.

    أما من نام نهاره وضيع الصلوات، وقام ليله بالسهر على المسابقات والمسلسلات ونسي حظه من كتاب الله، وجعل رمضان موسماً للغضب والصخب، فذاك محروم حرم نفسه بنفسه؛ فلا يلومنّ إلا نفسه.

    كان سلفنا يستقبلون رمضان بالتوبة والندم والعزم على الطاعات، ويجعلونه فرصة للتغير نحو الأحسن وأبناء أمتنا يستقبلونه بمئات المسلسلات التي تلهى عن طاعة الله، وتثير الشهوات والشبهات، وتروج لثقافة أعدائنا من اليهود وأعوانهم من الصليبيين والمنافقين يستقبلونه بالخيمات الرمضانية والسهرات على أنغام الموسيقى.

    للاستماع اضغط هنا
    http://74.53.236.102/~islam999/sound/khotba/06-08-2010.mp3

  • #2
    شكر

    جزاك الله خيرا يا أسامة وبارك الله في والدك الشيخ العلامة سليم الهلالي

    تعليق


    • #3
      وفيك بارك الله ، وجزاك الله كل خير
      سعدت بمرورك الكريم

      تعليق

      يعمل...
      X