شرح الدعوة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله... أمــا بعد؛
فيقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{يا أيها الذين آمنوا استجيبوا الله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون. واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وعلموا أن الله شديد العقاب}، معشر المسلمين: مرحباً بكم وأهلا وسهلا وأعز هدية وأعز نصيحة لإخواني المسلمين الوافدين لا أستطيع أعبر عنها ولكن بحسب الإمكان، الذي أنصح به جميع المسلمين في جميع البلاد الإسلامية أن يرجعوا إلى علمائهم، فإن الله سبحانه وتعالى يقول-مبيناً أن العلماء يرون الحق ويقضون بالحق ويحكمون بالحق-:{ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد}، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}، يقول الشوكاني في فتح القدير: إن المعنى بقوله:{أولي الأمر منهم}، هم العلماء والعقلاء، والعلماء أعطاهم الله بصيرة، فهم يضعون الأشياء مواضعها، فقارون عند أن خرج على قومه في زينته{قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم. وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً ولا يلقاها إلا الصابرون}.
من أجل هذا فأعداء الإسلام يحرصون كل الحرص على تشكيك المسلمين في علمائهم، والعلماء داخلون في الفرقة الناجية دخولاً أولياَ، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن معاوية والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهما-والمعنى متقارب- أن النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:((لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك)).
إن الفتن وإن البلايا والمصائب التي دهمت المسلمين في جميع البلاد الإسلامية من أعظم أسبابها هو الإعراض عن العلماء، العلماء مستذلين لا يستطيعون أن يقولوا كلمة الحق, فذاك في السجن، وذاك ينفى عن بلاد الإسلام، ومن شك في كلامي فليسأل عن المهاجر في أمريكا، مهاجر كثير من الدعاة وذاك وذاك، وهذه مكيدة شيطانية ليبقى العامة أتباع كل ناعق ويبقى العامة في شقاء، العامة يعتبرون في شقاء، والسبب في هذا هو إعراضهم عن العلماء، وإعراضهم عن العلماء يؤدي إلى الإعراض عن كتاب الله، وعن سنة رسول الله–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم:{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}.
فرجوع المسلمين إلى العلماء يعتبر أماناً لهم بإذن الله من الاختلاف، أماناً لهم بإذن الله من قهر أعدائهم لهم، أماناً لهم بإذن الله مما وقعوا فيه من الفتن، هذا أمر عسى أن يفهمه إخواننا وأن يبلغوه، فإن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان يقول:((نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها ثم أداها كما سمعها))، أما أنا فأقول: نضر الله امرأً سمع خيراً فبلغه، لأننا نصيب ونخطئ ونجهل ونعلم أما نبينا محمد–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فمعصوم.
وبعد هذا نشرح لإخواننا دعوة إخوانهم أهل السنة، وينبغي أن تعلموا وليبلغ الشاهد الغائب أن أهل السنة ليسوا جماعة مستقلة من المسلمين، لو كانوا كذلك لكانوا أهل بدعة، ولكنهم طلبة علم يوالون كل مسلم، كما يقول الله عز وجل:{والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض}، وكما يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}.
أهل السنة بحمد الله يبدءون بحفظ القرآن لأن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول:((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))ثم بعد ذلك بما تستقيم به ألسنتهم من اللغة العربية واللغة العربية شأنها عظيم، من أجل هذا؛ فأعداء الإسلام يشككون في اللغة العربية, ثم بعد هذا أحيا الله بهم أمراً كان غريباً في هذه البلدة، والفضل في هذا لله عز وجل، ليس بحولنا ولا بقوتنا ولا بشجاعتنا ولا بكثرة مالنا، ألا وهو: علم الحديث؛ فإننا نشأنا في بلدة لا نعرف شيئاً من علم الحديث، بل أعظم من هذا أن علم الحديث كان قد أصبح كالمفقود حتى في الأزهر، ومدرسونا من الأزهر بالجامعة الإسلامية وجدناهم فقراء من علم الحديث فعلم الحديث أنشأ الله سبحانه وتعالى به في هذا الزمن، وفتح الله به أعيناً عمياً وقلوباً غلفاً، وإنه سنة رسول الله–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- الذي يقول فيه ربنا:{وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}.
ولئن كان النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قد مات، فإن سنته باقية فهي رحمة للأمة الإسلامية، ورب العزة يقول فيه – أي في نبينا محمد–صلى الله عليه وعلى آله وسلم--:{وإن تطيعوه تهتدوا}، ولا تستطيع أن تعرف كيف تطيع رسول الله–صلى الله عليه وعلى آله وسلم-إلا بدراسة سنته التي يقول فيها رب العزة:{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسن لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر}, وقال سبحانه وتعالى:{فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}، ويقول سبحانه:{وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً}.
إن علم الحديث يعتبر أهله أسعد الناس بالصلاة على النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول:((من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً))، ومن الغريب والعجيب أن نسمع عن أناس أن الوهابية لا يصلون على رسول الله–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عجائب وغرائب وزور وبهتان:{إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذي آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}.
علم الحديث الذي كان غريباً في بلدنا –بحمد الله- وجد من يؤلف الكتب وينشر الكتب في تلكم البلد الغريبة التي أوذي فيها/محمد بن إبراهيم وزير علامة اليمن الذي قال الشوكاني فيه: لو قلت أن اليمن لم تنجب مثله لما أبعدت عن الصواب، وأوذي فيها/صالح بن مهدي المقبلي وهكذا محمد بن إسماعيل الأمير، وحسين بن مهدي النعمي إلى غير ذلكم من العلماء أصبح الجو مهيئاً لكم يا أهل السنة ينبغي أن تتذكروا قول الله عز وجل:{واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون}.
فقد كان أهل السنة خصوصاً في هذا البلد كانوا مستضعفين ثم بعد ذلك أيد الله السنة، وملئت الأنجاد، وملئت البلاد، بل أصبح المسلمون -خصوصاً في اليمن- يستقبلونكم بالذبائح والإكرام، إنها نعمة ومسئولية ستسألون عنها أمام الله عز وجل، إن الداعي إلى الله لا يتوقع أن يستقبل بالذبائح والإكرام يتوقع أن يستقبل بالأذى والضرب وربما بالطرد، ولكن أراد الله -سبحانه وتعالى-أن يفتح قلوب الناس لدعوتكم، وأراد الله سبحانه وتعالى أن يحبب دعوتكم للناس؛ فالفضل في هذا لله عز وجل، أهل السنة -فليبلغ الشاهد الغائب- لأن بعض مشايخ القبائل جزاه الله خيرا يقول: إلى أي حزب تنتمون؟ -لا ينتمون إلى حزب من الأحزاب ولكنهم ينتمون إلى رسول الله–صلى الله عليه وعلى آله وسلم-،إلى سيد ولد آدم، إلى أول من تفتح له أبواب الجنة وأول من يقرع باب الجنة، وأول من يشفع لهذه الأمة، الذي يقول:((يا رب أمتي))، في تلكم المواقف، مواقف يوم القيامة، يقول:((يا رب أمتي، يا رب أمتي))، فإذا سألت أيها الشيخ بارك الله فيك إلى أي حزب تنتمون؟ فإنه إلى نبينا محمد–صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ألا وأن أهل السنة يرون أن هذه الأحزاب وهذه الجماعات مبتدعة؛ لأن الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}، ويقول سبحانه وتعالى:{إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء}، فيرون هذه الجماعات، وهذه الأحزاب مبتدعة، تقر بها أعين الشياطين وأعين أعداء الإسلام، لأن الله سبحانه وتعالى يقول:{ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}.
أهل السنة لا يكفرون مسلماً، لأن النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول:((من قال لأخيه يا كافر فإن كان كما قال وإلا فقد باء بها هو))، أو بهذا المعنى، فهم لا يكفرون إلا من اعتقد في غير لله أو حكم بغير ما أنزل الله وهو يعلم وليس مكرِها، أو كان قاطع صلاة على اختلاف بينهم في هذا الأمر، فهم لا يكفرون المسلمين، ومن ادعى عليهم أنهم يكفرون المسلمين فليقرأ كتبهم.
أهل السنة ينكرون كل منكر يوجد على ظهر الأرض، ويقدمون الأهم فالأهم؛ فهم ينكرون التمسح بأتربة الموتى، وهم ينكرون تشييد القباب، وهم ينكرون أيضاً الضرائب والجمارك التي أنهكت المسلمين، وهم ينكرون أيضاً التبرج والسفور، وهم ينكرون أيضاً الاختلاط في الجامعة، دعوة شمولية، أيُّ دعوة شمولية كدعوة أهل السنة؟! لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم:{يا أيها الذي آمنوا ادخلوا في السلم كافة}، أي خذوا بالإسلام بجميع جوانبه، أهل السنة-بجانب القبلية- يأخذون ما كان صالحاً منها، وينبذون ما كان مخالفاً لدين الله، لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم:{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، فالقبلية، ينبغي أن يعلم أن الشيوعيين والبعثيين والناصريين واليهود يريدون إذابة القبلية، والقبلية كانت موجودة على عهد النبي-صلى الله عليه على آله وسلم-. نعم الرسول-صلى الله عليه على آله وسلم-يقول:((الناس معادن كمعادن الذهب))، فلا نستطيع أن نقول: إن الوادعي ليس بوادعي، وإن الحاشدي ليس بحاشدي، وإن الأرحبي ليس بأرحبي لا نستطيع أن نقول ذلك، بل نقول لإخواننا القبائل: عليكم أن تستسلموا لكتاب الله ولسنة رسول الله-صلى الله عليه على آله وسلم-، وإذا تعصب أحد لقبيلته بالباطل؛ فهو متعصب للجاهلية؛ لأن النبي-صلى الله عليه على آله وسلم- عند أن كان في غزوة من الغزوات أختصم أنصاري ومهاجري؛ فقال الأنصاري: ياللأنصار، وقال المهاجري: ياللمهاجرين؛ فقال النبي -صلى الله عليه على آله وسلم-:((أبدعوى الجاهلية وأنا بين اظهركم؟ دعوها فأنها منتنة)).
أهل السنة يكاد أن يجرح قلوبهم الاختلاف القبلي والقتال القبلي، ولو أن الناس يحكمون الكتاب والسنة، ويقبلون حكم الله ما بقينا في بيوتنا ساعة واحدة حتى نسعى في إصلاح الاختلاف القبلي والنزاع القبلي، فإنه مغذى من قبل أعداء الإسلام، والشيوعية تريد أن تضرب القبيلة بالقبيلة، والشيخ بالشيخ، والعالم بالعالم، والجماعة بالجماعة.
أهل السنة يرون أن التصوف والتشيع مبتدعان؛ ليس هناك إلا كتاب وسنة، أهل السنة يحبون أهل بيت النبوة حباً شرعياً؛ فليبلغ الشاهد الغائب، نقول هذا لله عز وجل، ليس لهم سلطة علينا، ولكننا نقول: إننا نحب الصالحين من أهل بيت النبوة حباً شرعياً, لأن النبي-صلى الله عليه على آله وسلم- يقول:((تركت فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله فيه الهدى والنور))، وحث ورغب على كتاب الله ثم قال:((وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)).
أبو بكر الصديق يقول -كما في صحيح البخاري-: ارقبوا محمداً في أهل بيته، ويقول-كما في الصحيح أيضاً-: فوالله لأن أصل قرابة رسول الله-صلى الله عليه على آله وسلم- أحب إليَّ من أن أصل قرابتي، النبي-صلى الله عليه على آله وسلم- يقول في علي:((لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق))، وإذا أردت أن تعرف حقيقة أهل السنة؛ فلابد أن تقرأ في كتب أهل السنة؛ فإن هذا الكلام لا يكاد يغنيك؛ إذ هو كلام مقتطف؛ ينبغي أن ترجع إلى كتب السنة لتعلم أن أهل السنة يحبون آل بيت النبوة حباً شرعياً؛ لأن النبي-صلى الله عليه على آله وسلم- يقول وقد وضع فاطمة وعلياً وحسناً وحسيناً في كساء ثم قال:((اللهم إن هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً))، والنبي-صلى الله عليه على آله وسلم- يقول لعلي بن أبي طالب:((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)).
وأيضاً نقول لإخواننا الملبس عليهم: النبي-صلى الله عليه على آله وسلم- يقول:((ليس الخبر كالمعاينة))، ويقول الشاعر:
يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما *** قد حدثوك فما راء كمن سمع
فمن قال لكم: إن أهل السنة يبغضون آل بيت النبوة؛ فأنصحكم أن تأتوا إلى هنا، وتجلسوا كأنكم ما جئتم لهذا الأمر ولو أسبوعا؛ لتعلموا ما أهل السنة عليه من محبة أهل بيت النبوة، كيف يبغضونهم؟ والله يقول في كتابه الكريم:{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}، والنبي-صلى الله عليه على آله وسلم- يقول في غزوة من الغزوات:((لأعطين الراية غداً رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه)) فأعطاها علي بن أبي طالب.
أبعد هذا نصدق من خمار، نصدق من قاطع صلاة، نصدق من جاهل لا يحسن أن يقرأ فاتحة الكتاب أن أهل السنة يبغضون آل بيت النبوة.
أبعد هذا البيان من أنفسنا نقوله لله عز وجل، فالشيوعيون وأعداء الإسلام يريدون أن يحارشوا بين أهل السنة وبين الشيعة، ونحن وإن كنا نرى أن الشيعة مبتدعة؛ فقد تقدم لكم أننا لا نستحل دماءهم ولا أموالهم ولا أعراضهم، أهل السنة يؤيدون كل مسلم في سبيل الحق لأن النبي-صلى الله عليه على آله وسلم- يقول:((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً))، ثم بعد ذلك أيضاً: أهل السنة يكرهون التنازع والاختلاف، من أجل هذا فإنهم إذا تقدم المغفلون تأخروا لأنهم لا يحبون أن يصطدموا بمسلم، لا نحب أن نصطدم بمسلم يشهد أن لا إله إلا الله، فإن النبي-صلى الله عليه على آله وسلم-يقول:((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)).
أهل السنة يشكون من العجز، لأنهم لم يستطيعوا أن يسدوا عشر الفراغ مما يطلب منهم؛ فهم في حاجة رجال يأتون ويتعلمون، يهمهم أمر الإسلام حتى يسدوا فراغاً، فإنهم بحمد الله قد نفع الله بهم، نقول هذا لتكون المسئولية على كل مسلم.
أهل السنة ما امتدت لهم يد تساعدهم من الحكومات، إنما يساعدهم الله عز وجل، ثم أهل الخير، أما الحكومات فلسنا نتوقع منها أن تنصر دين الله، لسنا نتوقع هذا منها، لكن بحمد الله هم في خير، وقد أحببنا طلب العلم، وأحببنا الدعوة، ونحن مستعدون أن نصبر على أي حالة بإذن الله، نسأل الله أن يصبرنا فإن الله إذا لم يصبرنا وإذا لم يثبتنا فلا نستطيع أن نصبر، ولا نستطيع أن نثبت.
أهل السنة يبغضهم الشيوعي، والبعثي، والناصري، وأذناب الشيوعيين، وأذناب البعثيين وأذناب الناصريين، وأيضاً بعض الجماعات الإسلامية لأنهم يتكلمون بالحق ولأنهم يعتزلون الفتن، يتكلمون بالحق لأن الله يأمرنا بكلمة الحق، يقول سبحانه وتعالى:{وإذا قلتم فاعدلوا}، ويقول:{إن الله يأمر بالعدل والإحسان}، ويقول أيضاً:{يا أيها الذي آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين أو الأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما}.
أهل السنة لا يطمعون في الكراسي ولا في المناصب، ومع هذا لا تنقطع الجواسيس من عندهم، لا بارك الله في الجواسيس، ونسأل الله أن يقطع دابرهم، فلا تنقطع الجواسيس من عندهم، وهم لا يريدون أن يمازحوا الناس في كراسيهم فيرون العلم أرفع من الكراسي:{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، الدعوة أرفع من الكراسي:{ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين}.
أهل السنة كما سمعتم قبل موطنون أنفسهم على أن ينكروا كل منكر في حدود ما يستطيعون:((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)).
أهل السنة لا يدعون لأنفسهم الكمال، وهم مستعدون على أن يتقبلوا النصائح، ونصيحة تأتيني من نجد أو من صنعاء أو من جزائر أو من غيرها أحب إلي من أمر الدنيا وما فيها أتقبلها، الدين النصيحة، لأننا نعلم أننا طلبة علم نصيب ونخطئ ونجهل ونعلم.
من أجل هذا فهم يدعون إخوانهم إلى نصحهم ويدعون إخوانهم إلى التعاون معهم فهل لكم أن تتعاونوا مع دعاة إلى الله ليسوا بحزبيين؟ إن شاء الله، هل لكم أن تتعاونوا مع دعاة إلى الله لا يطمعون في الكراسي، ولا يطمعون في الأموال، ولا يطمعون في الجاه، بل من فضل ربي-الفضل في هذا لله عز وجل- الخير يأتيهم من أهل الخير فجزاهم الله خيراً عن هذه الدعوة، وإنني أعتقد اعتقاداً جازماً أن الله هيأ الأسباب لهذه الدعوة ووفقها بسبب دعاء المسلمين من جميع البلاد الإسلامية، يدعو لها الجزائري، يدعو لها السوداني، يدعو لها الأمريكي، يدعو لها المصري، يدعو لها النجدي، يدعو لها الحجازي، من جميع البلاد الإسلامية، وهم يسألون أن الله يوفق هذه الدعوة وأن يدفع عنها كل سوء ومكروه، هكذا معشر المسلمين فأعتقد أن من الأسباب التي هيأ الله لهذه الدعوة هو دعاء إخواننا في جميع البلاد الإسلامية، يحبونها لما يرون ولما يسمعون ولما يقرءون من الكتب,
أهل السنة-بحمد الله- كتبهم في أمريكا، وكتبهم في أفريقيا، وكتبهم أيضاً بمصر، وكتبهم في الكويت، وكتبهم بأرض الحرمين، وكتبهم بنجد، في جميع البلاد الإسلامية.
نسأل الله العظيم أن يولي على المسلمين خيارهم، نسأل الله العظيم أن يتوب علينا وأن يجمع قلوبنا على الحق، والحمد لله رب العالمين.اهـ
أبعد هذا نصدق من خمار، نصدق من قاطع صلاة، نصدق من جاهل لا يحسن أن يقرأ فاتحة الكتاب أن أهل السنة يبغضون آل بيت النبوة.
أبعد هذا البيان من أنفسنا نقوله لله عز وجل، فالشيوعيون وأعداء الإسلام يريدون أن يحارشوا بين أهل السنة وبين الشيعة، ونحن وإن كنا نرى أن الشيعة مبتدعة؛ فقد تقدم لكم أننا لا نستحل دماءهم ولا أموالهم ولا أعراضهم، أهل السنة يؤيدون كل مسلم في سبيل الحق لأن النبي-صلى الله عليه على آله وسلم- يقول:((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً))، ثم بعد ذلك أيضاً: أهل السنة يكرهون التنازع والاختلاف، من أجل هذا فإنهم إذا تقدم المغفلون تأخروا لأنهم لا يحبون أن يصطدموا بمسلم، لا نحب أن نصطدم بمسلم يشهد أن لا إله إلا الله، فإن النبي-صلى الله عليه على آله وسلم-يقول:((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)).
أهل السنة يشكون من العجز، لأنهم لم يستطيعوا أن يسدوا عشر الفراغ مما يطلب منهم؛ فهم في حاجة رجال يأتون ويتعلمون، يهمهم أمر الإسلام حتى يسدوا فراغاً، فإنهم بحمد الله قد نفع الله بهم، نقول هذا لتكون المسئولية على كل مسلم.
أهل السنة ما امتدت لهم يد تساعدهم من الحكومات، إنما يساعدهم الله عز وجل، ثم أهل الخير، أما الحكومات فلسنا نتوقع منها أن تنصر دين الله، لسنا نتوقع هذا منها، لكن بحمد الله هم في خير، وقد أحببنا طلب العلم، وأحببنا الدعوة، ونحن مستعدون أن نصبر على أي حالة بإذن الله، نسأل الله أن يصبرنا فإن الله إذا لم يصبرنا وإذا لم يثبتنا فلا نستطيع أن نصبر، ولا نستطيع أن نثبت.
أهل السنة يبغضهم الشيوعي، والبعثي، والناصري، وأذناب الشيوعيين، وأذناب البعثيين وأذناب الناصريين، وأيضاً بعض الجماعات الإسلامية لأنهم يتكلمون بالحق ولأنهم يعتزلون الفتن، يتكلمون بالحق لأن الله يأمرنا بكلمة الحق، يقول سبحانه وتعالى:{وإذا قلتم فاعدلوا}، ويقول:{إن الله يأمر بالعدل والإحسان}، ويقول أيضاً:{يا أيها الذي آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين أو الأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما}.
أهل السنة لا يطمعون في الكراسي ولا في المناصب، ومع هذا لا تنقطع الجواسيس من عندهم، لا بارك الله في الجواسيس، ونسأل الله أن يقطع دابرهم، فلا تنقطع الجواسيس من عندهم، وهم لا يريدون أن يمازحوا الناس في كراسيهم فيرون العلم أرفع من الكراسي:{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، الدعوة أرفع من الكراسي:{ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين}.
أهل السنة كما سمعتم قبل موطنون أنفسهم على أن ينكروا كل منكر في حدود ما يستطيعون:((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)).
أهل السنة لا يدعون لأنفسهم الكمال، وهم مستعدون على أن يتقبلوا النصائح، ونصيحة تأتيني من نجد أو من صنعاء أو من جزائر أو من غيرها أحب إلي من أمر الدنيا وما فيها أتقبلها، الدين النصيحة، لأننا نعلم أننا طلبة علم نصيب ونخطئ ونجهل ونعلم.
من أجل هذا فهم يدعون إخوانهم إلى نصحهم ويدعون إخوانهم إلى التعاون معهم فهل لكم أن تتعاونوا مع دعاة إلى الله ليسوا بحزبيين؟ إن شاء الله، هل لكم أن تتعاونوا مع دعاة إلى الله لا يطمعون في الكراسي، ولا يطمعون في الأموال، ولا يطمعون في الجاه، بل من فضل ربي-الفضل في هذا لله عز وجل- الخير يأتيهم من أهل الخير فجزاهم الله خيراً عن هذه الدعوة، وإنني أعتقد اعتقاداً جازماً أن الله هيأ الأسباب لهذه الدعوة ووفقها بسبب دعاء المسلمين من جميع البلاد الإسلامية، يدعو لها الجزائري، يدعو لها السوداني، يدعو لها الأمريكي، يدعو لها المصري، يدعو لها النجدي، يدعو لها الحجازي، من جميع البلاد الإسلامية، وهم يسألون أن الله يوفق هذه الدعوة وأن يدفع عنها كل سوء ومكروه، هكذا معشر المسلمين فأعتقد أن من الأسباب التي هيأ الله لهذه الدعوة هو دعاء إخواننا في جميع البلاد الإسلامية، يحبونها لما يرون ولما يسمعون ولما يقرءون من الكتب,
أهل السنة-بحمد الله- كتبهم في أمريكا، وكتبهم في أفريقيا، وكتبهم أيضاً بمصر، وكتبهم في الكويت، وكتبهم بأرض الحرمين، وكتبهم بنجد، في جميع البلاد الإسلامية.
نسأل الله العظيم أن يولي على المسلمين خيارهم، نسأل الله العظيم أن يتوب علينا وأن يجمع قلوبنا على الحق، والحمد لله رب العالمين.اهـ
المرجع كتاب إجابة السائل على أهم المسائل صـ(17-26)