إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أعمال مفجعة وقبيحة من أصحاب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أعمال مفجعة وقبيحة من أصحاب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذي عافانا من الأفكار المسمومة والأفكار المضلة ولقد شاهد أهل اليمن وساءهم ما شاهدوه من أعمال الإجرام وأفعال السفهاء من دعاة التخريب في حضرموت وأن هذا المنكر الجعظيم والفعل القبيح لزيد أهل السنة وثوقاً بعقيدتهم الصافية عقيدة الرحمة بالراعي والرعية والأمة المحمدية وقبح الله الخوارج كلاب أهل النار وإليكم أيها الكرام موقف علم من أعلام أهل السنة وهو الشيخ يحيى الحجوري من هذه الفتن ومن هذا الفكر المنحرف .
    (النكير على دعاة التفجير )
    للشيخ يحيى الحجوري حفظه الله ورعاه
    الخطبة الأولى
    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
    ? يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ?
    ? يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ?
    ? يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ? .
    فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
    أيها الناس إن الله عز وجل ما خلق البرية إلا لعبادته وما أوجدهم إلا للانقياد والاستسلام له سبحانه وتعالى يقول الله عز وجل : ? وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون ? ، ويقول سبحانه : ? وله أسلم من في السماوات ومن في الأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون ? ، ويقول : ? اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ? ، ويقول : ? ومن يَبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ? ، ويقول سبحانه : ? إن الدينَ عند اللهِ الإسلام ? ، والدين هو الإسلام الاستسلام لله سبحانه وتعالى والانقياد والخضوع لكتابه ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعدم التقديم بين ذلك يقول الله سبحانه : ? يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميعٌ عليم * يا أيها الذين آمنوا لا تَرفعوا أصواتكم فوق صوتِ النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بَعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون * إن الذين يَغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرةٌ وأجرٌ عظيم * إن الذين يُنادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون * ولو أنهم صبروا حتى تَخرج إليهم لكان خيراً لهم ? ، فالدين كل الدين هو الاقتناع بكتاب الله سبحانه وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، الاقتناع بهما والسير عليهما ( أتردون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين سمعنا وعصينا بل قولوا سمعنا وأطعنا ) فقالوا : سمعنا وأطعنا ولما قالها القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل الله في إثرها : ? آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلٌ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله لا نُفرق بين أحدٍ من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ? بعد أن قالوا أُنزلت عليك هذه الآية ? لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ? عاتبهم قالوا لا نطيق أن نحاسب بما في أنفسنا فعاتبهم الله وأنكر عليهم
    رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما استجابوا واستسلموا وانقادوا أتى التخفيف من الله سبحانه وتعالى ، الاعتراض على الله ضلال ? لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون ? التقديم بين يدي الله ورسوله تيه وزيغٌ وفرية إلى الغاية وتُودي بصاحبها إلى الضلال .
    فابن أبي مليكة يقول : كاد الخيران أن يهلكا أبو بكرٍ وعمر ، من أجل أن أحدهما قال يا رسول الله أمر فلاناً من وفد بني تميم ؟ وقال الآخر أمر فلاناً لرجلٍ آخر ، اختلفا والرسول صلى الله عليه وسلم موجود فكان ذلك من أسباب الهلاك لولا تدارك الله سبحانه وتعالى لهما ، ? أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ? ، حتى كان بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جلس في بيته يبكي ثابت بن قيس يبكي قالوا : مالك ، قال : حبط عملي فأنا أرفعكم صوتاً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أجهر بصوتي ? أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ? فأنا أجهر بصوتي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا هو من أهل الجنة ، ما رفع صوته على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن كان جهوري الصوت .
    ألا وإن من أعظم التعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم لتلك الفتوى التي يصدرها بعض الناس فراجت وماجت على مستوى الخاصة والعامة ، أنه يجوز للإنسان أن يُفجر نفسه بحجة أنه يقتل بعض الكافرين ، وهذا أفتأتٌ على كتاب الله وسنة رسوله ، وهذا ابتعاد عن الأدلة الشرعية الأدلة الشرعية من كتاب الله ومن سنة رسوله ، فربنا سبحانه وتعالى يقول : ? ولا تقتلوا أنفسكم إنه كان بكم رحيماً ? ، ويقول سبحانه وتعالى : ? لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عندتم حريصاً عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ? إن الله أرحم بعباده من عباده ، ففي < الصحيحين > من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بسيٍ وفي السبي امرأة جعلت تجري إذ رأت ولدها مع السبي فألصقته وجعلت ترضعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أترون هذه طارحة ولدها في النار ؟ ) قالوا لا يا رسول الله فقال : ( لله أرحم بهذه على ولدها ) أرحم بعبده فليس له أن يتصرف في نفسه بل هو ملكٌ لله سبحانه وتعالى ? قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ? أنت ملكٌ لله أنت عبدٌ لله لا تملك ظفراً من أظفارك جزءً من أجزاءك لا تملك ذلك ، إلا فيما جاء فيه الدليل الشرعي وإلا فليس لك أن تقتل نفسك ، وليس لك أن تتصرف في نفسك ، ففي < الصحيحين > من حديث وهب بن عبد الله وابن مسعود وابن عمر وأنس بن مالك وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالقصر في السفر رحمةً بالعبد حتى لا يشق على نفسه ، في حديث عائشة : فُرضت الصلاة ركعتين رَكعتين فأقرت صلاة السفر وزيد في الحضر ، وقال ابن عباس : من صلى في السفر أربعاً فكأنما صلى الصبح أربعاً ، وجماهير أهل العلم على ذلك على القصر في السفر ، ولكنه واجبٌ بالأدلة كما سمعتم ، كل ذلك من رحمة الله سبحانه وتعالى بهذا العبد أن يَشق على نفسه أو
    يتكلف في ضرر على نفسه فهو لا يملك نفسه .
    وقال الله سبحانه وتعالى مبيناً على أنه إذا سافر يقصر : ? وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناحٌ أن تقصروا من الصلاة ? ، وهكذا يتيمم إذا خاف على نفسه الضرر من الموت أو من المرض أو استطالة المرض به ولو كان عند الله ، فقد ثبت أن عمرو بن العاص كان في غزوة ذات السلاسل في ليلةٍ شديدة البرد ، فاحتلم رضي الله عنه فقام يريد أن يغتسل فلم يستطع من شدة البرد فتيمم وصلى بقومه ، وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال : ( يا عمرو صليت بقومك وأنت جنب ) قال : نعم ذكرت قول الله عز وجل : ? ولا تقتلوا أنفسكم إنه كان بكم رحيماً ? خشية أن يصاب بدوام عله أو بحدوث علة فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأقره على هذا الفعل السليم والفقه المستقيم .
    وفي < الصحيحين > من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأي عليه قملاً فقال : ( ما كنت أظن أن الجهد بلغ بك هكذا فاحلق رأسك ) وهو محرم أمره أن يبعد ما يؤذيه وأن يزيل ما يضره ولو كان في حالة الإحرام رفقاً رحمةً بالمؤمن .
    فكم من الأمور أوجبها الله رحمة بالمسلم ، وكم من الأمور حرمها الله رحمة بالمسلم ، نعم ( أحلق رأسك وانسك شاة أو صم ثلاثة أيام ) أمره صلى الله عليه وسلم أن يحلق رأسه ? ولا تقتلوا أنفسكم إنه كان بكم رحيماً ? ، هذا فيمن يتسبب في قتل نفسه ، ففي < صحيح مسلم > من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في مسيرٍ فرأى رجلاً قد ظلل عليه فقال : ( ما بال هذا ؟ ) قالوا صائم ، قال : ( ليس من البر الصيام في السفر ) وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أناس كانوا صائمين وأشتد عليهم الحال : ( أولئك العصاة ، أولئك العصاة ) ، فسماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عصاةً لأنهم تعرضوا إلى ما يضرهم فضلاً عن أن يتعمد قتل نفسه .
    أما ذلك فكبيرة من الكبائر عظيمة من العظائم ففي < الصحيحين > من حديث جندب بن عبد الله بن سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في رجلٍ أُخبر أنه قتل نفسه فقال قال الله عز وجل : ( بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة ) حرم الله الجنة على من قتل نفسه ، فانظر على وعيدٍ شديدٍ يتعرض له هؤلاء الناس بسبب السفه والطيش والافتئات على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أجل أن يُقال بطل وأن يُقال شجاع ، وقد روى الإمام مسلم في < صحيحه > من حديث أبي هريرة في الثلاثة النفر الذين أحدهم قُتل ، أتي به فقيل له ماذا صنعت في هذه النعمة قال قاتلت فيك حتى قتلت ، قال كذبت إنما قاتلك ليقال شجاع فقد قيل ، ثم يؤمر به أن يُسحب على وجهه في النار نعم عباد الله يسحب ، ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو شهيد ) أما من قُتل أو قاتل لغير ذلك فلا .
    التفجير خطرٌ مفسدةٌ عظيمة على المسلمين وقد أخر ربنا سبحانه وتعالى فتح مكة من أجل ما تحصل فيها من المفسدة فقال : ? هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفاً أن يبلغ محله ولو لا رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمنات لم تعلموهن أن تطئوهم ? تطئوهم تقتلوهم وكانوا قلة ? أن تطئوهم فتصيبكم منكم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً ? لو خرجوا لو تميزوا لو انفصلوا لسَلطكم الله على الكفار ، لكن لما كان المسلمين موجودين بين الكفار وهم مختلطون ولا يُدرى الكافر من المسلم ، هناك أثم ومعرة أخر الله فتح مكة من أجلها عدد نفر عدة أشخاص ، ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) ، فهذه مفسدة عظيمة ودرء المفسدة يُعتبر واجباً مقدماً على جلب المصلحة ، فربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه : ? ولا تسبون الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم ? قال ابن كثير وغيره من أهل العلم : إن هذه المصلحة في أذية الكفار وسب الكفار تعترضها مفسدة أن الكافرين يَسبون الله ، فنهى الله المسلمين عن سبِ آلهة الكفار وأصنام الكفار ، ( يا عائشة لو لا أن قَومك حديث عهدٍ بجاهلية لهدمت الكعبة ولجعلت لها بابين ) والحديث في < الصحيحين > وفيهما من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من أكبر الكبائر أن يَسب الرجل والديه ) ، قالوا يا رسول الله : كيف يسب والديه ؟ قال ( يسب أبا الرجل فيسب أباه ويَسب أمه فيسب أمه ) فما كان ذلك ذريعةً إلى معصية الله سبحانه وتعالى حصل النهي الشديد عن ذلك وجعله من أكبر الكبائر ، كما أن ذلك الفعل الذي يصنعه الحماسيون الطائشون التائهون يؤدي إلى ذريعة ومفسدة يؤدي إليها إلى أذية المسلمين فيقتل منهم واحد ويقتلون من المسلمين المئات ، مفسدة عظيمة يتسلقون إليها أولئك الطائشون عن طريق الطيش والحماس دون اعتماد
    على كتابٍ ولا سنة .
    ومن تلك المفاسد قَتل النساء والصبيان ، ولو كان في حمئت القتال ، فإن هذا منهي عنه ، وتلكم التفجيرات تؤدي إلى قتل النساء والصبيان إلى قتل الأبرياء ، ففي < الصحيحين > من حديث ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى امرأةً مقتولة بين الجيشين فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان . هذا ولو كانت في القتال ، قال الإمام النووي رحمه الله : أجمعوا على تحريم قتل النساء والصبيان ما لم يقاتلوا ولو كانوا من الكفار ، وفي < صحيح مسلمٍ > من حديث بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث جيشاً أمّر عليهم رجلاً فأوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وأوصاه ومن معه جميعاً فيقول : ( اغزوا باسم الله ، قاتلوا من كفر بالله ، لا تَغِلوا ولا تَغدروا ولا تقتلوا وليداً ) هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقتل خالد بعض الصبيان والنساء فقال عليه الصلاة والسلام : ( اللهم إني ابرأ إليك مما صنع خالد ) نعم شاهدنا من هذا على أن هذا الفعل فيه مفاسد تعود على ضرر الإسلام والمسلمين لا يجوز السكوت عنها فضلاً من أن تبرر ومن أن يعتبر ذلك القاتل شجاعاً باطلاً نحريراً نعم والله ، لقد انقلبت المفاهيم فكما يقول عليه الصلاة والسلام من علامات الساعة أن ينطق الرويبضة ، قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : ( السفيه يتكلم في أمر العامة ) .
    يا أيها المفتي الكذاب ليس من شأنك أن تَعترض على دين الله هذا باطل ، هذا حماس طائش لا يعتمد على كتابٍ ولا سنة وبيننا وبينكم القرآن والسنة نعم عباد الله .
    في < الصحيحين > من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً نزل في ساحة القتال قالوا يا رسول الله ما أحدٌ أجزئ اليوم مثل فلان قاتل المشركين قتل بالمشركين ما ترك لهم شاذة ولا فاذة قال عليه الصلاة والسلام : ( هو في النار ) فتبعه رجلٌ وقال : أنا له ، وكان بذلك الرجل جراح فذهب إلى مكانٍ ووضع السيف في ذبابة صدره وأتكئ عليه حتى مات ، فأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام : ( أشهد أني رسول الله ، مروا بلالاً فليؤذن في الناس أنها لا تدخل الجنة إلا نفسٌ مسلمة وإن الله ليَنصر هذا الدين بالرجل الفاجر ) رجل فاجر قتل نفسه ، وروى الإمام مسلم في < صحيحه > من حديث جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي برجلٍ قد قتل نفسه ليصلي عليه فأبى رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يصلي عليه ، وفي < الصحيحين > من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قتل نفسه بحديدةٍ فهو يجئ بها في بطنه خالداً مخلداً في النار ، ومن تردى من على جبلٍ فقتل نفسه فهو يقتل نفسه خالداً مخلداً في النار ، ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يشربه ويتحساه خالداً مخلداً في النار ) خالداً مخلداً في النار ، وهكذا في < الصحيحين > من حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من حلف بملةٍ غير الإسلام كاذباً متعمداً فهو كما قال ، وليس على امرئٍ نذر فيما لا يملك ، ولعنُ المسلمِ كقتله ، ومن قتل نفسه بشيءٍ عذب به يوم القيامة ) برصاص بسكين بقنبلة بأي شيءٍ يَقتل نفسه يُعذب به يوم القيامة ، كل هذه الأدلة يَجعلونها على جانب ويعمدون إلى العقول والآراء والإستحسانات وعدم الانقياد لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويطيع أولئك العقلانيين كثيرٌ من الجهال .
    حسبنا الله ونعم الوكيل .
    والله المستعان .
    الخطبة الثانية
    الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه أما بعد :
    فإن التفجير يعتبر استعجالاً للموت ، ومن حديث خباب في < الصحيح > أنه قال : ولقد اكتويت سبع كيات يعني من كثرة المرض ، ولو لا أن رسول الله نهى أن يُدعى بالموت لدعوت به .
    وفي < الصحيحين > من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( لا يتمنين أحدكم الموت لضرٍ نزل به ، فإن كان فاعلاً ولا بد فليقل اللهم أحيني ما دامت الحياة خيراً لي وتوفني ما دامت الوفاة خيراً لي ) .
    وفي < الصحيحين > من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدعو به فإن كان مسيئاً لعله يستعتب ، وإن كان محسناً لعله يَزداد ) ، ومن حديث عبد الله بن بسرٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( خير الناس من طال عمره وحَسنَ عمله ، وشر الناس من طال عمره وساء عمله ) فنعم طول عمر المسلم خيرٌ له لأن يبقى عده سنين أو أيام خيرٌ له من أن يموت ويُفجر نفسه مهما كان عمله ، هذا إن كان محسناً فضلاً إن من أن كان قاتلاً لنفسه ، نعم عباد الله ، إن هذا يعتبر طيشاً ويعتبر خوراً ، حيث أنه يُظلم بعض المساكين لغير ما ذنبٍ فربما يكون في بلاد الكفار من المسلمين في بعض المراكب أو في بعض المطاعم من المسلمين ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( الظلمُ ظلماتٌ يوم القيامة ) ، فليتق الله كل امرئٍ في نفسه ، يتقي الله كل امرئٍ في نفسه ، وليحاسب نفسه عن الأدلة الشرعية ولا يقدم عقله على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
    إن من أنقاد للشيطان ، وإن من أنقاد للهوى ليردياه أولئك إلى الهاوية ، يقول الله سبحانه : ? يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولو لا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحدٍ أبداً ولكن الله يزكي من يشاء ? يزكيه بالإذعان إلى الكتاب والسنة ، ( دعوني ما تركتكم إنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم ) ، فلم يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أن يذهب وفقتل نفسه عند الكفار ، ولا فعل ذلك هو ولا أحدٌ من أصحابه بل كانوا ينكرون ذلك غاية النكير ، ولما برز عامر الأكوع إلى مرحب من اليهود فاختلف معهم في ضربتين فوقع سيف عامرٍ على رجله خطأً وضرب رجله ، ماذا قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : هلك عامر حبط عمله ، يعتبرون أن ذلك من الجرائم ، ويعتبرونها من العظائم وهو إنما وقع سيفه خطأ ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( كلا إن له أجره مرتين ) أي أنه ما قتل نفسه وإنما قاتل في سبيل الله وأنه قُتل خطأً فله أجره مرتان ، هم يَحتجون بل يأتون بشبه أوهى من بيت العنكبوت ، مثل قصة البراء بن مالك أخي أنس بن مالك رضي الله عنه ، وهذه القصة لا حجة لهم فيها فإن الرجل كان بطلاً شجاعاً غاية ما فيه أنه قال : احملوني فالقوني بينهم أي بين أولئك الكفار ، فحملوه بسيفه فأخذ سيفه وقاتل الكفار حتى فتح الباب للمسلمين وتجالدوا مع الكفار ، هل أخذ البراء سيفه وقتل نفسه ؟!!! .
    يا معشر المهلوسين ما أخذ ذلك ، ولا قتل نفسه ، ولا في الحديث دلالة على قتل نفسه غاية ما فيه أنه يجوز قتال الكفار ، والبسالة للكفار ، وهكذا الطموح إلى الكفار ، وإن قُتل فذلك خير ، أما أن يتعمد قتل نفسه فلم يحصل هذا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم أتقى لله من أن يقتلوا أنفسهم كما سمعت حديث عامر .
    فليس عند القوم أدنى دليل من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على ما يقولون وينتهجون غير الحماس الفارغ غير الهوى هم عقلانيون كما تقدم حسبنا الله ونعم الوكيل .
    يقول الله سبحانه وتعالى ? يا داود لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذابٌ شديد بما نسوا يوم الحساب ?
    ? فاعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم ?
    ? وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا وأتبع هواه وكان أمره فرطاً ? .

  • #2
    أعمال مفجعة وقبيحة من أصحاب

    جزاك الله خيرا ياأخانا محمد،......................ومن اراد سماع الخطبة ....................من موقع الشيخ يحيى حفظه الله
    من هنا
    التعديل الأخير تم بواسطة مهدي بن هيثم الشبوي; الساعة 14-10-2010, 02:25 PM. سبب آخر: لكي نجعل الرابط في خط مستقل

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرًا

      تعليق


      • #4
        نسأل الله ان يحفظ الله الشيخ يحى من كل ســــــــوء وان ينصر الله به السنة

        تعليق

        يعمل...
        X