إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
(( النِعم والبركات في تقوى رب الأرض والسموات )) خطبة الجمعة لخليفة الإمام الوادعي رحمه الله [1 ذي الحجة 1432هـ]
تقليص
X
-
(( النِعم والبركات في تقوى رب الأرض والسموات )) خطبة الجمعة لخليفة الإمام الوادعي رحمه الله [1 ذي الحجة 1432هـ]
التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس هشام بن صالح المسوري; الساعة 28-10-2011, 04:27 PM.الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
-
بسم الله الرحمن الرحيم
النِعم والبركات
في تقوى رب الأرض والسموات
خطبة جمعة
فاتح ذي الحجة1432هـ
للشيخ العلامة الناصح الأمين
أبي عبد الرحمن يحي بن علي الحجوري
حفظه الله تعالى
الخطبة الأولى
الحمد لله، نحمده و نستعينه، ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
[آل عمران:(102)]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء:1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا *}[الأحزاب:80-81].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الناس يقول الله ـ عز وجل ـ في كتابه الكريم:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}[ المائدة :11].
ويقول سبحانه وتعالى:
{فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[ الأعراف:69].
وتذكّر النعم ومعرفتها أمر مهم، فإن من عرف نعمة الله أدى به ذلك إلى طاعة الله، إلّا من جحد كما قال الله ـ عز وجل ـ: {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ}[ النحل :83].
وإن من عرف نعمة الله عليه، أدّى به ذلك إلى الحفاظ عليها ، والحذر من تغيرها، فإن تغيِر نعمة الله ـ عز وجل ـ نقمة،
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}
[ إبراهيم:7]. فالتماس نعمة الله على العبد مع الحفاظ عليها، مع شكرها، مع ذكرها،{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [ الضحى :11].
مع أن هذه النعمة تضاف إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ لا إلى غيره ،
{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}[ النحل:53].
هذا كله من أسباب أن تدوم النعمة التي أنعمها الله ـ عز وجل ـ على العبد، مع دعاء الله ـ سبحانه وتعالى ـأن يحفظها، وأن يهدي المسلم إليها،
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}[ الفاتحة:6-7].
ونحن معشر المسلمين في نعمة، ألا وهي نعمة الإسلام, نعمة يجب على المسلم أن يفرح بها،
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}[ يونس:58].
ويفرح بسائر شؤون الإسلام، بكل صغيرة منه وكبيرة، فإن الله قد امتن على المسلمين بنعم عديدة أجلها نعمة الإسلام،
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[ المائدة :3].
فإن عرف الإنسان هذه النعمة معرفة تدفع به إلى ما عدا تلك المعرفة من إقامة دين الله، فإن ذلك خير له، ألا وإن النعم تثبت،وتَقِر بتقوى الله ـ سبحانه وتعالى ـ، وكل نعمة تتحقق في هذه الحياة الدنيا بتقوى الله،
وكل نقمة تضرب في أوساط المسلمين بعدمها، بعدم تقوى الله أو بضعف المسلمين في هذا الجانب،وتأمل قول الله ـ عز وجل ـ :
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأعراف :96].
فقَرن الله ـ سبحانه وتعالى ـ نعمته على العباد من بركات السموات والأرض، بما يتضمنه هذا الخير كله، بركات من السماء والأرض، وكم تُعدّد من بركات السماء،ومن تلك البركات نزول الخير الدنيوي والأخروي، فما من خير على العباد إلا وهو من بركات السماء والأرض، هذا كله مقرون، هذه النعمة، نعمة بركات السماء والأرض في الأرزاق، في المعايش، في الصحة، في العلم ، في الدين ،في الهداية،في تقوى الله ، في الإيمان، في النصر في التأييد،في الطمأنينة،في صلاح الحال والمآل،
كل ذلك قُرن بتقوى الله في الإيمان به وتقواه،فإذن هذه هي النعمة حقا، أنت أيها المسلم تبحث بعد النعمة، وربما بأساليب النقمة،إما بقتل أو قتال أو فتنة، أو ما إلى ذلك من الحِيل، والفتن والزلازل والقلاقل، وهذا كله ما هو طريق النعمة،
تريد النعمة هذا بابها،بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فالذي خلقك أبان لك طريق النعمة، هذا طريقها، بركات السموات والأرض ونعمة من الله ـ عز وجل ـ على العباد في دنياهم وأخراهم مقرونة بتقوى الله، المتضمنة لتطبيق ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، نعم، تطبيق ما أمر الله عز وجل به واجتناب ما نهى عنه،هذه هي تقوى الله،
والآيات الأخرى قول الله ـ عز وجل ـ: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ}[المائدة :65-66].
وهذا أيضا رسم وبيان للنعمة لمن أردها، بأمرين اثنين لا تجد مثل هذين الأمرين تتحقق فيها النعمة البتة، مهما حاولت أيها المسلم،ولو امتلأت الأرض بالتدبير والتفكير لتحقيق النعم على العباد غير هذين الطريقين المرسومين المبينين من الله ـ سبحانه وتعالى ـ لن يجدوا سبيلا إليها،نؤمن بذلك ونعتقده وكتاب الله حق {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}[يونس :32] .هكذا،
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65)}[ المائدة ].
نعمة الدنيا في تكفير الذنوب ونعمة الآخرة كذلك في الجنة،
{وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْـ أي حققوا التقوى بذلك ـ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [المائدة :66].
هذا وعد الله، فالذي خلق العباد هو الذي ضمن لهم ما يأكلونه،وهو القائل:
{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ*فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ* }[ الذاريات :22-23].
هذا حق كتبه الله ـ عز وجل ـ على نفسه،امتنانا وتفضلا ،
{إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} الذاريات :23].
فكل ما أنطقه الله أوجده، وكل من خلقه الله وجعله يدب على وجه الأرض ضمن له ما وعده إياه،
{وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[العنكبوت :60].
فمن أراد تحقيق النعمة هذا بابها تقوى الله تقوى الله،
معشر المسلمين
المغالطات لا تنفع، والحيل لا تنفع، ولا يبقى إلا ما أبانه الله، وما أراده الله وما طلبه من عبده، فالله طلب منا إيمانا وتقوى، الله ضمن النعم على العباد بتقواه، وهو الذي يتولى الدفاع عنك وأنت مستريح, مطمئن
{الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد:28].
هدّئ بالك، وريّح نفسك، والزم أمرا مهما تسعد به وتنعم؛ تقوى الله ، هذه التقوى لا يتحقق الكلام الصحيح المضبوط الموزون المسدد إلا بها،وربما يكون ذلك صاحب دهاء و ذكاء ولف ودوران، ولكن ما لم تصحبه تقوى الله تتساقط منه الكلمات الفالتات التي لا تنفعه في دنيا ولا أخرى وتصاب مقاتله منها،
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}[الأحزاب :70].
فقَدّم التقوى قبل القول، فإنها ضابط القول السديد وميزانه وأصله وأساسه، ولهذا القول السديد والمضبوط الذي يرضي الله ويدفع الله به الفتن مصدره هذا الباب، مصدره تقوى الله،
هذا هو، أنت تبحث عن الفلاح تجدها في تقوى الله ـ عز وجل ـ تجد ذلك ، تجده في تقوى الله ، قال الله ـ عز وجل ـ :
{قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة:100].
فأين ستجد الفلاح،
والله لا تجدها بقوتك، ولا بكثرة عَددك وعُددك ولا بشجاعتك ودهائك, إنما تجد الفلاح المطلوب والذي ترمق إليه، وتهدف إليه, من رفعة وكرامة وغير ذلك
في هذا الأمر العظيم، تقوى الله ـ عز وجل ـ واجتناب محارمه وإقامة طاعته ودينه،
دعوكم من المغالطات كل هذا كله، كله فاشل، كل ما يخالف التقوى فاشل،
وإنما تقوى الله هي مناط الكرامة.
أيها المسلم
لطالما تفعل أمورا أنت تلتمس منها أن تكون كريما شريفا معززا مبجلا عند الناس، وتغفل عن أمور الله الذي خلقك وخلق لحمك وأجرى دمك وجمعك وصورك وأوجدك من عدم، هو الذي أبان لك سبيل سعادتك، إن أردت هذا فهذا بين في كتاب الله ، وإن أردت الحِيَل والتلاعب على نفسك و تضيعها دنيا وأخرى هذا شأنك،
وفي الحديث القدسي"إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا".
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى- انظروا هذه الآية على عظمة فيها -وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ}[ الحجرات:13].
أي الناس هكذا حالهم كلهم من آدم وآدم من تراب من ذكر وأنثى،وهم إما شعوب وإما قبائل؛ قبائل العرب وشعوب العجم كلهم من آدم ،كلهم لآدم وآدم من تراب ، طيب إش الذي يصلح أن يكون الإنسان هذا أرفع من هذا ،إذا كانوا كلهم لآدم من نطفة من تراب من نطفة وآدم من تراب ، فإش الذي يمكن أن يرقى بع واحد عن آخر قال الله مبينا ذلك
{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[ الحجرات:13].
فمن تحققت به التقوى ارتفع، رفعه الله على قدر تقواه، وأعزه وأكرمه ودافع عنه وهداه وغير ذلك من ما منّ الله به عليه،
وإن تخلفت التقوى صار من جنس الذين خلقهم الله
{إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ}[ الفرقان: 44].
منهم من من هذا الصنف، صار من جنس مخلوقات الله ـ عز وجل ـ الكفار مخلوقون يأكلون ويشربون يتمتعون ، ولا يمتاز الإنسان على الآخر إلا بالتقوى، المسلمون أحبهم الله ورفعهم بقدر تقواهم لله،وميزهم على الكفار وأكرمهم وأعزهم ، وكم في القرآن من الثناء على الإيمان والمؤمنين والإسلام والمسلمين،فإن تخلو عن ذلك أذلهّم الله، طيب.
جانب آخر أيضا المسلمون بعضهم بعضا تتفاوت درجاتهم حسب تقواهم، فكلما كان الإنسان أتقى كان أكرم ،
{هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}[ آل عمران :163].
{وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}[ الأنعام :132- الأحقاف :19] .
أتريد أن يسوك الله ـ عز وجل وأنت على خلاف تقواه بمن هو على تقواه،
{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}[ الزمر :9].
{أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ}[ص:28].
ليست من حكمة الله أن يساوي بين المتقي والفاجر، إنما من حكمته وعدله ورحمته أن الله ميز بين العباد ... وأكرم أتقاهم،هذه حكمة الله.
أيها الناس
إن هذه المضايق على الناس والمآزق والأزمات والشدائد الضاربة بأطنابها في أوساط المسلمين، ليست المخارج منها أعداء الله لا الكفار اليهود ولا النصارى ولا غيرهم ،ولا المخارج منها كثرة أموال أنك ممكن تعطي الأعداء أموالا يسكتون ليهدءون ،وتجذبهم على يعني أنك تبقى هادئا مطمئنا و الناس حولك كيفما أرادوا يفعلون، ولا المخارج منها شجاعة بطولة تحصد من أمامك ، هذا ما هو صحيح ، أنت آدمي وغيرك آدمي، ولا المخارج منها ذا ولا ذاك ، المخارج من هذه الأزمات والشدائد كلها والله تقوى الله بدون إجهاد ولا فلسفة ولا تضييع أوقات ،وتقوى الله المتمثلة في لإقامة دينه، والامتثال لكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا }[ الطلاق :2] .
هذا كلام الله {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا }[ النساء :87].
وأي ضيقة أنت فيها عامة أو خاصة، ظاهرة أو باطنة،
مهما حصل لك الزم تقوى الله تجد مخرجا من تلك الشدة،
مخرجا نكرة في سياق الشرط
{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا }[ الطلاق :2] .
وهل المخرج فقط من الشدائد بل مخارج كثيرة يتضمنها هذا المعنى
{وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[ الطلاق:3].
فكل ضيق أو شدة أو ضرر عليك الجأ إلى تقوى الله ـ عز وجل ـ تجد المخرج من هذا الضرر.
طيب, الجانب الآخر أيضا قد تكون في عسر ، وقد تكون في ضيق ، هناك مضايق بعضها أشد من بعض، وعد الله ـ عز وجل ـ بتحقيق التقوى يزول العسر {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}[ الطلاق:4].
يكفر عنه سيئاته ويجعل له من أمره يسرا ويعظم له أجره ،
{يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }
أمرك الذي يخصك أنت في شأنك في حالك في علمك في كذلك بعد الجهل عنك، في أمراضك في أسقامك في سائر شؤونك، إجابة دعائك لازم فيها تقوى الله ـ عز وجل ـ تجد اليسر من رب العالمين، يجعلك في يسر، وعدم شدة، و بعد عن الفتن، بقدر ما تلزم به تقوى الله ـ سبحانه وتعالى ـ
أيها الناس
تقوى الله ـ سبحانه وتعالى ـ هي ولايته، فإذا أردت أن يتولاك الله وتكون وَليًا من أوليائه يعادي من عاداك ويولي من والاك فالزمها، هذا بابها.
الله ـ عز وجل ـ يقول:
{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ }[ يونس:62].
لا خوف عليهم، لا يخافون، لا تخاف على ولي الله،ولي الله لا تخاف عليه،الله يدافع عنه
{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا }[ الحج :38].
{لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [يونس:62].
و أيضا لا يُخاف عليهم، وهم أنفسهم لا يحزنون، طمأنينة من جانبين ، من جانب من يتخوف على ولي الله اطمئن، اطمئن أيها المسلم لا تتخوف على من كان مواليا لله ـ عز وجل ـ القصد تحقيق التقوى أينما تحققت فالله مع المتقين
{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}[ النحل:128].
هذه معية الله الخاصة لأوليائه المتقين
وفي الحديث القدسي
"مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ"
والله لا جبروت الكفار ولا جبروت الأعداء ولا مهما كان لو تجتمع الأمة كلها بقضها والقضيض على إذاء وعِداء ولي من أولياء الله بما يضره لا يستطيعون،
وإنما قد يحصل { لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى}[ آل عمران:111].
هكذا قال الله عز وجل،
وفي حديث ابن عباس
"وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ لَنْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ - وليُّك هو الذي يكتب عليك ما يريد إن كنت مؤمنا،
-وإن اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ".
الله أخبر أن المتقي ولي الله ، ومن تحقق فيه الإيمان والتقوى هو ولي لرب العالمين ـ سبحانه وتعالى ـ
والناس يسعون إلى ولاية أكابر الأمة،هذا يريد يوالي أمريكا من أجل تدفع عنه الشر، وذاك يريد يوالي روسيا ، وذاك يريد يوالي دولة كذا ، وذاك يريد يوالي دولة كذا من الدول يسمونها العظمى، من أجل أنها تعمل نقد الفيتو ، من أجل تعمل كذا،
يا أخي والي ربك، بقدر ما توالي الله عز وجل هؤلاء كلهم نواصيهم بيد الله،
{مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[ هود :56] .
قادر الله أن يسفع ناصية عدوك تفعل،
{كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) }[ العلق ].
قال الله عز وجل: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ *وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ *}[الأنفال :33-34].
مشركي قريش كانوا يدّعون أنهم هم أولياء بيت الله، وهم أهل السدانة، وهم أهل الرعاية للبيت،وهم أهل السقاية، ولكن لما كانت دعوة، نزل القرآن في تكذيبهم في ذلك، وأبان أن ولاية البيت، وأن أولياء الله هم المتقون، هذا هو باب ولاية الله ـ سبحانه وتعالى ـ
{إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ }[ الأعراف:196].
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا،
أما بعد:
أيها الناس
هذه وصية رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لنا، ولو أوصاك محب لك لعلمت أن هذه الوصية غاية نفعك، وربنا أوصنا بذلك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم الحريص علينا وعلى سلامتنا في الدنيا والآخرة ,أوصنا بذلك، {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }[ التوبة :128].
فهذه وصيته قال الله عز وجل في كتابه{وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ }[ النساء :131].
فهذه وصية الله، لا يجوز لمسلم أن يتخلف عن تنفيذها، فإن الوصية يجب تنفيذها، ولو كانت وصية من عبد لعبد, فكيف بوصية رب العباد، وجب تحقيق هذه الوصية وتنفيذها ظاهرا وباطنا امتثالا لأمره، وامتثلا لما أوصى به الأولين والآخرين {أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ }،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روى الترمذي من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال:
"وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ و ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أوصنا كأنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فأوصنا }
شَعروا أن هذا توديع، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مفارق لهم فطلبوا الوصية وهذه وصية قبل الموت قال " أوصيكم بِتَقْوَى اللَّهِ "
أول ما بدأ بها هذه وصية رب العالمين وأنبياء رب العالمين وكل الصالحين { أوصيكم بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تأمر عليكم عَبْدٌ فإنه من يعيش منكم فسَيَرَى اخْتِلَافًا كثيرا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورَ } .
وهذا الحديث العظيم يرسم لنا درسا عظيما، يتبين ذلك أن تقوى الله تتحقق في ما أبِين من هذا الحديث السمع والطاعة وهكذا التمسك بالسنة، والتمسك بالسنة لك أو عليك، فاضبط ما لك واضبط ما لي عليك، وراوِّد نفسك على ذلك ، ليس معناه أن من التمسك بالسنة الضعف ولا الخور ولا الاختلاف ولا الشر ولكن التمسك بالسنة الذي موعود به ،الذي هو وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل وصية الله ـ عز وجل ـ هو مبين في مثل هذا الحديث
، ولما وعظهم رسول الله في منى قال:
" اتَّقُوا اللَّهَ وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ وَصُومُوا شَهْرَكُمْ وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ وحَجوا حج بيت ربكم وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ ".
بدأ ذلك بتقوى الله ، بدأها بتقوى الله ، وأوامر كثيرة ونواهي كثيرة يتقدمها الأمر بتقوى الله لأنه مبني عليها أو يتعقبها الأمر بتقوى الله لأنه مبني عليها، تقوى الله ـ سبحانه وتعالى ـ
{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }[البقرة:282] .
تلتبس عليك أمور ربما لا تدري ما الحق فيها من الباطل، لاسيما في بعض هجوم المسألة عليك قبل التفكير أو بعدها أو حتى في سائر عمرك, تحتاج فيها إلى تقوى الله حتى يعلمك الله
{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }[البقرة:282].
قادر أن يعلمك أين الصواب من خلاف ذلك، ويجعل لك فرقانا تفرق به بين الحق والباطل
{أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًاوَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ * وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ* }[ الأنفال :29-30].
نعم، ما دمت متحققا فيك التقوى ما عليك من هذيانهم وأقوالهم وأفعالهم كل ذلك لا شأن له مقابل تقوى الله ـ سبحانه وتعالى ـ تكون مرتاحا، مطمئنا مع الله أينما كنت وحيث كنت،
"اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ".
معية الله الخاصة معك ،
في صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
" أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى" .
هذا الحديث ترتيبه على ما سمعت يبين
أن كل ما كان من خير مُرتَّب على تقوى الله ـ سبحانه وتعالى ـ سواء الهداية أو ما غيرها،
{الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ*}[ البقرة:1-2 ].
قال الله ـ سبحانه ـ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ ـ كفلين من رحمته ما هو كفل واحد ـ كفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [ الجديد :28].
تبقى مستنيرا، تفرق بين الحق والباطل، والله يكفلك من رحمته ـ سبحانه وتعالى ـ ويتولاك ويدافع عنك، وينصرك ويؤيدك، ويعادي من عادك، ويوالي من والاك، هذا من الله ـ سبحانه وتعالى ـ فضل من الله ورحمة،
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}[ يونس :58].
قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[ الحجرات :10].
فرحمة الله مقرونة بتقوى الله سبحانه في الدنيا والآخرة، وهكذا النجاة من عذابه، ونقمته، ومن شر الأعداء كل ذلك مقرون بتقوى الله
{وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ} [ الزمر:61].
أي سوء إذا يَدْفعه الله ـ سبحانه وتعالى ـ عن من لزم تقوى الله ـ سبحانه وتعالى ـ
حافظ على هذا الخير حافظ على هذه النعمة، لا تجد لها مثيلا أبدا،
والله لو ملكت الدنيا بأسرها بدون هذه النعمة فإنك خاسر في الدنيا، وإنك خاسر في الآخرة، وإنك خاسر حياتك كلها،
قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ في كتابه الكريم :
{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا *} [ مريم :71-72].
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا الله أنت أستغفرك وأتوب إليك.
قام بتفريغ المادة الصوتية :أبو عبد الرحمن إبراهيم بن أحمدغفر الله له ولوالديه.4 ذي الحجة 1432هـأكادير تكوين المغرب الأقصىالتعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم المصطفى موقدار; الساعة 31-10-2011, 08:46 PM.
تعليق
تعليق