إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[سلامة السعودية وبلاد الإسلام باجتناب الفتن ولزوم الاحتشام] خطبة الجمعة لشيخنا يحيى الحجوري (9 ذي القعدة 1432هـ)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [سلامة السعودية وبلاد الإسلام باجتناب الفتن ولزوم الاحتشام] خطبة الجمعة لشيخنا يحيى الحجوري (9 ذي القعدة 1432هـ)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    خطبة اليوم
    التاسع من شهر ذي القعدة 1432هـ

    سلامة السعودية وبلاد الإسلام
    باجتناب الفتن ولزوم الاحتشام

    لشيخنا المحدث العلامة الناصح الأمين

    يحيى بن علي الحجوري
    حفظه الله

    حمل من موقع الشيخ حفظه الله
    بصيغة (آر أم)
    من هذا الرابط

    حمل من الخزانة العلمية
    بصيغة (أم بي ثري)
    من هذا الرابط

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس هشام بن صالح المسوري; الساعة 07-10-2011, 05:39 PM.

  • #2
    جزى لله شيخنا الناصح الأمين على نصحه للمسلمين وعلى هذه التوجيهات الربانية
    وللفائدة معنى الاحتشام:
    ([ حشم ] الحِشْمَةُ الحَياءُ والانْقِباضُ وقد احْتَشَمَ عنه ومنه)
    "لسان العرب" (12/ 135)
    ([ احتشم ] استحيا و سلك في حياته مسلكًا محمودًا وسطًا و بأمره اهتم به)
    " المعجم الوسيط" (1/ 369).

    تعليق


    • #3
      جاري تفريغ المادة الصوتية

      تعليق


      • #4

        سلامة السعودية وبلاد الإسلام
        باجتناب الفتن ولزوم الاحتشام
        خطبة الجمعة
        لتاسع ذي القعدة 1432هـ
        لشيخنا المحدث الناصح الأمين
        أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري
        حفظه الله
        ****

        الحمد لله، نحمده و نستعينه، ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
        {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }[آل عمران:(102)]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء:1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)}[الأحزاب:80-81].

        أما بعد:

        فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار
        .

        أيها الناس
        ، يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: { يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28) } [الأعراف : 27-28 ]،هذه الآيات العظيمة أبان الله -عز وجل- أن من أعظم مكايد الشيطان للإنسان ومن أول وهلة ،هو سعيه في فتنته ،وفتنته شاملة لكثير من شؤون الإنسان ، سواء مواعيده الكاذبة كما قال الله -عز وجل- :{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[ البقرة :268]،أو كان إرجافه على المسلمين بالكفار، {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }[آل عمران :175]، أو كان خطواته على العباد قال الله -عز وجل- : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[ النور :21]، خطوات الشيطان ، فمن أعظم تزين الشيطان ، ومن أعظم خطوات الشيطان،
        ومن أعظم فتنة الشيطان، ومن سعيه القديم ،هو سعيه في كشف العورات
        ،
        وأول ما سعى فيه الشيطان على أبوي الإنسان ، هو ما ذكره الله -عز وجل- في هذه الآية :{
        يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا }[الأعراف :28]، وفي الآية الأخرى { فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَاوَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23 } [الأعراف:20-21-22-23]،
        وها هم جنود الشيطان وعساكره والذين فتنوا به، داعون إلى هذه الفتنة، فتنة التكشف، وفتنة الاختلاط، وفتنة نزع الحجاب، وفتنة الجنسين بعضهما للبعض، وهذا أمر محرم شرعا في قديم الملل وحديثها،

        وتأملوا معشر المسلمين
        قول الله -عز وجل-:{وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ }أي موسى عليه الصلاة السلام، فرّ من مصر إلى مدين، من فتنة فرعون وقومه وملئه، قال الله –عز وجل-: {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) }[ القصص]،
        والشاهد من هذه الآية أن المرأتان في غاية الصيانة والنزاهة، والبعد عن مخالطة الرجال،

        فالناس يسقون، أمة من الناس يسقون أغنامهم ومواشيهم، والمرأتان تذودان غنمهما ،

        لا يختلطن بالرجال
        ،

        ولا يختلط غنمهما بغنم الرجال ،فهن يذودان الغنم ، حتى يسر الله بذلك الرجل الصالح بنبي الله بنبي الله موسى عليه السلام ،ما خطبكن؟ قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء، يذهب الرعاء ويصدرون ويسقون،ثم يأتي النساء فيسقنه ،

        هذا من زمن قديم، في غاية الصيانة من بنات الصالحين، ونساء الصالحين
        ،
        ولما حصل الفساد حصلت الفتنة ،

        وأول ما حصل الفساد في هذه الأمة وفي ما مضى ،هو من قَبيل النساء
        ،
        فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما "
        إ نَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ
        هذا
        تحذير عظيم، فإن أمة من الأمم فُتِنت وكانت أول فتنتهم في النساء
        ،وهذه متون عظيمة ،وتحذيرات كريمة لمن له لب أو ألقى السمع وهو شهيد، أن يحذر مسالكهم ،وأن يجتنب سبلهم،ولما هلكوا فيه،{
        لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}[ الأنفال:42]، بني إسرائيل هذه هلكتهم ،من أوائل ما هلكوا به هذه الفتنة، فتنة النساء ،وهذا هو الذي خافه علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة ،وأخبر أنه من أشد ما يفتنون به ،وفي الصحيحين عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ"الحديث،فهذا أضر ما يكون على هذه الأمة ،هو فتنة النساء للرجال .

        معشر المسلمين
        ،
        إن فتنة النساء فتنة سالبة للعقول
        ،

        كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم

        هذا في حق الحازم وما بالك في حق السفيه،

        فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"
        يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الِاسْتِغْفَارَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّار قَالَتْ امْرَأَةٌ ِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَالُنا أَكْثَرُ أَهْلِ النَّار قَالَ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ "
        هذا الحازم،

        أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
        أن واحدة تذهب بلب الرجل الحازم، وكم في المجتمعات من سفهاء، والحازمون قليل، مع أنهم غير مأمونين عليهم شرعا بنص السنة،
        هذه الفتنة هي غريزة في الإنسان، محبة النساء للرجال والرجال للنساء {
        زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ} [آل عمران : 14 ]، الآية ،فهي غريزة دون مغالطة ، ودون تلاعب بشرع الله عز وجل، فإن الغريزة الإنسانية جعلت ميولا من الرجال إلى النساء،وميولا من النساء للرجال ، لحكمة اقتضاها أمر الله –سبحانه وتعالى – وقدره وشرعه ،
        وإن أهل الفتن لهم في غاية السعي لإرادة الرذيلة، وإرادة الميل لهذه الأمة عن جادة سبيلها ، وعن أعظم شرفها ابتغاء الفتنة لهذه الأمة ،كما فتن من قبلهم ،

        {
        وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}[ البقرة :120]، ومن مللهم الشرك وغير الشرك { يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)} [ النساء] ،

        رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أن فتنة النساء هي الموت فعلا،


        ففي الصحيحين من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"
        إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ َقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أََرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ الْحَمْوُ الْمَوْتُ"، هذا وهو قريب الزوج ،فإنه يحصل الافتتان منه بها والإفتتان منها به،وهكذا غيره من باب أولى ،
        هذا موت للفِطَر،وموت للقلوب


        أبانه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله"
        أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ "، هذا القلب إذا فُتن وشُغف بالفساد أو بما يسمى بالعشق،أو ما إلى ذلك فإنه يموت،ويبتعد عن الهدى ، ويصرف إلى الرّدى، ويزين له الشيطان الرذيلة،ويحرم من الفضيلة ،
        إن فتنة النساء لهي ذريعة للعنة الله للأمة
        ، لمن افتتن بالنساء،

        ووقع في ذلك الماهية الشرعية ، لعنة ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
        لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ" في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنه،
        وما ذلك إلا لتميز الصنفين،
        حتى لا يفتتن بعضهم ببعض،أن يكن كل على حدة متميزا بعيدا ، غير واقع في الفتنة بالجانب الآخر،

        وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ
        }[ الأحزاب :53]، هذا هو السبيل الصحيح، لمن أرد السلامة لقلبه، ولقلوب المؤمنين والمؤمنات من الفتن ،
        إن فتنة النساء لهي تعرض لعذاب الله ـ عز وجل
        ـ ،

        ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "
        صِنْفَانِ مِنْ أمتي لَمْ أَرَهُمَا رِجَال مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مَائِلَاتٌ مُمِيلَاتٌ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا"،فالمرأة المائلة تميل غيرها،وهكذا كل من تعرضت للرجال ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا خرجت المرأة استشرفها الشيطان"،من هذا الذي يأمن على نفسه من فتنة النساء،من هذا الذي يأمن على نفسه من وساوس الشيطان،إن الشيطان يجري من أبن آدم مجرى الدم ،ففي الصحيح أن رسول صلى الله عليه وسلم "رأى امرأة فدخل فأتى أهله ثم قالوا أَحَدَثَ شيء يا رسول الله قال نظرت إلى امرأة فوقع في نفسي فأتيت إحدى نسائي فمن رأى من امرأة ما يعجبه فليأتي أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه" وقال عليه الصلاة والسلام "إن المرأة تُقبل في صورة شيطان وتُدبر في صورة شيطان" هكذا خير البرية عليه الصلاة والسلام يحذر الأمة ، ويبين لها خطر المزالق التي توصلها إلى الانحراف ،
        إن فتنة النساء لهي ذريعة للزنا والفساد والرذيلة
        ،

        لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام محذرا من ذلك بشتى الوسائل والسبل والطرق ، أبان ذلك في حديث أبي سعيد الخذري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ قَالُوا يا رسول الله مَجَالِسُنَا مَا لَنَا منها بُدٌّ قَالَ إن أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا قَالُوا وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يا رسول الله قَالَ غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الْأَذَى وَرَدُّ السَّلَامِ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيٌ عَنْالْمُنْكَرِ"
        غض البصر عن ما حرم الله ، هذا من أعظم تجنب هذه الرذيلة وسد ذرائعها ،قال الله:{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}[ النور: 30]، من أراد الزكاة في دينه ، والزكاة في خلقه ،والزكاة، والنماء في دينه ودنياه ،فليجتنب هذه الرذيلة ،وسبلها ، وذرائعها ، ووسائلها المؤدية إليها ،إن فتنة النساء جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للنساء" لا تحكمن الطريق ،ليس لكن حق في الطريق "

        أخذ نساء الصحابة رضوان الله عليهم هذا الأمر العظيم، وكانت المرأة تلتصق بالجدار، ولا تمشي في وسط الطريق، حتى يلصق ثوبها بالجدار، تجنبا لمخالطة الرجال
        ،

        كما جاء في حديث أبي أسيد رضي الله عنه والحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ،إن فتنة النساء جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر النساء، أن تخرج كاشفة لوجهها ولو تستعير من جارتها ، قالت أم عطية رضي الله عنها كما في الصحيح " يا رسول الله أَعَلَى إحدانا بأس أن لا تخرج إن لم تجد جلبابا قال عليه الصلاة والسلام لتعيرها أختها من جلبابها "

        أي تستعير من جارتها جلبابا ولا تخرج إلا وهي على ذلك الحال ،سدا لذريعة الفتن،

        وهكذا تتوالى الأدلة ،حتى في صلاتها ،قالت عائشة "لو رأى النبي ما حصل من النساء لمنعهن الخروج إلى المساجد"

        ومع أنهن يخرجن في غاية الحشمة ، ونهى رسول الله أن تخرج متعطرة متزينة
        ،فإذا خرجت متعطرة قال فهي زانية، زانية ، زانية، زانية ،نعم ، وثبت عند أبي داود من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"صَلَاةُ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهَا فِي حُجْرَتِهَا وَصَلَاتُهَا فِي مَخْدَعِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهَا فِي بَيْتِهَا "وكلما كانت أستر أبعد من الاختلاط، كانت أفضل{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}[ الأحزاب:33]،

        أيها الناس
        ،
        إن دعوة المرأة إلى المشاركة بالشورى، أو البرلمانات ، أو مجالس البلدية، أو الانتخابات ،لهو ظلم لها،


        فالله -عز وجل- قد أنزلها منزلة عظيمة ،وأبان موطن رعايتها الشرعية المحددة لها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،


        فقال النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنه "
        كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ َالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ بيته وَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ والْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ـ إلى قوله ـ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌفِي بَيْتِها وَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا
        هذه هي موطن رعاية المرأة
        ،
        ليست موطن رعايتها شورى ، ولا عسكرة ،ولا موطن رعيتها أيضا مشاركة في ما يسمى البلدية أو غير ذلك
        ،كل هذا من التشبه بالكافرين،
        الذين كان هذا أول فتنتهم ،الذين كان هذا أول فتنتهم.



        الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، اللهم صل

        على محمد وعلى آل محمد ومن اتبع هداه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،و أشهد أن محمد عبده ورسوله ،أما بعد:

        أيها الناس فلا يستطاع حصر الأدلة، مما تدل عليه فتنة النساء من الفتن المضلة،

        وإنما هي إشارات ودلالات على الهدى، شأن أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام في الدلالة على الخير،قال الله ـ غز وجل ـ {
        وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [فصلت :17]،

        اعلموا أن من أسباب زوال النعم ،لهو تسلط الفتن والفساد على البلاد
        ،
        سواء هذه البلاد أو غيرها من بلاد المسلمين لقول الله عز وجل {
        ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }[الأنفال:53]،فإذا غير قوم نعمة الله عليهم ، نعمة من نعمة الإسلام ، أو نعمة من السنة ،أو من نعم الخير الذي من الله ـ سبحان وتعالى ـ على عبده به، فإن ذلك مُؤْذِن بزوال نعمة الله عليه ، وتسلط الكافرين ،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "يا معشر المهاجرين والأنصار خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن ما فشت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأمراض التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا من قبلهم
        ففتنة النساء فتنة عظيمة جدا على الأمة
        ،
        ولهذا كانت الأوامر الصارمة ،الأوامر الإلهية ، الأوامر الشرعية،كلها تدل على تجنب الجنسين إلا ما أباحه الله ـ سبحانه وتعالى ـ بذلك، قال الله-سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم :{
        قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ ـ حتى الضرب بالرجل إذا مشت منهي عنها لا يسمع خلخالها فيفتن من يسمع ذلك ـ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)}[ النور]،
        هذا سبيل الفلاح ، فلاح الأمة
        ،
        أما تولية المرأة لشؤون ليس من شأنها ، فهذا والله حرمان الفلاح
        ،
        ولما بلغ النبي صلى الله عيه وسلم خبر بنت كسرى قال:

        "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة

        ألا وإن من تلك الشبهات التي يدلي بها المستغربون وأعداء هذه المرأة المسلمة -المسكينة في الحقيقة- ، ألا وإن من تلك الشبهات التي يوزعها أصحاب الفتن والضلالات والانحرافات الفكرية، لهو ما ثبت في الصحيح عن أم سلمة رضي الله عنها تلك الصحابية الجليلة أم المؤمنين زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إِنّ الله لَا يَنْظُر إِلى رَجُلٍ
        يَجُر ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله مَا يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ قَالَ عَلَيْهِ الصَلاةُ والسَلامُ يُرْخِينَ شِبْرًا َقَالَتْ إِذًا تَنْكَشِفُ ذُيُولِهِنَّ قَالَ يُرْخِينَ ذِرَاعًا " هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرها وهي لازالت تطلب مزيدا من الستر في ذلك اللباس ، و"لما دخل صلى الله عليه وسلم مغضبا يوم الحديبية إذ أمرهم أن يحلقوا رؤوسهم فلم يفعلوا ، قالت يا رسول الله مالك ، قال إني أمرهم فلم يفعلوا ، قالت أخرج واحلق رأسك ولا تكلمهم بشيء ،فإن رأوك فعلت ذلك فإنهم سيفعلون،وهي تعلم متابعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لرسول الله،ففعلوا ذلك فتتابعوا على الحِلَق" الحديث،هذه المشورة معشر المسلمين لا دلالة فيها على التبرج ، ولا على الاختلاط ،ولا على الفتنة، غاية ما فيها مَشورة امرأة صحابية لزوجها ، فهل هناك مانع أن تشير المرأة على زوج أو على أبيها أو على محرمها ؟ هل هناك مانع أن تَدلي برأيها بما يحسن استعماله؟،
        هذه المرأة رضي الله عنها لم تكن مشاركة في رأي عام بين الرجال والاختلاط
        ،
        نعم، فهو رأي محدود لرسول الله صلى الله عليه وسلم نعم، فليس في هذا الحديث أنها أُمرت بالمشاركة، ولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اخترها أو استشرها، فالشورى من شؤون الرجال ،ولم يأتي عبر التأريخ أن النساء دخلن في الشورى أبدا ،لا في قصة خلافة عثمان رضي الله عنه ، ولا في مشورة رسول الله صلى الله عليه لأصحابه فيما أمر الله -عز وجل- له {
        وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ }[آل عمران:159] ، ولم يقول وشاورهن،{ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ }[آل عمران:159]، هكذا أمر الله –عز وجل- ،ولما جمع عمر رضي الله عنه أصحابه أو الصحابة في قصة الأجناد، جمع المهاجرين وجمع الأنصار ،وجمع عدد من الرجال واستشارهم أَيَقْدُمُ على ذلك البلد أم لا يقدم، فاستشروا عليه بما هو مذكور في الحديث،وليس منهن امرأة واحدة ، هذه المرأة الصحابية أم المؤمنين رضي الله عنها من أبعد ما يكون، من أبعد ما يكون عن هذا أن يستدل بحديثها ، عن أن يستدل بهذه المقولة وبهذه المشورة على هذا الفعل ، ولكن أهل الأهواء، كما يقول الله -عز وجل- { وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}[النساء:27]،
        -
        الأمر الأول:أنها مشورة امرأة لزوجها.
        -
        الأمر الثاني: أنها ليست مستشارة هي بل هي أدلت برأيها، بدون أن يستشيرها.
        -
        الأمر الثالث:أنها لم تختلط بالرجال، ولم تكن هناك مستشارات من الصحابيات البتة، أي في مثل هذه الأمور.
        -الأمر الرابع :
        أن هذا لم يكن على مدى التأريخ ، لا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا في زمن الصحابة ، ولا في زمن خلفاء المسلمين أن يجعلوا من النساء مستشارات في الأمور والقضايا ، وماذا وما يحدث للأمة.
        -الأمر الخامس :
        أنه لا يحتاج، أن ما يفعله الآن هؤلاء الناس أو غيرهم، ليس احتياجا إلى رأي النساء،ليس احتياجا إلى رأي النساء،وليس أيضا من الخلل الذي حصل بسبب عدم أرائهن، وإنما هو تنفيذ مقاصد الكفار،وتنفيذ رغبات أعداء الإسلام،وتنفيذ من أرد لهن الفتنة والتبرج والوقيعة في أعراضهن.
        -الأمر الذي يليه:
        أن هذا من فعل الجاهلية{ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } [ الأحزاب:33].
        -الأمر الذي يليه:
        أن هذا الفعل يخالف ما كانت عليه هي وعائشة، وسائر النساء اللائي قال لهن رسول الله "هذه ثم ظهور الحصون" ولما حجّ رسول الله صلى الله عليه بنسائه، قالت عائشة "كنا إذا حادينا ـأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم،ونساء المؤمنين هذا حالهن ،يشمل ذلك أم سلامة وغيرهاـ، سَدَلْنا، وإذا جاوزنا الرجال كشفنا "فأين في هذا الحديث من شبهة من قرب أو بعد بما يدل علىاستيعاتعلى تلك الأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
        فحذار حذار معشر المسلمين من الفتن

        "
        إن السعيد لمن جنب الفتن " "إن السعيد لمن جنب الفتن" .

        و أهيب في هذه الكلمة و أدعو دعاة المسلمين وعلماء الإسلام أن يكون لهم الكلمة الصحيحة الشرعية،

        التي أبانها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:

        "
        إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدودا فلا تنتهكوها "-قال عليه الصلاة والسلام- "وسكت عن أشياء فلا تبحثوا عنهاوالشاهد، هذه حدود الله ،{ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ }[ الطلاق:1]،
        فإياكم والتقليد للكفرين
        "فمن تشبه بقوم فهو منهم"،{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}[ المائدة:78-79] ،{ وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) }[ الأعراف
        صار الناس صنفان :

        *صنف ينهى عن الفساد والسوء في الأرض، صار من الناجين عند الله –عز وجل-، ومن الهلاك.

        * وصنف يَتَجَرَ مع الأهواء، و مع ماذا؟! أهل الشبهات و الشهوات، وهذا الصنف صار من الهالكين،مسخهم الله جعلهم الله قردة وخنازير
        ،{ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ } [الأعراف:166] .

        نسأل الله التوفيق لما يحبه ويرضاه ، وأن يدفع عنا وعن بلادنا وسائر بلاد المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن ، سبحانك اللهم وبحمدك وأشهد أن لا إله إلا أنت وأستغفرك وأتوب إليك .


        ****

        قام بتفريغ المادة الصوتية:
        أبو عبد الرحمان إبراهيم بن أحمد غفر الله له ولوالديه.
        10ذي القعدة 1432هـ
        أكادير المغرب الأقصى


        التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم المصطفى موقدار; الساعة 09-10-2011, 01:03 AM.

        تعليق

        يعمل...
        X