بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي الذي اصطفى أما بعد :
فهذه لمحة سريعة عن رحلتي الدعوية لبلاد الجزائر في هذا العام وما حصل فيها من خير بفضل الله تعالى ، وذلك نزولاً عند رغبة كثير من المحبين ، فأقول والله المعين :
فإنه من توفيق الله ومنته علي أن يسر لي أبواباً من أبواب الخير ومن تلكم الأبواب باب الدعوة إلى الله تعالى والذي يعد من أجلها وأحسنها ؛قال تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين}وعليه فقد رغب إلي إخواننا في الله من أهل الجزائر الثابتين على الحق والسنة أن أقوم برحلة علمية دعوية إليهم فأشار علي بذلك الأخ الفاضل النبيل والباحث الفهيم أبو حاتم يوسف بن العيد العنابي الجزائري حفظه الله تعالى ؛ فاستخرت الله تعالى ثم استشرت بذلك الشيخ الفاضل والناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري حفظه الله وأعلى درجته فأشار بذلك وشجع عليه كما هي عادته حفظه الله في تشجيع إخوانه على نفع الناس فجزاه الله خيراً وأجزل له المثوبة ؛؛؛
وإليكم إخواني الكرام شرحاً موجزاً لهذه الرحلة المباركة إن شاء الله تعالى؛ فأقول والله المعين :
خرجت في صباح يوم الاثنين الموافق 18/شعبان/1432هـ من مدينة تعز متوجهاً إلى صنعاء حيث يتم من هناك بإذن الله السفر إلى دولة الجزائر الشقيقة وكان يزاملني في هذه الرحلة أخونا الفاضل أبو حاتم يوسف وفقه الله وفي تلك الليلة عُقدت لنا محاضرة في مسجد الشيخ الجليل صاحب المقام الرفيع محمد بن محمد مانع حفظه الله ورعاه ،
وفي اليوم التالي توجهنا إلى مطار صنعاء الدولي حيث حلق بنا الطيران المصري في تمام الساعة الواحدة ظهراً متوجهين بإذن الله تعالى إلى دولة الجزائر مطار هواري بومدين في العاصمة الجزائرية ؛ وفي أثناء رحلتنا توقفنا في مطار القاهرة الدولي بما يسمى بالترنزيت قدر ثمانية عشرة ساعة ؛فاستغلينا الفرصة وقمت بزيارة أخينا الفاضل الشيخ محمد بن إبراهيم حفظه الله في مسجده القاطن بالقاهرة المسمى بمسجد الفرقان بحارة كبري القبة والتقينا بعدد من طلبته من مختلف الجنسيات وألقيت فيهم محاضرة عن العلم وكان ذلك بين مغرب وعشاء؛وفي فجر اليوم التالي ألقيت درساً من كتابي إرشاد البرية حسب رغبة الشيخ محمد ثم بعدها توجهنا إلى مطار القاهرة الدولي متوجهين إلى الجزائر برفقة الأخ علي المصري بسيارته حيث أوصلني وودعني ؛ وفي تمام الساعة التاسعة والنصف صباحاً بتوقيت مصر تم الانطلاق إلى مطار هواري بومدين ؛ ووصلنا بحمد لله ورعايته إلى العاصمة الجزائرية ، ولكن تأتي أقدار الله تعالى حيث كان في انتظارنا بعض رجال الأمن بسبب بعض الوشايات الملفقة علينا من بعض الحزبيين بحجة أننا جئنا للفتن ونحو ذلك ؛ والحمد لله حصل بهذا الابتلاء خير كثير ؛ حيث تم استجوابنا عن بعض الأمور فأدلينا بما ندين الله تعالى به وبينا الموقف السليم من ولاة الأمور وموقفنا من فتنة الخوارج مما كان دعوة لهم ؛ وحقيقة القول ما رأينا منهم إلا كل احترام وتقدير وإجلال ؛ وبقينا عندهم بضعة أيام ثم جاؤونا ووجوههم تتهلل بالفرح والسرور وطلبوا منا السماح وقالوا لي هذه بلدك الثاني أينما شئت توجهتَ؛ بعد أن تبين لهم خلاف ما بلغهم من تلكم الوشاية ؛ فنقول للواشين قل موتوا بغيظكم فمهما حاولتم أن تحجبوا نور الحق والسنة فلن تستطيعوا إلى ذلك سبيلاً ؛ ونعتبر ما حصل لنا ما هو إلا ابتلاء ورفعة لنا بإذن الله تعالى ،
المهم وبعد أن خرجنا بحمد لله وسلامته وكان ذلك يوم الاثنين الموافق 24/شعبان/1432هـ التقينا بعدد من الإخوة الأفاضل منهم الأخ عبد الكريم أبو عبد الله والأخ سفيان أبو أنس والأخ زكريا محجوبي والأخ نسيم جيجل وكان ذلك في منطقة الحميس – الحميز- (دار البيضاء) ومن ثَمّ انطلقنا وبعض من الإخوة إلى منزل أخينا أبي عبد الرحمن عبدالله مترجم اللغات ودار نقاش طيب وتكلمت بنصيحة حول إصلاح القلوب ثم انطلقنا بعدها إلى منزل أخينا الفاضل عبد الكريم والتقينا أيضا عنده بعدد من الإخوة الأفاضل وبتنا ليلتنا هذه عنده؛ وكل ما تقدم كان في نفس هذا اليوم ،
وفي يوم الثلاثاء الموافق 25/ شعبان ، انطلقت إلى ولاية عنّابة عبر الطيران الداخلي ، ورأى الأخ يوسف أن ينطلق عبر البر مع الأخوين الفاضلين / زكريا محجوبي ونسيم جيجل ،
وقد كان في استقبالي بمطار عنابة والد الأخ يوسف الجزائري وهو العم العيد حفظه الله ومعه أيضاً اثنان وهما الأخ /وحيد زيدي والأخ /نذير جابر حفظهما الله ، وحقيقة القول إن من ير ويعاشر العم العيد يحبه لأول وهلة لبشاشته وتواضعه وحبه لأهل السنة وتقديره لهم ؛ وقد استضافنا ليلتنا تلك ، وقد التقينا بعدد من الإخوة الأفاضل في منزله الكائن في دائرة ابن مهيدي وحصل التناصح والإجابة عن بعض الأسئلة .
وفي صباح يوم الأربعاء الموافق 26/شعبان ، انطلقت أنا والأخ يوسف برفقة أخينا الفاضل السني زكريا محجوبي وقائد المركبة الأخ الفاضل نسيم جيجل ؛ متجهين إلى مقر انعقاد الدورة العلمية في ولاية الوادي (وادي سُوف ) في جنوب الجزائر ، وفي أثناء الطريق مررنا بولاية تبسّة وهي منطقة حدودية مع دولة تونس حيث التقينا بعدد من الإخوة منهم أخونا فريد وكان عريساً والذي تم بحمد لله تعالى عقد نكاحه من قبلي ، وبعدها ألقيت كلمة مختصرة حول الزواج وأهميته وبعدها أجبنا عما تيسر من أسئلة الحاضرين ؛ ثم ودعنا القوم مواصلين سيرنا إلى مقر انعقاد الدورة ؛ وفي تمام الساعة الثانية عشرة ليلاً وصلنا بحمد لله تعالى بلدية البياضة بولاية الوادي وكان في استقبالنا عدد من الإخوة الأفاضل حيث أخذونا إلى منزل أخينا الفاضل /ربيع أبي عيسى وهذا المكان كان معداً لضيافتنا ،
وفي صباح يوم الخميس الموافق 27/ شعبان، التقينا بعدد من الإخوة الفضلاء منهم الأخ الفاضل / بشير بكاكرة ، وهو الذي فرغ وهيأ بيته لاستقبال الطلبة وفيه انعقدت الدورة ؛
وكذا الأخ /رشيد منصوري وهو الذي يقوم بتسجيل الدروس والمحاضرات والأسئلة ؛
وكذا الأخ عنتر حامدي ومحمد علي بن العيد ، وغيرهم وفقهم الله جميعاً ،
وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت الجزائر تم استفتاح دورتنا العلمية بمحاضرة لأخينا يوسف وفقه الله ؛ وكانت لي محاضرة حول العلم وفضله بعد صلاة العصر من هذا اليوم ،
وأما الدروس فقد كانت بعد صلاة المغرب (درساً بدرس) بالتناوب أنا والأخ أبو حاتم وفقه الله.
وبعد صلاة العشاء قمنا بزيارة الأخ الفاضل عنتر قداري حيث هو مبتلى بمرض أسأل الله تعالى أن يشفيه وتناولنا عنده وجبة العشاء ، وقد حضر عدد من الإخوة ودار نقاش حول بعض المسائل العلمية والمنهجية ، وكانت الدروس يوم الجمعة بعد صلاة العصر ، وفي يوم السبت والأحد كانت الدروس على فترتين ؛
الفترة الصباحية من الساعة السابعة إلى الساعة العاشرة ؛ والفترة المسائية من بعد العصر ؛ وقد يسر الله تعالى بكلمة طيبة حول شهر رمضان عبر الهاتف في مكان الدورة للشيخ الفاضل الناصح الأمين / يحيى بن علي الحجوري حفظه الله وكان ذلك ليلة الأحد الموافق 29/شعبان /1432هـ وقد حث رعاها الله في آخر كلمته على الاستفادة من الدورة العلمية وأثنى خيراً والله المستعان حيث فقال :"....وطلبوا كلمة أشارك مع إخواني في الله عز وجل مع الشيخ الفاضل أبي عبدالسلام حفظه الله أحد خريجي الجامعة الإسلامية وأحد الدعاة الأفاضل السلفيين ؛ وإنه لجدير بالاستفادة منه , وأخونا أيضاً يوسف الجزائري فإنه جدير بالاستفادة منه ...."
وفي يوم الأحد الموافق 30/شعبان ، عُقدت لي محاضرة قبل المغرب وكانت عبارة عن التذكير بالموت والقبر ،
أما يوم الاثنين الموافق 1/رمضان ، فقد أنزلنا برنامجاً علمياً لمدة أسبوع من الشهر الكريم يبتدأ من هذا اليوم وينتهي بيوم الأحد الموافق 7/رمضان ، وهو على النحو التالي :
الفترة الصباحية : من الساعة (6)إلى الساعة( 7)درساً في كتاب الصيام من العمدة .
من الساعة (7)إلى الساعة (8 )درساً في نواقض التوحيد .
من الساعة (8 )إلى الساعة( 9)درساً في اللمعة من (الفوائد العقائدية ...).
من الساعة (9)إلى الساعة (10)درساً في الموقظة في علم المصطلح .
أما الفترة المسائية فعلى النحو التالي :
من الساعة (11)ليلاً إلى الساعة (12) إلا ربعاً محاضرة توجيهية .
من الساعة (12)ليلاً إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل إجابة عن بعض الأسئلة والاستشكالات .
وكان ذلك بالتناوب بيني وبين أخي أبي حاتم حفظه الله ورعاه .
وكانت لي جولة استطلاعية في منطقة بو حميد في صباح الجمعة الموافق 5/رمضان مع الأخ بشير بكاكرة إلى أرضية زراعية كبيرة كانت من قبل بيد المدعو حمزة السوفي ؛ وقد كان ينوي بها أن تكون مركزاً علمياً – عفواً تجارياً- على غرار أفيوش اليمن ، ولكنه تأخر في تلقي الأساليب الماكرة التي استخدمها عبد الله بن مرعي وأخيه عليهما من الله ما يستحقان ؛
وفي يوم السبت الموافق 6/رمضان ، انطلقنا إلى منزل أخينا لحسن ببلدية طرفاوي حي ليزيدق لتناول وجبة الإفطار عنده وكان في استقبالنا عدد كبير من إخواننا السلفيين حيث ألقيت قبل المغرب كلمة توجيهية عن التمسك بالسنة والحذر من التحزب ، ثم أجبنا عما تيسر عن أسئلتهم ،
وفي يوم الأحد ليلة الاثنين الموافق 7/ رمضان ؛ أُلقِيت عليّ بعض الأسئلة المنهجية من الإخوة أصحاب ولاية ورقلة - بعد عقد الدروس- بواسطة الأخ زكريا محجوبي وفقه الله أجبت بما رأيته موافقاً للحق والصواب ويقربني إلى المولى تبارك وتعالى ؛وقد اختتمنا دورتنا بمحاضرة لأخينا يوسف العنابي في مسجد عبد الرحمن بن عوف بالبياضة ، وكانت لي تلك الليلة لقاء بعدد من الإخوة في منطقة بنت لمكوشر حيث رتب لي الأخوان الفاضلان / عنتر حامدي والأخ مصطفى أبو عبد الرحمن حفظهما الله تعالى محاضرة بعد صلاة التراويح وكانت حول التوحيد وأهميته والتحذير من الشرك وبيان خطره،
وفي صباح الاثنين الموافق 8/رمضان ؛ توجهنا إلى ولاية تبسة بلدية العقلة ووصلنا قبل ظهر ذلك اليوم حيث كان في استقبالنا عدد من الإخوة الأفاضل منهم الأخ /عبد الرحمن التبستي حفظه الله ورعاه حيث كنا في استضافته مدة بقائنا في هذه البلدية ،وقد استأجر رعاه الله تعالى مكاناً وداراً طيلة بقائنا عنده حيث تعقد فيه الدروس والمحاضرات والأجوبة عن الاستشكالات ،
والتقينا أيضاً بالشاب النبيل رابح وأخيه وعدد من الإخوة وطلبة العلم الأفاضل ، وفي أثناء تواجدنا عندهم تذاكرت معهم رسالتي المسماة ( نصائح وتوجيهات لمن ابتغى الفوز والنجاة )وحصل من خلال قرآءة هذه الرسالة خير كثير فيما أحسب ، وكان للأخ يوسف أبي حاتم وفقه الله مذاكرة طيبة حول القواعد الأربعة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله ، أما الأسئلة فحدّث ولا حرج فما أكثرها وأكثر أهميتها فهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على حرص إخواننا وحبهم للعلم النافع سواء في هذا المكان أو في البياضة بولاية الوادي أو في غير ذلك من الأماكن التي تم زيارتها ، وأيضاً ألتقيت ببعض الإخوة كالأخ بلال التبستي ومعه اثنان نسيت أسماءهما ، وهاتفني الأخ ضياء التبستي وطلب مني الزيارة ولكن اعتذرت له لضيق الوقت.
وفي ليلة الخميس الموافق 10/رمضان ، كانت لي محاضرة حول أهمية الأمن وأهم مقوماته في الدين الإسلامي ؛تطرقت فيها إلى موقف أهل السنة في طاعة ولاة الأمور في غير المعصية والتحذير من فتنة الخروج والخوارج ، وأيضاً ذكرت فيها ما يتمتع به رئيس بلاد الجزائر عبد العزيز بوتفليقه وفقه الله وسدده لكل خير من حكمة حيث استطاع بفضل الله تعالى أن يُخرج البلاد من تلكم الفتنة الدهماء التي أحرقت الأخضر واليابس حتى أصبحت البلاد الجزائرية مضرباً للمثل بالأمن والأمان ؛ فجزاه الله خيراً ، وقد حضر المحاضرة عدد من طلبة العلم والعوام ومجموعة من رجال الأمن ، وإننا إذ نصرح بهذا المنهج والعقيدة حول ولاة الأمور ليس والله محاباة لأحد ولا مجاملة ولا خوفاً وإنما هي عقيدة ندين الله تعالى بها حول من ذُكروا ؛ خلافاً لمن تربى في أحضان التكفيريين من الإخوان المسلمين وجماعة أسامة بن لادن أصحاب تنظيم القاعدة ،ومن جرى مجراهم ورضع من ثديهم فتراه يتخبط خبط عشواء ولا تنضبط عنده الأمور فيصدر منه شيئاً من تلكم الأعمال الإجرامية من التفجيرات والاغتيلات والمظاهرات والاعتصامات والخروج على الحكام المسلمين ونحو ذلك من الأمور التي لا تمت للإسلام بصلة .
وفي صباح يوم الخميس الموافق 11/رمضان ، انطلقت أنا والأخ يوسف العنابي مع أخينا الفاضل السبتي الفرنسي إلى ولاية خِنْشلة وهي ولاية تبعد عن تبسة – العقلة – بمقدار ساعة تقريباً، وقد ودّعْنا فيها أخانا يوسفا حفظه الله متوجهاً إلى مقر إقامته بولاية العنابة وبعدها عدنا إلى العقلة ومنها توجهنا إلى نفس ولاية تبسة حيث يتم سفري إلى العاصمة الجزائرية ومنها إلى اليمن ،
وكان في وداعي بمطار تبسة كل من الأخ الفاضل / أبي شعيب عبد الرحمن التبستي والأخ الفاضل /السبتي بن البخاري الجزائري الفرنسي ، والأخ الفاضل /محمد شريف حفظ الله الجميع .
ولا أنسى أخانا الفاضل /ياسر جيجل حفظه الله تعالى حيث كان حريصاً على الخير وقد جاءنا إلى ولاية الوادي وبعدها لحق بنا إلى ولاية تبسة ؛ كل ذلك حرصاً منه على الخير والعلم فيما نحسبه والله حسيبه كل ذلك مع انشغاله برعاية والدته المريضة التي نسأل المولى تبارك وتعالى أن يُعجل بشفائها .
وفي تمام الساعة الثانية والنصف ظهراً انطلقت على متن الطيران الجزائري الداخلي متوجهاً إلى مطار هواري بو مدين في العاصمة الجزائرية حيث وصلت بحمد لله تمام الساعة الرابعة عصراً من يومنا هذا الخميس ؛ وقد كان في استقبالي عدد من الإخوة الأفاضل منهم : الأخ / عبد الكريم أبو عبد الله والأخ / أبو أنس يحيى الجزائري المقيم بفرنسا والأخ /عبد العزيز بن أحمد أبو عبد الله العالمي والأخ / يوسف أبو طلحة الفرنسي والأخ عبد الله العربي حفظ الله الجميع ، ثم توجهت بعدها إلى ولاية عين الدفلى مدينة العطاف حيث يستوطن والد أخينا أبي أنس يحيى الجزائري ؛ وهذه الولاية تبعد عن العاصمة قدر ساعتين ؛ وبحمد لله وصلت إلى هذا المكان برفقة الأخ أبي أنس والأخ عبد العزيز والأخ الفرنسي أبي طلحة عند أذن المغرب تقريباً ، وقد تم عقد جلسة طيبة حضرها والد الأخ أبي أنس وعدد من الإخوة الأفاضل حيث ألقيتُ عليهم كلمة توجيهية حثيت فيها على التمسك بالسنة والجد في طلب العلم والحذر من شبه أهل البدع والضلال ، ومن ثَم كانت الإجابة عن الأسئلة والتي كان من أبرزها دحض كثير من الشبه المتعلقة بفتة ابني مرعي ؛ وكانت هذه الجلسة قدر ثلاث ساعات .
وفي صباح اليوم التالي وهو يوم الجمعة الموافق 12/شعبان ؛توجهنا من ولاية عين الدفلى إلى العاصمة الجزائرية حيث يتم بإذن الله سفري راجعاً بإذن الله إلى اليمن بعد أن قضيت في الجزائر قدر ثلاثة أسابيع كانت بحمد لله تعالى مليئلة بالعلم والتعليم والخير والنصح والتوجيه والله المستعان ،
وقد كان في وداعي عدد من الإخوة الأفاضل ، ولا أنسى أيضاً أن أنوه بالشكر والتقدير للأخ الفاضل الخدوم لإخوانه من أهل السنة /هشام الذي يعمل في مطار هواري بو مدين ؛على حسن تعاونه حتى أنه رافقني إلى بوابة الطائرة فجزاه الله خيراً وأصلحه ورزقه الذرية الصالحة ؛
وفي تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الجمعة غادرت مطار هواري بومدين على متن الطيران الجزائري متوجهاً إلى مطار القاهرة الدولي حيث وصلت قرابة الساعة الثالثة والنصف عصراً بتوقيت دولة مصر العربية ؛ حيث كان في استقبالي الأخ الفاضل /أبو حمزة مصطفى شلتوت حيث أقلني بسيارته إلى مسجد أخينا الفاضل الشيخ / محمد بن إبراهيم المصري ، وقد يسر الله لي أن ألقي كلمة بين الأذان والإقامة من صلاة العشاء والإجابة عما تيسر من الأسئلة ،
وفي صباح السبت الموافق 13/رمضان /1432هـ توجهت إلى مطار القاهرة الدولي وكان في وداعي الأخوان الفاضلان : أبو حمزة مصطفى شلتوت والأخ أحمد بن عبد الحي أبو أسامة ؛ وفي تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً بتوقيت مصر حلّق بنا الطيران المصري متوجهاً إلى مطار صنعاء الدولي حيث كان وصولنا تمام الساعة الخامسة والنصف مساء بتوقيت صنعاء وكان في استقبالي كل من الأخوين الفاضلين / أبي عبد الله خالد بن محمد الغرباني والأخ /ياسر العامري حفظهما الله .
وفي اليوم التالي وهو يوم الأحد الموافق 14/رمضان ، عزمت على السفر إلى مركز دار الحديث بدماج لما أعلمه من محبة إخواني أهل السنة هناك من معرفة أخبار الرحلة خصوصاً وقد حصل شيئ من العراقيل ، والتي بفضل الله تعالى ثم بدعوات إخواننا أهل السنة سواء في الجزائر أو في دماج أو في صنعاء أو في غيرها تجاوزنا تلكم العراقيل والوشايات وأتممنا الدورة العلمية على أحسن ما يرام بدون الانضمام تحت جمعية كذا أو جمعية كذا ، كما قد حصل لبخاري الحزب الجديد الذي ما ذهب إلى الجزائر إلا وهو تحت ذل الجمعيات ؛ وهذا مما يدل على حصول المشاكلة والموافقة وإن ادعى خلاف ذلك ، قال تعالى { تشابهت قلوبهم } وقال عليه الصلاة والسلام ) الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وماتناكر منها اختلف )رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه والبخاري معلقاً من حديث عائشة رضي الله عنها، ولقد أحسن الإمام الأوزاعي رحمه الله قال :"من أخف عنا بدعته لم تخف عنا ألفته ".
فهنئاً لك يا بخاري بهذا التدهور ، وما هي إلا عقوبات جراء طعنك بالإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ونجله البار العلامة الناصح الأمين / يحيى الحجوري ، والطعن بدار الحديث بدماج ورجال السنة فيها كما في شريطك المسجل لأصحاب أندونيسيا،
وانظر يا أخي القارئ اللبيب إلى تلبيسه في مقاله الذي أخرجه على إثر عودته من بلاد الجزائر في رجب لهذا العام والذي عنونه (بالبَشَائِرُ بِمَا فِي رِحْلَتِي إلَى بِلاَدِ الْجَزائِرِ) حيث قال :"وهُنا أُنبِّه إلى أمرٍ كثُر فيه لَغَطُ اللاغطين؛ وهو أنَّ (جمعية الفرقان) هي الَّتي دعتني واستضافتني، وقامت بأمرِ الدَّورةِ.
فأقول: حَنَانَيْكُم إذ الْحُكم على الشَّيء فرعٌ عن تصوِّره؛ فالأمرُ فيه حقٌّ يسير، وباطلٌ كثير؛ فالحقُّ اليسير هو: أنَّ هذه الجمعيَّة قامتْ بتقديم خطاب دعوتي إلى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف فَقط.
والباطلُ الكثير هو: ادِّعاء أنَّ الجمعيَّةَ هي الَّتي قامتْ بِكُلِّ الدَّورةِ مِنْ ضِيَافةٍ وَتَنْسيقٍ وغيرهِ، والْحَقُّ الَّذي لا مريةَ فيهِ أنَّ الدَّورةَ كَاملة مِنْ ضِيافَةٍ و تنسيقٍ وغيره،كانت برعاية مَن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف وَ والِي ولاية أم البواقي، ومثَّل الوزارة فِي ذلك: مُديرية الشؤون الدينية والأوقاف بولاية أم البواقي، والجمعيةُ ليس لها فيها قَليلٌ و لا كثير!....."
أقول :قال تعالى :{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
فما دام أن أساس رحلتك انطلقت بتقديم خطاب من قِبل هذه الجمعية الحزبية إلى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الصوفية فهنيئاً لك هذا الأساس الهش والذي بنيت عليه دعوتك في تلكم الديار ، فأين التميز في دعوتك يا من يلوك لسانك بالسلفية ؟!!
وأين بيان حال الصوفية أم أن مصلحة دعوتك اقتضت مجالستهم ؟!!! فالله المستعان
أفما كان يكفيك أن تأخذ بنصيحة شيخنا العلامة ربيع المدخلي حفظه الله وسدده الآنفة الذكر
أم أن المسألة مسألة تشبّع ما لم تُعط ، وأظنه لا يخفاك حديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام القائل :(المتشبع بما لم يُعط كلا بس ثوبي زور) متفق عليه من حديث أسماء رضي الله عنها.
ثم يقال أيضاً: قال عليه الصلاة والسلام :(ما أسكر كثيره فقليله حرام ) رواه أحمد من حديث جابر رضي الله عنه،
أما تعلم أن الحرام هو حرام سواء كان قليلاً أم كثيراً ، بل ما أدى إلى محرم فهو محرم كما هو معلوم ،وأن البدعة هي بدعة وضلالة وإن تفاوتت البدع ،
مسكين حالك يا بخاري !!! لقد ضحوا بك أصحاب اندونيسيا في العام الماضي ، والآن صاحبك المدعو بالجمعة يصدق عليه وعليك قول القائل :
ألقاك في أوحال هذه الجمعية ، ثم أخذت ترقع وتعتذر ، وما علمت بأن الخرق قد اتسع على الراقع ، ولقد صدق رسول الهدى صلى الله عليه وسلم حيث يقول :( وإياك وما يُعتذر منه ) رواه الحاكم من سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وحسنه شيخنا العلامة الألباني رحمه الله .
أما قولك :" وأمَّا عَن الجمعيَّة نفسها، فهي جمعيَّةٌ خيريَّةٌ لا يَتعدَّى نشاطها ولاية أم البواقي! ليس لها توجُّه سياسي أو حزبي - فيما ظهر لي..."
أقول :قال شيخنا العلامة ربيع المدخلي حفظه الله :" إن هذه الجمعيات الإسلامية أو الخيرية إنما هي في الحقيقة والواقع جمعيات سياسية تحمل أفكاراً واتجاهات سياسية معروفة يرفضها الإسلام والمنهج السلفي وهي لا تتعاون مع السلفيين من أجل السلفية وإنما من أجل سياستهم وأفكارهم الحزبية ......فلا يجوز للسلفي أن يتعاون معهم ....نقلاً من كتاب"جمع الأدلة على أن الجمعيات من الفتن المضلة .لأبي محمد عبد الكريم بن غالب ."
ثم ما هذا التعالم وتزكية النفس عند قولك (فيما ظهر لي ) ألا سألتَ إذ جهلت فإنما شفاء العي السؤال كما جاء في الحديث ، خصوصاً وأن القرائن تؤيد حزبيتها ، من نزول أولئك الحزبيين من طريقهم ، أما ادعاؤهم عدم معرفتهم بحالهم فهذا حسب زعمهم وقولهم والواقع يُكذّب ذلك ،
يا أخي كن شجاعاً وصريحاً بتجويزك لإقامة مثل هذه الجمعيات الحزبية ، فما من جمعية على وجه الأرض ممن تنسب نفسها للإسلام إلا وهي تدعي أن خيرية وليست حزبية ، ولكن العبرة ليست بالأقوال وإنما العبرة بالأفعال ، أصلحك الله ، لقد اتعبتَ من خلفك فكم سيرقع خلفك المرقعون ؟
لقد أوقعت بعض مشايخك في حيرة بل في ورطة بتزكيتهم لك وأنت الذي تخرج منك مثل هذه البوائق في أم البواقي وغيرها، والله المستعان ،
ثم هنيئاً لك من أسميتهم بمشايخ الجزائر ممن يجيز منهم الاختلاط بل ويمارس ذلك علنياً وعملياً وممن يجيز الانتخابات وعادة الاستمناء ولبس البنطال وغيرها من البلاوي والطيور على أشكالها تقع ، والله المستعان .
وفي آخر المطاف أحب أن أذكر حقيقة لمستها بإقامتي ومروري بخمسة ولايات من ولايات الجزائر البالغة ثمان وأربعين ولاية من أهل الجزائر ممثلين برجال الأمن هناك أو من بقية الشعب فأقول :
أولاً:الناس في الغالب مقبلون على الخير والطاعة لذا تجد المساجد غالباً مكتظة بالمصلين.
ثانياً: الكرم البالغ وحسن الضيافة والمعاملة الحسنة .
ثالثاً:الأدب الرفيع الملموس منهم .
رابعاً : حبهم للهدوء وابتعادهم عن أسباب الفوضى.
خامساً: حبهم لرئيس بلادهم لما يقدمه لهم من تعاون ملموس(*) .
سادساً: بغضهم الشديد للخوارج .
سابعاً:الحرص الشديد على التفقه في الدين ويظهر ذلك جلياً عبر الأسئلة المتكاثرة التي يقدمها طلبة العلم وحتى بعض العامة .
ثامناً:الثقافة العلمية التي يتحلون بها في الغالب.
تاسعاً : حبهم الشديد للغة العربية .
عاشراً:الاحترام الملموس لأهل الدين خصوصاً من كان ليس من بلادهم .
ـــــ
(*) ومن ذلك أن حكومة بلادهم تجعل لكل مواطن مبلغاً من المال يُقدر تقريباً بمليون دينار خاصاً به ،وكذلك تبني بيتاً متكاملاً لمن عنده أرضية في الريف ، وأيضاً تبيع بالتقسيط شقق جاهزة وغير ذلك .
وغيرها من السمات والمزايا التي يتحلّى بها أهل الجزائر ، وليس معنى ذلك أنه ليس ثمت أخطاء ؛ فالخطأ وارد ولكن ينبغي أن يُسلك المسلك القويم لمعالجة الخطأ وفق الطريقة الشرعية ، فنسأل الله تعالى أن يوفق ولاة بلادهم من تمكين إخواننا السلفيين من إقامة المساجد على السنة بعيداً عن بعض المحدثات ، فأهل السنة يعتبرون بإذن الله تعالى أمن للبلاد بما يقومون به من تعليم وتوجيه وفق الكتاب والسنة سالكين في ذلك منهج السلف الكرام رضوان الله تعالى عليهم ، فإذا ما حصل ذلك حصل الخير وانتشر وتوعى الناس واستبصروا أمور دينهم سواء في عقيدتهم أو عبادتهم أو سلوكهم وأخلاقهم ؛فأهل السنة نصحة وأهل الباطل على مختلف أصنافهم غششة .
وفي الأخير لا يفوتني أن أشكر الأخ ربيعاً أبا عيسى الذي استضافنا في بيته وأحسن الضيافة في البياضة وقد أحسن الظن بي وطلب أن أكتب نصيحة لطلبة العلم بالجزائر في آخر الدورة فلبيت طلبه ، وأشكر الأخ طه والأخ بشير صاحب بشير بكاكرة وكذلك أتوجه بالشكر والتقدير والدعاء لمن كان سبباً في هذه الرحلة الدعوية أوساهم في نجاحها وإتمامها ، من الإخوة طلبة العلم أو من رجال الأمن والدرك الوطني الذين كانوا معنا في غاية الأدب والاحترام ، فجزى الله الجميع خيراً,
وبعد :فهذا ما تيسر جمعه عن هذه الرحلة المباركة إن شاء الله تعالى سائلاً المولى جلّ في علاه أن يتقبل منا صالح العمل ويتجاوز عنا السيئات والآثام ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،،،،،،،،
وكتب/
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي الذي اصطفى أما بعد :
فهذه لمحة سريعة عن رحلتي الدعوية لبلاد الجزائر في هذا العام وما حصل فيها من خير بفضل الله تعالى ، وذلك نزولاً عند رغبة كثير من المحبين ، فأقول والله المعين :
فإنه من توفيق الله ومنته علي أن يسر لي أبواباً من أبواب الخير ومن تلكم الأبواب باب الدعوة إلى الله تعالى والذي يعد من أجلها وأحسنها ؛قال تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين}وعليه فقد رغب إلي إخواننا في الله من أهل الجزائر الثابتين على الحق والسنة أن أقوم برحلة علمية دعوية إليهم فأشار علي بذلك الأخ الفاضل النبيل والباحث الفهيم أبو حاتم يوسف بن العيد العنابي الجزائري حفظه الله تعالى ؛ فاستخرت الله تعالى ثم استشرت بذلك الشيخ الفاضل والناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري حفظه الله وأعلى درجته فأشار بذلك وشجع عليه كما هي عادته حفظه الله في تشجيع إخوانه على نفع الناس فجزاه الله خيراً وأجزل له المثوبة ؛؛؛
وإليكم إخواني الكرام شرحاً موجزاً لهذه الرحلة المباركة إن شاء الله تعالى؛ فأقول والله المعين :
خرجت في صباح يوم الاثنين الموافق 18/شعبان/1432هـ من مدينة تعز متوجهاً إلى صنعاء حيث يتم من هناك بإذن الله السفر إلى دولة الجزائر الشقيقة وكان يزاملني في هذه الرحلة أخونا الفاضل أبو حاتم يوسف وفقه الله وفي تلك الليلة عُقدت لنا محاضرة في مسجد الشيخ الجليل صاحب المقام الرفيع محمد بن محمد مانع حفظه الله ورعاه ،
وفي اليوم التالي توجهنا إلى مطار صنعاء الدولي حيث حلق بنا الطيران المصري في تمام الساعة الواحدة ظهراً متوجهين بإذن الله تعالى إلى دولة الجزائر مطار هواري بومدين في العاصمة الجزائرية ؛ وفي أثناء رحلتنا توقفنا في مطار القاهرة الدولي بما يسمى بالترنزيت قدر ثمانية عشرة ساعة ؛فاستغلينا الفرصة وقمت بزيارة أخينا الفاضل الشيخ محمد بن إبراهيم حفظه الله في مسجده القاطن بالقاهرة المسمى بمسجد الفرقان بحارة كبري القبة والتقينا بعدد من طلبته من مختلف الجنسيات وألقيت فيهم محاضرة عن العلم وكان ذلك بين مغرب وعشاء؛وفي فجر اليوم التالي ألقيت درساً من كتابي إرشاد البرية حسب رغبة الشيخ محمد ثم بعدها توجهنا إلى مطار القاهرة الدولي متوجهين إلى الجزائر برفقة الأخ علي المصري بسيارته حيث أوصلني وودعني ؛ وفي تمام الساعة التاسعة والنصف صباحاً بتوقيت مصر تم الانطلاق إلى مطار هواري بومدين ؛ ووصلنا بحمد لله ورعايته إلى العاصمة الجزائرية ، ولكن تأتي أقدار الله تعالى حيث كان في انتظارنا بعض رجال الأمن بسبب بعض الوشايات الملفقة علينا من بعض الحزبيين بحجة أننا جئنا للفتن ونحو ذلك ؛ والحمد لله حصل بهذا الابتلاء خير كثير ؛ حيث تم استجوابنا عن بعض الأمور فأدلينا بما ندين الله تعالى به وبينا الموقف السليم من ولاة الأمور وموقفنا من فتنة الخوارج مما كان دعوة لهم ؛ وحقيقة القول ما رأينا منهم إلا كل احترام وتقدير وإجلال ؛ وبقينا عندهم بضعة أيام ثم جاؤونا ووجوههم تتهلل بالفرح والسرور وطلبوا منا السماح وقالوا لي هذه بلدك الثاني أينما شئت توجهتَ؛ بعد أن تبين لهم خلاف ما بلغهم من تلكم الوشاية ؛ فنقول للواشين قل موتوا بغيظكم فمهما حاولتم أن تحجبوا نور الحق والسنة فلن تستطيعوا إلى ذلك سبيلاً ؛ ونعتبر ما حصل لنا ما هو إلا ابتلاء ورفعة لنا بإذن الله تعالى ،
المهم وبعد أن خرجنا بحمد لله وسلامته وكان ذلك يوم الاثنين الموافق 24/شعبان/1432هـ التقينا بعدد من الإخوة الأفاضل منهم الأخ عبد الكريم أبو عبد الله والأخ سفيان أبو أنس والأخ زكريا محجوبي والأخ نسيم جيجل وكان ذلك في منطقة الحميس – الحميز- (دار البيضاء) ومن ثَمّ انطلقنا وبعض من الإخوة إلى منزل أخينا أبي عبد الرحمن عبدالله مترجم اللغات ودار نقاش طيب وتكلمت بنصيحة حول إصلاح القلوب ثم انطلقنا بعدها إلى منزل أخينا الفاضل عبد الكريم والتقينا أيضا عنده بعدد من الإخوة الأفاضل وبتنا ليلتنا هذه عنده؛ وكل ما تقدم كان في نفس هذا اليوم ،
وفي يوم الثلاثاء الموافق 25/ شعبان ، انطلقت إلى ولاية عنّابة عبر الطيران الداخلي ، ورأى الأخ يوسف أن ينطلق عبر البر مع الأخوين الفاضلين / زكريا محجوبي ونسيم جيجل ،
وقد كان في استقبالي بمطار عنابة والد الأخ يوسف الجزائري وهو العم العيد حفظه الله ومعه أيضاً اثنان وهما الأخ /وحيد زيدي والأخ /نذير جابر حفظهما الله ، وحقيقة القول إن من ير ويعاشر العم العيد يحبه لأول وهلة لبشاشته وتواضعه وحبه لأهل السنة وتقديره لهم ؛ وقد استضافنا ليلتنا تلك ، وقد التقينا بعدد من الإخوة الأفاضل في منزله الكائن في دائرة ابن مهيدي وحصل التناصح والإجابة عن بعض الأسئلة .
وفي صباح يوم الأربعاء الموافق 26/شعبان ، انطلقت أنا والأخ يوسف برفقة أخينا الفاضل السني زكريا محجوبي وقائد المركبة الأخ الفاضل نسيم جيجل ؛ متجهين إلى مقر انعقاد الدورة العلمية في ولاية الوادي (وادي سُوف ) في جنوب الجزائر ، وفي أثناء الطريق مررنا بولاية تبسّة وهي منطقة حدودية مع دولة تونس حيث التقينا بعدد من الإخوة منهم أخونا فريد وكان عريساً والذي تم بحمد لله تعالى عقد نكاحه من قبلي ، وبعدها ألقيت كلمة مختصرة حول الزواج وأهميته وبعدها أجبنا عما تيسر من أسئلة الحاضرين ؛ ثم ودعنا القوم مواصلين سيرنا إلى مقر انعقاد الدورة ؛ وفي تمام الساعة الثانية عشرة ليلاً وصلنا بحمد لله تعالى بلدية البياضة بولاية الوادي وكان في استقبالنا عدد من الإخوة الأفاضل حيث أخذونا إلى منزل أخينا الفاضل /ربيع أبي عيسى وهذا المكان كان معداً لضيافتنا ،
وفي صباح يوم الخميس الموافق 27/ شعبان، التقينا بعدد من الإخوة الفضلاء منهم الأخ الفاضل / بشير بكاكرة ، وهو الذي فرغ وهيأ بيته لاستقبال الطلبة وفيه انعقدت الدورة ؛
وكذا الأخ /رشيد منصوري وهو الذي يقوم بتسجيل الدروس والمحاضرات والأسئلة ؛
وكذا الأخ عنتر حامدي ومحمد علي بن العيد ، وغيرهم وفقهم الله جميعاً ،
وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت الجزائر تم استفتاح دورتنا العلمية بمحاضرة لأخينا يوسف وفقه الله ؛ وكانت لي محاضرة حول العلم وفضله بعد صلاة العصر من هذا اليوم ،
وأما الدروس فقد كانت بعد صلاة المغرب (درساً بدرس) بالتناوب أنا والأخ أبو حاتم وفقه الله.
وبعد صلاة العشاء قمنا بزيارة الأخ الفاضل عنتر قداري حيث هو مبتلى بمرض أسأل الله تعالى أن يشفيه وتناولنا عنده وجبة العشاء ، وقد حضر عدد من الإخوة ودار نقاش حول بعض المسائل العلمية والمنهجية ، وكانت الدروس يوم الجمعة بعد صلاة العصر ، وفي يوم السبت والأحد كانت الدروس على فترتين ؛
الفترة الصباحية من الساعة السابعة إلى الساعة العاشرة ؛ والفترة المسائية من بعد العصر ؛ وقد يسر الله تعالى بكلمة طيبة حول شهر رمضان عبر الهاتف في مكان الدورة للشيخ الفاضل الناصح الأمين / يحيى بن علي الحجوري حفظه الله وكان ذلك ليلة الأحد الموافق 29/شعبان /1432هـ وقد حث رعاها الله في آخر كلمته على الاستفادة من الدورة العلمية وأثنى خيراً والله المستعان حيث فقال :"....وطلبوا كلمة أشارك مع إخواني في الله عز وجل مع الشيخ الفاضل أبي عبدالسلام حفظه الله أحد خريجي الجامعة الإسلامية وأحد الدعاة الأفاضل السلفيين ؛ وإنه لجدير بالاستفادة منه , وأخونا أيضاً يوسف الجزائري فإنه جدير بالاستفادة منه ...."
وفي يوم الأحد الموافق 30/شعبان ، عُقدت لي محاضرة قبل المغرب وكانت عبارة عن التذكير بالموت والقبر ،
أما يوم الاثنين الموافق 1/رمضان ، فقد أنزلنا برنامجاً علمياً لمدة أسبوع من الشهر الكريم يبتدأ من هذا اليوم وينتهي بيوم الأحد الموافق 7/رمضان ، وهو على النحو التالي :
الفترة الصباحية : من الساعة (6)إلى الساعة( 7)درساً في كتاب الصيام من العمدة .
من الساعة (7)إلى الساعة (8 )درساً في نواقض التوحيد .
من الساعة (8 )إلى الساعة( 9)درساً في اللمعة من (الفوائد العقائدية ...).
من الساعة (9)إلى الساعة (10)درساً في الموقظة في علم المصطلح .
أما الفترة المسائية فعلى النحو التالي :
من الساعة (11)ليلاً إلى الساعة (12) إلا ربعاً محاضرة توجيهية .
من الساعة (12)ليلاً إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل إجابة عن بعض الأسئلة والاستشكالات .
وكان ذلك بالتناوب بيني وبين أخي أبي حاتم حفظه الله ورعاه .
وكانت لي جولة استطلاعية في منطقة بو حميد في صباح الجمعة الموافق 5/رمضان مع الأخ بشير بكاكرة إلى أرضية زراعية كبيرة كانت من قبل بيد المدعو حمزة السوفي ؛ وقد كان ينوي بها أن تكون مركزاً علمياً – عفواً تجارياً- على غرار أفيوش اليمن ، ولكنه تأخر في تلقي الأساليب الماكرة التي استخدمها عبد الله بن مرعي وأخيه عليهما من الله ما يستحقان ؛
وفي يوم السبت الموافق 6/رمضان ، انطلقنا إلى منزل أخينا لحسن ببلدية طرفاوي حي ليزيدق لتناول وجبة الإفطار عنده وكان في استقبالنا عدد كبير من إخواننا السلفيين حيث ألقيت قبل المغرب كلمة توجيهية عن التمسك بالسنة والحذر من التحزب ، ثم أجبنا عما تيسر عن أسئلتهم ،
وفي يوم الأحد ليلة الاثنين الموافق 7/ رمضان ؛ أُلقِيت عليّ بعض الأسئلة المنهجية من الإخوة أصحاب ولاية ورقلة - بعد عقد الدروس- بواسطة الأخ زكريا محجوبي وفقه الله أجبت بما رأيته موافقاً للحق والصواب ويقربني إلى المولى تبارك وتعالى ؛وقد اختتمنا دورتنا بمحاضرة لأخينا يوسف العنابي في مسجد عبد الرحمن بن عوف بالبياضة ، وكانت لي تلك الليلة لقاء بعدد من الإخوة في منطقة بنت لمكوشر حيث رتب لي الأخوان الفاضلان / عنتر حامدي والأخ مصطفى أبو عبد الرحمن حفظهما الله تعالى محاضرة بعد صلاة التراويح وكانت حول التوحيد وأهميته والتحذير من الشرك وبيان خطره،
وفي صباح الاثنين الموافق 8/رمضان ؛ توجهنا إلى ولاية تبسة بلدية العقلة ووصلنا قبل ظهر ذلك اليوم حيث كان في استقبالنا عدد من الإخوة الأفاضل منهم الأخ /عبد الرحمن التبستي حفظه الله ورعاه حيث كنا في استضافته مدة بقائنا في هذه البلدية ،وقد استأجر رعاه الله تعالى مكاناً وداراً طيلة بقائنا عنده حيث تعقد فيه الدروس والمحاضرات والأجوبة عن الاستشكالات ،
والتقينا أيضاً بالشاب النبيل رابح وأخيه وعدد من الإخوة وطلبة العلم الأفاضل ، وفي أثناء تواجدنا عندهم تذاكرت معهم رسالتي المسماة ( نصائح وتوجيهات لمن ابتغى الفوز والنجاة )وحصل من خلال قرآءة هذه الرسالة خير كثير فيما أحسب ، وكان للأخ يوسف أبي حاتم وفقه الله مذاكرة طيبة حول القواعد الأربعة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله ، أما الأسئلة فحدّث ولا حرج فما أكثرها وأكثر أهميتها فهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على حرص إخواننا وحبهم للعلم النافع سواء في هذا المكان أو في البياضة بولاية الوادي أو في غير ذلك من الأماكن التي تم زيارتها ، وأيضاً ألتقيت ببعض الإخوة كالأخ بلال التبستي ومعه اثنان نسيت أسماءهما ، وهاتفني الأخ ضياء التبستي وطلب مني الزيارة ولكن اعتذرت له لضيق الوقت.
وفي ليلة الخميس الموافق 10/رمضان ، كانت لي محاضرة حول أهمية الأمن وأهم مقوماته في الدين الإسلامي ؛تطرقت فيها إلى موقف أهل السنة في طاعة ولاة الأمور في غير المعصية والتحذير من فتنة الخروج والخوارج ، وأيضاً ذكرت فيها ما يتمتع به رئيس بلاد الجزائر عبد العزيز بوتفليقه وفقه الله وسدده لكل خير من حكمة حيث استطاع بفضل الله تعالى أن يُخرج البلاد من تلكم الفتنة الدهماء التي أحرقت الأخضر واليابس حتى أصبحت البلاد الجزائرية مضرباً للمثل بالأمن والأمان ؛ فجزاه الله خيراً ، وقد حضر المحاضرة عدد من طلبة العلم والعوام ومجموعة من رجال الأمن ، وإننا إذ نصرح بهذا المنهج والعقيدة حول ولاة الأمور ليس والله محاباة لأحد ولا مجاملة ولا خوفاً وإنما هي عقيدة ندين الله تعالى بها حول من ذُكروا ؛ خلافاً لمن تربى في أحضان التكفيريين من الإخوان المسلمين وجماعة أسامة بن لادن أصحاب تنظيم القاعدة ،ومن جرى مجراهم ورضع من ثديهم فتراه يتخبط خبط عشواء ولا تنضبط عنده الأمور فيصدر منه شيئاً من تلكم الأعمال الإجرامية من التفجيرات والاغتيلات والمظاهرات والاعتصامات والخروج على الحكام المسلمين ونحو ذلك من الأمور التي لا تمت للإسلام بصلة .
وفي صباح يوم الخميس الموافق 11/رمضان ، انطلقت أنا والأخ يوسف العنابي مع أخينا الفاضل السبتي الفرنسي إلى ولاية خِنْشلة وهي ولاية تبعد عن تبسة – العقلة – بمقدار ساعة تقريباً، وقد ودّعْنا فيها أخانا يوسفا حفظه الله متوجهاً إلى مقر إقامته بولاية العنابة وبعدها عدنا إلى العقلة ومنها توجهنا إلى نفس ولاية تبسة حيث يتم سفري إلى العاصمة الجزائرية ومنها إلى اليمن ،
وكان في وداعي بمطار تبسة كل من الأخ الفاضل / أبي شعيب عبد الرحمن التبستي والأخ الفاضل /السبتي بن البخاري الجزائري الفرنسي ، والأخ الفاضل /محمد شريف حفظ الله الجميع .
ولا أنسى أخانا الفاضل /ياسر جيجل حفظه الله تعالى حيث كان حريصاً على الخير وقد جاءنا إلى ولاية الوادي وبعدها لحق بنا إلى ولاية تبسة ؛ كل ذلك حرصاً منه على الخير والعلم فيما نحسبه والله حسيبه كل ذلك مع انشغاله برعاية والدته المريضة التي نسأل المولى تبارك وتعالى أن يُعجل بشفائها .
وفي تمام الساعة الثانية والنصف ظهراً انطلقت على متن الطيران الجزائري الداخلي متوجهاً إلى مطار هواري بو مدين في العاصمة الجزائرية حيث وصلت بحمد لله تمام الساعة الرابعة عصراً من يومنا هذا الخميس ؛ وقد كان في استقبالي عدد من الإخوة الأفاضل منهم : الأخ / عبد الكريم أبو عبد الله والأخ / أبو أنس يحيى الجزائري المقيم بفرنسا والأخ /عبد العزيز بن أحمد أبو عبد الله العالمي والأخ / يوسف أبو طلحة الفرنسي والأخ عبد الله العربي حفظ الله الجميع ، ثم توجهت بعدها إلى ولاية عين الدفلى مدينة العطاف حيث يستوطن والد أخينا أبي أنس يحيى الجزائري ؛ وهذه الولاية تبعد عن العاصمة قدر ساعتين ؛ وبحمد لله وصلت إلى هذا المكان برفقة الأخ أبي أنس والأخ عبد العزيز والأخ الفرنسي أبي طلحة عند أذن المغرب تقريباً ، وقد تم عقد جلسة طيبة حضرها والد الأخ أبي أنس وعدد من الإخوة الأفاضل حيث ألقيتُ عليهم كلمة توجيهية حثيت فيها على التمسك بالسنة والجد في طلب العلم والحذر من شبه أهل البدع والضلال ، ومن ثَم كانت الإجابة عن الأسئلة والتي كان من أبرزها دحض كثير من الشبه المتعلقة بفتة ابني مرعي ؛ وكانت هذه الجلسة قدر ثلاث ساعات .
وفي صباح اليوم التالي وهو يوم الجمعة الموافق 12/شعبان ؛توجهنا من ولاية عين الدفلى إلى العاصمة الجزائرية حيث يتم بإذن الله سفري راجعاً بإذن الله إلى اليمن بعد أن قضيت في الجزائر قدر ثلاثة أسابيع كانت بحمد لله تعالى مليئلة بالعلم والتعليم والخير والنصح والتوجيه والله المستعان ،
وقد كان في وداعي عدد من الإخوة الأفاضل ، ولا أنسى أيضاً أن أنوه بالشكر والتقدير للأخ الفاضل الخدوم لإخوانه من أهل السنة /هشام الذي يعمل في مطار هواري بو مدين ؛على حسن تعاونه حتى أنه رافقني إلى بوابة الطائرة فجزاه الله خيراً وأصلحه ورزقه الذرية الصالحة ؛
وفي تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الجمعة غادرت مطار هواري بومدين على متن الطيران الجزائري متوجهاً إلى مطار القاهرة الدولي حيث وصلت قرابة الساعة الثالثة والنصف عصراً بتوقيت دولة مصر العربية ؛ حيث كان في استقبالي الأخ الفاضل /أبو حمزة مصطفى شلتوت حيث أقلني بسيارته إلى مسجد أخينا الفاضل الشيخ / محمد بن إبراهيم المصري ، وقد يسر الله لي أن ألقي كلمة بين الأذان والإقامة من صلاة العشاء والإجابة عما تيسر من الأسئلة ،
وفي صباح السبت الموافق 13/رمضان /1432هـ توجهت إلى مطار القاهرة الدولي وكان في وداعي الأخوان الفاضلان : أبو حمزة مصطفى شلتوت والأخ أحمد بن عبد الحي أبو أسامة ؛ وفي تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً بتوقيت مصر حلّق بنا الطيران المصري متوجهاً إلى مطار صنعاء الدولي حيث كان وصولنا تمام الساعة الخامسة والنصف مساء بتوقيت صنعاء وكان في استقبالي كل من الأخوين الفاضلين / أبي عبد الله خالد بن محمد الغرباني والأخ /ياسر العامري حفظهما الله .
وفي اليوم التالي وهو يوم الأحد الموافق 14/رمضان ، عزمت على السفر إلى مركز دار الحديث بدماج لما أعلمه من محبة إخواني أهل السنة هناك من معرفة أخبار الرحلة خصوصاً وقد حصل شيئ من العراقيل ، والتي بفضل الله تعالى ثم بدعوات إخواننا أهل السنة سواء في الجزائر أو في دماج أو في صنعاء أو في غيرها تجاوزنا تلكم العراقيل والوشايات وأتممنا الدورة العلمية على أحسن ما يرام بدون الانضمام تحت جمعية كذا أو جمعية كذا ، كما قد حصل لبخاري الحزب الجديد الذي ما ذهب إلى الجزائر إلا وهو تحت ذل الجمعيات ؛ وهذا مما يدل على حصول المشاكلة والموافقة وإن ادعى خلاف ذلك ، قال تعالى { تشابهت قلوبهم } وقال عليه الصلاة والسلام ) الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وماتناكر منها اختلف )رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه والبخاري معلقاً من حديث عائشة رضي الله عنها، ولقد أحسن الإمام الأوزاعي رحمه الله قال :"من أخف عنا بدعته لم تخف عنا ألفته ".
فهنئاً لك يا بخاري بهذا التدهور ، وما هي إلا عقوبات جراء طعنك بالإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ونجله البار العلامة الناصح الأمين / يحيى الحجوري ، والطعن بدار الحديث بدماج ورجال السنة فيها كما في شريطك المسجل لأصحاب أندونيسيا،
وانظر يا أخي القارئ اللبيب إلى تلبيسه في مقاله الذي أخرجه على إثر عودته من بلاد الجزائر في رجب لهذا العام والذي عنونه (بالبَشَائِرُ بِمَا فِي رِحْلَتِي إلَى بِلاَدِ الْجَزائِرِ) حيث قال :"وهُنا أُنبِّه إلى أمرٍ كثُر فيه لَغَطُ اللاغطين؛ وهو أنَّ (جمعية الفرقان) هي الَّتي دعتني واستضافتني، وقامت بأمرِ الدَّورةِ.
فأقول: حَنَانَيْكُم إذ الْحُكم على الشَّيء فرعٌ عن تصوِّره؛ فالأمرُ فيه حقٌّ يسير، وباطلٌ كثير؛ فالحقُّ اليسير هو: أنَّ هذه الجمعيَّة قامتْ بتقديم خطاب دعوتي إلى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف فَقط.
والباطلُ الكثير هو: ادِّعاء أنَّ الجمعيَّةَ هي الَّتي قامتْ بِكُلِّ الدَّورةِ مِنْ ضِيَافةٍ وَتَنْسيقٍ وغيرهِ، والْحَقُّ الَّذي لا مريةَ فيهِ أنَّ الدَّورةَ كَاملة مِنْ ضِيافَةٍ و تنسيقٍ وغيره،كانت برعاية مَن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف وَ والِي ولاية أم البواقي، ومثَّل الوزارة فِي ذلك: مُديرية الشؤون الدينية والأوقاف بولاية أم البواقي، والجمعيةُ ليس لها فيها قَليلٌ و لا كثير!....."
أقول :قال تعالى :{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
فما دام أن أساس رحلتك انطلقت بتقديم خطاب من قِبل هذه الجمعية الحزبية إلى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الصوفية فهنيئاً لك هذا الأساس الهش والذي بنيت عليه دعوتك في تلكم الديار ، فأين التميز في دعوتك يا من يلوك لسانك بالسلفية ؟!!
وأين بيان حال الصوفية أم أن مصلحة دعوتك اقتضت مجالستهم ؟!!! فالله المستعان
أفما كان يكفيك أن تأخذ بنصيحة شيخنا العلامة ربيع المدخلي حفظه الله وسدده الآنفة الذكر
أم أن المسألة مسألة تشبّع ما لم تُعط ، وأظنه لا يخفاك حديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام القائل :(المتشبع بما لم يُعط كلا بس ثوبي زور) متفق عليه من حديث أسماء رضي الله عنها.
ثم يقال أيضاً: قال عليه الصلاة والسلام :(ما أسكر كثيره فقليله حرام ) رواه أحمد من حديث جابر رضي الله عنه،
أما تعلم أن الحرام هو حرام سواء كان قليلاً أم كثيراً ، بل ما أدى إلى محرم فهو محرم كما هو معلوم ،وأن البدعة هي بدعة وضلالة وإن تفاوتت البدع ،
مسكين حالك يا بخاري !!! لقد ضحوا بك أصحاب اندونيسيا في العام الماضي ، والآن صاحبك المدعو بالجمعة يصدق عليه وعليك قول القائل :
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له *** إياك إياك أن تبتل بالماء
أما قولك :" وأمَّا عَن الجمعيَّة نفسها، فهي جمعيَّةٌ خيريَّةٌ لا يَتعدَّى نشاطها ولاية أم البواقي! ليس لها توجُّه سياسي أو حزبي - فيما ظهر لي..."
أقول :قال شيخنا العلامة ربيع المدخلي حفظه الله :" إن هذه الجمعيات الإسلامية أو الخيرية إنما هي في الحقيقة والواقع جمعيات سياسية تحمل أفكاراً واتجاهات سياسية معروفة يرفضها الإسلام والمنهج السلفي وهي لا تتعاون مع السلفيين من أجل السلفية وإنما من أجل سياستهم وأفكارهم الحزبية ......فلا يجوز للسلفي أن يتعاون معهم ....نقلاً من كتاب"جمع الأدلة على أن الجمعيات من الفتن المضلة .لأبي محمد عبد الكريم بن غالب ."
ثم ما هذا التعالم وتزكية النفس عند قولك (فيما ظهر لي ) ألا سألتَ إذ جهلت فإنما شفاء العي السؤال كما جاء في الحديث ، خصوصاً وأن القرائن تؤيد حزبيتها ، من نزول أولئك الحزبيين من طريقهم ، أما ادعاؤهم عدم معرفتهم بحالهم فهذا حسب زعمهم وقولهم والواقع يُكذّب ذلك ،
يا أخي كن شجاعاً وصريحاً بتجويزك لإقامة مثل هذه الجمعيات الحزبية ، فما من جمعية على وجه الأرض ممن تنسب نفسها للإسلام إلا وهي تدعي أن خيرية وليست حزبية ، ولكن العبرة ليست بالأقوال وإنما العبرة بالأفعال ، أصلحك الله ، لقد اتعبتَ من خلفك فكم سيرقع خلفك المرقعون ؟
لقد أوقعت بعض مشايخك في حيرة بل في ورطة بتزكيتهم لك وأنت الذي تخرج منك مثل هذه البوائق في أم البواقي وغيرها، والله المستعان ،
ثم هنيئاً لك من أسميتهم بمشايخ الجزائر ممن يجيز منهم الاختلاط بل ويمارس ذلك علنياً وعملياً وممن يجيز الانتخابات وعادة الاستمناء ولبس البنطال وغيرها من البلاوي والطيور على أشكالها تقع ، والله المستعان .
كلمة حق
وفي آخر المطاف أحب أن أذكر حقيقة لمستها بإقامتي ومروري بخمسة ولايات من ولايات الجزائر البالغة ثمان وأربعين ولاية من أهل الجزائر ممثلين برجال الأمن هناك أو من بقية الشعب فأقول :
أولاً:الناس في الغالب مقبلون على الخير والطاعة لذا تجد المساجد غالباً مكتظة بالمصلين.
ثانياً: الكرم البالغ وحسن الضيافة والمعاملة الحسنة .
ثالثاً:الأدب الرفيع الملموس منهم .
رابعاً : حبهم للهدوء وابتعادهم عن أسباب الفوضى.
خامساً: حبهم لرئيس بلادهم لما يقدمه لهم من تعاون ملموس(*) .
سادساً: بغضهم الشديد للخوارج .
سابعاً:الحرص الشديد على التفقه في الدين ويظهر ذلك جلياً عبر الأسئلة المتكاثرة التي يقدمها طلبة العلم وحتى بعض العامة .
ثامناً:الثقافة العلمية التي يتحلون بها في الغالب.
تاسعاً : حبهم الشديد للغة العربية .
عاشراً:الاحترام الملموس لأهل الدين خصوصاً من كان ليس من بلادهم .
ـــــ
(*) ومن ذلك أن حكومة بلادهم تجعل لكل مواطن مبلغاً من المال يُقدر تقريباً بمليون دينار خاصاً به ،وكذلك تبني بيتاً متكاملاً لمن عنده أرضية في الريف ، وأيضاً تبيع بالتقسيط شقق جاهزة وغير ذلك .
وغيرها من السمات والمزايا التي يتحلّى بها أهل الجزائر ، وليس معنى ذلك أنه ليس ثمت أخطاء ؛ فالخطأ وارد ولكن ينبغي أن يُسلك المسلك القويم لمعالجة الخطأ وفق الطريقة الشرعية ، فنسأل الله تعالى أن يوفق ولاة بلادهم من تمكين إخواننا السلفيين من إقامة المساجد على السنة بعيداً عن بعض المحدثات ، فأهل السنة يعتبرون بإذن الله تعالى أمن للبلاد بما يقومون به من تعليم وتوجيه وفق الكتاب والسنة سالكين في ذلك منهج السلف الكرام رضوان الله تعالى عليهم ، فإذا ما حصل ذلك حصل الخير وانتشر وتوعى الناس واستبصروا أمور دينهم سواء في عقيدتهم أو عبادتهم أو سلوكهم وأخلاقهم ؛فأهل السنة نصحة وأهل الباطل على مختلف أصنافهم غششة .
وفي الأخير لا يفوتني أن أشكر الأخ ربيعاً أبا عيسى الذي استضافنا في بيته وأحسن الضيافة في البياضة وقد أحسن الظن بي وطلب أن أكتب نصيحة لطلبة العلم بالجزائر في آخر الدورة فلبيت طلبه ، وأشكر الأخ طه والأخ بشير صاحب بشير بكاكرة وكذلك أتوجه بالشكر والتقدير والدعاء لمن كان سبباً في هذه الرحلة الدعوية أوساهم في نجاحها وإتمامها ، من الإخوة طلبة العلم أو من رجال الأمن والدرك الوطني الذين كانوا معنا في غاية الأدب والاحترام ، فجزى الله الجميع خيراً,
وبعد :فهذا ما تيسر جمعه عن هذه الرحلة المباركة إن شاء الله تعالى سائلاً المولى جلّ في علاه أن يتقبل منا صالح العمل ويتجاوز عنا السيئات والآثام ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،،،،،،،،
وكتب/
أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي
اليمن - تعز- الحوبان- مسجد الإمام الوادعي رحمه الله
19/ رمضان /1432هـ
جوال (00967737338783)
تعليق