تويت
خلاصة الرحلة الدعوية في شهر صفر 1431هـ
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله – صلى الله عليه وآله وسلم أما بعد.
فيقول سبحانه وتعالى : ((وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) [فصلت : 33] .
ويقول جل وعلا : ((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) [النحل : 125] .
فالدعوة إلى سبيل الله من أعظم القربات إلى الله تعالى وقد يسر الله لي زيارة إخواني المشايخ وطلبة العلم في بعض مدن وقرى اليمن السعيد ، وقد كانت زيارة دعوية موفقة فالحمد لله أولا وآخرا ، وأحببت أن أكتب ملخصا لما لمسته في تلك الزيارة من الخير العظيم . فقد عزمت على الخروج للدعوة وشجعني في ذلك الشيخ السني الثبت محمد ابن مانع فانطلقت من مدينة صنعاء ضحى يوم الأحد 16من شهر صفر لعام 1431 من الهجرة النبوية الشريفة وكان معي في الرحلة :
الأخ الفاضل الدعية إلى الله أبو بكر محمد بن عمر بن صولان القائم بالدعوة السلفية في محضة في المحويت.
الأخ الفاضل أبو أيمن عبد الرحمن المطري . وكذلك ولدي عبد الله أًصلحه الله وجعله بارا بوالديه .
ترتيب المحاضرات :
أولا : إب الخضراء :
كانت المحاضرة معلنة في (السدة) في مسجد علي بن أبي طالب يوم الأحد وقد مررت بمدينة ذمار تلبية لدعوة الأخ المفضال صاحب الخلق والحلم والكرم والتؤدة الصبور الثبت الشيخ أبي بكر عبد الرزاق النهمي – حفظه الله – فألقيت كلمة قصيرة في مسجده العامر بالسنة ثم تناولنا الغداء في بيته .
ثم توجهنا إلى مدينة (السدة) فرأيت ما تقر به العين ويفرح به السني الثبت .
فهناك الدعوة تسير على أفضل سير ، فالقائم على الدعوة هناك هو الأخ الفاضل الشيخ عبد الله اليمني إمام المسجد، وأحد حفظة كتاب الله وأحد المستفيدين وممن يقوم بتعليم إخوانه السنة في السدة ، وكذا التقيت بالأخ الشيخ خالد بن علي علوي وهو من كنوز مدينة السدة يحفظ القرآن وصحيح البخاري ومسلم ويدرس إخوانه في دروس كثيرة.
الإخوة في السدة يواجهون أهل التحزب بكل ثبات ، كلمتهم واحدة ، يعجبك تشاورهم وتكاتفهم وتعاونهم في أمور الدعوة .
في اليوم التالي كانت المحاضرة معلنة في مدينة إب في مسجد الشهداء والتقيت بالأخ الفاضل فيصل الغولي البعداني إمام وخطيب مسجد التوحيد في مدينة إب والحمد لله تمت المحاضرة وجلسنا مع إخواننا أهل السنة الثابتين فأعجبني تميزهم ومفاصلتهم لأهل التحزب المقيت ، وكان ممن حضر معنا الأخ الفاضل ياسر مثنى منسق المحاضرات ومسئول الدعوة في إب، والأخ الشيخ حسن غانم الذي حضر من العدين فجزاه الله خيرا وله دعوة طيبة في بلاده نسأل الله – عز وجل – أن ييسر له إكمال مسجده ليكون مركزا علميا لأهل العدين .
جلسنا مع إخواننا أهل السنة في إب فرأيت حبهم للتميز عن غيرهم فلا يجالسون مرضى القلوب والمفتونين ، بل وفي محاضراتهم لا يقبلون أحدا يطعن في دماج ولا في شيخها الناصح الأمين – حفظه الله – فبارك الله فيهم – .
ثانيا : تعز :
وفي يوم الثلاثاء كانت المحاضرة في مدينة تعز في مسجد الإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله – حيث التقيت بالأخ الفاضل والصديق الوفي الشيخ الثبت أبي عبد السلام حسن بن قاسم الريمي الحسني وكان من أجمل اللقاءات حيث ألقيتُ محاضرة في مسجده المبارك ، وقد أصبح مسجده ومركزه محطة عبور الزوار المتوجهين من عدن ولحج وأبين وغيرها ، دوخ الحزبيين وأقلق أصحاب الجمعيات وهابته الصوفية من كثرة رسائله المنهجية فجزاه الله خيرا ، وقد حضر المحاضرة إخوة من مدينة تعز منهم الأخ الفاضل الثبت الداعية إلى الله محمد شمسان ، ومن مدينة القاعدة منهم الأخ الفاضل ماجد العديني حفظ الله الجميع . وقد ألقى الأخ محمد بن عمر محاضرة في مسجد الهدى في تعز .
ثالثا : عدن
وفي يوم الأربعاء توجهنا إلى عدن حيث استضافنا الأخ الفاضل الشيخ مرتضى التوى – حفظه الله – في بيته العامر وزرت مسجده الذي اكتمل بناؤه وقريبا سيبدؤون الصلاة فيه . وألقيت كلمة في مدينة لحج بعد الظهر وكلمة بعد العصر ، ورأيت آثار ما يسمى بالحراك الجنوبي – لا بارك الله فيه – وما أحدثوه من فوضى وإحراق إطارات السيارات وحرق بعض الدكاكين ، يوازرهم اللقاء المشترك بكل وقاحة وسوء أدب ، كل هذا جوار مركز!! الفيوش ، ولا تسمع من ينكر مثل هذه المنكرات إلا من أهل السنة جزاهم الله خيرا .
وفي مدينة البريقة التقيت بالشيخ الوقور المحبوب عند إخوانه المبغوض من أعداء السنة الشيخ الفاضل أحمد بن عثمان – حفظه الله ورعاه – ورأيت من تواضعه الشيء الجمّ ، وألقيت محاضرتي وكلي حياء ممن حضر لا سيما الشيخ أحمد بن عثمان والشيخ عبده حسين والشيخ سعيد بن دعاس والشيخ مرتضى التوي وكثير من طلبة العلم – حفظهم الله – ثم قام الشيخ سعيد بن دعاس وتكلم بما فتح الله عليه ، وكان ممن حضر من حضرموت الأخ الفاضل رداد مزارق فقام بعد العشاء وألقى كلمة طيبة .
رابعا : الحديدة :
وفي يوم الخميس توجهنا إلى الحديدة عبر طريق باب المندب فمررنا بمدينة حيس وما أدراك ما مدينة حيس :
في مدينة حيس ألقيت كلمة في مسجد السنة وإمامه وخطيبه الأخ الفاضل خليل العديني – حفظه الله – له دروس مقامة في المسجد والتفاف من طلبة العلم وكان قبله الأخ عادل السياغي وطلبة العلم يتبادلون البقاء في حيس وكلهم من دماج قلعة العلم والعلماء فذاك يأتي وذاك يذهب للتزود وهكذا .
وفي قرية السويق وصلت قبل صلاة العصر وتفاجأت بهذا القرية الصغيرة وظننت أنني في مدينة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – من كثرة النخيل فيها ، ففيها ما يقارب من ثلاثة ملايين نخلة فشدني ذلك أن أتكلم عن النخلة في حديث ابن عمر العظيم كما في الصحيحين وفيه أن النبي أتي له بجمار فأكله ثم قال إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي ..... وأحببت أن أتعرف على الجمار فقام أصحاب القرية – وفقهم الله بإحضار الجمار فأكلناه فكان لذيذا.
والتقيت بالأخ الفاضل الشيخ أحمد الذاري وهو القائم على الدعوة السلفية في هذه القرية ورأيت حرصه على الدعوة وفي إحضار العلماء والدعاة وطلبة العلم إلى بلاده ، والسويق بلدة سلفية خالصة صافية لا مكان للحزبيين فيها البته ، متميزون بثباتهم ومتميزون في دعوتهم . وأخبرني الشيخ أحمد الذاري أن هناك 25مسجدا لأهل السنة في مدينة السويق فلله الحمد والمنة .
ثم كانت المحاضرة في الحديدة في مسجد أبي ذر بحي السلخانة والقائم عليه الأخ الشيخ البشوش أحمد شلفان رفع الله قدره. فقد أصبح مسجده مرجعا لأهل السنة في لقاءاتهم ومحاضراتهم وبعد المحاضرة كان الشيخ أحمد شلفان مشغولا لأمر طارىءٍ فكنا في ضيافة الأخ المؤدب الثبت هشام المسوري جزاه الله خيرا ثم في صبيحة اليوم الثاني صلينا الفجر في مسجد الاستقامة والقائم عليه الأخ الفاضل الشيخ محمد الحكمي وأخوه الشيخ عبد الله الحكمي - وفقهما الله – وألقيت كلمة قصيرة بعد صلاة الفجر في مسجده .
ثم انطلقنا في زيارة سريعة لمدينة (الضّحِّي) تبعد عن الحديدة أكثر من خمسين كيلوا ، حيث التقينا بالشيخ أحمد البغدادي – وفقه الله – وطلب مني أن أخطب الجمعة فأبيت إلا أن أكون مستمعا .
خامسا : المحويت
وفي المحويت كان خاتمة الرحلة الدعوة المباركة فكانت المحاضرة في مدينة العرقوب وفيها إخوة عرفناهم على خير منهم الأخ الحبوب الفاضل الأستاذ عبد الرحمن الشاحذي إمام المسجد والأخ الأستاذ حزام الشاحذي والأخ سمير الشاحذي وغيرهم – حفظهم الله ورعاهم وثبتنا الله وإياهم على السنة – . وقد حضر المحاضرة الأخ الفاضل الداعية إلى الله الأستاذ محمود الخياطي وكانت له كلمة بعد العشاء توجت المحاضرة وزينتها . وكذا حضر الأخ الفاضل منصور جهامة وكلاهما أئمة مساجد وخطباء .
ثم أصر علينا الإخوة بالبقاء يوما آخر لمحاضرة في مدينة المحويت يوم السبت في مسجد (الأمن) في مدينة المحويت
خلاصة ما لمسته في الرحلة :
شكر :
أحمد الله أولا وآخر على توفيقه لي في هذه الرحلة الدعوية .
وكذا أشكر جميع الإخوة الذين استضافونا وأكرمونا غاية الكرم ، أسأله الله – سبحانه وتعالى – أن يمن علي برحلة دعوية أخرى ففي السفر صحة وعافية كما جاء في الحديث الذي صححه أخيرا في الصحيحة برقم 3352 : ((سافروا تصحوا )) .ومما قيل في السفر :
تَغَرَّبْ عَنْ الْأَوْطَانِ فِي طَلَبِ الْعُلَا ### وَسَافِرْ فَفِي الْأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
إزَالَةُ هَمٍّ وَاكْتِسَابُ مَعِيشَةٍ ### وَعِلْمٌ وَآدَابٌ وَصُحْبَةُ مَاجِدِ
أسأل الله – عز وجل – أن يتقبل أعمالنا وأن تكون خالصة لوجهه الكريم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله – صلى الله عليه وآله وسلم أما بعد.
فيقول سبحانه وتعالى : ((وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) [فصلت : 33] .
ويقول جل وعلا : ((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) [النحل : 125] .
فالدعوة إلى سبيل الله من أعظم القربات إلى الله تعالى وقد يسر الله لي زيارة إخواني المشايخ وطلبة العلم في بعض مدن وقرى اليمن السعيد ، وقد كانت زيارة دعوية موفقة فالحمد لله أولا وآخرا ، وأحببت أن أكتب ملخصا لما لمسته في تلك الزيارة من الخير العظيم . فقد عزمت على الخروج للدعوة وشجعني في ذلك الشيخ السني الثبت محمد ابن مانع فانطلقت من مدينة صنعاء ضحى يوم الأحد 16من شهر صفر لعام 1431 من الهجرة النبوية الشريفة وكان معي في الرحلة :
الأخ الفاضل الدعية إلى الله أبو بكر محمد بن عمر بن صولان القائم بالدعوة السلفية في محضة في المحويت.
الأخ الفاضل أبو أيمن عبد الرحمن المطري . وكذلك ولدي عبد الله أًصلحه الله وجعله بارا بوالديه .
ترتيب المحاضرات :
أولا : إب الخضراء :
كانت المحاضرة معلنة في (السدة) في مسجد علي بن أبي طالب يوم الأحد وقد مررت بمدينة ذمار تلبية لدعوة الأخ المفضال صاحب الخلق والحلم والكرم والتؤدة الصبور الثبت الشيخ أبي بكر عبد الرزاق النهمي – حفظه الله – فألقيت كلمة قصيرة في مسجده العامر بالسنة ثم تناولنا الغداء في بيته .
ثم توجهنا إلى مدينة (السدة) فرأيت ما تقر به العين ويفرح به السني الثبت .
فهناك الدعوة تسير على أفضل سير ، فالقائم على الدعوة هناك هو الأخ الفاضل الشيخ عبد الله اليمني إمام المسجد، وأحد حفظة كتاب الله وأحد المستفيدين وممن يقوم بتعليم إخوانه السنة في السدة ، وكذا التقيت بالأخ الشيخ خالد بن علي علوي وهو من كنوز مدينة السدة يحفظ القرآن وصحيح البخاري ومسلم ويدرس إخوانه في دروس كثيرة.
الإخوة في السدة يواجهون أهل التحزب بكل ثبات ، كلمتهم واحدة ، يعجبك تشاورهم وتكاتفهم وتعاونهم في أمور الدعوة .
في اليوم التالي كانت المحاضرة معلنة في مدينة إب في مسجد الشهداء والتقيت بالأخ الفاضل فيصل الغولي البعداني إمام وخطيب مسجد التوحيد في مدينة إب والحمد لله تمت المحاضرة وجلسنا مع إخواننا أهل السنة الثابتين فأعجبني تميزهم ومفاصلتهم لأهل التحزب المقيت ، وكان ممن حضر معنا الأخ الفاضل ياسر مثنى منسق المحاضرات ومسئول الدعوة في إب، والأخ الشيخ حسن غانم الذي حضر من العدين فجزاه الله خيرا وله دعوة طيبة في بلاده نسأل الله – عز وجل – أن ييسر له إكمال مسجده ليكون مركزا علميا لأهل العدين .
جلسنا مع إخواننا أهل السنة في إب فرأيت حبهم للتميز عن غيرهم فلا يجالسون مرضى القلوب والمفتونين ، بل وفي محاضراتهم لا يقبلون أحدا يطعن في دماج ولا في شيخها الناصح الأمين – حفظه الله – فبارك الله فيهم – .
ثانيا : تعز :
وفي يوم الثلاثاء كانت المحاضرة في مدينة تعز في مسجد الإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله – حيث التقيت بالأخ الفاضل والصديق الوفي الشيخ الثبت أبي عبد السلام حسن بن قاسم الريمي الحسني وكان من أجمل اللقاءات حيث ألقيتُ محاضرة في مسجده المبارك ، وقد أصبح مسجده ومركزه محطة عبور الزوار المتوجهين من عدن ولحج وأبين وغيرها ، دوخ الحزبيين وأقلق أصحاب الجمعيات وهابته الصوفية من كثرة رسائله المنهجية فجزاه الله خيرا ، وقد حضر المحاضرة إخوة من مدينة تعز منهم الأخ الفاضل الثبت الداعية إلى الله محمد شمسان ، ومن مدينة القاعدة منهم الأخ الفاضل ماجد العديني حفظ الله الجميع . وقد ألقى الأخ محمد بن عمر محاضرة في مسجد الهدى في تعز .
ثالثا : عدن
وفي يوم الأربعاء توجهنا إلى عدن حيث استضافنا الأخ الفاضل الشيخ مرتضى التوى – حفظه الله – في بيته العامر وزرت مسجده الذي اكتمل بناؤه وقريبا سيبدؤون الصلاة فيه . وألقيت كلمة في مدينة لحج بعد الظهر وكلمة بعد العصر ، ورأيت آثار ما يسمى بالحراك الجنوبي – لا بارك الله فيه – وما أحدثوه من فوضى وإحراق إطارات السيارات وحرق بعض الدكاكين ، يوازرهم اللقاء المشترك بكل وقاحة وسوء أدب ، كل هذا جوار مركز!! الفيوش ، ولا تسمع من ينكر مثل هذه المنكرات إلا من أهل السنة جزاهم الله خيرا .
وفي مدينة البريقة التقيت بالشيخ الوقور المحبوب عند إخوانه المبغوض من أعداء السنة الشيخ الفاضل أحمد بن عثمان – حفظه الله ورعاه – ورأيت من تواضعه الشيء الجمّ ، وألقيت محاضرتي وكلي حياء ممن حضر لا سيما الشيخ أحمد بن عثمان والشيخ عبده حسين والشيخ سعيد بن دعاس والشيخ مرتضى التوي وكثير من طلبة العلم – حفظهم الله – ثم قام الشيخ سعيد بن دعاس وتكلم بما فتح الله عليه ، وكان ممن حضر من حضرموت الأخ الفاضل رداد مزارق فقام بعد العشاء وألقى كلمة طيبة .
رابعا : الحديدة :
وفي يوم الخميس توجهنا إلى الحديدة عبر طريق باب المندب فمررنا بمدينة حيس وما أدراك ما مدينة حيس :
ما الحيس هذا شراب لا ولا حدق ### لكنه السنة الغراء تنطلق
فيه رجال على الأكتاف قد حملوا ### دين الهدى ولوجه الله قد صدقوا
أصغوا لدماج والهيجاء قد كشفت ### عن ساقها ولفتق الصف قد رتقوا
لم يثنهم صوت ترهيب ولا رغب ### عن نصرها حين يثنى الجازع القلق
لكن براهم إليها الشوق فانطلقت ### مواكب منهم قد هدها الأرق
شوق ليحيى ودماج التي سكنت ### في القلب من بعد أن هامت بها الحدق
إنا نحي من الأعماق عالمها ### يحيى ومن لثراها بالدماء سقوا
تحية من ثرى حيس قد انطلقت ### مع النسيم إذا ما هب والعبق
ماذا أقول لحيس إن في كبدي ### حزنا وفي شفتي الأشعار تختنق
فيه رجال على الأكتاف قد حملوا ### دين الهدى ولوجه الله قد صدقوا
أصغوا لدماج والهيجاء قد كشفت ### عن ساقها ولفتق الصف قد رتقوا
لم يثنهم صوت ترهيب ولا رغب ### عن نصرها حين يثنى الجازع القلق
لكن براهم إليها الشوق فانطلقت ### مواكب منهم قد هدها الأرق
شوق ليحيى ودماج التي سكنت ### في القلب من بعد أن هامت بها الحدق
إنا نحي من الأعماق عالمها ### يحيى ومن لثراها بالدماء سقوا
تحية من ثرى حيس قد انطلقت ### مع النسيم إذا ما هب والعبق
ماذا أقول لحيس إن في كبدي ### حزنا وفي شفتي الأشعار تختنق
مقطع من قصيدة لشاعر السنة أبي عمر عبد الكريم الجعمي
في مدينة حيس ألقيت كلمة في مسجد السنة وإمامه وخطيبه الأخ الفاضل خليل العديني – حفظه الله – له دروس مقامة في المسجد والتفاف من طلبة العلم وكان قبله الأخ عادل السياغي وطلبة العلم يتبادلون البقاء في حيس وكلهم من دماج قلعة العلم والعلماء فذاك يأتي وذاك يذهب للتزود وهكذا .
وفي قرية السويق وصلت قبل صلاة العصر وتفاجأت بهذا القرية الصغيرة وظننت أنني في مدينة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – من كثرة النخيل فيها ، ففيها ما يقارب من ثلاثة ملايين نخلة فشدني ذلك أن أتكلم عن النخلة في حديث ابن عمر العظيم كما في الصحيحين وفيه أن النبي أتي له بجمار فأكله ثم قال إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي ..... وأحببت أن أتعرف على الجمار فقام أصحاب القرية – وفقهم الله بإحضار الجمار فأكلناه فكان لذيذا.
والتقيت بالأخ الفاضل الشيخ أحمد الذاري وهو القائم على الدعوة السلفية في هذه القرية ورأيت حرصه على الدعوة وفي إحضار العلماء والدعاة وطلبة العلم إلى بلاده ، والسويق بلدة سلفية خالصة صافية لا مكان للحزبيين فيها البته ، متميزون بثباتهم ومتميزون في دعوتهم . وأخبرني الشيخ أحمد الذاري أن هناك 25مسجدا لأهل السنة في مدينة السويق فلله الحمد والمنة .
ثم كانت المحاضرة في الحديدة في مسجد أبي ذر بحي السلخانة والقائم عليه الأخ الشيخ البشوش أحمد شلفان رفع الله قدره. فقد أصبح مسجده مرجعا لأهل السنة في لقاءاتهم ومحاضراتهم وبعد المحاضرة كان الشيخ أحمد شلفان مشغولا لأمر طارىءٍ فكنا في ضيافة الأخ المؤدب الثبت هشام المسوري جزاه الله خيرا ثم في صبيحة اليوم الثاني صلينا الفجر في مسجد الاستقامة والقائم عليه الأخ الفاضل الشيخ محمد الحكمي وأخوه الشيخ عبد الله الحكمي - وفقهما الله – وألقيت كلمة قصيرة بعد صلاة الفجر في مسجده .
ثم انطلقنا في زيارة سريعة لمدينة (الضّحِّي) تبعد عن الحديدة أكثر من خمسين كيلوا ، حيث التقينا بالشيخ أحمد البغدادي – وفقه الله – وطلب مني أن أخطب الجمعة فأبيت إلا أن أكون مستمعا .
خامسا : المحويت
وفي المحويت كان خاتمة الرحلة الدعوة المباركة فكانت المحاضرة في مدينة العرقوب وفيها إخوة عرفناهم على خير منهم الأخ الحبوب الفاضل الأستاذ عبد الرحمن الشاحذي إمام المسجد والأخ الأستاذ حزام الشاحذي والأخ سمير الشاحذي وغيرهم – حفظهم الله ورعاهم وثبتنا الله وإياهم على السنة – . وقد حضر المحاضرة الأخ الفاضل الداعية إلى الله الأستاذ محمود الخياطي وكانت له كلمة بعد العشاء توجت المحاضرة وزينتها . وكذا حضر الأخ الفاضل منصور جهامة وكلاهما أئمة مساجد وخطباء .
ثم أصر علينا الإخوة بالبقاء يوما آخر لمحاضرة في مدينة المحويت يوم السبت في مسجد (الأمن) في مدينة المحويت
خلاصة ما لمسته في الرحلة :
- الدروس المستمرة في مساجد أهل السنة فقد كنت أسأل عن الدروس فأتعجب من كثرتها وإقبال الطلاب .
- التمييز الواضح عند إخواننا الثابتين من أهل السنة عن غيرهم من الأحزاب .
- الكرم ومدى الحفاوة والترحيب عند إخواننا حتى أن الداعية يخرج اليوم ويأخذ معه فقط مصاريف المواصلات وهذا من فضل الله – عز وجل - .
- كذب أتباع الحزب الجديد في ادعائهم أنهم ملتزمون بتوجيهات العلماء ولا سيما توجيهات الشيخ العلامة ربيع بن هادي فتراهم يوزعون المنشورات ويحذرون من محاضراتي بحجة أن الشيخ ربيع تكلم عليّ مع العلم أن الشيخ ربيع قد أمر بتوقيف ما سرقه منه لصوص المجالس لكنها الأهواء .
- قوة الدعوة السلفية وكثرة المحبين لدار الحديث بدماج والمنافحين عنها والحب الواضح للناصح الأمين يظهر ذلك في سماعك لصوت الناصح الأمين في التسجيلات وفي السيارات والدراجات النارية واقتناء ملازمه وكتبه .
- المتابعة الواضحة لشبكة العلوم السلفية أول شبكة سلفية خالية من المجاهيل بل قال بعضهم أنا إذا تصفحت الأنترنت لا أفتح إلا على شبكة العلوم السلفية فقط ،
- كثرة الدعاء لإخواننا المرابطين في دماج وفي صعدة لا سيما في القنوت استجابة لولي الأمر .
- مدى الاحترام في النقاط العسكرية لأهل السنة .
شكر :
أحمد الله أولا وآخر على توفيقه لي في هذه الرحلة الدعوية .
وكذا أشكر جميع الإخوة الذين استضافونا وأكرمونا غاية الكرم ، أسأله الله – سبحانه وتعالى – أن يمن علي برحلة دعوية أخرى ففي السفر صحة وعافية كما جاء في الحديث الذي صححه أخيرا في الصحيحة برقم 3352 : ((سافروا تصحوا )) .ومما قيل في السفر :
تَغَرَّبْ عَنْ الْأَوْطَانِ فِي طَلَبِ الْعُلَا ### وَسَافِرْ فَفِي الْأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
إزَالَةُ هَمٍّ وَاكْتِسَابُ مَعِيشَةٍ ### وَعِلْمٌ وَآدَابٌ وَصُحْبَةُ مَاجِدِ
أسأل الله – عز وجل – أن يتقبل أعمالنا وأن تكون خالصة لوجهه الكريم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين .
كتبه أبو عبد الله خالد بن محمد الغرباني
تعليق