إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحلقة الثانية: (( من سيرة الشيخ أبي أسامة محمد الحكمي رحمه الله )) بقلم: زوجته الثانية وتلميذته: أم الهيثم البعدانية.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحلقة الثانية: (( من سيرة الشيخ أبي أسامة محمد الحكمي رحمه الله )) بقلم: زوجته الثانية وتلميذته: أم الهيثم البعدانية.

    الحلقة الثانية:
    من سيرة الشيخ أبي أسامة محمد الحكمي رحمه الله
    ✏بقلم:
    زوجته الثانية:أم الهيثم البعدانية.
    
    [بسم الله الرحمن الرحيم]
    ===============
    الحمد لله القائل في كتابه
    (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا )
    والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين أما بعد :

    من أشرف المواقف التي حكاه لي زوجي رحمه الله رحمة واسعة :
    سألته يوما ونحن نتحدث عن فتنة الإخوان المسلمين وقلت له ألم يحاولوا أن يستجلبوك بأموالهم كما هو المعتاد منهم؟
    فقال لي بلى! جاء أحدهم في أحد الأيام بباص محمل بالمواد الغدائية من كل صنف ورماها عند بابي وقال هذا لمحمد حكمي وكنت وقتها خارج بيتي فعدت ورأيته فقلت له ما هذا فقال لك وقلت له لا حاجة لي به خذه وانصرف ولاتعد ولم يحاول الرجل مرة أخرى لما رأى من شدتي عليه وانصرف! فتعجبت من موقفه حقا هو محمد الحكمي القوي الذي لاتهزه الدنيا ولا المال لله درك،

    و من المواقف التي رأيتها قبل وفاته بيومين أنه اتصل بعض الإخوة يستأذنوا لرجل من المفتونين والمعادين للدعوة لزيارته فأذن لهم على مضض! ورأيت وجهه تغير وانتظرنا مدة طويلة وهو في ضيق فإذا باتصال اعتذر فيه الٱخوة عن زيارة ذلك المفتون فرأيت وجهه قد تغير وعادت إليه ابتسامته! وسألته رأيتك قد ابتسمت لما اعتذر؟ فقال ما كنت أحب لقائه فهو من المعادين للدعوة!!؟ فقلت صدق مع الله فصدق الله معه،

    ومن المواقف العجيبة في صبره أن الكهرباء تنطفئ عندنا بكثرة ونتعب من شدة الحر في منزلنا والجيران يمرون عليه ينصحونه بتركيب الخط الثاني!!؟؟ لأن الكهرباء في كل البيوت إلا في منزلنا بسبب الفازة فكان ينصحهم بأن هذا حرام!!؟؟ وكنت أحيانا أتضجر فكان يصبرني ويقول لي: حر الدنيا ساعات والراحة في الآخرة! فكنت أتصبر به فكان والله في شدة الحر وهو صائم يذهب إلى الطوارئ يستدعيهم ليصلحوا العطل بدون سب ولا فوضى كما يفعل البعض فكانوا يحترمونه كثيرا ويصلحون العطل ومع شدة ضغط الناس على الخطوط يعود العطل وأحيانا مرتان في اليوم الواحد وهو يصبر ويعود إليهم بدون تضجر هكذا كان زوجي صبورا رحمه الله.
    ولعله بصبره برد الله تربته بوقوع ذلك المطر الشديد يوم موته رحمك الله رحمة واسعة.

    ومن المواقف العجيبة أنه خرج يوما يتقضى لي من الدكان القريب من بيتنا فتأخر كثيرا ما يقارب الساعة وأكثر حتى أني قلقت عليه وهممت بلبس حجابي لأتفقده فإذا به قد عاد تعبا من طول الوقوف فسألته ما الذي أخرك هكذا؟ فقال تحدت مع رجل عن فتنة الإخوان فجلست أناصحه وأوضح له وأشرح له! فقلت له كل هذه الساعات فقال لي لابد أن نصبر في ذات الله فقلت له ألم تتعب قدماك من الوقوف فقال بلطف في ذات الله يعيد نفس العبارة فقلت سبحان الله هكذا عاش حياته بصبر.

    رأيته يوم منع الشيخ يحيى من المحاضرة في تهامة فاقداً صبره حزين ومكتئب على حال أهل السنة في اليمن وما رأيته بعد ذلك مسرورا إلا أن يغالط نفسه.

    فما كان يكدر صفوه إلا إذا أصاب الدعوة شئ وقد علمت وعلمتم جميعا صدق الله معه يوم موته فقد كان يدعو دائما اللهم إن أردت بعبادك فتنة فتوفني غير مفتون صدق مع الله فصدق الله معه.

    حتى إنه في أيامه الأخيرة كان كثير العبادة فكان يصلي من الليل ويتنفل بالنهار ويختم المصحف مرتين في عشرة أيام وكأنه مودع كنت أتعجب من حاله وما علمت بأنه الوداع!!
    حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله وما أقول في مقالي هذا متالما غير وداعا يا شيخي ومعلمي.
    أسأل الله أن لا يحرمنا أجره ولا يفتنا بعده وأن يلهم أهله وذويه وأصحابه ومنبره وطلابه الصبر والسلوان وأن يجمعنا به في الفردوس الأعلى وإنا لله وإنا إليه راجعون.
    〰〰〰〰〰〰〰
    ✏ كتبته
    /زوجتك وتلميذتك المحبة أم الهيثم البعدانية السلفية
يعمل...
X