بسم الله الرحمن الرحيم
أقوال العلماء في الإمام إبن الجوزي-رحمه الله-
من العلماء الذين وقعت لهم زلات متنوعة،عن غير قصد،وبدون عناد،وبدون وجود من يبين لهم الحق،الإمام إبن الجوزي-رحمه الله-لا كحزبيي هذا الزمان الذين جمعوا بين قلة الحصيلة،والتشبع بما لم يعطوا،مع وجود من بين لهم أخطائهم،كالحزبيين فركوس والجابري ومشتقاتهم...... فنجد مثلا الشيخ يوسف الجزائري،بين أخطاء هؤلاء القوم في مجلدات،لكن ما يأبون إلا العناد والمكابرة.
قال العلامة الحجوري-حفظه الله كما في أجوبته على أسئلة أهل نيجيريا-الجزء الأول-عن كتب الأئمة الذين وقعت لهم أخطاء في العقيدة مثل إبن الجوزي:(الواجب حسن الثناء عليهم ومحبتهم ومحبة ما جاءوا به من الخير والحذر من زلقاتهم وأخطائهم،فلو فتح هذا الباب أن كل كتاب فيه خطأ يجتنب أو كما يقول الحداد-المدبر المفسد-أنه يحرق أوما إلى ذلك،هذا في الحقيقة فتح باب شر على دين الله عزوجل وعلى كتب العلم قل أن تجد كتابا سليم من الخطأ بين مستقل ومستكثر إلا كتاب الله عزوجل :(لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد).
وهذه بعض أقوال العلماء في إبن الجوزي:
1-قال الإمام الذهبي كما في السير:(عالم العراق،ومفتي الآفاق).
وقال:(هكذا هو له أوهام وألوان من ترك المراجعة وأخذ العلم من الصحف) السير 21/378
وقال في التاريخ الكبير:(لا يوصف إبن الجوزي عندنا بالحفظ باعتبار الصنعة بل باعتبار كثرة إطلاعه وجمعه).
2-قال الشيخ عبد الرحمن السعدي-رحمه الله-:(إبن الجوزي إمام في الوعظ والتفسير والتاريخ وكذلك هو أحد الأصحاب المصنفين في فقه الحنابلة،ولكنه-رحمه الله-خلط تخليطا عظيما في باب الصفات وتبع في ذلك الجهمية والمعتزلة،فسلك سبيلهم في تحريف كثير منها وخالف السلف في حملها على ظاهرها،وقدح في المثبتين،ونسبهم إلى البلاهة،وهذا الموضوع من أكبر أغلاطه،ولذلك أنكر عليه أهل العلم،وتبرأ منه الحنابلة في هذا الباب ونزهوا مذهب الإمام أحمد عن قوله وتخبيطه فيه،ومع ذلك فإن له في المذهب كتاب(المذهب)وغيره،وله تصانيف كثيرة جدا حسنه فيها علم عظيم،وخير كثير وهو معدود من الأكابرالأفاضل،ولكن كل أحد مأخوذ من قوله ومتروك سوى النبي-صلى الله عليه وسلم-فكلامه في كتاب التأويل وكلامه في الفصول التي أول-صيد الخاطر-كما أشرتم إليها يجب الحذر منها والتحذير منها،ولولا أن هذه الكتب موجودة بين الناس لكان للإنسان مندوحة عن الكلام فيه،لأنه من أكابر أهل العلم وأفاضلهم،وهو معروف بالدين والورع والنفع،ولكن لكل جواد كبوة،نرجوالله أن يعفو عنا وعنه).الفتاوى السعدية ص56طبعة دار المنهاج.
3-قال الشيخ مقبل-رحمه الله-كما في إجابته على أسئلة أهل يافع:(...والعلماء أنفسهم وقل أن تجد عالما إلا وهو يحدث أو يستدل بأحاديث ضعيفة من الأمثلة على هذا الحافظ إبن الجوزي-رحمه الله- له كتاب الموضوعات وكتاب العلل المتناهية ولكنك إذا قرأت في سائر كتبه تراه يستدل بأحاديث ضعيفة وموضوعة كما تجد هذا في كتابه -صيد الخاطر-وفي غير صيد الخاطر فالعلماء ربما يتساهلون في بعض الأوقات...).اه.
4-قال الشيخ الفوزان-حفطه الله-كما في الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة ص121:(الإمام ابن الجوزي-رحمه الله-عنده أخطاء لا شك،وصيد الخاطر هذا فيه أخطاء كثيرة في العقيدة، في أبواب الصفات متأثر بمذهب الذين يؤولون الصفات،لا شك،وهو إمام جليل،ومحدث،وفقيه،ومفسر،ومتبحر في العلوم،ولكن عنده أخطاء في كتبه،ومنها صيد الخاطر هذا،ففيه كلام غير جيد في الصفات وتأويلها ولكن لا يعد جهميا.
ونرجوا الله أن يغفر له ويسامحه،ونحن نتجنب هذه الأخطاء ولا نتقبلها وإن كانت عند ابن الجوزي أو غيره).
5-وقال العلامة الشيخ يحي الحجوري-حفظه الله-كما في كتاب(فأذن مؤذن):(ابن الجوزي لم يستقر على قدم،فتارة يشيد بمذهب السلف ويثبت الصفات وتارة يؤولها وهو كشيخه ابن عقيل الحنبلي وانظر السير)ا.ه
تعليق