البدر الجلي
بترجمة موجزة لفضيلة الشيخ زيد المدخلي
كتبه الفقير إلى الله:
أبو فيروز عبد الرحمن بن سوكايا الإندونيسي
عفا الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صلى وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
فإن شمس يوم الاثنين قد قربت الوجوب وراء جبال صنعاء، وتنقص ضياء النهار شيئاً فشيئاً، وقد تظاهرت المصابيح في الطرقات والأودية، ولم تنكشف غمام الحزن، ولم ترقأ دموع العالم الإسلامي السلفي بوفاة عالم من علمائهم وحارس من حراس عرين السنة: فضيلة الشيخ العلامة زيد بن محمد المدخلي رحمه الله.
فهو ممن فهم الأمثال وكشف للناس، كشأن من ذكرهم الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ [العنكبوت: 43].
قال الإمام الحافظ محمد بن علي القصاب رحمه الله في تفسير الآية: ... دليل على فضيلة العلماء، وجواز ضرب الأمثال. ("نكت القرآن"/للقصاب/3/ص584/ط. دار ابن عفان).
والشيخ زيد بن محمد المدخلي رحمه الله ممن نبه الناس على خداع الدنيا وأشياعها، كما قال الله سبحانه: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ الله خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ﴾ [القصص: 80].
قال الإمام الآجري رحمه الله: فإن الله عز وجل ، وتقدست أسماؤه ، اختص من خلقه من أحب، فهداهم للإيمان ، ثم اختص من سائر المؤمنين من أحب ، فتفضل عليهم ، فعلمهم الكتاب والحكمة وفقههم في الدين ، وعلمهم التأويل وفضلهم على سائر المؤمنين ، وذلك في كل زمان وأوان ، رفعهم بالعلم وزينهم بالحلم ، بهم يعرف الحلال من الحرام ، والحق من الباطل ، والضار من النافع ، والحسن من القبيح . فضلهم عظيم ، وخطرهم جزيل ، ورثة الأنبياء ، وقرة عين الأولياء ، الحيتان في البحار لهم تستغفر ، والملائكة بأجنحتها لهم تخضع ، والعلماء في القيامة بعد الأنبياء تشفع ، مجالسهم تفيد الحكمة ، وبأعمالهم ينزجر أهل الغفلة ، هم أفضل من العباد ، وأعلى درجة من الزهاد ، حياتهم غنيمة ، وموتهم مصيبة ، يذكرون الغافل ، ويعلمون الجاهل ، لا يتوقع لهم بائقة ، ولا يخاف منهم غائلة، بحسن تأديبهم يتنازع المطيعون ، وبجميل موعظتهم يرجع المقصرون ، جميع الخلق إلى علمهم محتاج. ("أخلاق العلماء"/للآجري /ص 1/ط. دار الآثار).
وهو من الشهداء لوحدانية الله تعالى مع ملائكته الكرام البررة الذين قال الله فيهم: ﴿شَهِدَ الله أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: 18].
فكفى بذلك منقبة له. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: استشهد سبحانه باولى العلم على اجل مشهود عليه وهوتوحيده فقال شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط وهذا يدل على فضل العلم واهله من وجوه احدها استشهادهم دون غيرهم من البشر والثاني اقتران شهادتهم بشهادته والثالث اقترانها بشهادة ملائكته والرابع ان في ضمن هذا تزكيتهم وتعديلهم فان الله لا يستشهد من خلقه الا العدول، انتهى المراد. ("مفتاح دار السعادة"/1/ص 48).
فآثاره جميلة، وتركته جليلة، فحياته غنيمة للمؤمنين وشوكة في حلوق المبطلين، وموته خسارة على الإسلام وحسرة على الأنام([1])، وفرحة للأعداء واللئام. فشأنه كما قاله الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى : الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة...إلخ. ("الرد على الزنادقة والجهمية" / ص 52/دار المنهاج).
فهذه ترجمة موجزة([2]) لفضيلة العلامة الشيخ السلفي زيد بن محمد بن هادي المدخلي رحمه الله تذكيراً للأمة بمحاسنه العلمية والعملية، وتنبيهاً لهم على أهمية تتبع مواريثه السنية وهي سفينة في بحار الشهوات، ومصباح في ظلمة الشهوات، وصارم بتار على جحافل الشرك والبدع والتحزبات. وكل ذلك بتوفيق الله وحده لا شريك له، فهو الهادي إلى سواء السبيل.
فأقول مستعينا بالله:
الفصل الأول: نسب صاحب الترجمة، وولادته ونشأته
هو فضيلة الشيخ السلفي والعالم الجليل: زيد بن محمد بن هادى المدخلي، أبو محمد رحمه الله، من قبيلة المداخلة المشهورة في منطقة جازان بجنوب المملكة العربية السعودية، وهي إحدى قبائل بني شبيل، وشبيل هو ابن يشجب بن يعرب بن قحطان .
ولد عام سبعٍ وخمسين وثلاثِ مئةٍ وألفٍ للهجرة 1357هـ الموافق 1938م بقرية الركوبة التابعة إدارياً لمحافظة صامطة بمنطقة جازان،وهي تقع شرق مدينة صامطة بقرابة ثلاثة كيلو مترات تقريباً وتعتبر حياً من أحياء المدينة الآن .
نشأته وطلبه للعلم: نشأ في قريته مع والديه وفي خدمتهما، حيث توفيت أمه وعمره سبع سنوات وهو لم يبلغ الحلم، واشتهرت أمه بالصلاح والدين، وتوفي والده وعمره ثلاثون سنة، وكان يصطحبه لطلب العلم في صغره ويحثه على ذلك قريبه الشيخ/ أحمد بن أحمد علوش المدخلي ـ رحمه الله ـ.
التحق بحلق التعليم في قريته وتعلم الخط ، والكتابة، والقراءة، والتوحيد، والتجويد، وقرأ القرآن وبدأ في حفظه، فحفظ سورتي البقرة وآل عمران وشيء من المفصل .
ثم بدأ بالدراسة في قرية الركوبة وعمره سبع سنوات تقريباً، ثم سكن قرية الدغارير، ثم تحول إلى مدينة صامطة والتحق بالمدرسة السلفية الزاهرة بها، والتي أسسها الإمام المجدد/ عبد الله بن محمد القرعاوي ـ رحمه الله ـ والتي كانت بدار الشيخ الجليل/ ناصر بن خلوفة طياش مباركي ـ رحمه الله ـ، وكان يحوطها بعلمه وفضله وسعة صدره لطلاب العلم، ودرس بها كتاب التوحيد، وبلوغ المرام، والفرائض، والتجويد، والنحو والصرف، وفي عام ثمانيةٍ وستين وثلاثِ مئةٍ وألفٍ للهجرة 1368هـ لحق بالشيخ حافظ الحكمي ـ رحمه الله ـ في مدينة بيش، وقرأ عليه مع الطلاب المغتربين، وتتلمذ عليه ورابط بها قرابة ثلاثة أشهر يأخذ العلم، وعاد إلى المدرسة السلفية وكلف بتدريس بعض الطلاب فيها وبحلقة في قريته، ثم عين مدرساً بقرية الركوبة في مدارس القرعاوي عام اثنين وسبعين وثلاثِ مئةٍ وألفٍ للهجرة 1372هـ وعمره خمسة عشر 15 عاماً، ثم مديراً لها، وكان مساعده الشيخ/ جابر بن محمد المدخلي مدير التوعية الإسلامية بالحج ـ رحمه الله ـ .
ثم لما دمجت مدارس القرعاوي بمدارس وزارة المعارف وافتتح المعهد العلمي في مدينة صامطة عام أربعة وسبعين وثلاثِ مئة وألفٍ للهجرة 1374هـ التحق به بادئاً بالأول الثانوي عام خمسة وسبعين وثلاثِ مئة وألفٍ للهجرة 1375 هـ، بمشورة الشيخين العلمين الفاضلين/ عبد الله بن محمد القرعاوي وحافظ بن أحمد الحكمي ـ رحمهما الله ـ وتخرج منه في نهاية عام تسعة وسبعين وثلاثِ مئة وألفٍ للهجرة وبداية عام ثمانين وثلاث مئة وألف للهجرة 1379/1380هـ ، ودرس به على عدد من المشايخ الأجلاء ودرس عليهم عدة فنون .
ثم التحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في كلية الشريعة منتظماً سنتين، وفي السنة الثانية أكمل حفظ القرآن الكريم.
الفصل الثاني: أعمال الشيخ العلمية
كُلف بالتدريس في المعهد العلمي قبل تخرجه، وكان مدير المعهد آنذاك الشيخ العلامة/ محمد بن أحمد الحكمي ـ رحمه الله ـ وأكمل دراسته منتسباً بشهادة منتظم عام اثنين وثمانين وثلاث مئة وألف للهجرة 1382هـ بدون طلب منه وذلك تشجيعاً لطلاب العلم، ثم بقي مدرساً به حتى بلغ السن النظامية وأحيل للتقاعد عام سبعة عشر وأربع مئة وألفٍ للهجرة 1417هـ بخدمة خمسة وثلاثين 35 عاماً قضاها في التعليم النظامي .
وأنشأ رحمه الله أول مكتبة سلفية خيرية في مدينة صامطة عام 1416هـ تضم ما يزيد على 4000 كتاب، جعلها في خدمة طلاب العلم الذين يأوون إليها من كل مكان.
ولا يخلو مجلسه من طالب علم يطلب العلم على يديه، أو مستفت يطلب الإجابة على فتواه، وله مشاركات في الدعوة إلى الله في منطقة جازان وفي أيام الحج، ودروسه لا زالت مستمرة والحمد الله؛ حيث يُقرأ عليه في المختصرات والمطولات، وله دروس عبر الهاتف لمناطق شتى ودول مختلفة.
وهو رحمه الله يعدّ الرجل الثاني في منطقة جازان في العلم والفتوى والدعوة إلى الله بعد شيخه العالم الفاضل/ مفتي المملكة السعودية الجنوبية أحمد بن يحي النجمي رحمه الله.
ومن المناصب التي شغلها
1ـ مدرساً بالمعهد العلمي طيلة خمسة وثلاثين 35 عاماً حتى أحيل للتقاعد في غرة رجب عام سبعة عشر وأربع مئة وألف للهجرة 1/7/1417هـ .
2ـ إمامة وخطابة جامعه فترة طويلة وقبل أن ينشأ جامعه كانت خطبه في جوامع المحافظة متجولاً فيها .
3ـ أنشأ أول مكتبة سلفية خيرية في مدينة صامطة عام ستة عشرة وأربع مئة وألف للهجرة 1416هـ تضم ما يزيد على سبعة آلاف 7000 عنوان، جعلها في خدمة طلاب العلم الذين يأوون إليها من كل مكان.
4ـ تأسيسه مع فضيلة الشيخ العلامة/ أحمد بن يحيى النجمي ـ رحمه الله ـ وإشرافه على دورة الإمام المجدد/ عبد الله بن محمد القرعاوي رحمه الله العلمية وهي دورات علمية شرعية متنوعة تقام كل عام في فترة الإجازة الصيفية يؤمها طلبة علم كثر من داخل المملكة العربية السعودية ومن خارجها وقد تأسست عام ستة عشرة وأربع مئة وألف للهجرة 1416هـ .
5ـ رئاسة مجلس إدارة المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمحافظة صامطة والذي تأسس عام ثلاثةٍ وعشرين وأربعِ مئةٍ وألفٍ للهجرة 1423هـ .
6ـ مشاركته في التوعية الإسلامية في الحج منذ عام ثمانية وتسعين وثلاث مئةٍ وألف للهجرة 1398هـ إلى عام أربعة وعشرين وأربع مئة وألف للهجرة 1424هـ أي مدة سبعٍ وعشرين 27 سنة .
7ـ قيامه بمهمة التدريس في جامعه والفتوى في المنطقة .
وليس الشيخ هو الذي يطلب المناصب ولكنه شخص أمين مؤهل عند العلماء وغيرهم فيحتاجون إليه في حمل أعباء الدعوة وغيرها، مع زهده في الدنيا.
من يعرف الشيخ يرى شدة زهده في الدنيا ولذلك لم يسعَ إليها، ولا بحث عنها؛ بل هو متفرغ للعلم ونشره، تدريساً، وإفتاءً، وتأليفاً .
الفصل الثالث: شيوخه الذين تتلمذ على ايديهم
من أبرز مشايوخه الذين تلقى عليهم، أو أخذ عنهم هم :
1ـ الشيخ / علي بن محمد حاج مهجري المدخلي رحمه الله
2ـ الشيخ / هادي بن هادي المدخلي
3ـ الشيخ / عبد الله بن محمد القرعاوي رحمه الله
4ـ الشيخ / حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله
5ـ الشيخ / محمد بن أحمد الحكمي رحمه الله
6ـ الشيخ/ جابر بن سلمان المدخلي حفظه الله
7ـ الشيخ / علي بن يحيى البهكلي حفظه الله
7ـ الشيخ / أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله
8ـ الشيخ / حسن بن محمد شبير النجمي رحمه الله
9ـ الشيخ / محمد بن محمد جابر المدخلي رحمه الله
10ـ الشيخ / ناصر بن خلوفه طياش مباركي رحمه الله
11ـ الشيخ الدكتور / محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله
12ـ سماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
13ـ الشيخ/ عبد الرحمن النجدي رحمه الله
14ـ الشيخ/ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان رحمه الله عضو هيئة كبار العلماء
15ـ الشيخ/ محمد عطية سالم رحمه الله
الفصل الرابع: تلامذته ومن نهلوا من علمه
لقد كان من فضل الله على هذا الشيخ الفقيه الفاضل السلفي زيد بن محمد المدخلي رحمه الله أن وقف نفسه للتعليم فترة طويلة تزيد على الخمسين عاماً، وكان له تلاميذ كثر من شتى الدول والبلدان .
وكان من بينهم طلبة نوابغ أصبح بعضهم من كبار الدعاة إلى الله، وتسنم كثير منهم مناصب عالية في الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى وغيرها من القطاعات الحكومية .
وهم من الكثرة بحيث يتعذر إحصاؤهم إذ لا يضبطهم كتاب، خاصة الذين تلقوا عليه في المعهد العلمي . وتلاميذه من بلدان شتى وغالبهم من المملكة العربية السعودية، واليمن، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والكويت، وقطر، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، والسودان، ومصر، وإندونيسيا، ودول من أوروبا وأمريكا، بخلاف الذين يتابعون دروسه عن طريق الشبكة العنكبوتية.
الفصل الخامس: من تآليفه
إن الله يؤيد هذا الدين ويحفظه بوجود العلماء وكتاباتهم. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ... وهذا لأن الله سبحانه ضمن حفظ حججه وبيناته وأخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه لا تزال طائفة من أمته على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى قيام الساعة، فلا يزال غرس الله الذين غرسهم في دينه يغرسون العلم في قلوب مَن أهّلهم الله لذلك، وارتضاهم، فيكونوا ورثة لهم كما كانوا هم ورثة لمن قبلهم، فلا تنقطع حجج الله والقائم بها من الأرض وفي الأثر المشهور: «لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم بطاعته»([3]) وكان من دعاء بعض من تقدم: (اللهم اجعلني من غرسك الذين تستعملهم بطاعتك). ولهذا ما أقام الله لهذا الدين من يحفظه ثم قبضه إليه إلا وقد زرع ما علمه من العلم والحكمة، إما في قلوب أمثاله، وإما في كتب ينتفع بها الناس بعده.
(انتهى من "مفتاح دار السعادة"/1/ص147-148).
فمن توفيق الله تعالى للشيخ زيد المدخلي رحمه الله أنه كان يميل إلى التأليف من ضمن حرصه على نشر الخير ونصرة الحق وقمع الأباطيل.
ابتدأ فضيلته التأليف وهو دون الأربعين سنة، إذ ألف أول كتاب له وهو في سن السابعة والثلاثين، وبلغت مؤلفاته أكثر من ستين كتاباً.
فمن مؤلفاته التي عثرت عليها أو على أخبارها([4]):
1- الحياة في ظل العقيدة الإسلامية.
2- الأجوبة السديدة على الأسئلة الرشيدة (1-8).
3- شرح القصيدة الهائية لشيخه حافظ الحكمى -رحمه الله-.
4- الأفنان الندية شرح السبل السوية لفقه السنن المروية (1-9).
5- المنهج القويم في التأسى بالرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
6- مجموعة رسائل.
7- قطوف من نعوت السلف.
8- الإرهاب وآثاره على الأفراد والمجتمع.
9- المنظومات الحِسان في العقائد و المناهج و قطوف من علوم القرآن .
10- الجهد المبذول في تنوير العقول بشرح منظومة وسيلة الحصول إلى مهمات الأصول ( 1-3).
11- أسباب استقامة الشباب وبواعث انحرافهم.
12- وجوب ستر الوجه والكفين وشروط حجاب المرأة المسلمة .
13- الشروق على الفروق.
14- أبرز الفوائد من أربع الفوائد
15- التعليقات المباركات على كشف الشبهات
16 – شرح الأصول الستة
17- الأجوبة المختصرة على الأسئلة العشرة
18- العمل الأسنى بشرح اسمين من أسماء الله الحسنى
19- قبس من الأفنان الندية لإيضاح مناسك الحج المروية .
20- فقه الدعوة إلى الله ونعوت الداعية .
21 ـ البحث الوجيز في نصرة الحق العزيز .
22 ـ كلمة حق حيال حدث تحدى به صانعوه شريعة الإسلام وقيم المسلمين.
23ـ تدوين ثلاثة أسئلة مهمة رجونا بالإجابة عليها المثوبة ونفع الأمة .
24ـ العقد المنضد الجديد في الإجابة على مسائل في الفقه والمناهج والتوحيد
25ـ عوامل النصر الشرعية أو أسباب النصر الشرعية وصفات المجاهدين المرضية.
26ـ الديوان المليح المشتمل على الطرفة الحكيمة، والنصيحة القويمة، والقول السديد، بطريقي التصريح والتلميح.
27- النظم المختار لبعض موضوعات " المنظار " مع إضافات كان مرجعها صحيح الآثار .
28ـ الفتاوى المضيئات في حكم الدخان والشمة والقات.
29- الشيخ حافظ الحكمي حياته وجهوده العلمية والعملية .
30 ـ قطف الجنى المستطاب شرح عقيدة المجدد محمد بن عبد الوهاب .
31- لا حيرة بعد الإطلاع بل إنابة وتنفيذ واتباع .
32 ـ الرسالات القيمة إلى المرأة المسلمة .
33 ـ طريق الوصول إلى إيضاح الثلاثة الأصول.
34- سلم الوصول إلى بيان الستة الأصول.
35- السراج الوقاد، في بيان تصحيح الاعتقاد، والرد على فرق الزيغ والفساد .
36ـ الرد النافع المفيد، على من قال إن الناس اليوم يحتاجون إلى وحي جديد .
37ـ نثر الورود على حائية ابن أبي داود .
38 ـ أوضح المعاني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني .
39ـ نصيحة غالية وكنز ثمين
40ـ الشروق على الفروق بين الكفر والشرك والنفاق والفسوق.
41ـ قبس من الشروق على الفروق
42- التعليق المتين على كتاب أصل السنة واعتقاد الدين للإمامين الرازيين أبي حاتم الرازي وأبي زرعة الرازي برواية ابن أبي حاتم الرازي
43ـ نزهة القاري في شرح كتاب العلم من صحيح البخاري
44ـ التعليقات الحسان على أصول الإيمان لشيخ الإسلام/ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
45ـ التعليقات اللطيفة على أصول السنة المنيفة للإمام الرباني أحمد بن حنبل الشيباني رحمه الله
46ـ النصح والبيان لمؤلف كتاب الجودة والإتقان في حلقات القرآن
47ـ يوم الجمعة شرفه وفضله ومكانته
48ـ التعليق على تلبيس إبليس تعليقات في باب العقيدة
49ـ وقفات ومعالم سؤالان وجوابهما
50ـ الأجوبة الأثرية عن الأسئلة المنهجية خمسون سؤالاً وجواباً
51ـ الإرشاد إلى توضيح لمعة الاعتقاد
52ـ الإيضاحات السنية لأصول العقائد الدينية
53ـ المجموع الأصيل لتوضيح العقائد بالتفصيل
54ـ الفوائد الجلية من شرح مسائل الجاهلية
كتب تحت الطبع:
55ـ شرح كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .
56ـ مجموع خطب الجمعة .
57ـ شرح الواسطية
58ـ شرح لامية ابن تيمية .
59ـ وقفات أخوية مع بعض أبيات من قصيدة رد التحية .
60ـ شرح الدرر البهية .
61ـ الطبيب الكامل هو العارف بأمراض القلب والروح والبدن وعلاجها .
62ـ تفسير القرآن العظيم .
63ـ شرح الأدب المفرد .
فموضوعاتها الأساسية تدور حول:
أـ شرح العقيدة السلفية وإيضاحها بالأدلة العقلية والنقلية على منهج السلف الصالح، مع بيان بطلان ما يضادها من شرك وبدع وأهواء وضلالات .
ب ـ الفقه الإسلامي في العبادات والمعاملات والقضاء والآداب والأخلاق والسلوك والترغيب والترهيب .
ج ـ الردود على كتب ومطويات وأشرطة وأشخاص، فرد عليها بنصوص الكتاب والسنة، وفقه سلف الأمة، بياناً للحق، ودحضاً للبدعة .
الفصل السادس: من دروسه
وكان الشيخ رحمه الله حريصا شديد الحرص على تعليم الأمة وتربيتهم لأنه يعلم أن الشر يزداد إذا خفي العلم والحق. وقد قال الإمام الزهري رحمه الله: كان من مضى من علمائنا يقول : الاعتصام بالسنة نجاة ، والعلم يقبض سريعاً ، فنعش العلم ثبات الدين والدنيا ، وذهاب العلماء ذهاب ذلك كله. ("شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"/للالكائي /رقم (119)/صحيح).
فدروس فضيلة الشيخ زيد بن هادي رحمه الله كثيرة مسجلة، كذلك محاضراته ووصاياه، منها:
- أصول السنة للإمام أحمد
- أصل السنة واعتقاد الدين
- تطهير الاعتقاد
- الاعتقاد الخالص
- رياض الصالحين
- أصول العقائد الدينية
- العقيدة الطحاوية
- معارج القبول
- الموطأ
- السنن
- الحائية لابن أبي داود
- الأفنان الندية
- الجهد المبذول في علم الأصول
- اعتقاد محمد بن عبد الوهاب
- صحيح البخاري
- لمعة الاعتقاد
- القيروانية
- العقيدة الواسطية
- الأصول الثلاثة
- الأدب المفرد
- الحموية
- المنتقى لابن جارود
- العمل الأسنى بشرح اسمين من أسماء الله الحسنى
- سنن أبي داود
- تخريج أحاديث المصابيح
- التجريد الصريح
- سنن ابن ماجه
- سنن النسائي
- مختصر البخاري للزبيدي
- الشروق فرقة الشيعة والروافض
- المحرر
- أصول التفسير
- مختصر الخوقير
- الوصية الصغرى لابن تيمية
- كلمة في رمضان
- أضوان البيان
- دليل الطالب
- زاد المستقنع
- البيقونية
- كتاب الكبائر
- الإبانة لابن بطة
- كتاب التوحيد
- كتاب الموقف الحق فيما ابتلي به كثير من الخلق
- سلم الوصول
- الكافي
- الورقات
- الإحكام
- التوحيد ابن خزيمة
- نواقض الإسلام
- فتنة التكفير أصولها والرد عليها
- الحج وأحكامه
- وصايا للجنود
- التوحيد وآثاره على الحياة
- الوقف وأهميته في الإسلام
- الفقه في الدين
- تفسير السعدي
- بلوغ المرام
- شرح حديث اغتنم خمسا
- الأصول الستة
- وصية علي لكميت
- تفسير سورة غافر
- كتاب الجنائز من عمدة الأحكام
- تفسير ابن كثير
- عمدة الفقه
- المنظومة الميمية
- عقيدة الرازيين
- وله محاضرات متعددة نافعة
- وله خطب الجمع متنوعة مفيدة
(وبقيت مواد كثيرة لم يتيسر لي تدوينها، وهي في الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي رحمه الله).
انظروا إلى شدة اهتمامه بتمحيض التوحيد وتصحيح العقيدة والتدقيق في الفقه وأصوله، مع تبحره في الأشعار والآداب، وكثرة اطلاعه على دواوين السنة، مع سعة علومه في الحديث، وانظروا فيتفننه في المعارف. وانظروا في خوفه من الله وتعظيمه أمر الآخرة وزهده في الدنيا. وهو عالم فقيه حقّاً، وإن لم تبلغ شهرته مبلغ الإمام ابن باز وأمثاله رحمهم الله.
وقال الإمام الحسن البصري رحمه الله: إنما الفقيه الزاهد في الدنيا ، الراغب في الآخرة ، البصير في أمر دينه، المداوم على عبادة الله عز وجل. ("أخلاق العلماء"/ للآجري/رقم 47/صححه شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله/دار الآثار).
وقال الإمام البربهاري رحمه الله: واعلم أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب ولكن العالم من اتبع الكتاب والسنة وإن كان قليل العلم والكتب. ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير الرواية والكتب. ("شرح السنة" /للبربهاري/ص 45).
وليس من شروط المجتهد أن يكون مشهوراً عند الناس أو كثيراً في الكلام. قال الإمام أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله: ويعتبر في صحة الإجماع اتفاق كل من كان من أهل الاجتهاد سواء كان معروفاً مشهوراً أو خاملاً مستوراً . ("اللمع" /ص 188-189/المكتبة التوفيقية).
وقال العلامة الزركشي رحمه الله: لا يشترط في المجتهد الذي يعتبر قوله أن يكون مشهوراً في الفتيا ، بل يعتبر قول المجتهد الخامل خلافاً لبعض الشاذين. ("البحر المحيط"/ 6/ص100).
وقال الإمام ابن رجب رحمه الله: فيجب أن يعتقد أنه ليس كل من كثر بسطة للقول وكلامه في العلم كان أعلم ممن ليس كذلك. ("فضل علم السلف على الخلف"/ص 5).
الفصل السابع: بغضه على الخوارج وأصحاب الانقلابات والتفجيرات
من سمع نصائحه، ومحاضراته علم يقينا ثباته على المنهج السلف وبغضه على الثورات والانقلابات والتفجيرات. بل له كتابات في تحذير الناس في تلك الأباطيل والانحرافات، منها كتاب "الإرهاب وآثاره على الأفراد والمجتمع".
وقد قصّ فيه قضايا ثورات الخوارج على الدولة المسلمة، منها ثورة جهيمان حيث قال:
وكان من خبر هذه الزمرة أنهم دخلوا البيت الحرام يوم الثلاثا أول يوم من شهر الله المحرم عام 1400 هـ ومعهم مهديهم المدعو محمد بن عبد الله القحطاني يرافقه ويشجعه وينطق بلسانه جيهمان بن سيف العتيبي ومعهم أسلحة وذخيرة فطالبوا المسلمين بمبايعة المهدي المذكور تحت وطأة الضغط والقتل والترويع للمسلمين عموماً ولأهل الحرم خصوصاً ويالله كم سفكوا من الدماء ظلماً وعدواناً وناداهم العلماء لينزلوا على حكم شريعة الله فيهم فأبو إلا مواصلة السير في الشر والفساد والفسوق والعصيان والعناد. فتصدت لهم جنود الله البواسيل، رجال الشجاعة والتوحيد من الجيش السعودي، فأرغموهم على الاستسلام، وقبض على مائة وسبعين منهم أحياء لاستجوابهم ثم تنفيذ شرع الله فيهم. وتم تنفيذ حكم القتل في ثلاث وستين فردا، والباقي استحقوا عقوبات التعزير بالسجن والأسواط، وطهر الله الحرم الشريف من تلك الزمرة الباغية الإرهابية. ومن المؤسف جدا أنهم أطلقوا على أنفسهم جماعة الحديث. قلت: وإن كانوا يحفظون شيئا من ألفاظ الحديث إلا أنهم حرموا من معرفة معانيه. وعلى الباغي تدور الدوائر. ("الإرهاب" /ص17-18/دار السلفية).
ذكرت هذا ردّاً على من زعم أن أهل السنة والجماعة إرهابيون انقلابيون انتحاريون ونحو ذلك. فأهل السنة والجماعة على الصراط المستقيم ﴿صِرَاطِ الله الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [الشورى: 53]، وأما الخوارج هم على سبل الشياطين، وعلى كل سبيل منها شيطان يدعوهم ليكونوا من أصحاب السعير، بل صاروا من كلاب النار.
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطا وخطه لنا عاصم فقال هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمين الخط وعن شماله فقال هذه السبل وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم تلا هذه الآية * (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) * للخط الاول * (ولا تتبعوا السبل) * للخطوط * (فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون). (أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4437) والنسائي في "السنن الكبرى" (11174)، وغيرهما بسند حسن).
وعن أبي غالب رحمه الله يقول: لَمَّا أُتِىَ بِرُءُوسِ الأَزَارِقَةِ فَنُصِبَتْ عَلَى دَرَجِ دِمَشْقَ جَاءَ أَبُو أُمَامَةَ فَلَمَّا رَآهُمْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ: «كِلاَبُ النَّارِ - ثَلاَثَ مَرَّاتٍ - هَؤُلاَءِ شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ وَخَيْرُ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ هَؤُلاَءِ». قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَا شَأْنُكَ دَمَعَتْ عَيْنَاكَ؟ قَالَ: رَحْمَةً لَهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ. قَالَ: قُلْنَا: أَبِرَأْيِكَ قُلْتَ هَؤُلاَءِ كِلاَبُ النَّارِ، أَوْ شَيءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: إِنِّي لَجَرِيءٌ بَلْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- غَيْرَ مَرَّةٍ وَلاَ ثِنْتَيْنِ وَلاَ ثَلاَثٍ. قَالَ: فَعَدَّ مِرَاراً. (أخرجه الإمام أحمد ((22314)/الرسالة) وصححه الإمام الوادعي رحمه الله في "الصحيح المسند" رقم (482) /دار الآثار).
وعن سعيد بن جهمان قال كانت الخوارج تدعوني حتى كدت أن ادخل معهم فرأت أخت أبي بلال في النوم أن أبا بلال كلب أهلب اسود عيناه تذرفان قال فقالت بأبي أنت يا أبا بلال ما شأنك أراك هكذا قال جعلنا بعدكم كلاب النار و كان أبو بلال من رؤوس الخوارج. (أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1509)/سنده حسن).
فشرّ الخوارج جسيم، ودفعه مهمّ جدا، وأجر ذلك عظيم لمن صلحت نيته وسُدّد في خطاه. فعن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة». (أخرجه البخاري (3611) ومسلم (1066)).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه نحوه، أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده برقم (175)، بسند حسن.
الفصل الثامن: ثناء العلماء علي فضيلة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي رحمه الله
إن ثناءات العلماء على فضيلة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي رحمه الله كثيرة، غير أني لم أتمكن على جمعها في هذه الأوقات المحدودة، فهذا عدد كبير من العلماء وولاة الأمر الذين يثنون على فضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي رحمه الله وعلى مؤلفاته:
ـ الشيخ العلامة محمد بن أحمد الحكمي رحمه الله .
ـ الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله .
ـ فضيلة الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله .
ـ فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء .
ـ معالي الشيخ محمد بن عبد الله بن سبيل رحمه الله إمام الحرم المكي وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء .
ـ فضيلة الشيخ العلامة المحدث عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله .
ـ فضيلة الشيخ الأستاذ علي بن محمد بن ناصر الفقيهي حفظه الله .
...................
ـ فضيلة الشيخ صالح بن سعد السحيمي المدرس بالمسجد النبوي الشريف .
ـ معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد .
ـ فضيلة معالي الشيخ الأستاذ سليمان بن عبد الله أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حفظه الله .
ـ الشيخ وصي الله بن محمد عباس الأستاذ بجامعة أم القرى قسم الكتاب والسنة والمدرس بالمسجد الحرام .
ـ فضيلة الشيخ عبد الله بن سعد بن محمد السعد وكيل المعاهد العلمية سابقاً بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض .
ـ سعادة الأستاذ حسن بن علي أبو طالب القاضي .
ـ فضيلة الشيخ علي بن عبد الله الأهدل رحمه الله .
ـ صاحب السمو الملكي الأميرمحمد بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة جازان .
ـ صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن محمد بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود .
ـ صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سطام بن عبد العزيز آل سعود .
وهذه بعض ما وجدت من تقديمات العلماء لبعض كتبه رحمه الله.
قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في تقديمه لكتاب "أسباب استقامة الشباب وبواعث انحرافهم": وبعد: فإن العناية بشباب الأمة واجب تمليه حاجة الأمة إليهم في بناء مستقبلها، ولا يتم بناء الأمة على شباب يختلف منهجه عن منهج أمته؛ ولذلك حرص أعداء المسلمين على أن يلقنوا شباب المسلمين منهجًا غير منهجهم ليهدموا بناء المسلمين، فكان من الواجب على المسلمين التنبه لمكائد أعدائهم وحماية شبابِهم من تسلل المناهج الهدامة إليهم، والاهتمام بغرس العقيدة الصحيحة في قلوبِهم؛ ليكون لديهم حصانة تامة من تلك الأمراض العقدية والأفكار المنحرفة التي تتلبس بالاسلام وتتباكى عليه وهي تريد القضاء عليه.
ولا منهج للأمة الإسلامية غير منهج الكتاب والسنة وما كان عليه سلف هذه الأمة، قال تعالى: ]وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا[ [آل عمران: من الآية103]. ]يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً[ [النساء:59]. هذا هو المنهج الذي يجمع الأمة ويوحد كلمتها.
وأما المناهج الحزبية والانتماءات الفكرية فإنَّها تفرق ولا تجمع، وتَهدم ولا تبني.
وهذه الرسالة التي بين أيدينا من تأليف أخينا الشيخ/ زيد بن محمد بن هادي المدخلي تحذر من هذه المناهج وتبين وخيم عاقبتها وتحث على التمسك بمنهج أهل السنة والجماعة فجزاه الله خيرًا ونفع بنصحه وتوجيهه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
وقال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في تقريظه: ... فإن شرح المنظومة القيمة لشيخنا العلامة الفذ الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي -رحمه الله- المسماة بـ: '' السبل السوية لفقه السنن المروية '' ظل ديناً في أعناق تلاميذ الشيخ المذكور، حتى وفق الله للقيام بهذا المطلب المهم أحد تلاميذه النجباء الأذكياء الأتقياء -و لا أزكي على الله أحداً- ألا و هو الشيخ زيد بن محمد هادي المدخلي -وفقه الله و بارك في عمره- فبذل جهداً عظيماً في شرح هذه المنظومة المباركة التي جمعت من سنن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فأوعت، فوضح غريبها، و خرج أحاديثها من مختلف مصادر السنة، و بيَّن في كثير من الأحيان درجاتها، و بيَّن مراميها و مقاصدها بأسلوب واضح سلس سهل مراعياً فيه تطبيق القواعد الأصولية و معالجة المشاكل العصرية: أخلاقية كانت أو سياسية أو اجتماعية.
و سمى ذلك الشرح المبارك : '' الأفنان الندية شرح السبل السوية '' و إنه لبحق أفنان ندية اسم طابق مسماه يشعر بهذه النداوة و الطراوة من يتفيَّأ ظلال هذه الأفنان التي ارتوت من نمير السنة النبوية و ينابيع الآيات القرآنية على يد عالم ماهر مخلص و جاد، و لقد بارك الله في وقته فأنجز هذا المشروع العظيم في وقت ما كان يحلم به هو، و لا كان يتوقع ذلك غيره و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء الله.
وفق الله الجميع لما يحب و يرضى، و نفع المسلمين بهذا الجهد خاصة للشباب من هذه الأمة المباركة .
(تقريظ كتاب "الأفنان الندية شرح السبل السوية لفقه السنن المروية").
وقال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في تقريظه على كتاب "المنظومات الحِسان": ... أمَّا بعد:فقد اطَّلعت على "المنظومات الحِسان " الجامعة الَّتي حبَّرها العلاَّمة لمجاهد لإعلاء كلمة الله ناصر السّنة و قامع الإلحاد و البدعة الشّيخ/زيد بن محمَّد بن هادي المدخلي-حفظه الله و بارك في عمره و سدَّد خُطاه-.
فأُعجبتُ بما نَظَمَ فيها من دُررٍ، و أودعها من غُررٍ، و ما ضمَّنها من علمٍ و حكمٍ، تَهدي الضّال، و تُرشد الغاوي، و تُبصِّر المُسترشد، و تُوقظ الغافل السَّاهي إذا أراد الله بِهم خيراً و حفَّتهم عناية الله، ذلك بأنَّه بَيَّنَ منهج السَّلف و أشاد به و دعا إليه و رغَّب فيه؛ لأنَّه المنهج الحقّ الَّذي دعا إليه كلُّ الرُّسل لاسيَّما خاتمهم محمَّد-صلَّى الله عليه و سلَّم-.
ثمَّ حَذَّرَ من البدع و ما فيها من الأخطار و الشُّرور و من التحزُّب الجاهلي و ما فيه من الأضرار و ما في المصابين به من الظُّلم و البُهت الَّذي يُوجِّهونَه لمن يدعوهم إلى الهُدى، و يُحذِّرهم من سُبُل المهالك و الرَّدى، مع إيثارهم للباطل و اتِّباع الهوى و الزُّهد في العلم و أهله، و التشبُّث بأذيال البدع و الجهل و اتِّباع كلّ ناعقٍ.
ثمَّ عَرَّج على أهل البدع من الفِرق الضَّالَّة الهالكة، من مُشبِّهةٍ، و مُعطِّلةٍ، و قدريّةٍ، و وعيديّةٍ، من مُعتزلةٍ و خوارجَ، و من مُرجئةٍ و جبريّةٍ، مُبيِّناً ما في كلِّ نِحلةٍ منها من ضلالٍ و انحرافٍ، و بُعْدٍ عن الاهتداء بنصوص الكتاب و السّنة و الانقياد و الاستسلام لها، دافعهم الهوى، و قائدهم البغي على الحقِّ و أهله.
ثمَّ سلَّط أضواء الحقِّ على أهل الإلحاد و المذاهب الهدَّامة، من عِلمانيّةٍ، و قوميّةٍ، و وُجوديّةٍ، و ماسونيّةٍ، و بابيّةٍ، و قاديانيّةٍ، و رأسماليّةٍ، و اشتراكيّةٍ، و حَداثيّةٍ، مُبيِّناً حقيقة هذه المذاهب، و غايتها الخبيثة و وسائلها الرَّخيصة و أنصارها الخائنين للإسلام و مبادئه و أمَّته، و دعا علماء الإسلام و أنصاره إلى مواجهة هذه المذاهب بالحقِّ الدامغ و البرهان السَّاطع، حتَّى يندحر باطلها أمام جولات الحقِّ و تندكَّ معاقلها بضربات الحقِّ و قذائفه الصَّائبة المُسدَّدة.
ثمَّ أمعن في البيان و النُّصح بالتَّفريق الواضح بين أولياء الله و أولياء الشَّيطان ليتميَّز الخبيث من الطَّيِّب، و ليكون المسلم الطَّالب للنَّجاة على بَيِّنةٍ من أمره.
فذكر من مِيزات أولياء الله الصَّادقين:التَّمسُّك بالكتاب و السّنة و الأخلاق العالية، و العقائد الصَّحيحة و الدَّعوة إلى الله بإخلاصٍ، و الأمر بالمعروف و النَّهي عن المُنكر و الحبِّ في الله و البُغض فيه، إلى آخر صفاتهم الكريمة التي أوصلها إلى ستٍّ و ثلاثين صفة تُميِّزهم عن أعداء الله.
ثمَّ تعرَّض لبعض صفات أولياء الشَّيطان فذكر منها:
الحيدة عن آيات الله، و الإعراض عن العلم النَّافع، و الانغماس في غمرات الجهل،و السَّعي في أرض الله بالفساد و الإفساد.
و عدم الاستجابة لداعي الحقِّ، و عدم الانصياع لصوت الآمرين بالمعروف و النَّاهين عن المنكر، و تضييع الصَّلوات و اتِّباع الشَّهوات، إلى غير ذلك من البلايا و الآفات.
ثم توج هذه المنظومات بالإشادة بالهداة من السلف الصالح و المكانة العالية التي تبوؤها، و هتف بالراغبين و المتطلعين إلى اللحاق بركبهم بأن يشمروا عن ساعد الجد في طلب العلم الشريف الذي هو المنهج الصحيح، و الموصل إلى مرضاة الله الكريم، و الموصل إلى مكانة هؤلاء النجوم الهداة في الدنيا و الآخرة، و دفع هؤلاء المتطلعين إلى أخذ العلم من مناهله على أيدي شيوخ العلم الرباني و المنهج الإلهي المتلقى من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، و من سنة رسول الله-الوحي الثاني-المتلقاة عن الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
و أكد ذلك ببيان فضل العلم و أهله مشيرا إلى الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية في ذلك.
و بيان مساوىء الجهل و الجهلاء و مخاطر ذلك و سوء مغبته و وخيم عاقبته.
و أخيرا:فكأني بصاحب المنظومات لهذه النصائح و التوجيهات التي تضمنت الفصل بين الحق و أهله و بين أهل الباطل على اختلاف نحلهم و مذاهبهم الباطلة و اتجاهاتهم الفاسدة، كأني به يقول لهذه الأصناف: "إني أنا النذير العريان".و يقول لمن لم يستجيب لذلك ما قاله الله في حق أسلافهم: ﴿فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم و من أضل الله ممن اتبع هواه بغير هدى من الله﴾ [القصص:50].
ويقول لهم: ﴿فستذكرون ما أقول لكم و أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد﴾ [غافر:44].
و الله أسأل أن يوفقنا و صاحب المنظومات لما يرضيه، و كثر أمثاله من العلماء الناصحين والدعاة المخلصين، إن ربي لسميع الدعاء.
(التقريظ على كتاب "المنظومات الحِسان في العقائد و المناهج و قطوف من علوم القرآن ").
الفصل التاسع: من أقواله النيرة
وقد دوّنتُ بعض أقواله الجليلة النافعة –وكنت في دار الحديث بدماج- من خلال قراءتي بعض كتبه رحمه الله التي وصلت إلينا، فمنها:
قال فضيلة الشيخ رحمه الله: لا بد لكل نحلة من مورث ووارث، فبئس المورّث وبئس الوارث والموروث. ("قطوف من نعوت السلف" /له /ص39).
وقال رحمه الله: سأدلك على بعض العلامات الَّتِي يعرف بِها الحزبي سواء كان رأسًا أو تابعًا إمعةً فيما يلي: الأولى: بانضمامه إلى جماعة معينة لها منهجها الخاص بِها المخالف لمنهج السلف أهل الحديث والأثر، كجماعة الإخوان وفصائلها، وجماعة التبيلغ والمتعاطفين معها، وانتصاره لحزبه أو جماعته بحق وبباطل. الثانية: مجالسته ومشيه مع إحدى الجماعات السالفة الذكر وغيرها من أهل الانحراف في العقيدة والعمل، سواء كانوا جماعة أو كان فردًا تابعًا أو متبوعًا. الثالثة: نقده لأهل السنة وتغير وجهه إذا سمع رد من يرد على الحزبيين المعاصرين أصحاب التنظيمات السرية والتكتلات الخفية. الرابعة: وقوعه في أعراض الدعاة إلى التمسك بما عليه أهل الأثر من طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة ولاة أمور المسلمين السائرين على نهج السلف. الخامسة: وقوعه في أعراض ولاة الأمر، ومحبة من يشهرون بِهم في كتبهم وأشرطتهم ومجالسهم. السادسة: هجومه على العلماء الذين لَمْ يثيروا على الحكام حال وقوعهم في الخطأ، فيصفهم بالمداهنة ونحوها من الرزايا الَّتِي لا يطلقها على العلماء الربانيين إلا مرضى القلوب وسفهاء الأحلام. ("العقد المنضد الجديد"/ص31-32).
وسئل الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله: هل يقال عن رجل من عوام المسلمين يحمل شبه الحزبيين أنه حزبي؟
فأجاب رحمه الله بعد حمد الله والصلاة على النبي: من تشبه بقوم فهو منهم، ولكن ينصح أولا، ويبين له الحق لأن الجاهل قد يلبَّس عليه، فيبين له الحق ويرشد إليه. هذه رحمة العلماء. فإذا أصرّ وأبى ودافع عن أهل البدع فحكمه حكمهم لاتفاقهم جميعا على اختيار البدعة وتقديمها على السنة، وهذا من الضلال المبين. ومن وصايا السلف الحذر من مروجي البدعة فإنهم أحطر على الناس من أصحابها ...إلخ. ("العقد المنضد الجديد"/2/ص95/ دار الإتقان).
وقال الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي رحمه الله: سأدلك على بعض العلامات الَّتِي يعرف بِها الحزبي سواء كان رأسًا أو تابعًا إمعةً فيما يلي: ... السابعة: حبه للأناشيد والتمثيليات، ودفاعه الحار عنها وعن أهلها، وما أكثر وجودها في صفوف الإخوان المسلمين، فهي متعة قادتِهم وجنودهم من الشباب المساكين المغرورين، والشابات الضعيفات المغرورات أعادهم الله إلى رحاب الحق أجمعين. ("العقد المنضد الجديد"/ص31).
وقال الشيخ زيد المدخلي رحمه الله: فالدعوات الوافدة الَّتِي قامت على غير المنهاج الشرعي سواء منها ما كان في هذا الزمن وما كان قبله، قد استعمل أهلها لها أساليب متعددة بل أساليب تسيء إلى الدعوة ولا تحسن إليها ولا تحقق صلاحًا، وذلك كأسلوب حمل السلاح على الأمة من أجل تحكيم الشريعة والتفجير في المنشئات، والإساءة إلى القاصي والداني، وقتل المستأمن، واغتيال رجالات الحكومة، والفوضى والتشويش، هذه الَّتِي اعتبرها بعض الناس وسائل دعوة فإنَّهم قد أخطأوا خطًا عظيمًا يعرفه من منَّ الله عليه بالسلامة من التحزب والتعصب لأصحاب الأهواء. فنحن نرى بأن هذه الوسائل الَّتِي سلكها ما يسمى بالجماعات أو الأحزاب أو المنظمات دمرت الشعوب، وكثر بسببها القتل، وقلّ العلم، واشتغل الناس بالدفاع والحماية على أنفسهم،... إلخ. ("العقد المنضد الجديد"/ص99-100).
وقال فضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي رحمه الله: أطلب وألتمس من العلماء الأعلام الذين يهمّهم شأن الإسلام وأمة الإسلام بالدرجة الأولى شبابها أن يحذّروا الأمة بجدٍّ من كافة الانحرافات ومن مناهج الحزبيين الحركيين بشتى أحزابهم، وتعدد فرقهم، وكافة منظماتهم إلخ. ("قطوف من نعوت السلف"/ص42/له).
وقال رحمه الله: إنه لم يثبت عند جمهور العلماء في سرد أسماء الله آية قرآنية أو حديث نبوي صحيح، وإنما رجع من عدّها وسردها إلى القرآن الكريم والسنة المطهرة، فاستخرج كل واحد من نصوصهما ما أوصله إليه اجتهاده؛ ولذلك اتفقوا في عدّ بعضها، واختلفوا في البعض الآخر. ("العمل الأسنى"/ص124/دار المنهاج).
الفصل العاشر: وفاة فضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي رحمه الله
توفي فضيلة الشيخ زيد المدخلي فجر يوم الخميس 12 جمادى الأولى 1435 هـ بمستشفى "الملك فهد المركزي" بجازان، في إثر تعرُّضه لوعكة صحية مساء الأربعاء. وقد تقرر موعد الصلاة عليه ودفنه بعد عصر يوم الجمعة الموافق 13 جمادى الأولى 1435 هـ بمحافظة صامطة. فرحمه الله رحمة واسعة.
الفصل الحادي عشر: إن العلماء السلفيين تبقى علومهم حارسة للدين
قد انصرم النهار، وأظلمت الدنيا بانبساط جبة الدجى، وبدأ القمر يتلألأ بنوره. ولم أر الكواكب والأنجم الليلة لكثرة الغيم.
تفكرت القمر ليلة البدر قبل اليومين، وتفكرت وفاة ذاك القمر السلفي بعد أن ملأ الدنيا بعلومه وتوجيهاته ونصائحه. فهو كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإنه ليستغفر للعالم من في السماوات والأرض حتى الحيتان في الماء. وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب. إن العلماء هم ورثة الأنبياء لم يرثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر». (أخرجه الإمام أحمد بن حنبل (21763) وأبو داود (3641) وغيرهما عن أبي الدرداء رضي الله عنه، والحديث حسن لغيره).
فهذا القمر ليلة البدر، وإن ارتحل جسمه، وعلومه حية بين أظهر المسلمين ولا سيما أهل الحديث والسنة منهم، لأنه من ورثة النبي عليه الصلاة والسلام. والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينقطع علمه وهداه في الأمة إلى يوم القيامة، فمن سلك مسلكه أصاب قسطاً من ذلك.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: وقال تعالى : ﴿فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر﴾ [ الكوثر : 2، 3 ] ، فمن شنأ شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فله من ذلك نصيب؛ ولهذا قال أبو بكر بن عياش لما قيل له : إن بالمسجد أقواما يجلسون ويجلس الناس إليهم فقال : من جلس للناس جلس الناس إليه، لكن أهل السنة يبقون ويبقى ذكرهم، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم . وذلك أن أهل البدعة شنؤوا بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فأبترهم بقدر ذلك . والذين أعلنوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فصار لهم نصيب من قوله تعالى : ﴿ورفعنا لك ذكرك﴾ [ الشرح : 4 ] ، فإن ما أكرم الله به نبيه من سعادة الدنيا والآخرة فللمؤمنين المتابعين نصيب بقدر إيمانهم . فما كان من خصائص النبوة والرسالة فلم يشارك فيه أحد من أمته، وما كان من ثواب الإيمان والأعمال الصالحة، فلكل مؤمن نصيب بقد ذلك . ("مجموع الفتاوى"/28/ ص38).
وقد أحسن القائل قوله: أهل الحديث هموا أهل النبي وإن # لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
(نقله العلامة جمال الدين القاسمي الدمشقي رحمه الله في "قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث"/ص: 10).
هذه هي سيرة جميلة لفضيلة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي رحمه الله، وإن لم أره بعيني مع شدة تلهفي على لقائه وأمثاله من العلماء السلفيين، ولكن علومهم وصلتني، وأخبارهم بلغتني، فأنتفع بها وأستضيء بها، فأحبّهم في الله، فاللهمّ بلِّغهم تسليمي عليهم، وثبّتني على طريقهم، واحشرني في زمرتهم، حتى نلقاك معهم في يوم المزيد.
والحمد لله رب العالمين.
صنعاء، 18 جمادى الأولى 1435 هـ.
([1]) إذا قيل: إن هذا التعميم ليس بصواب لأن كثيرا من الناس يجهلون بفضائل العلماء فلم يتحسروا بفقدانهم.
الجواب بتوفيق الله وحده: أن المعني بالأنام هنا الإنسان الحقيقي، وهم أهل السنة والجماعة، فهم الذين يعرفون مناقب العلماء وينتفعون بهداهم، ويحزنون بموتهم.
([2]) أستمدّ –بعد حول الله وقوته- في ذكر ترجمته رحمه الله ببعض ما ذكر في موقعه الرسمي وما ذكر في "إتحاف الطالبين بتراجم العلماء المعاصرين"، وما نقله الأخ عمر عريبي حفظه الله -عضو "سبق الالكترونيك" عن كتابة الأخ الفاضل فواز بن علي المدخلي حفظه الله في ترجمة الشيخ زيد رحمه الله، وقد هذبتها مع بعض الزوائد المهمة.
([3]) أخرجه ابن ماجه (8) وابن حبان (326) عن أبي عنبة الخولاني رضي الله عنه. وفي سنده الجراح بن مليح، فيه ضعف. ولكن الحديث بشواهده في الباب حسن، والله أعلم.
([4]) استفدت –بعد حول الله وقوته- مما ذكر في موقع الشيخ الرسمي وما ذكر في "إتحاف الطالبين بتراجم العلماء المعاصرين"، وما ذكره الأخ الفاضل السلفي فواز بن علي المدخلي حفظه الله، وما ذكره أيضاً الإخوة الفضلاء السلفيون مهدي بن محمد القسنطيني، وأبو حمزة علي بن إبراهيم بن جحاف، وأبو عبد الرحمن فريد البرجي في شبكة "العلوم السلفية"، وما وجدته سابقا في مكتبة دار الحديث بدماج. فحفظ الله الجميع وجزاهم خير الجزاء.